تفسير ابن كثير | سورة الأنعام

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 76- سورة الأنعام الآية (139).

عبدالرحمن العجلان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا - 00:00:00ضَ

ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم انه حكيم عليم هذه الاية الكريمة من سورة الانعام جاءت بعد قوله جل وعلا وقالوا هذه انعام وحرث حجر لا يطعمها الا من وانعام حرمت ظهورها وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراضا - 00:00:30ضَ

سيجزيهم بما كانوا يفترون فهذه الاية الكريمة وقوله جل وعلا وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا جاءت في سياق بيان ظلالات الجاهلية وانهم حرموا وحللوا من تلقاء انفسهم - 00:01:20ضَ

والتحريم شرع والتحليل شرع فلا يجوز الا من بيده الامر وهو الله جل وعلا بدأها جل وعلا بقوله وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا فقالوا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا - 00:02:12ضَ

فما كان لشركائهم فلا يصلوا الى الله وما كان لله فهو الى شركائهم شاء ما يحكمون وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم ليردوهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولا شاء الله ما فعلوه - 00:02:54ضَ

فذرهم وما يفترون وقالوا هذه انعام وحرث حجر لا يطعمها الا من بزعمهم الايتين فهو جل وعلا يذكر شيئا من ضلالات الجاهلية وانهم قتلوا اولادهم وانهم حللوا اشياء ليست بحلال - 00:03:37ضَ

وحرموا اشياء ليست بحرام وانما من تلقاء انفسهم وزعموا ان هذا من قبل الله افتراء وكذب على الله جل وعلا وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا انعام يحرمونها - 00:04:22ضَ

الشائبة والوصيلة واللحام كما ذكر الله جل وعلا في اواخر سورة المائدة يحرمونها فلا تركب ولا تستعمل وزعموا انما انتجته من لبن او ولد خاص بالذكور فقط قالوا لبن السائبة - 00:05:04ضَ

لا يشربه الا الذكور. الاناث حرام عليهم ولما فرقوا بين الذكور والاناث وقالوا ولد السائبة ان كان ذكرا فهو للذكور خاصة وان كان انثى استبقوها وان كان ميتا اشترك فيه الذكور والاناث - 00:05:52ضَ

وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا خاص للرجال ومحرم على ازواجنا والمراد بالازواج كما قرر المفسرون رحمهم الله الاناث سواء كن زوجات او امهات او بنات او اخوات وانما هن صالحات لان يكون لان يكن زوجا - 00:06:30ضَ

ومحرم على ازواجنا اي اناسنا وان يكن ميتة فهم فيه سواء شركا اذا ولد منها ميت اكل منه الذكور والاناث واذا ولد حي فلا يخلو ان كان انثى استبقوها من اجل النتاج - 00:07:06ضَ

وان كان ذكرا نحروه واختص به الرجال دون النساء وان يكن ميتة فهم فيه شركاء الذكور والاناث وصفهم سيجزيهم بهذا الوصف الذي اتخذوه شرعا لهم ودينا ولم يشرعه الله جل وعلا - 00:07:36ضَ

سيدهم عليه وعيد شديد لمن تجاوز في التحليل والتحريم والتحليل والتحريم خاص بالله تبارك وتعالى. فلا يجوز في كائن من كان ان يحلل ما حرم الله ولا ان يحرم ما احل الله - 00:08:12ضَ

لان هذا نوع من انواع العبادة والعبادة لله وحده. كما قال الله جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم سمعها عدي بن حاتم الطائي وكان قد تنصر - 00:08:44ضَ

وهي تخص النصارى. قال يا رسول الله لسنا نعبدهم ما اتخذناهم الهة وقال عليه الصلاة والسلام اليسوا يحرمون عليكم ما احل الله فتحرمونه ويحلون لكم ما حرم الله فتحلونه. يحللون ويحرمون؟ قال بلى - 00:09:16ضَ

اذا قالوا لنا هذا حرام اتخذناه حرام وان كان حلال في الاصل. واذا قالوا لنا هذا حلال اتخذناه حلالا وان كان حراما في الاصل قال بلى. قال صلى الله عليه وسلم فتلك عبادتهم - 00:09:47ضَ

ايؤخذ من هذا ان التحليل والتحريم لله وحده ليس لاحد ان يحلل ما حرم الله ولا ان يحرم ما احل الله وتحليل الحرام وتحريم الحلال كفر بالله تبارك وتعالى لو ان مثلا - 00:10:10ضَ

اتفق جماعة من الناس على تحليل الخمر. قالوا الخمر حلال نتخذه ولا نبالي بذلك وهذا كفر وخروجه من ملة الاسلام. لانه تحليل لما حرم الله ولو ان جماعة حرموا ما احل الله - 00:10:43ضَ

حرموا الارز او البر او التمر الحلال اتفقوا على تحريمه فذلك كفر بالله جل وعلا لان التحليل والتحريم لله وحده ليس لاحد سواه ولذا توعدهم جل وعلا على ذلك بقوله سيجزيهم وصفهم - 00:11:10ضَ

سيعاقبهم ويجازيهم على هذا التحليل والتحريم انه حكيم عليم حكيم جل وعلا يضع الاشياء مواضعها عليم جل وعلا بما يفعله العباد من صغير وكبير وحقير وخفي وظاهر وغير ذلك فهو عليم - 00:11:39ضَ

وجاء جل وعلا بهذين الاسمين الكريمين كالتعليل لهذا لذلك الوعيد. سيجزيهم وصفهم لانه جل وعلا حكيم عليم والناس في باب الاسماء والصفات لله تبارك وتعالى ثلاث فرق فرقة شبهت وفرقة عطلت - 00:12:11ضَ

وفرقة وسط بين الطائفتين اجتنبوا التشبيه واجتنبوا التعطيل وامنوا بالاسماء والصفات على مراد الله تبارك وتعالى. وهم اهل السنة يا جماعة معنا شبهت فرقة شبهت قالوا له يد كيد وقدم كقدمي ووجه كوجهي وهذا ضلال والعياذ بالله - 00:12:56ضَ

لان الله جل وعلا يقول ليس كمثله شيء وفرقة فرت من هذا التشبيه ما تريد التشبيه وابتعدت عن التشبيه فلزمها حينئذ التعطيل عطلت قالوا ننفي الاسماء الصفات حتى لا نشبه الله بخلقه - 00:13:32ضَ

هذا معنا عطلت يعني نفت الاسماء والصفات عن الله تبارك وتعالى. وهذا ضلال لان الله الله جل وعلا يقول وهو السميع البصير. وغير ذلك من الايات التي فيها الاسماء والصفات - 00:14:02ضَ

اهل السنة والجماعة اثبتوا اثباتا لا يترتب عليه تشبيه ونزهوا الله جل وعلا عن صفات المخلوقين تنزيها لا يترتب عليه تعطيل اثبات احذر التشبيه لا يخطر على بالك ان الله جل وعلا موصوف بصفات الكمال - 00:14:22ضَ

احذروا ان يقع في بالك التشبيه اذا قال وهو السميع البصير. لا يخطر على بالك ان سمع الله كسمع المخلوقين. او ان بصر الله كبصر المخلوقين او ان يد الله كيد المخلوقين - 00:14:59ضَ

او ان قدم الله كقدم المخلوقين او ان وجه الله كوجه المخلوقين تعالى الله ليس كمثله شيء ثم احذر ان تتجاوز الحد في هذا النفي وتنفي الصفات عن الله جل وعلا - 00:15:22ضَ

فتكون معطلا والله جل وعلا يقول وهو السميع البصير وتقول لا لا سمع ولا بصر تعالى الله واهل السنة والجماعة اثبتوا اثباتا لا يترتب عليه تشبيه. ونزهوا الله جل وعلا - 00:15:47ضَ

لا تنزيها لا يترتب عليه تعطيل فهم وسط بين الطائفتين وغالبا اهل السنة وسط بين طائفتين ضالتين كما ان المسلمين وسط بين طائفتين ضالتين من اليهود والنصارى فاليهود عليهم لعنة الله قالوا عن عيسى عليه السلام انه بغي ابن بغي ولد بغي - 00:16:10ضَ

والنصارى عليهم لعنة الله. قالوا عيسى ابن الله. تعالى الله او هو ثالث ثلاثة او هو الله تعالى الله واهل والمسلمون قالوا عيسى عبدالله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه - 00:16:57ضَ

وهو عبد الله ورسوله عبد لا يعبد ورسول من قبل الله جل وعلا لا يكذب. وليس ابن بغي بل هو رسول من رسل الله عليهم الصلاة والسلام فالمسلمون وسط بين اليهود والنصارى - 00:17:35ضَ

واهل السنة والجماعة وسط بين طوائف الظلال المشبهة والمعطلة والجبرية والقدرية وغيرهم من طوائف الظلال تجاوزوا الحد واهل السنة والجماعة اخذوا بالوسط سيد ديهم وصفهم انه حكيم عليم حكيم لها معنى - 00:18:00ضَ

معنا عظيم وهو وضع الشيء موضعه عليم احاطته جل وعلا بكل شيء علما. لا تخفى عليه خافية وجمع الاسمين معا فيه معنى عظيم لان الحكيم قد يكون يضع بعض الاشياء مواضعها لكن لا علم عنده او علمه قليل - 00:18:41ضَ

وقد يكون المرء عنده علم لكنه لا يضع الاشياء مواضعها فليس بحكيم. والله جل وعلا جمع بين هذين الاسمين العظيمين وسائر اسماء الله وصفاته تدل على كمال على كمال الصفة. وان الله جل وعلا هو الموصوف - 00:19:20ضَ

كمال مبرع منزه عن صفات نقص والعيب ثم علينا ان نعلم ان باب الاسماء والصفات مبني على الدليل ما يجوز لنا ان نثبت اسماء وصفات لله لم ترد في كتابه ولا سنة رسوله صلى الله عليه - 00:19:50ضَ

عليه وسلم مبناها على التوقيف يعني على الكتاب والسنة والنفي اجمالا ننفي عن ربنا تبارك وتعالى جميع صفات النقص والعيب ليس كمثله شيء هذا نفي لا يشابه الخلق لم يلد ولم يولد - 00:20:22ضَ

لا تأخذه سنة ولا نوم والاثبات ما نثبت لله اسما او صفة الا ما ثبت في الكتاب والسنة سيد يزيهم وصفهم سيعاقبهم على تشريعهم هذا وعلى ما اتخذوه انه حكيم عليم. وفي هذا تحذير للمسلمين من ان يتدخلوا في - 00:20:54ضَ

تحليلي ما حرم الله او تحريم ما احل الله وبعض ولاة الطغيان والظلال. تدخلوا في هذا قالوا هذا لا بأس به وقد حرمه الله جل وعلا في كتابه وعلى لسانه رسوله صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال قالوا الذي يشرب الخمر في داره - 00:21:33ضَ

في ولا يخرج ولا يؤذي الناس ما يهمنا هذا على نظره وعلى كيفه ولا نعترضه وكذلك في باب تحريم ما احل الله شيء حلال يحرمون هذا مخالفة للكتاب والسنة والتحليل والتحريم لله جل وعلا. تحليل - 00:22:07ضَ

الحكم بالطاغوت هذا ضلال تحليل الحكم بالطاغوت ظلال تحليل الخمر ظلال تحليل الزنا ظلال تحريم ما احل الله جل وعلا من بعض المأكولات الحلال ومنعها لانهم حرموها هذا ضلال وكفر ان يحرم شيئا قد احله الله - 00:22:40ضَ

جل وعلا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:23:26ضَ