التفريغ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حق حمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين - 00:00:20ضَ
اما بعد فاتقوا الله عباد الله الزموا تقواه في السر والعلن بالمنشط والمكره في دقيق امركم وجليله فتقوى الله جل في علاه خير ما تزود به العبد للقاء مولاه وتزودوا فان خير الزاد التقوى - 00:00:39ضَ
وانما يتزود الراحل المسافر وكلنا الى الله سائر اللهم اعنا على طاعتك واصرف عنا معصيتك واجعلنا من حزبك واوليائك. ايها المؤمنون عباد الله ان الله تعالى خلق البشر من نفس واحدة - 00:01:02ضَ
وجعل منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ومن هذا انبثق كل هؤلاء الذين ترونهم من بني ادم في القديم والحديث ممن تشاهدون او تسمعون خبره يا ايها الناس انا خلقناكم من من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا - 00:01:23ضَ
ايها المؤمنون عباد الله هذا هو ما اجرى الله تعالى عليه شأن الخليقة من انه لا يكون الا من التقاء زوجين فجعل ذلك من اياته ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا - 00:01:49ضَ
وجعل بينكم مودة ورحمة لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة عباد الله ان اعظم ما يهدد البشرية اليوم هو اختلال المعايير بانتكاس الفطر وزوال ما عليه يتم بناء الامم فان البشرية اليوم تنكبت الصراط المستقيم في كثير من شؤونها - 00:02:08ضَ
ومن ذلك ما تنكبته في شأن الاسرة فان تكوين الاسرة وبناءها وحفظها وتقويمها مما يظمن للبشرية السلامة والاستقامة وعندما يخرج الناس في هذا الى طرق ملتوية ومداخل رديئة والى سبل الشيطان التي يزينها فانهم سيتنكبون الطريق - 00:02:37ضَ
وستتعثر المسيرة البشرية وما وما نشاهده اليوم خير شاهد على هذا فان الامم تعاني معاناة شديدة في كثير من نواحيها واصل ذلك ومصدره في كثير من الاحيان اختلال اللبنة الاولى التي التي تنشأ عنها المجتمعات - 00:03:08ضَ
وهي الاساس الذي تبنى به الامم. اختلال الاسرة اما في تكوينها بعدم رفع الرأس باقامة العلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة في ظل الاسرة المشروعة واما في اختراع صور كثيرة من الاسر التي يسمونها اسر وهي في الحقيقة تدمير للبشرية - 00:03:32ضَ
للجنس البشري من مثلية او غير ذلك مما لا ينتج عنه الا الهلاك والفساد والشر العظيم والفساد العريظ ايها المؤمنون عباد الله ندب الله تعالى المؤمنين المؤمنين الى النكاح لما فيه من تحقيق المصالح الكبرى التي - 00:03:58ضَ
تستقر بها المجتمعات وتنمو وتصلح ويطيب معاشها كما انها وسيلة كبرى لحفظ الديانة واقامة الشريعة. يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج قال صلى الله عليه وسلم فانه اغض للبصر واحصن للفرج - 00:04:20ضَ
وعى ذلك ائمة وعلماء فبينوا مرتبة النكاح في ضرورة في ضرورة الانسان اليه بحفظ معاشه واقامة دينه. قال عبدالله بن مسعود لو لم يبق من اجلي الا عشرة ايام اعلم اني اموت في اخرها ولي طول اي قدرة على النكاح لتزوجت مخافة الفتنة - 00:04:44ضَ
وقال الامام احمد ليست العزوبة من امر الاسلام في شيء. ومن دعاك الى غير الزواج دعاك الى غير الاسلام. وان من المشكلات التي تواجه المجتمعات سواء ما كان منها مسلما او غير مسلم. عزوف كثير من الناس عن الزواج. مما افضى الى كثير من البلايا - 00:05:12ضَ
التي بليت بها المجتمعات. فالعزوف عن الزواج وقلة اقبال الشباب عليه. مشكلة منبثقة عن مجموعة من الاسباب. كما انها مؤشر على ان المجتمع يمر بمجموعة من الاشكالات والاضطرابات التي ينجم عنها تعثر المجتمع في دنياه - 00:05:35ضَ
وتعثر المجتمع في دينه. وان اي رابطة بين الرجل والمرأة في غير ظل الزواج. لا تحقق المقاصد شرعية ولا المصالح المرعية ولا تحفظ بها ما يؤمل من المنافع التي شرعها الله تعالى في التقائها - 00:05:59ضَ
هذين هذين الجنسين وان من اعظم ما يحقق هذه الغاية ان يتنادى الجميع الى ضرورة العناية بشأن الزواج تيسيرا وتسهيلا الى وذلك مراعاة لما جاءت به النصوص فان النصوص ندبت الى تيسير النكاح وتسهيله. فقد قال النبي صلى الله عليه - 00:06:19ضَ
وسلم فيما رواه احمد وغيره ان من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها. قال عروة رحمه الله وانا اقول من عندي من اول شؤمها ان يكثر صداقها اي ان يكثر مهرها ويغلو ثمن الارتباط بها - 00:06:42ضَ
وقد جاء عن عقبة ابن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير النكاح ايسره. وقال صلى الله عليه وسلم خير الصداقة ايسره وقد روى السلمي ان عمر ابن الخطاب خطب الناس فقال الا لا تغالوا بصدق النساء. يعني بمهورهن فانها لو كانت مكرمة - 00:07:07ضَ
في الدنيا او تقوى عند الله لكان اولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول في بيان صداق النبي صلى الله عليه وسلم لازواجه وبناته يقول ما اصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه - 00:07:31ضَ
ولا اصدقت امرأة من بناته اكثر من اثني عشر اوقية. وان احدكم ليغالي بصداق امرأته حتى يبقي لها في نفسه عداوة حتى يقول كلفت لكم علق القربة يعني الامر الشهق العسير. وذاك تنبيه الى اثار - 00:07:48ضَ
تعسير الزواج بارتفاع تكاليفه على الحياة الزوجية بعد ارتباط الزوجين. فان كثيرا من الاشكالات التي تقع بين الزوجين هي ثمرة عسر ومشقة حصول الرجل على المرأة وحصول المرأة على الرجل. ايها المؤمنون - 00:08:15ضَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا كان صداقه خمس مئة خمس مئة درهم وهو ما يعادل ما بين الالف والخمس مئة ريال الى الثلاثة الاف على اختلاف سعر الفضة في سوق - 00:08:35ضَ
بيعها بين الناس. ايها المؤمنون عباد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم ندب الى التيسير في امور الزواج كلها في خطبة المرأة وفي صداقها وفي الايلام عليها فقد جاءه عبدالرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه - 00:08:54ضَ
فرأى عليه اثر تهيؤ وتزوج فقال ما هذا؟ فقال اني تزوجت امرأة يا رسول الله على وزن نواة من الذهب النواة نواة التمرة قال بارك الله لك او لم ولو بشاة - 00:09:16ضَ
وقفة مع هذا الحديث عبدالرحمن لم يعزم النبي صلى الله عليه وسلم على زواجه. مع انه اكرم من يحضر زفافه. لكنه لم يعزمه ثم ان النبي لم يلمه في ذلك بشيء - 00:09:33ضَ
بل قال له بارك الله لك او لم ولو بشاة بايسر ما يكون قيل ولو بشاة في اكثر ما تبذل وقيل ولو بشاه في اقل ما تبذل والواقع من سيرته صلى الله عليه وسلم ان المراد - 00:09:47ضَ
في اكثر ما تبذل لان النبي صلى الله عليه وسلم في صداقه لم يكن عاليا ولا في وليمته لم يكن فاحشا في ذلك بكثرة او اسراف بل ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:03ضَ
اولم على صفية بنت حيي بسويق وتمر وهذا شيء يسير من الطعام كما انه اولى ما صلى الله عليه وسلم على زينب ابن على زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها - 00:10:20ضَ
بشاة وكانت كما يقول انس ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم او لم على احد من نسائه اكثر او افظل مما عليها وكانت وليمته شاة صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ايها المؤمنون عباد الله - 00:10:37ضَ
ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا الى تيسير الارتباط بين الرجل والمرأة بشرط تحقق الوصف الذي ذكره موجبا للقبول اذا اتاكم من ترضون دينه وامانته فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة في الارض - 00:10:55ضَ
وفساد عظيم. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اعنا على طاعتك واصرف عنا معصيتك وارزقنا يا ذا الجلال والاكرام حدودك والقيام بشرعك في السر والعلن اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه - 00:11:16ضَ
انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون واشهد ان لا اله الا الله. اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى - 00:11:33ضَ
اله واصحابه اجمعين اما بعد فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى واسألوه جل في علاه ما يعينكم على طاعته وما يجنبكم معصيته يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. ايها المؤمنون عباد الله - 00:12:05ضَ
ان الله تعالى امر بانكاح الايامى والصالحين من عبادنا وهم في الاصل لا مال لهم. لان الايامى هن الجواري والعباد هم الارقاء الذين ليس لهم مال فالامر بتزويج الاحرار من من الشباب والفتيات من اكد ما ينبغي ان يعتني به المؤمن فان النبي - 00:12:29ضَ
صلى الله عليه وسلم حث على ذلك وندب اليه وامر بتسهيله وتيسيره ولذلك ينبغي ان نتواصى وان نتعاون في تيسير امر النكاح فكلنا له له ابن او اخ او قريب - 00:12:54ضَ
او بنت او اخت او قريبة. فتيسير نكاحها مما يحقق المقصود الشرعي. والله تعالى يقول فانكحوا ما طاب لكم من مثنى وثلاث ورباع. وهذا يدل على ان النكاح مطلوب تكثيره. لان الله عز وجل - 00:13:11ضَ
بالزواج وندب اليه مثنى وثلاثى ورباع بشرط تحقيق العدل الذي تستقيم به المعيشة وتصلح به الحياة. ايها المؤمنون عباد الله ان التعاون على تيسير امر الزواج سواء كان في اعانة في اعانة الشباب على الزواج - 00:13:31ضَ
تيسير امورهم في مهورهم او في ولائمهم او في معيشتهم بعد ارتباطهم. هو من الاعمال الجليلة الصالحة التي يرجى عاقبتها وجميل اثرها في الدنيا والاخرة ولاهمية ذلك جاء الحديث الشريف في بيان اهمية اعانة النكح الذي يريد العفاف - 00:13:54ضَ
ففي المسند باسناد جيد من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة حق على الله المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الاداء - 00:14:22ضَ
ثم قال صلى الله عليه وسلم والناكح الذي يريد العفاف فمما ينبغي لكل مؤمن ان يسعى وان يجتهد في اعانة الراغب في الزواج واعانته تكون بكل وسيلة اما بمالك او بجاهك او بسعيك او بدعمك او بالسعي معه في - 00:14:39ضَ
قضاء شؤوني وحوائجه فان ذلك كله من عون هؤلاء على ما به صلحوا احوالهم. وان الراقب لاحوال الناس المطالعة لشؤون المجتمعات. يرى عزوف الشباب عن النكاح وكثرة العنوسة وهذا امر ينذر بخطر فان - 00:15:01ضَ
رغبة الرجال فان رغبة الرجال في النساء والنساء في الرجال امر لا مناص منه ولا مخلص الا بان توجد تلك السبل التي من خلالها يدرك كل طرف حاجته من غير ان يقع في محرم او يقع فيما يغضب الله عز وجل - 00:15:26ضَ
فليس رشيدا ولا عدلا ولا قويما في حال ولا ولا قويما في حال الناس ان يتأخر الشباب عن الزواج وان تتجدد دس البيوت من رغبن في الزواج ولم يتقدم لهن راغب - 00:15:46ضَ
فينبغي ان نسعى جميعا وان نتعاون في تيسير امن الزواج وتذليله وعطاء المحتاج الى الزواج الذي لا يقدر عليه من الزكاة او الصدقة او الاوقاف او غير ذلك من اوجه الاحسان هو من - 00:16:03ضَ
العمل الصالح الذي يرجى نفعه وعاقبته على ذلك الفرد وعلى المجتمع كله. ولهذا انفاق زكاة ووقفا ووصية وصدقة في هذا الباب من اجل الابواب التي ينبغي ان نعتني بها وان نتواصى بها - 00:16:18ضَ
وان نبذل فيها وان يحث بعضنا بعضا عليها. فانها مما يحقق المقصود. ومما يدرك به تدرك به الامة صالح جما اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا واياكم الاستقامة على طاعته. وان يعين كل من رغب في الحلال على ما رغب وان ييسر - 00:16:38ضَ
له ما طلب وان يرزق الشباب العفاف وان يرزق الفتيات الازواج الصالحين وان يجعل ذلك عونا لهم على اقامة في الدين. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى. ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين - 00:17:01ضَ
اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا حي يا قيوم - 00:17:21ضَ