بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة ما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله عز وجل. ايها الاخوة لقد مر على بلادنا في الاسبوع الماضي امطار لا اعرف لها مثيلا في عمومها وشمولها وكثرة ما نقل لنا - 00:00:00ضَ

من اثارها وما ذهب معها من من الانفس والاموال والثمرات. حتى انما يعرف بالربع الخالي قد امتلأت كثير من مواقعه بما نزل من المطر. كما تدل على ذلك الاخبار والصور - 00:00:41ضَ

والمؤمن والمؤمن وهو يشاهد ويسمع امثال هذه الاخبار. لا ينبغي ان يتوقف الامر عند على مجرد السماع بل يجتهد ويتفكر في التأمل في ايات الله تعالى. وما يحدثه عز جل في ملكه وخلقه. ومن ذلك هذه الاية العظيمة الماء. الماء الذي جعله الله - 00:01:01ضَ

تعالى اصل الحياة ومادة الوجود فكيف تحدث القرآن عن هذه الاية العظيمة؟ لقد حدثنا القرآن ان نزول الغيث لا يعلم وقته الا الله. ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا. وما تدري - 00:01:31ضَ

لي نفس باي ارض تموت ثم يختم الله هذه الاية العظيمة باسمين عظيمين مناسبين غاية التناسب لهذه الاية. ان الله عليم خبير. هذا الغيث الذي لا يعلم وقت نزوله الا - 00:02:01ضَ

الله احد مفاتيح الغيب الخمسة التي اختص الله بها علما. وغاية علم اهل الفلك متابعة تحركات السحب ثم التوقع بعد ذلك. اما اين ينزل؟ وكيف ينزل؟ وكم ينزل ومتى وعلى وجه الدقة فلا يعلم ذلك الا الله تعالى. من كان يتوقع ايها الاخوة ان - 00:02:21ضَ

تنزل الامطار بهذه الكميات العظيمة في هذا الوقت. ثم ها هنا ما يوجب للقلب انكسارا حينما يتأمل المؤمن ويتساءل سؤالا يحرك الايمان في قلبه. كم عدد قطرات الامطار التي نزلت. واين وقعت - 00:02:51ضَ

والى اين ذهبت هذه القطرات ثم يتساءل سؤالا اخر اي قوة في الدنيا؟ اي قوة في الدنيا تقدر على اجابة عن هذه الاسئلة مهما بلغت قوتها الاحصائية. وهنا ينتقل المؤمن الى اية اخرى - 00:03:18ضَ

اه وان من شيء الا عندنا خزائنه. وما ننزله الا بقدر معلوم فلكل ارض قدرها ولكل ارض حدها ومبتدأها ومنتهاها ويتدبر المؤمن ايضا قوله عز وجل والذي نزل من السماء بقدر فانشرنا به بلدة - 00:03:42ضَ

سميت كذلك تخرجون. فينزل المطر بمقدار حاجة الخلق اليه. فلم يجعله الله عز وجل طوفانا فلم يجعله الله تعالى كالطوفان. فيكون عذابا كالذي نزل على قوم نوح ولم يجعله عز وجل قليلا لا ينبت به النبات والزرع من قلته. لكن جعله عز وجل غيثا - 00:04:12ضَ

يحيي الارض الميتة. ويحدثنا القرآن عن الماء قبل ان ينزل. فيقول عز وجل وهو الذي يرسل الرياح بشرا وفي قراءة نشرا بين يدي رحمته. حتى اذا اقلت ثقالا سقناه الى سقناه لبلد ميت. فانزلنا به الماء فاخرجنا به من كل الثمرات - 00:04:42ضَ

كذلك كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون. وهنا يتساءل المؤمن ايضا هل توجد محركات نفاثة مهما بلغت قوتها تستطيع ان تسوق سحابة من هذه السحب التي نراها فوقنا وتدفعها من اقصى الارض الى اقصاها وتحركها في اتجاهات مختلفة - 00:05:12ضَ

الجواب عندكم ويحدثنا القرآن ايضا عن الماء لكن بعد نزوله وماذا يحدث بسببه قال الله سقناه لبلد ميت فانزلنا به الماء فاخرجنا به من كل الثمرات وفي اية اخرى الم ترى ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة - 00:05:42ضَ

ان الله لطيف خبير. ويقول عز وجل هو الذي انزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون. تسومه الانعام وتأكله وترعاه. ثم الثمرة بعد ذلك ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات - 00:06:12ضَ

ففي ذلك لاية استمع يا عبد الله ربك يقول لك ان في ذلك لاية لمن يا رب؟ لقوم يتفكرون ترون ويقول عز عز عز عز عز وجل الم تر ان الله انزل من السماء ماء فسلكه ينادي - 00:06:42ضَ

بيع في الارض ثم يخرج به زرعا مختلفا الوانه. ثم يهيج فتراه مصفرا. ثم يجعله حطاما ان في ذلك لذكرى. اي والله. لكن لمن؟ لاولي الالباب. يتذكرون بهذا الزرع الذي ينبت ويخضر - 00:07:02ضَ

ثم يصير هشيما ويصفر بحقيقة هذه الحياة الدنيا. زهرة ثم تذبل. وفي ثنايا الحديث عن هذه الاية العظيمة يذكر الله عز وجل عباده بالقضية الكبرى التي ابدى القرآن فيها واعاد الا وهي قضية البعث. واحياء الموتى يوم الدين. كذلك تخرجون. كذلك نخرج - 00:07:22ضَ

الموتى لعلكم تذكرون. ايها الاخوة ويحدثنا القرآن ايضا عن الماء حديثا يذكرنا فيه ربنا عز وجل بقدرته على ما يكون من اثار المطر. اذا نزل على هذه الارض بهذا الحديث تذكيرا لا يقتصر على مجرد الاخبار. يحدثنا حديثا لا يقتصر على - 00:07:52ضَ

مجرد الاخبار بل يربطه بما يوجب التذكر والاعتبار. فيقول عز وجل انزل من السماء ايماء فسالت اودية بقدرها. فاحتمل السيل زبدا رابيا. ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله. كذلك يضرب الله الحق والباطل - 00:08:22ضَ

وهنا يأتي الاعتبار والتذكر. فاما الزبد فيذهب جفاء. فاما الزبد فيذهب جفاء اما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال. اعتبر ايها المؤمن هذا الزبد والجفاء الذي يدفعه الماء الى حيث يتلف يشبه تماما تلك الاقوال والكتب والكلمات - 00:08:52ضَ

والمقاطع الباطلة كلها جفاء وزبد. سيذهب يوما من الدهر. اما كلمة الحق اما كلمة الحق فانها تمكث في الارض وينتفع بها الخلق. فاحرص ايها المؤمن وانت ترى ما ترى بعينك. على - 00:09:22ضَ

باعتبار والتذكر بهذا المثل الذي ضربه الله لي ولك. يقول ابن القيم رحمه الله فالماء لولا كثرته تدفقه في الاودية والانهار. لظاق عن حاجة الناس اليه. ولغلب القوي الضعيف واستبد به دونه. فيحصل - 00:09:42ضَ

ضرر وتعظم وتعظم البلية مع شدة حاجة جميع الحيوان اليه من الطير والوحش والسباع. فاقتضت الله ان كان بهذه الكثرة والسعة في كل وقت. يسيل في الاودية والشعاب. ثم تأمل - 00:10:02ضَ

الحكمة البالغة في نزول المطر على الارض من علو. ليعم بسقيه وهادها وتلولها. وضرابها حكامها ومنخفضها ومرتفعها. ولو كان ربها تعالى انما يسقيها من ناحية من النواحي فحسب لما اتى الماء على الناحية المرتفعة الا اذا اجتمع في السفلى وكثر. وفي ذلك فساد عظيم. فاقتضت - 00:10:22ضَ

حكمة عز وجل اقتضت حكمته ان سقاها من فوقها فينشئ عز وجل السحب وهي روايا الارض ثم ويرسل الرياح فتحمل الماء من البحر وتلقحها به كما يلقح الفحل الانثى. فالله سبحانه ينشأ الماء في السحاب - 00:10:52ضَ

بانشاء تارة يقلب الهواء ماء وتارة يحمله الهواء من البحر فيلقح به السحاب ثم تنزل منه على الارض ولو انه ساقه الى الناس من البحر جاريا على ظهر الارض لم يحصل عموم السقي - 00:11:12ضَ

الا بخراب كثير في الارض. ولم يحصل عموم السقي لاجزائها كما تقدم. فصاعده عز وجل بحكمته ولطفه وقدرته صاعده الى الجو. ثم انزله على الارض بغاية من اللطف والحكمة. التي - 00:11:32ضَ

لا اقتراح لجميع عقول الحكماء فوقها. فانزله ومعه رحمته انزله على الارض. انتهى كلامه رحمه الله ومما وعظ الله به عباده بشأن الماء قوله سبحانه وانزلنا من السماء ماء ام بقدر فاسكناه في الارض. وانا على ذهاب به لقادرون. فتأمل اخي تأمل - 00:11:52ضَ

قوله عز وجل على ذهاب به فنكر سبحانه وتعالى هذا المعنى نكرة لا يحدد معها ها احد اين؟ وكيف يذهب الله عز وجل بهذا الماء؟ فقد يغور في طبقات الارض البعيدة. وقد يسلط - 00:12:22ضَ

قال تسلط عليه حرارة تجففه ثم لا ينتفع به. او بغير ذلك من الاسباب. فالذي امسكه بقدرته قادر على تبديده واضاعته. فيا له من اعاد ما اشده على القلب. ولو ذهب الماء لهلك الناس عطشا - 00:12:42ضَ

ولخربت اراضيهم فلا تنبت ذرعا ولا غرسا ولا هلكت مواشيهم. والمعنى الذي يمتن الله تعالى به هنا فمن نعمتي عليكم يا عبادي ان اترك لكم الماء على الارض جاريا. واخرج - 00:13:02ضَ

به ما اشاء من زرع وادر به ما اريد من ضر. ومما وعظ الله به عباده بشأن الماء ان ايها الاخوة قوله عز وجل في خواتيم سورة الملك سورة الملك التي تمدح الله فيها بقوته - 00:13:22ضَ

وملكه وعظمته. فقال سبحانه في اخر سؤال طرح في هذه السورة قل ارأيتم ان اصبح ماؤكم غورا ذهب في الارض فمن يأتيكم بماء نعيم؟ من يأتيكم بماء معين؟ سمع احد الملاحدة هذه الاية فقال ساخرا مستهزئا تجيء به الفؤوس والمعاول - 00:13:42ضَ

فجفف الله ماء عينيه في لحظته. نعوذ بالله من الجرأة على الله واياته. ان هذا التجفيف للعينين لماء العينين ايها الاخوة. رسالة سريعة لهذا الملحد المجرم. لا نريد منك ان تظهر ما غار من مياه الارض - 00:14:12ضَ

ارض بل ان كنت صادقا فاعد الماء الى عينيك. هذه عباد الله بعض الاشارات الى حديث القرآن عن الماء فاعتبروا بها وكونوا لنعم ربكم من الشاكرين. ولاياته من المتدبرين تصلح - 00:14:32ضَ

ذلك قلوبكم ويرضى عنكم ربكم. ومن رضي عنه مولاه فقد بلغ المنى ونال الكرامة - 00:14:52ضَ

خطب الجمعة

حديث القرآن عن الماء|د.عمر المقبل|

عمر المقبل