التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد سوف يكون درج درج في هذا اليوم مواصلة لما تقدم من الدروس - 00:00:00ضَ
في تفسير جزء عامة الكلام لا زال في سورة عبس وتولى وتقدمت الاشارة الى ان هذه السورة اه نزولها في قصة عامر ابن ام مكتوم ويقال عبد الله ابن ام مكتوم العامري - 00:00:29ضَ
رضي الله عنه وان النبي عليه الصلاة والسلام كان يخاطب اناسا من كفار قريش وملائهم وكان مشغولا بهم وجاءه عمرو بن مكتوم وكان رجلا اعمى لا يبصر وسأل النبي عليه الصلاة والسلام ان يعلمه بما علمه الله - 00:00:48ضَ
والنبي صلوات صلوات الله وسلامه عليه كان حريصا على اسلام هؤلاء الكبراء من قريش والقصة هذه متفق عليها من حيث الجملة عند المفسرين وجاءت فيها اخبار واحاديث واثار كثيرة منها ما رواه الترمذي - 00:01:11ضَ
واسناده لا بأس به وبعضهم اعله بالارسال من رواية مالك ابن جريج عن هشام ابن عروة ولكن له شواهد منها ايضا ما رواه ابو يعلى الموصلي من رواية انس بن مالك واسناده ايضا لا بأس به - 00:01:30ضَ
وفي الباب الحديث منها ايضا ما ذكره ابن جرير رحمه الله بسنده المعروف سند العوفي المعروف من روايته عن عن محمد بن سعد اه ابني محمد العوفي قال حدثني ابي عن عمي عن ابيه عن جده عن ابن عباس - 00:01:49ضَ
وذكر نحو القصة وهذا اسناد مشهور يدور في التفسير كثيرا ويذكر ابن ابي حاتم ويذكره ابن جرير كثيرا رحمه الله وهذي اسناد فيه ضعف شديد وهذا لانه يدور على هذه السلسلة من اولادي عطية بن سعد العوفي - 00:02:10ضَ
خاصة من في وسطه بعضهم متهم برأي الجهمية برأي الحسين ابن الحسن ابني سعد ابن عطية من جناده العوفي وبعضهم ليس بذاك فهذا الاسناد ضعيف جدا لكن بعضهم يذكره الاستئناس في القصة الثابتة - 00:02:32ضَ
في مثل هذه الواقعة التي جاءت باسانيد عن النبي عليه الصلاة والسلام. وهو ما جاء ان بنقوم مكتوم رضي الله عنه كان حريصا ان يتعلم عن النبي عليه الصلاة والسلام - 00:02:57ضَ
النبي تولى عنه وانصرف عليه الصلاة والسلام لانه مشغول بهؤلاء القوم وقع في نفسه شيء مما يقع في نفوس البشر يعني من جهة ان هؤلاء قد يقولون واصحاب ومن حوله هؤلاء - 00:03:12ضَ
يتكبرون عن الدعوة فنزل قول الله عز وجل عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى او يذكر فتنفعه الذكرى نزلت علينا. هذه الايات ثم رفقا بالنبي عليه الصلاة والسلام - 00:03:34ضَ
جاء الخطاب على اسلوب الغيبة. او جاء كلامه سبحانه وتعالى اسلوب الغيبة ولم يأتي على سبيل المخاطبة رفقا به صلوات الله وسلامه عليه. عبس وتولى والعبوسة هي تغير الوجه يعني ظهوره شيء من التأثر ربما الغضب وبعضهم المفسرين قال كلح - 00:03:56ضَ
بوجهي عليه الصلاة والسلام ما شد عليه الامر وتولى. والتولي يكون بالابتعاد بتولي البدن وهو تحول من مكان الى مكان وايضا يكون التولي بالانصراف عنه بالحديث الى غيره عبس وتولى - 00:04:24ضَ
باي شيء ان جاءه الاعمى. يعني لمجيء الاعمى او لان جاءه الاعمى ويقول اهل العلم ان جملة ان جاءه الاعمى هذه مفعول لاجله مفعول لاجله. اي لمجيء الاعمى عبس وتولى لمجيء. نعم هو المفعول لاجله - 00:04:43ضَ
يحتاج الى فعل ينصبه وتقدم فعلان عبس وتولى ايهما الذي عمل فيه النصب ومن جهة المعنى متعلق بهما جميعا من جهة المعنى والتفسير متعلق عبس وتولى انجاه الاعمال لكن من جهة الاعراب فهو اما بعبسة او تولى وهذا يسميه العلماء باب التنازع وهو - 00:05:09ضَ
ان يتقدم في المعمولان وهما الفعلان عبس وتولى وكلاهما ان يتقدما عاملان وهذان الفعلان وكلاهما يريد مفعولا له ويتنازعان فلا بد كما يقول العلماء في هذا الباب من الصلح بين هذين بين هذه العوامل - 00:05:41ضَ
كما قال ابن مالك رحمه الله ان عاملان اقتظيا في اسم العمل قبل فللواحد منهما العمل والثاني اولى عند اهل البصرة واختار عكسا غيرهم ذا اسرة واعمل المهمل في ضمير ما تنازعاه والتزم ما التزم. كي يحسن ويسيء ابناك يحسنان ويسيء ابناك - 00:06:07ضَ
وقد بغى واعتديا عبداك يعني كيحسن ويسيء ابناءك. فهو رحمة الله عليه يقول اذا تقدم عاملان وتأخرا مع فاعمل احدهما فيه. ثم اجعل في الثاني ظميرا. ظميرا لا تترك لا تتركه لا تتركه بلا ظمير. لا بد لانه يحتاج الى عامل. فيعطى احدهما الظاهر - 00:06:30ضَ
فينصبه والثاني او يرفعه. والثاني يعطى عامل هذا المرفوع او المنصوب. يعطى العامل فيكون صلحا بينهما حتى لا يحصل من التنازع بين هذين العامين. ولهذا قال ليحسنان ويسيئ ابناك. ويقول رحمه الله والثاني اولى عند اهل البصرة - 00:07:04ضَ
ولهذا قال يسيئ ابناك. معنى انه لم يجعل في يسيء عامل. بل جعل العامل هو الظاهر وهو وابناك ويسيء هذا الفعل المضارع المرفوع بضمة مقدرة وفاعله هو ابناك وفاعله وابناك ويحسنان هذا يحتاج - 00:07:32ضَ
الى عامل يحتاج الى عملية قال يحسنان فاعمل المهمل في ضمير ما تنازعا اعطه الضمير فاعطاه الالف وهو يسيئان وهذه فاعل ومعلوم ان هذه الفعل المضارع الذي يتصل بالف وتنين او او الجماعة ويا المخاطبة يرفع بهذه العوامل - 00:07:57ضَ
وعلامة رفعه ثبوت كي يحسنان ويسيئ ابناك وقد بغى واعتديا عبداك وهنا كذلك عبس وتولى على هذا يكون على مذهب البصرة يتولى هو العامل في ان جاءه الاعمى ويكون منصوبا بتولى - 00:08:24ضَ
لانه وعلى قول الكوفيين يكون الاولى لانه هو الاول فيكون اولى والواه البصرة يقوم الثاني هو اولى لقربه قوله ان جاءه الاعمى اي لمجيء الاعمى. ان وان مصدري هنا ان مصدرية - 00:08:44ضَ
اول ما بعدها مصدر ان مجيء الاعمى وهو ابن ام مكتوم وذكر الاعمى هنا لبياني انه معذور بذلك وانه لم يرى النبي عليه الصلاة والسلام. وان كان قد يسمع ويدرك ان يسمع شيئا من الخطاب لكنه لا يرى حال النبي عليه الصلاة والسلام حين كره سؤاله - 00:09:06ضَ
كره سؤاله وهو مشغول بمن يخاطبه عبس وتولى ان جاءه الاعمى ثم جاء الخطاب موجها له عليه الصلاة والسلام وما يدريك وما يدريك لعله يزكى. اي شيء يدريك ما هنا - 00:09:35ضَ
افهمي اي شيء يدريك لعله يزكى فيحصل له من النفع والخير والزكاة ما يكون ارفع وانفع مما اطلبه من هؤلاء المشركين المعرضين وكان في هذا درس له عليه الصلاة والسلام في مسألة امر آآ امور في امر الدعوة - 00:09:55ضَ
الى الله سبحانه وتعالى. وان هذا درس يكون لكل من يدعو الى الله عز وجل ان يراعي في هذا الباب ما يكون اعظم مصلحة والنبي عليه الصلاة والسلام راعى ذاك الامر لانه - 00:10:23ضَ
يرجو اسلامهم يرجو دخولهم في الدين وان يتبعهم غيرهم ممن هو تابع لهم لكن الله عز وجل بين انه فرق بين من يريد التذكر ويريد التزكي في هذا فهذا يلتفت اليه وهذا ينصرف اليه اما من كان معرضا فهذا يترك - 00:10:43ضَ
ولهذا لا تترك المصلحة الحاصلة. وهذا قد يستفاد والله اعلم في امر يتعلق بامور المصالح المحققة المصالح التي يقطع بحصولها هنالك مصالح راي توهم وان كانت المصالح التي يقطع بحصولها قد تكون في نظري. من يقطع بها انها اقل - 00:11:15ضَ
وتلك المصالح اعظم لكنها غير مقطوع بها. فانت على يقين من هذه المصالح وانت متردد في هذه المصالح فلهذا لا تترك هذه المصالح المحققة المقطوع المقطوع بها. وان كانت يسيرة في جانب غيرها مما - 00:11:49ضَ
اه يؤمل حصوله لكن مشكوك فيها. فلهذا تقدم لتحققها ووجودها حتى لا يفوتك لا تفوت هذه وهذه ولهذا قال سبحانه وما يدريك لعله يزكى او يتذكر فتنفعه الذكرى. كذلك تحصل له الزكاة لانه جاء مقبلا. جاء يريد سؤال النبي عليه الصلاة - 00:12:12ضَ
والسلام وهو الذي جاءك وهو الذي قصدك لكن هؤلاء انت قصدت اليهم واذهبت اليهم وهذا امر لا شك انه مطلوب الداعي الى الله ان يسعى لكن حين يكون الامر في قضية - 00:12:41ضَ
يكتنفها امران مصلحة ظاهرة وان كانت يسيرة ومصلحة متوهمة لكن يرجى حصولها في هذه الحالة يؤخذ بهذه المصلحة وتحصل اما تلك فانه سهل في تحصيلها بطريق اخر حتى لا تفوتك هذه المصلحة. وليس فيه آآ - 00:12:59ضَ
والاعراض عن الدعوة الى الله لمن كان معرضا متكبرا لا ليس فيك هذا انما نزل نزلت هذه الايات والله اعلم في هذه الحالة وهي حالة سؤال ابن ام مكتوم للنبي عليه الصلاة والسلام - 00:13:27ضَ
ويطلب منه ان يعلمه شيئا من القرآن وان يعلم شيئا ما علمه الله والرسول عليه الصلاة مشغول مشغول بهؤلاء القوم الذين كانوا معرضين وكانوا يا حال من التكبر فالله عز وجل - 00:13:46ضَ
امره واخبره بقوله قال وما يدريك لعله يزكى اي شيء يدريك لعله يزكى او يتذكر فتنفعه الذكرى او يذكر كذلك تحصل له الذكرى وهذا هو المقصود اما من اعرض فكما قال اسمه وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم. اذا تولى هؤلاء وعرض هؤلاء - 00:14:04ضَ
عندك فعنده عليه الصلاة والسلام من جاءه يسعى وهو يخشى وهو يسأل هدى ولعلم نافع فهو اولى ان يعلم او يتذكر فتنفعه الذكرى لا شك وهذا يذكرني آآ يعني او يحضرني آآ شيء من هذا مما رأيته من شيخنا - 00:14:33ضَ
الشيخ عبد الباز رحمه الله وهذا هو هدي القرآن الذي نزل آآ على نبينا عليه الصلاة والسلام وكان هديه عليه الصلاة والسلام بعد ذلك او قبل ذلك كان هذا هديه عليه الصلاة والسلام وطريقه - 00:14:58ضَ
ياه عليه الصلاة والسلام في الرفق والالتفات والعناية بهؤلاء ومما جاء انه عليه الصلاة والسلام تأتيه الجارية الصغيرة فتأخذ بيده ويقول ويمشي معها حتى يقضيها حتى يقضيها عليه الصلاة والسلام - 00:15:16ضَ
بل جاء في حديث صحيح ان جارية كان في عقلها شيء وكانت تأخذ بيد عليه الصلاة والسلام وكان يمشي معها ويقول انظري اي السكك تريدين اقضي لك حاجتك يعني هكذا كان عليه الصلاة والسلام - 00:15:38ضَ
في احواله وفي اموره مع الصغير والكبير لا يترك شيئا ولا يحقر شيئا عليه الصلاة والسلام. وهذا هو الهدي الواجب لاهل العلم والدعاة بعده الا يحقر شيئا من خير كل من اراد شيئا خير لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرس نشأت. لا تحقر شيئا من الخير. فقد يكون سبب البركة وسبب الخير - 00:15:53ضَ
في دعوتك وفي الامور كلها هذا الشيء اليسير لان الله سبحانه وتعالى يجعل فيه الزكاة ويجعل فيه البركة. ولهذا قال وما يدريك لعله يزكى او يذكر فتنفعه الذكرى وعودة على بدء فيما آآ اشرت اليه من شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله وكذلك غيره من اهل العلم - 00:16:18ضَ
كانت هذه طريقتهم لكن اه كان رحمه الله يعتني بالضعفاء والمساكين ممن يأتيه ومن يسأله ومما جاء في هذا مرة ان الشيخ رحمه الله كان عنده اجتماع يا جماعة المشايخ لعلهم لجنة اجتماع واجتماع ثاني مرتبة ويعرض فيها مسائل ويعرض فيها امور مهمة ويكون مشايخ قد رتبوا - 00:16:41ضَ
مواعيدهم ويجتمعون جميعا وكان الشيخ رحمه الله يرأس هذه الجلسة وكان هاتف الشيخ رحمه الله لا يغلق. حتى اثنى هذه الجائزات لا يغلق وكان يتصل عليه من يتصل فكل يسأل حاجته - 00:17:09ضَ
مرة من المرات اتصلت امرأة الشيخ عبد الرزاق رحمه الله. فجعل الشيخ يكلمها وتسأله ويجيبها وطالت مكالمتهما وقال الشيخ عبد الرزاق رحمه الله يا شيخ لو انك وكلت هذه المرأة - 00:17:27ضَ
احد اخواننا القريبين حتى نشتغل فيما نحن فيه. قال يا شيخ عبد الرزاق هذي امرأة اتصل ولها حاجة ولا ندري ما هي ظروفها لو اجلنا واخرنا هلا ندري هل تتصل مرة اخرى - 00:17:46ضَ
وقد تفوت حاجتها وهذه يمكن انه لا يكون عندها من يخدمها ومن يعني يحملها حتى تأتي وتسأل او نحو ذلك هو قد لا يتيسر له الاتصال اه نقضي حاجتها فقال الشيخ عبد الرزاق معناه انت تعيش يا شيخ - 00:18:04ضَ
يعني في قرون مضت انت بدنك معنى وروحك مع السابقين. كل هذا ثناء وايام الشيخ عبد الرزاق والا الشيخ عبد الرزاق رحمه الله وفي علمه وجلالته ما هو معروف عنه رحمه الله. فالشاهد انه لا يحقر - 00:18:23ضَ
طالب العلم والداعي الى الله اي امر من امور الخير قد تكون البركة والخير في هذا الشيء. ولهذا قال سبحانه او يتذكر تنفعه الذكرى او يتذكر فتنفعه هذي قراءة حفص رحمه الله فتنفعه بالنصر - 00:18:42ضَ
وبقية السبعة طرؤوا فتنفعه. وهما قراءتان سبعيتان وعلى قراءتي فتنفعه يكونوا منصوبا بالفاء. والفاء والفعل المضارع المنصوب منصوب والمعطوف على فعل مضارع الفاء هذه اما ان تكون سببية او عاطفة. هنا على قراءة حفص سببية - 00:19:04ضَ
ويكون منصوبا على قول البصريين بان مظمرة وعلى قول الكوفيين ان الفاء هي الناصبة نفسها لكنهم يقولون اه وهو جمهور النحويين البصريين انه منصوب بان مظمرة. فعلى هذا يكون يكون هذا الفعل دخلت عليه ان فاولته بمصدر - 00:19:29ضَ
يكون المعنى تحصل يحصل له نفع او منفعة واول محصر فاذا كان يؤول مصدر فكيف يعطف على فعل؟ يعطف على غير جنسه يعطف على غير جنسه احتاجوا ان يأولوا الفعل الذي قبله - 00:19:55ضَ
ولهذا قالوا انه معطوف على مصدر ان فتنفعه الذي هو النفع يحصل له النفع او الانتفاع يعني تأويل المصدر انه معطوف على مصدر يفهم من السياق. ويسمونه مصدر متصيد مما قبله يعني يتصيد يقتنص يلتمس - 00:20:15ضَ
يبحث عنه. ولهذا قال لعله يزكى او يحصل له تذكر فانتفاع فاول يذكر بمصدر التذكر حتى يصح حتى يعطف عليه فتنفعه التي هي تؤول ما بعدها المصدر فيكون عاد من عطف المصدر على المصدر. اما على قراءة الاكثر فتنفع - 00:20:40ضَ
الامر فيه واضح لانها فالعاطفة ليست السببية فيكون عطفا. عطف فعل على فعل او يتذكر فتنفعه الذكرى فتنفعه الذكرى والذكرى فاعل يا مرفوع بضمة مقدرة منعا بولي التعذر. اللي هو الالف المقصورة. او يتذكر فتنفعه الذكرى. ثم - 00:21:09ضَ
قال علي ثم قال سبحانه اما من استغنى فانت له تصدى هذا ايضا درسوا له عليه الصلاة والسلام وبيان له ان من استغنى اما من استغنى من كانت حال الاستغناء الاستغناء هو انه - 00:21:32ضَ
فيما يظهر والله اعلم استغنى عما عرضت عليه استغنى عن الهدى الذي جئت به فمثل هذا لا خير فيه استغنى اما من وقيل استغنى بماله وجاهي ولا يمنع ان يكون الامر ان - 00:21:53ضَ
صحيحين جميعا ولا شك ان احيانا قد يكون الغنى هو كثرة كثرة قد تكون سببا لهذا سببا لهذا اما من استغنى فانت له تصدق فاستغنى في ماله وجاهه وشرفه فكان سببا - 00:22:14ضَ
لاعراضه حتى ظهر منه استغناء واعراض عما تدعوه اليه. اما من استغنى فانت له تصدى من هذه خبرها فانت لو تصدى جملة فانت له تصدى يعني وهذا بيان له عليه الصلاة والسلام ان يعرض عن امثال هؤلاء وان يتركهم - 00:22:37ضَ
وان يقبل على من اقبل عليه عليه الصلاة والسلام ولهذا قال فانت له تصدى اانت له تصدى وهذي جملة مكونة مبتدأ وخبر. فانت انت هذا ضمير. مبني على السكون او على الفتح على الخلاف - 00:23:08ضَ
هل هو مبني على ان والتاء هذي ليست من الضمير او ان تكلها ضمير هذي خلاف بين النحويين فانت مبني على السكون او مبني على الفتح في محل رفع تصدى هذه الجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبا فانت انت له تصدى تقبلوا عليه - 00:23:32ضَ
وما عليك ليس عليك شيء في الا يزكى. ما دام انه اعرض وصدأ فلا تتصدى له لا تقبل عليه بل اقبل على من جاءك يسعى وهو وهو يخشى. جاءك ولهذا قال وما عليك الا - 00:24:00ضَ
ما عليك في عدم تزكيتي وعدم استقامتي. فهذا امره الى الله. فامره الى الله. وخاصة في مثل هذه الحال حين جاءك هذا السائل واما من جاءك يسعى وهو يخشى جاءك على صفات - 00:24:23ضَ
حسنة جاءت على صفات طيبة ولهذا ذكر عنه حالين. واما من جاءك يسعى وهو يخشى. هذي يسعى حال ويخشى حال يسعى حال ويخشى حال. قيل حالان متداخلتان وقيل حالان مترادفتان. يعني هذه حال - 00:24:47ضَ
وهذي حال مستقيمة وقيل ان يخشى يعني يخشى يسعى حال كونه يخشى يكون حالا منها واما من جاءك يسعى وهو يخشى يكون على القول الاول جاءك يسعى وجاءك يخشى حالان مترادفتان - 00:25:12ضَ
يعني هاتان الحالتان العظيمتان له وهو يريد التزكي يريد السؤال يريد التطهر فاقبل عليه ثم قال سبحانه فانت عنه تلهى اللهي بالشيء ليس من اللهو من لهي بالشيء اذا انشغل به. ان تتلهى حين كان عليه الصلاة والسلام منشغلا بهذا الرجل - 00:25:34ضَ
من كبراء قريش كما اخبر الله سبحانه وتعالى قال فانت عنه تلهى. ولا شك ان هذا درس له عليه الصلاة والسلام عظيم ولهذا كان بعد ذلك يكرم ابن ام مكتوم - 00:26:03ضَ
ويروى انه كان يقول عليه الصلاة والسلام مرحبا من عاتبني في ربه يروى في حديث فيه نظر لكنه عليه الصلاة والسلام استخلفه عليه الصلاة والسلام اكثر من مرة كان يكرمه عليه الصلاة والسلام وكان وكان مؤذنا وكان يقول عليه الصلاة والسلام انما يؤدي الي بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن - 00:26:21ضَ
امي مكتوم رضي الله عنهم كلا كلا انها تذكرة قيل فانت عنه تلهى انتهى الكلام وقيل كلا انها فانت عنه تلهى كلا يعني هذا ردع على انك تصل تلهى كلا ردع وزجر - 00:26:46ضَ
له عليه الصلاة والسلام بما وقع منه وانه لا يعود الى مثل هذا عليه الصلاة والسلام. وقيل ان كلا متعلقة بما بعدها يعني على هذا يكون معنا كلا حقا. كلا انها تذكرة - 00:27:13ضَ
كلا ان حقا انها اي هذه الايات النازلة على النبي عليه الصلاة والسلام انها تذكرة عبرة وعظة فمن شاء ذكره من شاء ذكر الله سبحانه وتعالى بتذكره بهذه الايات العظيمة - 00:27:28ضَ
كلا انها تذكرة. فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة. في صحف مكرمة وهذا اشارة الى ان هذه الايات نزلت عليه عليه الصلاة والسلام وجاء بها جبرائيل عليه الصلاة والسلام وانها من مأخوذة من لوح محفوظ وان الكرام البررة ينسخونها - 00:27:53ضَ
ويكتبونها في الصحف وينزلون بها على النبي عليه الصلاة والسلام. كلا انها كلا انها تذكرة. فمن شاء ذكره في صحفه مكرمة مرفوعة مطهرة. وهذا المراد به اللوح المحفوظ حين اه ينسخ منه وان هذا القرآن فيه - 00:28:24ضَ
مرفوعة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة. سفرة جمع سافر وهو الملائكة الذين هم سفراء بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقك كرام في احوالهم وفي اخلاقهم وفي خلقهم. اه وفي خلقهم وخلقهم - 00:28:44ضَ
عليهم الصلاة والسلام. بررة بررة جمع بر او بار وهو كثرة الخير وعمل الخير والبر الكرام بررة وان هذه الايات تكون لمن يتلقاها لمن يقبل عليها فهي تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة - 00:29:08ضَ
هذه الآيات العظيمة. وقد جاء ذكرها ايضا في غير هذا الموضع وبيان رفعة شأنها شأن هذه الايات المنزلة من اللوح المحفوظ التي التي عن الله سبحانه وتعالى وسمعه وجبريل عليه الصلاة والسلام سمعه من الله عز وجل سمعه النبي عليه الصلاة والسلام من جبرائيل - 00:29:38ضَ
فالقرآن كله القرآن كله كلام الله سبحانه وتعالى. سمعه جبرائيل من النبي عليه الصلاة والسلام ونزل به جبرائيل عليه الصلاة والسلام على النبي عليه الصلاة والسلام وسمعه منه. ولهذا قال - 00:30:10ضَ
في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام برة قتل الانسان ما اكره من اي شيء خلقه ثم ذكر هذا الانسان الذي هو جنس الانسان او هذا الكافر المعرض عن دين الله سبحانه وتعالى - 00:30:25ضَ
قال سبحانه قتل الانسان ما اكفره خوتي وقتل معناه لعن عندك عند الغسيل رحمة الله عليه ما اكفره يعني ما اشد كفره ما اشد كفره وهذا المراد به الكافر. وما اكثر الناس ولو حرصت المبين - 00:30:47ضَ
ثم بين سبحانه وتعالى حقارته وانه ليس بشيء. قتل الانسان ما اكفره ما اشد كفرا او ما الشيء الذي اكفره ما ان الله سبحانه وتعالى بين هذا الطريق الحق. طريق الخير وهداه - 00:31:08ضَ
سبيل وارشده الى السبيل وانعم عليه سبحانه وتعالى قتل الانسان معكم باي شيء خلقه؟ من نطفة خلقه من مني يمنى فقدره قدره سبحانه وتعالى خلقه وقدر رزقه وسعادته وشقاوته قدر اموره كلها سبحانه وتعالى - 00:31:27ضَ
من نطفة خلقه فقدره ويسر اموره ثم قال ثم السبيل يسره. ثم السبيل يسره الى السبيل انه خروجه من بطن امه هذا قاله قتادة جمعاء قيل يسره السبيل لهو الذي هو الطريق الخير بمعنى بينه - 00:31:52ضَ
ده سبحانه وتعالى وارشده ووضح طريق الخير وطريق الشر وحثه على طريق الخير وارشده اليه وحذره من طريق الشر سبحانه وتعالى ولقد عرف السبي ثم السبيل هذا يبين ان المراد بالسبيل السبيل العام السبيل الذي يكون لعموم الناس - 00:32:18ضَ
وهو ما هداه الله سبحانه وتعالى ببيانه له ثم السبيل يسره. ثم اماته فاقبره يعني ثم اماته سبحانه وتعالى اذا شاء متى شاء فاقبر اي جعل له قبرا فلم يكن كالبهائم والوحوش - 00:32:39ضَ
في البراري تموت وتكون على ظهره ويأكل بعضها بعضا لكنه سبحانه وتعالى جعل له قبرا يعني اكرمه بان يجعل في قبر يدفن فيه. ثم يبقى في هذا القول ما شاء الله سبحانه وتعالى. ثم اذا شاء سبحانه وتعالى انشره - 00:33:01ضَ
يعني بعثه سبحانه وتعالى وكأنه يعني وقت يسير ثم اذا شاء انشره. كلا لما يقضي ما امر هذا الانسان لم يقضي جميع ما امره سبحانه وتعالى بل حصل منه التقصير وعدم - 00:33:22ضَ
وكل بحسب تقصيره. انما العبد ان يجتهد في امر الله سبحانه وتعالى ويعلم انه لن يستطيع ان يأتي بجميع ما امر الله به بل حاله حال التقصير والوقوع في المآثر لكن هذا حسب كل حسبه. كل حسب عمله ولهذا كلا لما يقضي ما امره - 00:33:42ضَ
يعني الذي امره به سبحانه وتعالى. ثم ذكر سبحانه وتعالى حالا اخرى للانسان في حاله الدنيا حتى ينظر ويتأمل والنظر هنا هو نظر التأمل فلينظر الانسان الى طعامه كيف هيأه سبحانه وتعالى ويسره. انا صببنا الماء صبا. انزل سبحانه وتعالى الماء صبا - 00:34:10ضَ
مودقا كثيرا الى ثم شققنا الارض شقا وكأن الارض كالانثى بالنسبة لنزول السماء نزول الماء من السماء من السحاب الى الارض. فيشقها ثم بعد ذلك يحصل منها الخير فتنتج وهذه الارض من انواع الثمار والفاكهة والخيرات. ثم شققنا الارض شقا - 00:34:37ضَ
وهذا اشارة الى انه يحصل بانشقاق الارض ودخول الماء الى الارض واختلاطه بما يكون في الارض من عناصرها وما يهيئه سبحانه وتعالى وهذا يبين ان وجود الماء على ظهر الارض وحدها لا يحصل المقصود بل تكون قيعان - 00:35:06ضَ
ولهذا العرض التي تكون محل الحرث تشرب الماء نشرب الماء يأخذه ويختلط هذا الماء بما في باطن الارض من العناصر التي هيأها سبحانه وتعالى فتنبت النباتات وانواع الفواكه وانواع الخيرات. فانبتنا فيها حبا بجميع انواع الحبوب - 00:35:30ضَ
وعنبا ذكر الحبوب التي هي القوت الضروري. ثم ذكر بعد ذلك ما يتفكه به يعني انعم سبحانه وتعالى عليه النعم العظيمة الضرورية في قوته وحياته من أنواع الحبوب. ثم بعد ذلك ما يكون مما يتفكه به. وذاك - 00:35:57ضَ
نوعا عاليا من انواع الفاكهة. وعنبا وقضبا والقضب من اه هو الشيء الذي يقبض ويقطع وكل ما يقطع من انواع الخضروات من يعني مثل القات ومثل بعض انواع التي اه يكون لها اه يعني تنبت وتمتد ثم تقطع ثم تنبت مرة اخرى. مثل - 00:36:17ضَ
اول ما يشم البرسيم الذي يقطع مرة ثم ينبت ثم يقطع مرة سمي القبض وهو القطع. ويتخذ علفا للبهائم. وقد وذكر بعض العلماء ان هذا القبض فيه انواع تكون طعاما للادميين. فكل ما يكون ما ينبت اه من هذه اه الخضروات ما هذه - 00:36:44ضَ
ما ينبت في الارض ويمتد ويطول فيقطع مما ينتفع ينتفع به الادميون او يكون مما ينتفع تنتفع به بهائمهم التي هم ينتفعون بها بعد ذلك بذبحها واكلها اه فكل مثل اه مثل ما القت والبرسيم ونحو ذلك. وعنبا وقذبا. ثم ذكر سبحانه وتعالى وزيتون - 00:37:08ضَ
ونخلة وحدائق غلبا الزيتون والنخل. هذه نعم عظيمة يمتن الله سبحانه وتعالى على عباده مما يؤخذ من هذه الاشجار ومن هذا الزيتون والنخل مما ينتفع بهذه الاشجار العظيمة وهي من انوع ومن اعظم ما يتفكه به من هذه الانواع وحدائق غلبا ملتفة عظيمة - 00:37:37ضَ
تشمل جميع انواع الفواكه والقلبة هي الغلاف القوية ومنها ما ينتفع بالاكل ومنها ما ينتفع بمنافع اخرى الى غير ذلك. وفاكهة ايضا ثم ذكر عموما بعد تفصيل آآ مما تقدم - 00:38:05ضَ
وفاكهة دش يشمل جميعا انواع الفاكهة. وابى وابى قيل ان هذا كل ما تنبيه ما ينبت على وجه الارض وقيل انهما يكون للبهائم. فالله اعلم فقيل الفاكهة ذكر الفاكهة ما يتفكه به الادميون والاب هو ما يكون - 00:38:28ضَ
وقيل ان الاب هو كل ما ينبت عنه جاره ويروى عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه ابراهيم التيمي عنه انه قال اي سئل عن الاب فقال اي ارض تقلني واي سماء تظلني اذا - 00:38:48ضَ
اذا قلت في كتاب الله ما لا اعلم. وهذا منقطع لكن صح عن عمر رضي الله عنه عند ابن مشيب اسناد صحيح انه قال هذه يا فم الاب ثم قال انه لهو التكلف. ان هذا لهو التكلف - 00:39:10ضَ
مالك مالك ابن الخطاب تتكلم نحو ذلك وهذا اسناد صحيح عنه وقد قال ابن كثير وكأنه اراد شكله ونوعه وجنسه والا فالاب فهو معروف وهو ما ينبت على الارض مما ليكونوا للبهائم وقد يكون لغيرها لان الاب - 00:39:26ضَ
من الشيء الذي يأبه الناس ويقصده الناس مثل الاب والام ليه؟ لان يعني يكون مآبه اليهم وارجع اليهم كذلك الاب يعني يقصد ويأب بمعنى انه يكون طعاما وغذاء يكون على احد الاقوال ما يكون البهائم وقد يكون - 00:39:46ضَ
اذا قيل انه عموم ما ينبت على وجه الارض ثم ختم سبحانه وتعالى هذه الايات بانهم هذه كلها لا تغتروا بها ولا تنخدعوا بها ولا تغفلوا لا لا تنخدعون ولا تغفلون في حياتكم الدنيا في هذه المطاعم - 00:40:12ضَ
وهذه المشارب وهذه النعم وهذا الماء الذي يصب وهذه الارض التي تنبت من انواع الفاكهة وانواع الاعناب وانواع خضروات والخيرات هذه كلها متاع. الدنيا متاع كلها متاع. في هذه الدنيا. وممر ومعبر. متاعا لكم ولهذا قال - 00:40:32ضَ
والا فان لكم حياة بعد ذلك حياة في الاخرة. حياة بعد ذلك هي مقركم هي مآلكم فاجعلوا هذه الحياة وهذه النعم التي انعم الله بها عليكم طريقا ومعبرا الى الدار الاخرة - 00:40:53ضَ
واجعلوا هذه النعم وسيلة الى شكر نعمة الله سبحانه نعم الله عليكم. والى القيام بما امر الله به سبحانه وتعالى. ولهذا ذكر في كلا لما يقضي ما امره. ثم ساق بعد ذلك - 00:41:11ضَ
هذه النعم حتى لتتخذ طريقا وسيلة لتحقيق الغاية العظمى التي خلق العباد لها كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اسأله سبحانه وتعالى لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والقبول منه وكرمه انه جواد كريم امين - 00:41:29ضَ
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد - 00:41:52ضَ