درس جدة

درس الأحاديث المختارة في الأحكام رقم الدرس (٢٠) لفضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي

محمد بن محمد المختار الشنقيطي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الفطرة خمس - 00:00:00ضَ

الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الاظفار ونتف الابط بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه - 00:00:21ضَ

توسلنا بسنته الى يوم الدين اما بعد فقد ذكرنا هذا الحديث الشريف المتعلقة بخصال الفطرة وبينا الخصلة الاولى التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فيه وهي الختان وقوله عليه الصلاة والسلام والاستحداد - 00:00:53ضَ

استفعال من الحد وانفاه الحدي ويعنث بالحديدة. فيقال حديدة والمراد به ان يستعمل الحديدة في إزالة الشعر الذي يكون حول العانة كما سيأتي بيانه وتفصيله وجاء في بعض الروايات وحلق العانة - 00:01:22ضَ

وهذه الخصلة الثانية من خصال الفطرة المراد بها خلق العانة وقد جاءت الرواية بهذين اللفظين الاستحداد وحلق العانة فاما ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكرهما معا يكون ذكر الاستحداد مرة - 00:01:50ضَ

وحلق العانة مرة ثانية وحينئذ لا اشكال فالمعنى واحد واما ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر احدى اللفظين فيكون الراوي قد روى الحديث بالمعنى فيكون عليه الصلاة والسلام - 00:02:18ضَ

ذكر لفظ الاستحداد فعبر الراوي في الرواية الاخرى بحلق العانة واما ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم ذكر حلق العانة فعبر الراوي بالاستحداد والفائدة من رواية الاستحداد انها ادب من اداب النبوة - 00:02:42ضَ

حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا اللفظ مع ان كان التصريح بالعانة وحلقها ولذلك اخذ منه العلماء رحمهم الله دليلا على فضيلة ذكر الكناية عما يستقبح ذكره - 00:03:06ضَ

بشرط الا يفهم غير المراد فان ادى ذلك الى فهم غير المراد فالواجب شرعا ان يبين الامر بالوضوح ولا حرج في ذكر الامر المستقبح اذا قصد به بيان الحكم الشرعي - 00:03:27ضَ

وحلق العانة يعتبر من خصال الفطرة والعانة اختلف العلماء رحمهم الله فيها فقال بعض العلماء المراد بحلق العانة ان يحلق الشعر الذي هو حول القبل بالنسبة للرجل والمرأة وهذا عليه الاكثرون من اهل العلم رحمهم الله - 00:03:48ضَ

ان نحلق الرجل الشعر المحيطة بالذكر وكذلك تحلق المرأة الشعر المحيطة بالفرج لان هذا الشعر اذا ترك تكاثف اجتمع الوسخ والقذر فيه فامرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالحلق لازالة ذلك - 00:04:15ضَ

وعدم تمكن الوسخ من هذا الموضع وقال بعض العلماء ان المراد بالعانة القبل والدبر والمراد حلق الشعر الذي حول القبل وحول الدبر سواء كان من الرجل او كان من المرأة - 00:04:39ضَ

جمع بين القبل والدبر وقال بعض العلماء ان العانة هي شعر الدبر خاصة وقال بعضهم ان العانة هي الشعر الذي ينبت تحت السرة وفوق الذكر او الفرج بالنسبة للذكر والفرج بالنسبة للانثى فهذه هي اقوال العلماء رحمهم الله - 00:05:00ضَ

والذي تطمئن اليه النفس ان يحلق شعر القبل والدبر معا اما بالنسبة لحلق القبل فهو ظاهر من اكثر التفسيرات التي ذكرها العلماء رحمهم الله واما بالنسبة للدبر فان الحاجة اشد - 00:05:30ضَ

خاصة اذا كان الانسان يستجمر من الغائط فانه اذا خرج الغائط من الدبر انتشر على الموظع في الصفحتين وما جاور الدبر فاذا كان الشعر كثيفا علقت النجاسة في ذلك الشعر - 00:05:52ضَ

خاصة اذا كان يزيل بالطاهر المنقي من غير الماء فحينئذ يكون وجود الشعر عائقا من حصول الطهارة التامة المعتبرة شرعا وعليه فانه يحلق شعر الدبر اما بالنص اذا قلنا ان العانة شاملة للقبل والدبر - 00:06:12ضَ

وهذا امر ذكره بعض ائمة الائمة من اهل العلم رحمهم الله في بيان معنى العانة واما ان يكون بالقياس ويكون القياس اولى لان القذر في الدبر اشد من ان القذر في القبل - 00:06:36ضَ

وعليه فانه لا بد من حلق الشعر وذهب بعض العلماء الى ان حلق ان شعر الدبر لا يحلق وكرهوا حلقة ما قال به بعض اصحاب الامام مالك رحمة الله على الجميع - 00:06:56ضَ

ولكن لم يذكروا دليلا ولا مستندا يدل على المنع ولا على الكراهية والاصل انه اذا كان النص محتملا للمعنى ان يعمل بالمعنى الذي يحتمله النص وثانيا من جهة النظر والتعليل - 00:07:17ضَ

وكما ذكرنا ان الدبر الحاجة فيه لازالة النجاسة والقذر فما الحاجة في القبل وعليه فانه يجمع في هذه السنة بين حلق شعر القبل وشعر الدبر ثم هذه السنة بين النبي صلى الله عليه وسلم ان ازالتها تكون بالاستحداد - 00:07:36ضَ

وذلك يكون بالحديدة ونحوه فانه يزيل الشعر في ذلك الموضع بالحلق اما بالموس وما في حكمه من الالات الموجودة التي سخرها الله واوجدها لعباده واما بالنسبة للازالة بالطرق الاخرى فانها تكون بطرق ذكر بعض العلماء منها - 00:08:04ضَ

النتف فان نتف الشعر بالنسبة للقبل والدبر شديد ولذلك لما سئل الامام احمد رحمه الله عن نتف الشعر في هذا الموضع قال انه لا يرى او لا يظهر له فيه بأس ولكن من يطيقه - 00:08:32ضَ

لانه اذا نتف بالمراب او نتف بالحبل ونحوه فانه يتأذى ويكون شديدا وقال بعض العلماء بالفرق بين الرجل والمرأة فقال المرأة تنتف الشعر والرجل يحلق وهذا التفريق لا دليل عليه - 00:08:55ضَ

وعليه فان السنة والافضل والاكمل ان تكون الازالة بالحلق واما الطرق الاخرى كما هو موجود في القديم بما يسمى بالنورة وما يسمى في زماننا بالحلوى حلوى الازالة فانها كلها جائزة ولا بأس بها ولا حرج - 00:09:16ضَ

ولكن الافضل والاكمل ان تكون الازالة الحلق ثم الاصل ان يلي الانسان نفسه في حلق هذا الموضع لكن بشرط الا يؤدي ذلك الى ان يضر بنفسه ويغلب على ظنه ان يتمكن من الحلق - 00:09:37ضَ

دون ان يضر نفسه فان كان يحصل له الضرر فلا بأس ان يستعين بعد الله بزوجته ومن يحل له النظر التي التي يحل لها النظر الى الفرج فلا بأس بذلك ولا حرج لكن من حيث الاصل - 00:09:59ضَ

لا يجوز ان يلي الاجنبي ذلك من الرجل او من المرأة ثم هذا الحكم السنة فيه للحي واما بالنسبة للميت فانه لا تحلق عانته ولا يمس شيء من شعره ولا ظفره - 00:10:19ضَ

وذلك لان التكليف قد انقطع بالموت وقد امرنا شرعا بتغسيل الميت ولم نؤمر بتقليم اظفاره ولا الاخذ من شاربه ولا الاخذ من شعره ولا من بشره يغسل كما هو ويكفن على الحالة التي - 00:10:38ضَ

اختاره الله عليها وقبض روحه عليها وعليه فانه لا يمس من شعر الميت شيء ولا ظفره في قول جمهور العلماء والائمة رحمهم الله وهذا الاستحداد وحلق العانة نعمة من نعم الله عز وجل على هذه الامة المرحومة - 00:10:57ضَ

امتي الطهارة التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يزكيها ويهديها باذن ربها الى صراطه المستقيم فهذا مثل من امثلة الطهارة التي اخبر الله سبحانه وتعالى انه يريدها لعباده المؤمنين اتباع سيد المرسلين صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعليهم اجمعين - 00:11:21ضَ

وقص الشارب قوله عليه الصلاة والسلام وقص الشارب القص هو الاخذ من الشيء وقال بعض العلماء انه المراد به ان يقص طرف الشارب فاما ان يقص من طرفه الذي يلي الفم كما سيأتي - 00:11:54ضَ

او يقصه من اعلاه حتى لا يتكاثر ويجتمع القذر والوسخ عليه وهذه السنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم وهي من خصال الفطرة والشارب هو الشعر الذي ينبت عن الشفة العليا - 00:12:17ضَ

بين الانف والفم هذا الشعر وهذا الموضع اذا تكاثر فيه الشعر فانه يؤذي الانسان في حال اكله وشربه خاصة اذا تدلى الشعر على طرف الشفة فانه اذا شرب نزل طرف الشعر - 00:12:38ضَ

في الاناء الذي يشرب منه وقد يكون في هذا الشعر بقايا القذى والاذى من انفه او مما يعلق من الغبار ونحوه فاذا اراد ان يشرب فانه تسري تلك القاذورات وذلك الوسخ - 00:13:02ضَ

الى طعام الى شرابه والى الاناء الذي يشرب منه من ماء او لبن او نحو ذلك وكذلك ايضا اذا طال هذا الشعر فانه اذا خرج من الانف الاذى علق بهذا الشعر - 00:13:22ضَ

وبقيت بقاياه في الشعر في هذا من القدر وما يكون منه الضرر خاصة في زماننا حيث انه تبين انه يكون محلا للقاذورات ونحوها اذا اهمله الانسان الشريعة جاءت بالطهارة والنقاء وصيانة الابدان والارواح عن القذر الحسي والمعنوي - 00:13:39ضَ

فهي شريعة طهارة وطهر فامرنا النبي صلى الله عليه وسلم بقص الشارب وجاء ما يدل على لزوم ذلك حتى قال عليه الصلاة والسلام بين عليه الصلاة والسلام بصيغتي ليس منا كما في الترمذي - 00:14:05ضَ

وصحح الامام الترمذي اسمادة ان هذا يدل على ان قص الشارب وحلق العانة من ترك ذلك انه ليس على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته حتى قال بعض العلماء بالوجوب فهما من هذا الحديث - 00:14:25ضَ

لان هذه الصيغة ليس منا من لم يأخذ من شاربه اه يدل على اللزوم ويقوى حملها على اللزوم قص الشارب قال بعض العلماء السنة فيه ان يأخذ من الشارب ولا يجزه بمعنى - 00:14:47ضَ

ان يحلقه كليا وقال بعض العلماء يقصه قصا شديدا حتى ينهكه وهو قول الامام احمد وطائفة من السلف والاول للجمهور رحمة الله على الجميع فالذين يقولون ان المراد ان يقص الشارب قالوا ان يأخذ منه - 00:15:07ضَ

وان يبقي الاصل والشعر فيأخذ ما يحتاج الى اخذه وهو الزائد فيقص ما يلي الشفة وهو الاطار حتى يتضح اطار الشفة ثم يقص من الاعلى اعلى الشارب حتى لا يعلق الوسخ - 00:15:30ضَ

والقذر من الانف كما ذكرنا الاول للفم اذا تناول الشراب ونحوه والثاني لاذى الانف على ما ذكرناه وقال من قال بانه يبالغ في انهاكه قال ان هناك روايات صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تدل على ان السنة والافضل والاكمل - 00:15:49ضَ

في قص الشارب ان يبالغ حتى ينهكه ويدل على ذلك رواية عبد الله حديث عبد الله ابن عمر عند البخاري الشارب وكذلك حديث البخاري بلفظ انهكوا وجاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم جزوا الشوارب - 00:16:18ضَ

وهذا كله يدل على ان يبالغ في الاخذ من شاربه وايا ما كان فان الاحاديث في الصحيحين وهي روايات الاكثر والاقوى اسنادا كلها بالقص والاخذ ومن جز وبالغ في القص فانه على سنة وخير ولا ينكر عليه - 00:16:43ضَ

ولكن اكثر الروايات على ما ذكرناه ثم هذا القص يكون بالمقص ونحوه يأخذ منه واما طرف الشارب الايمن والايسر قال بعض العلماء انه من اللحية ولا يؤخذ منه شيء وقال بعضهم انه من الشارب وهو اقوى ما لم يتصل باللحية اتصالا بينا - 00:17:07ضَ

والحد هو طرف الفم وما نزل بالاتصال فانه يؤخذ وهو اقوى وهي السبالة قد جاء عنه عليه الصلاة والسلام ندب الامة الى الاخذ من السابلة وان لا يتشبه باهل الكتاب بتركها - 00:17:33ضَ

وهذا قال بعض العلماء علماء رحمهم الله انها تترك لانها من اللحية فقووا ذلك بما روي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه كان اذا غضب فتل سابلته اي طرف الشارب - 00:17:55ضَ

ولا وهذا اثر مشهور عن عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ولم اطلع على تصحيحه حسب علمي لكنه مشهور عند اهل العلم رحمهم الله وايا ما كان فالسنة في الشارب - 00:18:14ضَ

الا يترك وان تركه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وان الاخذ منه سواء بانهاكه الى قريب من الحلق سنة وانه لا يعاب على من فعله وما ورد - 00:18:31ضَ

عن بعض ائمة السلف رحمهم الله انه عده مثلى فانه يعتذر له بعدم اطلاعه على الروايات الصحيحة التي دلت على المبالغة في الاخذ من الشارب وهي الروايات التي ذكرناها عن ابي هريرة في صحيح مسلم - 00:18:49ضَ

رضي الله عنه وارضاه عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح البخاري وكل على سنة وخير ومن اخذ من الشارب فقصه يقول ان الاصل ابقاء هذا الشعر - 00:19:10ضَ

وعدم التعرض له وما دام ان السنة جاءت بالقص وهي رواية الاكثر فانه يعمل بها وكل على خير وسنة من فعل هذا فهو على خير ومن فعل غيره من السنة فهو على خير - 00:19:26ضَ

واما بالنسبة للشعر الموجود في الانف والمتدلي على الشارب فانه اذا زاد وفحش فانه يؤخذ منه ويقص قال بعض العلماء انه يؤخذ من شعر الانف وشعر الحاجب اذا تساقط على العين فاذى - 00:19:45ضَ

فان هذا الاخذ بوجود الحاجة وحينئذ لا ينكر ولا حرج في ذلك. فاذا خرج شعر الانف عن موظعه وزاد جاز اخذه وكذلك ايضا شعر الحاجب في طرفه فانه اذا تدلى ربما اذى العين وربما سقط على حدقة العين فاضرها - 00:20:07ضَ

وعلى كل حال فالاخذ منه ما عند وجود الحاجة لا بأس به ولا حرج وقد نص عليه بعض الائمة رحمهم الله نعم وتقليم الاظفار يقول عليه الصلاة والسلام وتقليم الاظفار - 00:20:33ضَ

التقليم القطع والمراد به الاخذ من الظفر والاظفار جمع ظفر والظفر لغتان وهذه الاظفار تكون في اليدين وتكون في القدمين السنة الاخذ من اظفار الاصابع وهي من خصال وذلك من خصال الفطرة - 00:20:52ضَ

كما دل عليه هذا الحد دل على ذلك هذا الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الاظفر يجتمع الوسخ والقذى والقذر تحتها وايضا ربما غفل الانسان عند اخذه بالشيء او حكه لبدنه - 00:21:22ضَ

او او مماسته لشيء من جسده وربما ادماه وربما جرحه بظفره ولذلك بينت السنة في هذا الحديث الاخذ من هذه الاظفار دفعا لهذا الظرر ولذلك ورد عن بعض السلف ويروى عن عمر - 00:21:45ضَ

انه ندب الى تركها في حال ملاقاة العدو لانه يحتاج اليها للاذية والنكاية واما بالنسبة للسنة فانها دالة على انه يأخذ من الظفر وهذا الاخذ حده الى اللحم الذي يكون على طرف الانملة - 00:22:12ضَ

الاخيرة من انامل الاصابع سواء كانت في الرجل او في اليد السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقليم الاظفار وهذا من النظافة وازالة القدر واذا قلم الاظفار فان السنة ان يدفنها - 00:22:35ضَ

قال بعض العلماء تدفن الاظفار لانها جزء من البدن والبدن اذا اخذ منه شيء او قطع منه شيء فانه يدفن ولذلك قال سبحانه وتعالى ثم اماته فاقبره فلو ان اصبعا قطعت من اليد - 00:22:58ضَ

فانها تدفن اذا لم يتمكن من ردها الى موضعها ومعالجة ذلك القطع وكذلك ايضا بالنسبة للاظفار هذا هو الوجه الاول والوجه الثاني انها تدفن خشية السحر لان السحرة يأخذون الاثر - 00:23:21ضَ

ويتوصلون بالاثار للاذية وفيه حديث مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم تجمع وتدفن وايا ما كان فالسنة الاخذ من الاظفار وقد جاءت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاخذ من الاظفار - 00:23:43ضَ

وتقليمها مطلقة لم يحدد عليه الصلاة والسلام زمانا ولا يوما معينا وانما حدد في الاستحداد وتقديم الاظفار ونتف الابط اربعين يوما لا يزيد المسلم عليها اذا زاد على الاربعين فانه زاد عن التوقيت النبوي - 00:24:07ضَ

كما في حديث انس بن مالك رضي الله عنه في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم وقت لهم في تقليم الاظفار والاستحداد ونطف الابط اربعين يوما فلا يزاد على هذا القدر - 00:24:33ضَ

واما بالنسبة للاخذ من الاظفار فانه يجوز ليلا ونهارا وليس هناك ما يدل على المنع من قص الاظفار في الليل او في النهار وما ورد من الاحاديث ان قص الاظفار الافضل فيه يوم الخميس - 00:24:52ضَ

انه امان من الجذام او امان من الامراض او انه سبب في الغنى او انه امان من الرمد كلها احاديث ضعيفة وهي من اشد انواع الضعف لانها موظوعة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:25:13ضَ

لا يحل للمسلم ان يذكرها الا مبينا ضعفها وعدم صحة نسبتها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز له ان يعمل بها ويعتقد ما فيها وليس في تقديم الاظفار يوم مخصوص - 00:25:33ضَ

ولا زمان مخصوص وانما يقص الانسان اظفاره ويقلمها وقت ما شاء ويكون التقليم بالحديد وما في حكمه وكره بعض العلماء تقديم الاظفار بالفم والاسنان وذكر بعض الاطباء ان فيه ظررا - 00:25:51ضَ

لانه لا يحسن فيه الموضع الذي يؤخذ منه الجزء المقصوص وان هذا يضر بعظام الاظفار وايا ما كان فالسنة ان يقص بالحديد ونحوه حتى ولو ازاله بالسكين كما كان في القديم وكل هذا بشرط الا يظر بنفسه - 00:26:14ضَ

وان لا يتسبب بالظرر اذا كان لا يحسن فعل ذلك يقول عليه الصلاة والسلام وتقديم الاظفار نعم ونتف الابط ونتف الابط النتف للشعر نوع من الازالة ازالة شعر الابط تكون بالحديدة كما في الحلق - 00:26:38ضَ

بالموس وبالسكين وبالالة وتكون بالنتف وتكون بالنورة والحلوى ونحوها من المزيلات والابط هو عند مفصل العضد مع الكذب مع الكتف وهو الجزء المغيب مما يلي البدن فهذا الموضع تجتمع فيه الروائح الكريهة - 00:27:05ضَ

واذا كان فيه الشعر ان هذا يجلب الرائحة اكثر ويجتمع القذى القاذورات وحينئذ يحصل الظرر وكذلك ايضا باجتماع الاوساخ والقذر السنة ان يزيل هذا الشعر وازالته بالنتف لان النتف يضعف الشعر - 00:27:36ضَ

فلا يقوى اذا نبت ثانية بعكس الحلق ولذلك الاطباء يوصون في حال ضعف الشعر اذا كان ضعيفا يوصون بالحلق النتف يزيد الشعر ضعفا وحينئذ يتحقق المقصود من عدم نبات الشعر مرة ثانية في هذا الموضع - 00:28:04ضَ

واذا نبت فانه ينبت ضعيفا فهذا الموضع تشرع ازالة يشرع ازالة الشعر النابت فيه سواء بالحلق او بالنتف او بالنورة لكن السنة النتف السنة ان تحلق السنة في الابط ان ينتف - 00:28:30ضَ

ومن فعل غير ذلك فانه يجوز له لكنه لم يصب السنة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالاكمل والافضل في هذا الموضع ان ينتف وهو في بدايته شديد - 00:28:54ضَ

ولكنه بعد ذلك يصبح سهلا ميسرا وحكي عن بعض ائمة السلف ويحكى عن الامام الشافعي رحمه الله انه دخل عليه بعض اصحابه فوجده يحلق ابطه وذكر له سنة النتف قال اني لا اطيقها يعني لا اطيق الاذى - 00:29:10ضَ

في النتف واجاب ذكر بعض الائمة قال نعم هو في البداية شديد ولكن اذا اعتاده الانسان صار ضعيفا وسهلا ان المشكلة في الحلق انه يقوي الشعر حينئذ يخالف المقصود الشرعي - 00:29:30ضَ

ولذلك وردت السنة بالنتف فمن اراد السنة يتتبع الاستحداد في العانة ونتف الشعر بالنسبة للابط وهذا من محاسن العادات التي يحصل بها النقاء والنظافة بازالة هذا الشعر الذي كما ذكرنا يجمع القذر نعم - 00:29:49ضَ

هذا الحديث الشريف اشتمل على هذه الخصال ايصال الفطرة كل من تأمل ما ورد في هذا الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يدرك حرص الشريعة على ان يكون المسلم في اكمل الحالات - 00:30:18ضَ

وافضل الهيئات متطهرا متطيبا وكما ان الله طيبه بالتوحيد والايمان وطيبه وطهره من ادران الشرك والكفر بالله عز وجل فانه يتطيب حسا بالبعد عن القاذورات وهذه القاذورات لما كان منها ما يكون من فضلة البدن - 00:30:40ضَ

ومنها ما يكون عالقا بالخارج من البدن نبه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على ما يتعلق منها بما يخرج من البدن من الشعر وغيره وهذا يدل على حرص الشريعة على ان يكون المسلم في اكمل الحالات وافضل الحالات - 00:31:05ضَ

ولذلك كان نبي الامة صلى الله عليه وسلم اجمل الخلق خلقا وخلقا. صلوات الله وسلامه عليه وكما حسن الله عز وجل اخلاقه حسن وهيئته فكان لا يشم منه لا يشم منه الا الرائحة الطيبة - 00:31:27ضَ

وكان عليه الصلاة والسلام اذا عرق كأن كان عرقه كالمسك وهو اطيب الطيبين بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه الى يوم الدين. وطيبه الله وطيب اتباعه من بعده هذه الامة لا تسبق في النظافة والنقاء - 00:31:48ضَ

وكان خير المسلمين اذا مر اذا مر بك قتلك برائحته النتنة وكان المسلمون من العهود القديمة معروفين بين الشعوب والامم. بالطهارة والنقاء يغتسلون في كل اسبوع مرة مرة على الاقل - 00:32:08ضَ

وهو غسل الجمعة لان هذه كلها من محاسن الشريعة التي جاءت من اجل ان يكون المسلم في اكمل الحالات. ويتأكد هذا الامر في حالات الاجتماع مع الناس ومخالطة الناس ولذلك ندبت الشريعة يوم الجمعة الى الغسل - 00:32:28ضَ

والى التطيب والى لبس احسن الثياب لان المسلم سيخالط اخوانه فيكون حريصا على الا يؤذيهم برائحة نتنة ولذلك ندب النبي صلى الله عليه وسلم الى الاغتسال ومس الطيب اذا غدا المسلم الى صلاة الجمعة - 00:32:49ضَ

وهذا الاصل يمكن ان يطرد في كل اجتماع كحلق الذكر الصلاة مع الجماعة يكون المسلم على اكمل الاحوال والهيئات فيها تأسيا برسول الامة صلى الله عليه وسلم وتحقيقا لمقصود الشرع اللهم طهرنا من النفاق ومن الرياء - 00:33:10ضَ

من الادواء ومن اركان الاخلاق وطهرنا حسا ومعنى. واجعل طهارتنا موجبة للقرب منك. وزدنا فيك حبا ومنك رضا وقربى يا ارحم الراحمين - 00:33:31ضَ