تفسير سورة المدثر

تفسير سورة المدثر ٤ - فضيلة الشيخ خالد إسماعيل

خالد اسماعيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ايها الاخوة الاخوات نواصل تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا. ونسأل الله تعالى بمنه وكرمه ان يرزقنا بشرى - 00:00:06ضَ

نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث قال وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة. وذكرهم الله فيمن عنده. نسأل الله تعالى من فضله. لا نزال مع سورة المدثر - 00:00:23ضَ

وتقدم آآ الانذار بنار جهنم حتى قال الله جل وعلا وما هي الا ذكرى للبشر يعني نار جهنم وما هي الا ذكرى للبشر ثم يقول الله تعالى كلا والقمر والليل اذ ادبر - 00:00:46ضَ

والصبح اذا اسفر انها يعني نار جهنم لاحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر فهذا قسم بديع في كتاب الله تعالى. كلا والقمر يقسم الله تعالى بالقمر - 00:01:06ضَ

والليل اذ ادبر القراءة الاخرى والليل اذا دبر اذا وزال ظلامه والصبح اذا اسفر اشرق بنوره انها لاحدى الكبر. نار جهنم لاحدى الكبر يعني احدى الامور العظام قال الحسن البصري رحمه الله والله ما انذر الله الناس بشيء ادهى منها - 00:01:27ضَ

ومعنى قول الله تعالى انها لاحدى الكبر معنا احدى هنا يعني المتوحدة المتميزة من بين النذر الكبر فهي اعظم هذه النذر لا مثيل لها فهي المتوحدة المنفردة المتميزة في العظم - 00:02:04ضَ

انها لاحدى الكبر نتأمل في المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه هنا في هذا القسم الله تعالى اقسم بالقمر الذي هو اية الليل الهادية لمن ظل في ظلامه والليل اذ ادبر - 00:02:28ضَ

ذهب ظلامه والصبح اذا اسفر. جاء نور الصبح تأمل هنا القسم وقع على القمر وفيه نور وذهاب ظلام الليل ومجيء نور الصبح كانه والله اعلم هذا حال من تذكر بسقر - 00:02:53ضَ

وقبل النذر فتقدم ولم يتأخر فحاله مثل حال من خرج من ظلام الليل الى نور الهداية وهذا القسم فيه اشارة الى ان من اعظم اسباب الهداية والخروج من الظلمات. الخوف من عذاب الله - 00:03:17ضَ

اذا تذكر المسلم دائما النار خاف عذاب الله جل وعلا فهذا يخرج من آآ الظلمات الى النور كما اقسم الله تعالى بهذه الايات التي توحي بهذا والله اعلم ولهذا كان آآ السلف رحمهم الله تعالى على ذكر دائم لنار جهنم ويخافون - 00:03:42ضَ

اه اذكر هنا سفيان الثوري رحمه الله تعالى كان اذا اوى الى فراشه يتقلب ويقول النار النار شغلني ذكر النار عن النوم وهكذا آآ لا يزال يذكر الله ويصلي في ليله - 00:04:10ضَ

انها لاحدى الكبر حقا ولهذا قال بعض السلف ويروى مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولعله من كلام بعض السلف قال ما رأيت مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنة نام طالبها - 00:04:30ضَ

انها لاحدى الكبر لا يوجد انسان في هذه الدنيا يجزم انه سينجو من النار بان القلوب بيد الله تعالى بين اصبعين من من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وكما في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان ان الرجل - 00:04:46ضَ

يعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. نسأل الله السلامة والعافية انها لاحدى الكبر حقا نار جهنم اعظم هذه النذر - 00:05:13ضَ

من يطيق منا الان ان يضع اصبعه في نار الدنيا فكيف بنار جهنم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم - 00:05:35ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم اهون اهل النار عذابا رجل يوضع تحت قدميه جمرتان من نار يغني منهما دماغه ونسأل الله تعالى ان يجيرنا من النار. اللهم اجرنا من النار. اللهم اجرنا من النار - 00:05:51ضَ

قال انها لاحدى الكبر نذيرا للبشر نذيرا للبشر قال الانسان اذا سمع هذا الانذار فما يملك الا ان يسير الى الله تعالى. ولهذا قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر - 00:06:07ضَ

لمن شاء منكم ان يتقدم فيقبل النذارة يهتدي للحق ويتقدم الى الله جل وعلا لمن شاء منكم ان يتقدم بالاعمال الصالحة او يتأخر اذا اعرض عن الانذار غفل وتأخر السيئات - 00:06:33ضَ

وهذه الاية اه تدلنا على ان الانسان لا يقف في هذه الدنيا ليس هناك وقوف في هذه الدنيا فانت اما ان تتقدم واما ان تتأخر في كل لحظة من لحظات حياتك - 00:06:53ضَ

لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر ولهذا قال بعض السلف يكتب لاخيه رسالة يقول له فيها يخيل اليك انك اه واقف او كما قال قال بل انت دائب السير - 00:07:13ضَ

تسير سيرا حديثا والموت من ورائك وما مضى من عمرك فليس براجع اليك فيخيل للانسان انه اذا لم يعمل شيئا من الاعمال تكاسل مثلا فلم يعمل بعمل من الاعمال الصالحة وفي الوقت نفسه - 00:07:33ضَ

ولا يفعل السيئات. فيخيل اليه انه واقف في مكانه لا انت في الحقيقة تتأخر لماذا لان السابقين قد سبقوا وساروا الى الله جل وعلا فاذا لم تبادر فانت في تأخر - 00:07:58ضَ

ولهذا استيقظت امرأة ابي محمد حبيب العجمي رحمه الله تعالى في اخر الليل وجدته نائما لعله غلبه النوم في هذه الليلة فلم يستيقظ لقيام الليل فقالت له قم يا رجل - 00:08:17ضَ

ان ركائب الصالحين قد سارت امامنا وما نرى وما ارى الا ان قد تأخرنا وايقظته لقيام الليل. هكذا كان السلف رحمهم الله تعالى ولهذا تجد سيرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم السلف - 00:08:37ضَ

سيرتهم كلها جد وعمل صالح لا ترى فيها فراغا فاذا فرغت فانصب والى ربك فرغب يتقدمون يسيرون الى الله تعالى في كل لحظة من لحظات حياتهم هكذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم كما قالت امنا عائشة رضي الله عنها - 00:08:59ضَ

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل احيانه في كل ثانية لا يغفل عن الله جل وعلا ابن عمر رضي الله عنهما يقول كنا نجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس - 00:09:19ضَ

قال فيسمع له صلى الله عليه وسلم ان يقول اللهم اغفر لي وتب علي انك انت التواب الرحيم مئة مرة والصحابة يجلسون مع النبي صلى الله عليه وسلم يتحدثون لكنه هكذا ينهج بالاستغفار - 00:09:35ضَ

وهكذا صلى الله عليه وسلم آآ قال لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وهكذا كان السلف رحمهم الله تعالى يتقدمون الى الله تعالى ابن المسيب رحمه الله تعالى ذكر في سيرته انه - 00:09:53ضَ

آآ كان يسبق المؤذن الى صلاة الجماعة واستمر له ذلك اربعين سنة اربعين سنة يدخل المسجد قبل المؤذن وايضا جاء عن الاعمش رحمه الله انه ما فاتته تكبيرة الاحرام تقريبا ستين سنة - 00:10:14ضَ

هكذا كانوا يتقدمون الى الله تعالى لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر المسلم اذا قصر في ذكر الله في تلاوة القرآن كم سيتأخر درجات عالية عند الله تعالى. ما بين الدرجة والدرجة في الجنة كما بين السماء والارض - 00:10:35ضَ

هذه الاعمال الصالحة ترفعك درجات عند الله تعالى وكلما تباطأت وتأخرت وتكاسلت فهذا يجعلك تتأخر عند الله تعالى ولهذا آآ النبي صلى الله عليه وسلم لما حث على التبكير يوم الجمعة - 00:10:58ضَ

قال ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله تعالى يعني في الجنة اذا دخلوها فنسأل الله تعالى ان يجعلنا من المتقدمين والله تعالى هو المقدم وهو المؤخر سبحانه جل وعلا - 00:11:17ضَ

نعم الانسان عنده اختيار مشيئة لكن دائما يسأل الله تعالى ان يقدمه انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت بمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر قال فالانسان هو الذي يضع نفسه - 00:11:36ضَ

اما ان يكرمها ويقدم وان يقدمها واما ان يؤخرها ويهينها ستكون محبوسة اذا اهانها واخرها تكون محبوسة في نار جهنم. قال كل نفس بما كسبت رهينة. هذي النفوس التي تأخرت ولم تتقدم - 00:11:59ضَ

كل نفس بما كسبت رهينة. يعني محبوسة في نار جهنم بكسبها بمعاصيها بشركها رهينة يعني مرتهنة محبوسة لان الرهن يحبس عند المرتهن مثلا حتى يضمن حقه فيقول لك ارهن سيارتك. فيأخذ السيارة ويضعها عنده - 00:12:20ضَ

اذا ما اديت الدين ممكن ان يبيع السيارة طبعا باذنك يأخذ حقه. فيكون الرهن محبوسا في الغالب عند المرتهن. فكذلك هذه النفس الفاجرة او الكافرة مرتهنة بعملها كل نفس بما كسبت رهينة قال الا اصحاب اليمين - 00:12:48ضَ

قلصوا انفسهم من الحبس بسبب انهم تقدموا الى الله تعالى الا اصحاب اليمين في جنات يتساءلون طبعا هنا سورة المدثر هي سورة انذار قم فانذر. وذلك يذكر الله تعالى فيها النار. وكذلك هنا لما قال لاصحاب اليمين لا تسمعون نعيم الجنة - 00:13:11ضَ

فلتأمل هنا اسمع نداء اصحاب اليمين لاهل النار. الا اصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر ما الذي ادخلكم نار جهنم ما سلككم كلمة سلكة تدل على الدخول مع ضيق ولطف - 00:13:31ضَ

لذلك يقال سلكت الخيط في الابرة في يعني ثقب الابرة يعني بظيق والدخول بظيق ولطف قال ما سلككم في سقر يعني لا شك ان نار جهنم آآ كما قال الله تعالى واذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين. دعوا هنالك ثبورا - 00:13:55ضَ

يعني في ضيق وفيها حبس وفيها شدة وكذلك كأن هذه الكلمة توحي الى ان الاصل ان لا يوقع الانسان نفسه في هذا الضيق وفي هذا الهلاك لان آآ عبادة الله تعالى توافق فطرة الانسان في الاصل يدخل جنة - 00:14:20ضَ

ولا يضيق على نفسه بالشرك بالله ثم يدخل نار جهنم بضيق قال ما سلككم في سقر دا توبيخ وشماتة قال ما سلككم في سقر قد سطرته النار يعني احرقته ممر معنا قالوا لم نك من المصلين - 00:14:38ضَ

تأمل هنا ما قال لم نكن بالنون. قال لم نك حذفت النون يعني هذا يدلك على شدة الضيق والكرب الذي يشعر به اهل النار تضيق صدورهم حتى لا ينطقون بالنون التي تدل على - 00:15:00ضَ

الراحة والطمأنينة فرق بين ان تقول لم نكن تشعر بان المتحدث مرتاح في حديثه وبين لم نك من المصلين قالوا لم نك من المصلين. كمل. اول ذنب ذكره اهل النار في سبب دخولهم النار ترك الصلاة - 00:15:19ضَ

لان الصلاة هي حقيقة العبودية فكانوا يقولون ما كنا مسلمين ما كنا موحدين لله وترجموا عن ذلك بالصلاة ولذلك هذه من الايات التي تدل على ان ترك الصلاة بالكلية بمعنى ان الانسان لا يسجد سجدة لله في حياته كلها هذا ما يتصور ان يكون في قلبه ايمان - 00:15:41ضَ

اين هذا الايمان؟ اين عبودية الله تعالى هذا ادعاء باللسان فهذه الاية تدل على ان ترك الصلاة بالكلية هذا كفر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر - 00:16:07ضَ

فهذه الاية فيها وعيد شديد لمن ترك الصلاة على المسلم الذي لا يصلي ابدا عليه ان يتوب الى الله تعالى توبة نصوحة ماذا يظن يوم القيامة اذا ما سجد لله سجدة - 00:16:27ضَ

كيف سينجو من عذاب الله؟ اين عبوديتك لله اين حقيقة ايمانك قالوا لم نك من المصلين ثم ولم نك نطعم المسكين لا اخلاص لله ولا احسان الى عباد الله ولم نك نطعم المسكين - 00:16:43ضَ

ثم لما ذكروا فساد العمل ذكروا فساد العقيدة. وكنا نخوض مع الخائضين مثل الانسان اذا دخل المخاضة مخاضة الماء ما يعرف اين يضع قدمه هكذا يتكلمون بلا علم ويكذبون على الله ويشركون بالله بلا حجة ولا برهان - 00:17:04ضَ

وهذه كلمة تشعر انهم اتخذوا دينهم لهوا ولعبا واخذوا الامر بلا مبالاة ولا جدية وكنا نخوض مع الخائضين. قال قتادة كلما غوى غاو غوينا. وكنا نخوض مع الخائضين. وكنا نكذب بيوم - 00:17:26ضَ

وكنا نكذب بيوم الدين. كذبوا بيوم الدين يوم الجزاء فلم يستعدوا للاخرة. ولذلك خاضوا في لله وتركوا الصلاة ولم يطعموا المسكين لم يحسنوا الى عباد الله. فاستمر ذلك اه استمروا على ذلك قال حتى - 00:17:46ضَ

كان اليقين وهو الموت. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. قالوا حتى اتانا اليقين فهكذا حالهم في نار جهنم والعياذ بالله وهذا فيه اعظم انذار لمن اه ترك الصلاة يعني وقع في هذه الصفات حتى ينجو بنفسه من النار. قبل ان يأتيه اليقين حتى اتى - 00:18:06ضَ

كان بيقين وسبحان الله كيف يسمي الله تعالى الموت يقينا. فهو يقين لكن تناسيناه. وهذا من اعجب العجائب اعظم يقين الموت وتجده في الواقع كأنه آآ غيب وكأنه شي منسي ومشكوك فيه. والله المستعان. هذا من طبع الانسان انه يحب الحياة - 00:18:36ضَ

وطول الامل فيها فلابد المسلم ان يتذكر هذا اليقين وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم اكثروا من ذكر هادم اللذات الموت فالمسلم كلما تذكر الموت اقبل على الله اه ارتفعت همته وسارع الى طاعة الله تعالى - 00:19:06ضَ

المقصود بذكر الموت ان يحزن بمعنى انه يكون اه متثبطا يائسا في حياته. بالعكس ذكر الموت نشاط في الحياة الموت امل. ذكر الموت يجدد النشاط والقوة في طاعة الله تعالى. فنسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا. نسأله تعالى ان - 00:19:26ضَ

يجيرنا من النار ويدخلنا الجنة نسأل الله تعالى ان يعفو عنا وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات نسأل الله تعالى ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله - 00:19:46ضَ

اجمعين - 00:20:06ضَ