التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله - 00:00:00ضَ
احباب ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. يا - 00:00:19ضَ
ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد. واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ايها المؤمنون عباد الله ان المؤمن العامل بطاعة الله يحمل في كل عمل عبادي - 00:00:39ضَ
في كل طاعة وعبادة واجبة او مستحبة نفل او فرض يحمل همين الهم الاول هم لا لامر الله عز وجل هم طاعة الله فيما امر به وندب اليه من العبادات. وان تكون تلك العبادة - 00:00:59ضَ
على احسن ما يمكنه ان يأتي به ليكون ممن احسن عملا اخلاصا لله تعالى في عمله اخلاصا لله قال في عبادته فلا يرجو من احد من الخلق جزاء ولا شكورا. بل يبتغي بذلك وجه الله وان يكون عمله - 00:01:23ضَ
وان تكون عبادته على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا وفقه الله تعالى الى قيامه بهذا العمل هذا الهم سكن قلبه هم ثان وهو هم قبول عمله. وهذا الهم لا يقل اشغالا لقلب المؤمن - 00:01:43ضَ
من الهم الاول قال علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه كونوا لقبول العمل اشد اهتماما كونوا لقبول العمل اشد اهتماما منكم بالعمل. الم تسمعوا لقول الله عز وجل انما يتقبل الله من المتقين - 00:02:06ضَ
ولا عجب ايها المؤمنون فما قيمة العمل بلا قبول؟ انه هباء منثور. عباد الله قبول الله تعالى للعمل غاية المنى قبول الله تعالى للاعمال منتهى الامل فالقبول مفتاح العطاء والهبات - 00:02:26ضَ
قبول الله تعالى لك ولما كان من صالح عملك سبيل تنال به السعادات متى كان العبد من المقبول كان عند الله من الفائزين. قال ابو الدرداء لان استيقن ان الله تعالى تقبل مني صلاة واحدة احب - 00:02:46ضَ
الي من الدنيا وما فيها. لان الله تعالى ان يقول انما يتقبل الله من المتقين. عباد الله اهتمام المؤمن بقبول عمله سنة جارية كانت مما يجري عليه سادات الدنيا وائمتها من النبيين والمرسلين. ومن بعدهم ممن سلك سبيلهم من الصادقين والشهداء - 00:03:06ضَ
والصالحين. ايها المؤمنون خليل الرحمن وابنه اسماعيل يرفعان القواعد من البيت امتثالا لامر الله تعالى وقلوبهم وجلة والسنتهم لاهجة لاهجة ضارعة ان يتقبل الله تعالى منهم قال الله تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. وهذا رسول الله صلى الله عليه - 00:03:33ضَ
وسلم يذبح اضحيته قائلا بسم الله اللهم تقبل من محمد وال محمد ويسأل الله تعالى قبول توبته فيقول ربي تقبل توبتي. ايها المؤمنون ان لقبول الاعمال الصالحة اسبابا يرجى معها ان يتفضل الله تعالى على عبده بقبول سعيه. فان ربنا لغفور شكور. عباد الله بين الله - 00:04:03ضَ
السبب الجامع لقبول الاعمال فقال انما يتقبل الله من المتقين. وتفصيل هذا السبب جاء في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله. فعبادة الله تعالى لا تقبل الا من المتقين. ولا تقوى الا - 00:04:33ضَ
بايمان صادق واخلاص راسخ. قال الله تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله. وقال تعالى في اعمال اهل الكفر وقدمنا الى ما عملوا العمل فجعلناه هباء منثورا. فعمل لا يوافقه ايمان عمل لا يرافقه ايمان بالله - 00:04:53ضَ
طن بائر في الصحيح من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول قالت يا رسول الله ابن جدعان تقصد رجلا من اعيان الجاهلية كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه؟ قال صلى الله عليه - 00:05:19ضَ
وسلم لا ينفعه انه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. فلم يكن عمله عن ايمان فلم به بين يدي رب العالمين. عمل يقع فيه شرك مع الله تعالى. عمل يبتغى به غير وجهه سبحانه - 00:05:39ضَ
وتعالى حابط وصاحبه خاسر. فالله تعالى قد قال في الحديث الالهي انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا فيه معي غيري تركته وشركه. عباد الله لا يقبل الله تعالى عملا الا من المتقين. ولا تقوى الا بمتابعة - 00:05:59ضَ
لسيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. لا تقوى الا بالاستمساك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم. والسير على سنته لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وقال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اي غير مقبول - 00:06:19ضَ
ايها المؤمنون لا يقبل الله تعالى عملا الا من المتقين. ولا تقوى الا ببر الوالدين. وذكر الله وشكره وحسن لعبادته ولذلك قال تعالى ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها ووضعته كرها ثم قال بعد ان - 00:06:39ضَ
ذكر سائر العمل الصالح اولئك الذين نتقبل عنهم احسن ما عملوا. ونتجاوز عن سيئاتهم. فصلاح الانسان في في قيامه بحق الله وحق والديه وحق الخلق واشتغاله بالصالح مما يوجب قبول العمل. عباد الله لا يقبل - 00:06:59ضَ
عملا صغيرا او كبيرا فرضا او تطوعا الا من المتقين. ولا تقوى الا بالخوف من ان ان يرد الله تعالى العمل على العبد دون قبول. قال الله تعالى في وصف بعض اوليائه ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون - 00:07:19ضَ
والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون. سألت عائشة رضي الله تعالى عنها رسول الله - 00:07:39ضَ
الله عليه وسلم عن هذه الاية فقالت اهم الذين يشربون الخمر ويسرقون تقصد قول الله تعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة اي خائفة اهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنهم - 00:07:59ضَ
الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون الا يقبل منهم اولئك الذين يسارعون في جعلني الله واياكم منهم. فهم مع احسانهم وايمانهم وصالح اعمالهم. مشفقون من الله خائفون منه الا يكون عملهم الا يكون عملهم مقبولا. فلله درهم جمعوا احسانا وشفقة وغيرهم - 00:08:19ضَ
جمع اساءة وامنا. عباد الله لا يقبل الله من العمل الا ما كان مع التقوى. ولا تقوى لله تعالى الا بحسن الظن به. فالله تعالى عند ظن عبد كما جاء ذلك في الحديث الالهي فاحسنوا الظن بالله تعالى. اعملوا صالحا واحسنوا الظن بالله عز وجل وارغبوا - 00:08:49ضَ
اليه واعظموا الرغبة فيما عنده. فان ربنا غفور شكور. بر رؤوف رحيم. ذو فضل واحسان يعطي على القليل الكثير. قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه من تقرب الي شبرا تقربت اليه - 00:09:13ضَ
ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا. ومن اتاني يمشي اتيته هرولة. عباد الله لا الله تعالى عملا الا من المتقين. ولا تقوى لله تعالى الا بسؤاله جل وعلا ودعائه القبول. فمن دعاء ابراهيم - 00:09:33ضَ
رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء. وهذه امرأة عمران تنذر ما في بطنها وتقول قال امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا. فتقبل مني انك انت السميع العليم. فينبغي للمؤمن اذا وفق - 00:09:53ضَ
الى عمل صالح واجب او مستحب فرض او نفل في سر او علن ان ان يجأر الى الله تعالى وان يجد وان يجد في سؤاله جل وعلا القبول فانما الفلاح في قبول رب العالمين. ربنا تقبل منا انك انت السميع - 00:10:13ضَ
اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروا انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:10:33ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله عباد الله. واعلموا ايها المؤمنون ان قبول العمل امر غيبي. ليس لاحد ان يطلع عليه - 00:10:55ضَ
الا بوحي من رب العالمين. فلا سبيل الى الجزم بقبول شيء من العمل صغير او كبير. قال ابن مسعود لا ان اكون اعلم ان الله تقبل مني عملا اي صالحا احب الي من ان يكون لي مثل - 00:11:15ضَ
الارض ذهبا وهذا ابن عمر رضي الله تعالى عنه يقول لابنه بعد ان تصدق بدينار وقال له تقبل الله منك يا ابتاه قال يا بني لو علمت ان الله تقبل مني سجدة واحدة او صدقة درهم واحد لم يكن غائب احب الي من الموت - 00:11:35ضَ
قال يا بني اتدري ممن يتقبل الله؟ انما يتقبل الله من المتقين. ايها المؤمنون عباد الله المؤمن الصادق يعمل الصالحات فرضا ونفلا ويشتغل بالطاعات ويبادر الى فعل الفرائض والواجبات ويتزود - 00:11:55ضَ
قافلة بنوافل الطاعات يرجو من الله ان يتفضل عليه بالقبول. يلتمس بشائر القبول فقد جاءت في الكتاب والسنة تضمنت علامات يرجو معها المؤمن ان يكون من المقبولين. اللهم اجعلنا من المقبولين يا ذا الجلال - 00:12:15ضَ
والاكرام. عباد الله ان من بشائر قبول العمل وعلاماته التي يستبشر بها المؤمن. ويقوى رجاؤه في قبول الله لعمله ان يوفق المؤمن للاشتغال بالعمل الصالح فالحسنة تقود الى اختها. والاحسان يزيد بالاحسان. قال - 00:12:35ضَ
الله تعالى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا. اللهم اجعلنا منهم. قال تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا اللهم اهدنا صراطك المستقيم. عباد الله ان من بشائر قبول العمل وعلاماته الا يعجب الانسان بعمله مهما كان - 00:12:55ضَ
في عينه وان يشهد منة الله عليه فلولا الله ما قام بذلك العمل والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدنا ولا صلينا فنعمة من الله عليك ان يوفقك الى العمل الصالح. فاعمر قلبك بهذا المعنى. واعلم ان كل ان - 00:13:15ضَ
فكل عظيم او كثير في حق الله قليل قليل حقير لا يفي حق رب العالمين. قال صلى الله عليه وسلم ولاصحابه واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله - 00:13:35ضَ
بفضله ورحمته عباد الله ان من بشائر قبول العمل وعلاماته ان يضع الله تعالى محبة العبد في قلوب الناس وان يضع له قبولا وذكرا جميلا من غير سبب ولا نسب. قال الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:13:55ضَ
سيجعل لهم الرحمن ودا. اي سيجعل لهم في قلوب الناس محبة وقبولا. من غير سبب لا لاجل مصلحة دنيا ينالونها ولا لاجل امر يحصلونه ولا لنسب وغيره من الاسباب. بل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:15ضَ
قال له ابو ذر يا رسول الله ارأيت الرجل اخبرني؟ ارأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس قال صلى الله عليه وسلم تلك عاجل بشرى المؤمن. عباد الله ان من بشائر قبول العمل وعلاماته ما يجده الانسان - 00:14:35ضَ
وفي قلبه من الطمأنينة والسكينة والانشراح. الا بذكر الله تطمئن القلوب. ولنجزين الذين صبروا اجرهم باحسن ما كانوا يعملون من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة عباد الله ان من بشائر قبول العمل - 00:14:55ضَ
علاماته ان يتوسل العبد الى ربه بعمله فيجد منه اجابة كما جرى لاصحاب الغار الثلاثة الذين اواهم وانطبقت عليهم صخرة فسأل كل واحد منهم الله بعمل يرجو ان يكون لله خالصا. فقال كل واحد منهم اللهم - 00:15:15ضَ
ان كنت اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة. فاستجاب الله لهم كشف ما بهم من كرب فدل ذلك على ان عملهم كان مقبولا. اللهم تقبلنا في عبادك الصالحين. واجعلنا من اوليائك - 00:15:35ضَ
واصرف عنا كل سوء وشر يا رب العالمين. اللهم امنا في اوطاننا واصحابتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن واتقاك واتبع رضاك. اللهم وفق ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الى ما تحب وترضى. سددهم في الاقوال والاعمال. اعنهم وكن لهم - 00:15:55ضَ
معينا وظهيرا يا حي يا قيوم. اللهم وانصر جنودنا المرابطين. وانصر كل من نصر الدين. واخذل كل من خذل المسلمين يا رب العالمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا - 00:16:15ضَ
للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. صلوا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:16:35ضَ