التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد باب ما جاء في فضل الوضوء النعيم المجمر عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:00:01ضَ
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء من استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين - 00:00:19ضَ
والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه بسنته الى يوم الدين اما بعد وقد انتهى الحديث عن الاحاديث المتعلقة طهارة الخبث - 00:00:41ضَ
ومن عادة العلماء والائمة رحمهم الله ان يبينوا احاديث الوضوء وهي الطهارة وهو المتعلق بطهارة الحدث وهذا الباب باب فضل الوضوء هو اول ابواب الوضوء لانه يحث المؤمن ويحضه على هذه الطهارة - 00:01:08ضَ
والعبادة التي رتب الله عليها عظيم الاجر والثواب والوضوء في اللغة مأخوذ من الوضاءة وهي الحسن والجمال لان هذه العبادة تشتمل على طهارة الحس وطهارة المعنى المؤمن اذا توضأ فغسل يديه - 00:01:38ضَ
وغسل كفيه ثم تمضمض واستنشق وغسل وجهه ويديه الى ذراعيه ثم مسح برأسه وغسل رجليه فان هذه الاعضاء كلها تتطهر ان هذه الاعضاء كلها تتطهر وتكون على نقاء ونظافة هذه طهارة الحس - 00:02:03ضَ
واما طهارة المعنى فان الله سبحانه وتعالى جعل في هذه العبادة من الاجر والثواب وحسن العاقبة في الدين والدنيا والاخرة الشيء الكثير حتى ان العبد اذا توضأ فاسبغ الوضوء واتم الوجوع الوضوء على وجهه المعتبر - 00:02:30ضَ
فانه تتحات عنه الذنوب والخطايا وتخرج منه حتى يكون نقيا من الذنب كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اخبر ان المؤمن اذا توضأ فغسل وجهه خرجت كل خطيئة - 00:02:56ضَ
مع الماء او مع اخر قطر الماء حتى تخرج من تحت اشفار عينيه ثم اذا غسل يديه خرجت كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء او مع اخر قطر الماء حتى تخرج من تحت اظفار يديه - 00:03:18ضَ
ثم اذا مسح رأسه خرجت كل خطيئة من رأسه حتى تخرج من اذنيه ثم اذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء او مع اخر قطر الماء فاذا توضأ - 00:03:38ضَ
واسبغ الوضوء واتمه على الوجه المعتبر شرعا وهو الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في رواية - 00:03:58ضَ
وفي رواية اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله فتحت له ابواب الجنة الثمانية يدخل من ايها شاء فهذا الوضوء طهارة الحس وطهارة المعنى وفيه خير الدين والدنيا والاخرة - 00:04:17ضَ
حتى ذكر الاطباء ان كثيرا من الامراض التي تصيب الجسد خاصة في اعضاء الوضوء يقل وجودها او يندر وجودها في اهل الوضوء ومن الامراض المنتشرة انه اذا اصبح الانسان فدلك يديه فدلك عينيه باصبعيه - 00:04:41ضَ
اصابته امراض العين لان الاصابع قد تصيب موضعا نجسا اثناء نومه فاذا استيقظ ودلك بتلك الاصابع عينيه دخل ذلك تلك الجراثيم الى العينين فاضرت بهما ولكن المسلم مطالب بغسل كفيه اذا استيقظ من نومه - 00:05:05ضَ
قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه اذا استيقظ احدكم من نومه فلا يدخل يده في الاناء ولا يدخل يديه في الاناء حتى يغسلهما ثلاثا فان احدكم لا يدري اين باتت يده - 00:05:30ضَ
ذكروا ان الفم اقوى من الانف والانف اقوى من العين فهذه ثلاثة منافذ لداخل الجسد فجعل الله في الفم مما يدفع الجراثيم والاضرار اقوى مما جعله في الانف وجعل في الانف ما هو اقوى من العين - 00:05:55ضَ
يبتدأ المسلم بالمضمضة حتى اذا كان في الماء شيء ادرك بلاءه وشره امتنع من اضرار انفه وعينيه محاسن ومآثر وخيرات حتى ان المؤمن في الاخرة اذا كان محافظا على الوضوء - 00:06:20ضَ
نال فرض ذلك وشرفه حتى في القيامة والوقوف بين يدي الله كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه الذي معنا ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء - 00:06:40ضَ
فهذا يدل على شرف الوضوء اذا بعث العبد من قبره وصار الى ربه واما فضله في الجنة فان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بلال اني سمعت دف نعليك - 00:07:01ضَ
وفي رواية في السنن خشخشة عليك اني سمعت دف نعليك في الجنة فاخبرني عن ارجأ عمل عملته قال يا رسول الله ما احدثت الا توضأت ولا توضأت الا صليت ما كتب لي - 00:07:18ضَ
ويكفي في شرف هذه العبادة وفضلها وما جعل الله فيها من خير الدين والدنيا والاخرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الطهور شطر الايمان كما في الصحيح صحيح مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وارضاه - 00:07:39ضَ
الطهور هو الوضوء شطر الايمان اي نصف الايمان والايمان هي الصلاة سماها الله ايمانا كما قال تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم صلاتكم الى بيت المقدس الوضوء هو الوضاءة وهو الحسن والجمال في لغة العرب - 00:08:02ضَ
واما في اصطلاح العلماء فالوضوء هو الغسل والمسح لاعضاء مخصوصة على صفة مخصوصة وهو غسل للوجه واليدين الى المرفقين وغسل للرجلين الى الكعبين ومسح على الرأس فهذه هي حقيقة الوضوء - 00:08:26ضَ
وقد يكون مسحا في القدمين اذا لبس الخفين وما في حكمهما وشبههما من الجوارب الصفيقة فهذا هو الوضوء الشرعي الذي امرنا به وهذا الوضوء فرض وواجب عند القيام الى الصلاة - 00:08:49ضَ
وفرضه الله قيل انه فرض بمكة وذلك حينما اصبح عليه الصلاة والسلام حينما اسري به وعرج الى السماء ثم اصبح جاءه جبريل فتوضأ فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم كوضوئه - 00:09:11ضَ
ثم صلى به الظهر الحديث المشهور فهنا في هذه الحادثة فرض الوضوء واصبح فرضا على هذه الامة وقيل واستشكل بعض العلماء كيف يكون الوضوء مفروضا بمكة واية الوضوء من سورة المائدة - 00:09:36ضَ
يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم نزلت بالمدينة واجيب لان اية الوضوء نزلت تقريرا لحكم الوضوء لا وليست ابتداء ولا انشاء ولذلك بين الله فيها حكم البدل عن الوضوء وهو التيمم - 00:10:01ضَ
هي ليست انشاء لحكم الوضوء والوضوء يكون فرضا عند القيام الى الصلاة قوله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال - 00:10:26ضَ
انما امرت بالوضوء عند القيام الى الصلاة وكان الوضوء في اول الاسلام فرضا عند دخول وقت كل صلاة فاذا اذن الظهر وجب على المسلم ان يتوضأ ولو كان متوضئا قبل دخول الوقت - 00:10:51ضَ
ثم اذا اذن عليه العصر كذلك والمغرب والعشاء وبقية الفرائض حتى اذا كان يوم الخندق نسخ ذلك صار الوضوء مرة ولا ينتقض الا بالحدث ولم يكن دخول الوقت ناقضا للوضوء - 00:11:11ضَ
وهذا من توسعة الله عز وجل على الامة وهو فرض للصلاة سواء كانت مريضة او نافلة لو كانت منذورة فجميع هذه الصلوات لا يجوز للمسلم ان يستبيحها ولا ان يصليها الا وهو على وضوء وطهارة - 00:11:31ضَ
ولذلك يعتبر فرضا عند القيام الى الصلاة كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه واللفظ للبخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:11:56ضَ
لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ ودل على ان الوضوء فرض للصلاة سواء والاية والحديث عام وهذا العموم يشمل الصلاة ايا كانت سواء كانت فريضة او نافلة - 00:12:20ضَ
نافلة مطلقة او مقيدة فجميع هذه الصلوات لا يجوز للمسلم ان يصليها الا بوضوء وطهارة تامة وفي حكم الصلاة الطواف بالبيت لان النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما - 00:12:40ضَ
الطواف بالبيت صلاة الا انه ابيح فيه الكلام فلا يتكلم فيه الا بخير ويدخل في هذا العموم عموم الصلاة صلاة الجنازة ولا تصح صلاة الجنازة الا بوضوء لان النبي صلى الله عليه وسلم سماها صلاة - 00:13:04ضَ
قال عليه الصلاة والسلام في الرجل المديون كما في الصحيح صلوا على صاحبكم وهو حديث ابي قتادة رضي الله عنه وارضاه فهذا يدل على انه على ان الصلاة يجب ان يتوضأ لها المسلم - 00:13:26ضَ
وسواء كانت فريضة او كانت نافلة وهذا الوضوء ذكر العلماء رحمهم الله في ابوابه فضائله وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضله والمسلم اذا قرأ هذه الاحاديث - 00:13:45ضَ
احرص على الوضوء وحرص على ان يكون على طهارة ولذلك جاء الوضوء جاءت الوصية بالوضوء في امور على على سبيل الاستحباب والندب ومع ذلك حافظ عليها الصحابة رضوان الله عليهم الذين بلغتهم السنة - 00:14:07ضَ
ومن بعدهم من التابعين لهم باحسان الوضوء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اذا اويت الى مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة - 00:14:29ضَ
ثم اضطجع على شقك الايمن. ثم قل اللهم اني اسلمت نفسي اليك الحديث كان بعض العلماء يقول كلما احدثت قبل النوم واردت ان انام استحييت ان انام ولا افعل هذه السنة ان انام ولا افعل هذه السنة - 00:14:50ضَ
لانها وصية ان النبي صلى الله عليه وسلم ووصية النبي صلى الله عليه وسلم لا تترك ولا تهجر وكان يقول ربما كان الامر في شدة البرد ومع ذلك من فضل الله عليه لا يترك هذا الوضوء يقول كلما تقاعست النفس تذكرت ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:15:13ضَ
وصى بذلك البراء بن عازب رضي الله عنهما ولا اتركها فهذه من الامور المستحبة. ولذلك يستحب الوضوء اذا كان الانسان جنبا ثم اراد ان يعاود الوطأ كما في الصحيح من حديث ام المؤمنين عائشة - 00:15:39ضَ
رضي الله عنها وارضاها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اجنب اذا اتى اهله ثم اراد ان يعود توضأ وكذلك ايضا يستحب الوضوء للجنب اذا اراد ان ينام على جنابة - 00:16:01ضَ
وفي الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنهم عنه انه قال يا رسول الله ينام احدنا وهو جنب قال توضأ واغسل ذكرك ثم نم وكذلك ايضا اذا اراد ان يأكل - 00:16:21ضَ
ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها كان اذا اذنب واراد ان يأكل توضأ او ينام توضأ صلوات الله وسلامه عليه - 00:16:38ضَ
وفضل الوضوء يحث المؤمن على المحافظة عليه لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن ومن حافظ على الوضوء وكان على طهارة كان ارجى للقبول في الخير ولذلك استحب الوضوء للانسان ان يكون متطهرا في غالب في - 00:16:58ضَ
سائر احواله حتى اذا ذكر الله يذكره على طهارة ولذلك ورد في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام انه مر عليه رجل بعد ان خرج من الغائط فمر عليه رجل فسلم - 00:17:21ضَ
امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من رد السلام حتى اتى الحائط وظرب بكفيه ثم تيمم ثم رد عليه السلام وقال اني كنت على غير طهارة فكرهت ان اذكر الله - 00:17:37ضَ
فيكون المؤمن بالوضوء على اكمل الاحوال وافضلها ولذلك استحب الوضوء لما فيه من الفضائل التي ثبتت بها السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حلية المؤمن وزينة المؤمن - 00:17:53ضَ
ولذلك يحشر المؤمنون من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديثنا وغيره من الاحاديث عن عشرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه يحشر النبي صلى الله عليه وسلم وامته غرا محجلين من اثر الوضوء - 00:18:11ضَ
وتبلغ الحلية بالمؤمن حيث يبلغ الوضوء ستكون زينة له ونورا في عرصات يوم القيامة على مبلغ اعضاء الوضوء وكذلك ايضا ثبتت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل الوضوء وشرفه لتحث المؤمنين على المحافظة عليه - 00:18:33ضَ
فيحافظ المسلم على هذه العبادة الجليلة والقربة الكريمة حتى ينال بذلك عظيم الثواب وحسن العاقبة والمآب عند رب الارباب نسأل الله العظيم ان يجعل لنا من ذلك اوفر الحظ والنصيب - 00:18:59ضَ
يقول عن ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وفي رواية سمعت خليلي الخليل ومن تخللت محبته في القلب وما سمي الخليل خليلا الا لتخلل محبته في القلب - 00:19:19ضَ
سلكت مسلك الروح وهي اعلى منازل الصحبة والمحبة للصاحب والرفيق ان يكون خليلا للانسان قوله سمعت خليلي هذا هو حال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وارضاهم اجمعين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:19:47ضَ
انهم احبوه صدق المحبة وان محبته بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه تخللت قلوبهم هذا الصحابي مع انه كان متأخر الاسلام لكنه جمع من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يجمعه غيره - 00:20:16ضَ
وصدق انه صادق في خلته ومحبته كبقية اخوانه من الصحابة. رضي الله عنهم وارضاهم سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان امتي ان حرف توكيل والتوكيد في الخطاب - 00:20:39ضَ
يكون من المتكلم اذا كان السامع يشك في الامر العرب اذا خاطب الرجل بلسانها في امر محتمل لان يرد وان يكذب وان ينفى ما يقول جاء بالتوكيد ولذلك يقول الرجل محمد في الدار - 00:21:02ضَ
فاذا كذبه السامع قال له ان محمدا في الدار هذا مؤكد واحد فاذا كذبه او نفى ذلك قال له والله ان محمدا في الدار. فجاء بالقسم مع حرف التوكيل فاذا نفى ذلك - 00:21:27ضَ
قال له والله ان محمدا لفي الدار. فهذه ثلاث مؤكدات ولذلك يستحسن في لسان العرب ان يكون التوكيد في الامر الذي يحتاج الى اثباته فلما كان هذا الامر من امر الغيب - 00:21:49ضَ
واخباره عليه الصلاة والسلام عن امر يقع سيقع بعد فانه يحتاج الى ان يؤكد لا ان السامع ينفيه في الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم ممن سلك سبيلهم في الايمان والتسليم مصدقون - 00:22:09ضَ
لكن هذا هو شأن الخطاب انه اذا كان في امر اه يمكن ان ينفيه السامع او يستعجب او يستبعده فانك تؤكده بالمؤكدات على حسب الحال والمقتضي قوله ان امتي الامة في لغة العرب تطلق على الجماعة من الناس - 00:22:29ضَ
منه قوله سبحانه وتعالى حكاية عن نبيه موسى عليه السلام ولما ورد ما مدين وجد عليه امة من الناس يسقون اي جماعة من الناس يستسقون وكذلك تطلق الامة على الرجل الذي جمع خصالا عديدة تكون في اكثر من رجل - 00:22:53ضَ
ومنه قوله سبحانه وتعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا وكذلك ايضا تطلق الامة بمعنى الزمان والقدر من الوقت منه قوله تعالى بعد امة اي بعد مضي زمان وقد تطلق على الملة - 00:23:21ضَ
والدين في العصر من العصور كما قال كما قال تعالى انا وجدنا اباءنا على امة وقد تطلق على العصر والقرن من الزمان في على اهل العصر والقرن من الزمان فتوصف بكونها امة - 00:23:49ضَ
وهذا كله من اطلاقات الامة في لسان العرب. والمراد هنا امة محمد صلى الله عليه وسلم ان امتي امته عليه الصلاة والسلام بالاضافة امتي تنقسم الى قسمين فاما ان تكون امة اجابة وهم الذين صدقوه وامنوا به واتبعوه جعلنا الله واياكم منهم - 00:24:12ضَ
فهؤلاء امة التصديق وهم المرادون هنا واما ان تطلق الامة بالمعنى العام والمراد به كل من تأهل كان مكلفا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان من اتباعه او من غيرهم - 00:24:40ضَ
هؤلاء كلهم امة محمد صلى الله عليه وسلم ويصفها العلماء بقولهم امة الاجابة الاولى امة التصديق والثانية امة الاجابة قوله عليه الصلاة والسلام ان امتي يدعون يوم القيامة الدعاء هو الطلب - 00:25:02ضَ
ويدعى الانسان بمعنى انه يطلب منه الحضور ويوم القيامة عديدة ومشاهده كثيرة في عرصات يدعى الناس فيها لامر ثم يدعون بعد ذلك في عرصة اخرى لامر اخر وهذا كله ثبتت به نصوص الكتاب والسنة - 00:25:26ضَ
قد دلت النصوص على ان الخلائق يوم القيامة يدعون قيل يدعون بانبيائهم يقال يا اتباع محمد ويا اتباع عيسى ويا اتباع موسى وقيل يدعون بكتابهم فيقال يا اتباع القرآن ويا اتباع الزبور - 00:25:55ضَ
ويا اتباع الانجيل ويا اتباع التوراة يوم ندعو كل اناس بامامهم والامام هو الذي يقتدى به القرآن امام والكتاب المنزل من السماء امام سواء كان القرآن او غيره وكذلك الانبياء والرسل فانهم ائمة - 00:26:24ضَ
لانهم يدعون الى التوحيد الى عبادة الله سبحانه وتعالى ودينه وشرعه وهم ائمة ففي عرصات يوم القيامة يدعى الناس يدعى الرسل واتباعهم وهذا مشهد من مشاهد يوم القيامة ان امتي يدعون يوم القيامة - 00:26:48ضَ
يوم القيامة يوم القيامة هو اليوم الاخر الذي امرنا بالايمان به التصديق به الايمان به احد اركان الايمان الستة الايمان باليوم الاخر والايمان بالبعث بعد الموت وبالحساب وبالصراط الميزان ومآل الناس الى الجنة والنار - 00:27:17ضَ
وما يكون في جميع ذلك مما اخبرت به نصوص الكتاب والسنة امر غيب يصدقه المؤمن ولا يكذبه ويوقن به ولا يشك فيه ولا يمتري لان الذي اخبر به هو اصدق القائلين - 00:27:52ضَ
وبلغنا بخبر سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين يدعون يوم القيامة هذا اسم من اسماء هذا اليوم واسماؤه عديدة وهو يوم القيامة لان الناس يقومون فيه من اولهم الى اخرهم - 00:28:12ضَ
حفاة عراة غرلا كما ولدتهم امهاتهم يقومون في صعيد واحد يجمعهم الله فلا يستطيع احد ان يتخلف او يتأخر عن هذا الجمع ويقومون حفاة عراة غرلا يوم يقوم الناس لرب العالمين - 00:28:37ضَ
وهو يوم القيامة وهم يقومون اولا من مضاجعهم وهي القبور ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون وسمي باسماء على حسب ما يكون فيه من احوال الناس - 00:29:05ضَ
او اهوال ذلك اليوم وهو يوم الصاخة انه تصخ فيه الاسماع حينما ينادى بالبعث الخروج يوم الطامة لكنها الطامة الكبرى التي ليس هناك طامة اكبر منها لانه المصير الذي لا يمكن للانسان - 00:29:26ضَ
يفر وان يحيد عنه الى ربك يومئذ المستقر ينبأ الانسان يومها بما قدم واخر وهو يوم الازفة اذا القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع وهو اليوم الاخر - 00:29:56ضَ
لانه لا يوم بعده الانسان بعده اما الى جنة واما الى نار يسمى بيوم القيامة لان صفتي اهله انهم يقومون فيه لرب العالمين كما اخبر الله في كتابه المبين ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين - 00:30:26ضَ
البياض في وجه الفرس قيل بقدر الدرهم فاكثر اذا كان في وجه الفرس بياض بهذا القدر قيل اغر واما التحجيل فانه يكون في الارجل في رجل الفرس الرجلين معا او في الرجلين مع احدى اليدين - 00:30:53ضَ
او في الرجلين مع اليدين فيقال اذا كان البياض في اليدين فقط فهو اعصم ولا يقال انه محجل ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين اي انهم يبعثون يوم القيامة - 00:31:24ضَ
وجوههم بيضاء واثار الوضوء منهم ناصعة مشرقة التحجيل الذي يكون في قوائم الفرس ولذلك هذه الصفة خص الله بها هذه الامة وليس المراد ان الله خص هذه الامة بالوضوء لان الوضوء كان موجودا عند الامم السابقة - 00:31:52ضَ
ويدل على ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح في البخاري وغيره من سارة زوج ابراهيم لما ارادها النمرود توضأت صلت ودعت هذا يدل على ان الوضوء كان معروفا من قبل - 00:32:24ضَ
وكذلك ايضا في حديث قصة جريج العابد في صحيح مسلم وغيره ربي حينما اه اتهمته البغي الزنا فتوضأ ثم دعا هذا يدل على ان الوضوء كان موجودا عند الامم السابقة وهذه احاديث صحيحة - 00:32:45ضَ
اذا الذي خص الله به هذه الامة ان الامم كلها تتوضأ من قبلها لكن الله جعل في وضوء هذه الامة هذه الصفة كونهم يبعثون غرا محجلين من اثار الوضوء من سببية - 00:33:09ضَ
اثار الوضوء واثر الشيء بقيته وما ينشأ عنه ودل على ان الله سبحانه وتعالى اختص هذه الامة بهذه الصفة ولذلك جاء في رواية السنن سيما لهم ليست لغيرهم السيما هي العلامة - 00:33:32ضَ
دل على ان التحجيل والغرة خاص بهذه الامة فضلا من الله عليها هذا من خصائص امة محمد صلى الله عليه وسلم وفي الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام انه دخل المقبرة يوما من الايام - 00:33:55ضَ
وقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وانا ان شاء الله بكم لاحقون وددت اني رأيت اخواني صلوات الله وسلامه عليه. اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن نبوته صاحب رسالة عن رسالتي اللهم اته الوسيلة والفظيلة وابعثهم مقاما محمود الذي وعدته - 00:34:19ضَ
قال وددت الود الود هو خالص الحب نبي الرحمة عزيز عليه هذه الامة الحريص على هدايتها الحريص على الخير لها. وددت وعزة ربي انا نود ما وده انا رأيناه ولكن الحمد لله على حكم الله واختيار الله وانا به راضون - 00:34:48ضَ
وددت اني رأيت اخواني قالوا يا رسول الله السنا اخوانك قال انتم اصحابي انما اخواني الذين لم يأتوا بعد ثم ذكر عليه الصلاة والسلام انه يعرفهم قال وانا فرطهم على الحوض - 00:35:15ضَ
قالوا كيف تعرفهم يا رسول الله قال ارأيتم لو ان لاحدكم بهما خيرا غرا محجلة اكان يعرف خيله قالوا بلى يا رسول قال ان امتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين - 00:35:43ضَ
فاذا اتوا على هذه الصفة عرفهم عليه الصلاة والسلام وهذا من التشريف والتكريم وكله بفضل الله على هذه الامة كلها فضائل جعلها الله لنبي هذه الامة وللامة من بعده صلوات الله وسلامه عليه. فالحمد لله على فضله العظيم والحمد لله على هذا التكريم - 00:36:10ضَ
ومما زادني شرفا وتيها وكدت باخمصي اطأ الثريا دخولي في ندائك يا عبادي. وان صيرت لي احمد نبيا صلوات الله وسلامه عليه قال عليه الصلاة والسلام ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثر الوضوء - 00:36:35ضَ
هذا هو الحديث وجملة فمن استطاع منكم ان يطيل غرته وتحجيله فليفعل قال نعيم راوي الحديث لا ادري هل قالها النبي صلى الله عليه وسلم لو قالها ابو هريرة رضي الله عنه وارضاه - 00:36:59ضَ
هذا الحديث رواه عشرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم لم يذكروا هذه الزيادة وكذلك ايضا ابو هريرة رضي الله عنه وارضاه لم يروي عنه هذه الزيادة الا نعيم - 00:37:21ضَ
وهو يقول كما في رواية السنن لا ادري هل قالها ابو هريرة او قالها النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الجملة استدل بها بعض العلماء على مشروعية الزيادة عن الموضع المأمور بغسله في الوضوء - 00:37:38ضَ
فاذا غسل يديه فانه يزيد الى العضد والعضد من مفصل المرفق الى مفصل الكتف هذا العضب سيزيد منهم من قال الى المنكب منهم من قال الى نصف العضد اذا توضأ - 00:37:57ضَ
واما في القدمين فمنهم من قال الى نصف الساق ومنهم من قال الى الركبة بناء على قال من استطاع منكم ان يطيل والطول يكون بالزيادة عن الموضع المأمور بغسله وهكذا في المسح قالوا حتى انه يمسح الرقبة ويمسح - 00:38:15ضَ
الى العنق هذا مذهب الشافعية رحمهم الله على تفصيل عندهم وذهب الجمهور الى ان الزيادة اه في هذه الرواية من قول ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه وانها ليست بمرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:38:34ضَ
وكون النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة في صفة وضوئه كحديث عثمان عبد الله بن زيد في الصحيحين رضي الله عنهما وكذلك حديث علي ابن ابي طالب وغيره من الاحاديث في صفة وضوئه لم يزد عن القدر - 00:38:55ضَ
المحدد يدل على ان العبرة بالعظو نفسه الذي امرنا بغسله واما ما ورد انه عليه الصلاة والسلام انه توضأ غسل يديه الى المرفقين حتى شرع في العضد هذا يسمى اتمام الفرض - 00:39:12ضَ
امام الفرض لا يكون الا اذا امسكت جزءا يسيرا مما جاوره وليس المراد انه زاد عليه الصلاة والسلام بالقصد وغسلك رجليه حتى اه جاوز الكعبين من اجل ان يتم غسل الكعبين - 00:39:31ضَ
وهذا معنى قوله تعالى ثم اتموا الصيام الى الليل الى الليل اي مع الليل ولذلك في الفجر حديث اذا اذن المؤذن والاناء في فم احدكم لان الاذان يكون قبل دخول الوقت بشيء يسير - 00:39:49ضَ
لانه لو كان الاذان على الدخول فكثير من الناس سيفطر حتى يكون صومك تاما ومن هنا هذا الشيء اليسير حينما يكون الاناء في فمك بقدر ما تنتهي من الاناء حينما يتنفس السنة الا يتنفس وهذا هو هدي الشر فنأخذ بهدي الشرع - 00:40:05ضَ
اذا كان في فمه واذن عليه المؤذن فانه مبلغ النفس شيء يسير جدا من الزمان هذا كله ينبغي ان يفهم مضبوطا بالشر حتى لا يغلى في العبادة ويزاد فيها وينسب اليها ما ليس منها - 00:40:23ضَ
فهذا قدر الاحتياط حتى شرع في العضد اي انه اخذ جزءا يسيرا مما جاور حتى يتم غسل المأمور قال رضي الله عنه فمن استطاع منكم ان يطيل غرته وتحجيله فليفعل - 00:40:40ضَ
وهذا النور وهذا الضياء في الغرة والتحجيل انما هو لمكان الاكثار من الوضوء. فمن اكثر من الوضوء فانه ينال هذا الفضل. نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يجعل لنا من ذلك اوفر الحظ والنصيب ولوالدينا ولجميع المسلمين. والله تعالى - 00:40:55ضَ