خطب الجمعة

خطبة ربيع الأول شهر المولد والهجرة والوفاة

خالد المصلح

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله - 00:00:00ضَ

اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين - 00:00:21ضَ

اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى حق التقوى واشكروا الله تعالى على ما من به عليكم من هذا الدين القويم وهذا الصراط المستقيم حيث قال جل في علاه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي - 00:00:41ضَ

ورضيت لكم الاسلام دينا بعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل وانطماس من السبل وعماية من الخلق فلم يكن في الارض من يعرف لله حقا الا بقايا من اهل الكتاب - 00:01:03ضَ

فبعث الله هذا النور المبين وهذا الرسول الكريم في قوم لم يسبق لهم عهد برسالة بقوم ورثوا بعض ما كان عليه خليل الله ابراهيم من تعظيم البيت الحرام واجلال هذه البقعة - 00:01:24ضَ

وليس عندهم من معرفة الله تعالى وعبادته شيء يذكر بل كانوا على جاهلية جهلاء كانوا على عماء عظيم كسائر بقاع الارض الا ان الله اصطفى هذه البقعة فجاءها هذا النور العظيم - 00:01:44ضَ

هذا المكان الذي عبد فيه اللهو اولا مكة البلد الحرام اول بيت وضع للناس منه انبثقت اخر رسالة للناس اخر رسول بعثه الله تعالى للناس جاء من هذه البقعة المباركة ليربط اول الزمان باخره - 00:02:05ضَ

ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه بعث محمد صلى الله عليه وسلم. فجاء النور من هذه البقعة المباركة. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:29ضَ

دعا قومه الى اكمل دعوة والى اتم كلمة الى لا اله الا الله دعاهم الى ان يعبدوا الله وحده لا شريك له لم يكثر عليهم طلبا ولم يكثر عليهم فروضا - 00:02:44ضَ

بل دعاهم الى عبادة الله وحده الى ان يحرروا قلوبهم من التعلق بغير الله فعظم ذلك على كثير منهم فقالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب فكذبوه صلى الله عليه وسلم - 00:03:04ضَ

وعاندوه وضيقوا عليه وسبوه بما سبوه به من الكذب والجنون والسحر وقد كان حميد السيرة فيهم لا يعرفون عنه الا الحق والهدى والخير والبر فسيرته كانت اعظم شاهد على صدق ما جاء به - 00:03:22ضَ

كيف لا وسيرته طيبة قبل البعثة فكملها الله تعالى بالرسالة والنور المبين والهدي القويم الذي جاء به جبريل عليه السلام جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهؤلاء بما جاء - 00:03:43ضَ

فكذبوه اعظم تكذيب فضاق على النبي صلى الله عليه وسلم الامر في مكة فطلب مكانا يبلغ فيه دين ربه يدعو الناس الى هداية الله عز وجل ليخرجهم من الظلمات الى النور - 00:04:00ضَ

فما كان الا ان اذن الله تعالى له بالهجرة بعد ان عزم الكفار على قتله كما قال جل في علاه واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك - 00:04:20ضَ

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اختار لصحبته صديق هذه الامة وافضلها بعد نبيها ابا بكر الصديق رضي الله عنه فلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر في اول خروجهم بغار في جبل ثور فكان فيه ثلاثة ايام وقد بلغ المشركون - 00:04:34ضَ

هنا مكان الغار الا ان الله اعماهم لما سكن الطلب عنهم خرج صلى الله عليه وسلم موقنا بنصر الله وتأييده فتبعه من تبعه من المشركين يطلبونه رغبة في تحصيل الجائزة التي وضعتها قريش لمن جاء بالنبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:59ضَ

وكان ممن تبع النبي صلى الله عليه وسلم تراقة ابن مالك تبع النبي صلى الله عليه وسلم ليظفر بتلك الجائزة. فخرج نحوه حتى كاد ان يدركه فلما اقترب من رسول الله صلى الله عليه وسلم عثرت به فرسه - 00:05:22ضَ

فخر عنها ثم قام فانت طه فتبع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قرب منه خر ثانية وحصل ما حصل في المرة السابقة حتى انه اقترب في المرة الثالثة فسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:41ضَ

سراقة الذي خرج يتبع النبي صلى الله عليه وسلم اقترب منه الى درجة انه سمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهو صلى الله عليه وسلم لا يلتفت اليه وابو بكر يكثر الالتفات خائفا من ادراكه. يقول سراقة فلما قربت منهم ساخت يدا فرسي في الارض - 00:06:02ضَ

اي غاصت يدا فرسه الذي عليه في الارض حتى بلغت الركبتين فقررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلما زجرتها واستوت قائمة خرج لاثر يديها دخان ساطع في السماء فناديتهما بالامان سراقة يؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وابا بكر بعد ان رأى ما رأى من الايات - 00:06:26ضَ

فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في قلبي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهما ان سيظهر الله امر رسوله صلى الله عليه وسلم فاخبرت رسول الله تراقة يقول اخبرت رسول الله خبر الناس - 00:06:55ضَ

وعرضت عليه الزاد والمتاع فقال لا حاجة لنا ولكن اخف عنا الطلب. يعني رد عنا من يتبعنا من هذه الجهة فجعلت لا القى احدا في الطلب الا رددته وقلت لهم كفيتكم هذا الوجه - 00:07:15ضَ

فسبحان مقلب القلوب خرج سراقة اول النهار جاهدا ليدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وامسى اخر النهار حارسا لهما رادا للناس عنهما وقد اعرب سراقة عن سبب ذلك في ابيات فقال - 00:07:33ضَ

يخاطب ابا جهل ابا حكم والله لو كنت شاهدا لامر جواد اذ تسوق قوائمه علمت ولم تشكك بان محمدا رسول ببرهان فمن ذا يقاومه؟ عليك بكف القوم عنهم فانني ارى - 00:07:55ضَ

امره يوما ستبدو معالمه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله منجز وعده الا تنصروه فقد نصره الله. اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار. اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا - 00:08:13ضَ

صدق الله فصدقه شاء خبر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة في جوانب الصحراء فعلم به البدو والحظر وكان ممن ترامت اليهم اخبار وطرقتهم انباء خروج سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم - 00:08:31ضَ

كان من اولئك اهل المدينة فكانوا يخرجون يرقبون وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتشوقون الى مقدمه الكريم ومطلعه البهي كل صباح يمدون ابصارهم وقلوبهم الى حيث تنقطع الانظار - 00:08:50ضَ

يرقبون مجيء خير الانام صلى الله عليه وسلم. فاذا اشتد بهم الحر عادوا الى بيوتهم وفي اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الاول عام ثلاثة عشر من البعثة النبوية. خرج المهاجرون والانصار - 00:09:11ضَ

خرجوا على عادتهم يرقبون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما حميت الشمس رجعوا كعادتهم فما لبثوا الا ان سمعوا هاتفا يصيح ويصرخ باعلى صوته يا بني قيل وهو اسم للانصار هذا صاحبكم - 00:09:28ضَ

قد جاء هذا جدكم الذي تنتظرون اي هذا حظكم ونصيبكم الذي تنتظرون فارتجت المدينة تكفيرا ولبست طيبة حلة البهجة والسرور. وخرج اهلها يستقبلون رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا رجالا ونساء - 00:09:46ضَ

صغارا وكبارا خرجوا للقائه صلى الله عليه وسلم فتلقوه وحيه بتحية النبوة احاطوا به من كل جانب والسكينة تغشى والوحي يتنزل عليه صلى الله عليه وسلم فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير - 00:10:07ضَ

بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم اول ما قدم المدينة مسجد قباء وهو اول مسجد عمر في الاسلام بعد البعثة بناه في بني عامر وهذا اول مسجد اسس على التقوى. ثم نزل صلى الله عليه وسلم في بني النجار عند اخواله - 00:10:30ضَ

وبنى مسجده الذي بقي فيه حتى مات صلى الله عليه وسلم اخى بين المهاجرين والانصار كانت هجرته من معالم صدق نبوته صلى الله عليه وسلم فصارت المدينة عاصمة اهل الاسلام ودار الهجرة ومأرز اهل الايمان فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - 00:10:53ضَ

كما يحب ربنا ويرضى. اقول هذا القول واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه - 00:11:17ضَ

واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله بلغ البلاغ المبين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين - 00:11:47ضَ

اما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون والزموا امره فان تقواه سبب السعادة والنجاة يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون عباد الله استمعتم الى طرف - 00:12:01ضَ

من نبأ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت في هذا الشهر عام ثلاث عشرة من بعثته صلى الله عليه وسلم فاتقوا الله ايها المؤمنون وتدبروا ما في هذه الهجرة وهذا النبأ العظيم من العبر والعظات. فان الله تعالى انجى رسوله من مكر اعدائه - 00:12:19ضَ

واذن بظهور هذا الدين بهذه الهجرة ونصره نصرا عزيزا ومكنه تمكينا كبيرا فكانت هجرته مفرقا عظيما ونقطة تحول في دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا يعلم ان الله - 00:12:41ضَ

غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون. فمهما بلغ كيد الكفار والفجار لاخماد هذا الدين ومنع ظهور انواره. فان الله تعالى قد اذن بظهوره ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك - 00:12:59ضَ

يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ان اعداء الله مهما بلغوا من القوة في المكر والشدة في الكيد والرصانة في التخطيط لاطفاء نور الله تعالى واذى عباده الا ان الله تعالى يجري امره - 00:13:23ضَ

ما شاء فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز ايها المؤمنون هذا الشهر شهر ربيع الاول كان محلا لاحداث كبار غيرت وجه التاريخ - 00:13:40ضَ

ففيه ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قول كثير من اهل العلم ووصل المدينة مهاجرا في هذا الشهر وفيه توفي صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي من السماء. وقد مضى السلف الصالح - 00:13:58ضَ

الذين هم بالكتاب عالمون وبالسنة مستمسكون على عدم احداث شيء في هذا الشهر من الاعياد والمناسبات التي يجتمع الناس فيها لذكر سيرته صلى الله عليه وسلم. لم يحدثوا شيئا من ذلك فلا اعياد ولا مناسبات ولا موالد ولا - 00:14:14ضَ

افراح بل هو كسائر الشهور كما انهم لم يحدثوا شيئا لوفاته. فلا مآت ولا احزان ولا بكاء ولا لموته صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي من السماء. بل مظوا رحمهم الله على عد هذا الشهر كغيره من الشهور. فلما - 00:14:34ضَ

ظعفت العلوم في الناس وانتشر فيهم الجهل وخفى فيهم نور النبوة حدث ما حدث في القرن الرابع من الهجرة حيث احدث العبيديون الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فشاعت هذه البدعة بعد ان زالت دولة العبيديين. شاعت في المسلمين الى يومنا هذا وفيه يحتفل كثير من المسلمين - 00:14:54ضَ

بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وهم في هذا على درجات بين بدعة وبين شرك الذين يحدثون موسما يبتهجون فيه ويوزعون فيه الحلوى ويقيمون فيه الاطعمة. هؤلاء وقعوا في بدعة - 00:15:22ضَ

واما اولئك الذين ينشدون القصائد الشركية الكفرية التي يعظمون فيها النبي بما لا يليق الا بالله ولا يكون الاله فهؤلاء قد وقعوا في الشرك وبين هذا وذاك من انواع الانحراف من الغناء والتبرج والسفور ورقص الرجال والنساء في بعض الموالد ما يعرفه العارفون - 00:15:39ضَ

بهذه البدع لا اقول كل الموالد على هذا النحو بل منها ما فيه هذه الصورة يفعلونه تقربا الى الله وظنا انه للنبي صلى الله عليه وسلم يخالفون امره ويدعون محبته وهذا كذب وزور فخير الامور السالفات على الهدى - 00:16:02ضَ

وشر الامور المحدثات البدائع. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. ارزقنا الاستمساك بسنة نبيك. واملأ قلوبنا بمحبتك واتباع سنته يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. اهدنا سبل السلام وخذ بنواصينا الى ما تحب وترظى - 00:16:22ضَ

يا ذا الجلال والاكرام. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين وفق ولاة الامر الى ما تحب وترضى وفقهم الى ما فيه خير العباد والبلاد. اللهم اجمع كلمتنا على الحق والهدى الف بين قلوبنا واصلح ذات - 00:16:42ضَ

يا رب العالمين. اللهم اشف ولي امرنا عبد الله بن عبد العزيز. اللهم اشفه وعافه والبسه ثوب الصحة والعافية يا رب العالمين. اللهم انا نسألك له شفاء عاجلا بقوتك يا غفور يا رحيم. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى. اللهم صل على محمد - 00:17:02ضَ

وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:17:22ضَ