يسر اخوانكم في الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت ان يقدموا لكم هذه المادة للتعبير بالجمع في قوله تبارك وتعالى اياك نعبد واياك نستعين حيث ذكرت هنالك اشكالا - 00:00:00
وهو ان العابد يظهر ضعفه وفقره كما ان المستعين يظهر عجزه وفاقته. فكيف عبر بقوله اياك واياك نستعين وذكرت الجواب عن هذا الاشكال ثم هنا في قوله تبارك وتعالى اهدنا الصراط المستقيم. عبر ايضا - 00:00:22
بالنون الدالة على الجمع اهدنا ما قال اهدني الصراط المستقيم. فاذا كان العبد مفتقرا الى هداية الله عز وجل فكيف فيعبروا بضمير الجمع الذي يدل اما على التعظيم او يدل على ان السائلين - 00:00:45
جماعة والسائل واحد وهل يحسن ان يعظم نفسه في مثل هذا المقام فالحاصل انه يقال في الجواب ان قوله اهدنا الصراط المستقيم في هذا الموضع مطابقة لقوله تبارك وتعالى اياك نعبد ولقوله اياك نستعين. فكان المناسب ان يتبعه بالجمع - 00:01:06
فيقول اهدنا الصراط المستقيم لا ان يقول اهدنا الصراط المستقيم ليكون الكلام على نفق واحد والله وتعالى اعلم ولا شك ان التعبير كما ذكرنا في المرة الماضية بالضمير الدال على الجمع - 00:01:30
انه افخم في هذا المقام واكثر تعظيما لله عز وجل وهو اليق وذلك ان المقام مقام عبودية وافتقار الى الله جل جلاله وفي هذا السؤال اقرار بالفاقة والعجز والحاجة الى المالك المعبود وذلك ان العبد بحاجة الى اعانته وهو بحاجة الى هدايته ولا غنى له عن ذلك طرفة عين - 00:01:49
فعبر بضمير الجمع ليقول والله اعلم نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية كما قولوا احد الرعية للملك نحن خدمك ونحن اعوانك وجنودك. فلو انه قال انا خادمك وانا عبدك وانا وحدي جندي لك فان ذلك لا يكون لائقا بالتعظيم المقصود المطلوب - 00:02:18
وانما يقول نحن جميعا لك اعوان وجنود وانصار لان هذا مقام اظهار للتعظيم وانما الذي يناسب هذا التعظيم ان يبين ان الجميع مقرون له بالعبودية وانهم مفتقرون اليه كل فهذا احسن واعظم موقعا من الاول والله تعالى اعلم. كما انه ايضا يتضمن ان الجميع - 00:02:48
مشتركون في العبودية والاستعانة وطلب الهداية وهذا يتضمن من الثناء على الله عز وجل بسعة مجده وكثرة عبيده وكثرة سائليه الهداية ما لا يتضمنه لفظ الافراد. فاذا قال نحن عبيدك نحن الفقراء اليك - 00:03:18
نحن الراغبون في هدايتك فهذا اعظم من ان يقول انا راغب في هدايتك انا المستعين بك فاذا كثر المفتقرون فان ذلك ادل على العظمة والمجد وكمال الملك وشتان بين من يفتقر اليه شخص واحد وبين - 00:03:38
من يفتقر اليه جميع المخلوقين. واذا تأملت ادعية القرآن وجدتها على هذا النمط. يعني باسلوب الجمع وليست باسلوب الافراد الا فيما قل كقوله تبارك وتعالى ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا - 00:03:58
انك من تدخل النار فقد اخزيته. ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة - 00:04:18
وما الى ذلك من الادعية فهذا اعظم من ان يقول ربي اني سمعت مناديا ينادي للامام ان امنوا بربكم فامنت. ربي فاغفر لي ذنوبي وكفر عني سيئاتني وتوفني مع الابرار. الاول افخم واعظم واليق - 00:04:38
والله تعالى اعلم وهكذا في كثير من ادعية القرآن وقد نبه على هذا المعنى الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات كما عليه الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في بعض كتبه كمدارج السالكين. ولاحظ هنا انه قال اهدنا - 00:04:56
صراط المستقيم. اهدنا الصراط ما قال اهدنا للصراط المستقيم. وما قال اهدنا الى الصراط المستقيم مع ان هذا كله صحيح في كلام العرب وفي لغتهم. فلماذا قال اهدنا الصراط؟ يعني جاء بالفعل وعداه بنفسه - 00:05:16
دون حرف جر الى او اللام فما قال اهدنا الى الصراط وما قال اهدنا الصراط لماذا؟ بعض اهل العلم يقولون ان فعل الهداية كقوله هنا اهدنا اذا عدي بنفسه من غير واسطة حرف جر يعدى به فان - 00:05:36
ان ذلك يدل على معنى خاص وهو الهداية بمعنى الالهام والتوفيق اي كانه يقول ارزقنا اتباع الصراط المستقيم الهداية تعرفون انها على نوعين هداية توفيق وهذه مختصة بالله عز وجل وهي التي نفاها الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه - 00:05:56
وسلم واثبتها لنفسه في قوله انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء والهداية الثانية هداية الارشاد والدلالة الى الصراط المستقيم والى الحق وهذه ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل الدعاة الى الله عز وجل من بعده كما قال الله عز وجل - 00:06:18
انك لتهدي الى صراط مستقيم. فاثبت الله له الهداية في موضع ونفاها عنه في موضع اخر وليس ذلك من التناقض. فالهداية المثبتة هي الدلالة والارشاد يدلهم القرآن هدى للاحمر والاسود بمعنى الارشاد والدلالة واما هداية التوفيق - 00:06:38
فهي التي يملكها الله عز وجل وحده يوفق من يشاء. وهذه هي التي قال الله فيها يهدي من يشاء ويضل من يشاء هداية التوفيق فيهدي ويضل اي انه يملك الهداية. فهنا لما عداه بنفسه فقال اهدنا الصراط المستقيم - 00:06:58
يقول بعض اهل العلم ان معناه وفقنا. ليس دلنا وفقنا والهمنا وارزقنا اتباع الصراط المستقيم. اذا فعل الهداية بنفسه من غير واسطة. وهذا كقوله تبارك وتعالى اهدنا الصراط المستقيم. وبعض اهل العلم يقولون وهديناه - 00:07:18
النجدين يجعلونها من هذا القبيل وهذا فيه نظر في الاية الثانية لان الاقرب ان قوله وهديناه النجدين اي بينا له طريق الخير وطريق الشر. فهذه من هداية الدلالة والارشاد فاذا عدي بنفسه اذا بعض العلماء يقولون معناه الهمنا ووفقنا وارزقنا اتباعه لان الله هو الذي يملك ذلك - 00:07:38
لا احد يستطيع ان يهدي احدا من الناس مهما اوتي من الاساليب والقدر ولهذا يأتي النبي وليس معه احد ويأتي النبي ومعه الرجل واحد فهل هذا يعني ان النبي قد فشل في دعوته؟ او انه ليس عنده اساليب حاشاه من ذلك. فالانبياء عليهم الصلاة والسلام هم اكمل الناس - 00:08:05
علما واكملهم بيانا ولكن الهداية الله هو الذي يملكها والدعاة الى الله عز وجل والرسل عليهم الصلاة والسلام لا يملكون هداية احد ان عليك الا البلاغ والله يوفق من يشاء ويهدي من يريد ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء لا تملكوا هدايته - 00:08:24
لان هدايتهم موكولة الى ربهم وخالقهم. بمعنى التوفيق والالهام الهام الهدى. واذا عدي بالى اهدنا الى الصراط المستقيم كقوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم. وكقوله فاهدوهم الى صراط الجحيم قوله ايضا اجتباه وهداه الى صراط مستقيم. فبعض اهل العلم يقولون اذا عديت بالى فهي بمعنى الارشاد والدلالة - 00:08:44
انك لتهدي الى صراط مستقيم اي تهدي هداية دلالة وارشاد الى الصراط المستقيم فاهدوهم الى صراط الجحيم يعني الى دلوهم وجهوهم ارشدوهم الى طريق النار. واذا عديت باللام عدي فعل الهداية باللام - 00:09:14
هداه لكذا فيكون المعنى عند بعض اهل العلم ان يوفقنا له بهذا الشيء واجعلنا له اهلا كقوله تبارك وتعالى الحمد لله الذي هدانا لهذا هذا اهل الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. فيقولون ذلك - 00:09:34
بعدما يعاينون الحقائق ويدخلون الجنة ويعلمون صدق ما جاءت به الرسل صلى الله عليه وسلم يكونون بذلك يصلون به الى حق اليقين مرتبة حق اليقين حينما يكونون في بحبوحة الجنة فيصلون الى هذه المرتبة ويقولون الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا - 00:09:56
لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق. ونودوا امثلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون. فهذه الهداية بمعنى التوفيق الحمد لله الذي هدانا لهذا بمعنى وفقنا اليه وجعلنا من سالكيه وبعض اهل العلم يقولون اذا عدي بالى - 00:10:16
فمعناه الايصال الى الغاية الايصال لها تقول هديته الى المكان الفلاني. هديته اليه والاقرب الله اعلم انها بمعنى الدلالة والارشاد. ويقول هؤلاء بانه اذا عدي باللام يدل على التخصيص واما اذا عدي بنفسه يقولون يتضمن جميع هذه المعاني وهذا اقرب الاخير - 00:10:36
اذا عدي بنفسه فانه يتضمن الارشاد والتوفيق. انظر الى قوله تبارك وتعالى وهديناه النجدين. هل هذا بمعنى التوفيق خاصة ليس ذلك بقاطع وانما هديناه النجدين بينا له طريق الخير وبينا له طريق الشر. الحمد لله الذي هدانا - 00:10:59
لهذا يعني دلنا عليه ووفقنا لاتباعه فهذا كله مضمن فيه. اهدنا الصراط المستقيم هذا وهذا بمعنى اهدنا الصراط المستقيم اي دلنا عليه وعرفنا نحن لماذا نسأل الصراط المستقيم؟ وما شرحته لكم في - 00:11:19
وفي الماضية من الامور الداخلة تحت هذا الدعاء يظهر بها هذا المعنى ان من ضمن هذه الهدايات للصراط المستقيم العلم بتفاصيل وهذا من هداية الارشاد وهو ايضا من هداية التوفيق. يوفق الانسان للصواب. ويرشد الى معرفة الحق. وذلك - 00:11:39
جاءت به الرسل بمعرفة ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام. فقولك اهدنا الصراط المستقيم يتضمن سؤال الامرين هو سؤال هداية الارشاد بمعنى انك تسأل ربك ان يدلك على تفاصيل هذا الصراط وان يوفقك - 00:11:59
للصواب فتعرف الحق وان يوفقك للعمل به واتباعه وان يوفقك للثبات عليه وان يميتك على ذلك وان يلهمك لك الصواب والجواب الذي تنجو به عند سؤال الملكين. وهكذا ايضا اذا بعث الانسان فانه عند الحساب يلقن حجته - 00:12:19
عند محاسبة الله عز وجل وكذلك ايضا يهدى الى الصراط الذي على جسر جهنم ويهدى عليه ايضا فلا ينحرف يمنة ويسرة ومعلوم ان الناس في الاصل يكون سيرهم على الصراط الذي على جسر جهنم كسيرهم على الصراط في هذه الدنيا - 00:12:39
وهو اتباع الكتاب والسنة. فاذا كان الانسان يقوم ويقع وينحرف يمنة ويسرة في سيره وسلوكه. على صراط الله المستقيم في هذه الدنيا فان سيره يكون على الصراط الذي في جسر جهنم في الاصل يكون كسيره على هذا الصراط الا من لطف الله به ورحمه ونجاه - 00:12:59
والا فالجزاء من جنس العمل هل تجزون الا ما كنتم تعملون؟ فالذي يظهر والله اعلم ان الهداية فعل الهداية اذا عدي فانه يتضمن هداية التوفيق وهداية الارشاد هذا الذي يظهر والله تعالى اعلم. وهذه الفروقات - 00:13:19
بينما اذا عدي بالى او عدي بنفسه او عدي باللام ان المعنى يختلف هذا كله مبني على قاعدة من قواعد التفسير وهي الفعل المعدى بالحروف المتعددة يكون له مع كل تعزية معنى يخصه. يكون له مع كل - 00:13:39
لتعدية معنى يخصه. وفي قاعدة اخرى لها اتصال بهذا قريبة منه وان لم تكن في صلبه. لكن الفائدة لا بأس ان اذكرها وهي ان التعدية اذا كانت في حرف استعمل في غير ما وضع له اصلا فانه يبقى من - 00:13:59
معناه الاصلي ولو شيئا يسيرا كما يعبر ابن القيم يقول فتبقى رائحته. رائحة المعنى الاصلي على سبيل المثال. حينما يقول الله عز وجل انك على صراط مستقيم مثلا وحينما تقول انك لفي صراط مستقيم مثلا - 00:14:19
ففيه تدل على الظرفية وعلى تدل على العلو والظهور. فاذا قلت انك على صراط مستقيم واردت انك في صراط مستقيم فانه يبقى من المعنى الاصلي من معنى علا وهو معناها الاصلي وهو الظهور والعلو والارتفاع يبقى منه - 00:14:39
رائحة فيدل على ارتفاع وعلو علو السالك على الصراط وتمكنه في سيره على هذا الصراط لاحظتم هذه المعاني المليحة؟ هذه التي يسمونها باللطائف. كيف تستخرج؟ تستخرج بهذه الطريقة. وهكذا في قضايا اخرى - 00:14:59
بالتعدية تعدية حينما يقال بتضمين الحرف من حروف الجر معنى حرف اخر فالله عز وجل مثلا يقول فرعون انه قال ولاصلبنكم في جذوع النخل كثير من المفسرين واهل اللغة يقولون ان في - 00:15:19
هنا بمعنى على لان في تعني الظرفية يقولون لو اخذنا بظاهرها لكان الصلب في بطن الجذع جذع النخلة وهذا ليس بمراد اذا ما المراد؟ قالوا لاصلبنكم على جذوع النخل؟ هناك معنى احسن من هذا بدلا من ان نلغي - 00:15:39
في تماما ونقول هي بمعنى على ان نظمن الفعل معنى فعل اخر يصلح ان يعذب فيه. واذا قلنا بتعدية الحرف مكان الحرف فعلى الاقل نقول لاصلبنكم في جذوع النخل دل على شدة الربط والشد. ومعلوم ان جذع النخل - 00:15:58
هو اخشى جذوع الاشجار اليس كذلك؟ فاذا صلبه فيه وشده شدا قويا محكما فان ذلك يكون اكثر تعذيبا والاما لهذا المصلوب. اذا ربطه ربا فكأنه لشدة الربط والشد كانه صار في داخل الجذع - 00:16:18
من شدة الجذب والشد والربط فقال ولاصلبنكم في جذوع النخل والله تعالى اعلم فهذا من بلاغة القرآن ولا حاجة لالغاء الحرف من معناه الاصلي من اجل المعنى الذي استشكلوه والله تعالى اعلم. اهدنا اهدنا ماذا؟ اهدنا الصراط المستقيم. الصراط - 00:16:38
في قراءات سبعية فيه قراءات متواترة عشرية اما من جهة الحروف فهو يقرأ بالسين ويقرأ بالصاد بالسين وبالصاد من الصراط واهدنا الصراط وهناك قراءات بين بين متعددة متواترة في هذه الكلمة. واذا نظرنا الى قراءة السين الصراط - 00:16:58
فيمكن ان يكون هذا اللفظ مأخوذا من الاشتراط الاستيراط والاشتراط هو الابتلاء تقول يشترط عام افتراطا معناه يلتهمه ويبتلعه ابتلاعا فكأن الصراط يبتلع المارة السابلة السالكين عليه كأنه يبتلعهم وقرأ على كل حال ايضا بغير ذلك. والصراط المستقيم ما معناه؟ الصراط المستقيم هو الطريق الواضح - 00:17:18
الذي لا عجاد فيه. وبعض اهل العلم يقولون ان الصراط لا يطلق الا على ما كان مستقيما. طيب اذا لماذا قال الصراط المستقيم فعلى هذا المعنى اذا قلنا ان الصراط لا يطلق الا على ما كان مستقيما والا فانه لا يقال له صراط تكون لفظة المستقيم - 00:17:48
من قبيل الصفات الكاشفة صفة كاشفة فهي تكشف عن حقيقته فحسب والا فهو مستقيم كما قال الله عز وجل يكتبون الكتاب بايديهم ومعلوم انهم يكتبونه بايديهم يقولون بافواههم وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناب - 00:18:08
والطائر يطير بجناحيه وتقول فلان مشى الى كذا برجله وقال بلسانه ونظر بعينه النظر لا يكون الا بالعين مع ان هذه الامثلة في بعضها يمكن ان يقال شيء اخر نظر ببصيرته وكتب تقول يمكن ان يكون - 00:18:28
قال ذلك بلسانه يمكن ان يكون قد كتبه. قال فلان تقرأ كلامه المكتوب. فبعض هذه الامثلة يمكن ان يقال فيها شيء اخر لكن على كل حال يبقى بعضها يدل على المعنى الذي ذكرته والله تعالى اعلم. فالحاصل ان الصراط المستقيم الذي نسأل الله عز وجل - 00:18:48
دائما في صلاتنا وفي قراءتنا للفاتحة ان يسلك بنا سبيله. ما هو هذا الصراط المستقيم؟ هو طريق الله الذي قصده لعباده على السن رسله عليهم الصلاة والسلام وجعله موصلا لعباده اليه ولا طريق لهم اليه سواه بل - 00:19:08
طرق جميعا مسدودة الا هذا الطريق وحقيقته افراد الله عز وجل بالعبادة وافراد رسله عليهم الصلاة والسلام بالطاعة فلا يشرك به احد في عبوديته ولا يشرك برسوله احد في طاعته. فيكون بذلك العبد مجردا للتوحيد - 00:19:28
مجردا للاتباع اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا كله مضمون شهادة ان لا اله الا الله كما قال الحافظ ابن رحمه الله تعالى وهو مضمون شهادة ان محمدا رسول الله. فان اتباع الرسول في كل شيء وتوحيد هذا الاتباع هو معنى انه شهادة ان - 00:19:48
محمدا رسول الله هو مضمن فيها ونكتة ذلك وعقده ان تحبه بقلبك كله وترضيه بجهدك كله فلا كونوا في قلبك موضع الا معمور بحبك كما قال ابن القيم. ولا تكون لك ارادة الا متعلقة بمرضاته. والاول يحصل بالتحقق - 00:20:08
بشهادة ان لا اله الا الله والثاني يحصل بالتحقق بالشهادة الاخرى وهي ان محمدا رسول الله وهذا هو الهدى الكامل ودين الحق الذي بعث الله به رسله عليهم الصلاة والسلام وهو معرفة الحق والعمل به والقيام - 00:20:28
ذلك ظاهرا وباطنا وكل العبارات التي يعبر بها السلف رضي الله تعالى عنهم في تفسير الصراط المستقيم تدور على هذا المعنى وتقاربه وليس بينها اختلاف حقيقي وانما هو من قبيل اختلاف التنوع والله تعالى اعلم. يقول - 00:20:48
شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الصراط المستقيم ان تفعل في كل وقت ما امرت به في ذلك الوقت من علم وعمل ولا تفعل ما نهيت عنه وهذا يحتاج في كل وقت الى ان تعلم ما امر به في ذلك الوقت. الهدايات التي ذكرتها لكم من قبل وان العبد - 00:21:08
اليها يقول وهذا يحتاج في كل وقت الى ان تعلم ما امر به في ذلك الوقت وما نهي عنه والى ان يحصل لك ارادة لازمة لفعل المأمور وكراهة لترك المحظور. فهذا العلم المفصل والارادة المفصلة لا يتصور ان تحصل للعبد في وقت واحد - 00:21:28
بل كل وقت يحتاج الى ان يجعل الله في قلبه من العلوم والارادات ما يهتدي به في ذلك الى الصراط المستقيم. يقول نعم حصل له هدى مجمل بان القرآن حق والرسول حق ودين الاسلام حق وذلك حق ولكن هذا المجمل لا يغنيه ان لم يحصل له - 00:21:48
هدى مفصل في كل ما يأتيه ويذره من الجزئيات التي يحار فيها اكثر عقول الخلق. فيغلب الهوى والشهوات اكثر عقولهم لغلبة الشهوات والشبهات عليهم. يقول والانسان خلق ظلوما جهولا. فالاصل فيه عدم العلم وميله الى ما يهواه - 00:22:08
من الشر فيحتاج دائما الى علم مفصل يزول به جهله وعدل في محبته وبغضه ورضاه وغضبه وفعله وتركه اعطائه ومنعه واكله وشربه الى ان يقول فكل ما يقوله ويعمله يحتاج فيه الى علم ينافي جهله وعدل ينافي ظلمه فان لم - 00:22:28
يمن الله عليه بالعلم المفصل والعدل المفصل والا كان فيه من الجهل والظلم ما يخرج به عن الصراط المستقيم. وقد قال الله تعالى الا لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية وبيعة الرضوان انا فتحنا لك فتحا مبينا. الى قوله ويهديك صراطا مستقيما - 00:22:48
اذا كان هذا حاله في اخر حياته او قريبا منها فكيف حال غيره؟ انتهى كلامه رحمه الله وهذا ما يوضح ما سبق في الوان الهدايات الداخلة تحت قولك اهدنا الصراط المستقيم وبهذا تعرف ان تفسير الاية بثبتنا انه - 00:23:08
سير قاصر وانه لا يفي بسعة ما تضمنته من هذه المعاني والله تعالى اعلم. وبعض اهل العلم كابن القيم رحمه الله الله يقول ان الصراط لا يكون كذلك يعني لا يكون الطريق صراطا الا اذا تضمن خمسة امور او وصف بخمس صفات - 00:23:28
اولها الاستقامة والثاني الايصال الى المقصود والثالث القرب ان يكون قريبا والرابع يقول ان يكون واسعا للمارين هذا ليس على اطلاق معلوم ان الصراط الذي على جسر جهنم انه ادق من الشعرة واحد من السيف فهذه الصفة الرابعة فيها اشكال - 00:23:48
والخامس ان يكون متعينا للمقصود تعينه طريقان للمقصود وعلى كل حال المستقيم معروف عند اهل الهندسة انه الذي يربط بين نقطتيه اقصر طريق يربط بين نقطتين اليس كذلك؟ اقصر طريق هو المستقيم والا - 00:24:08
ابعد المتعرج ابعد وهكذا فاقصر طريق يربط بينهما فهو المستقيم ولاحظوا هنا انه افرد الصراط قال اهدنا الصراط وكذلك ايضا عرفه بتعريفين. الاول بدخول اهدنا الصراط والثاني انه ذكر صفته وهو قوله - 00:24:28
هو المستقيم فما وجه ذلك؟ يقال هذا يدل على تعينه واختصاصه. ما قال اهدنا صراطا مستقيما اي صراط وانما قال اهدنا الصراط المستقيم. وكلما كثرت القيود والاوصاف كلما كان ذلك ادق في تعيين المقصود. فاذا قلت مثلا - 00:24:48
اريد ماء فهذا يصدق على كل ماء من مياه الامطار والبحار والانهار والابار وغير ذلك الماء النقي وغير النقي وغير البارد واذا قلت اريد ماء نقيا فخرجت المياه الملوثة واذا قلت اريد ماء نقيا - 00:25:08
اذبا خرجت المياه النقية المالحة. واذا قلت اريد ماء نقيا عذبا باردا. خرجت المياه التي لا يضرك فكلما كثرت القيود والاوصاف كلما كان ذلك اكثر تحديدا للموصوف. انظروا الى قول الله عز وجل لبني اسرائيل حينما امرهم - 00:25:28
على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم موسى ان يذبحوا بقرة. فلو ذبحوا اي بقرة لكفى. فسألوا عن صفتها من جهة السن فقال لهم هي وسط لا فارق ولا ذكر. فسألوا عن لونها فقال لهم صفراء فاقع لونها. فبالاول خرجت الابقار الصغيرة والابقار الكبيرة - 00:25:48
خرج السائل الالوان غير اللون المذكور صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ثم سألوا عن منافعها وما تصلح له من العمل لما قالوا له قال لا دلول تثير الارض ولا تسقي الحرف مسلمة لا شية فيها. ظيقت هذه الاوصاف ظيقت الموصوف فما وجدوا - 00:26:08
هذه البقرة الا بصعوبة وهكذا في كل شأن من الشؤون. فاذا قال اهدنا صراطا مستقيما فهذا واسع. اذا قال اهدنا صراطا فقط غير لما يقول اهدنا صراطا مستقيما. غير لما يقول اهدنا الصراط المستقيم. فهذا يدل على تعينه واختصاصه بخلاف - 00:26:28
سبل الاخرى فهي كثيرة متعرجة مائلة منحرفة كما انه ايظا يدل على انه صراط واحد الصراط المستقيم ليس هناك صراط اخر يصل به العبد الى النجاة سوى هذا الصراط المستقيم. وقد اخرج الامام احمد وابن حبان والحاكم من حديث - 00:26:48
مسعود رضي الله تعالى عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وقال هذه سبيل الله ثم خطوطا عن يمينه وعن يساره وقال هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو اليه ثم قرأ قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه - 00:27:08
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. فالطرق كثيرة جدا ولكن صراط الله عز وجل واحد. ولهذا قال هنا عرفه هذين التعريفين لانه طريق متعين. عينه الله عز وجل ورسمه وحدده ووصفه بابلغ الاوصاف ولا يمكن ان يوصل اليه - 00:27:28
طريق اخر سوى هذا الطريق. فالف واللام التي دخلت على الصراط اذا دخلت على اسم موصوف اقتضت انه احق الصفة من غيره وهذه اللام هنا للعهد العلمي الذهني. وقد بينت لكم انواع اللامات العهدية العهد الذهني والعهد الحضوري - 00:27:48
والعهد الذكري الذكري في قوله ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول يعني المذكور قبل قليل واما الذهني فكما اذا انا بيني وبينك امر من الامور. فقلت لك جاء الرجل فعرفت انت من المقصود للامر الذي في الذهن في ذهنك انت جاء الرجل ففهمت قلت اين هو - 00:28:08
واما العهد الحضوري فكان اقول مثلا الرجل ينتظرك الرجل اللي امامك حاضر فهذه للعهد لاي عهد العهد الحضوري فالحاصل ان هذه اللام اذا دخلت على موصوف فانها تدل على انه احق بهذه الصفة من غيره. وقد يقول قائل - 00:28:28
ان الله عز وجل ذكر هذا الصراط في موضع اخر من غير ال. وذلك في قوله تبارك وتعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم فقد تقول بينت ان دخول ال عليه تدل على تعينه وانه احق بهذه الصفة المذكورة وهي الاستقامة. فهنا - 00:28:48
لم تدخل عليه الف وانك لتهدي الى صراط وكقوله ويهديك صراطا مستقيما وكقوله قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم صراط الله. فلا جردت من ال جميعا فما الجواب عن ذلك؟ ماذا يقال فيه؟ عند تأمل هذه الامثلة جميعا انك - 00:29:08
تهدي الى صراط مستقيم يهديك صراطا مستقيما قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم اذا نظرت الى هذه الامثلة الثلاثة قارنت بينها وبين قوله اهدنا الصراط المستقيم. ما الفرق بين هذه - 00:29:28
اية الفاتحة وبين هذه الايات الثلاث. ما الفرق؟ نقول اية الفاتحة في مقام الدعاء والمسألة اهدنا الصراط المستقيم. واما قوله وانك لتهدي الى صراط فهذا اخبار وكقوله تبارك وتعالى ويهديك صراطا مستقيما وعد وكذلك قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم فهذا كله على - 00:29:44
سبيل الاخبار ليس على سبيل الدعاء فيمكن ان يقال الله تعالى اعلم ان اية الفاتحة في مقام الطلب والدعاء ثم ايضا هذه المواضع الثلاثة كأنه لا عهد للمكلفين بهذا الصراط - 00:30:05
فوعد نبيه صلى الله عليه وسلم بالهداية اليه فقال ويهديك صراطا مستقيما. وامره بالاخبار بهذه الهداية فقال قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم. ووصف نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم - 00:30:22
فا بعض اهل العلم يقولون كأنه لا عهد للمكلفين والمخاطبين بهذا الصراط فلما عرفوه وجههم الى سؤاله فكأنهم قالوا يا رب اهدنا الصراط الذي اخبرتنا عنه وهديت اليه نبيك صلى الله عليه وسلم واخبرت انه يهدي اليه ويدعو اليه ويرشد اليه - 00:30:43
فاهدنا هذا الصراط كانهم لما عرفوا بتلك الاخبار هذا الصراط سألوا ربهم ان يهديهم اليه والله تعالى اعلم وهنا في سورة الفاتحة عرف الصراط بال كما سبق وعرفه بوصفه بالاستقامة المستقيم وعرفه في موضع اخر بالاضافة وهو في - 00:31:08
التي بعدها صراط الذين انعمت عليهم. لاحظ في الموضع الاول اهدنا الصراط بدخول العلي وبوصفه بالاستقامة المستقيم. وفي الاية التي بعدها صراط الذين انعمت عليهم. فعرفه بالاضافة الى السالكين وهم المنعم عليهم. وعلى كل حال كل ذلك على سبيل الافراد - 00:31:31
صراط الذين انعمت عليهم اهدنا الصراط المستقيم انك لتهدي الى صراط مستقيم ويهديك صراطا مستقيما قل انني هداني ربي الى صراط كله على سبيل الافراد بتقرير المعنى الذي ذكرته والله اعلم وهو ان طريق الحق - 00:31:55
واحد وان طرق الباطل كثيرة فمن رام الحق واراد النجاة فعليه ان يتبع القرآن. ان يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. واما الذين يقولون ان الطرق الى الله كثيرة - 00:32:12
وانها بعدد انفاس الخلائق فان هؤلاء لا شك انهم معارضون للقرآن مخالفون لصريح نصوصه ولما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار - 00:32:33
فليس هناك طريق يوصل الى المطلوب الا الطريق الذي رسمه الشارع ولا يجوز لاحد ان يسلك طريقا اخر بذوقه واجتهاده او ما يستحليه و يختاره برأيه ليس له ذلك لانه متعبد لله عز وجل - 00:32:52
باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والله لا يعبد الا بما شرع للمزيد من مواد فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت يرجى زيارة الموقع الرسمي لفضيلته على الرابط دبليو دبليو دبليو دوت - 00:33:14
خالد - 00:33:31
التفريغ
يسر اخوانكم في الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت ان يقدموا لكم هذه المادة للتعبير بالجمع في قوله تبارك وتعالى اياك نعبد واياك نستعين حيث ذكرت هنالك اشكالا - 00:00:00
وهو ان العابد يظهر ضعفه وفقره كما ان المستعين يظهر عجزه وفاقته. فكيف عبر بقوله اياك واياك نستعين وذكرت الجواب عن هذا الاشكال ثم هنا في قوله تبارك وتعالى اهدنا الصراط المستقيم. عبر ايضا - 00:00:22
بالنون الدالة على الجمع اهدنا ما قال اهدني الصراط المستقيم. فاذا كان العبد مفتقرا الى هداية الله عز وجل فكيف فيعبروا بضمير الجمع الذي يدل اما على التعظيم او يدل على ان السائلين - 00:00:45
جماعة والسائل واحد وهل يحسن ان يعظم نفسه في مثل هذا المقام فالحاصل انه يقال في الجواب ان قوله اهدنا الصراط المستقيم في هذا الموضع مطابقة لقوله تبارك وتعالى اياك نعبد ولقوله اياك نستعين. فكان المناسب ان يتبعه بالجمع - 00:01:06
فيقول اهدنا الصراط المستقيم لا ان يقول اهدنا الصراط المستقيم ليكون الكلام على نفق واحد والله وتعالى اعلم ولا شك ان التعبير كما ذكرنا في المرة الماضية بالضمير الدال على الجمع - 00:01:30
انه افخم في هذا المقام واكثر تعظيما لله عز وجل وهو اليق وذلك ان المقام مقام عبودية وافتقار الى الله جل جلاله وفي هذا السؤال اقرار بالفاقة والعجز والحاجة الى المالك المعبود وذلك ان العبد بحاجة الى اعانته وهو بحاجة الى هدايته ولا غنى له عن ذلك طرفة عين - 00:01:49
فعبر بضمير الجمع ليقول والله اعلم نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية كما قولوا احد الرعية للملك نحن خدمك ونحن اعوانك وجنودك. فلو انه قال انا خادمك وانا عبدك وانا وحدي جندي لك فان ذلك لا يكون لائقا بالتعظيم المقصود المطلوب - 00:02:18
وانما يقول نحن جميعا لك اعوان وجنود وانصار لان هذا مقام اظهار للتعظيم وانما الذي يناسب هذا التعظيم ان يبين ان الجميع مقرون له بالعبودية وانهم مفتقرون اليه كل فهذا احسن واعظم موقعا من الاول والله تعالى اعلم. كما انه ايضا يتضمن ان الجميع - 00:02:48
مشتركون في العبودية والاستعانة وطلب الهداية وهذا يتضمن من الثناء على الله عز وجل بسعة مجده وكثرة عبيده وكثرة سائليه الهداية ما لا يتضمنه لفظ الافراد. فاذا قال نحن عبيدك نحن الفقراء اليك - 00:03:18
نحن الراغبون في هدايتك فهذا اعظم من ان يقول انا راغب في هدايتك انا المستعين بك فاذا كثر المفتقرون فان ذلك ادل على العظمة والمجد وكمال الملك وشتان بين من يفتقر اليه شخص واحد وبين - 00:03:38
من يفتقر اليه جميع المخلوقين. واذا تأملت ادعية القرآن وجدتها على هذا النمط. يعني باسلوب الجمع وليست باسلوب الافراد الا فيما قل كقوله تبارك وتعالى ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا - 00:03:58
انك من تدخل النار فقد اخزيته. ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة - 00:04:18
وما الى ذلك من الادعية فهذا اعظم من ان يقول ربي اني سمعت مناديا ينادي للامام ان امنوا بربكم فامنت. ربي فاغفر لي ذنوبي وكفر عني سيئاتني وتوفني مع الابرار. الاول افخم واعظم واليق - 00:04:38
والله تعالى اعلم وهكذا في كثير من ادعية القرآن وقد نبه على هذا المعنى الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات كما عليه الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في بعض كتبه كمدارج السالكين. ولاحظ هنا انه قال اهدنا - 00:04:56
صراط المستقيم. اهدنا الصراط ما قال اهدنا للصراط المستقيم. وما قال اهدنا الى الصراط المستقيم مع ان هذا كله صحيح في كلام العرب وفي لغتهم. فلماذا قال اهدنا الصراط؟ يعني جاء بالفعل وعداه بنفسه - 00:05:16
دون حرف جر الى او اللام فما قال اهدنا الى الصراط وما قال اهدنا الصراط لماذا؟ بعض اهل العلم يقولون ان فعل الهداية كقوله هنا اهدنا اذا عدي بنفسه من غير واسطة حرف جر يعدى به فان - 00:05:36
ان ذلك يدل على معنى خاص وهو الهداية بمعنى الالهام والتوفيق اي كانه يقول ارزقنا اتباع الصراط المستقيم الهداية تعرفون انها على نوعين هداية توفيق وهذه مختصة بالله عز وجل وهي التي نفاها الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه - 00:05:56
وسلم واثبتها لنفسه في قوله انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء والهداية الثانية هداية الارشاد والدلالة الى الصراط المستقيم والى الحق وهذه ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل الدعاة الى الله عز وجل من بعده كما قال الله عز وجل - 00:06:18
انك لتهدي الى صراط مستقيم. فاثبت الله له الهداية في موضع ونفاها عنه في موضع اخر وليس ذلك من التناقض. فالهداية المثبتة هي الدلالة والارشاد يدلهم القرآن هدى للاحمر والاسود بمعنى الارشاد والدلالة واما هداية التوفيق - 00:06:38
فهي التي يملكها الله عز وجل وحده يوفق من يشاء. وهذه هي التي قال الله فيها يهدي من يشاء ويضل من يشاء هداية التوفيق فيهدي ويضل اي انه يملك الهداية. فهنا لما عداه بنفسه فقال اهدنا الصراط المستقيم - 00:06:58
يقول بعض اهل العلم ان معناه وفقنا. ليس دلنا وفقنا والهمنا وارزقنا اتباع الصراط المستقيم. اذا فعل الهداية بنفسه من غير واسطة. وهذا كقوله تبارك وتعالى اهدنا الصراط المستقيم. وبعض اهل العلم يقولون وهديناه - 00:07:18
النجدين يجعلونها من هذا القبيل وهذا فيه نظر في الاية الثانية لان الاقرب ان قوله وهديناه النجدين اي بينا له طريق الخير وطريق الشر. فهذه من هداية الدلالة والارشاد فاذا عدي بنفسه اذا بعض العلماء يقولون معناه الهمنا ووفقنا وارزقنا اتباعه لان الله هو الذي يملك ذلك - 00:07:38
لا احد يستطيع ان يهدي احدا من الناس مهما اوتي من الاساليب والقدر ولهذا يأتي النبي وليس معه احد ويأتي النبي ومعه الرجل واحد فهل هذا يعني ان النبي قد فشل في دعوته؟ او انه ليس عنده اساليب حاشاه من ذلك. فالانبياء عليهم الصلاة والسلام هم اكمل الناس - 00:08:05
علما واكملهم بيانا ولكن الهداية الله هو الذي يملكها والدعاة الى الله عز وجل والرسل عليهم الصلاة والسلام لا يملكون هداية احد ان عليك الا البلاغ والله يوفق من يشاء ويهدي من يريد ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء لا تملكوا هدايته - 00:08:24
لان هدايتهم موكولة الى ربهم وخالقهم. بمعنى التوفيق والالهام الهام الهدى. واذا عدي بالى اهدنا الى الصراط المستقيم كقوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم. وكقوله فاهدوهم الى صراط الجحيم قوله ايضا اجتباه وهداه الى صراط مستقيم. فبعض اهل العلم يقولون اذا عديت بالى فهي بمعنى الارشاد والدلالة - 00:08:44
انك لتهدي الى صراط مستقيم اي تهدي هداية دلالة وارشاد الى الصراط المستقيم فاهدوهم الى صراط الجحيم يعني الى دلوهم وجهوهم ارشدوهم الى طريق النار. واذا عديت باللام عدي فعل الهداية باللام - 00:09:14
هداه لكذا فيكون المعنى عند بعض اهل العلم ان يوفقنا له بهذا الشيء واجعلنا له اهلا كقوله تبارك وتعالى الحمد لله الذي هدانا لهذا هذا اهل الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. فيقولون ذلك - 00:09:34
بعدما يعاينون الحقائق ويدخلون الجنة ويعلمون صدق ما جاءت به الرسل صلى الله عليه وسلم يكونون بذلك يصلون به الى حق اليقين مرتبة حق اليقين حينما يكونون في بحبوحة الجنة فيصلون الى هذه المرتبة ويقولون الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا - 00:09:56
لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق. ونودوا امثلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون. فهذه الهداية بمعنى التوفيق الحمد لله الذي هدانا لهذا بمعنى وفقنا اليه وجعلنا من سالكيه وبعض اهل العلم يقولون اذا عدي بالى - 00:10:16
فمعناه الايصال الى الغاية الايصال لها تقول هديته الى المكان الفلاني. هديته اليه والاقرب الله اعلم انها بمعنى الدلالة والارشاد. ويقول هؤلاء بانه اذا عدي باللام يدل على التخصيص واما اذا عدي بنفسه يقولون يتضمن جميع هذه المعاني وهذا اقرب الاخير - 00:10:36
اذا عدي بنفسه فانه يتضمن الارشاد والتوفيق. انظر الى قوله تبارك وتعالى وهديناه النجدين. هل هذا بمعنى التوفيق خاصة ليس ذلك بقاطع وانما هديناه النجدين بينا له طريق الخير وبينا له طريق الشر. الحمد لله الذي هدانا - 00:10:59
لهذا يعني دلنا عليه ووفقنا لاتباعه فهذا كله مضمن فيه. اهدنا الصراط المستقيم هذا وهذا بمعنى اهدنا الصراط المستقيم اي دلنا عليه وعرفنا نحن لماذا نسأل الصراط المستقيم؟ وما شرحته لكم في - 00:11:19
وفي الماضية من الامور الداخلة تحت هذا الدعاء يظهر بها هذا المعنى ان من ضمن هذه الهدايات للصراط المستقيم العلم بتفاصيل وهذا من هداية الارشاد وهو ايضا من هداية التوفيق. يوفق الانسان للصواب. ويرشد الى معرفة الحق. وذلك - 00:11:39
جاءت به الرسل بمعرفة ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام. فقولك اهدنا الصراط المستقيم يتضمن سؤال الامرين هو سؤال هداية الارشاد بمعنى انك تسأل ربك ان يدلك على تفاصيل هذا الصراط وان يوفقك - 00:11:59
للصواب فتعرف الحق وان يوفقك للعمل به واتباعه وان يوفقك للثبات عليه وان يميتك على ذلك وان يلهمك لك الصواب والجواب الذي تنجو به عند سؤال الملكين. وهكذا ايضا اذا بعث الانسان فانه عند الحساب يلقن حجته - 00:12:19
عند محاسبة الله عز وجل وكذلك ايضا يهدى الى الصراط الذي على جسر جهنم ويهدى عليه ايضا فلا ينحرف يمنة ويسرة ومعلوم ان الناس في الاصل يكون سيرهم على الصراط الذي على جسر جهنم كسيرهم على الصراط في هذه الدنيا - 00:12:39
وهو اتباع الكتاب والسنة. فاذا كان الانسان يقوم ويقع وينحرف يمنة ويسرة في سيره وسلوكه. على صراط الله المستقيم في هذه الدنيا فان سيره يكون على الصراط الذي في جسر جهنم في الاصل يكون كسيره على هذا الصراط الا من لطف الله به ورحمه ونجاه - 00:12:59
والا فالجزاء من جنس العمل هل تجزون الا ما كنتم تعملون؟ فالذي يظهر والله اعلم ان الهداية فعل الهداية اذا عدي فانه يتضمن هداية التوفيق وهداية الارشاد هذا الذي يظهر والله تعالى اعلم. وهذه الفروقات - 00:13:19
بينما اذا عدي بالى او عدي بنفسه او عدي باللام ان المعنى يختلف هذا كله مبني على قاعدة من قواعد التفسير وهي الفعل المعدى بالحروف المتعددة يكون له مع كل تعزية معنى يخصه. يكون له مع كل - 00:13:39
لتعدية معنى يخصه. وفي قاعدة اخرى لها اتصال بهذا قريبة منه وان لم تكن في صلبه. لكن الفائدة لا بأس ان اذكرها وهي ان التعدية اذا كانت في حرف استعمل في غير ما وضع له اصلا فانه يبقى من - 00:13:59
معناه الاصلي ولو شيئا يسيرا كما يعبر ابن القيم يقول فتبقى رائحته. رائحة المعنى الاصلي على سبيل المثال. حينما يقول الله عز وجل انك على صراط مستقيم مثلا وحينما تقول انك لفي صراط مستقيم مثلا - 00:14:19
ففيه تدل على الظرفية وعلى تدل على العلو والظهور. فاذا قلت انك على صراط مستقيم واردت انك في صراط مستقيم فانه يبقى من المعنى الاصلي من معنى علا وهو معناها الاصلي وهو الظهور والعلو والارتفاع يبقى منه - 00:14:39
رائحة فيدل على ارتفاع وعلو علو السالك على الصراط وتمكنه في سيره على هذا الصراط لاحظتم هذه المعاني المليحة؟ هذه التي يسمونها باللطائف. كيف تستخرج؟ تستخرج بهذه الطريقة. وهكذا في قضايا اخرى - 00:14:59
بالتعدية تعدية حينما يقال بتضمين الحرف من حروف الجر معنى حرف اخر فالله عز وجل مثلا يقول فرعون انه قال ولاصلبنكم في جذوع النخل كثير من المفسرين واهل اللغة يقولون ان في - 00:15:19
هنا بمعنى على لان في تعني الظرفية يقولون لو اخذنا بظاهرها لكان الصلب في بطن الجذع جذع النخلة وهذا ليس بمراد اذا ما المراد؟ قالوا لاصلبنكم على جذوع النخل؟ هناك معنى احسن من هذا بدلا من ان نلغي - 00:15:39
في تماما ونقول هي بمعنى على ان نظمن الفعل معنى فعل اخر يصلح ان يعذب فيه. واذا قلنا بتعدية الحرف مكان الحرف فعلى الاقل نقول لاصلبنكم في جذوع النخل دل على شدة الربط والشد. ومعلوم ان جذع النخل - 00:15:58
هو اخشى جذوع الاشجار اليس كذلك؟ فاذا صلبه فيه وشده شدا قويا محكما فان ذلك يكون اكثر تعذيبا والاما لهذا المصلوب. اذا ربطه ربا فكأنه لشدة الربط والشد كانه صار في داخل الجذع - 00:16:18
من شدة الجذب والشد والربط فقال ولاصلبنكم في جذوع النخل والله تعالى اعلم فهذا من بلاغة القرآن ولا حاجة لالغاء الحرف من معناه الاصلي من اجل المعنى الذي استشكلوه والله تعالى اعلم. اهدنا اهدنا ماذا؟ اهدنا الصراط المستقيم. الصراط - 00:16:38
في قراءات سبعية فيه قراءات متواترة عشرية اما من جهة الحروف فهو يقرأ بالسين ويقرأ بالصاد بالسين وبالصاد من الصراط واهدنا الصراط وهناك قراءات بين بين متعددة متواترة في هذه الكلمة. واذا نظرنا الى قراءة السين الصراط - 00:16:58
فيمكن ان يكون هذا اللفظ مأخوذا من الاشتراط الاستيراط والاشتراط هو الابتلاء تقول يشترط عام افتراطا معناه يلتهمه ويبتلعه ابتلاعا فكأن الصراط يبتلع المارة السابلة السالكين عليه كأنه يبتلعهم وقرأ على كل حال ايضا بغير ذلك. والصراط المستقيم ما معناه؟ الصراط المستقيم هو الطريق الواضح - 00:17:18
الذي لا عجاد فيه. وبعض اهل العلم يقولون ان الصراط لا يطلق الا على ما كان مستقيما. طيب اذا لماذا قال الصراط المستقيم فعلى هذا المعنى اذا قلنا ان الصراط لا يطلق الا على ما كان مستقيما والا فانه لا يقال له صراط تكون لفظة المستقيم - 00:17:48
من قبيل الصفات الكاشفة صفة كاشفة فهي تكشف عن حقيقته فحسب والا فهو مستقيم كما قال الله عز وجل يكتبون الكتاب بايديهم ومعلوم انهم يكتبونه بايديهم يقولون بافواههم وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناب - 00:18:08
والطائر يطير بجناحيه وتقول فلان مشى الى كذا برجله وقال بلسانه ونظر بعينه النظر لا يكون الا بالعين مع ان هذه الامثلة في بعضها يمكن ان يقال شيء اخر نظر ببصيرته وكتب تقول يمكن ان يكون - 00:18:28
قال ذلك بلسانه يمكن ان يكون قد كتبه. قال فلان تقرأ كلامه المكتوب. فبعض هذه الامثلة يمكن ان يقال فيها شيء اخر لكن على كل حال يبقى بعضها يدل على المعنى الذي ذكرته والله تعالى اعلم. فالحاصل ان الصراط المستقيم الذي نسأل الله عز وجل - 00:18:48
دائما في صلاتنا وفي قراءتنا للفاتحة ان يسلك بنا سبيله. ما هو هذا الصراط المستقيم؟ هو طريق الله الذي قصده لعباده على السن رسله عليهم الصلاة والسلام وجعله موصلا لعباده اليه ولا طريق لهم اليه سواه بل - 00:19:08
طرق جميعا مسدودة الا هذا الطريق وحقيقته افراد الله عز وجل بالعبادة وافراد رسله عليهم الصلاة والسلام بالطاعة فلا يشرك به احد في عبوديته ولا يشرك برسوله احد في طاعته. فيكون بذلك العبد مجردا للتوحيد - 00:19:28
مجردا للاتباع اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا كله مضمون شهادة ان لا اله الا الله كما قال الحافظ ابن رحمه الله تعالى وهو مضمون شهادة ان محمدا رسول الله. فان اتباع الرسول في كل شيء وتوحيد هذا الاتباع هو معنى انه شهادة ان - 00:19:48
محمدا رسول الله هو مضمن فيها ونكتة ذلك وعقده ان تحبه بقلبك كله وترضيه بجهدك كله فلا كونوا في قلبك موضع الا معمور بحبك كما قال ابن القيم. ولا تكون لك ارادة الا متعلقة بمرضاته. والاول يحصل بالتحقق - 00:20:08
بشهادة ان لا اله الا الله والثاني يحصل بالتحقق بالشهادة الاخرى وهي ان محمدا رسول الله وهذا هو الهدى الكامل ودين الحق الذي بعث الله به رسله عليهم الصلاة والسلام وهو معرفة الحق والعمل به والقيام - 00:20:28
ذلك ظاهرا وباطنا وكل العبارات التي يعبر بها السلف رضي الله تعالى عنهم في تفسير الصراط المستقيم تدور على هذا المعنى وتقاربه وليس بينها اختلاف حقيقي وانما هو من قبيل اختلاف التنوع والله تعالى اعلم. يقول - 00:20:48
شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الصراط المستقيم ان تفعل في كل وقت ما امرت به في ذلك الوقت من علم وعمل ولا تفعل ما نهيت عنه وهذا يحتاج في كل وقت الى ان تعلم ما امر به في ذلك الوقت. الهدايات التي ذكرتها لكم من قبل وان العبد - 00:21:08
اليها يقول وهذا يحتاج في كل وقت الى ان تعلم ما امر به في ذلك الوقت وما نهي عنه والى ان يحصل لك ارادة لازمة لفعل المأمور وكراهة لترك المحظور. فهذا العلم المفصل والارادة المفصلة لا يتصور ان تحصل للعبد في وقت واحد - 00:21:28
بل كل وقت يحتاج الى ان يجعل الله في قلبه من العلوم والارادات ما يهتدي به في ذلك الى الصراط المستقيم. يقول نعم حصل له هدى مجمل بان القرآن حق والرسول حق ودين الاسلام حق وذلك حق ولكن هذا المجمل لا يغنيه ان لم يحصل له - 00:21:48
هدى مفصل في كل ما يأتيه ويذره من الجزئيات التي يحار فيها اكثر عقول الخلق. فيغلب الهوى والشهوات اكثر عقولهم لغلبة الشهوات والشبهات عليهم. يقول والانسان خلق ظلوما جهولا. فالاصل فيه عدم العلم وميله الى ما يهواه - 00:22:08
من الشر فيحتاج دائما الى علم مفصل يزول به جهله وعدل في محبته وبغضه ورضاه وغضبه وفعله وتركه اعطائه ومنعه واكله وشربه الى ان يقول فكل ما يقوله ويعمله يحتاج فيه الى علم ينافي جهله وعدل ينافي ظلمه فان لم - 00:22:28
يمن الله عليه بالعلم المفصل والعدل المفصل والا كان فيه من الجهل والظلم ما يخرج به عن الصراط المستقيم. وقد قال الله تعالى الا لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية وبيعة الرضوان انا فتحنا لك فتحا مبينا. الى قوله ويهديك صراطا مستقيما - 00:22:48
اذا كان هذا حاله في اخر حياته او قريبا منها فكيف حال غيره؟ انتهى كلامه رحمه الله وهذا ما يوضح ما سبق في الوان الهدايات الداخلة تحت قولك اهدنا الصراط المستقيم وبهذا تعرف ان تفسير الاية بثبتنا انه - 00:23:08
سير قاصر وانه لا يفي بسعة ما تضمنته من هذه المعاني والله تعالى اعلم. وبعض اهل العلم كابن القيم رحمه الله الله يقول ان الصراط لا يكون كذلك يعني لا يكون الطريق صراطا الا اذا تضمن خمسة امور او وصف بخمس صفات - 00:23:28
اولها الاستقامة والثاني الايصال الى المقصود والثالث القرب ان يكون قريبا والرابع يقول ان يكون واسعا للمارين هذا ليس على اطلاق معلوم ان الصراط الذي على جسر جهنم انه ادق من الشعرة واحد من السيف فهذه الصفة الرابعة فيها اشكال - 00:23:48
والخامس ان يكون متعينا للمقصود تعينه طريقان للمقصود وعلى كل حال المستقيم معروف عند اهل الهندسة انه الذي يربط بين نقطتيه اقصر طريق يربط بين نقطتين اليس كذلك؟ اقصر طريق هو المستقيم والا - 00:24:08
ابعد المتعرج ابعد وهكذا فاقصر طريق يربط بينهما فهو المستقيم ولاحظوا هنا انه افرد الصراط قال اهدنا الصراط وكذلك ايضا عرفه بتعريفين. الاول بدخول اهدنا الصراط والثاني انه ذكر صفته وهو قوله - 00:24:28
هو المستقيم فما وجه ذلك؟ يقال هذا يدل على تعينه واختصاصه. ما قال اهدنا صراطا مستقيما اي صراط وانما قال اهدنا الصراط المستقيم. وكلما كثرت القيود والاوصاف كلما كان ذلك ادق في تعيين المقصود. فاذا قلت مثلا - 00:24:48
اريد ماء فهذا يصدق على كل ماء من مياه الامطار والبحار والانهار والابار وغير ذلك الماء النقي وغير النقي وغير البارد واذا قلت اريد ماء نقيا فخرجت المياه الملوثة واذا قلت اريد ماء نقيا - 00:25:08
اذبا خرجت المياه النقية المالحة. واذا قلت اريد ماء نقيا عذبا باردا. خرجت المياه التي لا يضرك فكلما كثرت القيود والاوصاف كلما كان ذلك اكثر تحديدا للموصوف. انظروا الى قول الله عز وجل لبني اسرائيل حينما امرهم - 00:25:28
على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم موسى ان يذبحوا بقرة. فلو ذبحوا اي بقرة لكفى. فسألوا عن صفتها من جهة السن فقال لهم هي وسط لا فارق ولا ذكر. فسألوا عن لونها فقال لهم صفراء فاقع لونها. فبالاول خرجت الابقار الصغيرة والابقار الكبيرة - 00:25:48
خرج السائل الالوان غير اللون المذكور صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ثم سألوا عن منافعها وما تصلح له من العمل لما قالوا له قال لا دلول تثير الارض ولا تسقي الحرف مسلمة لا شية فيها. ظيقت هذه الاوصاف ظيقت الموصوف فما وجدوا - 00:26:08
هذه البقرة الا بصعوبة وهكذا في كل شأن من الشؤون. فاذا قال اهدنا صراطا مستقيما فهذا واسع. اذا قال اهدنا صراطا فقط غير لما يقول اهدنا صراطا مستقيما. غير لما يقول اهدنا الصراط المستقيم. فهذا يدل على تعينه واختصاصه بخلاف - 00:26:28
سبل الاخرى فهي كثيرة متعرجة مائلة منحرفة كما انه ايظا يدل على انه صراط واحد الصراط المستقيم ليس هناك صراط اخر يصل به العبد الى النجاة سوى هذا الصراط المستقيم. وقد اخرج الامام احمد وابن حبان والحاكم من حديث - 00:26:48
مسعود رضي الله تعالى عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وقال هذه سبيل الله ثم خطوطا عن يمينه وعن يساره وقال هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو اليه ثم قرأ قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه - 00:27:08
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. فالطرق كثيرة جدا ولكن صراط الله عز وجل واحد. ولهذا قال هنا عرفه هذين التعريفين لانه طريق متعين. عينه الله عز وجل ورسمه وحدده ووصفه بابلغ الاوصاف ولا يمكن ان يوصل اليه - 00:27:28
طريق اخر سوى هذا الطريق. فالف واللام التي دخلت على الصراط اذا دخلت على اسم موصوف اقتضت انه احق الصفة من غيره وهذه اللام هنا للعهد العلمي الذهني. وقد بينت لكم انواع اللامات العهدية العهد الذهني والعهد الحضوري - 00:27:48
والعهد الذكري الذكري في قوله ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول يعني المذكور قبل قليل واما الذهني فكما اذا انا بيني وبينك امر من الامور. فقلت لك جاء الرجل فعرفت انت من المقصود للامر الذي في الذهن في ذهنك انت جاء الرجل ففهمت قلت اين هو - 00:28:08
واما العهد الحضوري فكان اقول مثلا الرجل ينتظرك الرجل اللي امامك حاضر فهذه للعهد لاي عهد العهد الحضوري فالحاصل ان هذه اللام اذا دخلت على موصوف فانها تدل على انه احق بهذه الصفة من غيره. وقد يقول قائل - 00:28:28
ان الله عز وجل ذكر هذا الصراط في موضع اخر من غير ال. وذلك في قوله تبارك وتعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم فقد تقول بينت ان دخول ال عليه تدل على تعينه وانه احق بهذه الصفة المذكورة وهي الاستقامة. فهنا - 00:28:48
لم تدخل عليه الف وانك لتهدي الى صراط وكقوله ويهديك صراطا مستقيما وكقوله قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم صراط الله. فلا جردت من ال جميعا فما الجواب عن ذلك؟ ماذا يقال فيه؟ عند تأمل هذه الامثلة جميعا انك - 00:29:08
تهدي الى صراط مستقيم يهديك صراطا مستقيما قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم اذا نظرت الى هذه الامثلة الثلاثة قارنت بينها وبين قوله اهدنا الصراط المستقيم. ما الفرق بين هذه - 00:29:28
اية الفاتحة وبين هذه الايات الثلاث. ما الفرق؟ نقول اية الفاتحة في مقام الدعاء والمسألة اهدنا الصراط المستقيم. واما قوله وانك لتهدي الى صراط فهذا اخبار وكقوله تبارك وتعالى ويهديك صراطا مستقيما وعد وكذلك قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم فهذا كله على - 00:29:44
سبيل الاخبار ليس على سبيل الدعاء فيمكن ان يقال الله تعالى اعلم ان اية الفاتحة في مقام الطلب والدعاء ثم ايضا هذه المواضع الثلاثة كأنه لا عهد للمكلفين بهذا الصراط - 00:30:05
فوعد نبيه صلى الله عليه وسلم بالهداية اليه فقال ويهديك صراطا مستقيما. وامره بالاخبار بهذه الهداية فقال قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم. ووصف نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله وانك لتهدي الى صراط مستقيم - 00:30:22
فا بعض اهل العلم يقولون كأنه لا عهد للمكلفين والمخاطبين بهذا الصراط فلما عرفوه وجههم الى سؤاله فكأنهم قالوا يا رب اهدنا الصراط الذي اخبرتنا عنه وهديت اليه نبيك صلى الله عليه وسلم واخبرت انه يهدي اليه ويدعو اليه ويرشد اليه - 00:30:43
فاهدنا هذا الصراط كانهم لما عرفوا بتلك الاخبار هذا الصراط سألوا ربهم ان يهديهم اليه والله تعالى اعلم وهنا في سورة الفاتحة عرف الصراط بال كما سبق وعرفه بوصفه بالاستقامة المستقيم وعرفه في موضع اخر بالاضافة وهو في - 00:31:08
التي بعدها صراط الذين انعمت عليهم. لاحظ في الموضع الاول اهدنا الصراط بدخول العلي وبوصفه بالاستقامة المستقيم. وفي الاية التي بعدها صراط الذين انعمت عليهم. فعرفه بالاضافة الى السالكين وهم المنعم عليهم. وعلى كل حال كل ذلك على سبيل الافراد - 00:31:31
صراط الذين انعمت عليهم اهدنا الصراط المستقيم انك لتهدي الى صراط مستقيم ويهديك صراطا مستقيما قل انني هداني ربي الى صراط كله على سبيل الافراد بتقرير المعنى الذي ذكرته والله اعلم وهو ان طريق الحق - 00:31:55
واحد وان طرق الباطل كثيرة فمن رام الحق واراد النجاة فعليه ان يتبع القرآن. ان يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. واما الذين يقولون ان الطرق الى الله كثيرة - 00:32:12
وانها بعدد انفاس الخلائق فان هؤلاء لا شك انهم معارضون للقرآن مخالفون لصريح نصوصه ولما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار - 00:32:33
فليس هناك طريق يوصل الى المطلوب الا الطريق الذي رسمه الشارع ولا يجوز لاحد ان يسلك طريقا اخر بذوقه واجتهاده او ما يستحليه و يختاره برأيه ليس له ذلك لانه متعبد لله عز وجل - 00:32:52
باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والله لا يعبد الا بما شرع للمزيد من مواد فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت يرجى زيارة الموقع الرسمي لفضيلته على الرابط دبليو دبليو دبليو دوت - 00:33:14
خالد - 00:33:31