حديث العصر

حديث العصر(226) حديث "المؤمن للمؤمن كالبنيان"

خالد المصلح

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه - 00:00:00ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه هذا الحديث الشريف يبين عظيم ما يكون بين المؤمنين من التحام واجتماع وتقوية قد بين ذلك صلى الله عليه وسلم - 00:00:15ضَ

بالمثال والتقرير فقال المؤمن للمؤمن المؤمن هو من يؤمن بالله واليوم الاخر وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره من امن بهذه الاصول الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر - 00:00:50ضَ

والقدر خيره وشره فانه موصوف بالايمان ويطلق المؤمن ويراد به المسلم وهو من اقر بهذه الاصول مع الاقرار باركان الاسلام فقوله المؤمن هنا المراد به المسلم فالمؤمن والمسلم معناهما واحد عندما يستقل - 00:01:14ضَ

كل واحد منهما بالذكر فقولها المؤمن للمؤمن اي المسلم لاخيه المسلم كالبنيان اي مثله كمثل البنيان وهذا تمثيل وتصوير مقالي مثل النبي صلى الله عليه وسلم حال المؤمن مع اخيه المؤمن - 00:01:36ضَ

بالبنيان والبنيان هو ما شيد وبني من بناء سواء كان جدارا او كان اه بيتا او كان ما كان من الابنية التي تبنى البناء اذا نظرت الى مفرداته وجدته وحدات - 00:02:01ضَ

من البناء اما طوب واما بلوك واما حجر واما طين منفردا لا يكون شيئا لكن عندما يجتمع يتكون ما تشاء وما تريد من بناء جدار او بيت او غير ذلك مما - 00:02:29ضَ

يبنى فالمؤمن مع اخيه المؤمن كالبنيان اي في حصول الخير والقوة الامتناع مما يكون من الظعف في الانفراد كالبنيان يشد بعظه بعظا انت اذا وظعت طوب على طوبى وحجر على حجر في بنائك - 00:02:47ضَ

فان هذا الجدار المكون من هذه الاحجار او من هذه القطع انما يقوى ويشتد اجتماعي هذه على هذا النحو اجتماع هذه المكونات على هذا النحو. اجتماع الطوب والحجر او ما الى ذلك. فكذلك المؤمن - 00:03:14ضَ

مع اخيه المؤمن كالبنيان قال يشد بعضه بعضا يشد ان يقوي يقوي بعظه بعظا والشد يطلق على التقوية كما قال تعالى وسددنا ملكه واتيناه الحكمة وفصل الخطاب وكذلك في قوله تعالى اشدد به ازري - 00:03:33ضَ

فالشد هنا المقصود به التقوية فقوله صلى الله عليه وسلم يشد بعضه بعضا اي يقوي بعضه بعضا والمعنى في كلام اهل العلم بعض المؤمن لبعض المؤمن كالبنيان. وقيل كل مؤمن لكل مؤمن كالبنيان - 00:03:56ضَ

وقيل المؤمن المعهود المعروف من امن بالله وملائكته لكل مؤمن المؤمن الكامل الايمان لكل مؤمن كالبنيان وهذا اقرب المعاني ان المؤمن التام الايمان بقدر كمال ايمانه يكون مع اخوانه في - 00:04:17ضَ

وتثبيتهم وشدهم والرعاية لهم والعناية بهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عظو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر - 00:04:37ضَ

هذا بيان للمعنى بصورة اخرى ومثال اخر والمقصود من هذا وذاك هو بيان عظيم التحام اهل الايمان فيما بينهم. وعظيم تعاونهم فيما بينهم. واصل التعاون يكون على البر والتقوى. التعاون في مقتضيات الايمان وخصاله وصفاته. هذا هو اصل التعاون - 00:04:56ضَ

ولكن ايضا ينضاف الى هذا انه يعين بعضهم بعضا في امور دنياهم فالمؤمن للمؤمن في تقويته وشده في امر دينه ودنياه كالبنيان يشد بعضه بعضا وهذا هو وهذا هو التصوير والتمثيل المقالي اما الفعلي فقد قال فقد شبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم - 00:05:20ضَ

وهذا تمثيل زائد وهو تمثيل بالفعل حتى يقرب المعنى للسامع فالبنيان اذا تداخل قوي كما الاصابع منفردة قد قد لا تقوى على الحمل او على ما يراد منها لكن عند التشبيك يكون ذلك اقوى لها واعون في حصول المقصود والمطلوب - 00:05:44ضَ

وهكذا ينبغي ان نكون يا ايها الاخوة ينبغي ان نكون فيما بيننا من علاقات وفي بين من صلات على هذا النحو من ان يقوي كل واحد منا اخاه في البر والتقوى ولهذا كان من حقوق اهل الايمان بعضهم على بعض الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:06:11ضَ

والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض اثبت الولاية وهي الحب والقرب بين اهل الايمان ثم قال يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون ورسوله اولئك سيرحمهم الله. اللهم اجعلنا منهم - 00:06:31ضَ

فينبغي للمؤمن ان يحرص على هذه الخصلة. فيسدد اخاه ويفرح له بالخير. ويكمل نقصه ولا يفرح بخطأه ويثار بكل ما يسوقه اليه من من خيرات لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه - 00:06:48ضَ

وبهذا يتحقق هذا هذا المعنى. ولذلك قلنا المؤمن كامل الايمان. وبقدر نقص هذه المعاني في قلب الانسان تجاه اخوانه يكون نقص ايمانه فنسأل الله ان يكملنا واياكم بالصالحات وان يزيدنا من الخيرات وان يجعلنا من خير عباده لعباده وان يعيذنا واياكم من نزغات - 00:07:06ضَ

صلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:07:28ضَ