التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة الاخوات نواصل تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا. ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يرزقنا بشرى نبينا محمد صلى الله - 00:00:00ضَ
الله عليه واله وسلم. حيث قالوا ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم. الا نزلت عليهم السكينة وغشيته الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده نسأل الله تعالى من فضله - 00:00:21ضَ
بقيت معنا الايات الاخيرة من سورة الحديد يقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم - 00:00:41ضَ
تأملوا في مناسبة هذه الاية لما تقدم لما ذكر الله تعالى الرسالات الماضية لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وقال ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب. ثم قال ثم قفينا على اثارهم برسلنا - 00:01:03ضَ
وطفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل ثم ختم النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته - 00:01:29ضَ
وسورة الحديد كما عرفنا سورة ايمان ايمان صادق مثمر للبذل في سبيل الله نصرة لدين الله فناسب ايضا ان تختم السورة بحقيقة الايمان لان هذا الايمان لا ينفع الا اذا حقق صاحبه تقوى الله - 00:01:51ضَ
واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله اتقوا الله راقبوا الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه اتق الله حيثما كنت - 00:02:15ضَ
تقوى الله ان دائما ان الله تعالى يراك ويسمعك اينما كنت في بيتك في طريقك في صلاتك في وظيفتك في اي مكان فتستقيم على طاعة الله اتقوا الله وامنوا برسوله - 00:02:34ضَ
كيف يتقي العبد ربه ما يمكن الا اذا سار على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وامنوا برسوله والايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم انما يكون بتصديقه فيما اخبر - 00:02:55ضَ
وطاعته فيما امر واجتناب ما نهى عنه وزجر وان لا يعبد الله الا بما شرع وامنوا برسوله وهذا الايمان يتفاوت امنوا برسوله يقوى ايمان العبد بنبيه صلى الله عليه وسلم فيذكره - 00:03:12ضَ
في حياته دائما يصلي عليه صلى الله عليه وسلم يلهج بالصلاة والسلام عليه ويطالع سيرته ويذكره بين اهله من محبته للنبي صلى الله عليه وسلم وايمانه به ويحرص على تعلم سنته. ويتتبع - 00:03:34ضَ
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل اموره. وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته يعني نصيبين عظيمين من رحمته جل وعلا يؤتكم كيفلين والكفل هو النصيب والحظ ولكن هذه الكلمة - 00:03:54ضَ
تدل على اعتماد على الشيء يقال الكفل هو عجز الدابة لان العجز يعتمد عليه في الجلوس مثلا الكفيل من يضمنك ويكفلك تعتمد عليه يعتمد عليه في ذلك وكذلك كأن هذا النصيب نصيب عظيم يعتمد عليه - 00:04:18ضَ
في حصول الخير والثواب والاجر قال يؤتكم كثلين من رحمته وذلك لان هذه الامة امنت بالرسالات الماضية وامنت برسولها الخاتم لي آآ الرسل عليهم الصلاة والسلام فاتاها الله تعالى اجر - 00:04:55ضَ
الامم الماضية واجر الايمان بالرسالة الخالدة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري قال صلى الله عليه وسلم مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له الى الليل - 00:05:19ضَ
عملوا الى نصف النهار فقالوا لا حاجة لنا الى اجرك فهؤلاء اليهود انقطعوا لما بعث عيسى عليه الصلاة والسلام كفروا به قال فاستأجر قوما استأجر اخرين فقال اعملوا بقية يومكم - 00:05:40ضَ
ولكم الذي شرطت قال فعملوا حتى اذا كان حين صلاة العصر قالوا لك ما عملت يعني خلاص لن نكمل عمل بقية اليوم الى المغرب لا لك ما عملت تنازلنا عن اجرنا. وهؤلاء هم النصارى - 00:06:09ضَ
لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الزمان كأنه عند صلاة العصر ما بين صلاة العصر الى المغرب لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به قال - 00:06:32ضَ
فاستأجر قوما فعملوا بقية يومهم حتى غربت الشمس قال فاستكملوا اجر الفريقين هم الذين ختم بهم العمل وادي بهم العمل وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالخواتيم - 00:06:46ضَ
ففاز المسلمون بالاجر التام هذا مثل عملوا قليلا في اخر الزمان امنوا بالرسالات الماضية وبالرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم بالرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم حصلوا الاجر كاملا. حصلوا اجر الفريقين - 00:07:12ضَ
وايضا يشبه هذا ايضا ما ثبت ايضا في البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما آآ بقاؤكم فيما سلف قبلكم يعني من الامم آآ كما بين آآ يعني من اول النهار الى - 00:07:36ضَ
آآ صلاة المغرب قال اوتي اهل التوراة التوراة فعملوا حتى اذا كان نصف النهار عجزوا فاعطوا قيراطا قيراطا قال ثم اوتي اهل الانجيل الانجيل فعملوا الى صلاة العصر قال عجزوا - 00:07:58ضَ
فاعطوا قيراطا قيراطا قال ثم اوتينا القرآن قال فعملنا الى غروب الشمس قال فاعطينا قيراطين قيراطين هذه الامة تم بها العمل وامنت بالرسالة الخالدة الخاتمة فقال اهل الكتابين قال اعطيتنا قيراطا قيراطا واعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين ونحن اكثر عملا - 00:08:24ضَ
فقال صاحب العمل هل نقصتكم من اجلكم شيئا قالوا لا قال ذلك فضلي اوتيه من اشاء وكما قال هنا قال بان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم - 00:09:00ضَ
قال يؤتكم كفلين من رحمته وكذلك يؤتكم كفلين من رحمته قد يقال في الدنيا وكفل في الاخرة. كما قال تعالى ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقد يقال كفلين من رحمته - 00:09:25ضَ
يعني المراد من التثنية التكرار والمبالغة كما تقول لبيك اللهم لبيك بصيغة المثنى ليس المقصود البي مرتين لا وانما المقصود تلبية بعد تلبية. تلبية بعد تلبية. وهكذا فقد يعبر عن - 00:09:46ضَ
اه الجمع والكثرة بالمثنى. قال يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به تأمل الذي يتقي الله ويؤمن برسول الله الله تعالى يجعل له نورا يمشي به في حياته - 00:10:07ضَ
ويجعل لكم نورا تمشون به كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا الفرقان مثل النور تفرق به بين الحق والباطل افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه - 00:10:29ضَ
قال اول من كان ميتا فاحييناه احييناه بالايمان بالقرآن والسنة ومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثلوا في الظلمات ليس بخارج منها لان الذي يتقي الله ويؤمن برسول الله - 00:10:48ضَ
عرف حقيقة الامر يسير على نور من ربه لانه يعبد الله كما يريد الله حقا ما يكون عنده حيرة وقلق وما يعرف اين الطريق ولماذا وجد في هذه الدنيا ويرى - 00:11:09ضَ
الناس يختلفون في بلادهم ومذاهبهم هو عنده طريق واضح يعبد الله اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. لان الله تعالى يريد ان يعبد كما شرع لان يعبد بالاهواء والاذواق والاراء لا - 00:11:31ضَ
والا لماذا بعث الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يبين للناس كيف يعبدون الله لا تعبد الله على هواك كما يزعم الان بعض الناس قل يكفي اني انا احب الله - 00:11:51ضَ
هذي حقيقة الامر امن يتبع شريعة او اتبع رسولا او اتبع ديانة هذا ما يلزمني هذا فكر الان ينادي به بعضهم نقول اهم شي الحب لله خلاص ما دمت انت تحب الله عبر عن حبك بما تريد - 00:12:07ضَ
ان شاء الله ترقص صحيح خلاص اهم شي انك تحب الله يكفي هذا بينك وبين الله وهذا في الحقيقة يعبد هواه افرأيت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا - 00:12:26ضَ
هذا ما يعبد الله هذا يعبد هواه سيفعل ما يشتهي ويستر ذلك باني انا اتقرب الى الله واحب الله. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله اذن وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به. تأمل كيف؟ قال نورا تمشون به - 00:12:44ضَ
يعني هذا النور يكون ملازما لك. اينما سرت فانت تمشي بهذا النور. حقا الذي يكون على تقوى من الله وعلى اتباع لسنة رسول الله يكون على هدى ونور. في كل احواله. اذا نام - 00:13:12ضَ
ينام على نور من ربه ينام متوضئا على جنبه الايمن كما يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اجمل الاذكار فيها عبودية ومناسبة للمقام الذي هو فيه باسمك اللهم اموت واحيا - 00:13:32ضَ
وهكذا سائر الاذكار عندما تتفكر فيها هي حمد وشكر لله فيها اه افتقار الى الله واستعانة بالله. وفيها محبة لله والاكثار من ذكر الله كما في التسبيح والتحميد والتكبير قبل ان تنام - 00:13:52ضَ
لانك تنام على ذكر محبوبك بعض الناس اليوم هكذا ينام على سماع الموسيقى والاغاني من محبته لهذه الامور ينام على الافلام ينام على الالعاب لكن هكذا المسلم الذي يكون على نور من ربه - 00:14:10ضَ
اذا نام ينام على نور اول ما يقوم من نومه الحمد لله الذي احيانا بعدما اماتنا واليه النشور. شوف كيف تحمد الله وتتذكر اه البعث والرجوع الى الله كما قمت من نومك ستقوم من موتك - 00:14:31ضَ
ستكون من قبرك تفتح حياتك بهذا الحمد وبتذكر الاخرة تدخل حتى اذا دخلت الخلاء تتوضأ وتقضي حاجتك على نور من ربك تفتقر الى الله اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث - 00:14:49ضَ
حتى يحفظك الله تعالى من الشياطين تقضي حاجتك وتخرج تقول غفرانك. تتذكر نعمة الله عليك ان الله انعم عليه بخروج الاذى فاسأل الله ان يغفر لي ومهما شكرت الله على هذه النعمة لن توفي - 00:15:08ضَ
شكر هذه النعمة فتستغفر الله تعترف بتقصيرك تقول غفرانك شوف النور تخرج من بيتك تتوكل على الله تركب سيارتك تدعو بالدعاء المعروف وهكذا اينما سرت تتخلق باخلاق نبيك من العفو والصفح والاحسان والكرم - 00:15:27ضَ
تدخل بيتك على اهلك ما تغضب ما غضب النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه قط وتكون في مهنة اهلك وخيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم تكون على نور من ربك. اذا صليت تصلي - 00:15:46ضَ
كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم في كل حركة. هذه حركات الصلاة واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها. تحرك القلوب. تجعلك تستسلم لله تتذلل لله عندما تضع اليمنى على اليسرى - 00:16:02ضَ
وهكذا تخشع في صلاتك كما كان النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته. وهكذا تكون على نور من ربك في كل حال في عبادتك في صلاتك في بيتك في عملك في اي مكان - 00:16:15ضَ
ويجعل لكم نورا تمشون به لان المسلم ما ينسك عن هدي نبيه صلى الله عليه وسلم في حياته كلها ثم سينكشف هذا النور في قبرك. ينير الله لك قبرك ثم يكون لك نور عظيم - 00:16:30ضَ
عندما تقسم الانوار يوم القيامة. كل بحسب ايمانه بالله وبرسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم لا يخزي الله النبي والذين امنوا معه. نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم. يقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك - 00:16:47ضَ
على كل شيء قدير. فنسأل الله تعالى ان يعظم لنا من النور في الدنيا والاخرة قال ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم لان الانسان لابد ان يزل ان يخطئ ان ينسى ان يغفل مهما اجتهد مهما امن مهما اتقى مهما كان عنده نور - 00:17:08ضَ
فلا بد ان يستغفر ربه جل وعلا. قال ويغفر لكم والله غفور رحيم وبالمغفرة يعظم هذا النور قال لان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله - 00:17:31ضَ
يقول قائل معنى الاية اعطيناكم هذا الفضل ليعلم اهل الكتاب ليعلم بان لا يعلم. ليعلم اهل الكتاب انهم لا يقدرون على شيء من فضل الله. لكن قال لي الا يعلم - 00:17:53ضَ
اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله طبعا عامة المفسرين يقولون هذه الا يعني معروفة في اسلوب العرب تأتي زائدة للتوكيد وكما قال تعالى ما منعك ايش ؟ الا تسجد اذ امرتك - 00:18:10ضَ
ما منعك الا تسجد والمفروض يقول ما منعك ان تسجد يعني فلان مثلا ما صلى ما منعك ان تصلي ثم منعك انت امتنعت عن الصلاة امتنعت عن السجود. قل ما منعك ان تسجد. ما تقول ما منعك الا تسجد. اذ امرتك. لكن - 00:18:35ضَ
كأن لا هذي تأتي لزيادة توكيد النفي. وكأنه بالفعل هو ما سجد حتى ما يصلح ان تقول في لفظك ان تسجد قل ان لا تسجد فكذلك هنا قال لان لا يعلم اهل الكتاب - 00:18:59ضَ
فهذا يعني توجيه والطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره جعلها يعني آآ كأنها على ظاهرها وهذا اشار اليه البقاع ايضا في نظم الدرة قال لان لا يعلم اهل الكتاب انهم في الحقيقة وان علموا - 00:19:19ضَ
ان الفضل كله بيد الله لا يقدرون على شيء من فضل الله لكنهم عندما لم يعملوا بهذا العلم فكأنهم لم يعلموا ايش الفائدة من انسان يعلم ولا يعمل كأنه جاهل - 00:19:38ضَ
العلم الحقيقي يكون بالعمل يكون بخشية الله اما انسان يعلم ان لا ان الفضل بيد الله وانه ليس له من الامر شيء ثم لا يعمل لا يبالي بهذا الفضل كأنه لم يعمى كأنه لم يعلم شيئا - 00:19:55ضَ
انه جاهل فاذا كان يعني تقدير الكلام يعني آآ نحن فضلناكم واتيناكم كفيلين من رحمته. هذا الفضل فضلناكم لان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله. لانهم في جهالتهم وغرورهم يعمهون - 00:20:17ضَ
نعم. لان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله لان الله تعالى هو الذي اختص هذه الامة بالفضل هذا من فضل الله الله تعالى جعل امة محمد صلى الله عليه وسلم هي اشرف الامم. كنتم خير امة اخرجت للناس - 00:20:41ضَ
وجعلها صاحبة اشرف رسول واعظم كتاب والامة الخالدة خاتمة الامم فهذا من فضل الله على هذه الامة. ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم - 00:21:04ضَ
من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره غيرها من الايات هذا المعنى فالله تعالى فضل امة بني اسرائيل واهل الكتاب على العالمين في زمانهم لكن لما لم يقوموا بكتابهم حق القيام حرفوا بدلوا غفلوا - 00:21:24ضَ
وعاندوا انتزع الله الشرف منه وهذا قدره الله منذ الازل لانه اراد ان تكون امة محمد هي اشرف الامم وافضل الامم. هذا من فضل الله فيقول لئلا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله - 00:21:51ضَ
وان الفضل بيد الله. ما دامهم لا يقدرون ولا احد من البشر يقدر على شيء من فضل الله. اذا وان الفضل بيد الله الله تعالى هو صاحب الفضل ولذلك قد يؤتيه من يشاء - 00:22:13ضَ
والله تعالى جعل هذا الفضل العظيم لامة محمد صلى الله عليه وسلم قال يؤتيه من يشاء فجعلها هي الامة التي تقوم بالدين الحق وهذا الختام يناسب هنا لان اهل الكتاب - 00:22:28ضَ
يزعمون انهم هم اهل العلم واهل الكتاب وهم انصار الدين واتباع ملة ابراهيم واولياء الله واحباؤه وابناؤه هكذا يقولون الله تعالى هنا يبين ان هذه الامة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم هم - 00:22:52ضَ
انصار هذا الدين ونحن في سورة الحديد هي سورة فيها نصر الدين كمان الامة التي تفضل الله عليها بالقيام بهذا الدين ونصره لهذه الامة تناسب ان تختم السورة بهذا قال وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. حقا - 00:23:13ضَ
هذه كرامة عظيمة والله المسلم والله عندما يتفكر في هذا الفضل الله ما جعلك تعيش في زمن موسى ولا في زمن عيسى ولا في زمن ابراهيم ولا جعلك تعيش في اخر الزمان بعض الناس - 00:23:40ضَ
ربما يقول نحن في اخر الزمان زمان فتن وزمان طيب انت في اخر الزمان يعني انت من امة محمد صلى الله عليه وسلم. يكفي انك تتبع خير الرسل. تأتي يوم القيامة في زمرته صلى الله عليه وسلم. يكفي انك تحفظ القرآن تسمع القرآن. تقرأ القرآن - 00:23:56ضَ
الامم الماضية ما يعرفون شيء من القرآن عندهم كتبهم السماوية ما تساوي هذا القرآن الكريم في جماله في بلاغته في معانيه في امثاله ما تساويه ولا تدانيه الكل وحي الله لكن هذا الكتاب اشرف الكتب واعظم الكتب - 00:24:17ضَ
عندك هذا القرآن تخيل يعني انت تعيش الزمان ما ينزل هذا القرآن ولا تعرفه كيف يكون حالك؟ والله نحن في نعمة ما بعدها نعمة اكيد بعد ذلك المسلم الذي تفضل الله عليه بهذا الفضل جعله من امة القرآن وامة محمد صلى الله عليه وسلم لا يبالي بكتاب الله ولا بسنة رسول الله - 00:24:35ضَ
ربما تراه والله ما تفرق بينه وبين الكافر شعره مثل شعر الكفار. ولبسه مثل لبس الكفار ثم تتفاجأ اذا به مسلم سبحان الله كيف غدا ستلقى رسول الله يوم القيامة؟ - 00:25:03ضَ
في اي وجه ستلقاه عليك ان تتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم رسولا كسرى دخل المدينة يظنان انهم سيأخذون محمدا هكذا معهم الى كسرى بكل سهولة - 00:25:21ضَ
ان غضب كسرى عندما ارسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم رسالة يدعو الى الاسلام. يقول من هذا الذي يتجرأ يدعوني الى الاسلام يدعوني الى دينه. هؤلاء اعراض ما لهم وزن - 00:25:43ضَ
فارسل رسولين اذهب الى المدينة واتوني بهذا الرجل المهم دخل يسألون اين محمد وقف امام النبي صلى الله عليه وسلم لما رآهما النبي صلى الله عليه وسلم اعرض عنهما بوجهه - 00:25:58ضَ
ثم التفت قال من امركما بهذا لانهما ماذا؟ كانا حليقين فقط حليقين اللحية من امركما بهذا؟ فقال ربنا وكان قد حلق وفر شاربهما فقال لكن ربي امرني باعفاء لحيتي اه قص شاربي وتقصيري شارب - 00:26:17ضَ
يعني هذي سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما اجملها على الرجل عندما تتبع النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء في كل شيء ما يوافق رغبتك او ما يخالفها. هذا الايمان الحق الصادق - 00:26:48ضَ
ولا تبالي بمن حولك. ممن يسخر بك او يعيبك وامنوا برسوله بكل سنته ودينه وشرعه عندما تأتي يوم القيامة يلقاك النبي صلى الله عليه وسلم وانت على سنته ظاهرا وباطنا واخلاقك وعبادتك ومظهرك على السنة. يفرح بك النبي صلى الله عليه وسلم - 00:27:04ضَ
فاذا هذا فضل عظيم للاخوة ان نكون من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وانصار سنته فضل عظيم من من الله تعالى عندما هدانا لهذا والله ما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. هذا اختيار من الله لنا - 00:27:33ضَ
قال وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم وهكذا ختمت السورة بان هذا الفضل بيد الله ختمت صفة من صفات الله كما افتتحت السورة بصفات الله تعالى وتأمل كيف قال في اولها والاول والاخر - 00:27:53ضَ
فهو الاول الذي يتفضل بالفضل هو الاول هذا من معاني الاول هنا ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. بان الله تعالى هو الذي تفضل على هذه الامة اولا ان كتبها - 00:28:14ضَ
اشرف الامم وخير الامم في الازل السابق هذا التفضل اولي من عند الله هذا من معاني اسم الله الاول ان تستشعر دائما ان كل نعمة انت فيها لست انت صاحبها بل صاحبها الاول هو الله جل وعلا لانه الاول - 00:28:34ضَ
كل شيء الله تعالى من عليك بالاستقامة هذا ليس من عندي ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء. هو الاول هو اول من تفضل علي بهذا. تبت الى الله - 00:28:56ضَ
هذا كله من فضل الله كما قال الله تعالى في قصة الثلاثة الذين خلفوا ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم. قال تاب عليهم اولا وصاحب الفضل الاول ليتوبوا ثانيا - 00:29:12ضَ
ثمان الله هو التواب الرحيم. اخرا وهكذا في كل شيء حفظت القرآن الله تفضل علي هو الاول وهكذا في كل احوالك حقا وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم - 00:29:28ضَ
وهذا حقا يعني من اعظم حقائق الايمان الذي دائما يستشعر ان الفضل بيد الله هذا تجد يفتقر الى الله ويسأله من فضله اهدنا الصراط المستقيم. وينكسر لله جل وعلا. لا يدخل في قلبه غرور ولا عجب ولا كبر - 00:29:45ضَ
لماذا؟ لانه دائما يعترف ان الفضل بيد الله الايمان بمثل هذا حقا يحقق للعبد حقيقة الايمان كمان خاتم السورة بهذا والله اعلم نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا نسأله تعالى ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا. نسأله تعالى ان يغفر لنا ولوالدينا - 00:30:07ضَ
المسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:30:32ضَ