الحديث - الدورة (2) المستوى (1)

حديث: (لا تطروني...) - المحاضرة 14 - الحديث - المستوى الأول 2 - د. عيسى المسملي

عيسى المسملي

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. تقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد مرحبا بكم في المجلس الرابع عشر - 00:00:56ضَ

من هذه المجالس الحديثية التي نتدارس فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المستوى الاول في اكاديمية زاد نسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح - 00:01:19ضَ

في هذا المجلس نبدأ بعون الله تعالى في الحديث الحادي عشر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سمع عمر رضي الله تعالى عنه يقول على المنبر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:01:42ضَ

لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبده فقولوا عبد الله ورسوله خرجه البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم اشار فيه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الى قضية عظيمة جدا - 00:02:11ضَ

وهي الحذر من الغلو كما انه عليه الصلاة والسلام قد اشار في نصوص اخرى الى انه لا يؤمن احد حتى يكون هو صلى الله عليه وسلم احب اليه من اهله ووالده وولده والناس اجمعين - 00:02:45ضَ

فمحبته صلى الله عليه واله وسلم قيد في الايمان لا ايمان الا بمحبته عليه الصلاة والسلام كما سيأتي الاشارة الى بعض الاحاديث ولكنها محبة شرعية محبة شرعية ليس فيها غلو واطراء - 00:03:14ضَ

واشار النبي عليه الصلاة والسلام الى سبب ضلال امة من الامم بهذا السبب وهو الغلو والاطراء فقال عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم الاطراء هو المبالغة والافراط - 00:03:45ضَ

المديح او وصف الانسان بما هو اعلى مما يستحق كما لو وصف بعض الناس مثلا والقي عليه بعض الصفات التي لا تكون الا لله عز وجل فهذا من الغلو والاطراء - 00:04:13ضَ

ما الذي فعلت النصارى لقوله عليه الصلاة والسلام كما اطرت النصارى ابن مريم ماذا قال الله تعالى عنهم قال الله تبارك وتعالى موجها هذه الامة المصطفاة ياء ومبينا ومبينا ومخاطبا اهل الكتاب - 00:04:38ضَ

كيف وقعوا في هذا الامر العظيم وهذه المخالفة العظيمة فقال سبحانه يا اهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله - 00:05:02ضَ

وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض - 00:05:26ضَ

وكفى بالله وكيلا لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون. ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا اذا الله عز وجل يخاطب اهل الكتاب يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم - 00:05:55ضَ

ثم قال لهم ولا تقولوا ثلاثة وهذا من صور الغلو لان من من غلو النصارى قال بعضهم هو الله هو الاله هو الرب هكذا يقولون ويقولون ايضا هو ابن الله - 00:06:25ضَ

ويقولون ايضا هو اله تام. ويقولون انسان تام فغلوا غلوا عظيما وخرجوا عن الحد الشرعي الذي بينه الله تبارك وتعالى ولهذا قال لهم ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم ثم - 00:06:47ضَ

وقال لهم انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه هذه منزلته رسول من الله رسول من الله تعالى وهو عبد لله تعالى ورسول وروح منه - 00:07:10ضَ

فلا تغلوا ولا تقولوا هذه المقولات هذه صور من ضلال هذه الامة التي غلت في نبيها وفي الانبياء وبضد ذلك اليهود الذين جفوا اليهود يقولون والعياذ بالله يتهمونه يتهمون عيسى عليه السلام بانه جاء من طريق باطل - 00:07:35ضَ

ويتهمون امه ولهذا قال الله عز وجل عن اليهود وقولهم على مريم بهتانا عظيما فانظر كيف جنحت هاتان الامتان جنوحا عظيما. فالنصارى غلوا حتى قالوا هو الله او ابن الله او ثالث ثلاثة - 00:08:06ضَ

وانظر كيف جنحت اليهود حتى كان لها مع الانبياء ام حتى كان لهم مع الانبياء امر عظيم ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق وفي الاية الاخرى ويقتلون الانبياء - 00:08:34ضَ

بغير حق ثم ايضا بما ذكر الله عز وجل من قولهم هذا القول العظيم وقولهم على مريم بهتانا عظيما فلا تغلوا في شيء من الامر واقتصد الى طرفي قصد الامور - 00:09:01ضَ

ذميم ما هو التوسط بين الغلو وبين الجفاء ذلك الذي هدى الله اليه هذه الامة المصطفاة سنواصل الحديث ان شاء الله. ولكن بعد فاصل قصير انيق المنظر طيب المخبر. مجالسته انفع مجالسة. ومؤانسته امتع مؤانسة. انه الكتاب. من - 00:09:23ضَ

خلاله نجالس العلماء والصالحين. قيل لابن المبارك الا تجلس معنا؟ قال ما اجلس الا مع الصحابة والتابعين يعني قراءة سيرهم. وقد كان العلماء مشغوفين بالكتب شراء وقراءة. قال ابن الجوزي - 00:10:04ضَ

ما اشبع من مطالعة الكتب. واذا رأيت كتابا لم اره فكأني وقعت على كنز. ولو قلت اني طالعت عشرين الف مجلد كان اكثر. وطالب العلم لا تخلو مكتبته من الكتب الاساسية في شتى العلوم. ففي التفسير مثلا - 00:10:25ضَ

هلا تفسير السعدي وتفسير ابن كثير وفي العقيدة كتاب التوحيد والطحاوية والواسطية مع بعض الشروح. وفي الحديث الكتب الستة مع اهم شروحها. وهكذا بقية العلوم. وقبل الشراء استشر اهل الخبرة. ليدلوك على اهم الكتب - 00:10:45ضَ

وافضل الطبعات. لا سيما ما حققه العلماء الثقات كالالباني وبكر ابي زيد احرص على التنويع في شراء الكتب. ولا تقتصر على فن واحد او فنين. واعتن بكتب النوازل الفقهية والعقدية - 00:11:07ضَ

ولا تبخل باعارة الكتاب وحافظ عليه ان استعرته. ولا تستكثر ما تنفقه في شراء الكتب. وصدق من قال تلك النفائس لو تباع بوزنها ذهبا لكان البائع المغبونا بشرى لنا زاد اكاديمية للعلم كالازهار في البستان - 00:11:25ضَ

مرحبا بكم مرة اخرى مع حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم تقدمت الاشارة الى جنوح الطائفتين من اهل الكتاب النصارى جنحوا في الغلو - 00:11:58ضَ

واليهود جنحوا بالجفاء والعياذ بالله واما المسلمون الذين هداهم الله تبارك وتعالى الى الحق فانهم يقولون عن عيسى مثلا هو عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه وهو وجيه في الدنيا والاخرة - 00:12:16ضَ

ومن المقربين ويصفونه بما وصفه الله تبارك وتعالى في كتابه لا يغلون فيه غلو النصارى ولا يقصرون في حقه تقصير اليهود وكذلك قول اهل الاسلام في سائر الانبياء والمرسلين امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون - 00:12:40ضَ

كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله نعم وفي هذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم رأينا قبل قليل اشارات - 00:13:05ضَ

كيف غلوا كيف غلا النصارى القول عن عبد الله ورسوله عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فقال عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم وقال عليه الصلاة والسلام ايضا كما في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه - 00:13:25ضَ

لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده من والده وولده والناس اجمعين لا يؤمن احدكم لا يؤمن احدكم حديث في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه. حتى اكون احب اليه من والده - 00:13:51ضَ

وولده والناس اجمعين وفي صحيح البخاري ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه - 00:14:16ضَ

من والده وولده وفي الصحيح صحيح البخاري عن عبدالله بن هشام قال كنا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو اخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر - 00:14:41ضَ

يا رسول الله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا والذي نفسي بيده - 00:15:06ضَ

حتى اكون احب اليك من نفسك فقال له عمر رضي الله عنه فانه الان والله لانت احب الي من نفسي والله لانت احب الي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:15:35ضَ

الان يا عمر هذه النصوص وغيرها جعلت جعلت من اركان الايمان محبة النبي عليه الصلاة والسلام. لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ايضا في حديث عمر حتى من نفسك - 00:16:08ضَ

فمع محبته صلى الله عليه وسلم التي تقتضي الايمان به وطاعته صلى الله عليه وسلم الامر بالفعل وفي النهي بالترك وتصديقه صلى الله عليه وسلم في الاخبار والاعتقادات والا نعبد الله تبارك وتعالى - 00:16:34ضَ

الا بما شرعه وبينه لنا عليه الصلاة والسلام عن الله تبارك وتعالى فلا يكون الايمان حتى يكون احب الينا حتى من انفسنا صلى الله عليه واله وسلم وتكتمل الصورة بالاعتدال والاتزان - 00:17:03ضَ

كيف يكون ذلك؟ بقوله عليه الصلاة والسلام لا تطروني والاطراء هو الافراط في المديح والخروج به صلى الله عليه وسلم في الاوصاف عن الاوصاف التي جعلها الله تبارك وتعالى له - 00:17:27ضَ

وميزه وخصه بها عليه الصلاة والسلام من صور الاطراء مثلا من صور الاطراء مثلا ان يوصف عليه الصلاة والسلام بانه غياث الملهوفين مثلا وانما ذلك الله عز وجل كما قال ذلك القائل - 00:17:47ضَ

الذي يتحدث عن النبي عليه الصلاة والسلام ويمدحه يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم لا نلوذ عند الضر والشدائد لا نلوذ الا بالله فهذا الى الله عز وجل - 00:18:10ضَ

امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارظ لا اله مع الله الذي يكشف الضر ويرفعه انما هو الله عز وجل اذا فقوله عليه الصلاة والسلام لا تطروني - 00:18:32ضَ

نهي عن الافراط في المديح ومجاوزة الحد ما فائدة ذلك ما حكمة ذلك فائدته وحكمته ان ننزله عليه الصلاة والسلام توقيرا وثناء وصلاة وسلاما ومدحا في الموضع اللائق الذي يليق به عليه الصلاة والسلام - 00:18:55ضَ

والا نغلو به والا نغلو فيه عليه الصلاة والسلام فنصفه مثلا بما هو من خصائص الله تبارك وتعالى ما الحكمة في هذا؟ النهي الحكمة في هذا النهي وما كان عليه الصلاة والسلام - 00:19:27ضَ

يحرض امته عليه من تجريد واخلاص التوحيد لله تبارك وتعالى لان الاطراء والمبالغة لان الغلو والاطراء والمبالغة في ذلك يخرج العبد عن الحد الشرعي الى الحد المذموم جاء في صحيح البخاري - 00:19:50ضَ

جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وارضاه بيان اثر من اثار هذا الغلو الذي قد سبق في الامم الماضية فقد ذكر رضي الله عنه وارضاه - 00:20:17ضَ

او اشار رضي الله عنه وارضاه الى ما ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه من الاصنام وسواع ويغوث ويعوق ونسر فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وارضاهما قال ها يعني عن هذه الاسماء وعن هذه الاصنام هي في الاصل معنى كلامه اسماء رجال صالحين من قوم نوح - 00:20:35ضَ

فلما هلكوا هلك هؤلاء الصالحون فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم انصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون انصابا. اجعلوا لهم تماثيل اجعلوا لهم تماثيل ما الحكمة ما هي حتى يعني - 00:21:10ضَ

تكون حافزا لهم لكن ما الذي نتج عن ذلك كيف تطور الامر ذلك ما سنواصل الحديث عنه ان شاء الله. ولكن بعد فاصل قصير الازهار في البستان القرآن الكريم هو اصل الاصول - 00:21:40ضَ

فمن علم احكاما ووفق للعمل بها فاز بالفضيلة في دينه ودنياه ونورت في قلبه الحكمة وصار اماما في الدين وقد كان العلماء سلفا وخلفا. يبدأون طلب العلم بحفظ القرآن. قال ابن عبدالبر ولا اقول ان حفظه - 00:22:10ضَ

كن له فرض ولكن ذلك شرط لازم على من احب ان يكون عالما فقيها وطالب العلم يحرص على فهم القرآن وتعلم معانيه قال سعيد بن جبير من قرأ القرآن ثم لم يفسره كان كالاعمي او كالاعرابي - 00:22:34ضَ

وبالتدبر يستنبط الدقائق والاحكام. ويستطيع تطبيق القرآن على الواقع بشكل صحيح. وبه يحصل الخشية والخشوع قال تعالى لذا ينبغي ان نهتم بمدارسة القرآن في المساجد والمدارس. والدور المتخصصة في تحفيظ القرآن وتعليمه. وينبغي ان نستخدم التكنولوجيا الحديثة - 00:22:55ضَ

في تعلم القرآن وتعليمه من خلال الانترنت والفضائيات اعلم يا طالب العلم ان القرآن الكريم هو رأس مالك وهو اربح التجارات قال تعالى وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية. يرجون تجارة - 00:23:34ضَ

مرحبا بكم مرة اخرى وقفنا عند قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وارضاهما المخرج في صحيح البخاري عن اسماء تلك الاصنام قال اسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا يعني هلك الصالحون هؤلاء - 00:24:07ضَ

اوحى الشيطان الى قومهم الشيطان ان انسبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون انصابا وسموها باسمائهم ففعلوا فلم تعبد في بادئ الامر هذا استدراج هذا استدراج من الشيطان كان في البداية تذكرهم هكذا يريدون وهكذا يزعمون. تذكرهم الجد في العبادة. هؤلاء كانوا قوم كانوا قوما صالحين - 00:24:42ضَ

فجعلوا لهم انصابا قال فلم تعبد حتى اذا هلك اولئك وتنسخ العلم عبدت. يعني صار الاطراء في بادئ الامر ثم تطور الامر وتدرج حتى قل العلم فعبدوها من دون الله تبارك وتعالى - 00:25:13ضَ

اذا علم ذلك علمت الحكمة من قوله عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم وهذا اصل باستحضار النصوص التي سبق ذكرها في محبة النبي عليه الصلاة والسلام - 00:25:36ضَ

التي ينتج عن في محبة النبي عليه الصلاة والسلام وطاعته واتباع ما جاء به عليه الصلاة والسلام. والتأسي والاقتداء ثم ايضا الصلاة والسلام عليه والثناء عليه وتوقيره من غير اطراء ولا غلو - 00:25:55ضَ

بهذا يكون الانسان المسلم معتدلا غير غير غال ولا جاف. اذا اقام للنبي عليه الصلاة والسلام حقه من من التأسي والاقتداء والانقياد فهذه الاحاديث وهذه القصة تشير الى الحكمة وغيرها كثير. يشير الى الحكمة فقوله عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم - 00:26:18ضَ

فيه اشارة الى التوسط والاعتدال وان ننزل النبي محمدا صلى الله عليه واله وسلم سيد الثقلين منزلته اللائقة به عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبده - 00:26:48ضَ

فقولوا عبد الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم فانما انا عبده قد وصف الله تبارك وتعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في اشرف مقاماته وصفه بالعبودية اشارة الى ان تحقيق هذا المقام - 00:27:12ضَ

مقام العبودية هو مرتبة عالية سنية يصل اليها الانسان وصفه الله تبارك وتعالى بالعبودية في اشرف مقاماته صلى الله عليه واله وسلم من ذلك مثلا مقام لم يبلغه احد ذلكم المقام العظيم الرفيع - 00:27:40ضَ

المقام والتكريم الرباني الذي اكرم الله تبارك وتعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم وخصه به الاسراء والمعراج الذي بلغ مكانا لم يبلغه احد صلى الله عليه واله وسلم فقال الله تبارك وعز - 00:28:08ضَ

عن ذلك المقام سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله. فانظر كيف وصفه بهذا المقام الذي هو مقام العز والشرف والرفعة والثناء انه صلى الله عليه وسلم عبد لله. وصفه بذلك فقال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من - 00:28:32ضَ

الحرام الى المسجد الاقصى ايضا من اعظم مقامات من اعظم المقامات التي يصل اليها الانسان حين يوحى اليه وحين ينزل الوحي عليه واعظم ما تقدم من ذلكم مما نزل على الانبياء - 00:29:05ضَ

ومن الانبياء اعظمهم واعظم ما نزل اعظمهم هو النبي الكريم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. واعظم ما انزل الله تبارك وتعالى على نبي هو القرآن الكريم فقال سبحانه وهو - 00:29:28ضَ

يحكي هذا الامر تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا انظر حين ذكر الله تبارك وتعالى هذا المقام الرفيع هذا المقام الجليل وصفه عليه الصلاة والسلام بالعبودية وصفه سبحانه وتعالى وصلى الله على نبينا وسلم وصفه بالعبودية تبارك الذي نزل - 00:29:48ضَ

الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ولما تحدى المشركين بما انزل الله تبارك وتعالى على عبده عليه الصلاة والسلام قال وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله الى اخر ما قال - 00:30:20ضَ

سبحانه وتعالى فهذا مقام رفيع. مقام جليل الا وهو وسط تحقيق العبودية لله تبارك وتعالى. فمن هنا حين يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فان انما انا عبده فقولوا عبد الله ورسوله - 00:30:43ضَ

الجمع بين هذين الوصفين وصف كمال للمصطفى صلى الله عليه واله وسلم نعم ايها الاخوة الكرام من مجمل هذا الحديث فوائد الفائدة الاولى في هذا الحديث التأكيد على ما جاء ذكره في سورة الفاتحة - 00:31:07ضَ

من التحذير عن سلوك سبيل المغضوب عليهم والضالين فهما طريقان قال الله تعالى عنهما في اعظم سورة في كتابه ونردد ذلك في صلاتنا وفي كل ركعة منها اهدنا الصراط المستقيم - 00:31:32ضَ

صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم اليهود ولا الضالين النصارى كما فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فطريقنا وصراطنا صراط المستقيم والصراط صراط الذين انعم الله عليهم كما جاء مبينا في موضع اخر من كتابه. ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله - 00:31:54ضَ

عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. فالصراط المستقيم الذي ندعو الله ان يثبتنا عليه وان يهدينا اليه دائما هو صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وهو لا شك غير صراط المغضوب عليهم - 00:32:21ضَ

وغير صراط الضالين. من فوائد الحديث ايضا التأكيد على لزوم الاعتدال. والاستقامة والحذر من سلوك سبيل الضالين او المغضوب عليهم. كما يحصل في هذه الامة من بعض المنتسبين فمثلا الرافضة - 00:32:41ضَ

غلوا في غلوا في الائمة حتى وصفوهم بالعصمة وكذلك ايضا بعض اتباع الطرق غلوا في اوليائهم او في الاولياء حتى وصفوهم بعلم الغيب وتصريف الكون وغير ذلك. فانظر كيف يستدرج الشيطان - 00:33:05ضَ

كثيرا من الناس فيضلهم عن الحق والهدى بطرق ووسائل منها من وسائل الشيطان الغلو يجعلهم يغلون في الصالحين او في غيرهم حتى يخرجوا عن طريق الاستقامة وعن الصراط المستقيم. فالغلو سبب من اسباب الضلال والغواية - 00:33:28ضَ

اذا تذكرت واستحضرت ذلك ادركت الحكمة الجليلة من قوله عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبده فقولوا عبد الله ورسوله. نسأل الله تبارك وتعالى - 00:33:52ضَ

ان ان يرزقنا محبته تبارك وتعالى ومحبة نبيه صلى الله عليه واله وسلم على الوجه الذي يرضيه عنا سبحانه وتعالى. وان ان يرزقنا وان يرزقنا طاعته واتباعه والتأسي به صلى الله عليه وسلم. وان يوردنا حوضه انه - 00:34:13ضَ

انه سميع قريب والى اللقاء القادم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بشرى لنا بشرى لنا زاد اكاديمية للعلم كالازهار في تاني - 00:34:37ضَ