(مكتمل)تفسير سورة الأنبياء

تفسير سورة الأنبياء ١٠٤- ١١٢ | يوم ١٤٤٣/٧/١٤ | للشيخ أ.د يوسف الشبل

يوسف الشبل

بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله في هذا اللقاء المبارك - 00:00:00ضَ

وفي هذا اليوم يوم الثلاثاء الموافق والرابع عشر من شهر رجب من عام الف واربع مئة وثلاثة واربعين اه السورة التي بين ايدينا هي سورة الانبياء وقد يكون هذا الدرس هو خاتمة الحديث عن هذه السورة - 00:00:17ضَ

حيث يعني توقفنا عند عند الاية رقم مئة وثلاثة مئة وثلاثة ويقول الله سبحانه وتعالى لا يحزنهم الفزع الاكبر لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون - 00:00:39ضَ

هذا يعني لما ذكر الله سبحانه وتعالى يعني وهذه طريقة القرآن دائما طريقة القرآن لما يذكر اهل النار يذكر بعدهم اصحاب اصحاب الجنة او العكس يعني بين الترغيب والترهيب دائما هذه الايات هكذا لما ذكر الله سبحانه وتعالى - 00:01:03ضَ

يعني في قوله تعالى انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم اي المشركون والكفار وما يعبدون من الالهة حصبوا جهنم اي حطب جهنم انتم لها واردون اي انتم داخلون النار وواردونها معناها داخلون اي داخلون النار - 00:01:27ضَ

قال الله سبحانه وتعالى لو كان هؤلاء الهة يعني هذه المعبودات من الاصنام او اي شخص معبود من دون الله سواء من بني ادم او او الملائكة او هذه المصيبة قال لو كان هؤلاء الهة ما وردوها وكل فيها خالدون. هذا يفهم منك مثل ما مر معنا سابقا يفهم من هذا - 00:01:46ضَ

ان ان الذين يعبدون من دون الله العابدين والمعبودات كلهم سيكونون حطبا لجهنم وحصبا لجهنم. وكلهم فيها خالدون قد يسأل سائل يقول طيب والصالحون مثل عيسى ابن مريم الذي يعبد من دون الله ومثل الملائكة ومثل بعض الصالحين كعلي - 00:02:07ضَ

الحسين وغيرهم الذين يعبدونهم ويقدسونهم ويألهونهم من دون الله. هل هم سيكونون ايضا في نار جهنم؟ لان الله يقول انكم وما تعبدون الله سبحانه وتعالى استثنى استثنى هؤلاء الصالحين فقال لما قال لهم فيها زفيرهم فيها وهم فيها لا يسمعون قال ان الذين - 00:02:33ضَ

فقط لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون عيسى ابن مريم والصالحين والملائكة الذين يعبدون من غير ان يرظوا بذلك هؤلاء سبقت لهم من الحسنى اي سبقت لهم الحسد الحسنات وسبقت لهم السعادة لهم. هؤلاء هم من اهل الجنة - 00:02:54ضَ

وعن النار مبعدون. عن النار مبعدون لا يدخلونها ولا يسمعون حسيسها ولا يسمعون حسيسها فلذلك قال الله سبحانه وتعالى لا يسمعون حسيسها يعني لا يسمعون صوت النار اصحاب النار الذين يصيحون في النار واحتراق الاجساد هناك والاصوات - 00:03:16ضَ

واصوات الملائكة التي تعذبهم تعذبهم هناك لا يسمعون حسيسها اي اصوات لاهل النار وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون. اي هؤلاء الصالحون في جنات الفردوس وفي جنات النعيم سكنوا منازلهم في الجنة وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون من نعيم الجنة - 00:03:39ضَ

وملذات الجنة ثم قال سبحانه وتعالى لا يحزنهم الفزع الاكبر. وهذا يدخل فيه كل من كان من المتقين الصالحين الذين يبعدهم الله عن النار ويقربهم الى الجنة اذا خرجوا من قبورهم لا يحزنهم الفزع الاكبر - 00:04:03ضَ

اي لا يخيفهم الهول العظيم يوم القيامة بل تبشرهم الملائكة وتتلقاهم الملائكة حتى جاء في بعض الاثار ان النجائب والركائب تنتظرهم. فاذا خرجوا من قبورهم حملوا على هذه الرتائب الى جنات النعيم - 00:04:25ضَ

والملائكة تتلقاهم تتلقاهم هذا يومكم الذي كنتم توعدون. هذا يوم الكرامة ويوم الجزاء ويوم الثواب هذا هو اليوم الذي انتم وعدناكم ان الله سبحانه وتعالى وعدكم وعد الخير فيه ووعد - 00:04:43ضَ

الثواب والجزاء فيه. كما كما قال سبحانه وتعالى قال يعني قال آآ لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون بان الملائكة تتلقاكم وانكم لا يحزنكم الفزع الاكبر ولا تضيق بكم - 00:05:02ضَ

الحال في يوم القيامة بل انتم في كرامة وفي سعادة هذا يومكم الذي كنتم توعدون. متى يحصل هذا اليوم؟ ومتى يأتي؟ قال الله عز وجل يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب هذا هو اليوم يوم القيامة اذا جاء يوم القيامة طويت السماء وذهبت والسماء - 00:05:22ضَ

والاخوة تمر باحوال يمر باحوال قال الله عز وجل اذا السماء انفطرت مرة قال اذا السماء انشقت وتكون السماء كالمهل اي كالرصاص المذاب وقال سبحانه وتعالى والسماوات مطويات بيمينه وقال سبحانه وتعالى وفتحت السماء فكانت ابواب فهي احوال كثيرة. احوال كثيرة عظيمة جدا. يعني السماء تذوب - 00:05:45ضَ

من شدة الهول من شدة الهول فقال الله سبحانه يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما تطوى الصحيفة الصحيفة التي تكتب يكتب فيها وتكون صحيفة واضحة تطوى الصحيفة كما كما يعني اه تطوى السماكة كما يطل كما يأتي صاحب الصحيفة فهو يطوي صحيفته. يطوي صحيفته اذا اذا فل الصحيفة - 00:06:15ضَ

ونشرت صحيفة فانه يقوم بطي هذه الصحيفة صحيفة التي كتب فيها ما كتب. التي كتب فيها ما كتب. مثل الصحائف التي تنشر للانسان يوم القيامة. تنشر له دواوين وسجلات وينظر في اعماله. وكذلك تطوى هذه فتطوى السماء كطي السجل للكتب - 00:06:43ضَ

قال الله سبحانه وتعالى كما بدأنا اول خلق نعيده اي سنبعث الخلق سنبعث الخلق كلهم كهيئة يوم خلقناهم كما بدأنا اول خلق نعيد اتفقناهم حفاة عراة غرلا يخرجون من من يخرجون من من قبورهم كما يخرجون من بطون امهاتهم - 00:07:04ضَ

فسيعيدهم الله كما كما خلقهم اول مرة. قال سبحانه وتعالى كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين. يعني هذا وعد من الله سبحانه لا يخلف الله وعده. ولابد - 00:07:29ضَ

ان يفعل انا كنا فاعلين لابد ان ان يفعل هذا الفعل الذي وعده وان يتم وعده سبحانه وتعالى قال الله عز وجل بعدها ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون. هذه بشارة بشارة لمن؟ بشارة للمؤمنين - 00:07:45ضَ

هذه بشارة للمؤمنين. يقول الله سبحانه وتعالى ولقد كتبنا دائما اذا جاءتك لقد في القرآن لقد هذا قسم قسم من الله قسم محذوف تقديره والله لقد والله لقد كتبنا في الزبور - 00:08:09ضَ

يعني يقسم الله سبحانه وتعالى انه كتب الزبور والمراد بالزبور هنا هي الكتب المتقدمة جنس الكتب المتقدمة الكتب التي انزلها الله سبحانه وتعالى قد كتب فيها ان هذه الارض ارض ماذا - 00:08:27ضَ

ارض الجنة يرثها من يرثها عباد الله الصالحون. يرثها عباد الله الصالحون. يقول والله لقد كتبنا في الكتب المتقدمة ان الفوز لاهل الصلاح وان الجنة لاهل الصلاح وانهم يرثون الجنة وانهم يرثون الجنة - 00:08:44ضَ

ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر. ما المراد بالذكر؟ قال هو اللوح المحفوظ. يعني بعد ما بعد ما من بعد ما قيدنا ومن بعد ما دونا واودعنا في اللوح المحفوظ هذا الخبر بان الارض - 00:09:05ضَ

الجنة يرثها الصالحون من عباده قد بين الله ذلك في الكتب السابقة في الكتب السابقة والصالحون هم الذين صلحت قلوبهم وصلحت اعمالهم اعمالهم واقبلوا على ربهم واقبلوا على ربهم هؤلاء هم الصالحون. هؤلاء هم الصالحون. قال الله سبحانه وتعالى - 00:09:24ضَ

ان في هذا لبلاغا لقوم عاملين اي في هذا الذي تسمعونه ويقرأ عليكم وقد انزله الله في هذا الموعد وعبرة وكافي لكل من يعرف طريق الله من العابدين الذين يعبدون الله ويعرفون شرعه ويقيمون - 00:09:45ضَ

حدود الله سبحانه وتعالى هذا بلاغ لهم. وكافي لهم وعبرة وموعظة ان ان يتعظوا به. ان في لا بلاغا بقوم امنين اي قد بلغهم وقد كفاهم هذا الامر تقول هذا بالغ لك اي كافي كاف - 00:10:05ضَ

ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين. يعني هذه يعني الان عرفنا ايها الاخوة عرفنا المراد بالارظ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارظ يرثها عبادي الصالحون. ما المراد بالارض - 00:10:25ضَ

الاكثر من المفسرين على ان الارض هي ارض الجنة ان الارض ارض الجنة التي قال الله فيها في في حق المتقين لما قال وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا قال الحمد لله الذي اورثنا - 00:10:46ضَ

الارض نتبوأ واذا اورثنا الجنة نتبوأ من الارض. او اورثنا الارض ونتبوء من الجنة حيث نشاء. اي ارض الجنة. فهذا كثير المفسرين بعضهم يقول الارض هي ارض الدنيا. بمعنى ان الله يمكن لهم في الدنيا - 00:11:02ضَ

ان يمكن لهم وينصرهم ويعني يعلي كلمتهم في الدنيا هذا هذا قول وهذا قول والله اعلم طيب في خاتمة السورة يسمي الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد ويعلي مقامه ويبين يبين يعني - 00:11:18ضَ

اه الحكمة ويبين السر في في ارساله صلى الله عليه وسلم للبشر لو تلاحظ اول سورة كيف كان موقف الكفار المعاندين الذين يعني عاندوا الرسول صلى الله عليه وسلم وكفروا بالله واشركوا ان يقولوا ان - 00:11:40ضَ

ان هذا الا بشر مثلكم افتأتون السحر وانتم تبصرون وقالوا اضغاث واحلام واستهزءوا بالرسول واستهزأوا بالقرآن وقالوا هذا شاعر رد الله عليهم في اخر السورة قال وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. وكلمة العالمين تدل على على ان رسالة نبينا محمد رسالة عالمية - 00:11:56ضَ

ليست ليست للعرب وليست شيء شيء معين بل هي للانس والجن قاطبة وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. فهو رسول رسول للانس والجن. للجميع ورسالته رحمة رحمة للجميع لان فيها السعادة وفيها النجاة وفيها السلامة وفيها يعني ومن خالفها قد قد يعني خسر - 00:12:20ضَ

وقد خاب وقد يعني شرقية وهلك فراحوا رحمة رحمة في رسالته رحمة على الخلق كلهم قال قال لما بين رسالة النبي صلى الله عليه وسلم قال قل يا محمد لهم لهؤلاء المعاندين الكافرين قل انما - 00:12:49ضَ

يوحى الي ان الذي اقول لكم وانتم تقولون ابغاث احلام وتقولون شعر وتقولون سحر هذا وحي يوحى الي وبعثت به وارسلني وارسلني الله سبحانه لكم ان ماذا؟ رسالتي كلها تدور حول ماذا؟ ان الهكم الذي يستحق العبادة - 00:13:08ضَ

بعده اله واحد ان الله هو الاله الواحد وما سواه من الالهة باطلة لا تستحق العبادة الذي يستحق العبادة هو الله. قال الهو اله واحد فهل انتم مسلمون؟ اسلموا له وانقادوا واتبعوا رسولكم وسلموا انفسكم لله - 00:13:28ضَ

قبل ان تسلموها للنار. فهل انتم مسلمون؟ قال فان تولوا واعرضوا ولم يقبلوا. فقل اذنتكم فقل اخبرتكم واعلمتكم اذنتكم يعني اخبرتكم واعلمتكم الا سواء يعني انتم تسمعون وانا اسمع وانتم تدركون وانا ادرك كل - 00:13:50ضَ

على سواء وان ادري يعني وما ادري اقريب ام بعيد ما توعدون اي ما اعدكم به الذي تقول متى هذا الوعد ان كنتم صائم متى هذا الوعد وان كنتم صادقين؟ ما اعدكم به من العذاب الذي يحل بكم؟ لا ادري هل هو قريب ام بعيد لان امره امره - 00:14:10ضَ

عند الله عند الله الذي يعلم ماذا؟ يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون. يعلم ما تجهرون به تسمعوا وتسمعون غيركم باصواتكم اذا رفعتم اصواتكم فانه يعلم سبحانه وتعالى لا تخفى عليه الاصوات - 00:14:31ضَ

والعجيب ايها الاخوة ان الله قدم الجهر هنا. قال يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون. مع ان الكتمان ادق لكن لماذا؟ قال لان الاصوات اذا ارتفعت وكثرت البشر لا يستطيع ان يميز من الذي يقول كذا ومن الذي تلج تلج الاصوات - 00:14:52ضَ

تلج تلج يعني الاسماء باصوات عالية ما يستطيع يميز لكن الله سبحانه وتعالى يميز كل واحد بصوته وهذا ايها الاخوة يعني لو لو ترى مشهد الطواف اذا ازدحم تسمع الاصوات تختلف عرفت - 00:15:14ضَ

ان الله سبحانه وتعالى لا تختلف عليه الاصوات. جل جلاله فانه يعلم الجهر من القول ويعلم زيادة على ذلك ما تكتمون ما تكتمه سبحانه وتعالى. قال في اخر السورة وان ادري اي قل لهم يا محمد لا ادري لا ادري ولا اعلم - 00:15:33ضَ

لعله فتنة لكم ومتاع الى حين. اذا اخر العذاب عنكم ولم ينزل. لا تظنون خير. لا تظنونه خيرا لكم. لا تدري لعله فتنة لكم يفتنون كتف الدنيا ومتاع الى حين. تتمتعون في الدنيا ويزيد عليكم يزيد تزيد عليكم العقوبة. انما نملي له - 00:15:52ضَ

هم يزدادوا ليزدادوا اثما. قال سبحانه وتعالى قال رب احكم قال رب احكم بالحق. يقول النبي يا الله احكم احكم بيننا بالحق قال وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون وفي قراءة قل رب احكم بالحق - 00:16:12ضَ

اي النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله ويدعو الله ان يفصل بينه وبين قومه المكذبين بالقضاء والحكم حتى ينتهي لان هؤلاء اي ما قبلوا رسالته. ولا ولا ولا عرفوا قدره صلى الله عليه وسلم. ولا امنوا به ولا اتبعوا بل عاندوه وحاربوه. فطلبوا ان - 00:16:33ضَ

ان يفصل بينهم ويحكم ان يفصل بالحق وربنا الرحمن سبحانه وتعالى ذو الرحمة الواسعة وهو المستعان الذي يعين سبحانه وتعالى في النوائب والشدائد من يعينك في النوائب والشدائد غير الله فهو المستعان سبحانه وتعالى على ما يصف هؤلاء الكفار من - 00:16:53ضَ

من التكذيب والافتراء والتقول على الله ووصف الرسول بهذه الاوصاف التي لا تليق لهذا تنتهي السورة. بهذا اللقاء تنتهي هذه السورة. عدد اياتها مئة واثنا عشر اية انتهت السورة. وان شاء الله في اللقاء - 00:17:13ضَ

القادم باذن الله. ان شاء الله ندخل على السور التي تليها وهي سورة الحج وسورة الحج سورة عظيمة تتحدث عن اهوال يوم القيامة وتتحدث عن شعيرة الحج بتفاصيلها ان شاء الله في اللقاء القادم نستكمل - 00:17:31ضَ

ما توقفنا عنده والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:17:49ضَ