خطب الجمعة || الشيخ عبدالرحمن الودعان

خطبة (بين الخوف والرجاء) | الجمعة ١٤٤٢/١٢/٢٠ | الشيخ عبدالرحمن الودعان

عبدالرحمن الودعان

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:01ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى الى يوم الدين اللهم لك الحمد بالاسلام ولك الحمد بالايمان ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بمحمد صلى الله عليه - 00:00:20ضَ

عليه وسلم اللهم لك الحمد على ان جعلتنا من خير امة اخرجت للناس. اللهم لك الحمد كما ينبغي جلال وجهك وعظيم سلطانك. اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الشكر على رضاك. اللهم لك الحمد - 00:00:43ضَ

حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى. اما بعد ايها المؤمنون لو نادى مناد من السماء ادخلوا النار كلكم الا رجلا واحدا فليدخل الجنة لرجوت ان اكون ذلك الرجل - 00:01:03ضَ

ولو نادى مناد من السماء ادخلوا الجنة كلكم الا رجلا واحدا فليدخل النار لخفت ان اكون انا ذلك الرجل انها كلمة عظيمة اتدرون من قائل هذه الكلمة وما منزلته في الاسلام - 00:01:36ضَ

انه عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه رضي الله عنه يعلمنا عقيدة عظيمة من عقائد هذا الدين انه يقولها تعليما للمؤمنين ان يكونوا دائما على عقيدة الخوف والرجاء لا يأمن الانسان امانا تاما - 00:02:10ضَ

ولا يخاف خوفا تاما فهكذا هم اهل الايمان يا عباد الله. دائما بين الخوف والرجاء. المؤمن يرجو الله جل وعلا اولابد ولا يقنط من رحمته ولا ييأس وهكذا فهو ايضا يخاف الله عز وجل - 00:02:41ضَ

ولا يكون راجعاجيا الرجاء التام. الذي يقعده عن العمل وهذه العقيدة متفق عليها بين السلف رضي الله تعالى عنا وعنهم ومن احسن من عبر عنها من العلماء العابدين الزاهدين الامام الجليل العالم الفاضل والعابد - 00:03:07ضَ

ابو علي الروذباني رحمه الله تعالى فهو يقول المؤمن بين الخوف والرجاء ينبغي ان يكون على مثل جناحي الطائر لا يقوم الطائر الا لاستوى جناحاه فاذا لم يستويا ما استطاع ان يقوم - 00:03:31ضَ

واذا ذهب هذا او ذهب هذا انتهى الطائر وهكذا ينبغي ان يكون المؤمن يا عباد الله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. ويرجون رحمته ويخافون عذابه هكذا هم اهل الايمان. يرجون رحمة الله ويخافون عذاب الله. تتجافى جنوبهم عن المضاجع - 00:04:00ضَ

يدعون ربهم رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين عباد الله يقول الله جل شأنه ولا تفسدوا في الارض بعد بعد اصلاحها وادعوه خوفا امن ان رحمة الله قريب من المحسنين نعم - 00:04:34ضَ

ان رحمة الله قريب من المحسنين ايها المؤمنون في واقعنا وفي الواقع كله الناس على ثلاثة اصناف فمن فمن اي صنف تكون انت واكون انا اما الصنف الاول يا عباد الله فهم الذين ذكرنا وصفهم قبل قليل - 00:05:02ضَ

هم الذين يجمعون بين الخوف والرجاء هم الذين يرجون رحمة الله ويخافون عذابه. هم الذين اذا اذنبوا استغفروا. والذين اذا احسنوا طمعوا في ان يقبل الله منهم ما عملوه من الصالحات - 00:05:31ضَ

فهؤلاء هم اهل السنة وهؤلاء هم اتباع السلف الصالح رضي الله تعالى عنا وعنهم اجمعين. وهؤلاء هم اتباع الانبياء عليهم السلام فلتكن انت منهم يا عبد الله. دائما تخاف الله ودائما ترجو الله عز وجل. فانت دائما بين الخوف - 00:05:52ضَ

وجاء الخوف الذي لا يجعلك تيأس وتقنط من رحمة ارحم الراحمين فان الخوف الشديد يقنط العباد والرجاء الذي لا يجعلك تقول كما يقول الجاهلون وانت تفعل الذنب تلو الذنب وتقصر في الواجب تلو الواجب - 00:06:16ضَ

فاذا قال لك الواعظون الا تخاف الله؟ الا تتقي الله؟ الا تصلي؟ الا تزكي؟ الا تبر والدك تجهر بها وتعلن بها رافعا عقيرتك ان الله غفور رحيم. وهذا هو الصنف الثاني والثالث من الناس. فصنف كثروا في يومنا هذا. غلب عليهم جانب الرجاء - 00:06:47ضَ

حتى ان الرجل لا يصلي البتة او لا يكاد يصلي يصلي حينا ويترك احيانا وقد قلناها لكثير من هؤلاء الصنف تقول الا تخاف الله؟ الا تتقي الله؟ الا تصلي مع الناس؟ فيبادرك - 00:07:19ضَ

قائلا الله غفور رحيم. يزني ويشرب الخمر ويتعاطى المخدرات ويعق والديه وهو يجهر بصوته دائما الله غفور رحيم. وينسى ان الله شديد العقاب نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم. وان عذابي هو العذاب الاليم. لا بد من هذا وهذا يا عبد الله - 00:07:39ضَ

فان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وانه لشديد العقاب. عباد الله واما صنف اخر من الناس استحوذ عليهم الشيطان فقنطهم وايأسهم من رحمة الله وهؤلاء ايضا نوعان نوع لا يكاد يوجد في زماننا الا في بعض اهل الوسواس. تجده - 00:08:08ضَ

يصلي ويعبد الله ويذكر الله جل وعلا وهو مع هذا دائما خائف لا يتذكر ومن الدين الا النار ولا يتذكر من الدين الا عذاب القبر لكنه من شدة وجله لا يكاد يعبد الله على الحقيقة وهذا لم نكد نره في زماننا الا عند - 00:08:39ضَ

بعض اهل الوسواس حتى ان الشيطان يستحوذ عليهم فيجعلهم بعد هذا من شدة الخوف يتركون الصلاة ويتركون وقد رأيت هذا في بعض من كان يصلي معي في مسجد من المساجد حتى انه من كثرة وسواسه ترك الصلاة - 00:09:05ضَ

الصلاة وقد ناصحته مرارا ولكنه قد استحوذ عليه الشيطان واستحوذ عليه المرض حتى ترك الصلاة ولربما ترك العبادات كلها وصنف اخر يا عباد الله تجد الشيطان قد استحوذ عليه استحواذا تاما من الجهتين - 00:09:28ضَ

تجده يعصي الله عز وجل يرتكب الذنوب والمعاصي يفعل الموبقات وهو اذا قيل له تب ارجع الى ربك قال هو ليقبلوا وهل يقبل الله توبتي قد فعلت وفعلت وفعلت وارتكبت وارتكبت وارتكبت - 00:09:56ضَ

فيغلق عليه الشيطان باب التوبة والانابة. ويؤيشه من رحمة ارحم الراحمين الم يقل ربنا جل في علاه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم - 00:10:22ضَ

وفي هذه الاية التي يسميها السلف رضي الله عنهم ارجى اية في كتاب الله فيها قرابة اربعين وجها من اوجه سعة رحمة الله عز وجل. منها ان الله جل وعلا استفتحها بقل - 00:10:52ضَ

وقد ذكرت لكم مرارا على هذا المنبر ان قل اذا جاءت في القرآن فهي وقفة ينبغي ان تقف وان تتدبر ما ورائها فهو بلاء خاص غير البلاغ العام قل هو الله احد. قل يا ايها الكافرون قل هذه سبيلي. هذه القواقل في كتاب الله عز - 00:11:13ضَ

رجل لها معنى جميل اوضح ما يبينه انه بلاغ خاص ينبغي ان تتنبه له ولعظم مكانته في القرآن وعند رب العالمين ثم قال يا عبادي نسبهم الى نفسه وهذه نسبة تفضيل ونسبة تكرم - 00:11:43ضَ

وتفضل ولم يقل قل يا ايها الظالمون ولا يا ايها المسرفون ولا يا ايها العاصون بل قال يا عبادي وهذه نسبة تكرم من رب العالمين ثم قال قل يا عبادي الذين اسرفوا ولم يقل الذين اذنبوا - 00:12:09ضَ

بل وصفهم بالاسراف والاسراف هو بلوغ الغاية في الذنب والمعصية فهم ليسوا عاصين فحسب بل هم المسرفون في الذنوب والمعاصي اكون لم ارى يوما وقد انت تكون لم ترى يوما رجلا يحسن وصفه بانه مسرف في الذنوب والوعاه - 00:12:37ضَ

انا وانت قد نكون من العاصين. وقد نرى من امثالنا من العاصين المقصرين في حق ربنا. واما المسرفون فلربما اللهم ما رأيناهم فهو وصف يدل على الاغراق في الذنب والمعصية - 00:13:03ضَ

ومع هذا يدعوهم الى الا ييأسوا من رحمته. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم ثم قال لا تقنطوا ثم قال من رحمة الله ثم قال ان الله يغفر الذنوب ثم - 00:13:24ضَ

زاد هذا تأكيدا وقد كان قوله الاول كافيا فقال يغفر الذنوب جميعا وهذا نوع من التأكيد. وقال جميعا ولم يقل بعضا منها فكل ذنب تتصوره من الذنوب فهو داخل في هذه الاية. وهو داخل في مغفرة الله عز وجل - 00:13:44ضَ

وقد كان يمكن ان يقف ربنا عند هذا القدر ولكنه ختم الاية باسمين كريمين من اسمائه كلاهما يدل على التفضل وسعة الرحمة والعطاء اه لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم - 00:14:10ضَ

واكد هذا بلفظ التأكيد الذي يأتي عشرات المرات في القرآن انه وهذا من الفاظ التوكيد في القرآن. فهذه قرابة عشرة اوجه قد ذكرها جمع من المفسرين وقد جمعها بعضهم فيما يتجاوز الثلاثين الى الاربعين وجها ليس هذا موضع بيانها. ولكنها كل - 00:14:40ضَ

كلها تدل على سعة رحمة ارحم الراحمين. اقول ما تسمعون واسأل الله جل وعلا ان يغفر لي ولكم ولجميع المسلمين انه هو الغفور الرحيم لا اله الا الله الحمد لله وكفى - 00:15:08ضَ

وسلام على عباده الذين اصطفى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. الى يوم الدين اما بعد ايها المؤمنون - 00:15:44ضَ

دخل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما على عمر بن الخطاب رضي الله الله تعالى عنه وقد طعن طعنة الموت. وقد اضطجع رضي الله عنه وهو يحتضر او يحتضر فجلس ابن عباس رضي الله عنهما عند رأسه - 00:16:04ضَ

وهو يقول له يا امير المؤمنين لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحسنت صحبته فمات وهو راض عنك وقد صحبت ابا بكر رضي الله تعالى عنه فاحسنت صحبته فمات وهو راض عنك - 00:16:31ضَ

انظروا الى من يرظى عنه محمد ومن يرظى عنه ابو بكر وهو من هو قال وقد صحبت هؤلاء فاحسنت صحبتهم وانك ان مت الان فانك تموت وهم راضون عنك ودخل عبدالله ابن عمرو رضي الله عنهما على ابيه عمرو ابن على ابيه عمرو ابن العاص رضي الله تعالى - 00:17:00ضَ

ان دخل عليه وهو يموت فقال له يا ابتي الا تذكر؟ كيف بشرك النبي صلى الله عليه وسلم بكذا؟ وبشرك بكذا وبشرك بكذا وقال لك كذا وكذا يذكره بصالح عمله وصالح ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يثني - 00:17:35ضَ

عليه ودخل ابن عباس على عائشة وهي في مرض الموت فصار يذكرها محاسنها ودخل ودخل وهذا السلف كثير فلماذا كانوا يفعلون هذا وما هذا الذي يفعلونه في الحقيقة يقول ابراهيم النخعي رحمه الله تعالى - 00:18:00ضَ

كانوا يعني السلف يحبون ان يذكروا من حضره الموت بمحاسن افعاله. حتى يلقى الله عز وجل وهو يحسن الظن به انهم يعملون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن - 00:18:29ضَ

لربه ويقول الله جل وعلا في الحديث الالهي انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء فمن عقيدة السلف رضي الله عنهم تغليب جانب الرجاء عند الموت فمن حضر شخصا مريضا - 00:18:53ضَ

او شخص يخشى عليه الموت والهلاك لاي سبب فينبغي ان يذكره بصالح عمله. ويذكره بمغفرة الله للذنوب لعله ان يقبل على الله عز وجل وان يموت وهو حسن الظن بربه - 00:19:21ضَ

الله يقول انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء عباد الله ايها المؤمنون يقول الامام ابو سليمان الداراني رحمه الله تعالى ان الرجاء اذا غلب على العبد فسد قلبه - 00:19:41ضَ

فاحرصوا يا عباد الله على ان تجمعوا دوما بين الخوف والرجاء واياكم من غلبة الرجاء كما هو واقع عند كثير من الناس اليوم جاء رجل الى احد الائمة رضي الله تعالى عنهم وهو الامام الجليل مسلم ابن يسار - 00:20:06ضَ

فقال له اني ارجو الله واني اخافه. وهذه كلمة حق ولكن لما رأى الامام وما فيه من حال من التقصير في حق الله عز وجل. قال له يا اخي ما ادري والله ما معنى الخوف - 00:20:29ضَ

الذي لا يبعدك عن ما تخاف. ولا ادري ما معنى الرجاء الذي لا يقربك مما فالخوف الصحيح يا عباد الله هو الخوف الذي يباعدك عن معصية الله. والرجاء صحيح هو الرجاء الذي يقربك من طاعة رب العالمين ان رحمة الله - 00:20:49ضَ

قريب من المحسنين روى الامام احمد وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. اهو الذي يزني ويسرق ويشرب - 00:21:19ضَ

خمرا ويخاف الله عز وجل قال لا يا ابنة الصديق لا يا ابنة ابي بكر هؤلاء الذين يصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون الا يقبلوا منهم رواه احمد بسند فيه ضعف يسير وله ما يشهد له ولهذا حسنه العلامة الالباني رحمنا الله - 00:21:46ضَ

واياه فاحرصوا يا عباد الله على تقوى الله. اتقوا الله جل وعلا في السر والعلن. واحرصوا ان تكونوا من عباد الله الذين يجمعون بين الخوف والرجاء اللهم اجعلنا من عبادك المتقين. اللهم اجعلنا من عبادك الذين يجمعون بين الخوف والرجاء. اللهم اجعلنا من الصالحين المصلحين - 00:22:16ضَ

اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا. وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك - 00:22:38ضَ

رحمة انك انت الوهاب اللهم امنا في دورنا اللهم اصلح ائمتنا وولاة امورنا ولاة امور المسلمين في كل مكان يا رب العالمين. اللهم ولي علينا وعلى المسلمين خيارنا. اللهم اكفنا شر شر شرارنا يا رب العالمين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين - 00:22:58ضَ

الاحياء منهم والميتين برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك الفردوس من الجنة لنا ولوالدينا وازواجنا واولادنا اخواننا واحبابنا يا رب العالمين. اللهم صلي على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على - 00:23:21ضَ

محمد وال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:23:41ضَ