ان الحمد لله واحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة - 00:00:40ضَ

وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز - 00:01:10ضَ

فوزا عظيما اما بعد فان الصبر من اعظم ما ينبغي ان يتحلى به الانسان بل ان بعض العلماء جعل الصبر نصف الايمان وان لم يصح بهذا النص حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:42ضَ

لكن يفهم مما رواه الامام مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن - 00:02:12ضَ

ان اصابته سراء فكان خيرا له. وان اصابته ضراء طلب فكان خيرا له فدل على ان الايمان شكرا بساطة شكر عند حلول النعم وصبر عند حلول المصائب والنقم والذي يخطئ الصبر - 00:02:37ضَ

يخطئ الايمان والذي لا يتحلى بهذا الخلق العظيم فقد خسر في الدنيا والاخرة والصبر قد امر الله سبحانه وتعالى به في كتابه العظيم في اكثر من اية امرا صريحا مباشرا واضحا - 00:03:08ضَ

منها قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون نداء للمؤمنين يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا المصادرة ليتكلف الصبر فان كان عندك شيء من الصبر - 00:03:35ضَ

فصبرت فالحمد لله والا فصابر نفسك اي احمل نفسك على الصبر مستعينا بالله سبحانه وتعالى اصبروا وصابروا ورابطوا والمرابطة هي الاستقامة على الطاعات وهي نوع من انواع الصبر كذلك فان الصبر - 00:04:09ضَ

ثلاثة انواع صبر عن محارم الله ان تفعلها وصبر في فرائض الله عز وجل ان تحمل نفسك عليها وترابط عليها والنوع الثالث صبر على اقدار الله عز وجل التي لا يخلو انسان في هذه الحياة من الوقوع فيها - 00:04:43ضَ

واذا سألت فقلت ان لم يكن عند الانسان طاقة للصبر فبما يستعين الجواب ان الاستعانة لله عز وجل اولا وبما ارشد الله عز وجل في كتابه ثانيا فقد اوشدنا الله سبحانه وتعالى - 00:05:18ضَ

في كتابه الكريم الذي فيه شفاء من كل داء وفيه جواب عن كل سؤال بكيفية الصبر وكيفية الاستعانة عليه قال الله عز وجل واستعينوا بالصبر والصلاة وان الله مع الصابرين - 00:05:44ضَ

من اول واهم ما تستعين به على الصبر الصلاة. وذلك لان الصلاة صلة بين العبد وربه والعبد ان لم يستمد من ربه العون والطاقة والصبر فلم يستطيع احد ان يمده بذلك - 00:06:09ضَ

لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر فزع الى الصلاة اذا اهمه امر ونزل عليه حل ثقيل او وقعت عليه مصيبة فزع الى الصلاة ظل بين يدي ربه سبحانه وتعالى وناجى ربه وسأل ربه عز وجل ان يعينه على الصبر - 00:06:37ضَ

اذا الصلاة ثانيا الدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه سبحانه وتعالى ان يعينه على الصبر والدعاء علاقة بين العبد وربه لا يحجزه عن ربه حاجز ولا يمنعه مانع في ليل او نهار - 00:07:06ضَ

في حضر او سفر في سر او علانية اذا حزبك امر فادعو ربك سبحانه وتعالى. ومن دعا ربه فان الله عز وجل لن يرد يديه صفرا وخائبتين كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم - 00:07:36ضَ

ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب. فاستغفروا انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان - 00:07:59ضَ

على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد من الامور المعينة على الصبر كذلك ذكر الله سبحانه وتعالى وقد ارشدنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم - 00:08:27ضَ

الى ذكر يقوله ويردده المبتلى ليصبره الله عز وجل قال الله سبحانه وتعالى ولا تبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين بين الله سبحانه ان الانسان مبتلى - 00:08:51ضَ

وان هذه الدنيا دار ابتلاء قد يبتلى المرء في ماله. او يبتلاه في جسده وعافيته او مبتلى في اولاده او يبتلى في غير ذلك ثم قال سبحانه وبشر الصابرين الذين يواجهون هذه الابتلاءات - 00:09:23ضَ

بخلق الصبر ماذا يقول الصابرون وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون هذا الذكر العظيم الذي ارشدنا الله سبحانه وتعالى اليه - 00:09:48ضَ

ان نفزع الى الله سبحانه وتعالى بهذا الذكر عند حلول المصائب اذا تأملناه وجدناه يشتمل على معنيين المعنى الاول الا لله والمعنى الثاني والا اليه راجعون والاذكار اخواني الكرام لا تمدد هكذا كالطلاسم - 00:10:18ضَ

لا يفقه الانسان معناها يقولها هكذا تأدية للواجب لا لا تقوم الاذكار بدورها فيك الا اذا استشعرتها وانت تقولها وتدبرت معانيها انا لله اي نحن مملكون لله سبحانه وتعالى يذكر الانسان نفسه - 00:10:49ضَ

انه ملك لله عز وجل وان الذي فقدته هو عطية اصلا من الله كل ما نملك من مال وولد وترد وغير ذلك هبة من الله سبحانه وتعالى اذا اعطاك انسان - 00:11:18ضَ

كل ما تملك اذا مدحك انسان كل ما تملك اعطاك بيتا وسيارته ومفارغ طائلة ومنصبه وكل شيء ثم اخذ منك شيئا واحدا هل تتساخطوا عليه هل تنسى تلك المعطيات التي لا حصر لها - 00:11:45ضَ

ثم تتسخط على شيء واحد اخذه منك هذا من الخذلان وهذا من عدم الانصاف فما بالك بمن اعطاك كل شيء حرفيا اعطاك الحياة واعطاك العينين اللتين تبصر بهما واعطاك اللسان الذي تتسخط به على الله - 00:12:14ضَ

واعطاك المال واعطاك النفس تنام وجسمك يتنفس ويهضم ويتحرك الدم فيه دون ادنى حركة منك ولا ارادة من الذي حرك هذا فيك من الذي اعطاك كل شيء بمعنى كل شيء - 00:12:41ضَ

ثم اراد ان يختبرك باخذ شيء واحد فقط منك تترك كل هذا وتتسخط على هذا الشيء وتنسى ما اعطاك الله سبحانه وتعالى من متنه وفضله وكرمه لا اجتهاد منك ولا باستحقاق - 00:13:06ضَ

ثم سيأخذه ربنا سبحانه وتعالى بل تدبر هذا المعنى الذي تضمنته هذه الآية وهذا الذكر عرفة كيف يصبر المعنى الثاني وانا اليه راجعون هذا المعنى يذكرك انك مؤقت في هذه الحياة - 00:13:33ضَ

وهل يسخط الانسان على مؤقت هل انت مخلد في هذه الحياة كم ممن ملك الدنيا شرقا وغربا ودانت له اقطار الارض يرفض الان تحت الارض وممتلكاته قد وزعت وبعضها يعرض في المتاحف - 00:13:59ضَ

هذا الكرسي الذي جلس عليه الملك الفلاني وهذا اللباس الذي لبسه الملك الفلاني اين الملك نزل ودفن تحت الارض وترك كل شيء كل الناس الذين في قبورهم كانوا مثلنا في يوم من الايام وسنكون مثلهم في يوم من الايام - 00:14:21ضَ

اذا من انحصرت نظرته الى دائرة الدنيا فقط كبرت عليه المصائب اما من اتسع واخترق هذه الدائرة الضيقة دائرة الحياة الدنيا ووصل نظره وامله الى الدار الاخرة واولت عنده مصائب الدنيا - 00:14:47ضَ

ارأيت لو كنت في محطة في الطريق ستجلس فيها دقائق معدودة ثم ترحل هل ستتسخر على هذه محطة ان لم تكن مريحة ام ستقول هي محطة خلص منها اغراضنا ثم تمشي - 00:15:17ضَ

هذا ما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عليه الصلاة والسلام لعبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما كن في الدنيا كأنك غريب طوعات المسلمين اذا كنت في الدنيا كانك غريب او عاقل سبيل - 00:15:40ضَ

هانت عليك مصائبها وضحلت لا يطلب من الانسان الا يحزن النبي صلى الله عليه وسلم بكى لما مات ابنه وقال ان القلب ليحزن وان العين لتدمع ولا نقول الا ما يرضي ربنا. وانا على فراقك يا ابراهيم لمهزوم. نعم - 00:16:02ضَ

لكن المستنكر ان يتسخط الانسان وان يقضي على نفسه ان الحياة انتهت بهذه المصيبة نعم الانسان يحزن لكن لا يسيطر الحزن عليه ولا يلغي الحزن نعم الله عز وجل عليه - 00:16:27ضَ

لذلك قال العلماء الناس امام المصائب على اربعة على اربع مراتب اولهم المتسخط وهذا لم يقدر نعمة الله عز وجل عليه والثاني الصابر وهذا قد ادى الواجب عليه والثالث الذي زاد على الصبر الرضا - 00:16:50ضَ

ورضي باقدار الله عز وجل وطابت بها نفسه فهذا يؤجر على ذلك والرابع وهم الصفوة الشاكر حتى على المصيبة الذي يشكر الله ويحمده على كل شيء حتى على المصائب لما سيناله من ورائها من اجور. فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يثبت قلوبنا على الصبر. وان يعيننا على - 00:17:18ضَ

شكره وذكره وحسن عبادته وان يجعلنا من الصابرين عند المصائب ومن الشاكرين عند النعم اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا - 00:17:46ضَ

فانصرنا على القوم الكافرين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته. ولا عيبا الا سترته. ولا هما الا الا فرجته ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا ان سيسرتها واتممتها يا رب العالمين. اللهم فرج هم المهمومين ونفس - 00:18:06ضَ

المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم عاونا في اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا ووفق للحق امامنا وولي امرنا يا رب العالمين - 00:18:26ضَ

عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان ومثال ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ونشكر الله اكبر. والله يعلم ما تسمعون - 00:18:46ضَ

- 00:19:07ضَ