درس عمدة الأحكام

درس عمدة الأحكام تابع كتاب الصلاة رقم الدرس(٦٩) لفضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي

محمد بن محمد المختار الشنقيطي

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين واله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام المصنف رحمه الله تعالى عن ابي قلابة عبدالله بن زيد الجرمي البصري - 00:00:00ضَ

رحمه الله قال جاءنا ما لك بن الحويرث رضي الله تعالى عنه في مسجدنا هذا فقال اني لاصلي بكم وما اريد الصلاة اصلي كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي؟ فقلت لابي قلابة كيف كان يصلي - 00:00:20ضَ

قال مثل صلاة شيخنا هذا وكان يجلس اذا رفع رأسه من السجود قبل ان ينهض. قال رحمه الله اراد لشيخهم ابا بريد عمرو ابن سلمة الجرمي بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:44ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين. وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه واستن بسنته الى يوم الدين. اما بعد - 00:01:02ضَ

قد ذكر الامام الحافظ رحمه الله هذا الحديث الشريف حديث مالك ابن الحويرث رضي الله عنه وارضاه وهو احد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:28ضَ

في هجرة الوفود وهذه الهجرة كانت بعد فتح النبي صلى الله عليه وسلم لمكة ولما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم كان هو وشببة معه متقاربون في السن. فجلس - 00:01:48ضَ

مع النبي صلى الله عليه وسلم ليالي قيل عشرين ليلة. فتعلموا من النبي صلى الله عليه سلم واخذوا عنه ثمان النبي صلى الله عليه وسلم رأى انهم اشتاقوا الى اهله - 00:02:09ضَ

فقال عليه الصلاة والسلام ارجعوا الى اهليكم وعلموهم وصلوا صلاتك هذا في حين كذا وصلوا صلاة كذا في حين كذا. فرجعوا الى قومهم بالسنن. والاثار وما علموا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم المصطفى المختار. فرضي الله عنهم وارضاهم. وجعل - 00:02:29ضَ

عالي الفردوس مسكنهم ومثواهم. وجزاهم عنا وعن نبينا خير ما جزى صحابيا عن صحبته توفي رضي الله عنه بالبصرة سنة اربع وسبعين من الهجرة وهذا الحديث يرويه عنه ابو قلابة علم من اعلام الدين وامام من ائمة المسلمين - 00:02:59ضَ

قال عنه الامام الحافظ الذهبي رحمه الله بعد ان ذكر ترجمته قال الامام شيخ الاسلام وذكر في موظع اخر فقال وكان من ائمة الهدى هذا الامام من ائمة التابعين وهو من الطبقة الثانية فيهم. ادرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه - 00:03:27ضَ

ادرك خلافة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه وكان رحمه الله حافظا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالتقى الصحابة واخذ منهم فاخذ عن ابي هريرة وعبدالله ابن مسعود وعبدالله ابن عباس وكذلك عن مالك ابن الحويرث - 00:03:54ضَ

راوي حديثنا وكذلك عن غيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان شديدا في الحق لا تأخذه في الله لومة لائم. وكان ينهى عن اهل الاهواء ويمنع من مجالستهم. ويقول - 00:04:21ضَ

انك ان جالستهم لم تأمن ان يؤثروا فيك بهواهم باهوائهم. وكان وكان رحمه الله يقول اذا رأيت الرجل تذكر عنده السنة ثم يقول لك دعنا من هذا ماذا في كتاب الله فاعلم انه ضال - 00:04:41ضَ

اي اذا ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم واعرظ عنها وادعى انه قرآني لا يعمل الا بما في القرآن فهو ضال لتركه لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وصدق وبر فان النبي - 00:05:04ضَ

صلى الله عليه وسلم يقول لا الفين احدكم جالسا على اريكته شبعان ريان يبلغه الحديث عني فيقول ما وجدنا هذا في كتاب الله. ولقد اوتيت القرآن ومثله معه. ولقد اوتيت القرآن ومثله معه - 00:05:24ضَ

قال عمر بن عبدالعزيز الخليفة الاموي رحمه الله برحمته الواسعة لما حدثه ابو قلابة حديث القسامة قال رحمه الله لا تزال بخير ما دام فيكم مثل هذا ثم ابتلاه الله في يديه ورجليه وابتلي بالقضاء ففر ولم يرظى ان يتولاه حتى صدر - 00:05:48ضَ

الى الشام وبلغ عبد الملك ابن مروان ان الحجاج يريد ان يكرهه على القضاء فكتب اليه يوصيه به خيرا خير لعلمه بفضله ونبله وعلو شأنه. فجلس في الشام يحدث باحاديث رسول الله صلى الله عليه - 00:06:16ضَ

وسلم حتى انتقل الى العريش فابتلي في يديه ورجليه وتوفي عام اربع بعد المئة وقيل بغيرها رحمه الله برحمته الواسعة. وانار قبره بانواره الساطعة. وجزاه عنا وعن المسلمين خير ما - 00:06:36ضَ

جزاء عالما عن علمه يحدث بهذا الحديث الشريف وهو حديث مالك ابن الحويرث ومالك بن الحويرث ابو سليث امام مع انه بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم ليالي قليلة. لكنه حفظ هدي النبي صلى الله - 00:06:56ضَ

الله عليه وسلم وسنته وبارك الله له فيما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحديثه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من اعظم الاحاديث اعظمها بركة وخيرا - 00:07:19ضَ

وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم له ولاصحابه والخطاب للامة جمعاء من بعدهم كما رأيتموني اصلي. فهذا الحديث يرويه هذا الصحابي الجليل. ولذلك يقول بعض العلماء ليست العبرة بكثرة العلم. ولكن العبرة بالعمل وان يضع الله البركة في علم الانسان. فقد يكون عند الانسان - 00:07:38ضَ

كان علم قليل واحاديث قليلة ولكنه ينشرها بين اهله وقرابته وذوي رحمه ويحرص على تعليمها للناس وبثها بين الناس. ويحب لهم الخير في دلالتهم على ذلك. ويقصد وجه الله ويبتغي ما عند الله فسرعان ما يضع الله له البركة في هذا القليل فيعظم به اجره وترفع به - 00:08:08ضَ

درجته نسأل الله العظيم من واسع فضله. فالعبرة بالبركة في العلم والانتفاع به. ولذلك كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في اذكاره اللهم اني اسألك علما نافعا - 00:08:38ضَ

اسأل الله العظيم ان يجعل علمنا جميعا نافعا شافعا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم في هذا الحديث مسألة من مسائل الصلاة. ولذلك ناسبا ان يذكره المصنف رحمه الله في باب صفة - 00:08:58ضَ

صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه المسألة تتعلق بجلسة يقال لها جلسة الاستراحة وهذه الجلسة تكون بعد تمام الركعة الاولى عند القيام للركعة الثانية وبعد تمام الركعة الثالثة عند القيام الى الركعة الرابعة - 00:09:19ضَ

فاذا اراد ان يقوم الى الركعة الثانية او الركعة الرابعة بعد انتهائه من سجد السجدة الثانية في الركعة الاولى فانه يجلس هذه الجلسة الخفيفة. ثم يقوم بعد ذلك للركعة الثانية فسميت جلسة استراحة. لان المصلي يستريح بها ويرتفق بها - 00:09:49ضَ

هذه الجلسة من حيث الاصل اختلف العلماء رحمهم الله فيها ذهب اكثر اهل العلم الى انها مشروعة في حق العاجز ومن يضطر اليها لحاجة ككبير السن ومن به مرض لا يستطيع القيام مباشرة فانه يجلس هذه الجلسة الخفيفة - 00:10:19ضَ

وهذا هو قول امير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين الائمة المهديين رضي الله عنهم وعن عن اصحاب نبينا اجمعين. عمر ابن الخطاب وقال به ايضا عبد الله ابن مسعود. وقال به عبدالله - 00:10:45ضَ

عمر وعبدالله بن عباس رضي الله عن الجميع. فهؤلاء من الصحابة كلهم كانوا يقومون مباشرة ولا يجلسون هذه الجلسة. وجلسها عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في اخر حياته. حينما ثقل وبدن - 00:11:06ضَ

فلما ثقل وبدن كان يجلس هذه الجلسة. فلما سئل عن ذلك قال ان رجلاي لا وانها ليست بسنة. هذا بالنسبة ما ورد عن الصحابة رضوان الله والقول بعدم جلوس هذه الجلسة هو مذهب الجمهور. وهو مذهب اكثر اهل العلم رحمهم الله - 00:11:26ضَ

من السلف والخلف رحمة الله على الجميع. وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة في المشهور واما القول الثاني فيقول انها مشروعة. وانها من سنن الصلاة. فاذا سجد السجدة الثانية واراد ان يقوم للركعة الثانية فانه يجلس هذه الجلسة. سواء كان محتاجا او غير محتاج - 00:11:56ضَ

وهذا هو مذهب الشافعية رحمهم الله. ورواية عن الامام احمد غير المشهورة عنه. وبناء على ذلك ففي هذه المسألة قولان وتوسط بعض العلماء من المحققين فقالوا ان هذه الجلسة اذا كان الانسان يحتاجها فهي سنة. واذا كان لا يحتاجها فانه لا يجلسها. وهذا المذهب - 00:12:27ضَ

في الحقيقة هو قريب من المذهب الاول. لان اصحاب المذهب الاول يقولون كل من يحتاج الى هذه الجلسة فانه يجلسها وبناء على ذلك فان محل الخلاف بين العلماء اذا كان الانسان قادرا مستطيعا غير محتاج - 00:12:57ضَ

في جلوسها هل يجلس او لا يجلس؟ واحتج الجمهور بان النبي صلى الله عليه وسلم المحفوظ عنه في وهذه هي انه كان اذا اتم الركعة الاولى انتصب قائما صلوات الله وسلامه عليه - 00:13:17ضَ

وفي الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه لما علم المسيء صلاته قال له حينما امره بالسجدة الثانية ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا. ثم ارفع حتى تستوي قائما او تعتدل - 00:13:37ضَ

قائمة. فقوله ثم ارفع امر وهذا الامر يدل على ان الاصل وجوب القيام مباشرة. وانه لا يجلس الانسان الا من عذر وايضا اكدوا هذا بان حديث مالك بن الحويرث الذي معنا انما رأى ما لك رضي الله عنه رسول الله - 00:13:57ضَ

صلى الله عليه وسلم في اخر عمره. لانه قدم عليه في اخر عمره صلوات الله وسلامه عليه. وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح لا تسبقوني بركوع ولا سجود. اني قد بدنت. قالت - 00:14:20ضَ

ام المؤمنين عائشة كما في الصحيح فلما اخذه اللحم. فكان عليه الصلاة والسلام قد ثقل في اخر عمره فقال لا تسبقوني بركوع وسجود. اي انه لم يكن يقم مباشرة او يركع مباشرة او يسجد مباشرة لثقله - 00:14:40ضَ

وذلك لانه اخذه اللحم كما قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وهذا عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وهو الصحابي الجليل الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه في حضر ولا سفر. مع ذلك لما - 00:15:00ضَ

سئل عن هذه الجلسة قال انها ليست بسنة. فلا يعقل ان مثل هذا الصحابي الجليل في قربه من النبي صلى الله عليه وسلم ينفي كونها سنة. والنبي صلى الله عليه وسلم يفعلها. ولذلك ذكر الامام احمد حديث ما لك - 00:15:20ضَ

قال ليس له ثان اي ليس له حديث ثان وقد جاءت هذه الجلسة في حديث غير حديث مالك ابن الحويرث كحديث ابي حميد الساعدي رضي الله عنه وارضاه حينما صلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضور عشرة من الصحابة. وقد رواه الامام - 00:15:40ضَ

واحمد وابن ماجة واصله ايضا عند الترمذي. وكذلك عند ابي داود. وهذا الحديث تكلم حافظ ابن رجب رحمه الله في الفتح بان الامام احمد يشير الى ان الجلسة فيه غير محفوظة. وبين سبب ذلك - 00:16:03ضَ

لان كلام الامام احمد وهو راوي حديث ما لك وهو الذي روى حديث ما لك بن الحويرث في المسند ليس له ثان يشبه ان يدل على انه غير محفوظ في غيره. وعلى كل حال فانه اذا كان الانسان - 00:16:23ضَ

تاج لهذا الجلوس جلس تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم. واما اذا لم يكن محتاجا اليه فانه يفتح المأمور من قوله ثم ثم ارفع حتى تعتدل قائما. ولذلك ذكر العلماء رحمهم الله - 00:16:43ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم فعلها في حديث مالك ابن الحويرث للحاجة. فمن وجدت عنده حاجة لفعلها فعل والا قام مباشرة وهذا كله محتمل فمن رأى رجحان القول الذي - 00:17:03ضَ

قولوا انه لا يجلس هذه الجلسة فلا بأس ولا حرج ان يقوم مباشرة. لانها ليست بواجبة ولا لازمة. وكذلك ايضا من رأى انها سنة فانه يفعلها واذا لم يقوى عنده جواب اجاب عن هذا الحديث فانه - 00:17:23ضَ

يفعل هذه السنة ولا حرج عليه والامر محتمل. ولكن اكثر العلماء رحمهم الله كما ذكرنا على انها ليست بسنة اي انها تفعل عند الحاجة على ظهر حديث ابي عبد الله ابن عمر حينما - 00:17:43ضَ

قال انها ليست بسنة ثم جلسها عند الحاجة. ثم هذه الجلسة جلسة خفيفة. يجلسها المصلي لا يطيل فيها. فاذا جلس قام مباشرة ثم هنا سؤال هل يبدأ التكبير حينما ترفع رأسه من السجود؟ ام انه ينتظر حتى ينتهي من الجلسة؟ فاذا اراد القيام كبر - 00:18:03ضَ

خاصة اذا كان اماما فانه يخشى ان يسبقه المأموم بالقيام. واقوى ما والذي يترجح في نظري والعلم عند الله انه يبتدأ التكبير عند ابتداء القيام. فاذا ابتدأ القيام من الجلسة ابتدأ التكبير. ثم هذه - 00:18:33ضَ

جلسة فيها وجهان للعلماء. قال بعض العلماء ان هذه الجلسة من اجل الراحة. قصد بها ان استريح المصلي خاصة على مذهب جمهور العلماء وقال بعض العلماء ان هذه الجلسة المراد بها الفصل بين الركعة والركعة - 00:18:53ضَ

فجعلوا من سنن الصلاة الفصل بين الركعات. فلما انتهت الركعة الاولى بالسجدة الثانية فيها مجلس المصلي فصلا بينها وبين الركعة الثانية. وهذان وجهان مشهوران عند اهل العلم رحمهم الله في - 00:19:17ضَ

من هذه الجلسة ثم هذه الجلسة جلسة الاستراحة اذا كان المصلي لا يعتقد انها سنة لما كبر اذا كان اماما كبر وجلس جلسة الاستراحة يظن انه في الركعة الثانية. ثم تبين - 00:19:37ضَ

انه في الركعة الاولى ثم قام. هل نقول انها تنقلب جلسة استراحة؟ ولا يلزمه سجود سهو بالزيادة ام نقول انه سهو ويلزمه سجود السهو وهو اقوى واظهر. فهما قولان عند العلماء رحمهم الله - 00:19:57ضَ

ان من سهى ممن لا يرى هذه الجلسة وجلسها ثم تذكر ثم قام للركعة الثانية او الرابعة فانه يسجد سجود السهو لانه لم يقصد بجلسته هذه الا انه في الركعة الثانية فحكمه - 00:20:17ضَ

حكم الساهي بلا اشكال. وعليه فانه يسجد سجود السهو اذا جلسها من غير قصد. نعم قال رحمه الله تعالى عن عبد الله ابن مالك ابن بحينة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:20:37ضَ

عن ابي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي البصري وعبدالله بن زيد بن عمرو وقيل ابن عامر ابن ماتل ابن لحاف بطن من قضاعة وكان كما ذكرنا آآ من ائمة الهدى رحمه الله برحمته الواسعة - 00:21:03ضَ

نعم. قال جاءنا ما لك بن الحويرث في مسجدنا هذا. جاءنا ما لك بن الحويرث في مسجدنا هذا فيه اشارة الى زيارة اهل الفضل. وان اهل الفضل من العلماء وطلبة العلم وحفظة كتاب الله - 00:21:26ضَ

العلماء بالدين والشريعة اذا اتوا الى موضع فينبغي عليهم ان يحرصوا على تعليم الناس ودلالتهم على الخير هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ما زار قوما الا احيا سنة ودل عليها وحبب فيها - 00:21:45ضَ

بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. وكذلك الصحابة من بعده وائمة الهدى. فاذا خرج الانسان الى موضع ووجد فيه اقواما يحتاجون الى شيء من علمه. علمهم وارشدهم ودلهم على الخير. فهناك كثير من - 00:22:05ضَ

سنن تظيع اذا لم يتعلم واذا لم يتعلمها الناس من العلماء. واذا لم يبينها العلماء فانها تذهب. ولذلك ذلك يحرص اهل العلم واهل الفضل اذا نزلوا في المنازل او جلسوا في المجالس او زاروا الناس على احياء سنن الدين - 00:22:25ضَ

واماتة بدع المضلين. ففي ذلك اجر عظيم لمن يحتسبه عند رب العالمين. قال بعض العلماء في قوله تعالى وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. قال جعلني مباركا - 00:22:45ضَ

اينما كنت المراد به انه ما حل في مكان الا امر بالخير او نهى عن الشر فهذا هو عبد الله المبارك من الناس من جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر ما زار قوما الا دلهم على الخير او - 00:23:05ضَ

نهاهم عن الشر نعم. فقال اني لاصلي بكم وما اريد الصلاة السنة في من زار حيا او جماعة او قوما ان لا يؤمهم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح من زار قوما فلا يؤمهم وليؤمهم رجل منهم وفائدة هذا انك - 00:23:25ضَ

اذا تركت الامام يصلي بهم وتأملت في صلاته ورأيت اخطاءه في الصلاة بينتها له وعلمتها اياها وايضا قد يكون هذا الامام من خيار الائمة والافاضل فاذا صليت وراءه علم الناس - 00:23:52ضَ

فظله واحبه قومه واحبه من يصلي وراءه. فالائمة لهم حق كبير. وهذا الحق ينبغي ان احفظ ولا يضيع فكل من جاء الى موضع وفيه امام لا يتقدم عليه ولا يتصرف اي تصرف ينبئ عن - 00:24:12ضَ

احتقاري له ونحو ذلك لان هذا ادعى الى قبول الخير من الامام. فهذا الامام هو الذي ينصح قومه وهو الذي يرشدهم وهو الذي يدلهم على الخير. فاذا صليت وراءه رمقت صلاته. فان وجدت فيها نقصا كملته - 00:24:32ضَ

باذن الله واذا رأيت فيه خطأ بينت له. وهذا كله فيه خير لك. وللامام ولمن يصلي وراءه. فهذا هذه هي السنة. وكان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما يطبقها. فكان يزور حيا وكان فيه رجل - 00:24:52ضَ

لا يصلي بقومه فكانوا يقولون له هلا تقدمت ابا عبد الرحمن؟ فيقول اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما يقول من زار قوما فلا يؤمهم وليؤمهم رجل منهم. لكن تقدم ما لك بن الحويرث رضي - 00:25:12ضَ

الله عنه وارضاه ليعلم الناس السنن وليعلمهم صفة الصلاة وهذا هو ما صرح به انه لا يريد الصلاة لا يريد ان يتقدمه بالصلاة وانما يريد ان يعلمهم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي - 00:25:32ضَ

وهذا التعليم يصفه العلماء بالتعليم الفعلي. وهو تطبيق الصلاة وبيان افعالها من قيام وركوع وسجود وجلوس ونحو ذلك من افعال الصلاة. وهذا التطبيق الفعلي نوع من البيان فبيان السنة يكون باحد امرين. اما ان يكون بالقول واما ان يكون بالفعل. وقد بين النبي - 00:25:53ضَ

صلى الله عليه وسلم الشريعة. وبلغ رسالة الله بالقول والفعل. فهو عليه الصلاة والسلام علم صلي كيف يصلي وعلمنا كيف نقوم وكيف نركع وكيف نسجد؟ وكيف نهوي الى السجود؟ وكيف نجلس بين - 00:26:23ضَ

السجدتين الى غير ذلك مما علمه وبينه عليه الصلاة والسلام هذا بيان فعلي. قال بعض العلماء البيان الفعلي افضل من البيان القولي في اشياء منها ان البيان القولي القول يحتمل - 00:26:43ضَ

معان متعددة قد يكون القول محتملا لمعان متعددة. فاذا فعل فان الفعل واضح ولا يكون فيه الاحتمال الموجود في القول. ومن هنا كان الصحابة رضوان الله عليهم حريصين على بيان - 00:27:03ضَ

وهدي النبي صلى الله عليه وسلم بالقول وبالفعل. وهذا الحديث يدل على ذلك جزاه الله عنا وعن سنة نبينا عليه الصلاة والسلام خير خير الجزاء. نعم. اصلي كيف كان كيف اصلي - 00:27:23ضَ

كيف رأيت اصلي كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي. اصلي كيف رأيت الله صلى الله عليه وسلم يصلي تنبيه هذا التنبيه فائدته ان الناس تحرص من يصلي وراءه اذا سمعه يقول هذا القول حرص - 00:27:42ضَ

على ان يتأمل افعاله وان ينظرها وان يحفظها وهذا فيه اشارة الى ان المعلم ينبغي عليه ان ينبه الناس اذا اراد ان يبين السنة ان ينبهم بالقول فيقول اني ساصلي بكم صلاة - 00:28:09ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم او سافعل كذا وكذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم. كان بعض الاخيار اذا جلس في يقول لمن جلس هلموا نتعلم نتعلم السنة؟ فيأمر رجلا ان يقوم ثم يأمره ان يرفع يديه - 00:28:29ضَ

بتكبيرة الاحرام ثم يبين لهم اوصاف الرفع وحدود الرفع وكيف تكون الاذنا تكون اليدان في مقابلة لفروع الاذنين وكيف تكون مقابلة للمنكبين ثم بعد ذلك يبين سنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في وضع اليمين على الشمال وصفة الوضع وهكذا حتى يتم الصلاة. هذا - 00:28:49ضَ

خير كثير وفضل عظيم. من حرص على ان يؤدي السنة. وان يصلي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. او يفعل العبادة كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم ويدل الناس على ذلك ويأمرهم ان ينتبهوا وان يأخذوا - 00:29:19ضَ

وهذه السنة فانه قد ادى الامانة. فكل من تعلم سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم. فانها امانة في رقبتك ان تبلغها لغيرك فتعلمها الجاهل. وتثبت من يفعلها على فعلها. ولذلك كان بعض - 00:29:39ضَ

رضوان الله عليهم اذا صلوا وراء احد من التابعين كصلاة النبي صلى الله عليه وسلم اشادوا به قالوا ذكرنا هذا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكل هذا احياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. نعم - 00:29:59ضَ

فقلت لابي قلابة كيف كان يصلي؟ قال مثل صلاة شيخنا هذا وكان يجلس اذا رفع رأسه من السجود قبل ان ينهض هذا هو المقصود من الحديث. وفي قوله آآ كما يصلي شيخنا هذا وهو عمرو بن سعيد - 00:30:19ضَ

رحمه الله هذا كله يدل على ان التابعين رحمهم الله كانوا حريصين على السنة فهذا كان غلاما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان يستقبل الوفود من الصحابة اذا اتت من عند - 00:30:40ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم فيسألهم عن الايات في حفظ ما حفظوا وكذلك يسألهم عن صلاته عليه الصلاة والسلام وعن صفتها فقدمه قومه لكثرة ما يحفظ من كتاب الله عز وجل وان كان صغيرا - 00:31:00ضَ

السن لكنه بقي اماما حتى صار شيخا كبيرا رحمه الله برحمته الواسعة نعم اراد بشيخهم ابا بريد عمرو بن سلمة الجرمي. عمرو ابن سلمة الجرمي رحمه الله برحمته الواسعة. قال ابو بريدة وقال ابو يزن - 00:31:20ضَ

نعم قال رحمه الله عن عبد الله ابن مالك ابن بحينة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض ابطيه - 00:31:38ضَ

هذا الحديث الشريف حديث عبد الله ابن مالك ابن بحينة رضي الله عنه وعن امه وابيه ينسب لابيه كيف يقال عبد الله بن مالك وينسب لامه فيقال ابن بحينة وبحينة اسم امهم - 00:31:53ضَ

قيل اسم لجدته وهو قول ضعيف. ولكنها بحينة بنت الحارث ابن المطلب ابن عبد مناف. فهي وهو من ازدشنوءة ابوه ما لك القشب وكان حليفا للمطلب الحارس في عبد مناف ولذلك هو من ازدي شنوؤة رحمه الله وهذا الصحابي الجليل ينسب لابيه - 00:32:13ضَ

وامه فاجتمعت الصحبة في ابيه وامه. وهذا قليل في الصحابة كعبد الرحمن ابن ابي بكر الصديق صحابي وابن صحابي وصحابية وعبدالله ابن عمر عبد الله ابن الزبير رضي الله عن الجميع وارضاهم. فعبدالله بن مالك - 00:32:43ضَ

هذا الصحابي الجليل وهو راوي حديث السهو في صلاة الظهر المشهور روى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السجود. وقد تقدم معنا في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صفة - 00:33:03ضَ

السجود القولية والفعلية. والمصنف رحمه الله ذكر هذا الحديث اه عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان بين الصفة الكاملة شرع في بيان الاحاديث التي تنبه على بعض الصفات في بعض اركان - 00:33:23ضَ

اركان الصلاة ومنها السجود يقول رضي الله عنه وارضاه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا صلى فرج بين يديه يبدو بياض ابطيه كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض ابطيه هذا - 00:33:43ضَ

المراد به انه يبعد عضده عن جنبه بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. وهو الذي يسمى بالتخوية ويقال جخ في صلاته وجنح في صلاته كل هذا بمعنى المراد به انه كان - 00:34:06ضَ

صلوات الله وسلامه عليه حتى يرى بياض ابطيه. وفي رواية وضحبطيه صلوات الله وسلامه عليه وهذا تقدم معنا بيانه وتفصيله في السجود. وان الساجد لا ينبغي له ان يلصق عضده - 00:34:26ضَ

وان النبي صلى الله عليه وسلم امر الصحابي اذا سجد ان يبدي عضده عن جنبه وانه دعموا براحتيه وانه يعتمد على صدور قدميه. فاذا فعل ذلك سجد منه كل عظم. وهذا من ابلغ - 00:34:46ضَ

ما يكون في تحقيق السجود على الوجه الاكمل والافضل. ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم معنا عن ان يبسط الرجل يديه كما يبسط الكلب يديه كما في حديث ام - 00:35:06ضَ

عائشة رضي الله عنها في الصحيحين وقد تقدم معنا بيان ذلك وشرحه كله. نعم. قال رحمه الله عن ابي مسلم سعيد ابن يزيد قال سألت انس بن مالك اثابكم الله فضيلة الشيخ. ونفع بعلمك المسلمين وغفر الله لك ولوالديك ولجميع المسلمين. هذا سائل يا شيخ يقول - 00:35:26ضَ

فضيلة الشيخ نشهد الله على حبكم فيه ثم يقول نريد من فضيلتكم كلمة توجيهية لطلبة العلم عن بداية دروس وجزاكم الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:35:53ضَ

الصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين. وخيرته من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه من سار على سبيلهم ونهجهم الى يوم الدين. اما بعد فلا شك ان اعظم ما يوصى به العبد تقوى الله عز وجل. ومن اتقى الله وقاه - 00:36:13ضَ

ومن اتقى الله علمه وسدده ووفقه. فالتقوى مفتاح كل خير واساس كل طاعة وبر. من كان ممتثلا لاوامر الله مجتنبا لحدود الله ومحارم الله فتح الله في وجهه ابواب رحمته - 00:36:38ضَ

يسره لليسرى وجنبه السوء والعسرى فاذا طلب العلم وجد بركة هذا العلم الذي يطلبه واذا اراد ان يحمل هذه الشريعة وان يكون من حفاظها وممن وفق لتبليغها وادائها فان عليه ان يحقق هذا الاصل - 00:37:01ضَ

العظيم الذي ينفعه الله به في دينه ودنياه واخرته واساس التقوى الذي لا يمكن ان يكون العبد متقيا الا به الاخلاص واول ما يوصى به طالب العلم في مجالس العلم وعند سماع العلم واخذ العلم - 00:37:28ضَ

ان يخلص لوجه الله سبحانه وتعالى وهذا الاخلاص ينبغي ان يذكر به طالب العلم في كل لحظة. وفي كل حين فهو الذي فهو حق الله وحده الذي لا شريك له - 00:37:53ضَ

وهذا الحق هو اساس الحقوق كلها. واساس الخير كله. فمن اخلص لله سبحانه وتعالى خلصه الله سبحانه وتعالى من كل فتنة ومن كل شر ومن كل هوى الاخلاص الذي هو اساس الدين - 00:38:09ضَ

الذي لا يقبل الله دينا سواه بل الله فاعبد بل الله فاعبد قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه. قل الله اعبد مخلصا له ديني. فلا يتكلم الانسان الا لله. ولا يعمل الا - 00:38:29ضَ

الا لله ولا يخرج من بيته الى مجالس العلم والى حلق العلم الا وهو يريد وجه الله. فاذا فعل ذلك لو وضعت الملائكة اجنحتها له رضا بما يصنع من خرج من بيته يريد ان يتعلم العلم من اجل ان يعمل به وان يبلغه ويريد في ذلك كله - 00:38:49ضَ

وجه الله سبحانه وتعالى فقد وقع اجره على الله ولذلك لن تجد عبدا يحقق هذا الاصل العظيم الا ظهرت البركة في قوله وعمله ودله ونفعه الله بعلمه في الدنيا والاخرة - 00:39:14ضَ

الاخلاص امر عظيم. ولا شك ان القلوب تتقلب. فان الانسان ربما بدأ طلب العلم وهو يريد وجه الله ثم يفتن بعد ذلك عن الاخلاص يأتيه الغرور فيغتر بعلمه فيحتقر من دونه. او يأتيه طلب الدنيا وحظوظ الدنيا فينصرف - 00:39:35ضَ

قلبه الى ان يريد غير الله سبحانه وتعالى. نسأل الله السلامة والعافية. فاول ما ينبغي لطالب العلم ان يحققه ان يحفظ لله حقه في هذا العلم. هذا العلم لا تراد به الدنيا. ولا يراد به غير وجه الله - 00:40:00ضَ

سبحانه وتعالى هذا العلم سوق الاخرة في كل حرف قبل الكلمة وقبل الجملة في كل حرف في هذا العلم ما يراد الا وجه الله جل جلاله فمن حقق هذا الاصل العظيم طاب سعيه وشكر عمله ولقي الله يوم يلقاه صادقا في قوله - 00:40:20ضَ

وعمله الاخلاص. ولذلك اذا اخلص طالب العلم في بداية طلبه للعلم سهل الله له طلب العلم فبارك له في وقته وبارك له في عمره. وكم من طالب علم اخلص لله عز وجل وجد - 00:40:43ضَ

في قليل من الوقت ما لم يجده الكثير من الناس في الكثير. فالاخلاص هو اساس كل خير. واذا وجدت في العلم وحشة اوجدت في طلب العلم ضيقا او وجدت فيه امرا لا يتصل بالعلم فعليك ان تحقق هذا - 00:41:03ضَ

الاصل وان تبحث عن الدخن في الاخلاص ثانيا ينبغي لطالب العلم ان يحرص كل الحرص اذا اراد ان يطلب العلم على ان يطلب هذا العلم من اهله ان الله سبحانه - 00:41:23ضَ

وتعالى جعل العلماء ورثة الانبياء ورثة للانبياء. ولم يجعل للانبياء مورثين للدينار والدرهم وانما ورثوا قال الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بني على الوحيين من الفهم الصحيح - 00:41:38ضَ

السليم الذي يستنبطه من رزقه الله العلم والفهم. فهؤلاء العلماء الذين هم ورثة الانبياء قليلون في كل زمان فينبغي على طالب العلم الا يسلم زمام فكره الا لمن يرضاه حجة له بين يدي ربه. فيبحث عن العلماء المأمونين. ولا يقبل في العلم قول كل احد. فهذا العلم دين - 00:41:58ضَ

فينبغي للمرء ان ينظر عمن يأخذ عمن يأخذ دينه هذا العلم دين ويتقرب به الى الله سبحانه وتعالى انظر الى من يرضاه حجة له بين يدي الله سبحانه وتعالى. نعم ان العلماء هم ورثة الانبياء - 00:42:28ضَ

لكنهم لن يخلدوا. ولن يبقوا وسيأتي يوم من الايام يدمع الانسان بالدم بدل الدمع على فراقهم فكم من وعلماء موجودين ضيعت حقوقه بالغفلة عن وجودهم لم يشعر الناس بهم الا وقد ارتحلوا فعندها يندم الانسان - 00:42:48ضَ

ولا تحين من دمي على على طالب العلم ان يجد ويجتهد في البحث عن العلماء واخذ علمهم والانتفاع قولهم وعملهم وسمتهم ودلهم قبل ان يفارقوا هذه الدنيا. فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه - 00:43:16ضَ

ان الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء. ولكن يقبضه بموت العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا - 00:43:36ضَ

اللهم انا نعوذ بك من الضلال بعد الهدى. اللهم انا نعوذ بك من الضلال بعد الهدى. اللهم انا نعوذ بك من الضلال بعد الهدى. الحرص على عمارة الاوقات بسماع العلماء والاخذ عنهم وتلقي العلم حضورهم دروسهم - 00:43:57ضَ

وجه الله سبحانه وتعالى في جميع ذلك وارادة الدار الاخرة. فهذا خير ما يوصى به طالب العلم. ولذلك كم من موفق شد على يدي العالم فاخذ عنه علم وجد واجتهد في ليله ونهاره - 00:44:17ضَ

وصبحه ومسائه حتى ظبط العلم فلما ارتحل العلماء وجد فظل الله عليه انه قد من العلم شيئا كثيرا. فلا تمضي الايام ولا تمضي الاعمار على الموفق دون ان يملأها بهذا العلم - 00:44:37ضَ

بمجالس العلم والحضور عند العلماء وضبط العلم. لا ترضى لنفسك بالقليل. ولا تزكي نفسك انك قد وصلت الى درجة في العلم بل عليك ان تبحث عن علماء وان تستكثر من العلم وان تستكثر من هذا النور الذي يشرح الله به - 00:44:57ضَ

الصدور فيهدي به الضالين. وينشر به رحمته وهو ارحم الراحمين. فابحث عن العلماء وادركهم قبل ارتحالهم. فهذا مما يوصى به طالب العلم وكنا في حال طلب العلم نسمع كثيرا من مشائخنا ينبهون طلبة العلم على ان - 00:45:17ضَ

الم يبقوا ولم يخلدوا كنا في هذا المسجد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نرى حلقا للعلم كثيرة لمشائخ فضلاء وعلماء اجلاء. كم من سمعنا من اصوات لهم في ربوع هذا المسجد - 00:45:37ضَ

مبارك وكانوا يقولون لنا ادركوا العلماء قبل ان يرتحلوا وشاء الله ان نرى بام اعيننا كيف ذهبت تلك الاصوات وذهبت تلك الحلق قل ان تجد وان كان الخير ان شاء الله لا يزال موجودا. لكن حدثني احد كبار السن من حفظة كتاب - 00:45:56ضَ

بالله من الاخيار ان الحرم النبوي كانت فيه ما لا يقل عن اربعين حلقة من حلق العلم خلال خمسة فروع ما لا يقل عن اربعين حلقة. وهذا كله ذهب وتلاشى وبقي الحمد لله الان الخير - 00:46:21ضَ

كثير نسأل الله ان يبارك في العلماء وان يمد في اعمارهم. وان ينفع بهم فطالب العلم يدرك العلماء قبل ارتحالهم وهؤلاء العلماء نعمة من الله سبحانه وتعالى تأخذ من كل عالم ما نبغ فيه وفتح الله به عليه من علم - 00:46:40ضَ

الكتاب والسنة وتضبط ذلك وتحرص على ضبطه وتحرص على اخذه على اتم الوجوه واكملها. الامر الثالث على طالب العلم ان يحرص كل الحرص على الوقت فرأس مال طالب العلم الوقت. فلا يذهب وقته سدى. فوقته ما بين السماع للعلم - 00:47:00ضَ

ومذاكرة العلم ومراجعة العلم. ومن تعب في ظبط العلم ومراجعته واتقانه. عظم اجره في العلم وسيفتح الله عليه وسيفتح الله له القلوب والاسماع على قدر ما تعب ونصب واصابهم نصب في تحصيل هذا - 00:47:20ضَ

العلم النافع تجد وتجتهد ولا تسمح لاحد ان يضيع عليك وقتك. وطالب العلم وقته بين ثلاثة امور اما ان يكون مشتغلا بحال نفسه بامور مصالحه الدينية الدنيوية ونحوها. او يكون مشتغلا - 00:47:40ضَ

في سماع العلماء والاخذ عنه. او يجلس لمراجعة هذا العلم فان مراجعته عبادة. ومذاكرته عبادة فهو بين هذه الاحوال الثلاثة. فاذا وفقك الله الى اغتنام الوقت وان وقتك لا يضيع سدى فان - 00:48:00ضَ

ان الله سيبارك في علمك. حدث الامام مالك يوما من الايام بحديث. فقال له رجل عن من اخذت هذا الحديث؟ فقال قال رحمه الله ما جالست سفيها قط اي انه ما جلس في عمره مع سفيه. وهذا يدل على سمو النفس وعلو الهمة. ان الانسان اذا سمت نفسه - 00:48:20ضَ

وارتقت الى معالي الامور بحث عن اهل الفضائل والنوائل فجالسهم وذاكرهم او اقتصر على نفسه في ما ينفعه في دينه ودنياه واخرته. يظيع طالب العلم اذا ظاع وقته. ويظيع العمر بظياع الوقت - 00:48:45ضَ

ذلك امرنا الله ان نغتنم هذه الحياة في مرضاته ومحبته وطاعته من ذكره وشكره ولعبادته والانابة اليه فطالب العلم لا يعرف ضياع الوقت. لا يعرف ان يجلس في مجلس يأتي شخص يحدثه عن الدنيا قام فلان وقعد فلان. نعم - 00:49:05ضَ

ان تتحدث في الدنيا ولكن بحدود انت عندك رسالة وعندك امانة انظر الى اهل الدنيا كيف تعلموا الدنيا فاذا في المجالس جلسوا يذكرون دنياهم وانت عندك عز الدنيا والاخرة. وعندك وعندك اعز - 00:49:25ضَ

اعز شيء وانفس شيء وهو قال الله قال رسوله عليه الصلاة والسلام فاذا جلست تحدثت بالسنة وتحدثت بالخير ودللت الناس على الخير. وقتك لا يضيع عليك. واذا اراد الله بطالب العلم - 00:49:44ضَ

الخير يقف مع نفسه وقفة صادقة من الان. من الذي حولك؟ ومن يجلس معك؟ وهل يعينك على طلب العلم اولا فاذا وجدته ناصحا ومشفقا عليك ومعينا لك على الخير فحين اذ اشدد عليه واحرص عليه فنعم الاخ - 00:50:00ضَ

ونعم الصاحب. واما اذا وجدته يضيع الاوقات فانصحه. والا فان الله يبدلك خيرا منه. لا تجامل في وقتك وما ضاع كثير من طلبة العلم الا بضياع الاوقات والاعمار فيما لا طائل ولا نائل فيه. الحرص على عمارة الاوقات - 00:50:20ضَ

بالمراجعة والمذاكرة للعلم. ثم اذا كنت مراجعا للعلم ومذاكرا للعلم اوصيك الا تمل من العلم فان الله لا يمل حتى تملوا كما صح في الحديث. قال كثير من طلبة العلم يشتكي انه يجد - 00:50:40ضَ

في بداية طلب العلم الحماسة والنشاط في طلب العلم. ثم يفاجأ والعياذ بالله واذا بهمته قد تغيرت وحاله قد تغير وصدق الله في كتابه ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم - 00:51:00ضَ

فاذا نظر الانسان الى هذا وجد انه في بداية امره كان حريصا على طاعة ربه حريصا على استغلال وقته فيما يرضي الله سبحانه وتعالى ولكنه ما ان يلتفت يمينا وشمالا ويساير الناس ويساير الصحب والرفقة في اضاعة الاوقات حتى يتغير - 00:51:19ضَ

فنسأل الله العظيم ان يجعل مقلب القلوب ان يقلب قلوبنا في طاعته. وان يثبتها على محبته ومرضاته ونعيده من زيغ القلوب نعوذ بالله من النقص بعد الزيادة. ومن الحور بعد الكور ومن الضلال بعد الهدى. كذلك ايضا - 00:51:41ضَ

مما يوصى به طالب العلم ويحرص عليه ان يكون عندهم منهج في طلبه للعلم سواء كان في العلوم النقلية او غيرها مما يتصل بها من العلوم الالاف ونحوها عليه ان يكون عنده منهج. والمنهج في طلب العلم يؤخذ عن الشيخ الذي يقرأ عليه - 00:52:01ضَ

فعليه ان يستشير من يقرأ عليه العلم. ما هي الطريقة المثلى؟ فاذا تيسر ان ان يعرف ذلك الشيخ ويضع له يسير عليه فهذا خير وبركة وان لم يتيسر له ان يدله فليترسم هدي شيخه. ويحرص على الاخذ منه في نصائحه وتوجيهاته. فان هذه ينفع الله - 00:52:26ضَ

بها كثيرا ان طالب العلم يكون عنده منهج يسير عليه. ولا يستطيع كل شخص ان يرسم للناس منهجا في طلب العلم ويقول لهم افعلوا كذا وكذا لان هذا قد يصلح مع شخص ولا يصلح مع غيره. لكن هناك امور آآ تعتبر - 00:52:49ضَ

اساسيات ينبغي لطالب العلم ان يلم بها وهي معروفة. وذكرها كثير من اهل العلم في مقدمات الكتب وخاصة الكتب التي تعنى بالنصائح في اداب طلب العلم. ومن ذلك انه اول ما يبدأ في العلم يبدأ بصغاره قبل كباره - 00:53:09ضَ

لا يحرص على الشهرة ولا يحرص على لفت انظار الناس بان يأتي بالمسائل الغريبة والمسائل العجيبة وانما يبدأ باول الاشياء ولو كان معروفا مشهورا كان التابعون رحمهم الله يأتون الى الصحابة - 00:53:29ضَ

يسألونهم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ لو سأل سائل هذا السؤال لوجدتهم يتعجبون ويستغربون هذا سؤال واضح واذا بهذه المسألة سئل عبد الله - 00:53:49ضَ

ابن زيد وقال له عمرو ابن يحيى المازني رحمه الله هل تستطيع ان تريني كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ فدعا عبد الله ابن زيد باناء بتور كالطست اناء كالطست ثم توضأ رضي الله عنه - 00:54:10ضَ

وضوء النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا هو حال السلف رحمهم الله الله اكبر بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد - 00:54:30ضَ

وقد كان العلماء رحمهم الله يوصون طالب العلم ان يعتني بصغار المسائل قبل كبارها وخاصة اذا كان طالب العلم مفتونا بكبار المسائل على سبيل الغرور وعلى سبيل الرياء. فتجده يزهد - 00:54:53ضَ

في الاحاديث التي هي بيان لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات. وبيان لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في اداب الناس واخلاق وما يكون من شؤون امور حياتهم من شؤونهم وامور حياتهم يزهد في ذلك كله. ويبحث عن المسائل الغريبة - 00:55:14ضَ

العجيبة ان يجلس في المجالس يتحدث بها فيريد مثلا المسائل الدقيقة في المعاملات المالية. فيأتي ويطرحها في المجالس ويبين انه يعلمها ونحو ذلك مما هو فتنة له ولغيره. لا بأس ان يعتني طالب العلم بل ينبغي - 00:55:38ضَ

ينبغي على طالب العلم ان يعتني بمسائل المسائل في العبادات والمعاملات. لكن لا ينبغي ان يكون اتقان كبار المسائل على وجه تضيع به حقوق المسائل التي هي الاساس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته والعلم بها وتعليمه - 00:55:58ضَ

للناس فعلينا ان نحرص كل الحرص على الاخذ ببدايات العلم وظبطها واتقانها تجد الان الرجل يأتي ويقول باب الوضوء. الوضوء معروف. وكان العلماء يقولون باب الوضوء. الف الوضوء. ماذا على على ماذا تدل؟ والوضوء - 00:56:18ضَ

من اي شيء هو مأخوذ ما معناه لغة وما معناه اصطلاحا. ثم لماذا ذكر بابه هنا ولم يذكره عقب كذا كل هذا فكانوا يعتنون به ويحصلونه ويضبطونه فينبغي لطالب العلم ان يعتني بصغار المسائل قبل كبارها - 00:56:38ضَ

حديث عن هذا الامر يطول لكن اختم بان الله يبارك لطالب العلم في علمه اذا عمل بهذا العلم تعود انك لا تعلم بسنة الا عملت بها. واحرص كل الحرص على تطبيقها وفعلها ولو مرة في عمرك. ولذلك - 00:56:58ضَ

قالوا اعمل بالحديث ولو مرة تكن من اهله. وثانيا ان هذا العمل تطبقه في اقوالك وفي افعالك وفي عبادتك قال بعض العلماء من حرص على العمل بالسنة سهلت عليه وسهل عليه حفظها وظبطها واتقانها - 00:57:18ضَ

فيبارك لطالب العلم في علمه بقدر ما عمل. فتحرص كل الحرص على ان يكون علمك في قولك وعملك وليس في صدرك وانما تعمل به وتدل الناس عليه بعد ذلك لتكون هاديا في نفسك. مهدية هاديا لغيرك - 00:57:38ضَ

في نفسك. ولذلك قال الله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال بعض المفسرين اهتدوا في انفسهم ثم هدى الله بهم الناس. امنوا وعملوا الصالحات فهم - 00:57:58ضَ

مهتدون في انفسهم جعلهم الله هداة لغيرهم. نسأل الله بعزته وجلاله ان يجعلنا واياكم ذلك الرجل. ومن هنا ينبغي طالب العلم ان تكون عنده عبادة بينه وبين الله سبحانه وتعالى. وهذه العبادة كما ذكرنا تبدأ بالعمل بالعلم. ثم بعد - 00:58:23ضَ

ذلك يحرص على ادمان ذكر الله عز وجل. والاشتغال بالكمالات من التسبيح والاستغفار وقراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والاكثار من ذلك حتى يعرف به. وكان بعض السلف رحمهم الله من الائمة اذا سئل عن المسألة - 00:58:43ضَ

فاذا فرغ من ذلك بدأ في قراءة القرآن او التسبيح او الاستغفار فبارك الله لهم في اقوالهم وبارك الله لهم في عمارهم فهذا مما يضع الله فيه البركة لطالب العلم في وقته وعمره من الان وهو في بدايات طلب العلم يتعود على كثرة - 00:59:03ضَ

تلاوة القرآن يتعود على كثرة التسبيح والتحميد والتكبير فسيأتي يوم يشغله الناس عن ذلك من كثرة سؤاله واستفتائهم فاذا لم يدرك نفسه الان من البداية بالاشتغال والجد والاجتهاد في العبادة فانه قد لا يجد بعد ذلك - 00:59:23ضَ

وقتا فهذه من الامور التي تعين طالب العلم. وكان كثيرا من العلماء كثير وكان كثير من اهل العلم يقولون انها من اسباب التوفيق ولا شك ان ذكر الله سبحانه وتعالى مفتاح كل خير ولو لم يكن فيه الا قوله جل وعلا ولذكر - 00:59:43ضَ

الله اكبر والله يعلم ما تصنعون. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا. نسألك باسمائك الحسنى وصفاته كالعلا ان ترزقنا العلم والعمل والاخلاص والقبول وان تجعلنا هداة مهتدين غير ما ضالين ولا مضلين واجعل علمنا - 01:00:03ضَ

شافعا نافعا يوم لا ينفع مال ولا بنون. الا من اتاك بقلب سليم. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه واله وصحبه اجمعين - 01:00:23ضَ