تفسير ابن كثير | سورة الأنعام

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 68- سورة الأنعام الآية (129).

عبدالرحمن العجلان

على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. وكذلك نولي بعض الظالمين حسبك. هذه الاية الكريمة من سورة الانعام - 00:00:00ضَ

جاءت بعد قوله جل وعلا ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن والقدس استكثرتم من الانس. وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض عظموا وبلغنا وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا. قال النار مثواك - 00:00:30ضَ

هم خالدين فيها الا ما شاء الله. ان ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون يقول جل وعلا وكذلك نولي بعظ الظالمين بعظا. كذلك مثلما تقدم - 00:01:00ضَ

وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعظنا ببعظ وبلغنا اجل انا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم. خالدين فيها الا ما شاء الله. وكذلك مثل ما حصل لهؤلاء تولي بعض الظالمين بعضا. مثل ذلك. نولي - 00:01:40ضَ

نولي قيل فيها معان متعددة. نولي بعض الظالمين بعضا نجعل بعضهم اولياء بعض من الولاية يتولى الظالمين ظالمون وهذا الذي اختاره ابن جرير رحمه الله حيث ان السابقة في الولاية وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعظنا ببعظ وبلغنا اجلنا الذي اجلت له - 00:02:20ضَ

انا طال النار مثواكم. وقال اولياؤهم من الانس. يولي نجعل بعض اولياء بعض. وقيل في معناها صلي بعض الظالمين. يعني نتبع بعض الظالمين بعضا. يتوافدون على النار يتبع بعضهم بعضا. يتبع المتأخرون الاولين - 00:03:10ضَ

من الموالاة وهي وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا يعني نتبع بعض الظالمين وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا قيل المعنى نسلط بعض الظالمين على بعض. ينتقم الله جل وعلا من المنافق بمنافق - 00:03:50ضَ

ثم ينتقم الله جل وعلا من الجميع. يجعل بعض الظالمين يتسلط على بعض. بدل ما يكون يعمل منه الصداقة والمودة يكون عدوه. ثم ينتقم الله جل وعلا من الكل وقيل المعنى نكل - 00:04:40ضَ

امر بعض الظالمين الى بعض. ونتخلى عنهم. يعني لا نعتني بهم ولا نتولاهم بتوجيه وغيره وانما اكلوا بعضهم الى بعض. والمعاني هذه وكلها صحيحة. وكلها محتملة للاية الكريمة ورجح ابن جرير ما ذكرته لكم اولا وهو من الولاية - 00:05:20ضَ

نوليهم يعني نجعل بعظ الظالمين وليا لبعظ. وكذلك نولي على الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون. وجاء في الاحاديث كثيرة في ان الله جل وعلا يسلط على الظالمين من هو منهم فيظلمهم ثم ينتقم الله جل وعلا من الجميع - 00:06:00ضَ

وجاء في الحديث ان بعض الانبياء يسأل ربه ما علامة رضاك فيا رب عن عبادك فيقول اولي عليهم خيارهم. وما علامة سخطك على عبادك يقول جل وعلا ولي عليهم شرارهم - 00:06:40ضَ

فاذا فسد العباد ولى الله جل وعلا عليهم الفساق. واذا صلح العباد ولى الله عليهم الاخيار. وجاء في الحديث كما تكون عليكم. فالعباد اذا تولى عليهم شرارهم ارجعوا الى الله جل وعلا ويصلحوا اعمالهم. فاذا صلحت اعمالهم اصلح الله - 00:07:10ضَ

اهو ولايتهم. وجعلها في الخيار. واذا فسد العباد سلط الله ولاتهم عليهم فساموهم سوء العذاب والعياذ بالله اقرأ قال قتادة في تفسيرها انما يولي الله الناس باعمالهم فالمؤمن ولي المؤمن اين كان وحيث كان. والكافر ولي الكافر اينما كان وحيثما كان. ليس الايمان بالتمني - 00:07:50ضَ

ولا بالتحلي واختاره ابن جرير. وعنه في تفسير الاية يولي الله بعض الظالمين بعضا في النار يتبع بعضهم بعضا وقال مالك ابن ابن دينار قرأت في الزبور اني انتقم من المنافقين بالمنافقين ثم انتقم من المنافقين جميعا - 00:08:48ضَ

وذلك في كتاب الله قول الله تعالى وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا قولوا ما عليكم الا دينار رحمه الله انه قرأ الزبور الكتاب الذي نزل على داوود واتينا داوود زبورا. ان - 00:09:08ضَ

الله ينتقم من المنافق بالمنافق ثم ينتقم الله جل وعلا من المنافقين جميعا. يقول رحمه الله وذلك في كتاب الله مثله. وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون. بسبب كسبهم واعمالهم السيئة. نعم. وقال - 00:09:28ضَ

اسلم قال ظالم الجن وظالم وظالم الانس. وقرأ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطلق ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. يعش عن ذكر الرحمن يعرض. عن ذكر الله وطاعته - 00:09:58ضَ

سلط الله جل وعلا عليه الشياطين. لانه اعرض عن الخير ولم يرغب فيه تسلط عليه الاشرار الاشقياء ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. ملازمه. والشيطان قد - 00:10:18ضَ

يكون شيطان انسي وقد يكون شيطان جني. وكما تقدم لنا قد يكون الشيطان حيوان. حيوان يكون شيطان كما قال عمر رضي الله عنه لما ارسل البرذوان لاجل يدخل على اهل الشام - 00:10:42ضَ

رأى انه يعني كأنه شعر بالعظمة والتكبر فنزل عنه رضي الله عنه قال ما اركبتموني دابة وانما اركبتموني شيطان. ونزل رضي الله عنه ولم يقبل الركوب على البرذون الذي نعم ايها نصلي الظلمة الجن على ظلمة الانس وعن ابن - 00:11:02ضَ

سعود مرفوعا من اعان ظالما سلطه الله عليه وقال بعض الشعراء من اعان ظالما سلطه الله عليه وهذا شيء محسود وكثير ما يحصل الظالم يعين ظالم ثم نفس الظالم الاول يتسلط على من اعانه يسلط - 00:11:32ضَ

الله عليه ينتقم الله من الظالم بالظالم. ثم ينتقم من من الاثنين. من اعان انا ظالما سلطه الله عليه. يعني كانه يريد ان يعينه حتى يسلم من شره. يعينه على الظلم حتى يسلم من - 00:11:52ضَ

فينتقم الله جل وعلا منه بان يسلطه عليه والعياذ بالله. نعم. فقال بعض الشعراء وما من يد الا يد الله فوقها. ولا ظالما الا سيبلى بظالمه. سيبلى بظالمين. ما يأتي من هو اظلم منه واكبر منه واقوى منه يسلطه الله جل وعلا عليه. لان قلوب - 00:12:12ضَ

والعباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف شاء. فهو اذا شاء جل وعلا جعل قلب الوالد رقيقا رحيما بالرعية. رؤوفا رحيما بهم. واذا شاء جل وعلا سلطها هو عليهم فكان قلبه قاسي والعياذ بالله. نعم. ومعنى الاية الكريمة - 00:12:42ضَ

كما ولينا هؤلاء الخاسرين من الانس تلك الطائفة التي اغوتهم من الجن. كذلك نفعل بالظالمين نسلط بعضهم على بعض ونهلك بعض وهم ببعض وننتقم من بعضهم ببعض ببعض جزاء على ظلمهم وبغيهم. يسلط الله جل وعلا - 00:13:12ضَ

ظلمة الجن على ظلمة الانس. يتسلطون عليهم ويؤذونهم ويزعجونهم. ويزكونهم الى الانتقام والى الشدة والعياذ بالله. ثم ينتقم الله جل وعلا منهم جميعا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه - 00:13:32ضَ

اجمعين - 00:14:02ضَ