باحث

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله اما بعد فنواصل تدبرنا لكلام ربنا جل وعلا ونسأل الله تعالى ان ينفعنا بالقرآن الكريم وان يجعل القرآن العظيم - 00:00:00ضَ

يا ربيع قلوبنا ونور صدورنا. توقفنا من او انتهينا في سورة الملك من قول الله جل وعلا ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير. ثم يربط الله تعالى هذه الخشية بصفته جل جلاله بعلمه المحيط الشامل - 00:00:20ضَ

الذين يخشون ربهم بالغيب انما يخشونه بالغيب وهم لا يرون الله تعالى لانهم على يقين ان الله تعالى تراهم اينما كانوا. ان الله تعالى يعلم السر واخفى. قال جل وعلا واسروا قولكم او اجهروا به - 00:00:44ضَ

انه عليم بذات الصدور. واسروا قولكم او اجهروا به الامر سواء عند الله جل وعلا. سواء منكم من اسر القول ومن جهر به. ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار جل وعلا لا تخفى عليه خافية. ولهذا قال انه عليم بذات الصدور. اخفى من الاصرار. انه عليم بذات الصدور - 00:01:04ضَ

يعني النيات والخطرات والايرادات والعزائم التي تصاحب الصدور. انه عليم بذات الصدور وهذا يجعل مسلم يخشى الله تعالى بالغيب ويراقب قلبه ويعيش مع الله تعالى دائما في اي حال كان - 00:01:31ضَ

اشعر ان الله تعالى يراه ويسمعه ويعلم ما في قلبه انه عليم بذات الصدور. ثم تأمل يربط الله تعالى علمه جل وعلا بكل شيء بدليل واضح انه خلق كل شيء سبحانه جل جلاله وهو الملك - 00:01:51ضَ

الخالق العليم بكل شيء. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. الا يعلم من خلق؟ من خلق يصح ان تكون فاعلا او مفعولا. الا يعلم من خلق؟ يعني الا يعلم الخلق - 00:02:11ضَ

لهذه المخلوقات لان الذي يصنع الشيء لا بد ان يكون عالما بهذا الشيء. عالما بتفاصيله ولا كيف يصنع هذا الشيء الله تعالى اذا ما دام انه هو الذي خلق المخلوقات اذا لا يخفى عليه شيء من شؤون مخلوقاته. فقال الا يعلم من خلق - 00:02:26ضَ

وهو اللطيف الخبير. اللطيف يعلم الدقيق. والخبير يعلم الخفي. لان الشيء اللطيف والشيء الدقيق الصغير. فالله تعالى يعلمه لا يخفى عليه هذا الشيء اللطيف والخبير هو الخفي. فلان عنده خبرة بهذه الوظيفة او بهذا الامر - 00:02:49ضَ

ليعلم اسراره وبواطنه وسبحان الله تأمل كيف يقول الله تعالى عن عن لقمان عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنه قل يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكون في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله - 00:03:14ضَ

لطيف خبير. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. وهنا في هذه الاية قصة طريفة اه آآ كان بعض الملحدين يقول لبعض الطلاب آآ انظروا كيف اني انا استطيع ان اخلق - 00:03:34ضَ

اه كائنات حية. فجاء بقطعة لحم وقطعها. ثم جعل فيها يعني الروث. او يعني يعني جعل فيها شيء يعني منتن. ثم ربطها في كيس اغلق الكيس. ثم بعد ايام فتح الكيس واذا بالديدان تملأ الكيس - 00:03:56ضَ

فقال انظروا انا خلقت هذه انا قطعت اللحم وفعلت وفعلت وهكذا خلقت هذه الديدان قال له بعض الاذكياء من الطلاب قال طيب يا استاذ ان كنت خلقتها فاخبرنا عن آآ عمر - 00:04:20ضَ

هذي الديدان كم عمرها؟ خبرنا عن عددها؟ اخبرنا عن الذكور والاناث منها. اخبرنا عن صفاتها لانك انت الخالق لها الخالق لابد ان يعلم بتفاصيل ما خلق وبهت الذي كفر الا يعلم من خلق - 00:04:40ضَ

وهو اللطيف الخبير. ثم اه بعد اه يعني هذا التذكير بعلم الله تعالى اه ترجع الايات الى التذكير بنعمته سبحانه تأمل هنا القلب يصل الى اعلى درجات مراقبة الله تعالى وخشيته وان الله هو الملك الخالق يعلم آآ كل شيء سبحانه ترجع الايات - 00:04:57ضَ

من جو الخشية والمراقبة الى التذكير بنعم الله جل وعلا بما يتناسب مع سورة الملك ومر ومعنا آآ بيان آآ او ذكر السماوات الذي خلق سبع سماوات طباقا. وما تفرع عن هذا من - 00:05:24ضَ

ذكر النجوم وذكر آآ الشهب التي ترجم بها الشياطين وذكر جهنم عذاب الله تعالى. وآآ ذكر اهل النار ذكر المؤمنين الذين يخشون ربهم بالغيب ثم رجعت الايات بعد ان ذكرت السماوات ذكرت الارض. هذا ايضا من صور ملك الله جل وعلا - 00:05:44ضَ

يقول الله تعالى هو الذي جعل لكم الارض ذلولا. هذي من نعم الله تعالى. الله تعالى هو الملك سخر لنا هذه الارض. هو الذي جعل لكم الارض تاما كيف قال ذلولا. كما تقول هذه دابة ذلول. يعني تنقاد معك اينما سرت - 00:06:04ضَ

كذلك هذه الارض الله تعالى ذللها للناس. تبني عليها تحرث الارض تزرع وتسكن عليها وتسير على الارض اينما آآ تريد وهكذا تسافر عليها ما جعلها الله تعالى وعرة كلها صخور وجبال ما نستطيع ان - 00:06:24ضَ

نمشي عليها هو الذي جعل لكم الارض ذلولا ولهذا قال فامشوا في مناكبها. يعني في طرقها كلمة نكبة تدل على الميل. وان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون يعني مائلون. والمنكب يقال منكب لانه يعني في طرف جسم الانسان او مائل عن الوسط. كذلك الطرق - 00:06:44ضَ

يميل اليها الانسان اذا سلكها ويسير فيها فامشوا في مناكبها. وايضا قال آآ ابن عباس رضي الله عنهما في جبالها لان الجبال حتى الجبال الوعرة من رحمة الله جعل الله تعالى فيها آآ طرقا وفي - 00:07:08ضَ

قال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه. وكلوا من رزقه من رزق الله جل وعلا. ثم تأمل كيف ختم الاية قال واليه النشور اليه البعث. نبعث الى الله تعالى ننشر من قبورنا - 00:07:28ضَ

نقوم من قبورنا الى ربنا جل وعلا ليجازينا. تأمل هذا الختام ختام يربط القلوب يعني اجعل مشيك على وجه الارض مشي العبد الذي يوقن انه سيرجع الى ربه وسيحاسبه على اعماله - 00:07:48ضَ

ما يكون مشيك على وجه الارض مشي الغافل. بل يكون مشيك على وجه الارض وانت تمشي وانت تأكل من آآ رزق الله. لكن قلبك معلق بالدار الاخرة تعمل للاخرة لا تعمل للدنيا. ولذلك تأمل كيف قال هنا فامشوا في مناكبها. في طلب الرزق في الدنيا - 00:08:08ضَ

قال فامشوا ما قال فاسعوا. لكن في طلب مصالح الاخرة قال آآ يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع. السعي اصلا يدل على الجد والاهتمام - 00:08:28ضَ

لذلك السعي يطلق على الجري لكن ما يقال طبعا الانسان يجري الى المسجد يوم الجمعة لكن يعبر آآ بالسعي عن الجد والاهتمام البالغ ولذلك ايضا الله تعالى يقول ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. يعني تبادر الى الدار الاخرة بجد وسرعة - 00:08:48ضَ

وسارعوا الى مغفرة من ربكم. لكن في الدنيا في مصالح الدنيا ما تعطل مصالحك في الدنيا لا بد ان تبذل الاسباب لطلب الرزق لكن ما يكون همك كله في الدنيا الدنيا وطلب المعاش. ولهذا قال فامشوا. يعني رويدك هون على نفسك فامش - 00:09:12ضَ

في مناكبها ستجد الرزق باذن الله. لكن في الاخرة لا تفوتك الاخرة سارع اليها. قال فامشوا في مناكبها وكلوا من واليه النشور. ثم تأمل من هذا التذكير بنعمة الله تعالى - 00:09:32ضَ

يأتي ايضا ربط القلوب بالملك سبحانه جل وعلا. نحن في سورة الملك سورة الملك توقظ قلوبنا ونحن نمشي على وجه الارض انت تمشي في مملكة الله. مشيك على الارض انما هو باذن الله والا انظر اسمع لو شاء الله تعالى ماذا؟ اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض - 00:09:50ضَ

فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان ينصر عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير. اذا وانت تمشي على وجه الارض تمشي ما تكون غافلا عن الله. وتمشي بتبختر التكبر وبغرور ابدا - 00:10:15ضَ

بل تمشي مشي العبد الخائف من ربه جل وعلا. اامنتم من في السماء وهو الله جل وعلا كما قال ابن جرير قال اامنتم من في السماء هو الله. العلي الاعلى سبحانه فوق السماوات العلى. ولما نقول اامنتم من في السماء - 00:10:38ضَ

السماء العلو. فالله تعالى في العلو على العرش استوى. فوق السماوات العلى او يكون معنا فيه بمعنى علا كما قال الله تعالى عن فرعون ولاصلبنكم في جذوع النخل يعني على جذوع النخل. كذلك امنتم من في السماء اذا قيل السماء - 00:10:58ضَ

المبنية يكون معنى فيه بمعنى علا. لان الله تعالى منزه من ان تظله السماء ابدا. فمعنى في السماء اذا قلنا السماء المبني يعني على السماء. ففيه بمعنى على او على التفسير الاول. اذا قلنا في للظرفية فيكون معنى السماء بمعنى العلو المطلق - 00:11:15ضَ

فالله تعالى في العلو فوق سماواته. اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض مثل ما خسف بقارون فخسفنا به وبداره الارض تزلزلت الارض وانشقت وابتلعت قارون وملكه وقصوره وامواله - 00:11:35ضَ

قال اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض والخسف هو ان آآ تنشق الارض ويغور آآ جزء منها في باطنها ان يقسم بكم الارض فاذا هي تمور تمور يعني تتزلزل وتضطرب سريعا وبشدة - 00:11:55ضَ

كما يقال ناقة موارة يعني سريعة. فكذلك فاذا هي تمور يوم تمور السماء مورا يوم القيامة. كذلك هنا فاذا هي تمور تتزلزل سلوى يعني ينخسف جزء منها. ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا. والحصباء هي - 00:12:15ضَ

التجارة الصغيرة يرسل عليكم حاصبا يعني الريح الشديدة التي فيها حجارة تهلككم كما اهلك الله تعالى قوم لوط بالحاصب وارسل عليهم حجارة من سجيل منضود. وكما اهلك اصحاب الفيل بالحاصب. ترميهم بحجارة من سجيل - 00:12:35ضَ

جعله كعصف مأكول. قال ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير. فستعلمون كيف كان انذار الله تعالى كان انذاره حقا شديدا. وسبحان الله العقوبات تتنوع. ذكر الله تعالى عقوبة في الارض عقوبة في السماء - 00:12:55ضَ

ونحن الان في زمان كورونا سبحان الله كأن هذا الفيروس يشبه الحاصب لكن الحاصب نراه باعيننا لكن هذا الفيروس كانه حاصب لكن كالحصباء لكن لا ترى بالعين المجردة. سبحان الله كأنها حصباء - 00:13:19ضَ

كثيرة هكذا تنتشر. والله تعالى هو الذي انزله هو الذي قضاه وقدره فكانه يرمى به. الناس ويموت من يموت من البشر الاف مؤلفة من البشر. لا شك ان هذا فيه عقوبة كما - 00:13:39ضَ

سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فقال يبعثه الله على من يشاء. يعني من الكفار قال يبعثه الله على عقوبة على من يشاء وجعله الله رحمة للمؤمنين. الذي يصاب بهذا المرض المرض بالنسبة للمؤمن كفارة. لسيئاته رفع في درجاته وشهادة - 00:13:58ضَ

والحمد لله فما علينا الا ان نتضرع لله ونتوب اليه جل وعلا. قال ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا ستعلمون كيف نذير. ثم لا تظن ان هذا الوعيد - 00:14:18ضَ

وعيد اه مجرد اه يعني كلام لا يقع في الواقع لا قال الله تعالى محققا وقوع الوعيد. ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير؟ نزل عليهم هذا العذاب ولقد كذب الذين من قبلهم من قوم نوح وعاد وثمود وفرعون وقوم لوط قارون ولقد - 00:14:33ضَ

كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير؟ كيف كان انكاري عليهم كان انكاره جل وعلا شديدا اليما. نسأل الله تعالى ان يرفع عنا الوباء والبلاء. نسأل الله على ان يآمنا في اوطاننا نسأل الله تعالى ان يغفر لنا ويرحمنا ويغفر لوالدينا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم - 00:15:03ضَ

الاموات نسأل الله تعالى ان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:15:29ضَ