التفريغ
هذه الايات الثلاث من سورة الانعام جاءت بعد قول الله جل وعلا وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم قل اغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والارظ وهو يطعم ولا يطعم - 00:00:00ضَ
الايات يقول الله جل وعلا قل اغير الله اتخذ وليا لما طلب كفار قريش من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعبد الهتهم ويعطوه ما يعطوه ما شاء من المال - 00:00:26ضَ
والتزويج وغير ذلك من الرئاسة والسيادة عليهم امره الله جل وعلا ان يقول لهم قولا يقطع اطماعهم ويجعلهم لا يؤملون منه ابدا ان يستجيب لهم لانه صلى الله عليه وسلم - 00:01:01ضَ
بحسن خلقه ولباقته وتلطفه حتى بالمشركين الكفار ربما اجابهم بجواب لطيف وهو قاطع انه لن يستجيب لكن يتلطف بهم صلى الله عليه وسلم قال الله جل وعلا له قل اغير الله اتخذ وليا - 00:01:32ضَ
يريدون مني ان اتخذ وليا غير الله كلا والله ابدا لن استجيب لهذا وبلاغة القرآن الهمزة دخلت على غير الله فليس النفي نفي استفهام نفي ولاية الولاية. لا واتخذ الله جل وعلا عليه الله جل وعلا وليا - 00:02:06ضَ
لكنه نفى نفيا مؤكد بانه لن يتخذ غير الله ودخلت الهمزة على المفعول ولم تدخل على الفعل لانه لا ينفي الفعل الذي هو اتخاذ الولاية وانما ينفي اتخاذ غير الله - 00:02:54ضَ
قل اغير الله اتخذ وليا ما قال جل وعلا قل ااتخذ وليا غير الله فيكون النفي اتخاذ الولي وليس كذلك بل المؤمن اتخذ الله جل وعلا وليا قل اغير الله اتخذ وليا واليه - 00:03:22ضَ
واحبه واحب فيه واعادي من يعاديه لا يقدر بعض المفسرين رحمهم الله يقول قل اغير الله اتخذ وليا؟ لا يشعر من يقرأ بان الاستفهام هذا للانكار الاستفهام للانكار ثم وصف ربه جل وعلا بقوله - 00:03:54ضَ
فاطر السماوات والارض. لا يمكن ان يتخذ وليا غير فاطر السماوات والارض خاطر معنا خالق وموجد على غير مثال سبق عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال ما عرفت معنى فاطر حتى جاء - 00:04:28ضَ
اعرابيان يختصمان عندي في بئر وقال احدهما انا فطرتها يعني اوجدتها من اول مرة انا فعرفت معنى فاطر اي موجد السماوات والارض على غير مثال سبق لان الايجاد يدل على القدرة - 00:04:54ضَ
فما بالك اذا كان ايجاد على غير مثال سبق واحد صمم بيت بتصميمه وانشائه اخر جاء بعده وقلده سوى مثله ايهما اقدر لا شك ان الاول اقدر لانه اوجد على غير مثال سبق - 00:05:25ضَ
فاطر السماوات موجد السماوات والارض على غير مثال سبق وهو يطعم ولا يطعم. وهو يطعم يعطي ويرزق ويتفظل ولا يطعم ما يسترزق من عبيده جل وعلا مثل السيد من سادات الدنيا - 00:05:53ضَ
يسترزق من عبيده يعني يأمرهم بالعمل ليدروا عليه الرزق والله جل وعلا يعطي ولا يطلب من عبيده عطا وهو يطعم ولا يطعم. وفي قراءة وهو يطعم ولا يطعم يعني لا يأكل جل وعلا لان الاكل - 00:06:26ضَ
صفة من صفات النقص الاكل في حاجة يجوع ويحتاج الى اكل يقوي جسمه والا يضعف فهو جل وعلا غني عن ذلك. غني عنهما كليهما فهو يطعم يرزق عباده ويعطيهم ولا يطعم ولا يعطى - 00:06:54ضَ
ولا يطعم بمعنى لا يأكل هو قل يا محمد كرر لهم ذلك اني امرت ان اكون اول من اسلم اي من امتي وهو اول الامة اسلاما وهو الرسول عليه الصلاة والسلام - 00:07:20ضَ
واول من امن برسالته هو عليه الصلاة والسلام اني امرت من قبل ربي جل وعلا ان اكون اول من اسلم. يعني استسلم لله بالتوحيد وانقاد له بالطاعة اسلمت وجهي لله بالتوحيد - 00:07:49ضَ
ما التفت الى سواه ابدا وانقذت له طاعة وتذللا وعبادة قل اني امرت ان اكون اول من اسلم ولا تكونن من المشركين نهاه ربه ان يكون من المشركين ان يوالي المشركين - 00:08:17ضَ
او يعطف عليهم او يودهم او يعبد ما يعبدون ونحو ذلك من ما فيه شيء من المودة لهم ولا تكونن من المشركين فهذه ثلاثة امور امره الله جل وعلا بها - 00:08:45ضَ
امرت ان اكون اول من اسلم ونهيت ان اتخذ وليا غير الله ونهيت عن الشرك ولا تكونن من المشركين ثم بعد تقرير التوحيد لله جل وعلا امره جل وعلا ان يقرر للامة البعث - 00:09:16ضَ
وتقدم او قلنا غالب سور القرآن المكية تدعو وترغب في عبادة الله وحده والنهي عن الشرك وفي الايمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وفي الايمان بالبعث هذه التكاليف وهي الاساس - 00:09:45ضَ
وهي الاصل الاصيل وهي المهمة ولا ينفع اي عمل بدونها ما ينفع اي عمل بدون التوحيد ولا ينفع اي عمل بدون الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا ينفع اي عمل بدون الايمان بالبعث - 00:10:13ضَ
لان الله جل وعلا سمى من انكر البعث كفار زعم الذين كفروا لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم - 00:10:39ضَ
هذا الايمان بالبعث قل له يا محمد اخاف اذا عصيت ربي في الدنيا فاشركت معه غيره او عبدت غير الله او وقعت في المعصية اخاف عذاب يوم عظيم. اين هذا اليوم ومتى يوم القيامة - 00:11:12ضَ
وهو ات لا محالة وكل ات اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. يوم القيامة فيه التقرير الايمان بالبعث من يصرف عنه يصرف عنه العذاب في ذلك اليوم العظيم - 00:11:39ضَ
من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه. هذا هو المرحوم وهو الفائز وهو السعيد الذي يصرف عنه العذاب يوم القيامة من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز العظيم. هو الفوز الذي لا يساويه فوز - 00:12:07ضَ
والسعادة الابدية وما سوى ذلك هلاك وخسارة للدنيا والاخرة لو اعطي من الدنيا ما اعطي ثم مآله الى النار والعياذ بالله. فقد خسر الدنيا والاخرة خسر الاخرة لانه في النار والعياذ بالله - 00:12:32ضَ
وخسر الدنيا وان اعطي منها ما شاء لانه ما استعمل الدنيا لما ينفعه بل كان استعماله فيها لما يضره قهوة عبدة غير الله في الدنيا فخسر الدنيا. ولو عبد الله جل وعلا في الدنيا لربح الدنيا والاخرة - 00:12:54ضَ
من يصرف عنه العذاب يومئذ يوم القيامة هذا يوم عظيم وقد رحمه الذي يصرف عنه العذاب هذا هو المرحوم وذلك الفوز العظيم. الفوز السعادة ونيل المطلوب وذلك الفوز المبين البين الواضح الذي لا يعدله ولا شيء ولا شك فيه بل - 00:13:17ضَ
هو بين بيانا واضحا جليا قال تعالى قل غير الله يتخذ وليا فاطر السماوات والارض في قوله قل اغير الله قل افغير الله تامروني اعبد ايها الجاهلون والمعنى والايات في هذا الموضوع كثيرة لانها في الدعوة الى عبادة الله وحده ونبذ عبادة - 00:13:51ضَ
ما سواه والمعنى لا اتخذ وليا الا الله وحده لا شريك له فانه فاطر السماوات والارض. اي خالقهما ومبدعهما على غير مثال سبق يعني على ما وجدت من قبل ثم اوجدهما ثانية وانما هو الذي اوجدهما لاول مرة تبارك وتعالى - 00:14:25ضَ
وهو يطعم ولا يطعم اي وهو الرازق لخلقه من غير احتياج اليهم. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقرأ بعضهم لا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. نعم - 00:14:50ضَ
وقرأ بعضهم وهو يطعم ولا يطعم. وهو يطعم يعطي. المعنى الاول هو هو ولا يطعم يعني لا يأكل. تبارك وتعالى اي لا يأكل وفي الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال - 00:15:12ضَ
دعا رجل من الانصار من اهل قبا النبي صلى الله عليه وسلم على طعام فانطلقنا معه فلما طعم النبي صلى الله عليه وسلم وغسل يديه قال الحمد لله الذي يطعم ولا يطوى ولا يطعم - 00:15:33ضَ
ومن علينا فهدانا واطعمنا وسقانا من الشراب. وكسانا من العري وكل بلاء حسن ابلانا. يعني كل نعمة اعطانا اياها اكثر علينا النعم نعم الحمد لله غير مودع الرب مودع غير مودع يعني لا متروك - 00:15:49ضَ
الحمد لله غير مودع ربي ولا مكفي ولا مكفن ولا مكفي ولا مكفي اي نعم ولا مكفور ولا مستغنى عنه الحمد لله الذي اطعمنا من الطعام وسقانا من الشراب وكسانا من العري. وهدانا من الضلال وبصرنا من العمى. وفظلنا على كثير ممن خلق تفضيلا. الحمد لله - 00:16:10ضَ
لله رب العالمين وهو عليه الصلاة والسلام يحمد ربه يثني على ربه بما هو اهله ويعلم الامة ان تحذو حذوه تشكر الله جل وعلا العبد اذا سمى الطعام في اوله وحمد الله في اخره غفر له - 00:16:39ضَ
يا ان ابراهيم عليه السلام لما قدم العجل الحنيذ للملائكة والملائكة لا يأكلون عليهم الصلاة والسلام وهم جعوه على صورة بشر وقدم لهم الطعام قالوا ما نأكل طعام الا بثمن - 00:17:07ضَ
يريدون ونعمان اكل طعام الا بثمن. كنا ندفع ثمنه. قال وهذا له ثمن قالوا وما هو ثمنه حتى ندفع قال ان تسموا الله في اوله وتحمدوا الله في اخره فالتفت احدهما للاخر وقال الله اعلم حيث يجعل رسالته - 00:17:27ضَ
اختار ابراهيم وهو اهل للاختيار والاصطفاء اصطفاه ربه جل وعلا وقال هذا له ثمن ما في شيء مجاني ان تحمد الله في اوله ان تحمده سموا الله في اوله وتحمدوا الله في اخره - 00:17:51ضَ
وان الله ليرضى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها يعطي ويرضى على العبد اذا حمده سبحانه وتعالى اذا اكل فقال الحمدلله واذا فقال الحمدلله يرضى الله جل وعلا عنه - 00:18:12ضَ
وهو عليه الصلاة والسلام يعلم الامة الحمد لله جل وعلا والثناء عليه بما هو اهله قل اني امرت ان اكون اول من اسلم اي من هذه الامة فهو اول من اسلم من هذه الامة ولا يقال اول من اسلم قبله الانبياء عليهم الصلاة والسلام. والانبياء كلهم مسلمون - 00:18:36ضَ
ودينهم الاسلام كيف يكون محمد عليه الصلاة والسلام اول من اسلم اول من اسلم من هذه الامة من امة محمد ولا تكونن من المشركين قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. يعني يوم القيامة - 00:19:05ضَ
من يصرف عنه اي العذاب يومئذ فقد رحمه يعني فقد رحمه الله وذلك الفوز المبين كقوله تعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز والفوز حصول الربح ونفي الخسارة - 00:19:28ضَ
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:19:47ضَ