يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله جل وعلا. ايها الاحبة ان من المعاني - 00:00:00ضَ

التي اطلقت قرائح الشعراء والهبت مشاعر الادباء وزلزلت مكامن الوجدان في النفوس المعنى الذي اتفقت عليه الفطر السليمة معنى عبر عنه اصدق الناس لهجة صلى الله عليه وسلم انه حب الاوطان والديار. يقول عليه الصلاة والسلام عن مكة ان - 00:00:24ضَ

لخير ارض الله واحب ارض الله الى الله. ولولا ان قومك اخرجوني منك ما خرجت ولما انتقل صلى الله عليه وسلم الى المدينة قال اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة او اشد - 00:00:54ضَ

ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم انه سيترك مكة الى الى الابد. وانه سيبقى مهاجر وستبقى المدينة مكانه دعا الله عز وجل ان يحبب المدينة اليه كما حبب اليه مكة - 00:01:14ضَ

او اكثر كما في الصحيحين وكان عليه الصلاة والسلام اذا قدم المدينة اذا قدم المدينة من سفر ابصر درجاتها اوضع ناقته اي اسرع لها. قال ابن حجر رحمه الله وفيه دلالة على فضل - 00:01:34ضَ

المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين اليه. هذا الحب الفطري ايها الاحبة صار ضده هو اخراج الانسان من بلده التي احبها صار اخراجه منها اجبارا وقهرا صار عقوبة من العقوبات - 00:01:54ضَ

المقررة شرعا كما في عقوبة التغريب للزاني البكر. ومما يؤكد ما تقدم ان الله عز وجل جعل من مقامات عباده الصالحين ترك اوطانهم حفاظا على سلامة دينهم وصبرهم على اذى اعداء الله ورسله. وتحملهم فراق الاوطان في ذات الله عز وجل. قال الله تعالى الذي - 00:02:14ضَ

حين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله. وفي فضل المهاجرين يقول الله تعالى فقراء الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا. وفي سياق الحديث عن - 00:02:44ضَ

عن المنافقين واختبار صدق ايمانهم. يقول الله تعالى في شأنهم ولو انا كتبنا عليهم ان اخرجوا من اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم. ومن الاوطان ما يحب ولو لم يسكنه - 00:03:04ضَ

انسان وهما مكة والمدينة والمسجد الاقصى يحبها المسلم لحب الله ورسوله لها. ولما لها من المكانة المقدسة في دين الله تعالى. اذا تقرر هذا يا عباد الله وهو ان حب وهو ان حب الوطن الذي ينتمي - 00:03:24ضَ

اليه الانسان وعاش فيه وترعرع شيء فطري اقرته الشريعة فليعلم ان هذا الانتماء للبلد لا تلام عليه الانسان ما دام انه لا يتعارض مع الولاء للدين. والنصرة للشريعة فقد بقيت نسبة سلمان الى - 00:03:44ضَ

فارس وبلال الى الحبشة وصهيب الى الروم وان لم يكن روميا في الاصل. بقيت نسبتهم وانتشرت في كتب بالتاريخ والتراجم ولم يتعارض هذا مع نصرتهم لله ورسوله. ومن ظن ان هناك تعارضا بين هذا وذاك - 00:04:04ضَ

فانه لم يقرأ النصوص جيدا. ومن غلا وجعل الوطنية هي الاصل. وقدمها على الشرع ومسخ بها اصول الولاء والبراء والاخوة في الله. والنصيحة لله ورسوله فاننا لا نقابله بغلو في الجهاد - 00:04:24ضَ

الاخرى ونلغي هذا الحس الفطري ما دام انه في حدود الشرع والوسط خيار بين الغالي والجافي عنه ايها الاحبة ان الوطنية الحقة تقتضي من الانسان الحرص على اجتماع كلمة اهله. ونبذ كل اسلوب - 00:04:44ضَ

ووسيلة تدعو الى التفرق والتوكيد على اصل السمع والطاعة بالمعروف لمن ولاه الله تعالى امر المسلمين فيه لعلمائه خاصة ورثة الانبياء المبلغين للشريعة. ايها الاخوة ان المواطنة الحقة تدعو الى القيام بما انيط به من واجبات شرعية او تنظيمية لا تخالف الشرع ومحاربة الفساد - 00:05:04ضَ

ومحاربة الفساد بكل صوره وانواعه. وصور الفساد لا تنحصر في الفساد المالي. بل تشمل الفساد المالي يشمل الفساد السلوكي الذي يسعى لنشره وتطبيعه في المجتمع بعض من غفلوا عن سنن الله تعالى في الامم - 00:05:34ضَ

مجتمعات التي تنتشر فيها المنكرات ويطبع فيها الفسوق علنا. واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. فالواجب الشرعي والمواطنة الحقة التي تدعونا للغيرة على بلادنا واوطاننا هي ان نسعى بكل الطرق المشروعة لالغاء كل مظهر من مظاهر الفساد - 00:05:54ضَ

مالي والاخلاقي والسلوكي لان تطبيع امثال هذه الانواع من الفساد وتقريرها يعني خراب الاوطان والديار وترك ولان ترك السفهاء يعبثون بسفينة المجتمع يعني غرقها بمن فيها. صالحهم وطالحهم كما قال الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما مثل - 00:06:24ضَ

على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا كمثل قوم استهموا على سفينة فاصاب بعضهم اعلى وبعضهم اسفلها. فكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم. فقالوا - 00:06:54ضَ

لو انا خرقنا في نصيبنا يعني وهم في السفن بدل ما يصعدون كل مرة الى العلو فقالوا لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذي من فوقنا. قال النبي صلى الله عليه وسلم فان يتركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا - 00:07:14ضَ

وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا. المواطنة الحقة يا عباد الله هي التي تدفع صاحبها الى ان يحترم انظمة البلد وان يحافظ على هويته الاسلامية ومرافقه العامة وموارده الاقتصادية. المواطنة الحقة - 00:07:34ضَ

هي التي تدفع المسلم الى الدفاع عن بلده من الاعداء. يدافع عنه كما قال شيخنا العثيمين رحمه الله لا لتراب ولا لنحو ذلك من العبارات بل يدافع عنه لكونه بلدا اسلاميا اعتدي عليه. واننا لنرجوا لمن صح - 00:07:54ضَ

نيته في القتال على الحدود لدفع لدفع كيد المجرم الحوثي. ومن ورائه ايران التي تريد تقويض بلدان المسلمين تقويض امن بلدان المسلمين اننا لنرجوا لهم ان يكون قتيلهم شهيدا ومرابطهم ومرابطهم على - 00:08:14ضَ

خير عظيم. وللحديث بقية. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة. ونفعني واياكم بما فيهما من الايات والحكمة. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم. ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان ربي رحيم - 00:08:34ضَ

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه. نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد ما بعد اذا علم ما تقدم يا عباد الله فلنحذر من اناس تسلقوا على هذا المفهوم. مفهوم المواطنة - 00:08:54ضَ

وفصلوه على مقاساتهم الفكرية الملوثة وثقافاتهم المستوردة والذين ابتليت بهم بلادنا كما ابتليت بها غيرنا من بلاد الاسلام من طرفين. غلاة جحدوا نعمة الله عليهم في وطن امن شربوا من مائه واكلوا من خيره واستضلوا بشجره. رضوا شاؤوا ام ابوا ان يكونوا مطية للاعداء - 00:09:14ضَ

حاقدين واداة للمتربصين. فظلموا انفسهم وظلموا اهليهم وبلادهم. فتشربوا فكرا خبيثا كفروا به القريب والبعيد. وحملوهم وحملهم هذا الفكر الغالي الخبيث على قتل الوالدين. والاعمام والاخوال والاخوة فضلا عن غيرهم من الناس. وسعوا الى زعزعة الامن واتلاف انفسهم بقتلها تفجيرا - 00:09:44ضَ

وقصد المصلين في مساجدهم او اماكن تعبدهم. هذا طرف وطرف اخر يقابل هؤلاء في الغلو لا تقل خيانتهم للاوطانهم عن الغولات ان لم يزيدوا عليه. انهم اناس من بني جلدتنا - 00:10:14ضَ

يتكلمون بالسنتنا غزيت عقولهم واشربت قلوبهم حب الغرب. فامنوا بكل ما فيه من سيء وحسن وحلو ومر فاورثهم ذلك انتقاصا لاهلهم ومجتمعاتهم. ولو من لاوطانهم وسخرية من اعرافهم وتقاليدهم المعتبرة التي لا تناقض شرعا. فانقلبت فضائل مجتمعاتهم في اعينهم الى رذائل. ومحاسنهم الى - 00:10:34ضَ

مساوئ وصار التمسك بالدين وادابه تخلفا فترجموا هذه المعاني التي تشربوها ترجموها في مقالاتهم وفي فنونهم ومقابلاتهم على وسائل الاعلام او على معرفاتهم في مواقع التواصل وصار همهم الاكبر التشهير بهذا المجتمع المحافظ واظهار معايبه وتشويه سمعته في الداخل والخارج - 00:11:04ضَ

والسؤال هل من الوطنية الحقة وقبل ذلك هل من النصيحة الشرعية لائمة المسلمين وعامتهم القدح في بلادي واهلها المحافظين والتنقص منهم ومن انظمة البلد عبر وسائل عبر وسائل متنوعة امام سمع العالم - 00:11:34ضَ

اين المواطنة من هؤلاء الذين يجعل العدو المتربص من كلماتهم ومقابلاتهم شواهد يستشهد بها علينا ويجعلها سهاما توجه الى صدورنا ونحورنا. ان من اعظم صور الخيانة للوطن المسلم نشر الفكر نشر الفكر المضاد للعقيدة الصحيحة والتشكيك في مصادر التلقي القرآن والسنة بفهم - 00:11:54ضَ

في الامة وشق العصا شق العصا وتمزيق الناس بنشر التصنيفات التي ما انزل الله بها من سلطان. والتي من شأنها تقليب المجتمع بعضه على بعض. سواء كان هذا الفكر موغلا في الغلو والتكفير. او كان موغلا في نبذ الوحيين - 00:12:24ضَ

وكونهما مصدر التشريع. هل من الوطنية يا عباد الله ان يستمر كاتب في صحيفة او مذيع في قناة فضائية او في مواقع التواصل لا هم له لا هم له الا الحديث عن كل مظهر يمت للدين بصلة فشغل - 00:12:44ضَ

الشاغل العلماء والدعاة والمصلحون وتصنيفهم واستعداء الدولة عليهم والطعن في مؤسسات البلاد الشرعية او الامنية او المناهج مناهج التربية والتعليم في اسلوب يتعمد تضخيم الاخطاء والتركيز عليها طعن في المقاصد والنيات وربما ربما اوصق بهم تهمة الارهاب التي اصبحت اليوم التهمة الجاهزة - 00:13:04ضَ

لكل من يخالف منهج هؤلاء. وربما ايضا ربطهم بتنظيم دولي محظور في بلده. يستعدي عليهم الجهات الامنية او السلطة في الدولة. وهو لا يدري انه بذلك يستعدي الدول والطامعين في بلاده - 00:13:34ضَ

ربما كانت بعض تلك المنظمات والمؤسسات التي يصرح باسمها او يلمح جزءا من اجهزة دولته ولكن عدائه اعماه عن تبصر عاقبة مآله ومآل اقواله. وان هناك مراصد بحث ورصد اجنبية وهيئات دولية ترصد وتتابع وتترجم وتترقب مطامعها في بلادنا. ليجعلوا - 00:13:54ضَ

من هذه المقابلات والمقالات والبرامج الفظائية يجعلونها عذرا لهم في التظييق على مناهجنا ودعاتنا والمنظمات والهيئات الخيرية في بلادنا التي طال خيرها العالم. في دعاوى شهودهم فيها هم هؤلاء الكتاب وهم هؤلاء الاعلاميون الذين يتسلمون تلك المنابر الا بئس هذا الناس الا بئس هذا - 00:14:24ضَ

الا ما اعظم جريرة هؤلاء على اوطانهم وخيانتهم لها وان طنطنوا بمفردة الوطن. نسأل الله جل وعلى ان يقطع السنتهم وان يوفق الغيورين على الوطن على لكف شرهم وكسر اقلامهم وكتم اصواتهم - 00:14:54ضَ

واقول وبكل مرارة وغيرة حقيقية على الوطن. من لم يعتبر بخونة الاوطان في البلاد التي حولنا يعتبر ايها الاحبة ان الحب الحقيقي للوطن والحرص على بقائه قويا عزيزا لا يختصر في رفع - 00:15:14ضَ

سورة او علم او ترديد الاسم دون انتماء حقيقي. يحمل على الذب عنه والدفاع عن مقدراته ومكتسباته ثباته والتعاون بين افراده في كل سبب يدعو الى عزه والمحافظة على امنه وجمع كلمته. اللهم - 00:15:34ضَ

انا نسألك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام ان تجعل بلدنا هذا وسائر بلاد المسلمين ان تجعله امنا مطمئنا رخاء امنا يا رب - 00:15:54ضَ

خطب الجمعة

حقيقة الوطنية|خطبة 15-4-1438هـ |أ.د.عمر المقبل|

عمر المقبل