التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة والاخوات نواصل تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا. ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يرزقنا بشرى نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم - 00:00:06ضَ
حيث قالوا ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة خشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. نسأل الله تعالى من فضله - 00:00:26ضَ
لا نزال مع سورة القيامة ووقفنا وقفة طويلة مع قول الله تعالى لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة وعرفنا شيئا من اه المناسبات في هذا الاقتران بين القسم بيوم القيامة والقسم بالنفس اللوامة - 00:00:43ضَ
وان يوم القيامة يوم التغابن يظهر فيه النوم كل انسان يلوم نفسه ان تقول نفس يا حسرة على ما فرطت في جنب الله وايضا اذا لام الانسان نفسه في الدنيا - 00:01:06ضَ
اه ترك المحرمات وتاب الى الله واستعد ليوم القيامة وهو اعظم عدة لهذا اليوم لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة. وهذا فيه حث من الله تعالى على ان يلوم الانسان نفسه - 00:01:26ضَ
وكلما حاسب الانسان نفسه خف عليه الحساب يوم القيامة. لانه يستعد للحساب يوم القيامة لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة جواب القسم محذوف لان السياق يدل عليه اه قال الله تعالى ايحسب الانسان ان النجم عظامه؟ اذا جواب القسم لتبعثن وليجمعن الله تعالى عظامكم - 00:01:45ضَ
وليبعثنكم قال ايحسب الانسان المنكر هل لن نجمع عظامه وعرفنا سورة القيامة جوها جو الجمع والضم الله تعالى يجمع هذه العظام بعد تفرقها. بعد ان صارت رفاتا ورميما والله تعالى لا تخفى عليه خافية وهو على كل شيء قدير. ولهذا قال بلى - 00:02:13ضَ
بلى يعني لنجمعنها حال كوننا قادرين على ان نسوي بناننا بلى لنجمعن عظامه ثم قال قادرين على ان نسوي بنانه. وهذا فيه شيء من التهديد آآ جمهور المفسرين وهذا آآ جاء عن ابن عباس ومجاهد وقتادة جمع من السلف - 00:02:38ضَ
ان معنى قول الله تعالى بلى قادرين على ان نسوي بنانه اي ان نجعل اصابعه مستوية شيئا واحدا كخف البعير احافري البعير فهذا فيه اه تهديد قال قتادة رحمه الله قادر والله على ان يجعل بنانه كحافر الدابة - 00:03:05ضَ
او كخف البعير ولو شاء لجعله كذلك قال واذا كان كذلك سيأكل طعامه بشيء مثل الدابة هذا فيه تهديد لهذا الانسان وايضا يدل على آآ ان الله على كل شيء قدير ويتصرف - 00:03:35ضَ
كيف يشاء وهذا قول يعني جماهير اهل العلم وهناك وهذا طبعا رجحه ابن جرير في اثار السلف الواردة ولا شك ان هذا القول يعني هو اول ما يدخل في هذه الاية لان عليه جماهير السلف - 00:04:00ضَ
والقول الثاني ويعني استظهره ابن كثير ان المقصود قادرين على ان نسوي بنانة يعني التسوية هي اه احسان الخلق واعادته وتقويمه على ان نسوي بنانه يعني ان آآ نبعث الانسان مرة اخرى ونجمع عظامه والى درجة اننا نجمع اصابعه - 00:04:17ضَ
بل اطراف اصابعه لان البنان اطراف الاصابع نسويها يعني التسوية يعني هي اه تتميم الخلق ان نسوي بنانة ان نعيد الانسان كما كان حتى اطراف الاصابع نعيدها كما كانت هذا يعني فيه اظهار لتمام قدرة الله تعالى حتى يعني هذه الاطراف مع دقتها وصغرها - 00:04:42ضَ
فالله تعالى يعيدها كما كانت ويعني من هذا التفسير اه استرسل يعني بعض المعاصرين فذكر يعني ما يتعلق بهذه الاية من اه اعجاز علمي قال يتبع البنان كل ما في اطراف الاصابع - 00:05:11ضَ
ومن الايات الباهرة في اطراف الاصابع البصمات كل انسان له بصمة تختلف عن اه غيره لا يمكن ان يشترك انسانان في هذه البصمة مهما تعرض الاصبع للحروق سترجع كما كانت سبحان الله - 00:05:33ضَ
آآ هكذا آآ يعني علم البصمات هذا علم كبير ويعلم بواسطته المجرمون يعني يقولون الاية هنا تخصيصها بالبنان يدل على ان البنان واطراف الاصابع فيها ايات عظيمة. والا لماذا خصها - 00:05:51ضَ
بالذكر فيعني من هذا يعني ذكروا اه ما يتعلق بالبصمات. طبعا الاية ليست صريحة في هذا ولكن هذا مما يدخل في عموم الاية على هذا التفسير لان تسوية البنان ايضا يدخل فيها تسوية كل ما يتعلق بها ومن اظهر الايات التي - 00:06:12ضَ
بها ما يتعلق بالبصمات. هذا يذكر على سبيل يعني الاستئناس. فهذا يدل على كمال قدرة الله تعالى. بلى قادرين على ان نسوي لكن هل هذا الانسان يرتدع ويستعد القيامة ما حاله مع القيامة؟ قال الله تعالى بل يريد - 00:06:32ضَ
الانسان ليفجر امامه بل يريد الانسان ليفجر يعني يدوم على فجوره ثم اكد هذا الدوام فقال امامه ليفجر امامه يعني فيما يستقبل من ايام يمضي في شهواته ومعاصيه ولا يرعوي قال مجاهد رحمه الله يمضي امامه راكبا رأسه - 00:06:56ضَ
قال الحسن البصري رحمه الله لا تلقى ابن ادم الا تنزع نفسه الى معصية الله قدما قدما الا من قد عصم الله. بل يريد الانسان ليفجر امامه ومن اعظم هذا الفجور - 00:07:22ضَ
الاستهزاء بيوم القيامة قال يسأل ايان يوم القيامة هكذا من آآ شدة فجوره والعياذ بالله انه يستهزئ بيوم القيامة وينكره ويستبعده فيتساءل يقول يسأل سؤال استهزاء واستنكار يسأل ايانا يوم القيامة. يعني متى يوم القيامة؟ استبعادا واستنكارا - 00:07:37ضَ
الجواب ما تراه لا ما تسمعه. قال فاذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر. يقول الانسان يومئذ اين المفر؟ كلا لا وزر الى ربك يومئذ المستقبل ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر - 00:08:03ضَ
هذا اليوم الذي تستعجله وتنكره ها هو قد جاء. انظر الى حالك كيف يكون حالك يوم القيامة؟ قال فاذا برق البصر وفي القراءة الاخرى برق البصر برق يبرق من الفرح ويفرح من احوال الانسان. برق البصر يعني اذا فزع وشخص - 00:08:24ضَ
ضرب وحار يعني لا يغمض بصره ابدا كما قال الله تعالى انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار تشخص فيه الابصار مهطيعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء اذا اذا شخص بصره وحار - 00:08:48ضَ
وآآ لم اه يعني لا يغمض يعني عينه يعني آآ ابدا فمثل هذا الشخوص يعني اه يتبعه لمعان البصر يعني البصر العين اذا كانت هكذا شاخصة فيها شيء من يكون فيها شيء من اللمعان - 00:09:14ضَ
فلذلك قال برق البصر. ولذلك القراءة الاخرى تؤكد هذا المعنى. قال برق بركة من لمعان الشيء مثل البرق فكذلك يعني اذا شخص البصر يعني هكذا كأن يعني عينه يعني تلمع - 00:09:40ضَ
آآ من شدة يعني الهول والفزع قال فاذا برق البصر فهذا فيه يعني شدة الفزع والحيرة وسبحان الله يعني تأمل في التناسب واللطيف. هنا ترى لمعانا وبريقا يعني في بصره - 00:09:58ضَ
في المقابل يذهب يعني نور القمر الذي يعني هو اية يعني فيها يعني لمعان وبريق فيخسف الله تعالى القمر فيذهب ضوءه قال وخسف القمر اذا برق البصر وخسف القمر يعني يذهب الله تعالى ضوءه - 00:10:19ضَ
آآ ثم هذا يدل على اختلال طبعا العالم حتى قال وجمع الشمس والقمر الشمس والقمر لا يجتمعان ابدا في الدنيا. كما قال الله تعالى لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر - 00:10:42ضَ
لكن يوم القيامة يجمع الله تعالى الشمس والقمر فمن قدر على جمع الشمس والقمر كيف لا يقدر على جمع العظام بعد تفرقها؟ فالسورة سورة جمع يحسب الانسان ان لن نجم عظامه فالذي يجمع الشمس والقمر معا - 00:11:01ضَ
هو القادر على ان يجمع عظام الانسان يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري قال الشمس والقمر يكوران يوم القيامة يكوران ويجمع بينهما قال وجمع الشمس والقمر واذا عاين الانسان هذه الاهوال يقول الانسان يومئذ اين المفر؟ اين - 00:11:20ضَ
كلا يريد ان يفر من الاهوال يريد ان يفر من عذاب الله. لكن كلا كلا اذا ارتدع عن فجورك واستعد لاخرتك كلا ليس الامر كما تظن انه لا حساب ولا جزاء كلا لا وزر - 00:11:44ضَ
من يريد ان يفر الى ملجأ. فقال لا وزر يعني لا ملجأ قال ابن عباس ابن ابن عباس رضي الله عنهما لا حرز وقال مجاهد لا ملجأ ولا جبل لان كلمة وزر - 00:12:06ضَ
تدل على يعني الحمل اه ثقل الشيء ذلك الوزر الاوزار السيئات ثقيلة على يعني ظهر الانسان آآ كذلك حتى تضع حتى تضع الحرب اوزارها ثقلها من السلاح والقتال الوزير يحمل الثقل عن صاحبه عن يعني الملك فكذلك - 00:12:22ضَ
يعني يعني يقولون لما كان الانسان يلجأ الى الجبال ليحتمي بها والجبل يعني ثقيل اثقل الموجودات على وجه الارض. يعني سمي الملجأ يعني وزرا. قال كلا لا وزر من هذا - 00:12:48ضَ
الباب والله اعلم لا وزر الى ربك يومئذ المستقر الى ربك يومئذ المستقر يعني المنتهى الى الله تعالى يجازي كلا بعمله ولهذا قال ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر ينبأ الانسان تعرض عليه اعماله ويحاسب على اعماله. على اعماله كلها - 00:13:08ضَ
قال بما قدم واخر بما قدم واخر قال ابن عباس بما قدم يعني ما عمل قبل موته واخر يعني ما سن في حياته فعمل به بعد موته سواء كان من خير او من شر. عموما - 00:13:38ضَ
كما قال الله تعالى علمت نفس ما قدمت واخرت فعلى الانسان ان يقدم لنفسه اعمالا صالحة ما دام حيا صلي اكثر من الصلاة ومن قيام الليل غدا اذا مت ما احد يصلي عنك - 00:14:00ضَ
وما يصلح ان يصلي عنك احد اصلا قدم لنفسك اعمالا صالحة من صلاة من صيام من ذكر لله من تلاوة للقرآن وكذلك اخر لنفسك اعمالا صالحة يستمر لك الاجر بهذه الاعمال الى يوم القيامة - 00:14:19ضَ
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له هذا مما يؤخره الانسان لنفسه - 00:14:39ضَ
صدقة جارية تحشر بئرا اشرب منه اهل قرية ويستمر هذا سنين طويلة ربما تموت والناس يشربون من هذا البئر فيكتب لك في ميزان حسناتك تستمر لك الحسنات حتى بعد موتك - 00:14:51ضَ
وهكذا اذا بنيت مسجدا اذا يعني آآ وقفت مصحفا هذا كله مما يؤخره الانسان لنفسه بعد موته كل من يقرأ من هذا المصحف او من كتب العلم اذا كنت سببا في نشرها فتؤجر على هذا - 00:15:11ضَ
وعلم ينتفع به لما تعلم هذا الولد الصغير سورة الفاتحة او شيئا من سور القرآن. يحفظها بسببك ولدك او يعني اولاد المسلمين كم يكون لك الاجر؟ تموت وهذا الولد يقرأ الفاتحة طيلة حياته يكتب في ميزان حسناتك - 00:15:30ضَ
وهكذا تعلم الناس العلم يكتب لك هذا في ميزان حسناتك او ولد صالح يدعو له هذا مما يؤخره الانسان لنفسه بعد موته وكذلك قال قتادة ينبه الانسان يومئذ بما قدم من طاعة الله. واخر يعني ظيع - 00:15:49ضَ
مما ضيع واخر من حق الله. يعني مما تركه من الواجبات ايضا هذا صحيح كلاهما صحيح اذا كل اعمالك تحصى يوم القيامة تجازى بها ثم الانسان لا يحتاج الى ان آآ ينبئه غيره. صحيح الله ينبئك ويجازيك باعمالك لكن الانسان - 00:16:12ضَ
في قرارة نفسه شاهد على نفسه. يقول بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره بل الانسان على نفسه بصيرة بصير يعني مبصر وقال بصيرة الهاء هنا للمبالغة. كما يقال علام علامة - 00:16:35ضَ
نساء بنسابة بصير الانسان بصير بنفسه يعلم ماذا عمل في الدنيا من خير او شر الله تعالى آآ يقول بل الانسان على نفسه ما قال بنفسه على نفسه يدل على ان هذه البصيرة متمكنة من النفس وكان مستعلي على النفس - 00:16:56ضَ
فعلى نفسه بصيرة المقال بصير بصيرة كما عرفنا للمبالغة بصيرة من هو الذي عمل هذه الاعمال اه قال ولو القى معاذيره يعني حتى لو اعتذر بما اعتذر به فهو في قرارة نفسه يعلم - 00:17:23ضَ
انه عمل هذه السيئات ولا عذر له ولو القى معاذيره تأمل كيف القى معاذيره يعني افصح بجميع المعاذير لكن ولو جادل عن نفسه لكن هو ادرى بما عمل فما ينفعه - 00:17:49ضَ
اه القاء المعاذير يوم القيامة. غدا يقال لك اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا. اه كفى بنفسك اليوم عليك وهكذا يعتذر الانسان بما يعتذر به لكن لا يقبل منه. كما قال الله تعالى عن الكفار ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين - 00:18:09ضَ
يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شيء الا انهم هم الكاذبون وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. قال هؤلاء ضلونا - 00:18:32ضَ
لكن ما ينفعهم هذا الاعتذار ولو القى معاذيره قال ابن عباس رضي الله عنهما سمعه وبصره ويداه ورجلاه وجوارحه تشهد علي يوم القيامة يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجل بما كانوا يعملون - 00:18:46ضَ
هكذا حال الانسان يعني يتهرب عما عمل لكنه يعني تحت اه علم الله تعالى مراقبته وغدا اه يعطى كتابه الذي املاه على نفسي في الدنيا قال ولو القى معاذيره. يقول قتادة هنا - 00:19:06ضَ
ما يبين يعني قبح صورة الانسان الذي يعمل السيئات ثم لا ينظر الى قبائح اعماله. ربما ينظر الى قبائح غيره لكن لا يعترف بقبائح اعماله. فقال اذا شئت والله رأيته بصيرا بعيوب الناس - 00:19:30ضَ
وذنوبهم غافلا عن ذنوبه قال وكان يقال ان في الانجيل مكتوبا يا ابن ادم تبصر القذاة في عين اخيك ولا تبصروا الجذع المعترض في عينيك يعني الانسان عليه اولا يصلح حاله يصلح نفسه - 00:19:49ضَ
وغدا يوم القيامة لن ينفعه العذر. يقول انا اه كنت غافلا يعني غرني فلان الهاني كذا. ما يقبل شيء لان الله تعالى اقام الحجة وبين طريق الخير من طريق الشر واعطاك عقلا وفطرا وانزل هذه الكتب وارسل - 00:20:08ضَ
الرسل فليس للانسان الانسان حجة امام الله تعالى. ولو القى معاذيره ثم طبعا يأتي يعني مقطع اخر في السورة نأتي عليه ان شاء الله في الحلقة في الدرس القادم باذن الله نسأل الله تعالى - 00:20:30ضَ
ان يغفر لنا ويرحمنا وان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:50ضَ