وهكذا يختم الحق جل جلاله هذه الصورة العظيمة سورة البقرة التي اخذت منا كل هذه السنوات في تفسيرها وشرحها يختمها بهاتين الايتين الكريمتين الجليلتين وما فيهما من المدح والثناء والتعظيم - 00:00:00ضَ
للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين الموحدين معه فيقول جل جلاله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله ثناء وثناء ممن من رب الارض والسماء - 00:00:21ضَ
ثناء على نبيه المجتبه وعلى رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم بانه قد حقق الايمان بالله وبما انزل اليه من ربه من الايات البينات والشرائع والاحكام الواضحات وكذلك حقق الايمان بكل هذا المؤمنون الموحدون المتبعون له من اصحابه رضي الله عنهم - 00:00:45ضَ
ومن تبعهم باحسان الى يومنا هذا وهذه شهادة من الله لهؤلاء الفضلاء ويا لها والله من شهادة وتشريف وهم يؤمنون جميعا بالله جل وعلا وحده لا شريك له ويؤمنون بجميع ملائكته - 00:01:12ضَ
ورسله وكتبه عليهم على رسل الله جميعا صلوات الله وسلامه دون تفرقة بين احد منهم في اصل الايمان في اصل الايمان والا وقد فسرنا قوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. لكننا لا نفضل احدا على احد في اصل الايمان بهم - 00:01:33ضَ
فاولئك الفضلاء من المتبعين لامام الانبياء لا يؤمنون ببعض. ويكفرون ببعض بل يؤمنون بهم جميعا وكلهم عندهم صادقون راشدون بارون مهديون هادون الى التوحيد والى الحق والى سبيل الخير والسعادة في الدنيا والاخرة - 00:02:00ضَ
وقد بينت قبل ذلك حقيقة الايمان لغة واصطلاحا. وتحدثت بالتفصيل عن اركان الايمان. ثم اعلن اولئك الفضلاء جميعا ساهم سمعهم وطاعتهم لربهم جل وعلا. بلا تردد او انحراف. وهم في غاية الحب لله والرضا عن الله. وراحوا يتضرعون - 00:02:27ضَ
الى الله جل وعلا ان يغفر لهم ذنوبهم معترفين ومقرين بان الله جل وعلا اليه المرجع واليه الميعاد وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وليس المراد بالسمع في قوله وقاله سمعنا - 00:02:47ضَ
ليس المراد بالسمع هنا سمعا اذان الظاهر بل سمع الاذان والقلوب والعقول. فلقد سمعوا عن الله كل تكليف وعلموا ان الحق من الله جل وعلا ففهموا عن الله مراده وفهموا عن رسول الله مراده - 00:03:05ضَ
وقبلوه واطاعوه فجمعوا بين العلم وبين الفهم وبين العمل وهذا ما جعلهم يستشعرون تقصيرهم في حق ربهم جل وعلا ولما تمكن هذا الخوف من قلوبهم وعرفوا جلال الله وعظمته وقدرته راحوا يطلبون من الله جل وعلا غفرانه وستره لذنوبهم وعدم الفضيحة في الدنيا والاخرة - 00:03:28ضَ
فالمغفرة لغة مصدر من الفعل غفر اي ستر من المغفر الذي يستر الرأس من ضربات القتال والحروب وقد يأتي المصدر على وزني غفران ومعنى المغفرة والغفران المسامحة والستر وعدم المؤاخذة على الذنوب والمعاصي - 00:04:00ضَ
صونا للعبد خلي بالك من العبارة اللي هقولها دي صونا للعبد من عذاب التخجيل والفضيحة والعقاب مع نيل الثواب وهذا الفضل والفيض لا يملكه ولا يقدر عليه الا الله الغفور الرحيم. فهو غافر الذنب - 00:04:26ضَ
وهو الغفور الودود وهو العزيز الغفار وطلبوهم المغفرة من ربهم بقلوبهم غفرانك ربنا لعلمهم ان الرب جل وعلا خلي بالك انتبه انتبه لهذه الجملة الرائقة الرائعة التي هي تعريف لمعنى الخالق - 00:04:48ضَ
وقد فصلتها من قبل لما طلبوا المغفرة من ربهم بقولهم غفرانك ربنا لانهم يعلمون ان الرب جل وعلا هو الخالق ابتداء والمربي غذاء والغافر انتهاء هذا معنى الخالق هذا هو الرب جل جلاله - 00:05:08ضَ
الرب جل وعلا هو الخالق ابتداء والمربي غذاء هو الذي يربيهم بنعمي وستري وفضلي وجودي وبره واحسانه وعطائه وهو الذي يغفر لهم انتهاء ذنوبهم وتقصيرهم واخطائهم وهو المدبر لخلقه ومربيهم - 00:05:31ضَ
ومصلحهم وجابرهم والقائم بامورهم هو قيوم الدنيا والاخرة هو السيد الذي لا شبيه ولا مثيل له في ذاته ولا في صفاته ولا في اسمائه ولدي يقول شيخي ابن القيم رحمه الله - 00:05:53ضَ
اسم الرب له الجمع الجامع لجميع المخلوقات وهو رب كل شيء وخالقه والقادر عليه لا يخرج شيء عن ربوبيته وكل من في السماوات والارض عبد له في قبضته وتحت قهره - 00:06:13ضَ
فاجتمعوا بصفة الربوبية وافترقوا بصفة الالوهية فالهه وحده سبحانه وتعالى الموحدون السعداء المؤمنون الاتقياء واقروا له طوعا وهم في غاية الحب له ورضوا عنه. بانه الله الذي لا اله الا هو الذي لا تنبغي العبادة الا له - 00:06:37ضَ
الذي لا ينبغي ان يتوكل الا عليه وحده فعليه التوكل وفيه الرجاء ومنه الخوف. وله الحب والانابة والاخبات والخشية. والتذلل والخضوع سيكون كل ذلك من العبادة الباطنة والظاهرة الا له وحده لا شريك له. الى ان قال شيخنا رحمه الله فالتأليه - 00:07:03ضَ
منهم اي من اولئك الموحدين المؤمنين فالتأليه منهم له والربوبية منه لهم والرحمة سبب واصل بينه وبينهم الله ما اجمل هذا وما اروعه قال فالتأليف والتأليه والمحبة هو الحب التأليف هو الحب - 00:07:29ضَ
وهو شطر العبودية منهم له والربوبية منه لهم والرحمة سبب واصل بينه وبينهم فاقتران ربوبيته برحمته اقتران استوائه على عرشه برحمته فكأنهم يقولون ربنا ربنا ربيتنا فيما مضى بنعمك فتمم هذه التربية بمغفرتك - 00:08:04ضَ
يا الهي بالله تدبر بالله عش هذه المعاني وقف مع هذه المفردات فكأن اولئك الفضلاء يقولون ربنا ربيتنا ربيتنا فيما مضى بنعمك التي لا تعد ولا تحصى فتمم هذه التربية - 00:08:35ضَ
بمغفرتك وفضلك ورحمتك فاتمام المعروف خير من ابتلائه لذا قالوا غفرانك ربنا واليك المصير وهم يقرون بالمبدأ والميعاد ومتى علم العبد ان المصير الى سيده ومولاه وان الوقوف بين يديه جل علاه - 00:08:56ضَ
اخلص الطاعات وابتعد عن الذنوب والسيئات. وان زلت قدمه وتعثرت في بؤرة معصية وحفرة ذنب رفع قدمه وجدد التوبة وطلب العفو والمغفرة وطهر ثيابه بدموع الندم لان هذا المصير الى الله وحده - 00:09:21ضَ
يؤرقه ويحركه الى هذه التوبة الصادقة الخالصة النصوح المصير هو الذي يكون بعده الجزاء والحساب بحسب درجات النفوس في معارج الترقي والكمال في طاعات الكبير المتعال - 00:09:46ضَ
التفريغ
وهكذا يختم الحق جل جلاله هذه الصورة العظيمة سورة البقرة التي اخذت منا كل هذه السنوات في تفسيرها وشرحها يختمها بهاتين الايتين الكريمتين الجليلتين وما فيهما من المدح والثناء والتعظيم - 00:00:00ضَ
للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين الموحدين معه فيقول جل جلاله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله ثناء وثناء ممن من رب الارض والسماء - 00:00:21ضَ
ثناء على نبيه المجتبه وعلى رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم بانه قد حقق الايمان بالله وبما انزل اليه من ربه من الايات البينات والشرائع والاحكام الواضحات وكذلك حقق الايمان بكل هذا المؤمنون الموحدون المتبعون له من اصحابه رضي الله عنهم - 00:00:45ضَ
ومن تبعهم باحسان الى يومنا هذا وهذه شهادة من الله لهؤلاء الفضلاء ويا لها والله من شهادة وتشريف وهم يؤمنون جميعا بالله جل وعلا وحده لا شريك له ويؤمنون بجميع ملائكته - 00:01:12ضَ
ورسله وكتبه عليهم على رسل الله جميعا صلوات الله وسلامه دون تفرقة بين احد منهم في اصل الايمان في اصل الايمان والا وقد فسرنا قوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. لكننا لا نفضل احدا على احد في اصل الايمان بهم - 00:01:33ضَ
فاولئك الفضلاء من المتبعين لامام الانبياء لا يؤمنون ببعض. ويكفرون ببعض بل يؤمنون بهم جميعا وكلهم عندهم صادقون راشدون بارون مهديون هادون الى التوحيد والى الحق والى سبيل الخير والسعادة في الدنيا والاخرة - 00:02:00ضَ
وقد بينت قبل ذلك حقيقة الايمان لغة واصطلاحا. وتحدثت بالتفصيل عن اركان الايمان. ثم اعلن اولئك الفضلاء جميعا ساهم سمعهم وطاعتهم لربهم جل وعلا. بلا تردد او انحراف. وهم في غاية الحب لله والرضا عن الله. وراحوا يتضرعون - 00:02:27ضَ
الى الله جل وعلا ان يغفر لهم ذنوبهم معترفين ومقرين بان الله جل وعلا اليه المرجع واليه الميعاد وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وليس المراد بالسمع في قوله وقاله سمعنا - 00:02:47ضَ
ليس المراد بالسمع هنا سمعا اذان الظاهر بل سمع الاذان والقلوب والعقول. فلقد سمعوا عن الله كل تكليف وعلموا ان الحق من الله جل وعلا ففهموا عن الله مراده وفهموا عن رسول الله مراده - 00:03:05ضَ
وقبلوه واطاعوه فجمعوا بين العلم وبين الفهم وبين العمل وهذا ما جعلهم يستشعرون تقصيرهم في حق ربهم جل وعلا ولما تمكن هذا الخوف من قلوبهم وعرفوا جلال الله وعظمته وقدرته راحوا يطلبون من الله جل وعلا غفرانه وستره لذنوبهم وعدم الفضيحة في الدنيا والاخرة - 00:03:28ضَ
فالمغفرة لغة مصدر من الفعل غفر اي ستر من المغفر الذي يستر الرأس من ضربات القتال والحروب وقد يأتي المصدر على وزني غفران ومعنى المغفرة والغفران المسامحة والستر وعدم المؤاخذة على الذنوب والمعاصي - 00:04:00ضَ
صونا للعبد خلي بالك من العبارة اللي هقولها دي صونا للعبد من عذاب التخجيل والفضيحة والعقاب مع نيل الثواب وهذا الفضل والفيض لا يملكه ولا يقدر عليه الا الله الغفور الرحيم. فهو غافر الذنب - 00:04:26ضَ
وهو الغفور الودود وهو العزيز الغفار وطلبوهم المغفرة من ربهم بقلوبهم غفرانك ربنا لعلمهم ان الرب جل وعلا خلي بالك انتبه انتبه لهذه الجملة الرائقة الرائعة التي هي تعريف لمعنى الخالق - 00:04:48ضَ
وقد فصلتها من قبل لما طلبوا المغفرة من ربهم بقولهم غفرانك ربنا لانهم يعلمون ان الرب جل وعلا هو الخالق ابتداء والمربي غذاء والغافر انتهاء هذا معنى الخالق هذا هو الرب جل جلاله - 00:05:08ضَ
الرب جل وعلا هو الخالق ابتداء والمربي غذاء هو الذي يربيهم بنعمي وستري وفضلي وجودي وبره واحسانه وعطائه وهو الذي يغفر لهم انتهاء ذنوبهم وتقصيرهم واخطائهم وهو المدبر لخلقه ومربيهم - 00:05:31ضَ
ومصلحهم وجابرهم والقائم بامورهم هو قيوم الدنيا والاخرة هو السيد الذي لا شبيه ولا مثيل له في ذاته ولا في صفاته ولا في اسمائه ولدي يقول شيخي ابن القيم رحمه الله - 00:05:53ضَ
اسم الرب له الجمع الجامع لجميع المخلوقات وهو رب كل شيء وخالقه والقادر عليه لا يخرج شيء عن ربوبيته وكل من في السماوات والارض عبد له في قبضته وتحت قهره - 00:06:13ضَ
فاجتمعوا بصفة الربوبية وافترقوا بصفة الالوهية فالهه وحده سبحانه وتعالى الموحدون السعداء المؤمنون الاتقياء واقروا له طوعا وهم في غاية الحب له ورضوا عنه. بانه الله الذي لا اله الا هو الذي لا تنبغي العبادة الا له - 00:06:37ضَ
الذي لا ينبغي ان يتوكل الا عليه وحده فعليه التوكل وفيه الرجاء ومنه الخوف. وله الحب والانابة والاخبات والخشية. والتذلل والخضوع سيكون كل ذلك من العبادة الباطنة والظاهرة الا له وحده لا شريك له. الى ان قال شيخنا رحمه الله فالتأليه - 00:07:03ضَ
منهم اي من اولئك الموحدين المؤمنين فالتأليه منهم له والربوبية منه لهم والرحمة سبب واصل بينه وبينهم الله ما اجمل هذا وما اروعه قال فالتأليف والتأليه والمحبة هو الحب التأليف هو الحب - 00:07:29ضَ
وهو شطر العبودية منهم له والربوبية منه لهم والرحمة سبب واصل بينه وبينهم فاقتران ربوبيته برحمته اقتران استوائه على عرشه برحمته فكأنهم يقولون ربنا ربنا ربيتنا فيما مضى بنعمك فتمم هذه التربية بمغفرتك - 00:08:04ضَ
يا الهي بالله تدبر بالله عش هذه المعاني وقف مع هذه المفردات فكأن اولئك الفضلاء يقولون ربنا ربيتنا ربيتنا فيما مضى بنعمك التي لا تعد ولا تحصى فتمم هذه التربية - 00:08:35ضَ
بمغفرتك وفضلك ورحمتك فاتمام المعروف خير من ابتلائه لذا قالوا غفرانك ربنا واليك المصير وهم يقرون بالمبدأ والميعاد ومتى علم العبد ان المصير الى سيده ومولاه وان الوقوف بين يديه جل علاه - 00:08:56ضَ
اخلص الطاعات وابتعد عن الذنوب والسيئات. وان زلت قدمه وتعثرت في بؤرة معصية وحفرة ذنب رفع قدمه وجدد التوبة وطلب العفو والمغفرة وطهر ثيابه بدموع الندم لان هذا المصير الى الله وحده - 00:09:21ضَ
يؤرقه ويحركه الى هذه التوبة الصادقة الخالصة النصوح المصير هو الذي يكون بعده الجزاء والحساب بحسب درجات النفوس في معارج الترقي والكمال في طاعات الكبير المتعال - 00:09:46ضَ