تفسير ابن كثير | سورة فصلت

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 7- سورة فصلت من الآية (30) إلى الآية (32).

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا - 00:00:00ضَ

وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم هذه الايات الكريمة من سورة فصلت - 00:00:31ضَ

جاءت بعد قوله جل وعلا عن اصحاب الجحيم وقيدنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين - 00:01:07ضَ

وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغلبون الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم ولنجزينهم اسوأ الذي كانوا يعملون. ذلك جزاء اعداء الله النار لهم في دار الخلد - 00:01:31ضَ

جزاء بما كانوا باياتنا يجحدون وقال الذين كفروا ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس نجعلهما نجعلهما تحت اقدامنا ليكون من الاسفلين ثم قال جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - 00:01:54ضَ

تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا. وابشروا بالجنة التي انتم توعدون. الايات الله جل وعلا ذكر اصحاب الجحيم اصحاب النار وما يكون بينهم وهم في نار جهنم وذكر قولهم جل وعلا وقال الذين كفروا ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس - 00:02:24ضَ

اجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين ليكون في ذلك نذارة وتخويف وزجر عن الكفر والضلال ومعصية الله ورسله ثم ذكر جل وعلا ترغيبا للمؤمنين وحفزا لهم بيانا لما اعده لهم في الدار الاخرة وما يبشرون به حال انتقام - 00:02:57ضَ

من الدنيا وقال جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله قالوا ربنا الله وحدوا الله جل وعلا قالوا لا اله لنا غيره ولا رب لنا سواه امنوا بالله ورسله وحدوا الله جل وعلا بالعبادة - 00:03:29ضَ

والرسول صلى الله عليه وسلم بالمتابعة قالوا هذا ثم استقاموا استمروا على هذا وثبتوا عليه ثبتوا على توحيد الله ولم يرتدوا ولم يكفروا ولم يقعوا في الشرك استقاموا ثبتوا على هذا واستمروا عليه الى الممات - 00:04:00ضَ

ماذا يكون لهم تتنزل عليهم الملائكة قول المرء ربي الله قد يقولها ثم يرتد عن الاسلام والعياذ بالله يكفر بسبب مكفر من المكفرات هذا ما استقام على الايمان قال ذلك - 00:04:38ضَ

لكنه ارتد يقول انس رضي الله عنه قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية الكريمة ثم قال قد قالها ناس من الناس ثم كفر اكثرهم فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها - 00:05:15ضَ

ان من قالها وكفر لا تنفعه ما دام انه كفر والله جل وعلا يقول لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك - 00:05:51ضَ

قد يكون المرء مسلمة ثم يرتد والعياذ بالله بسبب كثرة الفتن تتغير حاله كما ورد في الحديث يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يصبح مؤمنا ويمسي كافرا يبيع دينه بعرض قليل من الدنيا والعياذ بالله - 00:06:15ضَ

هذا كان على الاسلام لكن كفر وارتد فما ينفعه اسلامه السابق انه لابد ان يموت على ما هو عليه من الاسلام فان مات على خلاف ذلك ما انتفع ان المرتد - 00:06:48ضَ

يحبط عمله كله السابق والعياذ بالله قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال بعض العلماء رحمهم الله هم لتراخي الرتبة في الفضيلة فان الثبات على التوحيد ومصححاته الى الممات في علو مرتبته - 00:07:13ضَ

امر لا يرام الا بتوفيق ذي الجلال والاكرام ان الثبات على التوحيد والبعد عن الشرك والثبات على مصححات التوحيد ومقوياته والبعد عما يخدش الايمان ومنقصات الايمان هذه صعبة المرام تعب الوصول اليها - 00:07:54ضَ

الا من وفقه الله جل وعلا قال بعض العلماء ولهذا جاء بقوله ثم التي تدل على البعد والتراخي المرتبة لان الاستقامة مرتبة عالية كثير من الناس كما ورد في الحديث يقول امنت بالله - 00:08:33ضَ

ويسلم لكن ينحرف لاسباب بسيطة سهلة ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع ويسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وكان من اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك - 00:09:04ضَ

اذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم تخاف على نفسه من الزيغ وغيره من باب اولى اذا كان الخليل ابراهيم عليه السلام يخاف على نفسه الشرك ثمانية يأمن الشرك بعد إبراهيم - 00:09:41ضَ

واجنبني وبني ان نعبد الاصنام إبراهيم يخاف على نفسه ان ليعبد الاصنام والله جل وعلا قص علينا في كتابه العزيز في قوله تعالى واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها. فاتبعه الشيطان - 00:10:05ضَ

والاستقامة على التوحيد والبعد عن منقصاته امر شأنه عظيم صعب المنال الا على من وفقه الله جل وعلا قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه الاستقامة الا يشركوا بالله شيئا. من سلم من الشرك - 00:10:37ضَ

وهو الناجي وان قل عمله ومن وقع في الشرك خسر الدنيا والاخرة وان كثر عمله كما هو حال كثير من الناس فلا حول ولا قوة الا بالله يعمل يصلي ويصوم - 00:11:25ضَ

ويحج ويعتمر ويجتهد في الاعمال التي ظاهرها الصلاح لكنه مدخول من جهة القلب والاخلاص لله يلتفت الى غير الله يعبد غير الله يتوجه الى غير الله يخضع لغير الله من الاموات والاولياء وغيرهم ممن يزعم - 00:11:50ضَ

يزعم ان لهم تأثير وهم اموات الله اعلم بحالهم. منهم من هو في روضة من رياض الجنة منعم فيها. لا يدري عمن سأله وناداه ومنهم من هو والعياذ بالله في حفرة من حفر النار مشغول بنفسه - 00:12:16ضَ

ما نفع نفسه حتى ينفع غيره وحال كثير من الناس اليوم واقعون في هذا يتوجهون الى اصحاب القبور فيسألونهم فتحبط اعمالهم كلها حجهم وعمرتهم وصلاتهم وصيامهم كل حابط قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه - 00:12:38ضَ

الاستقامة الا يشركوا بالله شيئا وعنه رضي الله عنه قال لم يرجعوا الى عبادة الاوثان قال ابو حيان قال ابن عباس رضي الله عنهما نزلت هذه الاية في ابي بكر الصديق - 00:13:12ضَ

يعني هو الذي تنطبق عليه انطباقا كليا وان كان لا يحرم منها غيره وعن بعض الصحابة رضي الله عنهم قال ثم استقاموا على فرائض الله وعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه - 00:13:40ضَ

ان رجلا قال يا رسول الله بامر في الاسلام لا اسأل عنه احدا غيرك لا اسأل عنه احدا بعدك قال قل امنت بالله ثم استقم اثبت على هذا قلت فما اتقي فاومأ الى لسانه - 00:14:14ضَ

يقول احذر لسانك انه كما ورد في الحديث ان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله عليه بها سخطه الى يوم يلقاه وقول معاذ رضي الله عنه يا رسول الله - 00:14:49ضَ

لما وصاه بحفظ لسانه قال يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد - 00:15:11ضَ

كلام اللسان قلت فما اتقي قال فاومأ الى لسانه. يعني يقول احذر لسانك اللسان سلاح ذو حدين ان استعمل في الخير نفع نفعا عظيما اذا استعمل في قراءة القرآن والذكر - 00:15:35ضَ

والدعاء والتضرع الى الله جل وعلا والثناء على الله بما هو اهله واستعمل في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله وتحصيل العلم وتعليمه نفع نفعا عظيما وان استعمل في السب والشتم والغيبة والنميمة وقول الزور وكلمات الكفر والضلال - 00:16:13ضَ

اهلك صاحبه واوصله الى الدرك الاسفل من النار والعياذ بالله الجماعة من المنافقين الذي نتكلم بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم قالوا كنا نخوض ونلعب بالكلام قال الله جل وعلا قل ابالله واياته ورسوله كنتم - 00:16:42ضَ

تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم وقعتم في الكفر بهذا الكلام الذي قلتموه كما ورد في الحديث انهم قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا - 00:17:23ضَ

عند اللقاء يعنون النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم فلما بلغ عنهم جاءوا يعتذرون قالوا حديث الركب كنا نروع عن انفسنا بالكلام من غير جدية ومن غير صدق - 00:17:44ضَ

ما قصدنا الحقيقة والواقع وانما كما يقال على سبيل المزح وتأنيس الجليس ونحو ذلك قال الله جل وعلا لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - 00:18:05ضَ

ليس بكثرة العمل وانما بالاستقامة على طاعة الله الثبات على الحق للوقوف على المنهج الصحيح والبعد عما يخدش التوحيد او ينقصه او يبطله ويذهبه ما ثوابهم وما هي بشارتهم قال تعالى - 00:18:53ضَ

تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ستتنزل عليهم الملائكة متى في مواطن من العلماء من قال تتنزل عليهم الملائكة عند الاحتضار عند الموت وعند القبر - 00:19:42ضَ

في القبر وعند الخروج من القبور عند البعث هذه اصعب المواطن على المرء تأتيه رسل الله عليهم الصلاة والسلام من الملائكة نطمئنه ومنهم من قال تتنزل عليهم الملائكة حتى في حال الدنيا - 00:20:19ضَ

لكن ما يشعرون هم بذلك الا يشعرون بالتوفيق والاتجاه السليم والمنهج الصحيح يشعر انه مسدد من اين يأتي هذا؟ من جهة لا يشعر بها الا انها بتوفيق الله جل وعلا - 00:20:53ضَ

تتنزل عليهم الملائكة الملائكة في الدنيا ممكن تتنزل على العبد لكن لا توحي اليه وانما تسدده قد يهم في امر لا خير له فيه يريد سلوكه قد يفكر في عمل صالح يفعله فتحثه يجد من نفسه اندفاع - 00:21:16ضَ

في هذا العمل ورغبة ونشاط هذا في الدنيا وعند الاحتضار شوهد من الاموات من هو عند الاحتضار يتهلهل وجهه البشرى والنور ولكنه لا يستطيع ان ينطق ما يرى من البشارة - 00:21:45ضَ

من الملائكة حوله وكما قال الله جل وعلا فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون ما ترى الملائكة لكن الميت من في حال الاحتضار والنزع يراهم - 00:22:17ضَ

ويسر بهم ويفرح ويستبشر كذلك في القبر تؤنسه وتذهب عنه الوحشة والخوف فيسر بما هو فيه ويكون في روضة من رياض الجنة والذي بجواره معه في القبر ربما يكون لا يدري عن ذلك والاخر والعياذ بالله ربما يكون في حفرة من حفر النار - 00:22:48ضَ

هذا في نعيم وهذا في عذاب ولا يدري احدهما عن الاخر ان نعيم البرزخ وعذابه يختلف عن حال الدنيا تتنزل عليهم الملائكة قال ابن زيد ومجاهد تتنزل عليهم عند الموت - 00:23:31ضَ

وقال مقاتل وقتادة اذا قاموا من قبورهم للبعث وقال وكيع البشرى في ثلاثة مواطن عند الموت وفي القبر وعند البعث قال البيضاوي او في حياتهم فيما يعرض لهم من الاحوال - 00:24:14ضَ

تأتيهم بما يشرح صدورهم ويدفع عنهم الخوف والحزن سددهم في حال الدنيا والحياة تشجعهم على الخير وتأمرهم به وترغبهم فيه ويستشعر نجاح ما هو فيه وتثبتهم عن الشر وتمنعهم منه من حيث لا يشعر المرء - 00:24:47ضَ

تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا لا تخف ما امامك امامك البشرى والجنة روضة من رياض الجنة ان تنتقل من نكد الدنيا وتعبها الى روضة من رياض الجنة ويستبشر - 00:25:26ضَ

ولا تحزن على ما خلفت لا تحزن على ما لك وولدك واهلك سيتولاهم الله جل وعلا الرجل الصالح يحفظ الله جل وعلا له ذريته وينشأون نشأة صالحة موفقة لا تخافوا ولا تحزنوا. لا تخف مما امامك - 00:25:57ضَ

ولا تحزن مما خلفت وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون وعدتكم الرسل الجنة بالايمان فامنتم فابشروا وعدتم به المرء يتخوف لا يدري اين مصيره وخاصة في حال الانتقال وعند الاحتضار يتخوف - 00:26:36ضَ

وتأتيه البشرى في هذه الحال وورد ان الميت قبل ان يموت يعرف مآله ومصيره لكن ما يستطيع ان يقول شيئا ولا يدري عنه الاحياء حكمة يريدها الله جل وعلا ولهذا - 00:27:09ضَ

ثبت ان الميت اذا حمل على السرير على النعش ان كان رجلا صالحا يقول قدموني قدموني انه مستبشر بما امامه وان كان غير ذلك والعياذ بالله تقول الجنازة يا ويلها الى اين تذهبون بها - 00:27:34ضَ

الى النار والعياذ بالله يسمع ذلك كل شيء الا الثقلين الجن والانس البشائر تأتي للمؤمن وهو في الدنيا قبل ان يموت الا تخافوا ولا تحزنوا قال ان هي المخففة من الثقيلة - 00:27:56ضَ

او المفسرة او الناصبة وعلى الوجهين الاولين يكون لا ناهية وعلى الثاني تكون نافية اذا كانت ناصبة لا نافية لا تخافوا لا تخافون واذا كانت على الاوليين المخففة من الثقيلة - 00:28:36ضَ

والمفسرة تكون لا ناهية. لا تخف واذا كانت ناهية نقول لا تخافوا والمعنى لا تخافون مما تقدمون عليه من امور الاخرة ولا تحزنوا على ما فاتكم من امور الدنيا من اهل وولد ومال - 00:29:04ضَ

قال مجاهد رحمه الله لا تخافوا الموت ولا تحزنوا على اولادكم فان الله حليفتكم عليهم وقال عطاء لا تخافوا رد ثوابكم فانه مقبول ولا تحزنوا على ذنوبكم فاني اغفرها لكم - 00:29:34ضَ

والظاهر عدم تخصيص تنزل الملائكة عليهم بوقت معين وعدم تقييد نفي الخوف والحزن بحالة مخصوصة كما يشعر به حذف المتعلق يعني هذا في حالات كثيرة ما يقيد بانه في حال كذا او في حال كذا - 00:29:56ضَ

وتفسير الخوف والحزن الخوف غم يلحق النفس لتوقع مكروه في المستقبل الخوف تقول انا خايف مثلا من ما كذا يعني شيء امامك تتوقع اصوله والحزن يلحقها لفوات نفع في الماضي - 00:30:26ضَ

يحزن لا على شيء مستقبل وانما يحزن على انه فات عليه شيء ما ويخاف لا على شيء مضى وانما يخاف من شيء مستقبل الخوف غم يلحق النفس لتوقع مكروه في المستقبل والثاني - 00:30:55ضَ

في الماضي وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون يقول تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا اي اخلصوا العمل لله وعملوا بطاعة الله تعالى على ما شرع لهم قال الحافظ ابو يعلى الموصلي - 00:31:35ضَ

حدثنا الجراح عن انس ابن مالك قال قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قد قالها ناس ثم كفر اكثرهم - 00:32:12ضَ

فمن قالها حتى يموت فقد استقام عليها وكذا رواه النسائي في تفسيره ثم قال ابن جرير حدثنا عبد الرحمن عن ابي بكر قال قرأت على ان ابي بكر الصديق هذه الآية - 00:32:31ضَ

ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال هم الذين لم يشركوا بالله شيئا ثم روي من حديث الاسود بن هلال قال قال ابو بكر رضي الله عنه ما تقولون في هذه الاية - 00:32:56ضَ

ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال فقالوا ربنا الله ثم استقاموا من ذنب وقال لقد حملتموها على غير المحمل قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا الى الى اله غيره - 00:33:15ضَ

يعني ثبتوا على التوحيد وقال ابن ابي حاتم سئل ابن عباس رضي الله عنهما اي اية في كتاب الله ارخص قال قوله ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا. على شهادة ان لا اله الا الله - 00:33:38ضَ

يعني ان البشارة تحصل لكل من قال لا اله الا الله وثبت عليها. يعني لو وقع في شيء من المعاصي لهذا قال اي اية ارغب؟ قال هذه الاية لان فيها البشارة - 00:34:00ضَ

والنجاة لمن كان على التوحيد وقال الزهري عمر هذه الاية على المنبر ثم قال استقاموا والله لله بطاعته ولم يرغبوا ولم يروغوا روغان الثعالب يعني استقاموا على الطاعة واستمروا عليها - 00:34:17ضَ

وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس قالوا ربنا الله ثم استقاموا على اداء فرائضه وكذا قال قتادة قال وكان الحسن يقول اللهم انت ربنا فارزقنا الاستقامة وقال ابو العالية - 00:34:46ضَ

ثم استقاموا اخلصوا له العمل والدين وقال الامام احمد قوله جل وعلا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون اي ان الملائكة تقول للمحتضر حال الاحتضار ابشر في الجنة التي وعدتك بها الرسل. اذا استقمت وقد استقمت على ذلك - 00:35:07ضَ

وتقول لهم نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا. يعني اصحابكم ورفقاؤكم ومعكم في الحياة الدنيا ولا تشعرون بنا نحن معكم الحفظة مع ابن ادم نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا نحن مرافقون لكم في الحياة الدنيا - 00:35:42ضَ

ولن نتخلى عنكم اليوم نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة. نحن معكم حتى تستقروا في الجنة وهذه بشارة بمرافقة الملائكة الكرام للعبد المؤمن الذي يموت على التوحيد لانهم لم يتخلوا عنه هم رافقوه في الدنيا وسيستمرون معه حتى يدخل الجنة - 00:36:10ضَ

نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ولكم فيها اي ولكم في الجنة ما تشتهي انفسكم كل ما تشتهونه يحصل ليس هناك شيء يشتهى في الجنة ولا يحصل ولكم فيها ما تشتهي انفسكم من انواع الكرامات - 00:36:40ضَ

واللذات والخيرات ولكم فيها ما تدعون يعني ما تطلبونه او ما تتمنونه كل ما تتمنونه وكل ما تطلبونه وكل ما تريدونه يحصل لكم في الدار الاخرة اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - 00:37:10ضَ

ثم قال جل وعلا نزلا من غفور رحيم. يعني هذه الاشياء ضيافة وكرامة من الله جل وعلا اكرم بها عباده المؤمنين نزلا من غفور اتصل بصفة المغفرة رحيم غافور لهؤلاء لان هؤلاء يحصل منهم سيئات ما هم معصومون - 00:37:47ضَ

يحصل منهم سيئات ولكن الله جل وعلا غفرها ورحمهم الله جل وعلا من ان يعذبهم سيئاتهم ومعاصيهم نزل الضيافة من غفور رحيم. متصف بهذين بهاتين الصفتين العظيمتين. صفة المغفرة وصفة الرحمة - 00:38:19ضَ

والله جل وعلا موصوف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص والعيب والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:38:46ضَ