يسر اخوانكم في الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبق ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:00
اجمعين. اما بعد فيقول الله عز وجل في اول هذه السورة الحمد لله رب العالمين. الداخلة على الحمد وهي الداخلة على الاسماء والاوصاف. تدخل على اسماء الاجناس وعلى الاوصاف هذه - 00:00:21
هي الاستغراقية اي انها تدل على الاستغراق والاستيعاب والشمول وعلى التي يمكن التفريق بينها وبين غيرها كأل العهدية انك تستطيع ان تضع قل مكانها فالحمد لله كأنك تقول كل الحمد مستحق لله عز وجل. فالهنا الحمد لله - 00:00:41
لا اي انك تضيف جميع المحامد لله جل جلاله. وما معنى الحمد؟ كثير من المفسرين ومن اهل للغة يفسرونه بالثناء وهذا فيه نظر لما سيأتي والاحسن ان يقال ان الحمد هو وصف المحمود - 00:01:11
بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم. فان لم يكن مع المحبة والتعظيم فانه قد يكون نفاقا فان من يطري غيره ويضيف اليه اوصاف الكمال ويضيف اليه المحاسن والمحامد فقد يكون غير صادق معه في هذا القول فيكون متزلفا اليه منافقا متملقا له ليحصل طمعا - 00:01:31
او ليدفع عنه ضررا. فاذا كان هذه الاضافة اضافة المحامد للمحمود مع المحبة والتعظيم لهذا المحمود ولهذه الاوصاف ايضا التي تضاف اليه فان هذه هي حقيقة الحمد. ولهذا فان احسن ما يفسر به هو - 00:02:01
ما ذكره الشيخ فقي الدين ابن تيمية رحمه الله بانه الاخبار بمحاسن المحمود مع المحبة لهذه المحاسن اوصاف فلو اخبر مخبر بمحاسن غيره من غير محبة لها لم يكن حامدا. ولو احبها ولم يخبر بها - 00:02:21
لم يكن حامدا لو ان احدا احب هذه الاوصاف التي يتصف بها من الكرم والعلم والجود وما الى ذلك لكنه ما احب احب هذه الاوصاف واضافها اليه لو ان احدا اضافها اليه من غير محبة لها لم يكن حامدا. ولو انه احبها من غير اضافة اليه - 00:02:41
لم يكن حامدا اذا كان الامر كذلك اذا كان الحمد هو اظافة المحامد والاوصاف الكاملة الحسنة للمحمود اليس هو بمعنى الثناء فما معنى الثناء اذا؟ الذي كثيرا ما نسمع ونقرأ في كلام اهل العلم تفسير الحمد به فيقولون - 00:03:01
الحمد هو الثناء الحمد لله اي الثناء لله فلان يحمد ربه ان يثني على ربه. فاذا كان الامر ليس كذلك ما معنى الثناء اذا؟ الثناء هو ذكر تكرار الحمد ثانيا هذا هو الثناء. واذا كرر ثالثا فانه يكون - 00:03:21
من باب التمجيد. والدليل على ذلك هو حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين الحديث وفيه فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال - 00:03:41
الله حمدني عبدي. واذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي. فلما كرره ثانيا سماه الله عز وجل ثناء. فاذا قال مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي. والحديث مخرج في صحيح - 00:04:01
مسلم وانت حينما تقول الحمد لله هذا حمد مطلق والحمد اسم جنس والجنس معلوم ان له كيفية وكمية. فالثناء هو كمية الحمد وتكثيره. يعني انه يكون ثانيا. ثنيت بذكر المحب - 00:04:21
امد فهذا هو الثناء فالكمية هي الثناء والتمجيد هو الكيفية وهذا على كل حال يدل على عدم دقة ما يفسر به الحمد بانه الثناء مطلقا. والله تعالى اعلم. وهذا الحمد الذي يضاف الى الله عز وجل - 00:04:41
على نوعين حمد يضاف اليه لاحسانه وافضاله المتعدي الى المخلوقين فهو الذي يطعمهم وهو الذي يرزقهم وهو الذي يشفيهم وهو الذي يعطيهم وهو الذي يحسن اليهم بالوان الاحسان فهذا حمد اليه لاحسان - 00:05:01
وافضاله وهو بهذا الاعتبار من الشكر. والحمد الثاني الذي يضاف الى الله عز وجل هو حمد لما يستحقه سبحانه وتعالى الا من صفات الكمال يستحقه بنفسه من نعوت الجلال العائدة الى ذاته والى اسمائه والى صفاته والى - 00:05:21
افعاله وهذا الحمد الذي يكون من هذا القبيل لا يكون الا على ما هو في نفسه من الكمالات التي تستودع الحمد ولذلك فانه لا يضاف الا الى من اتصف بهذه الصفات الكاملة. اذا الحمد المضاف الى الله عز وجل - 00:05:41
منه ما يضاف اليه لاحسانه واقباله علينا. ومنه ما يضاف اليه لاستكماله سبحانه وتعالى ولاتصافه باوصاف الكمال ولكمال ذاته ولكمال افعاله واسمائه. فيظاف اليه هذا الحمد. واذا كان الحمد الذي يضاف الى الله عز وجل - 00:06:01
بسبب افضاله وانعامه يكون من قبيل الشكر. فهل الحمد الذي يضاف اليه لكمال ذاته وصفاته هو من قبيل الشكر ايضا الجواب لا وذلك يعرف بالفرق بين الامرين بين الحمد وبين الشكر وعبارات العلماء - 00:06:21
الله تعالى في التفريق بينهما غير متوافقة مختلفة وليس ثمة حسب ما اعلم ما يحسم الامر ويرفع هذا الخلاف ولكن قد يترجح بعظ هذه الاقوال على بعظ بل ان بعظ اهل العلم وهو قول كبير - 00:06:41
كريم ابن جرير الطبري رحمه الله ذهب هؤلاء الى ان الحمد هو بمعنى الشكر واراحوا انفسهم من الفروقات التي يذكرها العلماء بين الحمد والشكر. ومن فرق فذهب الى التفريق من وجوه متعددة. من اوضحها - 00:07:01
وابرزها ان الحمد كالمدح. يقابل بالذم. تقول هذا الشيء محمود. وهذا الشيء مذموم وتقول فلان اذا احب فانه يحمد واذا ابغض فانه يذم مثلا تقول هذه اوصاف حميدة وهذه اوصاف - 00:07:21
ذميمة فالذي يقابل الحمد هو الذم واما الشكر فان الذي يقابله ليس الذنب وانما الذي يقابله هو الكفران فتقول هذا شاكر للنعمة وهذا كافر لها. ومنه الحديث اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر - 00:07:41
كوكب فجعل المقابل للشكر هو الكفر وبهذا يتبين الفرق بين الامرين من هذه الحيثية لمعرفة ما يقابل الحمد وما يقابل الشكر. ووجه اخر في التفريق وهو ان الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفات - 00:08:01
اللازمة والمتعدية. الثناء عليه بالقول يعني انه لا يثنى عليه بالفعل ولا يثنى عليه بغير القول. لا يثنى عليه بالقلب وانما الحمد يكون بالقول. طبعا لابد ان يكون مع مواطئة القلب لكن الشكران قد يقوم بالقلب فحسب كما سيأتي. بينما - 00:08:21
الحمد لا بد فيه من القول فاذا كان يتعلق بالقول على الصفات اللازمة والصفات المتعدية الصفات اللازمة مثل العظمة والصفات المتعدية مثل الكرم والرزق وما اشبه ذلك هذه صفات متعدية صفة الرحمة متعدية فهذا - 00:08:41
الحمد يتعلق بالاوصاف اللازمة ويتعلق بالاوصاف المتعدية. فنحن نحمد الله عز وجل على عظمته. ونحمده ايظا على كرمه واحسانه الينا. واما الشكر فانه لا يكون الا على الاوصاف المتعدية. ولا يكون - 00:09:01
الاوصاف اللازمة في الاصل. فتقول اشكرك على كرمك. واشكرك على حسن تعاملك واشكرك على قيامك بعملك. واشكرك على اجابتك لهذه الصناعة. فهذه اوصاف يشكر الانسان عليها لكنه لا يشكر على الاوصاف اللازمة. فما تقول اشكرك لهيبتك سواء كانت - 00:09:21
اختيارية او غير اختيارية غير اختيارية ما تقول اشكرك على صباحة وجهك واشكرك على بياض بشرتك واشكرك على سواد لحيتك ما يشكر الانسان على هذا وانما يشكر على الاوصاف المتعدية فقط المتعدية للغير - 00:09:51
يكون لها اثرا على الغير. واذا كان الحمد باللسان مع مواطعة القلب طبعا فان الشكر يكون باللسان فتعلن ذلك بلسانك فتقول اشكرك على هذا الفعل تنطق بالشكر ويكون ايضا بالقلب فيقوم بالقلب الاعتراف - 00:10:11
والاقرار بالجميل واستحضار انعام المنعم فيكون القلب عامرا بذكره والاقرار بفضله وانعامه وجوده واحسانه اليك. فيقوم هذا المعنى بقلبك. فيكون القلب شاكرا لهذه النعمة كما يكون ايضا بالجوارح فيقوم العبد بالتقرب بجوارحه الى هذا المنعم. شكرا له على نعمته - 00:10:31
ويدل على ذلك ان الله عز وجل قال اعملوا آل داوود شكرا. فسمى هذا العمل الذي يعملونه سماه بذلك ويدل عليه ايضا قول الشاعر بالبيت المعروف افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبة - 00:11:01
يقول افادتكم النعماء مني سببت هذه النعمة التي وصلتني منكم افادتكم النعماء مني يعني اثرت هذا التأثير انها لما وقعت علي النعمة من قبلكم نتج عنها هذا الشكران افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني - 00:11:21
والضمير المحجب يدي اي ان صارت يدي تسعى الى رد الجميل بخدمتكم ولساني يلهج هذه النعمة وايضا والضمير المحجبة اي ان ذلك يقوم بالقلب هو لا يمدحهم تزلفا وتقربا ولا يقوم ذلك بقلبه - 00:11:41
وانما قلبه عامر فهو يتواطأ لسانه مع قلبه في هذا الشكر. فالشكر يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح. وبعض اهل العلم يعرفون الحمد بانه الثناء باللسان. على الجميل وقولهم انه باللسان لا زالوا يدورون حول ان مورد الحمد هو اللسان اي انه يصدر - 00:12:01
من اللسان لا من الجوارح ولا من القلب. واما الجميل الاختياري يعني الفعل المستحسن الذي يكون باختيار الثاني مثل ما قلت لكم المدح يكون بالجميل الاختياري. طبعا بهذا الاعتبار سواء كان لازما او متعديا لازما مثل - 00:12:31
ما تقول فلان يحمد على عظمته وعلى مهابته هذه لازمة والمتعدية تقول فلان يحمد على كرمه ويحمد على اقدامه ويحمد على رحمته وشفقته على الفقراء. فيحمد على هذا ويحمد على هذا يحمد على الحياء الذي - 00:12:51
والصفة اللازمة ويحمد على الرحمة والكرم التي هي من الصفات المتعدية. لكن الحياء والكرم اليست من الصفات الاختيارية اليس كذلك؟ هي من الصفات الاختيارية. واما صباحة الوجه وطول القامة وهيئة الانسان التي خلقه الله عز - 00:13:11
وجل عليها من سواد وبياض وسمرة وما الى ذلك هذا كله ليس له اختيار فيه هذا المعنى يكون الحمد يتعلق بالجميل يصدر من اللسان على الجميل الاختياري سواء كان لازما او - 00:13:31
وبعض اهل العلم يقولون الشكر هو ثناء على الله بافعاله وانعامه. والحمد ثناء باوصافه وهذا لا وجه له. وبعضهم يقول لا يكون الشكر الا على جزاء نعمة. بينما الحمد يكون جزاء كالشكر ويكون ابتداء هذا كله يحاولون التفريق - 00:13:51
به بين الحمد وبين الشكر. فيقولون الحمد يكون على جزاء النعمة وغير النعمة. ولذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم اذا وقع له ما يسره. ماذا يقول؟ يشكر الله عز وجل. واذا وقع له شيء غير ذلك حمد الله - 00:14:11
على كل حال واذا وقع له ما يسره شكر الله على هذه النعمة. فالحاصل ان الحمد بهذا الاعتبار يكون على الامور التي يحبها الانسان والتي لا يحبها. فتحمد الله عز وجل على المصائب التي تقع بك. كما انك تحمده على النعم - 00:14:31
التي يفتيها اليك ويكون ايضا الحمد في هذا الاعتبار يكون جزاء كالشكر يعني في قبل النعمة لانك تحمده على النعمة وتحمده على الامور التي لا تحبها. فما يقابل النعمة يكون من قبيل الشكران - 00:14:51
فيكون في مقابل نعمة فهذا بمعنى الشكر. ويكون ابتداء ايضا ابتداء فانت في كل حال تقوم وتقعد تقول الحمد لله يكون ابتداء بينما الشكر يكون بمقابل النعمة. بعد ذلك قد يسأل بعضكم بعد هذه الفروقات ايها اعمى - 00:15:11
شكر او الحمد فبعض اهل العلم يقولون ان بينهما عموما وخصوصا بمعنى ان كل واحد منهما عم من وجه واخف من وجه اخر. فليس واحد منهما اعم من الاخر مطلقا. فنقول الحمد اعم من الشكر ونرتاح. او نقول - 00:15:31
الشكر اعم من الحمد ونستريح. لا الحمد اعم من بعض الجهات. وهو اخف من جهات اخرى والعكس. يقال في بالشكر فالحمد اعم من اي جهة من حيث ما يقعان عليه. ليه؟ لان الحمد يكون على الصفات اللازمة - 00:15:51
والصفات المتعدية الصفات اللازمة والصفات المتعدية. تقول حمدته لكرمه هذه متعدية ولا لازمة؟ متعدية. وتقول حمدته لفروسيته وحيائه. هذه لازمة ولا متعدية؟ لازمة. فهو اذا الحمد اعم من الشكر من جهة انه يكون على الاوصاف اللازمة والاوصاف المتعدية. وهو اخف من الشكر من حيث الاداة التي يقع بها الحمد. ما هي الاداة - 00:16:11
اللسان هو الثناء بالقول بينما الشكر يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح. فالشكر من هذه الحيثية اعم من الحمد وايضا الشكر لا يكون الا على الاوصاف المتعدية فهو اخف من الحمد من هذه الناحية فماذا - 00:16:41
قل شكرته لعظمته وانما تقول شكرته لكرمه وهكذا وبعض اهل العلم كابن عطية يقول ان الحمد اعم من الشكر لان الشكر انما يكون على فعل جميل يسدى الى الشاكر وشكره نوع من الحمد والحمد المجرد هو ثناء بصفات المحمود - 00:17:01
من غير ان يفتي شيئا اي انه يحمد ابتداء والشكر لا يكون الا في مقابل الانعام ولا شك ان هذا في بعض الوجوه قد يكون مقبولا الا ان الواقع ان الحمد يكون ابتداء ويكون في مقابل النعمة. والحاصل ان الحمد اخف من الشكر موردا - 00:17:21
فان مورده هو اللسان واعم منه متعلقا الشكر يكون باللسان والقلب والجوارح من حيث المورد. واما ما يقعان عليه ما يتعلقان به فان الشكر يتعلق بالنعمة. واما الحمد فيكون متعلقا بالنعمة وبغير - 00:17:41
النعمة ويؤخذ من افتتاح هذه السورة بالحمد مشروعية حمد الله عز وجل في افتتاح الكتب والرسائل والكلمات وما الى ذلك لان هذه السورة افتتحت به وهي فاتحة سور القرآن كما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه اذا - 00:18:01
هذا كتابا رسالة فانه يفتتح ذلك بالبسملة. بعد ذلك اذا كان هذا هو الفرق بين الحمد والشكر وبين الحمد والثناء وبين الحمد والتمجيد. بقي ان نعرف ما الفرق اذا بين الحمد وبين المدح؟ وهي الفاظ - 00:18:21
ما ترون بينها تقارب في المعنى. فالمدح اعم من الشكر واعم من ايضا واعم من الحمد. واعم من اثنين من حيث ما يقع عليه. فان المدح يكون على ما يقع من الانسان على وجه التسخير. وما - 00:18:41
يقع منه على سبيل الاختيار سواء كان متعديا او لازما فقد يمدح الانسان بطول قامته ويمدح ببذل ماله ويمدح على حيائه ويمدح على علمه ويمدح على شجاعته وعلى فروسيته وهو يقع ايضا المدح على الحي - 00:19:01
والميت والصغير والكبير وعلى الحيوان والانسان والنبات والجماد والزمان والمكان تقول فلان يمدح المكان الفلاني. فلان رأى بيت فلان فهو يمدحه. فلان يمدح السيارة الفلانية. وفلان يمدح الهواء عندهم وفلان يمدح المطر وفلان يمدح المزرعة او الشجرة وهكذا هذا هو المدح اعم من - 00:19:21
والشكر لكنه يكون باللسان فقط وهل يشترط فيه مواطئة القلب؟ الجواب لا لا يشترط فيه نطعة القلب انما الذي يشترط فيه مواطئة القلب هو الحمد. واما المدح فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم المداحين - 00:19:51
وفي وجوههم التراب فان المداح قد يكون يمدح بحق وقد يكون يمدح بباطل ومن كان يكثر المدائح فانه مظنة فان فعله يكون مظنة للمدح بالباطل وبالمبالغة في الاطراء. ولذلك قال الله عز وجل عن الشعراء - 00:20:11
والشعراء يتبعهم الغاوون. الم ترى انهم في كل واد يهيمون ومن اسباب وصفهم بهذا هو انهم اذا رضوا مدحوا ولو بالباطل. واذا لم يرضوا فانهم يذمون هذا الذي لم يرضوا عنه. ولو كان هذا الذنب - 00:20:31
من قبيل الظلم له فاذا رضي قال احسن ما يجد واذا غضب قال اسوأ ما يجد والله المستعان الله عز وجل في هذه السورة قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. وهذه الامور التي يذكرها الله عز وجل - 00:20:51
بينها ملازمة. فما الملازمة بين الحمد وبين الملك؟ الله عز وجل يحمد نفسه عند خلقه امره لينبه عباده على ان مصدر الخلق والامر عن حمده فهو محمود على كل ما خلق وامر به حمد - 00:21:11
وعبودية وحمد ثناء ومدح. ويجمعهما كما يقول ابن القيم رحمه الله التبارك كما قال الله عز وجل فتبارك الله. الا له الخلق والامر فتبارك الله الاله الخلق والامر. فتبارك الله. وهنا في سورة الفاتحة قال - 00:21:31
الحمد عبر بالجملة الاسمية ما قال احمد الله رب العالمين او بفعل الامر قال احمدوا الله رب العالمين تسبيح قال سبح لله ما في السماوات سبح اسم ربك الاعلى يسبح لله فجاء بالافعال الثلاثة المضارع - 00:21:51
سبح وسبح بالامر ليدل على ان التسبيح مستحق لله عز وجل في الازمنة الثلاثة في الزمن الماضي والحاضر والمستقبل هنا بالحمد عبر بالجملة الاسمية وما فائدة ذلك؟ الجملة الاسمية تدل على الاستمرار والثبات والدوام - 00:22:11
فهذا يدل او يشعر بامر ومعنى وهو ان الحمد مستحق لله عز وجل في كل الاوقات والازمان والامكنة والاحوال في كل وقت ومكان وحال. وهذا الحمد الحمد لله رب العالمين في هذه السورة - 00:22:31
لم يذكر الله جل جلاله ظرف هذا الحمد من جهة الزمان ولم يذكر ظرفه من جهة المكان ولكن الله عز وجل بين ذلك في موضع اخر وهذا من تفسير القرآن بالقرآن الحمد لله رب العالمين ما ظرف هذا - 00:22:51
حمد من جهة الزمان وما ظرفه من جهة المكان في ما يتعلق بالظرف المكاني. قال الله في سورة الروم وله الحمد في في السماوات والارض وذكر ظرفه الزماني وعشيا وحين تظهرون واوضح من هذا في ظرفه الزماني قول الله عز - 00:23:11
عز وجل في سورة القصص وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الاولى والاخرة. فظرف الحمد من جهة المكان السماوات والارض له الحمد في السماوات وفي الارظ وظرفه من جهة الزمان الدنيا والاخرة فله الحمد في الدنيا وله الحمد في الاخرة - 00:23:31
فالله له الحمد المطلق الكامل في كل وقت وفي كل مكان وحينما نقول الحمد لله هذه اللام للاستحقاق اي ان الحمد مستحق لله عز وجل او الحمد ثابت له او ان الحمد - 00:23:51
مستقر لله عز وجل. وهذا احسن ما يقال في بيان المقدر الحمد لله الحمد مستقر لله الحمد ثابت لله الحمد كائن لله وما اشبه ذلك وهذا احسن من ان يقدر بالفعل فيقال الحمد استقر - 00:24:11
فان تقديره بالمصدر ابلغ وتعليل ذلك لا حاجة لذكره في هذا الدرس. فعلى كل حال اللام هذه لا الاستحقاق واللام تأتي بمعاني كثيرة على كل حال لكن حتى اقرب لك فهمها اذا اضفت شيئا الى شيء - 00:24:31
من شأنه ان يملك وهذا الشيء المضاف هو ذات من الذوات. اذا اضفت ذاتا الى ذات من شأنها ان تملك فاذا قلت الكتاب لفلان فهذه اللام لفلان هي لام الملك. اضفت ذاتا وهو الكتاب الى ذات - 00:24:51
من شأنها ان تملك فلان. واذا اضفت ذاتا الى ذات ليس من شأنها ان تملك. فهذه اللام للاختصاص اذا قلت المفتاح للباب والمسمار للمسجل والغلاف للكأس. فهذه اللام للاختصاص واذا اضفت معنى لم تضف ذاتا اضفت معنا من المعاني الى ذات فهذه اللام - 00:25:11
احقاق فاذا قلت الحمد الحمد معنى ولا ذات؟ معنى الحمد لله اضفته الى ذات من الذوات. الحمد لله اللام هنا لايش اللام للاستحقاق اي ان الحمد مستحق لله هذا معنى ما ذكرت من ان اللام هنا للاستحقاق - 00:25:41
الحمد لله الحمد مستحق لله. والمعنى الحمد مستقر لله عز وجل. الحمد ثابت لله تبارك وتعالى. اذا لله هذا جار مجرور. اللام حرف جر. يتعلقان بمحذوف. مستقر ثابت مستحق او واجب او نحو ذلك. والله اعلم. واذا قال العبد الحمد لله فانه بهذا - 00:26:01
كونوا قد اثبت كل كمال للرب تبارك وتعالى فعلا ووصفا واسما ونزهه عن كل عيب وسوء فعلا ووفا واسما فالله عز وجل محمود في اسمائه وفي ذاته وفي صفاته وفي افعاله وفي كل شأن من شؤونه - 00:26:31
مع انه منزه عن كل عيب ونقص. لماذا نقول هذا الكلام؟ لان ال كما قلنا تدل على الاستغراق. فاذا قلت كل المحامد فمعناه انه لا يلحقه وصف نقص والا كان تكون بعض المحامد مستحقة له لان المحمود يستحق من صفات الحمد - 00:26:51
يستحق من المحامد على قدر ما فيه من اوصاف الكمال. فعلى قدر نقصه ينقص ما يضاف اليه من المحامد اذا قال العبد الحمد لله فهو يضيف جميع المحامد لله عز وجل وهذا لا يكون البتة لمن كان يلحقه شيء من اوصاف النقائص - 00:27:11
او ممن كان عادما لبعض اوصاف الكمالات. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم اول ما هاجر الى المدينة سأل بعض بطون الانصار من سيدكم؟ فقالوا فلان بن فلان ولكن على اننا نبخله فهو سيد على اننا نبخله يعني - 00:27:31
اننا نرميه بالبخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم واي داء ادوأ من البخل؟ وانما سيدكم فلان. فاذا هذا السيد وجد فيه صفة من صفات النقص وهي البخل فهو بهذا ناقص. واما من اكتمل من كل وجه وتنزه عن كل عيب ونقص فهذا الذي له - 00:27:51
كمال المطلق لتحقق اوصاف الكمال فيه وللتنزه عن جميع النقائص. هكذا نفهم من هذه الاضافة الحمد لله ولهذا كان الحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله كما يقول ابن القيم رحمه الله مع - 00:28:11
المحبة والرضا عنه والخضوع له. فلا يكون حامدا من جحد صفات المحمود ولا من اعرض عن محبته والخضوع له. وكلما كانت صفات كمال المحمود اكثر كان حمده اكمل. وكلما نقص من صفات كماله نقص من حمده بحسبها. ولهذا كان الحمد لله - 00:28:31
لا يحصيه سواه لكمال صفاته وكثرتها ولاجل هذا لا يحصي احد من خلقه ثناء عليه لما له من صفات الكمال ونعوذ الجلال التي لا يحصيها سواه. نحن حينما نقول الحمد لله. هذا الاسم الكريم عرفتم معناه وهو احق - 00:28:51
عبادة لماذا؟ لانه يتضمن صفة الالهية ومعلوم ان الله هو المألوف يعني المعبود الذي تألهه الخلائق اي انها تعبده وتخضع له مع المحبة والتعظيم والاجلال وعرفنا قبل ان الاسم الكريم يدل على جميع الاسماء الحسنى والصفات العلا بانواع الدلالة الثلاث المطابقة والالتزام - 00:29:11
التضمن فهو يدل على الهية الله عز وجل المتضمنة لصفات الالهية الثابتة لله جل جلاله مع نفي اضدادها ومعلوم ان الاسماء الحسنى كما سبق تفصيل وتبيين لصفات الالهية التي اشتق منها هذا الاسم الكريم الله - 00:29:41
ثم ايضا هذا الاسم الكريم يدل على ان الله عز وجل هو المألوه المعبود الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيما وخضوعا فزعا اليه في الحوائج وهذا يستلزم لكمال الربوبية والرحمة وهما يتظمنان كمال الملك فمن - 00:30:01
كملت فيه هذه الاوصاف فقد كمل ملكه وكمل حمده ايضا لكمال صفاته مع تنزهه عن النقائص والهيته وربوبيته ورحمانيته وملكه كل ذلك يستلزم لصفات كماله جميع عن بلا استثناء لانه يستحيل ذلك لمن ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا قادر كما شرح ذلك ابن القيم رحمه الله واطال - 00:30:21
في بيانه وقولنا الحمد لله هذه جملة خبرية هي جملة خبرية لكنها تتضمن معنى الامر فكأن الله عز وجل يخبر عن اتصافه بالحمد وفي نفس الوقت هو يعلم عباده كيف يحمدونه كما قال - 00:30:51
الله عز وجل قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. وفي حديث ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه عند مسلم شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. وفي حديث انس عند مسلم ان الله يرضى عن العبد ان يأكل - 00:31:11
اكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها. فالله يحب منا الحمد ويثيبنا عليه ويرضى من ذلك فهو حينما يقول الحمد لله فهو يخبرنا عن نسبة المحامد اليه سبحانه وتعالى وهو في نفس الوقت - 00:31:31
يعلمنا ان نحمده ونضيف ذلك اليه جل جلاله. الحمد لله رب العالمين. رب العالمين هو خالقهم ومالكهم والمتصرف فيهم. والرب يأتي بمعاني متعددة. وتأمل في هذه المعاني ثم بعد ذلك - 00:31:51
تستطيع ان تعرف هل صفة الربوبية من صفات الافعال او انها من الصفات الذاتية؟ فالرب يأتي بمعنى السيد المطاع في كلام العرب كما قال لبيد واهلكنا يوما رب كندة وابنه ورب معد بين خبث وعرعر ورب كنده يقصد والد - 00:32:11
امرئ القيس اهلكوه في هذا المكان بين خبث وعرعر. فالحاصل انه قال رب كندة اي سيد كندة. فالرب هو السيد وكما قال النابغة تخب الى النعمان حتى تناله فدا لك من رب طريف وتالد. يعني يقول افديك - 00:32:31
ريفي وتالدي يعني بكل اموالي القديمة والتي امتلكتها وحصلت لي حديثا اعطيك كل ما املك من القديم والجديد فالشاهد فيه قوله فدا لك من رب يعني من سيد هذا المعنى الاول السيد المطاع والمعنى - 00:32:51
المصلح للشيء القائم عليه المدبر له المتولي لشؤونه كما قال الفرزق كانوا كسالئة قائد حقنت سلائها في اديم غير مربوب. في اديم غير مربوب يعني الاديم معروف الجلد. في اديم غير مربوب - 00:33:11
من غير مصلح ومعنى سلأ السمن اي طبخه وعالجه فاذاب زبده ومعروف ان العرب في اخبارهم في الجاهلية ان الحمس كانوا لا يفلأون ولا يعققون لا يفلأون ولا يعقطون يعني انهم لا يستخلصون من الحليب مشتقات الحليب المعروفة من الزبد - 00:33:31
والاجبان وما الى ذلك لا يفلأون ولا يعقطون ولا يصنعون منه العقب ما يطبخون الحليب فيصنعون منه الاقط ما هو معروف فلا يأخذون شيئا منه من خلاصته كالزبد ولا يطبخونه فيصنعون منه اقطا وانما يبذلونه جميعا - 00:33:51
الحديد في الموسم لا يفلأون ولا يعقدون يبذلونه لهم مجانا فهذا الشاعر يقول في اديم غير مربوب يعني غير مصلح فالمصلح لامور غيره الذي يربها اي فهو يقال له في كلام العرب رب. وايضا المعنى الثالث هو المالك للشيء. والمتصرف فيه ومنه قول عبد - 00:34:11
القصة المعروفة مع صاحب الفيل ابرهة ماذا قال له؟ قال انا رب الابل والبيت له رب يحميه يعني انا صاحب الابل انا المالك لها فالربي بمعنى المالك وتقول فلان رب الدار بمعنى مالك الدار اذا كان ربك - 00:34:34
والدار بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت فالحاصل ان الرب يأتي بمعنى المالك ويأتي بمعنى صاحب الشيء يمثل لذلك بقول الله عز وجل سبحان ربك رب العزة عما يصفون فرب العزة ليس معناه خالق العزة وانما معناه صاحب العزة - 00:34:54
ويأتي الرب بمعنى المعبود كما قال الله عز وجل عن يوسف صلى الله عليه وسلم لما قال لمن معه في السجن للرجلين اارباب خير ام الله الواحد القهار؟ فارباب متفرقون يعني يعني المعبودين خير ام الله الواحد القهار؟ ومنه قول غاوي - 00:35:14
ابن عبد العزى في البيت المشهور ارب يبول الثعلبان برأسه؟ لقد هان من بالت عليه الثعالب. يعني امعبود يبول الثعلبان الثعلبان يعني الثعلب يقال له ثعلبان لما في القصة المعروفة في السيرة لما جاء الثعلب وبال على رأسه فكان ذلك سببا لتركه - 00:35:34
وترك عبادته رب يبول الثعلبان برأسه؟ كيف يكون معبودا وهو بهذه المنزلة من الهوان والذل والضعف والعجز لقد هان من بالت عليه الثعالب فهذه جميعا المعبود والمالك والمتصرف والمربي الى اخره كل هذه - 00:35:54
على الله عز وجل. فالله هو السيد الذي لا شبه له ولا مثل في سؤدده وفي ذاته واسمائه وصفاته. وهو مفلح امر خلقه بما اسبغ عليه من النعم. وهو المالك الذي له الخلق والامر وهو مربي الخلق وهو معبودهم والقائم على خلقه - 00:36:14
وهو صاحب العزة وبهذا الاعتبار يكون الرب تكون صفة الربوبية صفة ذات او صفة فعل اذا نظرنا اليه بمعنى والسيد والمعبود فهي صفة ذات. واذا نظرنا اليها باعتبار انه هو المربي لخلقه فهي صفة فعل - 00:36:34
نقول ان صفة الربوبية هي صفة ذات وصفة فعل لان جميع هذه المعاني صحيحة وثابتة وهذا الاسم الكريم الرب الذي يتضمن هذه معاني جميعا يختص بالله عز وجل عند الاطلاق. واما عند الاظافة فلا مانع من اطلاقه على غير الله عز وجل - 00:36:54
فيقال رب الدار رب الابل رب السيارة وما اشبه ذلك. واما اذا اطلق قيل فلان رب هذا لا يجوز الا لله عز وجل. وقد جاء قليلا في كلام العرب استعمال هذا الاسم الكريم هذا الاسم الذي لا يصلح الا لله عز - 00:37:17
عند الاطلاق اطلاقه على غير الله عز وجل من غير اضافة وهذا من كفرهم على كل حال وجهلهم ومن قول الحارث ابن حلزة يقول وهو الرب والشهيد على يوم الحيارين والبلاء بلاء. يقصد رجلا هو - 00:37:37
منذر يقول وهو الرب والشهيد على يوم الحيرين والبلاء بلاء فهذا لا يلتفت اليه ولا يجوز ان يقال لاحد انه رب هكذا من غير من غير تقييد ولا اضافة. هذا الاسم الرب من نحن عرفنا قاعدة من قبل ان كل الاسماء الحسنى مشتقة فهذا - 00:37:57
من اين اشتق؟ من اين اخذ؟ قيل مأخوذ من التربية. التربية للشيء وتنميته وتبليغه الى كماله. لان في حقيقتها هي تبليغ الشيء الى كماله شيئا فشيئا. وقيل مأخوذ من ربه يربه. فهو صفة - 00:38:17
ربه يربه فهو رب واذا نظرنا اليه باعتبار انه مدبر لخلقه ومربيهم على كل حال طب هذا الاسم يمكن ان يكون مأخوذا من التربية ويمكن ان يكون مأخوذا من الفعل ربه يربه هو صفة مشبهة - 00:38:37
وهذا الاسم احق بالاستعانة كما قال ابن القيم رحمه الله لان من اخص معاني الرب المالك والمدبر والقائم بما يصلح الخلق هذا كان اكثر دعاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام يا رب ربنا ربي وما اشبه ذلك فطلبوا المنافع ودفع - 00:38:57
مضار اعمق باسم الرب من غيره من الاسماء الحسنى لان من معاني الربوبية العطاء والمنع ولذلك ما اكثر الدعاء الذي ذكره الله عز وجل في القرآن عن الانبياء عليهم الصلاة والسلام بهذا الاسم الكريم يا رب. وهذه الفائدة نبه عليها - 00:39:17
الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات. وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان هذا المعنى. عامة المسألة والاستعانة مشروعة باسم الرب. واما علة ذلك فهو ان نداء العبد للرب نداء رغبة وطلب لما يصلح شأنه من دفع - 00:39:37
المكروهة او جلب الامور المطلوبة المحمودة كل ذلك يتعلق بالربوبية فجاء به هنا في هذا الموضع ليعلمنا كيف نتأدب معه سبحانه وتعالى؟ فاذا دعا العبد فانه يطلب من ربه جل جلاله يطلب منه بهذا الاسم الكريم يقول يا رب - 00:39:57
ولا مانع من ان يدعو باسم اخر يقول يا الله يا رحمن يا رحيم يا عزيز يا غفور والله عز وجل يقول ولله الاسماء الحسنى بها. يقول شيخ الاسلام رحمه الله فالاسم الاول يعني الله يتضمن غاية العبد ومصيره الحمد لله - 00:40:17
ها وما خلق له وما فيه صلاحه وكماله وهو عبادة الله. والاسم الثاني يعني الرب يتضمن خلق العبد فداه وهو انه يربه ويتولاه مع ان الثاني يدخل في الاول دخول الربوبية في الالهية. والربوبية تستلزم الالوهية ايضا - 00:40:37
يعني نحن نعرف ان الله او الالوهية تتضمن صفة الربوبية كما سبق وان الربوبية تستلزم الالهية وقد شرحت هذا المعنى من قبل اذا قلنا ان من معاني الرب الصحيحة المربي لخلقه. فما هذه التربية التي يربي الله عز وجل خلقه - 00:40:57
بها فقل ذلك من وجوه متعددة منها التربية الخلقية بمعنى ان الله عز وجل يخلقهم في بطون هاتهم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث وينقلهم من طور الى طور ثم بعد ذلك يولد الانسان ويقوى ويشتد - 00:41:17
يصلب عوده فيمر بمراحل شتى في حياته بعد خروجه الى هذه الدنيا فهذا كله من التربية الخلقية التي يربينا الله عز وجل بها فهذه تربية والتربية ايضا الاخرى وهي تربية الهداية الفطرية تلاحظ ان المولود حينما يولد - 00:41:37
من الادميين والحيوانات حينما يخرج من بطن امه يلتقم الثدي. من الذي علمه ذلك؟ من الذي علم هذه الكائنات؟ ان تتصرف في تصرفات شتى لتحصل معاشها وتحمي انفسها من الانقراض والهلاك. من الذي علمها ذلك؟ هو الله جل جلاله - 00:41:57
هذه التربية الفطرية ومن ذلك ان الله عز وجل اوحى الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون من الذي علم السباع ان تأكل اللحوم؟ وعلم بهيمة الانعام وما شابهها ان تأكل الحشائش واوراق الاشجار - 00:42:17
اثباتات لا يخطئ واحد من السباع فيأكل النباتات او نجد شيئا من بهيمة الانعام يأكل اللحوم لماذا؟ لان الله عز وجل الهمها ورباها هذه التربية الفطرية. لماذا نجد ان المولود او الصغير لم يعلم كيف يأكل. تمتد يده مباشرة الى اي شيء - 00:42:37
من امامه ثم يضعه اين؟ في فمه. لماذا لا يضعه في اذنه؟ لماذا لا يضعه في عينه؟ لماذا لا يضعه في انفه؟ لماذا في الفم؟ من علمه ان هذا هو الطريق - 00:42:57
الى المعدة وانه يأكل ليتحقق له الشبع او الري عن طريق هذا التجويف وهو الفم. من علمه ذلك؟ هل الام ولدها في الصغر ان هذا الفم هو ابدا فهذه تربية فطرية هداية فطرية يهدي الله عز وجل بها - 00:43:07
الخلائق وهناك هداية اعظم من هذه وهي الهداية الشرعية التي تكون بانزال الكتب وارسال الرسل بتنزل الوحي لهداية لبيان الشرائع وبيان الطريق التي توصل الى الله جل جلاله. وهذه نعمة عظمى يختص - 00:43:27
بها بعض الخلق فهذه لا تكون للحيوانات ولا للجمادات وانما تكون للعقلاء من بني ادم ومن الجن. فيربيهم الله عز وجل هذه التربية فينزل عليهم الوحي ويتدرج ذلك ويعلمهم كيف يعبدونه ويعلمهم دلائل قدرته وتوحيده وعظمته - 00:43:47
وما الى ذلك من الامور التي تعرفونها. كيف عرفنا هذا جميعا؟ هو بهذه الهداية. وهناك تربية اخرى وهي تربية معيشية بتسخير ما في هذا الكون لهم هذا البترول كيف اكتشفه الانسان؟ وكيف صارت تقوم عليه الان حضارة كبيرة جدا حضارة مادية ورزق الله - 00:44:07
عز وجل به امما وهذه المأكولات والنباتات التي تخرج من الارض كيف يستفيد منها الانسان وكيف عرفها؟ والاشياء المستخرجة من بحار من الحيوان والنبات كيف عرفها الانسان وتعامل معها بالوان شتى من التعاملات حتى انتفع بها في طعام - 00:44:27
او شرابه او في اي شأن من شؤونه في العلاج الدواء كيف عرف هذه الاشياء وهي في قعر البحر؟ كيف عرف ان المادة الفلانية فيها الفلانية وان الشيء الفلاني ينفع في علاج المرض الفلاني وان النبات الفلاني يخلط مع كذا وكذا وكذا - 00:44:47
فينفع في كذا او حتى في الاكل الان لو جاء الانسان يستف الحب وهو لم يطغى ولم يطبخ فانه لا يستسيغه من علمه انه ويضعه على النار ويضعه مع الماء والى اخره حتى يجد به الوان المطعومات الطيبة المستلذة كيف عرف هذه الاشياء - 00:45:07
هو بتربية الله عز وجل له هذه التربية التي سخر له فيها ما في هذا الكون. هذه الدواب تأكل من الارظ ثم تمتد خواصرها ثم تمتلئ اجسامها باللحم وما الى ذلك ثم تكون طعاما لهذا الانسان فهو يرقبها ويرعاها هذا الانسان ثم بعد ذلك يجعلها - 00:45:27
في طعامه وهذا الذي تأكله من العلف من النباتات تمتد ضلوعها وتمتلئ باللبن ثم يشربه الانسان سائغا وهكذا سخر الله عز وجل له هذا الكون فهذا من تربية الله جل جلاله لنا. واذا عرفتم هذه المعاني عرفت - 00:45:47
هذا عقب الله عز وجل الربوبية بالرحمة فقال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم فربوبيته مبنية على على الرحمة. هذه الربوبية التي يربينا الله عز وجل فيها بالوان هذه التربية مبنية على رحمته والا لم نجد شيئا - 00:46:07
ننتفع به ولا نأكله ولم يسخر لنا شيء من هذه الاشياء التي في الكون. وانما سخر ذلك جميعا وهدينا اليه ونزلت الكتب وارسلت الرسل كل ذلك رحمة من الله عز وجل بنا. فهو ربنا ومالكنا وسيدنا ومربينا والمتصرف في - 00:46:27
شؤوننا وهو ايضا رحيم بنا. فهذه الاثار من الانعام والتربية التي تصلنا من الله جل جلاله ناتجة عن رحمته سبحانه وتعالى وهي اثر من اثارها. ولهذا قال بعده الرحمن الرحيم. الرحمن الرحيم. فهذه عقيدة اذا رسخت في - 00:46:47
العبد ان ربوبية الله مبنية على الرحمة عظم ربه جل جلاله واحبه المحبة اللائقة بالله. وتذكروا اني قرأت قديما لا اذكر في اي كتاب الان عن بابل وسبب تسمية هذه البلدة بهذا الاسم لماذا قيل الهبابل؟ فذكرت بعض الاخبار الاسرائيلية - 00:47:07
التي هي من كذب بني اسرائيل على الله عز وجل وتجنيهم عليه لكن كنت اعجب اذا كان قوم ينظرون الى ربهم بهذه النظرة فكيف يعبدونه؟ وهل يوجد في قلوبهم محبة له؟ هؤلاء اليهود؟ فيقولون ان الله عز وجل اول ما انزل الخلق انزلهم في بابل في هذه - 00:47:27
بلدة فكانوا مجتمعين ثم بعد ذلك ارادوا ان يتفقوا وائتمروا بينهم انهم لا يخرجون منها لئلا تختلف السنتهم ولان لا يحصل بينهم تفرق واختلاف وتطاحن وتشاحن وحروب وكيانات متعددة موزعة فقالوا - 00:47:47
نجتمع فلما علم الرب بذلك جل جلاله وتقدس عما يقولها هؤلاء الكذبة يقولون لما علم بذلك قال هيا ابلبل السنتهم ففرق اللغات فصار لكل قوم لغة وتفرقوا في البلاد فوقع بينهم الفساد - 00:48:07
اضطروا والشحناء والقتال والحروب والدمار والمنافسات يقولون ما اراد ان يجتمعوا لتتحقق مصالحهم وانما فلما علم نيتهم وعزمهم على الاستماع لتحقيق مصالحهم مباشرة قال هيا فلنبلبل السنتهم هذا رب اليهود ومعبود - 00:48:27
هود قبحهم الله. قوم ينظرون لله عز وجل بهذه النظرة. ماذا تتوقع؟ ان ربهم يضاد كل مصلحة لهم. ويعمل على ابطالها وازالتها بينما نحن نعلم ان ربوبيته مبنية على على الرحمة وليست مبنية على الافساد - 00:48:47
قريب وانما هو رحيم بعباده سبحانه وتعالى ارحم بالواحد منهم من الوالدة بولدها. ورحمة الله عز وجل ايضا بهذا الاعتبار وبما وصفت هي رحمة تعم الخلق اجمعين. المسلم والكافر الانسان والحيوان - 00:49:07
انما يتحركون ويعيشون وينتشرون ويرزقون برحمة الله جل جلاله. فرحمة الله الرحمة العامة ينفك منها احد ولو ان احدا انفصلت عنه رحمة الله عز وجل وارتفعت عنه لحظة لهلك. فربوبيته العامة يدخل فيها خلقه - 00:49:27
لهم وملكه لهم وتدبيره الكوني ورزقه لهم وهدايتهم لمصالح دنياهم فهذه هي الربوبية العامة التي لا وعنها مخلوق واما الربوبية الخاصة هي ربوبيته لاهل الايمان يربيهم ينقلهم من هداية الى الى هداية هي ربوبية - 00:49:47
اولياء الله عز وجل وهذه الربوبية تكون بما يفيض عليهم من النعم المعنوية والحسية التي يختصهم بها وما يحصل لهم من الروح وانشراح الصدر والعلوم النافعة التي تثمر استقامة وعبودية لله تبارك - 00:50:07
وتعالى. كما قال الله عز وجل هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. فهذه ربوبية ليست للكفار. اما الربوبية العامة وهي النوع الاول فهي لا يخرج عنها احد. المسلم والكافر الله رب الخلق اجمعين. الانسان والحيوان والنبات - 00:50:27
والجماد الله ربهم. فالربوبية اذا عامة وخاصة. عامة لكل الخلق. لانه المالك السيد المتصرف والخاصة لاهل لاهل الايمان لاوليائه والله اعلم للمزيد من مواد فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت يرجى زيارة الموقع الرسمي لفضيلته على الرابط دبليو دبليو دبليو دوت - 00:50:47
خالد السبت دوت كوم - 00:51:10
التفريغ
يسر اخوانكم في الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبق ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:00
اجمعين. اما بعد فيقول الله عز وجل في اول هذه السورة الحمد لله رب العالمين. الداخلة على الحمد وهي الداخلة على الاسماء والاوصاف. تدخل على اسماء الاجناس وعلى الاوصاف هذه - 00:00:21
هي الاستغراقية اي انها تدل على الاستغراق والاستيعاب والشمول وعلى التي يمكن التفريق بينها وبين غيرها كأل العهدية انك تستطيع ان تضع قل مكانها فالحمد لله كأنك تقول كل الحمد مستحق لله عز وجل. فالهنا الحمد لله - 00:00:41
لا اي انك تضيف جميع المحامد لله جل جلاله. وما معنى الحمد؟ كثير من المفسرين ومن اهل للغة يفسرونه بالثناء وهذا فيه نظر لما سيأتي والاحسن ان يقال ان الحمد هو وصف المحمود - 00:01:11
بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم. فان لم يكن مع المحبة والتعظيم فانه قد يكون نفاقا فان من يطري غيره ويضيف اليه اوصاف الكمال ويضيف اليه المحاسن والمحامد فقد يكون غير صادق معه في هذا القول فيكون متزلفا اليه منافقا متملقا له ليحصل طمعا - 00:01:31
او ليدفع عنه ضررا. فاذا كان هذه الاضافة اضافة المحامد للمحمود مع المحبة والتعظيم لهذا المحمود ولهذه الاوصاف ايضا التي تضاف اليه فان هذه هي حقيقة الحمد. ولهذا فان احسن ما يفسر به هو - 00:02:01
ما ذكره الشيخ فقي الدين ابن تيمية رحمه الله بانه الاخبار بمحاسن المحمود مع المحبة لهذه المحاسن اوصاف فلو اخبر مخبر بمحاسن غيره من غير محبة لها لم يكن حامدا. ولو احبها ولم يخبر بها - 00:02:21
لم يكن حامدا لو ان احدا احب هذه الاوصاف التي يتصف بها من الكرم والعلم والجود وما الى ذلك لكنه ما احب احب هذه الاوصاف واضافها اليه لو ان احدا اضافها اليه من غير محبة لها لم يكن حامدا. ولو انه احبها من غير اضافة اليه - 00:02:41
لم يكن حامدا اذا كان الامر كذلك اذا كان الحمد هو اظافة المحامد والاوصاف الكاملة الحسنة للمحمود اليس هو بمعنى الثناء فما معنى الثناء اذا؟ الذي كثيرا ما نسمع ونقرأ في كلام اهل العلم تفسير الحمد به فيقولون - 00:03:01
الحمد هو الثناء الحمد لله اي الثناء لله فلان يحمد ربه ان يثني على ربه. فاذا كان الامر ليس كذلك ما معنى الثناء اذا؟ الثناء هو ذكر تكرار الحمد ثانيا هذا هو الثناء. واذا كرر ثالثا فانه يكون - 00:03:21
من باب التمجيد. والدليل على ذلك هو حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين الحديث وفيه فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال - 00:03:41
الله حمدني عبدي. واذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي. فلما كرره ثانيا سماه الله عز وجل ثناء. فاذا قال مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي. والحديث مخرج في صحيح - 00:04:01
مسلم وانت حينما تقول الحمد لله هذا حمد مطلق والحمد اسم جنس والجنس معلوم ان له كيفية وكمية. فالثناء هو كمية الحمد وتكثيره. يعني انه يكون ثانيا. ثنيت بذكر المحب - 00:04:21
امد فهذا هو الثناء فالكمية هي الثناء والتمجيد هو الكيفية وهذا على كل حال يدل على عدم دقة ما يفسر به الحمد بانه الثناء مطلقا. والله تعالى اعلم. وهذا الحمد الذي يضاف الى الله عز وجل - 00:04:41
على نوعين حمد يضاف اليه لاحسانه وافضاله المتعدي الى المخلوقين فهو الذي يطعمهم وهو الذي يرزقهم وهو الذي يشفيهم وهو الذي يعطيهم وهو الذي يحسن اليهم بالوان الاحسان فهذا حمد اليه لاحسان - 00:05:01
وافضاله وهو بهذا الاعتبار من الشكر. والحمد الثاني الذي يضاف الى الله عز وجل هو حمد لما يستحقه سبحانه وتعالى الا من صفات الكمال يستحقه بنفسه من نعوت الجلال العائدة الى ذاته والى اسمائه والى صفاته والى - 00:05:21
افعاله وهذا الحمد الذي يكون من هذا القبيل لا يكون الا على ما هو في نفسه من الكمالات التي تستودع الحمد ولذلك فانه لا يضاف الا الى من اتصف بهذه الصفات الكاملة. اذا الحمد المضاف الى الله عز وجل - 00:05:41
منه ما يضاف اليه لاحسانه واقباله علينا. ومنه ما يضاف اليه لاستكماله سبحانه وتعالى ولاتصافه باوصاف الكمال ولكمال ذاته ولكمال افعاله واسمائه. فيظاف اليه هذا الحمد. واذا كان الحمد الذي يضاف الى الله عز وجل - 00:06:01
بسبب افضاله وانعامه يكون من قبيل الشكر. فهل الحمد الذي يضاف اليه لكمال ذاته وصفاته هو من قبيل الشكر ايضا الجواب لا وذلك يعرف بالفرق بين الامرين بين الحمد وبين الشكر وعبارات العلماء - 00:06:21
الله تعالى في التفريق بينهما غير متوافقة مختلفة وليس ثمة حسب ما اعلم ما يحسم الامر ويرفع هذا الخلاف ولكن قد يترجح بعظ هذه الاقوال على بعظ بل ان بعظ اهل العلم وهو قول كبير - 00:06:41
كريم ابن جرير الطبري رحمه الله ذهب هؤلاء الى ان الحمد هو بمعنى الشكر واراحوا انفسهم من الفروقات التي يذكرها العلماء بين الحمد والشكر. ومن فرق فذهب الى التفريق من وجوه متعددة. من اوضحها - 00:07:01
وابرزها ان الحمد كالمدح. يقابل بالذم. تقول هذا الشيء محمود. وهذا الشيء مذموم وتقول فلان اذا احب فانه يحمد واذا ابغض فانه يذم مثلا تقول هذه اوصاف حميدة وهذه اوصاف - 00:07:21
ذميمة فالذي يقابل الحمد هو الذم واما الشكر فان الذي يقابله ليس الذنب وانما الذي يقابله هو الكفران فتقول هذا شاكر للنعمة وهذا كافر لها. ومنه الحديث اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر - 00:07:41
كوكب فجعل المقابل للشكر هو الكفر وبهذا يتبين الفرق بين الامرين من هذه الحيثية لمعرفة ما يقابل الحمد وما يقابل الشكر. ووجه اخر في التفريق وهو ان الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفات - 00:08:01
اللازمة والمتعدية. الثناء عليه بالقول يعني انه لا يثنى عليه بالفعل ولا يثنى عليه بغير القول. لا يثنى عليه بالقلب وانما الحمد يكون بالقول. طبعا لابد ان يكون مع مواطئة القلب لكن الشكران قد يقوم بالقلب فحسب كما سيأتي. بينما - 00:08:21
الحمد لا بد فيه من القول فاذا كان يتعلق بالقول على الصفات اللازمة والصفات المتعدية الصفات اللازمة مثل العظمة والصفات المتعدية مثل الكرم والرزق وما اشبه ذلك هذه صفات متعدية صفة الرحمة متعدية فهذا - 00:08:41
الحمد يتعلق بالاوصاف اللازمة ويتعلق بالاوصاف المتعدية. فنحن نحمد الله عز وجل على عظمته. ونحمده ايظا على كرمه واحسانه الينا. واما الشكر فانه لا يكون الا على الاوصاف المتعدية. ولا يكون - 00:09:01
الاوصاف اللازمة في الاصل. فتقول اشكرك على كرمك. واشكرك على حسن تعاملك واشكرك على قيامك بعملك. واشكرك على اجابتك لهذه الصناعة. فهذه اوصاف يشكر الانسان عليها لكنه لا يشكر على الاوصاف اللازمة. فما تقول اشكرك لهيبتك سواء كانت - 00:09:21
اختيارية او غير اختيارية غير اختيارية ما تقول اشكرك على صباحة وجهك واشكرك على بياض بشرتك واشكرك على سواد لحيتك ما يشكر الانسان على هذا وانما يشكر على الاوصاف المتعدية فقط المتعدية للغير - 00:09:51
يكون لها اثرا على الغير. واذا كان الحمد باللسان مع مواطعة القلب طبعا فان الشكر يكون باللسان فتعلن ذلك بلسانك فتقول اشكرك على هذا الفعل تنطق بالشكر ويكون ايضا بالقلب فيقوم بالقلب الاعتراف - 00:10:11
والاقرار بالجميل واستحضار انعام المنعم فيكون القلب عامرا بذكره والاقرار بفضله وانعامه وجوده واحسانه اليك. فيقوم هذا المعنى بقلبك. فيكون القلب شاكرا لهذه النعمة كما يكون ايضا بالجوارح فيقوم العبد بالتقرب بجوارحه الى هذا المنعم. شكرا له على نعمته - 00:10:31
ويدل على ذلك ان الله عز وجل قال اعملوا آل داوود شكرا. فسمى هذا العمل الذي يعملونه سماه بذلك ويدل عليه ايضا قول الشاعر بالبيت المعروف افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبة - 00:11:01
يقول افادتكم النعماء مني سببت هذه النعمة التي وصلتني منكم افادتكم النعماء مني يعني اثرت هذا التأثير انها لما وقعت علي النعمة من قبلكم نتج عنها هذا الشكران افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني - 00:11:21
والضمير المحجب يدي اي ان صارت يدي تسعى الى رد الجميل بخدمتكم ولساني يلهج هذه النعمة وايضا والضمير المحجبة اي ان ذلك يقوم بالقلب هو لا يمدحهم تزلفا وتقربا ولا يقوم ذلك بقلبه - 00:11:41
وانما قلبه عامر فهو يتواطأ لسانه مع قلبه في هذا الشكر. فالشكر يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح. وبعض اهل العلم يعرفون الحمد بانه الثناء باللسان. على الجميل وقولهم انه باللسان لا زالوا يدورون حول ان مورد الحمد هو اللسان اي انه يصدر - 00:12:01
من اللسان لا من الجوارح ولا من القلب. واما الجميل الاختياري يعني الفعل المستحسن الذي يكون باختيار الثاني مثل ما قلت لكم المدح يكون بالجميل الاختياري. طبعا بهذا الاعتبار سواء كان لازما او متعديا لازما مثل - 00:12:31
ما تقول فلان يحمد على عظمته وعلى مهابته هذه لازمة والمتعدية تقول فلان يحمد على كرمه ويحمد على اقدامه ويحمد على رحمته وشفقته على الفقراء. فيحمد على هذا ويحمد على هذا يحمد على الحياء الذي - 00:12:51
والصفة اللازمة ويحمد على الرحمة والكرم التي هي من الصفات المتعدية. لكن الحياء والكرم اليست من الصفات الاختيارية اليس كذلك؟ هي من الصفات الاختيارية. واما صباحة الوجه وطول القامة وهيئة الانسان التي خلقه الله عز - 00:13:11
وجل عليها من سواد وبياض وسمرة وما الى ذلك هذا كله ليس له اختيار فيه هذا المعنى يكون الحمد يتعلق بالجميل يصدر من اللسان على الجميل الاختياري سواء كان لازما او - 00:13:31
وبعض اهل العلم يقولون الشكر هو ثناء على الله بافعاله وانعامه. والحمد ثناء باوصافه وهذا لا وجه له. وبعضهم يقول لا يكون الشكر الا على جزاء نعمة. بينما الحمد يكون جزاء كالشكر ويكون ابتداء هذا كله يحاولون التفريق - 00:13:51
به بين الحمد وبين الشكر. فيقولون الحمد يكون على جزاء النعمة وغير النعمة. ولذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم اذا وقع له ما يسره. ماذا يقول؟ يشكر الله عز وجل. واذا وقع له شيء غير ذلك حمد الله - 00:14:11
على كل حال واذا وقع له ما يسره شكر الله على هذه النعمة. فالحاصل ان الحمد بهذا الاعتبار يكون على الامور التي يحبها الانسان والتي لا يحبها. فتحمد الله عز وجل على المصائب التي تقع بك. كما انك تحمده على النعم - 00:14:31
التي يفتيها اليك ويكون ايضا الحمد في هذا الاعتبار يكون جزاء كالشكر يعني في قبل النعمة لانك تحمده على النعمة وتحمده على الامور التي لا تحبها. فما يقابل النعمة يكون من قبيل الشكران - 00:14:51
فيكون في مقابل نعمة فهذا بمعنى الشكر. ويكون ابتداء ايضا ابتداء فانت في كل حال تقوم وتقعد تقول الحمد لله يكون ابتداء بينما الشكر يكون بمقابل النعمة. بعد ذلك قد يسأل بعضكم بعد هذه الفروقات ايها اعمى - 00:15:11
شكر او الحمد فبعض اهل العلم يقولون ان بينهما عموما وخصوصا بمعنى ان كل واحد منهما عم من وجه واخف من وجه اخر. فليس واحد منهما اعم من الاخر مطلقا. فنقول الحمد اعم من الشكر ونرتاح. او نقول - 00:15:31
الشكر اعم من الحمد ونستريح. لا الحمد اعم من بعض الجهات. وهو اخف من جهات اخرى والعكس. يقال في بالشكر فالحمد اعم من اي جهة من حيث ما يقعان عليه. ليه؟ لان الحمد يكون على الصفات اللازمة - 00:15:51
والصفات المتعدية الصفات اللازمة والصفات المتعدية. تقول حمدته لكرمه هذه متعدية ولا لازمة؟ متعدية. وتقول حمدته لفروسيته وحيائه. هذه لازمة ولا متعدية؟ لازمة. فهو اذا الحمد اعم من الشكر من جهة انه يكون على الاوصاف اللازمة والاوصاف المتعدية. وهو اخف من الشكر من حيث الاداة التي يقع بها الحمد. ما هي الاداة - 00:16:11
اللسان هو الثناء بالقول بينما الشكر يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح. فالشكر من هذه الحيثية اعم من الحمد وايضا الشكر لا يكون الا على الاوصاف المتعدية فهو اخف من الحمد من هذه الناحية فماذا - 00:16:41
قل شكرته لعظمته وانما تقول شكرته لكرمه وهكذا وبعض اهل العلم كابن عطية يقول ان الحمد اعم من الشكر لان الشكر انما يكون على فعل جميل يسدى الى الشاكر وشكره نوع من الحمد والحمد المجرد هو ثناء بصفات المحمود - 00:17:01
من غير ان يفتي شيئا اي انه يحمد ابتداء والشكر لا يكون الا في مقابل الانعام ولا شك ان هذا في بعض الوجوه قد يكون مقبولا الا ان الواقع ان الحمد يكون ابتداء ويكون في مقابل النعمة. والحاصل ان الحمد اخف من الشكر موردا - 00:17:21
فان مورده هو اللسان واعم منه متعلقا الشكر يكون باللسان والقلب والجوارح من حيث المورد. واما ما يقعان عليه ما يتعلقان به فان الشكر يتعلق بالنعمة. واما الحمد فيكون متعلقا بالنعمة وبغير - 00:17:41
النعمة ويؤخذ من افتتاح هذه السورة بالحمد مشروعية حمد الله عز وجل في افتتاح الكتب والرسائل والكلمات وما الى ذلك لان هذه السورة افتتحت به وهي فاتحة سور القرآن كما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه اذا - 00:18:01
هذا كتابا رسالة فانه يفتتح ذلك بالبسملة. بعد ذلك اذا كان هذا هو الفرق بين الحمد والشكر وبين الحمد والثناء وبين الحمد والتمجيد. بقي ان نعرف ما الفرق اذا بين الحمد وبين المدح؟ وهي الفاظ - 00:18:21
ما ترون بينها تقارب في المعنى. فالمدح اعم من الشكر واعم من ايضا واعم من الحمد. واعم من اثنين من حيث ما يقع عليه. فان المدح يكون على ما يقع من الانسان على وجه التسخير. وما - 00:18:41
يقع منه على سبيل الاختيار سواء كان متعديا او لازما فقد يمدح الانسان بطول قامته ويمدح ببذل ماله ويمدح على حيائه ويمدح على علمه ويمدح على شجاعته وعلى فروسيته وهو يقع ايضا المدح على الحي - 00:19:01
والميت والصغير والكبير وعلى الحيوان والانسان والنبات والجماد والزمان والمكان تقول فلان يمدح المكان الفلاني. فلان رأى بيت فلان فهو يمدحه. فلان يمدح السيارة الفلانية. وفلان يمدح الهواء عندهم وفلان يمدح المطر وفلان يمدح المزرعة او الشجرة وهكذا هذا هو المدح اعم من - 00:19:21
والشكر لكنه يكون باللسان فقط وهل يشترط فيه مواطئة القلب؟ الجواب لا لا يشترط فيه نطعة القلب انما الذي يشترط فيه مواطئة القلب هو الحمد. واما المدح فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم المداحين - 00:19:51
وفي وجوههم التراب فان المداح قد يكون يمدح بحق وقد يكون يمدح بباطل ومن كان يكثر المدائح فانه مظنة فان فعله يكون مظنة للمدح بالباطل وبالمبالغة في الاطراء. ولذلك قال الله عز وجل عن الشعراء - 00:20:11
والشعراء يتبعهم الغاوون. الم ترى انهم في كل واد يهيمون ومن اسباب وصفهم بهذا هو انهم اذا رضوا مدحوا ولو بالباطل. واذا لم يرضوا فانهم يذمون هذا الذي لم يرضوا عنه. ولو كان هذا الذنب - 00:20:31
من قبيل الظلم له فاذا رضي قال احسن ما يجد واذا غضب قال اسوأ ما يجد والله المستعان الله عز وجل في هذه السورة قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. وهذه الامور التي يذكرها الله عز وجل - 00:20:51
بينها ملازمة. فما الملازمة بين الحمد وبين الملك؟ الله عز وجل يحمد نفسه عند خلقه امره لينبه عباده على ان مصدر الخلق والامر عن حمده فهو محمود على كل ما خلق وامر به حمد - 00:21:11
وعبودية وحمد ثناء ومدح. ويجمعهما كما يقول ابن القيم رحمه الله التبارك كما قال الله عز وجل فتبارك الله. الا له الخلق والامر فتبارك الله الاله الخلق والامر. فتبارك الله. وهنا في سورة الفاتحة قال - 00:21:31
الحمد عبر بالجملة الاسمية ما قال احمد الله رب العالمين او بفعل الامر قال احمدوا الله رب العالمين تسبيح قال سبح لله ما في السماوات سبح اسم ربك الاعلى يسبح لله فجاء بالافعال الثلاثة المضارع - 00:21:51
سبح وسبح بالامر ليدل على ان التسبيح مستحق لله عز وجل في الازمنة الثلاثة في الزمن الماضي والحاضر والمستقبل هنا بالحمد عبر بالجملة الاسمية وما فائدة ذلك؟ الجملة الاسمية تدل على الاستمرار والثبات والدوام - 00:22:11
فهذا يدل او يشعر بامر ومعنى وهو ان الحمد مستحق لله عز وجل في كل الاوقات والازمان والامكنة والاحوال في كل وقت ومكان وحال. وهذا الحمد الحمد لله رب العالمين في هذه السورة - 00:22:31
لم يذكر الله جل جلاله ظرف هذا الحمد من جهة الزمان ولم يذكر ظرفه من جهة المكان ولكن الله عز وجل بين ذلك في موضع اخر وهذا من تفسير القرآن بالقرآن الحمد لله رب العالمين ما ظرف هذا - 00:22:51
حمد من جهة الزمان وما ظرفه من جهة المكان في ما يتعلق بالظرف المكاني. قال الله في سورة الروم وله الحمد في في السماوات والارض وذكر ظرفه الزماني وعشيا وحين تظهرون واوضح من هذا في ظرفه الزماني قول الله عز - 00:23:11
عز وجل في سورة القصص وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الاولى والاخرة. فظرف الحمد من جهة المكان السماوات والارض له الحمد في السماوات وفي الارظ وظرفه من جهة الزمان الدنيا والاخرة فله الحمد في الدنيا وله الحمد في الاخرة - 00:23:31
فالله له الحمد المطلق الكامل في كل وقت وفي كل مكان وحينما نقول الحمد لله هذه اللام للاستحقاق اي ان الحمد مستحق لله عز وجل او الحمد ثابت له او ان الحمد - 00:23:51
مستقر لله عز وجل. وهذا احسن ما يقال في بيان المقدر الحمد لله الحمد مستقر لله الحمد ثابت لله الحمد كائن لله وما اشبه ذلك وهذا احسن من ان يقدر بالفعل فيقال الحمد استقر - 00:24:11
فان تقديره بالمصدر ابلغ وتعليل ذلك لا حاجة لذكره في هذا الدرس. فعلى كل حال اللام هذه لا الاستحقاق واللام تأتي بمعاني كثيرة على كل حال لكن حتى اقرب لك فهمها اذا اضفت شيئا الى شيء - 00:24:31
من شأنه ان يملك وهذا الشيء المضاف هو ذات من الذوات. اذا اضفت ذاتا الى ذات من شأنها ان تملك فاذا قلت الكتاب لفلان فهذه اللام لفلان هي لام الملك. اضفت ذاتا وهو الكتاب الى ذات - 00:24:51
من شأنها ان تملك فلان. واذا اضفت ذاتا الى ذات ليس من شأنها ان تملك. فهذه اللام للاختصاص اذا قلت المفتاح للباب والمسمار للمسجل والغلاف للكأس. فهذه اللام للاختصاص واذا اضفت معنى لم تضف ذاتا اضفت معنا من المعاني الى ذات فهذه اللام - 00:25:11
احقاق فاذا قلت الحمد الحمد معنى ولا ذات؟ معنى الحمد لله اضفته الى ذات من الذوات. الحمد لله اللام هنا لايش اللام للاستحقاق اي ان الحمد مستحق لله هذا معنى ما ذكرت من ان اللام هنا للاستحقاق - 00:25:41
الحمد لله الحمد مستحق لله. والمعنى الحمد مستقر لله عز وجل. الحمد ثابت لله تبارك وتعالى. اذا لله هذا جار مجرور. اللام حرف جر. يتعلقان بمحذوف. مستقر ثابت مستحق او واجب او نحو ذلك. والله اعلم. واذا قال العبد الحمد لله فانه بهذا - 00:26:01
كونوا قد اثبت كل كمال للرب تبارك وتعالى فعلا ووصفا واسما ونزهه عن كل عيب وسوء فعلا ووفا واسما فالله عز وجل محمود في اسمائه وفي ذاته وفي صفاته وفي افعاله وفي كل شأن من شؤونه - 00:26:31
مع انه منزه عن كل عيب ونقص. لماذا نقول هذا الكلام؟ لان ال كما قلنا تدل على الاستغراق. فاذا قلت كل المحامد فمعناه انه لا يلحقه وصف نقص والا كان تكون بعض المحامد مستحقة له لان المحمود يستحق من صفات الحمد - 00:26:51
يستحق من المحامد على قدر ما فيه من اوصاف الكمال. فعلى قدر نقصه ينقص ما يضاف اليه من المحامد اذا قال العبد الحمد لله فهو يضيف جميع المحامد لله عز وجل وهذا لا يكون البتة لمن كان يلحقه شيء من اوصاف النقائص - 00:27:11
او ممن كان عادما لبعض اوصاف الكمالات. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم اول ما هاجر الى المدينة سأل بعض بطون الانصار من سيدكم؟ فقالوا فلان بن فلان ولكن على اننا نبخله فهو سيد على اننا نبخله يعني - 00:27:31
اننا نرميه بالبخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم واي داء ادوأ من البخل؟ وانما سيدكم فلان. فاذا هذا السيد وجد فيه صفة من صفات النقص وهي البخل فهو بهذا ناقص. واما من اكتمل من كل وجه وتنزه عن كل عيب ونقص فهذا الذي له - 00:27:51
كمال المطلق لتحقق اوصاف الكمال فيه وللتنزه عن جميع النقائص. هكذا نفهم من هذه الاضافة الحمد لله ولهذا كان الحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله كما يقول ابن القيم رحمه الله مع - 00:28:11
المحبة والرضا عنه والخضوع له. فلا يكون حامدا من جحد صفات المحمود ولا من اعرض عن محبته والخضوع له. وكلما كانت صفات كمال المحمود اكثر كان حمده اكمل. وكلما نقص من صفات كماله نقص من حمده بحسبها. ولهذا كان الحمد لله - 00:28:31
لا يحصيه سواه لكمال صفاته وكثرتها ولاجل هذا لا يحصي احد من خلقه ثناء عليه لما له من صفات الكمال ونعوذ الجلال التي لا يحصيها سواه. نحن حينما نقول الحمد لله. هذا الاسم الكريم عرفتم معناه وهو احق - 00:28:51
عبادة لماذا؟ لانه يتضمن صفة الالهية ومعلوم ان الله هو المألوف يعني المعبود الذي تألهه الخلائق اي انها تعبده وتخضع له مع المحبة والتعظيم والاجلال وعرفنا قبل ان الاسم الكريم يدل على جميع الاسماء الحسنى والصفات العلا بانواع الدلالة الثلاث المطابقة والالتزام - 00:29:11
التضمن فهو يدل على الهية الله عز وجل المتضمنة لصفات الالهية الثابتة لله جل جلاله مع نفي اضدادها ومعلوم ان الاسماء الحسنى كما سبق تفصيل وتبيين لصفات الالهية التي اشتق منها هذا الاسم الكريم الله - 00:29:41
ثم ايضا هذا الاسم الكريم يدل على ان الله عز وجل هو المألوه المعبود الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيما وخضوعا فزعا اليه في الحوائج وهذا يستلزم لكمال الربوبية والرحمة وهما يتظمنان كمال الملك فمن - 00:30:01
كملت فيه هذه الاوصاف فقد كمل ملكه وكمل حمده ايضا لكمال صفاته مع تنزهه عن النقائص والهيته وربوبيته ورحمانيته وملكه كل ذلك يستلزم لصفات كماله جميع عن بلا استثناء لانه يستحيل ذلك لمن ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا قادر كما شرح ذلك ابن القيم رحمه الله واطال - 00:30:21
في بيانه وقولنا الحمد لله هذه جملة خبرية هي جملة خبرية لكنها تتضمن معنى الامر فكأن الله عز وجل يخبر عن اتصافه بالحمد وفي نفس الوقت هو يعلم عباده كيف يحمدونه كما قال - 00:30:51
الله عز وجل قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. وفي حديث ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه عند مسلم شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان. وفي حديث انس عند مسلم ان الله يرضى عن العبد ان يأكل - 00:31:11
اكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها. فالله يحب منا الحمد ويثيبنا عليه ويرضى من ذلك فهو حينما يقول الحمد لله فهو يخبرنا عن نسبة المحامد اليه سبحانه وتعالى وهو في نفس الوقت - 00:31:31
يعلمنا ان نحمده ونضيف ذلك اليه جل جلاله. الحمد لله رب العالمين. رب العالمين هو خالقهم ومالكهم والمتصرف فيهم. والرب يأتي بمعاني متعددة. وتأمل في هذه المعاني ثم بعد ذلك - 00:31:51
تستطيع ان تعرف هل صفة الربوبية من صفات الافعال او انها من الصفات الذاتية؟ فالرب يأتي بمعنى السيد المطاع في كلام العرب كما قال لبيد واهلكنا يوما رب كندة وابنه ورب معد بين خبث وعرعر ورب كنده يقصد والد - 00:32:11
امرئ القيس اهلكوه في هذا المكان بين خبث وعرعر. فالحاصل انه قال رب كندة اي سيد كندة. فالرب هو السيد وكما قال النابغة تخب الى النعمان حتى تناله فدا لك من رب طريف وتالد. يعني يقول افديك - 00:32:31
ريفي وتالدي يعني بكل اموالي القديمة والتي امتلكتها وحصلت لي حديثا اعطيك كل ما املك من القديم والجديد فالشاهد فيه قوله فدا لك من رب يعني من سيد هذا المعنى الاول السيد المطاع والمعنى - 00:32:51
المصلح للشيء القائم عليه المدبر له المتولي لشؤونه كما قال الفرزق كانوا كسالئة قائد حقنت سلائها في اديم غير مربوب. في اديم غير مربوب يعني الاديم معروف الجلد. في اديم غير مربوب - 00:33:11
من غير مصلح ومعنى سلأ السمن اي طبخه وعالجه فاذاب زبده ومعروف ان العرب في اخبارهم في الجاهلية ان الحمس كانوا لا يفلأون ولا يعققون لا يفلأون ولا يعقطون يعني انهم لا يستخلصون من الحليب مشتقات الحليب المعروفة من الزبد - 00:33:31
والاجبان وما الى ذلك لا يفلأون ولا يعقطون ولا يصنعون منه العقب ما يطبخون الحليب فيصنعون منه الاقط ما هو معروف فلا يأخذون شيئا منه من خلاصته كالزبد ولا يطبخونه فيصنعون منه اقطا وانما يبذلونه جميعا - 00:33:51
الحديد في الموسم لا يفلأون ولا يعقدون يبذلونه لهم مجانا فهذا الشاعر يقول في اديم غير مربوب يعني غير مصلح فالمصلح لامور غيره الذي يربها اي فهو يقال له في كلام العرب رب. وايضا المعنى الثالث هو المالك للشيء. والمتصرف فيه ومنه قول عبد - 00:34:11
القصة المعروفة مع صاحب الفيل ابرهة ماذا قال له؟ قال انا رب الابل والبيت له رب يحميه يعني انا صاحب الابل انا المالك لها فالربي بمعنى المالك وتقول فلان رب الدار بمعنى مالك الدار اذا كان ربك - 00:34:34
والدار بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت فالحاصل ان الرب يأتي بمعنى المالك ويأتي بمعنى صاحب الشيء يمثل لذلك بقول الله عز وجل سبحان ربك رب العزة عما يصفون فرب العزة ليس معناه خالق العزة وانما معناه صاحب العزة - 00:34:54
ويأتي الرب بمعنى المعبود كما قال الله عز وجل عن يوسف صلى الله عليه وسلم لما قال لمن معه في السجن للرجلين اارباب خير ام الله الواحد القهار؟ فارباب متفرقون يعني يعني المعبودين خير ام الله الواحد القهار؟ ومنه قول غاوي - 00:35:14
ابن عبد العزى في البيت المشهور ارب يبول الثعلبان برأسه؟ لقد هان من بالت عليه الثعالب. يعني امعبود يبول الثعلبان الثعلبان يعني الثعلب يقال له ثعلبان لما في القصة المعروفة في السيرة لما جاء الثعلب وبال على رأسه فكان ذلك سببا لتركه - 00:35:34
وترك عبادته رب يبول الثعلبان برأسه؟ كيف يكون معبودا وهو بهذه المنزلة من الهوان والذل والضعف والعجز لقد هان من بالت عليه الثعالب فهذه جميعا المعبود والمالك والمتصرف والمربي الى اخره كل هذه - 00:35:54
على الله عز وجل. فالله هو السيد الذي لا شبه له ولا مثل في سؤدده وفي ذاته واسمائه وصفاته. وهو مفلح امر خلقه بما اسبغ عليه من النعم. وهو المالك الذي له الخلق والامر وهو مربي الخلق وهو معبودهم والقائم على خلقه - 00:36:14
وهو صاحب العزة وبهذا الاعتبار يكون الرب تكون صفة الربوبية صفة ذات او صفة فعل اذا نظرنا اليه بمعنى والسيد والمعبود فهي صفة ذات. واذا نظرنا اليها باعتبار انه هو المربي لخلقه فهي صفة فعل - 00:36:34
نقول ان صفة الربوبية هي صفة ذات وصفة فعل لان جميع هذه المعاني صحيحة وثابتة وهذا الاسم الكريم الرب الذي يتضمن هذه معاني جميعا يختص بالله عز وجل عند الاطلاق. واما عند الاظافة فلا مانع من اطلاقه على غير الله عز وجل - 00:36:54
فيقال رب الدار رب الابل رب السيارة وما اشبه ذلك. واما اذا اطلق قيل فلان رب هذا لا يجوز الا لله عز وجل. وقد جاء قليلا في كلام العرب استعمال هذا الاسم الكريم هذا الاسم الذي لا يصلح الا لله عز - 00:37:17
عند الاطلاق اطلاقه على غير الله عز وجل من غير اضافة وهذا من كفرهم على كل حال وجهلهم ومن قول الحارث ابن حلزة يقول وهو الرب والشهيد على يوم الحيارين والبلاء بلاء. يقصد رجلا هو - 00:37:37
منذر يقول وهو الرب والشهيد على يوم الحيرين والبلاء بلاء فهذا لا يلتفت اليه ولا يجوز ان يقال لاحد انه رب هكذا من غير من غير تقييد ولا اضافة. هذا الاسم الرب من نحن عرفنا قاعدة من قبل ان كل الاسماء الحسنى مشتقة فهذا - 00:37:57
من اين اشتق؟ من اين اخذ؟ قيل مأخوذ من التربية. التربية للشيء وتنميته وتبليغه الى كماله. لان في حقيقتها هي تبليغ الشيء الى كماله شيئا فشيئا. وقيل مأخوذ من ربه يربه. فهو صفة - 00:38:17
ربه يربه فهو رب واذا نظرنا اليه باعتبار انه مدبر لخلقه ومربيهم على كل حال طب هذا الاسم يمكن ان يكون مأخوذا من التربية ويمكن ان يكون مأخوذا من الفعل ربه يربه هو صفة مشبهة - 00:38:37
وهذا الاسم احق بالاستعانة كما قال ابن القيم رحمه الله لان من اخص معاني الرب المالك والمدبر والقائم بما يصلح الخلق هذا كان اكثر دعاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام يا رب ربنا ربي وما اشبه ذلك فطلبوا المنافع ودفع - 00:38:57
مضار اعمق باسم الرب من غيره من الاسماء الحسنى لان من معاني الربوبية العطاء والمنع ولذلك ما اكثر الدعاء الذي ذكره الله عز وجل في القرآن عن الانبياء عليهم الصلاة والسلام بهذا الاسم الكريم يا رب. وهذه الفائدة نبه عليها - 00:39:17
الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات. وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان هذا المعنى. عامة المسألة والاستعانة مشروعة باسم الرب. واما علة ذلك فهو ان نداء العبد للرب نداء رغبة وطلب لما يصلح شأنه من دفع - 00:39:37
المكروهة او جلب الامور المطلوبة المحمودة كل ذلك يتعلق بالربوبية فجاء به هنا في هذا الموضع ليعلمنا كيف نتأدب معه سبحانه وتعالى؟ فاذا دعا العبد فانه يطلب من ربه جل جلاله يطلب منه بهذا الاسم الكريم يقول يا رب - 00:39:57
ولا مانع من ان يدعو باسم اخر يقول يا الله يا رحمن يا رحيم يا عزيز يا غفور والله عز وجل يقول ولله الاسماء الحسنى بها. يقول شيخ الاسلام رحمه الله فالاسم الاول يعني الله يتضمن غاية العبد ومصيره الحمد لله - 00:40:17
ها وما خلق له وما فيه صلاحه وكماله وهو عبادة الله. والاسم الثاني يعني الرب يتضمن خلق العبد فداه وهو انه يربه ويتولاه مع ان الثاني يدخل في الاول دخول الربوبية في الالهية. والربوبية تستلزم الالوهية ايضا - 00:40:37
يعني نحن نعرف ان الله او الالوهية تتضمن صفة الربوبية كما سبق وان الربوبية تستلزم الالهية وقد شرحت هذا المعنى من قبل اذا قلنا ان من معاني الرب الصحيحة المربي لخلقه. فما هذه التربية التي يربي الله عز وجل خلقه - 00:40:57
بها فقل ذلك من وجوه متعددة منها التربية الخلقية بمعنى ان الله عز وجل يخلقهم في بطون هاتهم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث وينقلهم من طور الى طور ثم بعد ذلك يولد الانسان ويقوى ويشتد - 00:41:17
يصلب عوده فيمر بمراحل شتى في حياته بعد خروجه الى هذه الدنيا فهذا كله من التربية الخلقية التي يربينا الله عز وجل بها فهذه تربية والتربية ايضا الاخرى وهي تربية الهداية الفطرية تلاحظ ان المولود حينما يولد - 00:41:37
من الادميين والحيوانات حينما يخرج من بطن امه يلتقم الثدي. من الذي علمه ذلك؟ من الذي علم هذه الكائنات؟ ان تتصرف في تصرفات شتى لتحصل معاشها وتحمي انفسها من الانقراض والهلاك. من الذي علمها ذلك؟ هو الله جل جلاله - 00:41:57
هذه التربية الفطرية ومن ذلك ان الله عز وجل اوحى الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون من الذي علم السباع ان تأكل اللحوم؟ وعلم بهيمة الانعام وما شابهها ان تأكل الحشائش واوراق الاشجار - 00:42:17
اثباتات لا يخطئ واحد من السباع فيأكل النباتات او نجد شيئا من بهيمة الانعام يأكل اللحوم لماذا؟ لان الله عز وجل الهمها ورباها هذه التربية الفطرية. لماذا نجد ان المولود او الصغير لم يعلم كيف يأكل. تمتد يده مباشرة الى اي شيء - 00:42:37
من امامه ثم يضعه اين؟ في فمه. لماذا لا يضعه في اذنه؟ لماذا لا يضعه في عينه؟ لماذا لا يضعه في انفه؟ لماذا في الفم؟ من علمه ان هذا هو الطريق - 00:42:57
الى المعدة وانه يأكل ليتحقق له الشبع او الري عن طريق هذا التجويف وهو الفم. من علمه ذلك؟ هل الام ولدها في الصغر ان هذا الفم هو ابدا فهذه تربية فطرية هداية فطرية يهدي الله عز وجل بها - 00:43:07
الخلائق وهناك هداية اعظم من هذه وهي الهداية الشرعية التي تكون بانزال الكتب وارسال الرسل بتنزل الوحي لهداية لبيان الشرائع وبيان الطريق التي توصل الى الله جل جلاله. وهذه نعمة عظمى يختص - 00:43:27
بها بعض الخلق فهذه لا تكون للحيوانات ولا للجمادات وانما تكون للعقلاء من بني ادم ومن الجن. فيربيهم الله عز وجل هذه التربية فينزل عليهم الوحي ويتدرج ذلك ويعلمهم كيف يعبدونه ويعلمهم دلائل قدرته وتوحيده وعظمته - 00:43:47
وما الى ذلك من الامور التي تعرفونها. كيف عرفنا هذا جميعا؟ هو بهذه الهداية. وهناك تربية اخرى وهي تربية معيشية بتسخير ما في هذا الكون لهم هذا البترول كيف اكتشفه الانسان؟ وكيف صارت تقوم عليه الان حضارة كبيرة جدا حضارة مادية ورزق الله - 00:44:07
عز وجل به امما وهذه المأكولات والنباتات التي تخرج من الارض كيف يستفيد منها الانسان وكيف عرفها؟ والاشياء المستخرجة من بحار من الحيوان والنبات كيف عرفها الانسان وتعامل معها بالوان شتى من التعاملات حتى انتفع بها في طعام - 00:44:27
او شرابه او في اي شأن من شؤونه في العلاج الدواء كيف عرف هذه الاشياء وهي في قعر البحر؟ كيف عرف ان المادة الفلانية فيها الفلانية وان الشيء الفلاني ينفع في علاج المرض الفلاني وان النبات الفلاني يخلط مع كذا وكذا وكذا - 00:44:47
فينفع في كذا او حتى في الاكل الان لو جاء الانسان يستف الحب وهو لم يطغى ولم يطبخ فانه لا يستسيغه من علمه انه ويضعه على النار ويضعه مع الماء والى اخره حتى يجد به الوان المطعومات الطيبة المستلذة كيف عرف هذه الاشياء - 00:45:07
هو بتربية الله عز وجل له هذه التربية التي سخر له فيها ما في هذا الكون. هذه الدواب تأكل من الارظ ثم تمتد خواصرها ثم تمتلئ اجسامها باللحم وما الى ذلك ثم تكون طعاما لهذا الانسان فهو يرقبها ويرعاها هذا الانسان ثم بعد ذلك يجعلها - 00:45:27
في طعامه وهذا الذي تأكله من العلف من النباتات تمتد ضلوعها وتمتلئ باللبن ثم يشربه الانسان سائغا وهكذا سخر الله عز وجل له هذا الكون فهذا من تربية الله جل جلاله لنا. واذا عرفتم هذه المعاني عرفت - 00:45:47
هذا عقب الله عز وجل الربوبية بالرحمة فقال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم فربوبيته مبنية على على الرحمة. هذه الربوبية التي يربينا الله عز وجل فيها بالوان هذه التربية مبنية على رحمته والا لم نجد شيئا - 00:46:07
ننتفع به ولا نأكله ولم يسخر لنا شيء من هذه الاشياء التي في الكون. وانما سخر ذلك جميعا وهدينا اليه ونزلت الكتب وارسلت الرسل كل ذلك رحمة من الله عز وجل بنا. فهو ربنا ومالكنا وسيدنا ومربينا والمتصرف في - 00:46:27
شؤوننا وهو ايضا رحيم بنا. فهذه الاثار من الانعام والتربية التي تصلنا من الله جل جلاله ناتجة عن رحمته سبحانه وتعالى وهي اثر من اثارها. ولهذا قال بعده الرحمن الرحيم. الرحمن الرحيم. فهذه عقيدة اذا رسخت في - 00:46:47
العبد ان ربوبية الله مبنية على الرحمة عظم ربه جل جلاله واحبه المحبة اللائقة بالله. وتذكروا اني قرأت قديما لا اذكر في اي كتاب الان عن بابل وسبب تسمية هذه البلدة بهذا الاسم لماذا قيل الهبابل؟ فذكرت بعض الاخبار الاسرائيلية - 00:47:07
التي هي من كذب بني اسرائيل على الله عز وجل وتجنيهم عليه لكن كنت اعجب اذا كان قوم ينظرون الى ربهم بهذه النظرة فكيف يعبدونه؟ وهل يوجد في قلوبهم محبة له؟ هؤلاء اليهود؟ فيقولون ان الله عز وجل اول ما انزل الخلق انزلهم في بابل في هذه - 00:47:27
بلدة فكانوا مجتمعين ثم بعد ذلك ارادوا ان يتفقوا وائتمروا بينهم انهم لا يخرجون منها لئلا تختلف السنتهم ولان لا يحصل بينهم تفرق واختلاف وتطاحن وتشاحن وحروب وكيانات متعددة موزعة فقالوا - 00:47:47
نجتمع فلما علم الرب بذلك جل جلاله وتقدس عما يقولها هؤلاء الكذبة يقولون لما علم بذلك قال هيا ابلبل السنتهم ففرق اللغات فصار لكل قوم لغة وتفرقوا في البلاد فوقع بينهم الفساد - 00:48:07
اضطروا والشحناء والقتال والحروب والدمار والمنافسات يقولون ما اراد ان يجتمعوا لتتحقق مصالحهم وانما فلما علم نيتهم وعزمهم على الاستماع لتحقيق مصالحهم مباشرة قال هيا فلنبلبل السنتهم هذا رب اليهود ومعبود - 00:48:27
هود قبحهم الله. قوم ينظرون لله عز وجل بهذه النظرة. ماذا تتوقع؟ ان ربهم يضاد كل مصلحة لهم. ويعمل على ابطالها وازالتها بينما نحن نعلم ان ربوبيته مبنية على على الرحمة وليست مبنية على الافساد - 00:48:47
قريب وانما هو رحيم بعباده سبحانه وتعالى ارحم بالواحد منهم من الوالدة بولدها. ورحمة الله عز وجل ايضا بهذا الاعتبار وبما وصفت هي رحمة تعم الخلق اجمعين. المسلم والكافر الانسان والحيوان - 00:49:07
انما يتحركون ويعيشون وينتشرون ويرزقون برحمة الله جل جلاله. فرحمة الله الرحمة العامة ينفك منها احد ولو ان احدا انفصلت عنه رحمة الله عز وجل وارتفعت عنه لحظة لهلك. فربوبيته العامة يدخل فيها خلقه - 00:49:27
لهم وملكه لهم وتدبيره الكوني ورزقه لهم وهدايتهم لمصالح دنياهم فهذه هي الربوبية العامة التي لا وعنها مخلوق واما الربوبية الخاصة هي ربوبيته لاهل الايمان يربيهم ينقلهم من هداية الى الى هداية هي ربوبية - 00:49:47
اولياء الله عز وجل وهذه الربوبية تكون بما يفيض عليهم من النعم المعنوية والحسية التي يختصهم بها وما يحصل لهم من الروح وانشراح الصدر والعلوم النافعة التي تثمر استقامة وعبودية لله تبارك - 00:50:07
وتعالى. كما قال الله عز وجل هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. فهذه ربوبية ليست للكفار. اما الربوبية العامة وهي النوع الاول فهي لا يخرج عنها احد. المسلم والكافر الله رب الخلق اجمعين. الانسان والحيوان والنبات - 00:50:27
والجماد الله ربهم. فالربوبية اذا عامة وخاصة. عامة لكل الخلق. لانه المالك السيد المتصرف والخاصة لاهل لاهل الايمان لاوليائه والله اعلم للمزيد من مواد فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت يرجى زيارة الموقع الرسمي لفضيلته على الرابط دبليو دبليو دبليو دوت - 00:50:47
خالد السبت دوت كوم - 00:51:10