تفسير سورة الحشر

تفسير سورة الحشر ٤ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا. ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يرزقنا بشرى نبينا محمد صلى الله عليه - 00:00:03ضَ

واله وسلم حيث قالوا ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده نسأل الله تعالى من فضله - 00:00:23ضَ

لا نزال مع سورة الحشر وبعد ان قسم الله تعالى الفيء وهو المال الذي يحصل عليه بلا قتال. كما في غزوة بني النظير التي تتكلم عنها سورة الحشر. ولما قسم الله تعالى - 00:00:42ضَ

نبه على اولى الناس بالفيء قال اه فلله وللرسول وذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم. وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه انتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب. ثم بعد ذلك - 00:01:02ضَ

بين الله تعالى صفات من يستحق هذا الفيء في المجتمع المدني في واقع الحياة نعم نبه الله تعالى على اصناف اه معينة على سبيل التنبيه لكن في الواقع في الواقع في المجتمع المدني في ذلك الوقت من الذين يستحقون هذا المال - 00:01:29ضَ

قال للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم الى اخر الاية. ثم استطردت الايات في وصف المجتمع المدني في تلاحمه وتواده وتعاطفه كالجسد الواحد. بل في وصف امة الاسلام وهذا يتناسب مع سورة الحشر. سبحان الله اسمها الحشر يعني الجمع. لان الحشر سوق مع جمع - 00:01:52ضَ

وفي المقابل كما سيأتي معنا تبين السورة حال اعداء المسلمين في تفرقهم تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى فهذا مما يتناسب مع مقصودي هذه السورة التي كما عرفنا تتحدث عن غزوة بني - 00:02:21ضَ

نظير فيها طرد اليهود من المدينة يهود بني النظير عندما نقضوا العهد وارادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهم يسعون في تفريق كلمة المسلمين وبين في المقابل اجتماع المسلمين فيما بينهم وتوادهم وتراحمهم وتفرق اعداء المسلمين - 00:02:41ضَ

نسأل الله تعالى ان يرد المسلمين الى دينهم ردا جميلا وان يؤلف بين قلوبنا ونصلح ذات بيننا وان يجعل حقا امة واحدة. قال للفقراء المهاجرين يعني هذا الفي للفقراء المهاجرين - 00:03:04ضَ

الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم. وهذا فيه اشارة الى سبب استحقاقهم للمال. الذين اخرجوا من ديارهم اموالهم يعني خرجوا من مكة لا مال لهم ولا شيء ولا اهل ولا اه ديار ولا لكن اهلهم اخوانهم من المسلمين من الانصار. لماذا خرجوا؟ قال - 00:03:23ضَ

يبتغون فضلا من الله ورضوانا. يبتغون فضلا من الله زيادة. من عند الله تعالى ورضوانا فهذا يدل على كمال اخلاصهم لله جل وعلا. ما غايتهم وينصرون الله ورسوله. ما خرجوا من مكة - 00:03:51ضَ

الا نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصرة لدين الله. فظحوا بانفسهم باموالهم بديارهم لاجل الله ورسوله وينصرون الله ورسوله. تأمل بماذا وصفهم الله؟ قال اولئك هم الصادقون وهل تجد في الصور الواقعية في الحياة؟ صورة اعظم من هذه الصورة في الصدق. اذا كان الواحد يضحي بنفس - 00:04:11ضَ

ومالي وبلدي ووطني ودياره. لاجل الله ورسوله. فحقا هؤلاء ما اخرجهم الا اه محبة الله ورسوله نصرة الله ورسوله. ولا كيف الانسان يترك بلده وماله فهذا ما يكون الا لعظم صدقه. لذلك انظر في صور الهجرة الان عندما تتفكر في حال الصحابة الذين هاجروا - 00:04:41ضَ

من اه ابرز تلك القصص واشدها تأثيرا في النفوس. قصة ام سلمة كما تعرفون. كيف خرجت مع زوجها يا ولدها سلمة فاعترضهم آآ يعني المشركون من اهلها وقالوا لزوجها هذه ابنتنا - 00:05:10ضَ

فاخذوها ثم جاء اهل الزوج وتنازعوا الولد حتى خلعوا يديه وبقي الزوج هكذا ينظر الى اسرته تتفرق ويريد ان ينجو بدينه فهاجر الى المدينة وهي بقيت عند اهلها حبسوها تبكي كل يوم - 00:05:31ضَ

هكذا مرت عليها سنة كاملة. ثم ارجعوا عليها ابنها وخرجت يعني امرأة هكذا تضطهد ويفرق بينها وبين زوجها ولدها ما الذي يصبرها على هذا الاذى وهذه الالام الشديدة هذه هي العقيدة هذا الايمان الصادق. ثم الله تعالى فرج عنها. فرج كربتها وهاجر - 00:05:54ضَ

الى المدينة انظر الى صهيب الرومي رضي الله عنه. لما اراد الهجرة قال له اهل مكة جئتنا صعلوكا لا مال لك ثم تريد ان تخرج بمالك فقال ارأيتم ان دللتكم على مالي تخلون سبيلي؟ قالوا نعم. فدلهم على - 00:06:23ضَ

ماله فخرج لا مال له بعد ان حصل اموالا كثيرة بمكة ولما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال ربح صهيب ربح صهيب هذا البيع الرابح. ومن الناس من يشري نفسه يعني يبيع نفسه ابتغاء مرضات الله. والله رؤوف بالعباد. هذه الاية - 00:06:42ضَ

كانت في صهيب وهكذا غيرها من صور الهجرة وعندما جاء ابو بكر بكل ماله في لاجل الهجرة انفق كل ما عنده وينصرون الله ورسوله اولئك الصادقون هكذا المسلم عليه ان يهاجر اليوم - 00:07:04ضَ

بقلبه وقالبه الى الله ورسوله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المهاجر من هجر ما نهى الله عنه. هذه اول هجرة واعظم هجرة وهذه في حق كل مسلم ومسلمة - 00:07:33ضَ

ان تهاجر بقلبك من الدنيا وشهواتها وملذاتها تهاجر بقلبك الى الله ورسوله تكون صادقا انك تريد في هذه الدنيا رضوان الله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذه الغاية التي خلقت لاجلها. ان تحقق توحيد الله وعبادة الله وحده جل وعلا. فاذا - 00:07:48ضَ

لو صدقت في هذه الهجرة الى الله ورسوله الله تعالى يكتب لك الاجر العظيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم العبادة في الفتنة كالهجرة الي. نحن الان نعيش في زمان فتن. فتن الشبهة - 00:08:11ضَ

وفتن الشهوات فالذي يتمسك بدين الله بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبد الله تعالى كأنه خرج من بين اهل الاهواء والشهوات وهاجر الى الله ورسوله لهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من ورائكم ايام الصبر - 00:08:27ضَ

المتمسك فيهن بما انتم عليه اجر خمسين منكم قالوا اجر خمسين منا او منهم؟ قال بل اجر خمسين منكم. طبعا فضل الصحبة لا يمكن ان يدركه المتأخرون لكن هذا من باب تعظيم الاجر. والا الصحابة قد سبقوا - 00:08:49ضَ

هذا امر عظيم. فالذي يتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبدين الله تعالى في عبادة الله تعالى في هذه الايام له الاجر العظيم. ولهذا ينبغي المسلم ان لا ينظر دائما الى الواقع نظرة سلبية - 00:09:11ضَ

او يقول نحن في بلاء ونحن في شدة ونحن في كذا بالعكس. صحيح الابتلاء آآ يعني يحزن عندما يرى الامة متفرقة لكن الله تعالى ابتلاك وهو الذي جعلك تعيش في هذا الزمان. لينظر كيف تعمل والا - 00:09:31ضَ

هذا الدين دين الله الله ناصر دينه لا محالة والعاقبة للمتقين. هذا الذي يطمئن المسلم يجعلك على ثقة بالله تعالى. يجعل عندك الهمة العالية مهما رأيت الواقع في فتن وتفرق وضعف - 00:09:51ضَ

لكن الذي يطمئنك ان الله تعالى هو الذي ينصر هذا الدين. لسنا نحن الذين ننصر هذا الدين ابدا. الله تعالى هو الذي ينصر هذا الدين والله يتفضل علينا بان يستعملنا في طاعة نصرة دينه. هذا شرف لنا والا فالدين منصور - 00:10:10ضَ

فاذا هذا يجعل مسلم يجتهد في نصر دين الله بكل ما يملك كل بحسب استطاعته بما اتاه الله من قدرة من موهبة بكل ما تستطيع. قال وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون. ثم اثنى على اخوانهم - 00:10:28ضَ

الانصار قال والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك - 00:10:48ضَ

اولئك هم المفلحون. والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم والذين تبوأوا يعني نزلوا الدار وهي المدينة والايمان وكلمة اه بوأ في اللغة يعني تبوأ المبائة تدل على المسكن المنزل الذي يتخذه الانسان تبوأت - 00:11:04ضَ

هذا المكان يعني اتخذته سكنا لي الله تعالى يقول والذين تبوأوا الدار يعني نزلوا المدينة لزموها لان اصل الاوس والخزرج من اليمن. ونزلوا المدينة وتبوأوها فكلمة بوءة تدل على اللزوم والاستقرار - 00:11:36ضَ

لذلك تقول في الدعاء سيد الاستغفار ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي يعني ارجع رجوعا العبد الملازم للتوبة وهذا الرجوع رجوعا ليس بعده رجوع الى المعصية. ابوء لك بذنبي ابوء لك بنعمتك علي - 00:11:58ضَ

يعني سيكون اعترافا دائما لازما وهنا كذلك والذين تبوأوا الدار لزموها ولم يخرجوا منها ثم قال والايمان وهذا تعبير جميل والذين تبوأوا الدار تبوأوا الايمان يعني كأنهم جعلوا الايمان سكنا لهم. مستقرا لهم. هذا يدل على اطمئنان قلوبهم بالايمان - 00:12:20ضَ

وان الايمان كانه سكن وانت عندما ترجع الى منزلك والى سكنك ترتاح فيه وتطمئن وتنام وتقوم تأمل هكذا يشعرون مع نعمة الايمان ان هذه النعمة الحقيقية يجدون في الايمان السكن والراحة والسعادة كما يجد الانسان الراحة والسكن - 00:12:50ضَ

والطمأنينة في بيته قال والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم. يعني من قبل هجرة المهاجرين طبعا هم تبوأوا الدار نزلوا المدينة قبل المهاجرين لكن الاشكال والذين تبوأوا الدار وتبوأوا الايمان قبل المهاجرين طيب المهاجرين امنوا - 00:13:17ضَ

قبل الانصار فهنا قال ابن كثير من قبل ايمان بعض المهاجرين. لان الانصار امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة. يعني قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم الهجرة - 00:13:38ضَ

يعني اه امتدت الى الفتح. لا هجرة بعد الفتح. ولكن جهاد ونية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. في هذه الفترة لا شك انك كثير من المهاجرين ايضا ممن اسلم في مكة لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم. فالانصار هنا تبوأوا الايمان قبل هؤلاء يعني قبل يعني بعظ - 00:13:57ضَ

مهاجرين اه لان هنا المقام مقام ثناء عليهم فابرز هذا وايضا بعضهم قال اه يعني والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يعني من قبل اقامتهم اه نعم اه يعني من قبل اقامتهم - 00:14:17ضَ

الايمان في هذه الدار يعني وهذا كان بفضل الانصار والذين تبوأوا الدار والايمان يعني هم اقاموا الايمان بالمدينة في هذه الدار قبل هجرة المهاجرين والذين تبوأوا الدار وتبوأوا الايمان يعني جعلوا الايمان مستقرا لهم وامنوا في المدينة - 00:14:44ضَ

جعلوها دار ايمان قبل هجرة المهاجرين فهم الذين هيئوا هذه المدينة المهاجرين ونصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذا ايضا معنى ذكره بعض المفسرين طبعا ايضا هذا فيه ثناء على المدينة - 00:15:09ضَ

فمن فضل المدينة ان الله تعالى جعل تبوؤهم المدينة ونزول المدينة قرين الثناء عليهم بالايمان نعم ولهذا يقول الامام مالك رحمه الله ان المدينة بوأت بالايمان والهجرة وان غيرها من القرى افتتحت بالسيف. ثم قرأ هذه الاية. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون - 00:15:29ضَ

نسأل الله تعالى ان يرزقنا زيارة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم و ان يمتعنا بالمقام فيها بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم. ثم وصفهم الله تعالى قال تحبون من هاجر اليهم - 00:15:58ضَ

يحبون من هاجر اليهم وهذه المحبة محبة في الله ولله لانهم احبوا الله ورسوله فيحبون من هاجر اليهم لان انهم انصار الله ورسوله. يحبون من هاجر اليهم ثم ذكر ثمار المحبة الصادقة. قال ولا يجدون في صدورهم - 00:16:21ضَ

حاجة مما اوتوا مما آآ اتاه الله للمهاجرين من الشرف والسبق الى نصرة رسول الله والفضائل العظيمة وتأملون ما قال لا يجدون في صدورهم حسدا مما اوتوا بل قال لا يجدون في صدورهم ايش - 00:16:44ضَ

حاجة يعني حتى الشيء المباح لا يجدون في صدورهم فكيف الحسد الحقد؟ من باب اولى وهذا يعني ثناء عظيم لهؤلاء بسلامة صدورهم. لاخوانهم المهاجرين قال لا يجدون في صدورهم حاجة - 00:17:05ضَ

يعني اي حاجة تدعو الى طلب ما عند المهاجرين او ان يكونوا مثل المهاجرين لا حتى هذه الحاجة ما يجدونها يعني اعترفوا وبكمال المهاجرين وسبقهم وفضلهم. وانهم جاءوا بعدهم. ولا يجدون حاجة آآ يعني آآ - 00:17:29ضَ

تدعوهم الى طلب ما عند المهاجرين من فضائل. وما للمهاجرين من فضائل ابدا فمن باب اولى طبعا انهم لا يجدون في صدورهم اي حسد يعني آآ حقد على اخوانهم. ثم لما اخبر عن تخليهم - 00:17:49ضَ

عن ذلك اتبعه بذكر آآ الفضائل حلاهم بهذه الفضيلة ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ويؤثرون على انفسهم الايثار هذا خلق عظيم. ولو كان بهم خصاصة يعني ولو كان بهم حاجة شديدة - 00:18:08ضَ

واصل كلمة خصاصة في اللغة. يعني الخص هو الفرجة ولذلك الخصاص هي الفرج بين الاثاث يعني الاحجار التي توضع لوضع القدر عليها هذه الفرج بينها يسمى الخصاص كذلك ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. يعني حاجة شديدة كانها فرجة وثلمة فيهم - 00:18:28ضَ

ومع ذلك يؤثرون على انفسهم يعني يبذلون ما للمهاجرين من مال من يعني ما يحتاجون ولو كانوا محتاجين الى ما يبذلونه وهذا خلق رفيع الاخوة يدل على كمال محبة الله ومحبة اه عباد الله - 00:18:59ضَ

وان القلب قد تجرد من حب الدنيا وحب حظوظ النفس. تجرد من الاعراظ اعراظ الدنيا الفانية وليس له همة في هذه الدنيا الا رضا الله وان يحسن الى عباده فلا يحزن على فوات حظ نفسه لانه يؤثر غيره على نفسه لا يهمه ان - 00:19:25ضَ

يفوته التمتع بما يملك او بماله او بشهواته بل يقدم اخاه على نفسه ولا يحرص على ما آآ ليس عنده اه من باب اولى وهذي في الحقيقة هي الراحة في الحياة حقا. يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة - 00:19:51ضَ

يشعر بسعادة في نفسه. ثم يعني اه اثنى الله تعالى على هذا الخلق قال في قاعدة عظيمة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون تأمل كيف قال ومن يوق شح نفسه يعني اضاف الشح الى النفس لماذا؟ لان الاصل - 00:20:12ضَ

في الانسان الشح والبخل. هذه غريزة في نفس الانسان. انسان يحب آآ المال تحبون المال حبا جما واذا رأى نفسه محتاجا ربما هذا لا يقدم غيره على نفسه. يقول انا اولى بهذا المال انا المحتاج - 00:20:38ضَ

فلا يعطي غيره. فالشح هذه يعني غريزة في نفس الانسان. وسبحان الله يعني يقولون حتى في لغة اصل الشح يقولون ارظ شحاح يعني اذا كانت يابسة قاحلة تسيل من اول قطرة مطر. هكذا يقولون في كتب اللغة تسيل من اول قطرة مطر يعني ما تحبس ولا قطرة. من شدتها وجفافها ويبسها - 00:20:56ضَ

هكذا يعني الشحيح عنده جفاف روحي يعني شدة فلا يحب الخير للناس. بل يقولون الشح يعني ابلغ من البخل ان الانسان آآ يعني لا يمنع ما عنده ويبخل بما عنده بل - 00:21:24ضَ

اذا رأى غيره يعطي اه يكره ذلك ويبخل بما في ايدي الناس من القسوة التي في نفسه وقلبه الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل قال ولا تحابون على طعام المسكين هذا هو الشح - 00:21:50ضَ

وتأمل كيف قال الله تعالى هنا ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. هذا عنوان الفلاح. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. وتأمل كيف حصر هنا. فاولئك ما قال فاولئك المفلحون. فاولئك فاولئك هم. وهم هنا ظمير فصل - 00:22:17ضَ

يدل على الحصر لما يفصل بين المبتدأ والخبر ان اولئك مبتدأ والخبر اولئك المفلحون. كما يقول اولئك هم المفلحون هذا يدل هذا الحصر يعني كأن الفلاح انحصر في ان يقيك الله تعالى شح نفسك. ولذلك من اللطائف هنا ما ثبت عند من - 00:22:38ضَ

ان ابي الهياج رحمه الله قال كنت اطوف بالبيت فرأيت رجلا يقول اللهم قني شح نفسي. لا يزيد على ذلك. كل دعاءه في الطواف اللهم قني شح نفسي اللهم قني شح نفسي. قال فقلت له - 00:22:58ضَ

يعني سألت في ذلك فقال اني اذا وقيت شح نفسي لم اسرق ولم ازني ولم افعل عدد له قال واذا الرجل عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه انظر الى فقه هذا الصحابي رضي الله عنه من يوق شح نفسه - 00:23:18ضَ

الشح الاخوة هو العائق لكل خير. هو العائق لكل خير. لان الخير الطاعة والعبادة والاحسان. وفي الحقيقة صورة من صور العطاء والبذل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسر لليسرى - 00:23:39ضَ

شوف كيف عبر عن يعني العبادة الاعطاء والاحسان بقوله فاما من اعطى اعطى ما له اعطى وقته اعطى جهده في عبادة الله كل شيء. واتقى يعني اه خاف الله تعالى وامتنع عن الحرام - 00:24:02ضَ

هذا هذا الجانب العملي وصدق بالحسنى الجانب العلمي. ولهذا يقول الشيخ بن سعدي رحمه الله تعالى هنا قال ومن يوق شح نفسه يشمل وقايتها اه او قال يشمل وقايتها الشح في جميع ما امر به. فانه اذا وقي العبد شح نفسه سمح - 00:24:22ضَ

نفسه باوامر الله ورسوله. ففعلها طائعا منقادا منشرحا بها صدره. وسمحت نفسه بترك ما نهى الله عنه. وان كان محبوبا نفس تدعو اليه وتتطلع اليه. لانه وقي شح نفسه. قال وسمحت نفسه ببذل الاموال في سبيل الله وابتغاء مرضاته - 00:24:47ضَ

وبذلك يحصل الفلاح والفوز بخلاف من لم يوق شح نفسه. بل ابتلي بالشح بالخير الذي هو اصل الشر ومادته اذا حقا ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. والفلاح والفوز الدائم. في الدنيا والاخرة. وهنا نختم - 00:25:06ضَ

هذا الدرس هذه الصور من آآ يعني صور الايثار عند الانصار رضي الله عنهم آآ ثبت عند آآ الترمذي عن انس رضي الله عنه قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة اتاه المهاجرون فقالوا يا رسول الله ما رأينا قوما ابذل من الخير ولا - 00:25:26ضَ

احسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين اظهرهم. لقد كفونا المؤنة واشركونا في المهنة حتى خفنا ان يذهبوا الاجر كله مع ان المهاجرين آآ اعلى درجة وهاجروا مع رسول الله لكن من شدة بذل الانصار وعطائهم - 00:25:49ضَ

فقالوا سيذهبون بالاجر كله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ما دعوتم الله لهم واثنيتم عليهم ايضا قالت الانصار ايضا هذا يعني ثبت عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قالت الانصار للنبي صلى الله عليه وسلم اقسم بيننا وبين اخواننا النخيل - 00:26:10ضَ

ننظر هذي ثروة المدينة النخيل. هذا اغلى ما يملكون اموالهم. كانوا في الماضي هكذا اما يملك نخيل او بستان او يعني قطيع من غنم فاقسم بيننا وبين اخواننا النخيل فقال - 00:26:38ضَ

لا النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يعني ما يكون ايضا عالة على اخوانهم؟ قال لا. قال تكفون المؤنة ونشرككم في الثمرة. قالوا واطعنا. يعني ايضا يعملون في النخيل يكون الثمر بينهم - 00:26:54ضَ

وايضا آآ في القصة المشهورة في البخاري وغيره عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اصابني الجهد فارسل الى نسائه فلم يجد عندهن شيئا. سبحان الله يعني وفي بعض الروايات كما اذكر يقولون يا رسول الله ما عندنا - 00:27:12ضَ

الا الماء هذي بيوت النبي صلى الله عليه وسلم. لا اله الا الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا رجل يضيفه الليلة يرحمه الله - 00:27:34ضَ

فقام رجل من الانصار فقال انا يا رسول الله فذهب الى اهله فقال لامرأته ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخريه شيئا فقالت والله ما عندي الا قوت الصبية - 00:27:48ضَ

قال فاذا اراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فاطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة ففعلت والرجل تعشى وشبع وهما يصنعان امامك انهما يأكلان وما اكلا شيئا وباتا طاويين. جائعين ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد عجب الله عز وجل - 00:28:02ضَ

وفي لفظ قال لقد ضحك الله عز وجل من فلان وفلانة فانزل الله تعالى هذه الاية والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة - 00:28:36ضَ

مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسي فاولئك هم المفلحون. وكذلك هذه القصة التي جاءت عند احمد ويعني فيها ضعف لكن يعني هي من القصص المشهورة يعني التي آآ يستأنس بها في هذا المقام ايضا لما قال النبي صلى الله - 00:28:53ضَ

وسلم للصحابة رضي الله عنهم يطلو عليكم الان رجل من اهل الجنة. فطلع رجل من الانصار قالها ثلاثا ويطلع كل يوم نفس الرجل. فتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. اراد ان يعرف السر. لماذا - 00:29:18ضَ

هذا من اهل الجنة. يبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ويمشي على وجه الارض اكيد عنده اعمال عظيمة قيام ليل وصلاة فلم يره يقوم من الليل شيئا غير انه اذا تعار يعني تقلب على فراشه ذكر الله وكبر - 00:29:36ضَ

قال وكدت ان احتقر عمله فبعد ذلك اخبره طبعا هو جاء عنده قال يعني بيني وبين والدي خصومة فلو تضيفني ثلاثة ايام اراد ان ينظر في ثم آآ اخبره بالحقيقة ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يطلع عليكم الان رجل من الجنة وانت تطلع في ثلاثة ايام - 00:29:57ضَ

فاردت ان انظر الى عملك فما وجدت يعني انك يعني تعمل عمل كبير فقال ما هو الا ما رأيت. يعني ما عندي الا هذا ثم قال له غير اني لا اجد في نفسي لاحد من المسلمين غشا ولا احسد احدا على خير اعطاه الله اياه - 00:30:21ضَ

انظر ما يجد في قلبه غشا ولا حسدا ولا شيئا على احد من المسلمين. فقال عبد الله ابن عمر هذه التي بلغت بك. وهي التي لا نطيق. الله اكبر. فنسأل الله تعالى ان - 00:30:50ضَ

اصلح قلوبنا واعمالنا. وان يرزقنا قلوبا سليمة. متراحمة. نسأل الله تعالى ان يعفو عنا ويرحمنا وان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:31:12ضَ