بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ففي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه - 00:00:00
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمنين بتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عظو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر هذا الحديث النبوي الشريف بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:16
ما ينبغي ان يكون عليه اهل الايمان في تحقيق مقتضياته من الاخوة الايمانية التي تكون بينهم كما قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون - 00:00:41
فالمؤمنون بينهم من الصلة الجامعة في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كما يكون في ارتباط اعضاء الجسد بعضها ببعض ولذلك قال صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين اي صفتهم في هذه الخصال الثلاثة - 00:01:02
وهي التواد والتراحم والتعاطف التواد اي سعي بعظهم في كسب ودبا فالتواد هو بذل الجهد في تحصيل الود وذلك بالهدية واوجه الاحسان التي يتحقق بها بين الناس المودة والمودة هي من - 00:01:32
اعلى مراتب المحبة ومن مقتضيات ذلك ان يكون الانسان ساعيا في كل خير لاخيه سعيا في كل كف في كف كل شر ممكن ان يصل لاخيه فذكر الحب في اول ما يكون لانه - 00:02:03
الرابطة التي تحمل على لانه الباعث الذي يحمل على كل خير وينكف به كل شر من الانسان لمن يحب اما الثانية فهي التراحم والتراحم قد لا يكون معه حب فالرحمة يرحم الانسان - 00:02:24
حتى من لا يحب والمقصود بالرحمة ايصال الاحسان ايصال الاحسان في الرحمة مقتضاها ان يوصل الانسان الاحسان بكل اوجه الاحسان القولي الاحسان العملي الاحسان الظاهر الاحسان الباطن الاحسان القلبي الاحسان - 00:02:43
العمل واما ثالث الخصال التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالها فهو التعاطف والتعاطف من عطف الشيء بعضه على بعض لتقويته اي والمؤمنون في حال تقوية بعضهم لبعض كحال الجسد - 00:03:04
هذا مقصوده صلى الله عليه وسلم بهذا المثال بيان ان المؤمنين في هذه الخصل الثلاث في التواد والتراحم والتعاطف كحال الجسد والجسد شيء واحد. طيب ما الذي جمع المؤمنين على حال واحدة فجعلهم كالجسد هو ايه؟ الايمان - 00:03:27
فالايمان هو الممثل بالجسد الجسد والايمان هما الجامع الذي يجمع ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الصورتين فلمن هو الذي يقتضي التواد هو الذي يقتضي التراحم هو الذي يقتضي التعاطف بين - 00:03:49
الموصوفين بالايمان كما ان الجسد وهو الجسم باعضائه رابطة جميع الاعضاء هي كونها في جسد واحد فالجسد في تداعيه اي اجتماع وانتصاره واحساسه بسائر اجزائه على نحو واحد ولذلك قال صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى منه عضو - 00:04:10
تداعى له سائر الجسد اي بقيته بالحمى التألم والسهر العناء والتعب وهذا لا يكون الا عن تعاطف وعن تراحم وعن التحام وتواد وهذا يبين عظيم الصلة بين اهل الايمان. وان الصلة بين اهل الايمان على مرتبة عالية سامية تجعلهم كالشيء الواحد - 00:04:42
فيما يتعلق افراحهم واتراحهم فيما يتعلق سرورهم وحزنهم وهذا يا اخواني لا يكون الا لمن كمل الايمان. واذا قال مثل المؤمنين اي الذين كمل ايمانهم وبقدر ما تفوت هذه الخصال في الانسان - 00:05:07
ينتقص الايمان ولذلك اذا وجد الانسان من نفسه سعيا في ايصال الخير لاخوانه في الظاهر والباطن. في في الباطن بمحبة الخير لهم. وكراهية ان يصيبهم شر. والتألم لما ينزل بهم من المصائب وفي الظاهر بالسعي في ايصال كل خير اليهم بالقول والعمل - 00:05:28
وكف كل شر عنهم بالقول والعمل منه ومن غيره كان هذا من من دلائل صدق ايمانه وانه من اهل الايمان الذين كمل ايمانهم وبقدر نقص ذلك في خصاله وصفاته يكون حاله - 00:05:52
في الايمان نقصا ونزولا ولهذا ينبغي ان يسعى الانسان في تكميل اخلاقه وفي حسن معاملته لاخوانه وان يحتسب الاجر في ذلك عند الله وهذا مما يعين الانسان على اكمال خصال الخير في معاملة غيره الا ينتظر من الناس - 00:06:08
مكافأة ولا مقابلة بل يرجو من الله تعالى العطاء والجزاء فيزول عنه انتظار المكافأة على العمل كما قال الله تعالى في وصف الابرار انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكر - 00:06:32
فهم لا ينتظرون مكافأة لا بقول ولا بعمل جزاء مكافأة بمقابل وشكور ثناء قولي الانسان لا ينتظر من غيره ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله كلمة مهمة في اراحة الانسان في معاملته من مع الناس - 00:06:48
معيار السعادة في معاملة الخلق ان تعامل الله فيهم ان تعامل الله فيهم اي ترجو الثواب من الله فيما تقدمه لهم ولا تنتظر منهم جزاء ولا شكور لان الانسان مجبول على ما ذكر الله في محكم الكتاب - 00:07:07
ان الانسان لربه لكنود يجحد. هذا هو الغالب في خصال الانسان الا من هذب نفسه بخصال الايمان فانه يخرج عن هذه اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وارزقنا يا ذا الجلال والاكرام كمال الخصال في الايمان والاحسان. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:07:25
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ففي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه - 00:00:00
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمنين بتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عظو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر هذا الحديث النبوي الشريف بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:16
ما ينبغي ان يكون عليه اهل الايمان في تحقيق مقتضياته من الاخوة الايمانية التي تكون بينهم كما قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون - 00:00:41
فالمؤمنون بينهم من الصلة الجامعة في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كما يكون في ارتباط اعضاء الجسد بعضها ببعض ولذلك قال صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين اي صفتهم في هذه الخصال الثلاثة - 00:01:02
وهي التواد والتراحم والتعاطف التواد اي سعي بعظهم في كسب ودبا فالتواد هو بذل الجهد في تحصيل الود وذلك بالهدية واوجه الاحسان التي يتحقق بها بين الناس المودة والمودة هي من - 00:01:32
اعلى مراتب المحبة ومن مقتضيات ذلك ان يكون الانسان ساعيا في كل خير لاخيه سعيا في كل كف في كف كل شر ممكن ان يصل لاخيه فذكر الحب في اول ما يكون لانه - 00:02:03
الرابطة التي تحمل على لانه الباعث الذي يحمل على كل خير وينكف به كل شر من الانسان لمن يحب اما الثانية فهي التراحم والتراحم قد لا يكون معه حب فالرحمة يرحم الانسان - 00:02:24
حتى من لا يحب والمقصود بالرحمة ايصال الاحسان ايصال الاحسان في الرحمة مقتضاها ان يوصل الانسان الاحسان بكل اوجه الاحسان القولي الاحسان العملي الاحسان الظاهر الاحسان الباطن الاحسان القلبي الاحسان - 00:02:43
العمل واما ثالث الخصال التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثالها فهو التعاطف والتعاطف من عطف الشيء بعضه على بعض لتقويته اي والمؤمنون في حال تقوية بعضهم لبعض كحال الجسد - 00:03:04
هذا مقصوده صلى الله عليه وسلم بهذا المثال بيان ان المؤمنين في هذه الخصل الثلاث في التواد والتراحم والتعاطف كحال الجسد والجسد شيء واحد. طيب ما الذي جمع المؤمنين على حال واحدة فجعلهم كالجسد هو ايه؟ الايمان - 00:03:27
فالايمان هو الممثل بالجسد الجسد والايمان هما الجامع الذي يجمع ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الصورتين فلمن هو الذي يقتضي التواد هو الذي يقتضي التراحم هو الذي يقتضي التعاطف بين - 00:03:49
الموصوفين بالايمان كما ان الجسد وهو الجسم باعضائه رابطة جميع الاعضاء هي كونها في جسد واحد فالجسد في تداعيه اي اجتماع وانتصاره واحساسه بسائر اجزائه على نحو واحد ولذلك قال صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى منه عضو - 00:04:10
تداعى له سائر الجسد اي بقيته بالحمى التألم والسهر العناء والتعب وهذا لا يكون الا عن تعاطف وعن تراحم وعن التحام وتواد وهذا يبين عظيم الصلة بين اهل الايمان. وان الصلة بين اهل الايمان على مرتبة عالية سامية تجعلهم كالشيء الواحد - 00:04:42
فيما يتعلق افراحهم واتراحهم فيما يتعلق سرورهم وحزنهم وهذا يا اخواني لا يكون الا لمن كمل الايمان. واذا قال مثل المؤمنين اي الذين كمل ايمانهم وبقدر ما تفوت هذه الخصال في الانسان - 00:05:07
ينتقص الايمان ولذلك اذا وجد الانسان من نفسه سعيا في ايصال الخير لاخوانه في الظاهر والباطن. في في الباطن بمحبة الخير لهم. وكراهية ان يصيبهم شر. والتألم لما ينزل بهم من المصائب وفي الظاهر بالسعي في ايصال كل خير اليهم بالقول والعمل - 00:05:28
وكف كل شر عنهم بالقول والعمل منه ومن غيره كان هذا من من دلائل صدق ايمانه وانه من اهل الايمان الذين كمل ايمانهم وبقدر نقص ذلك في خصاله وصفاته يكون حاله - 00:05:52
في الايمان نقصا ونزولا ولهذا ينبغي ان يسعى الانسان في تكميل اخلاقه وفي حسن معاملته لاخوانه وان يحتسب الاجر في ذلك عند الله وهذا مما يعين الانسان على اكمال خصال الخير في معاملة غيره الا ينتظر من الناس - 00:06:08
مكافأة ولا مقابلة بل يرجو من الله تعالى العطاء والجزاء فيزول عنه انتظار المكافأة على العمل كما قال الله تعالى في وصف الابرار انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكر - 00:06:32
فهم لا ينتظرون مكافأة لا بقول ولا بعمل جزاء مكافأة بمقابل وشكور ثناء قولي الانسان لا ينتظر من غيره ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله كلمة مهمة في اراحة الانسان في معاملته من مع الناس - 00:06:48
معيار السعادة في معاملة الخلق ان تعامل الله فيهم ان تعامل الله فيهم اي ترجو الثواب من الله فيما تقدمه لهم ولا تنتظر منهم جزاء ولا شكور لان الانسان مجبول على ما ذكر الله في محكم الكتاب - 00:07:07
ان الانسان لربه لكنود يجحد. هذا هو الغالب في خصال الانسان الا من هذب نفسه بخصال الايمان فانه يخرج عن هذه اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وارزقنا يا ذا الجلال والاكرام كمال الخصال في الايمان والاحسان. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:07:25