التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذا حديث عن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:00ضَ
منن الله على عباده جسام ونعمه عليهم عظام ومن اجل نعمه ان ارسل الرسل به معرفين ولتوحيده داعين وهم الوسائط بين الله وخلقه في امره ونهيه والسفراء بينه وبين عباده - 00:00:25ضَ
قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ولا سبيل الى السعادة في الدنيا والاخرة الا على ايديهم ولا طريق الى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل الا من جهتهم. ولا ينال رضى الله البتة - 00:00:48ضَ
لا من طريقهم. قال شيخ الاسلام رحمه الله الرسالة ضرورية للعباد لابد لهم منها وحاجتهم اليها فوق حاجتهم الى كل شيء والرسالة رح العالم ونوره وحياته ولا بقاء لاهل الارض الا ما دامت اثار الرسل موجودة فيهم - 00:01:14ضَ
فاذا اندرست اثار الرسل من الارض وانمحت بالكلية خرب الله العالم العلوي والسفلي واقام القيامة وخير الرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشرف امته وعلو منزلتها به قال ابن كثير رحمه الله - 00:01:42ضَ
وانما حازت هذه الامة قصب السبق الى الخيرات بنبيها محمد صلى الله عليه وسلم ولفضله كان صحبه خير صحب لنبي وقرنه خير قرن وما فضل الا به ولفضل الله عليه كان اكثر الرسل تابعا يوم القيامة - 00:02:06ضَ
اختاره الله من بين الناس فكان سيد ولد ادم. واصطفاه الله على الخلق فكان خيرهم قال عليه الصلاة والسلام ان الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم - 00:02:30ضَ
واصطفاني من بني هاشم رواه مسلم عظمه الله فاقسم بعمره. ولم يناده في كتابه باسم مجرد كسائر الانبياء بل ما ناداه الا باسم النبوة والرسالة شرح الله صدره وغفر ذنبه ورفع ذكره - 00:02:52ضَ
واخذ الله على النبيين الميثاق بالايمان به قال عز وجل واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا - 00:03:15ضَ
قال ابن كثير رحمه الله وهو الامام الاعظم الذي لو وجد في اي عصر وجد لكان هو الواجب الطاعة المقدم على الانبياء كلهم ولهذا كان امامهم ليلة الاسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس - 00:03:42ضَ
ختم الله به النبوة والرسالة ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. واتم به الدين اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ايده الله بالايات - 00:04:03ضَ
وانزل عليه افضل كتاب. وحفظ دينه ووعد بنصره. الايمان به عليه الصلاة والسلام ومحبته صديقه اصل من اصول الدين. قرنت الشهادة له بالرسالة بالشهادة لله بالوحدانية ارسله الله الى العرب والعجم والانس والجن - 00:04:27ضَ
قال سبحانه قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا ارسله الله رحمة للعالمين فحصل لهم النفع برسالته ورحمته بالمؤمنين خاصة قال عز وجل ورحمة للذين امنوا منكم ما ترك خيرا الا دل الامة عليه - 00:04:51ضَ
ولا شرا الا حذرها منه قال صلى الله عليه وسلم ما يكن عندي من خير فلن ادخره عنكم. متفق عليه ومن لم يؤمن بالنبي عليه الصلاة والسلام ويتبعه توعده الله بالنار - 00:05:18ضَ
قال عز وجل ومن لم يؤمن بالله ورسوله فانا اعتدنا للكافرين سعيرا واهل الكتاب واجب عليهم الايمان به واتباعه قال صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني - 00:05:38ضَ
ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار رواه مسلم ولا غنى للناس عن الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وطاعته في كل مكان وزمان ليلا ونهارا سفرا وحضرا علانية وسرا - 00:06:05ضَ
جماعة وفرادى قال شيخ الاسلام رحمه الله وهم احوج الى ذلك من الطعام والشراب بل من النفس. فانهم متى ذلك فالنار جزاء من كذب بالرسول صلى الله عليه وسلم وتولى عن طاعته - 00:06:30ضَ
بالنبي صلى الله عليه وسلم زكانا الله وعلمنا ما لم نكن نعلم قال تعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين - 00:06:51ضَ
قال الشافعي رحمه الله فلم تمسي بنا نعمة ظهرت ولا بطنت نلنا بها حظا في دين ودنيا او دفع بها عنا مكروه فيهما وفي واحد منهما. الا ومحمد صلى الله عليه وسلم سببها - 00:07:13ضَ
القائد الى خيرها والهادي الى رشدها ولا يتحقق ايمان العبد بالنبي صلى الله عليه وسلم الا بطاعته. قال سبحانه من يطع الرسول فقد اطاع الله وقد امر الله بطاعته في اكثر من ثلاثين موضعا من القرآن - 00:07:33ضَ
وقرن طاعته بطاعته وقرن بين مخالفته ومخالفته من اطاعه فاز ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اعظم خصال التقوى واكدها واصلها افراد الله بالعبادة وافراد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمتابعة - 00:07:56ضَ
قال سبحانه وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وفي ذلك حياة المرء وسعادته. قال عز وجل يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم والفتنة في مخالفته. قال سبحانه - 00:08:23ضَ
فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. ومن حادث لاذله الله قال تعالى ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين. ومن رغب عن سنته توعد - 00:08:49ضَ
براءة النبي صلى الله عليه وسلم منه. قال عليه الصلاة والسلام من رغب عن سنتي فليس مني متفق عليه. ومن حقه صلى الله عليه وسلم الا يعبد الله الا بما شرع. لا بالاهواء والبدع - 00:09:12ضَ
ولا رأي لاحد مع سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. رواه مسلم. حبه من اعظم واجبات الدين - 00:09:33ضَ
ولا يكفي فيها اصل المحبة. بل واجب ان تكون محبة زائدة على محبة جميع الخلق حتى النفس قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين. متفق - 00:09:52ضَ
ولا ينال العبد حلاوة الايمان الا بذلك قال عليه الصلاة والسلام ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله - 00:10:16ضَ
وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار متفق عليه والمحبة الصادقة تظهر في المتابعة قال عز وجل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم - 00:10:41ضَ
والصادق في محبته يحشر معه في الاخرة جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل احب قوما ولم بهم فقال المرء مع من احب - 00:11:06ضَ
متفق عليه. ومن محبته النصيحة له بالايمان به وبما جاء عنه والتمسك بطاعته واختيار سنته ونشر علومه وتعظيم امره ومحبة اوليائه ومعاداة اعدائه قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة - 00:11:26ضَ
قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم تعظيمه وتوقيره من اسس الدين. ومن حكم بعثته قال تعالى انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا - 00:11:52ضَ
قال الحليمي رحمه الله حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم اجل واعظم واكرم والزم لنا واوجب علينا من حقوق السادات على مماليكهم. والاباء على اولادهم. لان الله الله تعالى انقذنا به من النار في الاخرة. وعصم به لنا ارواحنا وابداننا واعراضنا - 00:12:25ضَ
واموالنا واهلينا واولادنا في العاجلة. فهدانا به لما اذا اطعناه فيه ادانا الى جنات النعيم اعظم من عرف قدر النبي صلى الله عليه وسلم هم اصحابه. قال عروة ابن مسعود رضي الله عنه - 00:12:55ضَ
والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكا قط يعظمه اصحابه ما يعظم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا. اذا تكلم خفض اصواتهم عنده - 00:13:15ضَ
وما يحدون اليه النظر تعظيما له رواه البخاري واشد الناس حبا له صحابته قال عمرو بن العاص رضي الله عنه ما كان احد احب الي من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:39ضَ
ولا اجل في عيني منه وما كنت اطيق ان املأ عيني منه اجلالا له ولو سئلت ان اصفه ما اطقت لاني لم اكن املأ عيني منه. رواه مسلم. من عرف سيرته وسنته او سمع بها وهو - 00:13:59ضَ
عادل مع نفسه لم يملك الا ان يجله. سمع به ملوك النصارى فعظموه. قال هرقل لو كنت عنده لغسلت قدميه متفق عليه. قال ابن حجر رحمه الله وفي اقتصاره على ذكر غسل القدمين اشارة منه الى ان - 00:14:22ضَ
انه لا يطلب منه اذا وصل اليه سالما لا ولاية ولا منصبا. وانما يطلب ما تحصل به البركة. رأس الادب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كمال التسليم له. والانقياد لامره - 00:14:45ضَ
وتلقي خبره بالقبول والتصديق ومن الادب معه الا يستشكل قوله بل تستشكل الاراء لقوله ولا يعارض قوله بقياس ولا يوقف قبول ما جاء به على موافقة احد قال ابن القيم رحمه الله العقل مع الوحي كالعامي المقلد مع المفتي العالم - 00:15:06ضَ
بل ودون ذلك بمراتب كثيرة لا تحصى. ومن اعظم حقوقه صلى الله عليه وسلم انزاله المنزلة التي انزله ربه عز وجل من العبودية والرسالة. فلا يرفع الى منزلة الربوبية فيدعى من دون الله ولا يحط من قدره فيترك اتباعه - 00:15:35ضَ
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا احبه الله وامرنا بحبه وبعثه وامرنا بتصديقه وايده وامرنا بالتمسك بشريعته واعزه وامرنا بالذب عنه ولن يدخل احد الجنة الا بالايمان به واقتفاء اثره - 00:16:01ضَ
والرسالة ضرورية في اصلاح العبد في معاشه ومعاده فكما انه لا صلاح له في اخرته الا باتباع الرسالة فكذلك لا صلاح له في معاشه ودنياه الا باتباع الرسالة فالعز في طاعة الله ورسوله - 00:16:29ضَ
وكلما كان المرء مقتديا بالنبي صلى الله عليه وسلم علت درجته ومن ابغض النبي صلى الله عليه وسلم او هديه خذله الله واذله واهانه قال سبحانه ان شانئك هو الابتر - 00:16:53ضَ
وكل امة تعظم نبيها وصحابته واعظم شرف لهذه الامة تعظيم نبيها وحب صحابته فبه رفعتها وسعادتها وتقدمها على الامم نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:13ضَ
المحبين له المقتفين اثره وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:17:38ضَ