التفريغ
فحيا الله الافاضل الحضور جميعا في هذا المحفل الطيب الذي تحفه الملائكة فهو اجتماع على الخير في ذكر الله والعمل الصالح. وخير العمل الصالح ما تعدى نفعه الى الناس وخير ما تعدى نفعه الى الناس. ما اصابت - 00:00:02ضَ
اجيالا من الخلق متعاقبا ولا شك ان اقامة مؤسسة دعوية في هذا الظرف الحرج الذي نعيشه من ضرورات المرحلة بما لا يرتاب فيه معايش لواقع الحراك الفكري وتدافع الافكار واصطراعي الاصيل مع الدخيل في الاصول والمحكمات - 00:00:22ضَ
ولعلي الخص في هذه الكلمة زاوية مهمة تعيننا على ادراك ثمن الباهظ الذي يدفعه الجيل عند تأخر اهل البيان عن عرض الحق باشراقه ودفع تشغيبات الباطل واقصد بذلك ما تجنيه الكنيسة اليوم في الغرب بعد تأخرها عن احياء الجدل الدفاعي ما يسمى - 00:00:45ضَ
حتى ستينات القرن الماضي الكتابات التي تدافع عن العقيدة بالجدل العقلي اقصد حتى ظهور الستينات حتى ظهور كتاباتنجا في امريكا وسي اس لوس في بريطانيا وسبب الحديث عن واقع النصراني وهو المجال الاول الذي اعمل فيه في مقارنة الاديان وبالذات في الدراسات الانجيلية وايضا في المذاهب المعاصرة - 00:01:11ضَ
وسبب حديثي عن واقعي النصرانية في الغرب لفهم واقع شبابنا في العالم العربي انني فوجئت بصورة بالغة بمبلغ توافق حركة الافكار والقيم في الغرب في مقابلها في العالم العربي في قطاع الشباب الذي يعيش في المدن ويستعمل وسائل التواصل الالكتروني الحديثة - 00:01:35ضَ
ولعل اظهر امثلة ذلك انتشار مفاهيم النسبية المتسللة الى وعي الشباب تحت بارقة مثل التسامح والتعايش والنسبية. كما يقول البابا السابق هي ام الشرور وانا ادرك ان من الاخوة من ربما سيرى ان قراءة واقعنا من زاوية الواقع العربي الغربي امر مشكل. لان - 00:01:57ضَ
لان الكنيسة في الغرب كانت سببا من اسباب الالحاد واللا دينية بما تدعمه من عقائد من كرة واصفار مقدسة تخالف صحيح العلم والتاريخ. وليس ذاك من حقيقة تراثنا وواقعنا كما قد يقول المعترض. وانا ارد فاقول - 00:02:25ضَ
الكنيسة اليوم هذه نقطة مهمة جدا. الكنيسة اليوم تدفع ثمنا اكبر من فساد موروث العقائد النصرانية المنكرة انها تدفع ثمن تأخرها عن بيان الحق عند زمن الحاجة اليه. والحق الذي اقصده هو الذي - 00:02:45ضَ
تشترك فيه جميعا نحن المؤلهة وهو الايمان بالاله الواحد الكامل وقد وقف كثير من رموز الجدل الديني في الغرب الكاثوليك منذ اواخر القرن التاسع عشر لمنع استحياء الجدل الدفاعي وذلك تأثرا بالسفسطة العمدية - 00:03:05ضَ
التي هيمنت على فلسفة الدين اثر نشر ايمانويل كان كتابه نقد العقل الخالص. فظهرت ثنائية العقل والايمان وهي ثنائية متكاملة في الجدل للحديث وبين هذين القطبين برزخ فلا يبغيان. العقل باب الحجة والبرهان والايمان باب الاستسلام القلبي البعيد عن - 00:03:26ضَ
البراهين. وقد استمر نزيف الكنيسة طويلا. حتى هيمن الملاحدة على مفاصل الفكر في الغرب يعني في امريكا الملاحدة فقط سبعة بالمئة فقط لكنهم يهيمنون على كل مفاصل العمل الفكري الاكاديمي وخارج الدوائر الاكاديمية - 00:03:50ضَ
ولم ينتبه النصارى الى جنايتهم على الايمان لصالح الملاحدة الا بعد تغول المارد الالحادي والمتابع لكتابات فلاسفة النصارى في الغرب وانا متابع عن كثب لكتابات ومؤلفات واصدارات جميع الفلاسفة النصارى في الغرب الذين يتصدرون - 00:04:10ضَ
لمواجهة المد الالحادي واللا ادرية واللا اكتراثية والمتابع لكتابات فلاسفة النصارى في الغرب في الرد على الملاحدة في باب وجود الله في العقود الاخيرة يرى انها خاصة كتابات اولى من جريك - 00:04:29ضَ
يرى انها قوية وحاسمة للنزاع في باب الالحاد لا في باب اثبات صدق النصرانية والمتابع للمناظرات المصورة بين الفريقين يرى ان النصارى في الاغلب كما في مبادرات ويليم لينجريك فرانك وغيرها - 00:04:44ضَ
ان النصارى يقيمون الحجة على الملاحدة ويفحمونهم مما يضطر الملاحدة الى الطعن في النصرانية وخرافاتها للخروج من مأزق لا عقلانية الالحاد ولكن رغم استفاقة النصارى فالالحاد يتقدم في الغرب. وكذلك الا ادري واللا اكتراثي في نمو - 00:05:00ضَ
تواصل وسبب ذلك ان الكنيسة في غفلتها عن نشاط الاقلية الملحدة تركت لهذه الطبقة ان تسيطر على التعليم والتثقيف والترفيه مكن الملاحدة من تشكيل وعي الطبقات المثقفة. وهو ما جعل استعادة الابقين للالحاد مشكلة عنيدة - 00:05:23ضَ
ولعلي انقل هنا بعض شهادات الباحثين عن ازمة الايمان التي صنعها التقاعس عن المبادرة الى جواب الشبهات وبيان فصول فساد وصول الالحاد يقول ديفيد كينمان في كتابه لقد اضعتموني هذا العنوان بالعربي - 00:05:46ضَ
لقد اضعتموني بماذا يغادر الشباب صغار السن الكنيسة واعادة التفكير في الايمان الكتاب صادر سنة الفين وحداش يقول ان ثلاثة وثلاثين بالمائة من الشباب يقولون ان الكنيسة مملة وثلاثة وثلاثين بالمائة قالوا انهم يشعرون انه ليس بامكانهم ان يسألوا الاسئلة الملحة على ذهنهم في الكنيسة - 00:06:08ضَ
وقال اثنين وعشرين بالمائة من الشباب ان الكنيسة تتجاهل المشاكل الحقيقية للعالم. وهنا اقول لا احتاج ان انبه الحضور الكرام ان كثيرا من ابنائنا يحملون مواقف نفسية وفكرية من المساجد قريبا مما يقوله شباب امريكي عن الكنيسة - 00:06:31ضَ
ودعوني اعرب بهذه المناسبة عن قلقي من سلبية كثير من ائمة المساجد في شأن التحدي الالحادي والتغريبي فلا نرى لهم حضورا في البرامج المهتمة بالتعريف بمقالات الالحاد والرد عليه. وهم اولى الناس بالحضور لعظم المسئولية - 00:06:51ضَ
الملقاة على عاتقهم في باب الدعوة وفي كتاب لماذا يغادر اطفال النصارى الايمان سنة الف وتسعمية واثنين وتسعين. قام المؤلف بسبل اهم الاسباب التي دفعت من تم استطلاع ارائهم الى ترك الايمان فكانت - 00:07:11ضَ
واحد وجود اسئلة لم يجدوا لها جوابا. اثنين الايمان لم يوافق طبيعة حياتهم وحاجياتهم. ثلاثة قدموا صورا اخرى على تدينهم. رابعا ما كانوا من قبل مؤمنين حقا وفي كتاب اي انسان بعيد عن الكنيسة او مغادر من الكنيسة صادر سنة الفين واربعتاش. بيان انه كلما كان الشخص اصغر سنا كان ابتعاده عن الدين - 00:07:32ضَ
والكنيسة اقرب تأثرا بالثقافة اللادينية المتنامية وبتآكل قيمة الحياة الجوهرية ظاهرة تسريع الانسان. وهذا ظاهر ايضا في شبابنا. فان مفارقة المساجد ومفارقة الدوائر المتدينة تكثر في الشباب الاصغر سنا الاقرب الى التأثر بالشبهات الوافدة. وتبين الاحصائية سنة الفين وخمستاش ان الطبقة العمرية - 00:08:00ضَ
من تمنطاش الى اربعة وثلاثين تحمل افكارا هرطقية. الهرطقة تخالف الالحاد او الكفر. الهرطقة هي الخروج عن النمط المستقيم للعقيدة يعني انحراف داخل البيئة. ما يقابله عندنا ربما البدعة المكفرة - 00:08:30ضَ
على الطبقة العمرية من ثمنطعش الى اربعة وثلاثين تحمل افكارا هرطقية اعلى من بقية الذين تم سبل ارائهم. وهذا ظاهر في انتشار الافكار المنحرفة عند منكر السنة عندنا في البيئة السنية. وفي كتاب الخروج لماذا يغادر الامريكان الدين - 00:08:45ضَ
سنة الفين وستاش تسعة وسبعين بالمئة من الشباب بين ثمنطعش وتسعة وعشرين من الذين يتركون دينهم يفعلون ذلك في فترة ما يسمى مراهقة والمراهقة هي مرحلة حسم الموقف عند مواجهة الاسئلة دون تريث او امهال. وهذا امر - 00:09:05ضَ
مشاهد ايضا في شبابنا حيث يكثر باب الخروج من الدين ومخالفة صحيح الدين واصوله في فئة المراهقين. وفي كتاب او البحث الروحي الذي نشر سنة الفين وخمسة بين المؤلف ان ثلاثة وثلاثين من الطلبة قد تركوا دينهم بسبب شكوكهم التي لم تلقى اجوبة مقنعة. ومشكلة الاسئلة - 00:09:28ضَ
المعلقة مشكلة المشاكل في الغرب وفي الشرق ما هي الدلالات التقارير السابقة؟ تشير تلك التقارير الى ان الاجوبة الدينية المقنعة عندما تتأخر عن الوصول الى طالبيها تسمح للماديين واللادينيين ان يجتالوا الشباب. وبعد الخروج من الدين تصبح العودة عسيرة لاسباب نفسية - 00:09:57ضَ
من اهمها نزعة الاستعلاء الساذجة الساذجة عند هؤلاء الماديين كما ان كما ان تملك النزعة المادية النفس يمنعها ان تفتح مساحات اكبر لرؤية كلية لهذا الوجود تتجاوز اعراض المادة والطاقة - 00:10:24ضَ
الانسان عندما يخرج الى النصرانية او الى هزه الاديان الاخرى يعني هناك يبقى في قلبه يعني قدرة على الايمان بالعالم المادي المشاهد وعالم الغيب. لكن عندما يتحول الى الالحاد تضيق امامه هذه الافاق تصبح افاقه قريبة جدا. بما يجعل عودة هذا الانسان الى الايمان بالغيب عودة صعبة ومشكلة - 00:10:49ضَ
ان اهوب ان اهل الدعوة ورثة الانبياء في بيان الحق وقد علمنا في امر عصمة النبوة انه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. وكذلك لا يجوز لاهل العلم والدعاة تأخير البيان عن وقت الحاجة لمن طلب الحق - 00:11:15ضَ
ومما يقترن بوجوب المبادرة الى جواب الاسئلة المتشككة التأهل العلمي عند الداعية لذلك بفهم الاسئلة ومعرفة مظان الاجوبة. ولا يظنن ظان. هذه مسألة مهمة. لا يظن النظام ان فهم السؤال من هين المسائل - 00:11:37ضَ
القضية في الاغلب ليست هي فهم ليست هي في الاجوبة. فهم السؤال بل فهموا السؤال ومضمراته ولوازمه اعمق ما في العلم. وما الجواب سوى بعض اثار هذا الفهم. وهذا يكثر في - 00:11:56ضَ
المسائل الالحادية. عندما يبدأ المجيب الواعظ او امام المسجد بالجواب دون ان يدرك عمق السؤال يستخفوا حتى يعني مثلا الان نطرح مسألة السببية وتقدم في الخطاب الالحادي الغربي من خلال الفيزياء الكم - 00:12:11ضَ
ومحاولة استدعاء احيانا ما ذكره هيوم في مقالته عن السلبية تقدم هجمة هي قضية عميقة لانها ان كانت سببية يؤدي ضرورة الى انكار العقل. فما العقل سوى السببين يعني المبادئ الاربعة اذا انكرت سببية انكرت مبدأ عدم التناقض وكل مبادئ العقل هي تعود الى مبدأ عدم التنافس. احيانا يأتي الجواب دون ادراك - 00:12:30ضَ
عمق هذه الاشكالية في الفكر الغربي فعندما يقدم الجواب دون فهم هذه الاشكالية يؤول الى ترسيخها وان هؤلاء الذين يتصدرون للخطاب الدعوي لم يفهموا السؤال فكيف سيقدم الجواب الشافي للسائل. ان على الدعوة ان ترتقي الى مستوى الوعي باسئلة العصر - 00:12:54ضَ
والانغماس في قراءة اسئلة الشباب. يعني من من اسئلة العصر مثلا وسأخرج الى قضية تخصصية كثرة مناقشتنا نحن في العالم العربي الى قضية تحريف الاناجيل ونجعل هذه القضية من القضايا التي نبذل لها المؤلفات والكتابات والمقالات - 00:13:16ضَ
في حين ان قضية تحرير الاناجيل قضية محسوبة في الغرب الغرب لا يناقش احد هذه القضية. هم يناقشون قضيتين اثنين فقط قضية امكان استعادة النص الاصلي للعهد الجديدة بسبب الانجاز والانجيل وهذا عندي فيه كتاب منشور - 00:13:35ضَ
او قضية هذه التحريفات هل ادت الى تغيير فهم للعقيدة النصرانية ام لا اما التحريف في ذاته فلا يناقش فيه سوى العوام النصارى عندنا. لكن القضية محسومة علميا في الغرب. فنحن احيانا ننطلق ونبذل جهد كبير - 00:13:49ضَ
مناقشة قظايا محسومة ففهم سؤال قضية اساسية في بحثنا الدعوي الفائدة مما صنع نعم اولا يجب الا تترك الشبهات يجب الا نترك الشبهات تسبقنا الى قلوب الشباب وهذا واحد من اهم اسباب انشاء مؤسسة رواسخ. فالمشروع قائم على المبادرة الى استنقاذ الشباب من فتنة الشبهات وترسيخ - 00:14:05ضَ
يقيني بكمال هذا الدين. ثانيا نحن مهددون من الخارج بصناعة اقليات الحادية حتى يتم تفجير الواقع من الداخل. بالحديث عن الاقليات المضطهدة كما صنع مع صناعة بعض الاقليات النصرانية في بعض البلاد العربية. وواحد - 00:14:32ضَ
الاستقطاب الممارس للشباب المراهق الملحد لتنصيبهم متحدثا عن الاقلية الملحدة في اعلام بعض الدول العربية او في القنوات الفرنسية والالمانية المتحدثة بالعربية برهان ذلك ثالثا واخيرا المسارعة الى تقديم الاجوبة لا تضمن فقط بعون الله وفضله تقديم حصانة لشبابنا من الشبهات الحارقة وانما تمهد لصناعة - 00:14:50ضَ
ايجابي يكون قادرا على النضال لنصرة الاسلام بوعي وبصيرة. واليوم وقد تهدمت الاسوار وتيسر امر غياب الافكار اصبح من اليسير التأثير على من يعيشون في اقصى الارض. من خلال الفيديوهات والكتب والمقالات الدعوية العلمية باللغات العالمية - 00:15:16ضَ
نحن اذا استطعنا ان نؤثر في هذا الجيل الناشئ بان نقدم له اهم الاجوبة على الاسئلة الذائعة مع دفعه الى ان يعمق هذه الاجوبة من خلال تخصصه الجامعي فسنعمل بذلك في ان نحول حركة موج الافكار من اتجاهها الوافد الينا الى ان نذيع حقيقة الاسلام في قلب - 00:15:36ضَ
وكل ذلك يستدعي جدا واجتهادا وصبرا ومصابرا ومركز رواسخ باذن الله عازم على ان يخوض لجج الافكار ليكون احد المساهمين في تحقيق هذا الحلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:15:56ضَ