درس جدة

درس الأحاديث المختارة في الأحكام رقم الدرس (١٨) فضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي

محمد بن محمد المختار الشنقيطي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:00:00ضَ

لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه - 00:00:20ضَ

بسنته الى يوم الدين اما بعد فهذا الاب فهذا الباب باب السواك اعتنى العلماء رحمهم الله من المحدثين والفقهاء بذكره في كتاب الطهارة لاشتماله على سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:00:47ضَ

المتعلقة بطهارة الفم وهو عضو من اعضاء الطهارة ولذلك ذكره ائمة الحديث وذكره ائمة الفقه ففي ابواب الحديث ذكروا احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعلقة بهذه السنة الكريمة - 00:01:15ضَ

والتي تحصل بها يتحصل العبد بها على مرضاة الله سبحانه وتعالى وكذلك اعتنى ائمة الفقه بذكر مسائله واحكامه حتى ان بعضهم افرده بباب مستقل وقال باب السواك ومنهم من ذكره عقب باب الوضوء - 00:01:45ضَ

كل هذا من العناية بهذه السنة النبوية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة حتى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبت عنه كما في صحيح البخاري من حديث انس ابن مالك - 00:02:12ضَ

كما في صحيح مسلم من حديث انس بن مالك رضي الله عنه انه قال اكثرت عليكم في السواك والسواك في لغة العرب اما ان يطلق ويراد به الالة التي يستاك بها - 00:02:35ضَ

العود ونحوه واما ان يطلق ويراد به فعل السواك وهو الاستياك فمن اطلاق السواك على الالة ما ثبت في الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:56ضَ

قال رضي الله عنه وطرف السواك على لسانه فهنا اطلق السواك واراد به الالة وكذلك حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيح انها قالت كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواك - 00:03:22ضَ

وطهوره فيبعثه الله من الليل ما شاء وكذلك حديث حذيفة بن اليماني في الصحيحين عنه رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام من الليل يشو صفاه بالسواك - 00:03:48ضَ

اي بالالة والعود وهو عود الاراك الذي كان يستعمله عليه الصلاة والسلام في سواكه فهذا كله من اطلاق السواك على الالة ويطلق السواك ويراد به الفعل ومنه حديثنا حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه - 00:04:10ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي او على الناس لامرتهم لولا ان اشق على امتي او على المؤمنين لامرتهم بالسواك عند كل صلاة - 00:04:36ضَ

اي لامرتهم بفعل السواك فهذا من اطلاق السواك على الفعل ومنه حديث ام المؤمنين وحديث عبد الله ابن عمر في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب اي فعل السواك - 00:05:05ضَ

مطهرة للفم مرضاة للرب فهذا من اطلاق السواك على الفعل فهذان الاطلاقان مشهوران في لغة العرب في لسانها وكذلك فيما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاحاديث - 00:05:29ضَ

والسواك مأخوذ من قولهم ساك فمه يسوكه سوكا وقيل مشتقي لانه مشتق من الدلك يقال ساك الشيء اذا دلكه ومنه حديث حذيفة ابن اليمان في في الشوس يشو صفاه بالسواك اي يدلكه - 00:05:51ضَ

وقيل ان السواك مأخوذ من التمايل يقال تساوكت الابل اذا اذا تمايلت في مشيها وهذا لان العود يميله الانسان اثناء السواك واثناء فعل السواك لتنظيف الفم وصحح غير واحد من العلماء ان السواك مأخوذ من الاول وهو الدلك - 00:06:16ضَ

وقولهم رحمهم الله باب السواك اي في هذا الموضع تذكر احكام السواك سواء كانت في الاحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او في بيان الاحكام المتعلقة بالسواك - 00:06:43ضَ

ولا شك ان السواك لما ثبتت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الله فيه الخير الكثير والنفع العظيم للمسلم في هذه السنة المباركة وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى منفعتين - 00:07:04ضَ

الاولى دنيوية والثانية اخروية وذلك في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما الذي اخرجه الامام احمد والشافعي وكذلك ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:07:29ضَ

السواك مطهرة للفم مرضاة للرب وقوله عليه الصلاة والسلام مرضاة للرب اي ان فعل السواك والمحافظة على السواك ترضي الله سبحانه وتعالى لان السواك يطيب والله طيب يحب الطيبين وتطييب الفم من القذر والاوساخ - 00:07:53ضَ

وما فيه ضرر لا شك انه يعين العبد على طاعة الله ومحبة الله هذا الدين دين النقاء ودين الطهارة والله يحب المتطهرين ويحب المتطهرين فضلا منه وهو ارحم الراحمين السواك مطهرة - 00:08:22ضَ

وفي بعض الرواية وفي بعض الروايات مطيبة للفم. اي انه يطيب الفم فهذه مصلحة عظيمة في كونه ينتهي بالعبد الى مرضاة الله سبحانه وتعالى. ولذلك شرع للعبد ان يكون على طهارة وشرع له ان يكون - 00:08:46ضَ

على نظافة لان الملائكة تدنو من الطيبين وتحب الروائح الطيبة واما الشياطين والعياذ بالله فانهم يحبون القذر ويحبون الاوساخ والنتن ولذلك لما دخل الرجل على المسجد وكان فيه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:07ضَ

وكان اشعث مغبرا وحالته سيئة اعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وفطن الصحابي وذهب فاغتسل واصلح من شأنه فاقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم لان هذا هو شأن المؤمن - 00:09:29ضَ

ان يكون على افضل الاحوال واكملها خاصة وانه يذكر الله. ومن ذكر الله انست به الملائكة ولذلك يشعر بالطمأنينة ويشكر بالسكينة ويشعر بالراحة. واما والعياذ بالله اذا كان نتن الرائحة - 00:09:50ضَ

مؤذيا للناس بقدره ووسخه فانه يكون بخلاف ذلك والشياطين تحب هذه الروائح الكريهة والنتن ولذلك شرع للمسلم ان يتطيب حسا ومعنى واما الفائدة الثانية فينتهي بالعبد الى مرضاة الله عز وجل. في قوله عليه الصلاة والسلام مرظاة للرب - 00:10:11ضَ

مرضاة للرب اي انه ينتهي بالعبد الى رضوان الله ورضوان الله هو اعظم شيء يقصده الموفق ولذلك قال سبحانه وتعالى ورضوان من الله اكبر اللهم انا نسألك رضاك والجنة اللهم انا نسألك رضاك والجنة اللهم انا نسألك رضاك والجنة - 00:10:38ضَ

واذا رضي الله عن العبد ارضاه ولذلك هذه السنة وكل سنن النبي صلى الله عليه وسلم من حافظ على من احبها ولزمها وحافظ عليها فانها تنتهي به الى هذه الغاية العظيمة وهي رضوان الله سبحانه وتعالى - 00:11:05ضَ

اما الفائدة الدنيوية فاشار اليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله مطهرة للفم اي انه يطهر الفم من الوسخ والاقذار وما يعلق بالاسنان من بقايا الطعام والشراب وما ينتج عن ذلك من بخر الفم والرائحة الكريهة - 00:11:27ضَ

فاذا استاك فانه يزيل جميع ذلك وكذلك فيه مصلحة للاسنان بانه يذهب الحفر الذي يكون فيها كما ذكر الاطباء وكذلك ما يكون فيه من اصلاح للثة الى غير ذلك من الخصال - 00:11:50ضَ

وقد عد الامام ابن القيم في الهدي وفي الطب النبوي جملة من الفوائد التي ذكرها الاطباء للمحافظة في المحافظة على السواك ولزومه حتى ان ذلك ينتهي بالانسان الى صلاح بدنه. لان الطعام يدخل نقيا الى جوفه - 00:12:09ضَ

واما اذا كان فمه والعياذ بالله بخلاف ذلك فانه يتسبب في الظرر وقد يؤذي نفسه كما ذكرنا من ما ينتج من الراء يؤذي غيره مما ينتج عنه من الروائح الكريهة. ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:32ضَ

ان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه المصلون وفي السواك ثبتت الاحاديث بفظله وشرفه ولو لم يكن في هذه السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا وشرفا الا انها كانت اخر سنة - 00:12:52ضَ

فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان نفارق هذه الدنيا ولذلك ثبت في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في مرض الموت - 00:13:17ضَ

دخل عليه عبدالرحمن ابن ابي بكر الصديق رضي الله عنه وعن ابيه وامه وجده دخل عليه وفي يده سواك قالت رضي الله عنه فابده النبي صلى الله عليه وسلم بصره - 00:13:40ضَ

وفطنت ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها الى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب السواك فاشارت الى عبدالرحمن ان يعطيها السواك فاعطاها اياه قالت رضي الله عنها وارضاها - 00:14:01ضَ

فاخذته فقظمته وفي رواية فقسمته ثم طيبته ثم ناولته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به استنانا ما رأيت احسن منه ثم رفع اصبعه وقال في الرفيق الاعلى ثلاثا ثم قضى عليه الصلاة والسلام - 00:14:19ضَ

فكانت اخر سنة فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الدنيا ومن فظله ما يكون فيه من صلاح حال العبد ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يحب السواك - 00:14:50ضَ

حتى انه عليه الصلاة والسلام كان اذا دخل بيته كان اول ما يبدأ به السواك كما في الصحيح عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها انها لما سئلت عن اول شيء يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا - 00:15:09ضَ

دخل بيته فاخبرت انه كان يبدأ بالسواك صلوات الله وسلامه عليه. حتى لا تشم منه الرائحة النتنة وحتى يكون طيبا لمن يحادثه ومن يشافه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه - 00:15:31ضَ

وهذا الحديث الشريف حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه يعتبر عند العلماء من اصول هذا الباب ولذلك اعتنى المحدثون ببيانه وذكره كما فعل الامام البخاري والامام مسلم وغيرهما رحمة الله على الجميع من ائمة الحديث رحمة الله على الجميع - 00:15:50ضَ

حديث ابي هريرة رضي الله عنه في في هذا الباب اشتمل على جملة من الاحكام والمسائل المتعلقة بالسواك. وفيه الحث والحظ على السواك يقول عليه الصلاة والسلام لولا ان اشق على امتي - 00:16:21ضَ

لولا حرف وجود حرف امتناع لوجود امتنع امره عليه الصلاة والسلام لامته امر الالزام والوجوب بالسواك لوجود المشقة لولا ان اشق المشقة هنا بمعنى التثقيل اي لولا ان اثقل على امتي - 00:16:42ضَ

والمشقة فيها ظرر وفيها عنت ولذلك في الاصل المشقة تنقسم الى قسمين القسم الاول ان تكون مشقة غير مقدور عليها والقسم الثاني ان تكون مشقة مقدورا عليها فاما المشقة التي لا يقدر عليها - 00:17:07ضَ

وقد اجمع العلماء رحمهم الله على ان الله لا يكلف عباده بها فاي امر لا يستطيعه الانسان يشق عليه مشقة يتعذر معها ان يفعله فان الله لا يكلف عباده بذلك - 00:17:32ضَ

ولذلك قال سبحانه لا يكلف الله نفسا الا وسعها وما ليس في وسع انسان لا يكلف به اما النوع الثاني من المشقات فهو فهي المشقة المقدور عليها وينبغي لطالب العلم - 00:17:51ضَ

ان ينتبه لهذا النوع لانه تتعلق به الاحكام الشرعية وهو ينقسم الى قسمين مشقة مقدور عليها مع وجود الحرج والعنت والنوع الثاني مشقة مقدور عليها دون حرج ودون عنت فاما المشقة المقدور عليها مع وجود الحرج والعنت - 00:18:09ضَ

فمن امثلتها تكليف المريض بفعل العبادة بحيث يشق عليه ذلك الى درجة يجد فيه العنت والحرج ولذلك في هذا النوع يخير العبد ما بين الفعل وما بين الترك. ولا يلزمه الله بالفعل - 00:18:35ضَ

ومن امثلة ذلك الصيام في السفر للمريض والصيام في السفر للمسافر فانه يستطيع اذا كان مسافرا ان يصوم ولكنه في الغالب يجد الحرج والمشقة والعنت فاذا صام من عند نفسه - 00:18:57ضَ

فهذا يجزيه ويصح صومه ولكن لا نلزمه بالصوم. لان الله لم يلزمه بذلك. فهو مخير بين الفعل والترك لوجود الحرج والمشقة واما النوع الثاني وهو المشقة المقدور عليها بدون حرج ولا عنت - 00:19:17ضَ

فهذه هي التكاليف الشرعية ولذلك لا يمكن ان يظهر المطيع من العاصي والبر من الفاجر الا اذا وجد عناء ومشقة وهذا العناء وهذه المشقة هي المكاره التي حفت بها الجنة - 00:19:40ضَ

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بالمكاره ولذلك سميت التكاليف الشرعية تكاليفا وصفت التكاليف الشرعية بكونها الاوامر والنواهي الشرعية وصفت بكونها تكليفا لان فيها كلفة وعناء ولكن هذه الكلفة وهذا العناء لا يصل الى درجة الحرج. ولذلك قال تعالى وما جعل عليكم - 00:20:01ضَ

في الدين من حرج يقول عليه الصلاة والسلام لولا ان اشق على امتي على امتي الامة في لغة العرب تطلق بمعنى الجماعة من الناس ومنه قوله تعالى ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون - 00:20:31ضَ

اي جماعة من الناس يسقون وتطلق الامة ويراد بها الرجل الكامل الذي جمع الفضائل العديدة التي توجد في العديد من الناس. حتى صار امة وحدة منه قوله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله - 00:20:55ضَ

وكذلك تطلق الامة بمعنى الزمان والقدر من الزمان ومنه قوله سبحانه وادكر بعد امه اي بعد زمان وهذا الزمان اشارت الايات الى كونه بضع سنين. لان الله لان الشيطان انساه - 00:21:19ضَ

ربه وهو ساقي الخمر وقد قال له يوسف اذكرني عند ربك فانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين. وقال الله بعد ذلك وادكر بعد امه. اي تذكر بعد - 00:21:38ضَ

قضية هذه السنوات فهذا من اطلاق الامة بمعنى الزمان وتطلق الامة بمعنى الملة والنحلة ومنه قوله سبحانه انا وجدنا اباءنا على امة اي على ملة والمراد هنا الامة الشريعة امة محمد عليه الصلاة والسلام كما ورد في حديثنا - 00:21:54ضَ

بصيغة الاظافة لولا ان اشق على امتي الامة تنقسم الى قسمين اما ان تكون امة اجابة وهم الذين امنوا به وصدقوه عليه الصلاة والسلام هذه تسمى امة الاجابة وتشير اليها الرواية الثانية - 00:22:21ضَ

التي ذكرها الامام مسلم وهي رواية عمرو الناقب لولا ان اشق على المؤمنين فهذه امة الاجابة ففسرت الرواية رواية عمرو الناقد رواية زهير بن حرب لقوله على امتي التي ذكرها - 00:22:42ضَ

العلماء والائمة رحمهم الله الامة هنا المراد بها امة الاجابة وتطلق منه قوله وكذلك ايضا قوله عليه الصلاة والسلام من هذا الاطلاق حديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيح - 00:23:05ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثر الوضوء والمراد بذلك امة الاجابة وتطلق الامة بالمعنى العام. المعنى العام وهو امة الدعوة - 00:23:22ضَ

وهم واذا قيل امة الدعوة المراد بها كل من كان اهلا للتكليف بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة فهؤلاء كلهم اما الدعوة لانهم مأمورون شرعا باتباعه عليه الصلاة والسلام واجابة دعوته - 00:23:42ضَ

فمن اجاب فله الجنة ومن عصى فله النار كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وبينته نصوص الكتاب فهذه امة الدعوة وقوله هنا لولا ان اشق على امتي المراد بذلك امة الاجابة - 00:24:09ضَ

لامرتهم بالسواك الامر هو الطلب يقال امره بكذا اذا طلب منه فعل الشيء ويدخل فيه بالمعنى اذا طلب منه الترك وقوله لامرتهم الامر ينقسم في الشريعة الى قسمين اما ان يكون امرا جازما - 00:24:28ضَ

لقوله تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة اقيموا امر واتوا امر امر جاز باقامة الصلاة وايتاء الزكاة ومثلنا في اقامة الصلاة وايتاء الزكاة لانه متفق على ان هذا الامر محمول على الوجوب - 00:24:51ضَ

ويطلق الامر ويكون غير جازم على سبيل الندب والاستحباب كقوله عليه الصلاة والسلام عمر بن الخطاب توضأ واغسل ذكرك ثم نم توضأ هذا امر بالوضوء للجنب عند نومه واغسل ذكرك - 00:25:13ضَ

امر بغسل الذكر اذا كان اذا اراد الجنب ان ينام ولا يغتسل ثم نم امر بالنوم الاول والثاني وهو الامر بالوضوء محمول على الندب والاستحباب بوجود الصارف ولذلك الامر غير جازم هنا - 00:25:36ضَ

اذا وجد الصارف من قرينة او وجد معول من دليل خارج النص فانه امر غير جاز محمول على الندب والاستحباب مع الحتم والايجاب والذي صرف الامر هنا عن ظاهره قوله عليه الصلاة والسلام انما امرت بالوضوء عند القيام الى الصلاة - 00:25:57ضَ

ودل على ان الوضوء الفرض واللازم هو الوضوء الذي يكون للصلاة لامرتهم بالسواك بالسواك اي بفعل السواك. وقلنا ان السواك يطلق بمعنى الفعل عند كل صلاة وفي رواية عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:26:20ضَ

الموطأ وغيره عند كل وضوء ومع كل وضوء قوله عند كل صلاة صلاة نكرة سواء كانت فريضة او كانت نافلة وعند الصلاة اما ان تكون الرواية مع الوضوء او عند الوضوء مفسرة لرواية عند كل صلاة - 00:26:41ضَ

وحينئذ يكون المراد انه اذا اراد ان يتوضأ بدأ بالسواك ثم تمضمض واستنشق نظف الفم بعد السواك فيكون ذلك ابلغ ما يكون في الطهارة والنقاء واما ان يكون المراد التنوع - 00:27:06ضَ

تكون يكون مأمورا بالسواك عند الوضوء ومأمور بالسواك امرنا بالسواك عند الصلاة وحينئذ يكون فعل السواك قبل الوضوء او مع الوضوء على التفصيل الذي سنذكره ويكون ايضا عند القيام الى الصلاة - 00:27:28ضَ

ولذلك قال بعض العلماء بترجيح الاول انه لا يستاك عند مقاربة الصلاة لخشية ان يدمي اللثة فيخرج منه الدم ويحصل منه ما يكره ولذلك لم يرد عنه عليه الصلاة والسلام انه كان اذا وقف في الفريضة يؤم اصحابه - 00:27:51ضَ

فعل ذلك ولم يرد عن عنه عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح انه وقف في فريضة قبل الفريضة مباشرة يستاك فهذا المنزع الاول والقول الاول. والقول الثاني ولذلك يقولون انه اذا استاك يخشى ان يدمي اللثة - 00:28:16ضَ

والقول الثاني عند كل صلاة على ظاهره يقويه رواية الصحيحين عند كل صلاة والسنة لا يشترط فعله عليه الصلاة والسلام لها ما دام انه نبه لها بالقول بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه - 00:28:35ضَ

ولذلك من استاك عند القيام الى الصلاة مباشرة فله وجه لكن بشرط ان يحتاط فلا بحيث لا يدمن ويأمن من خروج الدم والنجس. وكذلك ايضا يكون عنده منديل او نحوه. لانه اذا - 00:28:53ضَ

وخرج الوسخ من فمه فان البعض يبلعه ويزدرده وهذا خلاف الاصل الاصل انه يلقي النتن والقدر خارجا عن فمه وليس يزدرد ولا يزدرده ولا يبلعه. لامرتهم بالسواك عند كل صلاة - 00:29:13ضَ

في هذا الحديث دليل على كمال شفقته بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه ورحمته بالامة حيث انه ما كان يحب ان يشق عليهم فيما يأمرهم به او ينهاهم عنه عليه الصلاة والسلام - 00:29:33ضَ

ولذلك وصف الله رسالته التي بعث بها بقوله وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وقال كما في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام انا رحمة مهداة وكان عليه الصلاة والسلام لا يحب التشدد - 00:29:52ضَ

والتظييق والاثقال على امته. ولذلك ثبت في الصحيح حديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام انه ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه وجزاه عنا - 00:30:13ضَ

وعن امته وعن خلقه خير ما جزى نبيا عن نبوته وصاحب رسالة عن رسالته واتاه الوسيلة والفظيلة وبعثه المقام المحمود الذي وعده. انه لا يخلف الميعاد وفي هذا الحديث ايضا دليل - 00:30:32ضَ

على جواز الاجتهاد ان النبي صلى الله عليه وسلم في الاحكام وهي مسألة اصولية بين عليه الصلاة والسلام انه اختار الا يأمر امته لوجود المشقة. فدل على انه لو لم توجد من مشقة لامرهم وهذا يدل - 00:30:49ضَ

على ان الامر مسند اليه وهو يجتهد عليه الصلاة والسلام فاذا اجتهد كان في اجتهاده حكمة وفوائد منها انه يثاب على هذا الاجتهاد. وثانيا انه عليه الصلاة والسلام يسن لامته. والمتأهلين للنظر - 00:31:06ضَ

في كتابه وفي سنته عليه الصلاة والسلام من العلماء والائمة ان يستنبطوا وان يجتهدوا فهو امامهم ولكنه اذا اخطأ في اجتهاده لا يقر على الخطأ ولذلك لما اخذ رضي باخذ الفدية في اسارى بدر جاء الوحي بخلاف ذلك وهذا يدل على - 00:31:26ضَ

ان الاجتهاد كان منه عليه الصلاة والسلام وانه يجتهد في الاحكام كما تقدم معنا بيان هذه المسألة الاصول الاصولية في الشروح وهذا هو ارجح القولين والعلم عند الله نعم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال - 00:31:51ضَ

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل يشو صفاه بالسواك هذا الحديث حديث حذيفة في اليمان رضي الله عنه وعن ابيه تقدمت معنا ترجمته اشتمل على - 00:32:13ضَ

بيان سنة السواك عند القيام من الليل وقد جاء في بعض الروايات الصحيحة اذا قام يتهجد من الليل بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه السواك في الاصل مستحب في جميع الاوقات - 00:32:35ضَ

والدليل على ذلك عموم الادلة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستحب اناء الليل واناء النهار لاننا كما قلنا وصفه اه بكونه مطهرة للفم لا يتقيد فيه بوقت ولا بزمان - 00:32:57ضَ

ولا بحال لكن اهل العلم رحمهم الله بينوا ان السواك يتأكد استحبابه بمعنى انه تكون فيه الفظيلة اكثر في مواضع وهي التي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الحرص فيها على السواك - 00:33:23ضَ

ومن ذلك عند قيامه من النوم وكان اذا قام من الليل بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه يستاك كما في حديثنا حديث حذيفة وفي حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها الصحيح - 00:33:45ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قام من الليل ثم استاك ثم نظر الى السماء بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه ثم توضأ ثم رجع فنام ثم قام ثانية وفعل مثل ذلك ثم قام يصلي بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه - 00:34:04ضَ

فاخذ العلماء من هذا سنية السواك عند القيام من النوم وقالوا ان النوم فيه مناسبة وهي ان النوم تتغير معه رائحة الفم ولذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على السواك عند القيام من النوم - 00:34:33ضَ

ولانه عليه الصلاة والسلام سيناجي ربه ويقرأ القرآن فاخذوا من ذلك الحرص على السواك قبل قراءة القرآن وكذلك ايضا كونه سيقوم الى الصلاة فاخذوا من ذلك سميت السواك عند القيام الى الصلاة - 00:34:55ضَ

هذه كلها مواضع يتأكد فيها استحباب السواك قال رضي الله عنه كان النبي كان تدل على الدوام والاستمرار ولذلك اخذ منها محافظة النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ويؤكده حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها - 00:35:20ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم كانت تعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله من الليل ما شاء تعد له يعني تهيئ له وكان يقوم في جوف الليل ليناجي ربه فيجد - 00:35:43ضَ

الماء الذي يتطهر به لاجل ان يتوضأ ويصلي ويجد السواك وهذا يدل على حرصه عليه الصلاة والسلام على السواك عند القيام من النوم وحرصه على السواك عند مناجاته فهذه يقول رضي الله عنه كان اذا قام من الليل يشوس - 00:36:05ضَ

فمه بالسواك اذا دلكه والسنة ان يحرص الانسان على دلك الفم بالسواك. السواك اه بالسواك. السواك الذي كان يستعمله عليه الصلاة والسلام وهو الاصل عود الاراك وهو افضل السواك واطيبه واحسنه - 00:36:30ضَ

وذكر الاطباء والحكماء ان فيه منافع كثيرة اذا كان من الاراك والاراك ينقسم الى قسمين القسم الاول ما يكون من الاغصان غصان شجر الاراك ومن الاشجار المعروفة في الحجاز والغصن - 00:36:57ضَ

يختلف عن العرق هناك غصن وهناك عرق العروق تكون جاهزة يأخذها ثم يقضمها ويستاك بها واما الغصن فيحتاج الى تطييب ومعالجة لانه يابس بخلاف العرق والذي يذكره بعض الاطباء ان الفائدة في العرق اكثر - 00:37:21ضَ

ان اللحاف الذي يكون عليه فيه فائدة ايضا باللثة وللفم هذا افضل ما يكون من الالة التي تستعمل في السواك وكذلك البشام فانه من شجر البشام يتخذ عود السواك والة السواك - 00:37:44ضَ

ولا تتخذ اعواد السواك من كل شجرة لذلك يخشى ان يكون بعض الشجر ساما قاتلا قد ذكر هذا الامام ابن القيم رحمه الله انه لا يستاك بكل عود وان من الاعواد ما هو سام ولذلك يتقي - 00:38:05ضَ

النوع الذي يظر وكره بعض العلماء اعواد الريحان والقصب قصب السكر وقصب الشعير وقالوا نحوها اه من الاعواد وهناك من كره الاعواد التي تصبغ الاسنان. يكون فيها لون وتصبغ السن اذا استاك بها - 00:38:25ضَ

وايا ما كان فهذه الامور في الاصل تتبع فيها السنة من عود الاراك ويتبعه كل ما يحقق السنة من النظافة ولا يبقى على الاطلاق في كل منظف لكن هذه هي السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا استاك بما ينظف - 00:38:51ضَ

المنديل فانه حينئذ يكون موافقا للسنة من جهة المعنى وحصول المقصود وهو نظافة الاسنان والفم لكنه لا يكون موافقا للسنة من كل وجه. من كونه عليه الصلاة والسلام لم يستكمل خرق - 00:39:12ضَ

وكونه عليه الصلاة والسلام لم الا بالعود وهذا هو الاصل ولذلك الافضل والاكمل السواك بالوارد وغيره جائز ولكنه لا يصل الى الاستحباب الاستحباب محصور على الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:39:32ضَ

وذكر بعض العلماء ان من السواك ان يدعك باصبعه اذا لم يجد المسواك فانه يتحقق المقصود من وجود النظافة وان الاصبع اه يقلع الاذى ويزيله. ولا شك ان العود اقوى - 00:39:54ضَ

لان العود يقلع القلق وهي الطبقة التي تكون على الاسنان. وكره بعض العلماء استعمال مع وجود السواك ان السنة في السواك العود مع وجود المسواك وهو العود الذي يستاك به - 00:40:12ضَ

لانه هو الاصل وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته في هذا الحديث يقوم من الليل كان عليه الصلاة والسلام لا يترك قيام الليل ولا يترك التهجد والتهجد لا يوصف بكونه متهجدا الا اذا كانت صلاته بالليل - 00:40:31ضَ

بعد الهجود والنوم بمعنى ان ينام ثم يقوم يصلي اما اذا استمر سهرانا ثم صلى فلا يقال تهجد بالمعنى الذي ذكرناه وان كان فضيلة قيام الليل موجودة لكن السنة ان يكون بعد بعد ضجعة وراحة لانه اذا - 00:40:58ضَ

رجع وارتاح فان ذلك ابلغ بحضور القلب وخشوع القلب والتأثر بالقرآن والانتفاع بايات الرحمن وكان بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه يستاك اذا قام ولذلك جاء في رواية الصحيحين اذا قام من الليل يتهجد - 00:41:22ضَ

والتهجد كما ذكرنا ماذا تركه عليه الصلاة والسلام حتى قال بعض العلماء انه كان في حقي بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه واجبا وفرظا بخلاف الامة وكان عليه الصلاة والسلام - 00:41:45ضَ

لا لا يترك التهجد قد بين الله سبحانه وتعالى له عظيم ما وعده من المثوبة وحسن العاقبة ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا اللهم ابعثهم مقاما محمود الذي وعدته - 00:42:02ضَ

هذا من فظل قيام الليل وفضيلة قيام الليل وفي هذا الحديث وفي حديثنا الذي تقدم آآ ان دليل على مشروعية السواك ولو بعد الزوال بالنسبة للصائم لان النبي صلى الله عليه وسلم فعل السواك بعد القيام من النوم والنوم يكون نهارا كما يكون ليلا فكان اصلا عند - 00:42:25ضَ

تغير رائحة الفم في النوم وسيأتي بيان هذه المسألة ان شاء الله في كتاب الصوم وجمهور العلماء على ذلك لعموم الاحاديث الواردة في فضل سواك ولم يصح نهي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم للصائم قبل الزوال بعد الزوال - 00:42:51ضَ

وكره بعض العلماء رحمهم الله اه خشية ان يؤثر على خلوف فم الصائم والخلوف اثر عبادة قد امتدحها النبي صلى الله عليه وسلم امتدح هذا الاثر فلا تشرع ازالته كما لا يزال دم الشهيد فلا يغسل - 00:43:11ضَ

بعد موته وهذا لا شك ان النص وعموم النص مقدم عليه هذا النظر يقدم عليه عموم النص الوارد ولذلك قال ابن ربيعة رضي الله عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا احصي يستاق وهو صائم - 00:43:31ضَ

ولم يفرق ما بين قبل الزوال وبعد الزوال والله تعالى اعلم - 00:43:50ضَ