التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يرزقنا - 00:00:05ضَ
نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث قال وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه وبينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحثتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده نسأل الله تعالى من فضله - 00:00:21ضَ
وانتهينا من قول الله تعالى في سورة الجن وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ان آآ انهم كادوا يبكونون عليه لبدا ليطفئوا نور الله او ليستمعوا لكلام الله جل وعلا - 00:00:41ضَ
كما مر معنا في الدرس الماظي وعلى اي المعاني يأتي بعد ذلك الجهر بالدعوة قل يعني للمخالفين او الموافقين يجهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الحق قل انما ادعو ربي ولا اشرك به احدا - 00:01:04ضَ
الكلمة التي تعجب منها الجن قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احدا قل انما ادعو ربي ولا اشرك به احدا. هذه الغاية التي خلقنا لاجلها - 00:01:29ضَ
قل انما ادعو ربي ولا اشرك به احدا. لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا لماذا؟ قال قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا - 00:01:46ضَ
فالضر والرشاد والخير بيد الله وحده جل وعلا حتى النبي صلى الله عليه وسلم آآ يتبرأ من آآ حوله وقوته قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا بل الامر اعظم من هذا يقول قل اني - 00:02:02ضَ
تجيرني من الله احد ولن اجد من دوني ملتحدا هو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا يقول قل اني لن يجيرني من الله احد لن يدفع عني ما يدفع الجار عن جاره ولن يجيرني من الله احد - 00:02:20ضَ
يعني لو عصيته او ان لم ابلغ رسالة ربي قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ملتحدا ولن اجد من دونه ملتحدا يعني ملجأ او نصيرا - 00:02:39ضَ
وكلمة لاحد تدل على الميل كما في اللحد في القبر اه تحفر الحفرة في القبر ثم تحفر حفرة مائلة الى جهة القبلة. فهذا يسمى اللحد اما الشق يكون في وسط القبر - 00:02:56ضَ
وكذلك اه الالحاد او الحد الرجل يعني ما له عن طريق الحق والملتحد قالوا لان اللاجئ يلجأ ويميل الى الملجأ فيميل اليه. فسمي ملتحدا ولن اجد من دونه ملتحدا الا بلاغا من الله ورسالاته - 00:03:12ضَ
وهذا الاستثناء يرجع الى ماذا يرجع الى قوله قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا وانما الذي املكه ماذا؟ الا بلاغا من الله ورسالاته يعني لا املك لكم الا البلاغ - 00:03:38ضَ
عليك الا البلاغ هذا الذي يملكه صلى الله عليه وسلم الا بلاغا من الله هذي من ابتدائية لان الله لان النبي صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله فالبلاغ اه اصله من الله جل وعلا والنبي صلى الله عليه وسلم يبلغ اه كلام الله جل وعلا الا بلاغا من الله - 00:03:58ضَ
ورسالاته الا بلاغا من الله ورسالاته نعم اه يعني الا بلاغا من الله ابلاغ اه رسالة الله جل وعلا ورسالاته. يعني هذا الذي املكه اني ابلغ رسالات ربي فهذا القرآن رسائل من الله تعالى الينا. هذا الذي يملكه صلى الله عليه وسلم - 00:04:20ضَ
وبعضهم قال آآ يمكن ان يرجع الاستثناء الى قوله قل اني ليجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ملتحدا الا بلاغا من الله ورسالاته. يكون الاستثناء على هذا منقطعا - 00:04:49ضَ
يعني آآ قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ملتحدا الا بلاغا من الله ورسالاته يعني لكن الذي يجيرني ان بلغت رسالة ربي كما قال الله تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس - 00:05:05ضَ
يعني ما دمت تبلغ رسالة الله فالله تعالى يعصمك. وتجد اه عنده الملجأ واذا لم تبلغ اه لن يجيرك اه من يعني اه الضر والعذاب فقال بلاغا من الله ورسالاته - 00:05:30ضَ
ثم بذلك تقوم الحجة على العباد ولهذا قالوا من يعصي الله ورسوله يعني بعد ان بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة وادى الامانة ومن من يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا. ولما ذكر الله تعالى هنا الخلود الابدي - 00:05:50ضَ
النار علمنا ان المراد بالمعصية هنا هي ماذا؟ المعصية الكفرية. فالمعصية على نوعين اما اما معصية بمعنى الكفر والشرك لان الشرك يدخل في المعصية. واما معصية لا تصل الى درجة الكفر - 00:06:10ضَ
وهي سائر المعاصي من المحرمات من الكبائر او الصغائر فلا بد ان نفهم القرآن فهما اه صحيحا اه يتوافق مع باقي الايات. اما مثل هؤلاء الخوارج الذين يأخذون مثل هذه الاية - 00:06:30ضَ
ويكفرون المسلمين بالمعصية يقولون الله قالوا من يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا يتمسكون بالمتشابه هذا من المتشابهات في القرآن لكن كما قال الله تعالى آآ منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات - 00:06:48ضَ
اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. ابتغاء الفتن وابتغاء تأويله لكن طريقة الراسخين في العلم انهم يردون المتشابه الى المحكم فيتضح معناه ويتوافق المتشابه مع المحكم الله تعالى يقول في الايات الاخرى - 00:07:07ضَ
آآ ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهذه اية صريحة في التفريق بين الشرك وغيره من الذنوب ان الشرك هو الذي لا يغفر ابدا - 00:07:27ضَ
ويكون صاحبه خالدا مخلدا في النار اه كما قال الله تعالى عن عيسى عليه الصلاة والسلام انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. ما للظالمين من انصار - 00:07:42ضَ
فالشرك هو الذنب الذي لا يغفر وصاحبه مخلد في نار جهنم اما سائر المعاصي ستدخل في قول الله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولذلك اه اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ان من زنا وسرق يدخل الجنة - 00:07:55ضَ
آآ وان زنا وان سرق يعني وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا واحق العباد على الله ان لا - 00:08:17ضَ
يعذب من لا يشرك به شيئا. فالشرك هو الذي يقي الانسان من العذاب نعم من عنده معاصي لم يغفر الله تعالى له دخل النار فما دام ان التوحيد يعني عنده فلا يخلد في نار جهنم - 00:08:29ضَ
قالوا من يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا هكذا آآ قال الله تعالى حتى اذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا يعني يأتي هذا التخويف بالنار والخلود فيها. وهم لا يزالون على ما هم عليه - 00:08:48ضَ
من الغرور بما عندهم من قوة يغترون فيقول الله تعالى حتى اذا رأوا ما يوعدون ما يوعدون يعني في الدنيا من العذاب من الهلاك كما حصل لهم يوم بدر وكذلك حتى اذا رأوا ما يوعدون يعني في الاخرة. عند الموت وفي القبر ويوم القيامة حتى اذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون - 00:09:17ضَ
في ذلك الوقت الذي لا ينفع فيه الندم. فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا وسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا. يعني لا قوة ولا عدد. فالله تعالى هو القوي المتين جل جلاله الذي لا يغالب - 00:09:44ضَ
سبحانه فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا. وآآ السورة كما مر معنا يعني آآ تأمل هنا ينفي الله تعالى قوتهم هذا يتناسب مع اه حال الجن الذين اه غلا فيهم كثير من الناس ويخافونهم ولما لهم من القوة الخارقة - 00:10:06ضَ
حتى الجن اعترفوا قالوا ان ظننا ان لن نعجز الله في الارض ولن نعجزه هربا وكذلك هنا يعني ينفي عن ما سواه سبحانه يعني اه القوة والعدة او العدد فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا - 00:10:29ضَ
الله تعالى هو القوي وحده لا يعلم جنود ربك الا هو سبحانه جل وعلا وسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا قال بعضهم ما اعظم كلام الرسل يستضعفون انفسهم من حيث هي - 00:10:47ضَ
ويذكرون قوتهم من حيث آآ التعلق بالله بخلافي يعني اهل الكفر يعظمون انفسهم بقوتهم وعددهم هكذا كما قال الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الايات قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا. وهؤلاء يغترون بقوتهم فينفي الله تعالى عنهم - 00:11:07ضَ
يعني النصير والعدد قال فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا واذا سمعوا مثل هذا الوعيد يستهزئون ويستعجلون بالعذاب فيأتي الجواب قل ان ادري يعني ما ادري ان هنا نافية ما ادري اقريب ما توعدون من العذاب؟ ام يجعل له ربي امدا؟ يعني مدة طويلة - 00:11:32ضَ
ولما نفى النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه علم الغيب اثبته لربه جل وعلا قال عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا. الا من ارتضى من رسول ومن هنا لبيان الجنس - 00:11:58ضَ
لان الرسل الله تعالى يطلعهم على الغيب اه بعض المغيبات من اه الوحي الذي يوحيه اليهم ففيه بعظ الغيبيات قال الا من ارتضى من رسول وتأمل يعني ارتضى من رسول فهؤلاء الرسل الله تعالى رضيهم الله اعلم حيث يجعل رسالته الا من ارتضى من رسول فانه - 00:12:13ضَ
من بين يديه ومن خلفه رصدا يسلك كلمة تدل على ادخال بلطف تقول سلكت الخيط في الابرة فهكذا يعني الله تعالى يدخل من بين يديه ومن خلفه ملائكة رصد الملائكة - 00:12:36ضَ
يحفظونه ويحرسونه الرصد يعني يراقبون من يريد ان يؤذيه او من يسترق شيئا من السمع من القرآن. فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم - 00:12:57ضَ
نعم اه ليعلم هنا الاية فيها اقوال لكن من اوضحها ليعلم يعني الرسول الذي يوحى اليه ان قد ابلغوا رسالات ربهم يعني ان الرسل قد ابلغوا رسالات ربهم وان الله تعالى حفظ وحيه وان الملائكة آآ - 00:13:18ضَ
حفظت الرسالات ودفعت عنها اه كما يعني قال الله تعالى فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا الرسول يطمئن لانه يعلم ان هذا الوحي محفوظ من قبل الله تعالى ينزل جبريل ومعه حرس من الملائكة يعني اذا نزل على - 00:13:45ضَ
الرسول هكذا ايضا يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا فهذا يجعل في قلب الرسول الطمأنينة بان الله حافظ دينه وحيه. ليعلم الرسول ان قد ابلغوا الرسل كلهم رسالات ربهم وهكذا هو مثلهم. يعني سيبلغ رسالة ربه بجد وقوة - 00:14:05ضَ
لانه يعلم ان الله تعالى حافظ دينه. وهذا يعني يثير في قلب الرسول الطمأنينة في حفظ الوحي وهذا يجعله يعني بكل ثقل يبلغ رسالة ربه لانه يعلم ان هذا الدين محفوظ من عند الله جل وعلا - 00:14:30ضَ
ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم وهذا يعني ايضا عام للامة يعني المسلم اذا علم ان هذا الدين محفوظ وان هذا الدين منصور فيتشرف هو ان اه يخدم دين الله تعالى - 00:14:47ضَ
وان يستعمله الله في طاعته. قال ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم. ثم ختم الله تعالى بكمال علمه وعظمته واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا. واحاط بما لديهم يعني الله تعالى احاط بما لديهم - 00:15:02ضَ
بما عند الرسل يعني من الاحكام والشرائع التي يوحيها. والله تعالى ما كان ربك نسيا. والله تعالى اه يعلم ثم يصلح عباده واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا. من القطر والرمل وورق الشجر وزبد البحر - 00:15:22ضَ
فكيف لا يحيط بما عند الرسل من وحي وكلامه جل جلاله قال واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا كما ختمت السورة بتعظيم الله جل وعلا آآ افتتحت بتعظيمه جل جلاله على لسان الجن وانه تعالى - 00:15:44ضَ
جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وهنا كذلك يعني آآ ختمت بتعظيم الله جل وعلا هذه الاية فيها يعني اختلاف الظمائر ليعلم الرسول ثم واحاط يعني الله جل وعلا. وهذا الاختلاف - 00:16:04ضَ
اه جائز لدلالة السياق عليه وهذا ثبت عن قتادة وهناك يعني اقوال اخرى يعني بعضهم قال ليعلم من كذب الرسل ان الرسل قد ابلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا كما قلنا. وبعضهم قال الضمائر كلها ترجع الى الله جل وعلا ليعلم الله - 00:16:24ضَ
كما قالوا ما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول وليعلمن الله الذين آآ امنوا صبروا او امنوا كذا يعني هذا العلم الذي يكون واقعا يعني بعد حصول الشيء والله تعالى يعلم ما كان وما سيكون - 00:16:48ضَ
هذا هذا العلم يعني آآ هو العلم الذي يتعلق بوجود الموجود بعد يعني حدوثه والله تعالى علمه ازل يعلم ما سيكون. لكن ايضا اذا حصل الامر يعلمه كما يسمع الاصوات آآ يعني - 00:17:08ضَ
ما يحدث فكذلك يعلم فبعضهم ارجع هذا الى الله جل وعلا ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عددا. والله اعلم وسبحان الله هذه السورة يعني فيها - 00:17:28ضَ
اه اه تعظيم للقرآن الكريم يعني من اول السورة افتتحت بتعظيم القرآن الكريم فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا وفي اثنائها ذكر الله تعالى حفظ القرآن من مسترقي السمع. وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا. كل هذا لاجل حفظ - 00:17:46ضَ
قرآن وختم ايضا بتأكيد حفظه وحفظ جميع كلماته وحيه. قال ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم فهذا كله فيه توكيد لحفظ القرآن الكريم وعظمة هذا القرآن والوحي. نسأل الله تعالى ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا - 00:18:09ضَ
صدورنا نسأله تعالى ان يعفو عنا والحمد لله رب العالمين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك - 00:18:30ضَ