التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله تعالى ويستحب له قلة الكلام الا فيما ينفع - 00:00:01ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه بسنته الى يوم الدين. اما بعد - 00:00:23ضَ
وقد بين المصنف رحمه الله في هذه الجملة ما ينبغي ان يكون عليه المحرم اذا تلبس بحرمات النسك ولما كان الباب قد عقده المصنف في بيان الامور التي هي محظورات الاحرام - 00:00:49ضَ
فان اهل العلم قد ينبهون في مثل هذه المظان والمواطن على جملة من الاداب الشرعية التي هي في الاساس اداب ينبغي للمسلم مراعاتها لكنها في حال التلبس بالنسك وحال الدخول في حرمات الاحرام تكون اكد - 00:01:14ضَ
ولذلك نبه رحمه الله على هذا الادب العظيم الذي هو من اعظم اسباب السلامة في الدنيا والاخرة وهو ادب وصى به النبي صلى الله عليه وسلم آآ امته في جميع الاحوال - 00:01:39ضَ
الا وهو حفظ اللسان ولذلك بين الله سبحانه وتعالى عظيمة خطره وشدة ضرره وان الانسان مسؤول عنه فجاءت النصوص في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم تعذر الى العباد - 00:02:01ضَ
ان يحفظوا هذا العضو حتى بلغ بالنبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ضمن لي ما بين نحييه وما بين فخذيه ظمنت له الجنة من ضمن لي ما بين لحييه اللسان - 00:02:23ضَ
وما بين فخذيه الفرج ظمنت له الجنة وبلغ بالنبي صلى الله عليه وسلم في شدة تحذيره لامته من قال كما في الحديث الصحيح لما بين امر اللسان وخطره قال له معاذ رضي الله عنه يا رسول الله - 00:02:44ضَ
انا مؤاخذون بما نقول قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او على مناخرهم الا حصائد السنتهم حديث سمعه الكثير وتكلم به الكثير ولكن قل ان تجد عبدا - 00:03:09ضَ
يضعه نصب عينيه فيؤثر في جميع ما يلفظ به لسانه كثير من يتكلم بهذا الحديث وكثير من سمعه وكثير من عقله ووعاه لكنه في غفلة بل قد يظن انه اسلم الناس لسانا - 00:03:30ضَ
وهو والعياذ بالله بخلاف ذلك حفظ اللسان وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت بابلغ عبارة من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت هذا اللسان - 00:03:51ضَ
يوصي النبي صلى الله عليه وسلم كل من يؤمن بالله واليوم الاخر ان يزمه بزمام التقوى فلا يقول الا خيرا او ليصمت ومن وفقه الله فاعطاه هذه النعمة العظيمة انه لا يقول خيرا - 00:04:11ضَ
لا يتكلم الا بخير اما قراءة للقرآن او ذكر للرحمن او امر بالمعروف او نهي عن المنكر او تعليم للعلم او غير ذلك من الاذكار من الباقيات الصالحات وغير ذلك مما يحبه الله - 00:04:30ضَ
ويرضاه من وفقه الله لذلك وهو بخير المنازل عند الله فليقل خيرا او ليصمت من الذي اذا اصبح وامسى يجعل هذه الوصية وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:04:48ضَ
تأمل قوله من كان يؤمن بالله واليوم الاخر اي ان من كمال الايمان وتمامه ان العبد يراقب ربه فيما يقوله لسانه ولذلك كان ابو بكر رضي الله عنه يمسك بلسان نفسه ويقول هذا الذي اوردني الموارد - 00:05:07ضَ
الحلم زين والسكوت سلامة فاذا نطقت فلا تكن مهذارا ما ان ندمت على السكوت بمرة ولقد ندمت على الكلام مرارا هذا اللسان الذي فيه الكفر والشرك بالله وفيه الاستهزاء بالدين وفيه الاستهزاء بالمؤمنين وبالصالحين وفيه - 00:05:29ضَ
فيه كفى قول النبي صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس في النار على وجوههم الا حصائد السنتهم فمن هذه الساعة هي وصية عامة من هذه الساعة يراقب العبد ربه في لسانه - 00:05:52ضَ
يراقب العبد لسانه خوفا من الله وخشية من الله ولا يغتر بصلاحه ولا يغتر بعلمه ولا يغتر بثناء الناس عليه يحذر من اللسان كل الحذر ولذلك هذه الوصية عامة لكنها اذا كانت في الحج - 00:06:08ضَ
وفي حرمات الزمان والمكان والعبادة فان الامر اكد ولذلك بين المصنف رحمه الله انه يستحب وهذا الاستحباب حكم شرعي ثبتت به النصوص في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم عموما - 00:06:26ضَ
ان الانسان لا يتكلم الا فيما يعنيه ولا ينطق لسانه الا بخير يرضي به ربه او ينفعه في دينه او دنياه او اخرته لا يتكلم يستحب له قلة الكلام والامتناع عن الكلام الا - 00:06:47ضَ
فيما يعنيه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند الترمذي من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه حتى كان بعض اهل العلم رحمهم الله - 00:07:12ضَ
يعرفون فظل الانسان واستقامته بلسانه فاذا كان فاذا رأيت الانسان ثرثارا كثير الكلام واعظم من هذا اذا اصبح يستهزئ ويمزح ويكثر من المزاح يسخر من هذا من لونه ويمزح مع هذا في ثوبه ويمزح معه في سيارته ومركبه - 00:07:32ضَ
وبيته ومسكنه واهله وولده اذا رأيته فاشفق عليه وذكره بالله فانه لا يأمن الهلك قال الحسن رحمه الله من علامة اعراض الله عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه من علامة اعراض الله عن العبد - 00:07:56ضَ
اين ذهبت؟ اين جئت؟ ما لون سيارتك؟ ما ما لون بيتك؟ ما تفعل؟ ما كذا فضول ينتهي الى الوقوع في المحظور وينتهي الى الوقوع في الامور المحرمة ومن لم يصن لسانه عن الفضول فانه على هلكة - 00:08:18ضَ
لانها خطوات الشيطان يبدأ بالمزح ويبدأ بالسخرية حتى يوقعه بالاستهزاء باعظم الاشياء وهو الدين وهو لا يدري وقد يستهزئ بالعلماء ويقلدهم ويجلس مع الطلاب يستهزئ بكلامهم. بطريقتهم وهو لا يدري كل هذا سببه الفظول - 00:08:36ضَ
وليس هناك عبد عظم شعائر الله الا وجدته يزم لسانه بلزام الورع والتقوى فاذا كان الانسان مطالبا بذلك في عموم حاله فكيف وهو يقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك - 00:09:00ضَ
ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك الحاج ضيف قال الله عز وجل وهو وفد الله كما ورد في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان ضيفا يتأدب في ظيافته - 00:09:18ضَ
من علامة الغفلة ان يكون حاجا فتجده ثرثارا لا يختلف حاله في حال الحج عن حاله العام هذه هلكة. نسأل الله السلامة والعافية وغفلة ولذلك تجد من نعم الله عن العبد انه بمجرد ان يدخل في النسك - 00:09:34ضَ
جعل الله والدار الاخرة نصب عينيه فلا يفرط في الثانية فظلا عن الدقيقة فظلا عن الساعة الا وهو مشتغل فيها بذكر الله عز وجل كان السلف رحمهم الله اذا اهل الواحد منهم بالنسك - 00:09:53ضَ
تغير حاله ومنهم من يرى في وجهه اثر الخوف والخشية وسقط علي زين العابدين مغشيا عليه حينما قال لبيك ثم لما افاق قالوا ما بك؟ قال اخشى ان يقال لي لا لبيك ولا سعديك - 00:10:11ضَ
وهو في ضيافة وهذه الظيافة تستلزم ان يستشعر الحرمة والحرمات وان يعظم رب البريات وان ينطق بالكلمات الطيبات الصالحات المباركات التي تشفع له عند ربه كفى ثرثرة في حال الحل - 00:10:32ضَ
وعليه ان يزم لسانه بما يرضي الله سبحانه وتعالى. فبين العلماء والائمة هذا الامر لانه امر عظيم ولذلك الثرثار يهلك نفسه ويهلك غيره حتى انه اذا كان في رفقة ربما افسدها - 00:10:51ضَ
واوقع الظغائن واوقع الشحناء والبغضاء ولذلك يحرص المسلم الموفق ترك الامور التي هي من فضول الحديث وخاصة اذا اشتملت على الاستهزاء وبعضهم يقول نريد ان نرفه عن انفسنا وهل كان الحج ضيقا حتى ترفه - 00:11:09ضَ
كانت الضيافة بين يدي الله ضيقا حتى ترفه صحيح ان السلف رحمهم الله تكلموا بكلمات لينبهوا الناس ان هذا ليس بلازم وليس بواجب لكن ليس معنى ذلك ان يجلس الانسان طيلة وقته وطيلة صحبته لاخوانه. وهو لا حاله لا يختلف عن حاله في حله. فالحج - 00:11:30ضَ
والعمرة امرهما عظيم ولذلك ينبغي للمسلم في حال الحج والعمرة ان يستديم الخوف من الله والخشية من لله وتعظيم حرمات الله. ولذلك كما ذكرنا احوال الحج كلها تذكر بالاخرة فاذا اصبح يتكلم في امور الدنيا وفي فضول الدنيا ويشتغل بما لا يعنيه غفل عما هو اهم - 00:11:54ضَ
وضيع ما هو اوجب واكد. ولذلك نبه العلماء والائمة رحمهم الله على هذا الامر العظيم هذا الامر العظيم التنبيه عليه فيه خير كثير فلا تخرج في رفقة في حج او عمرة - 00:12:18ضَ
بل حتى ولو كانت في رفقة في طلب العلم او في امور فيها طاعة الله عز وجل الا وذكرت نفسك واخوانك بما ينبغي ان يكون عليه الموفق من الاشتغال بما يعني - 00:12:33ضَ
والكف عما لا يعنيه يقول رحمه الله ويستحب له قلة الكلام الا فيما ينفعه ويعنيه من امر دينه فيما ينفعه من يتكلم مثلا عن امر المركب الذي يركبه وما يحتاج اليه - 00:12:46ضَ
من امرض زاد الذي يريد ان يتزوده من متاع الدنيا وكذلك ايضا المسكن ويتكلم بالكلام الذي فيه نفع اما اذا كان والعياذ بالله يدخل عليه الشيطان فيتكلم في هذه الامور - 00:13:06ضَ
بما يستجره الى الكلام الى الغيبة الى النميمة لربما تعاقد فنزل في سكن فجلس يسب ويشتم من من تعاقد معه لان السكن ضيق نعم انت مظلوم به لكن لا تضيع حسناتك بسبه ولا بشتمه ولا بغيبته - 00:13:24ضَ
ولذلك لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم. فاذا كنت مظلوما تحكي مظلمتك له او لمن يرفع المظلمة. اما اذا جلست تتكلم فيه وتتهكم به وهذا ننبه عليه لانه كثر في الاونة الاخيرة - 00:13:44ضَ
وفتن الناس بما يكون في حملات الحج والعمرة من القيل والقال والغيبة والشكوى تجد نسأل الله السلامة والعافية ربما ضاعت عليهم عبادتهم واشتغلوا بامور من فضول المباحات حتى يذهب عليهم عظيم الاجر والمثوبة عند الله سبحانه وتعالى - 00:14:01ضَ
ووقع هذا كثير حتى ان القلوب قست لبعضهم فلم يعرف كيف يطوف ولا كيف يسعى بسبب اشتغال قلبه بمثل هذه الامور ولا يعني هذا ان الانسان يترك حقه فاننا نقول لكل من تولى حملة من حملات الحج ان الحساب عسير - 00:14:21ضَ
وان ظلم الحاج ووفد الله اعظم من ظلم عامة الناس لكن على المسلم ان يحرص على ان لا يطلق لسانه فيما يضيع عليه الاجر والمثوبة. قال رحمه الله يستحب له قلة الكلام - 00:14:40ضَ
ولذلك يعرف عقل الإنسان من قلة الكلام الا فيما يعنيه واذا اردت ان تعرف ليس عقله بل دين المرأة فانظر الى لسانه لانه اذا استقام اللسان استقامت الجوارح واستقامة اللسان تدل على استقامة القلب - 00:14:54ضَ
لان النبي صلى الله عليه وسلم قرن هذا بخير الاعمال لذلك بين الله عز وجل خطر اللسان وعظم امره حتى قال ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد بمعنى - 00:15:13ضَ
انه سيكتب على الانسان كل ما يقوله ان خيرا خير وان شرا نسأل الله العصمة والتوفيق. نعم وقد روي عن شريح انه كان اذا احرم كانه حية صماء الا فيما ينفعه - 00:15:27ضَ
النفع يكون في الدين ويكون في الدنيا ويكون في الاخرة ينفع الانسان في دينه مثل قراءة القرآن وكثرة الذكر من التسبيح والتحميد والتكبير والتلبية والتلبية الاكثار منها افضل لانها في موضع خاص وهو في عبادتها - 00:15:46ضَ
ويكون ذكرها افضل وكذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر نصح الناس وتوجيههم ودلالتهم وكذلك دلالتهم على الخير وتحبيبهم في طاعة الله ومرضات الله هذا كله ينفع الانسان في دينه وينفعه في دنياه مثل ان يتكلم مثل ما ذكرنا - 00:16:10ضَ
في امر يصلح به سيارته يصلح به مركبة هذا شيء ينفعه نفع الدنيا والكلام فيه مباح له ويحصله لان هذا يحصل به مصالحه يتكلم بما ينفعه في دنياه مثل مأكله ومشربه وملبسه ونحو ذلك من الامور التي يحتاجها في حال رحلته - 00:16:33ضَ
في الحج ويتكلم على الامور التي فيها هذه المصالح هذا هذا مما ينفعه في دنياه واذا وفقه الله عز وجل لذلك فانه آآ من دلائل حب الله له لان العبد اذا وجدته في الحج والعمرة - 00:16:58ضَ
على اكمل الوجوه واتمها فهذه حتى كان بعض العلماء يقول هذا من دلائل القبول اذا رأيت الانسان منشرح الصدر دائم الذكر مطمئن القلب بذكر الله عز وجل عفيف اللسان عفيف السمع عفيف البصر - 00:17:21ضَ
في حجه وعمرته هذا يقولون من دلائل القبول من بشائر التي تدل ان شاء الله على القبول لان الله ييسر لليسرى فتجده موفقا مسددا وخاصة يتأكد الامر اكثر اذا كان الانسان مع ولده الذي يقتدي به - 00:17:39ضَ
او معلما مع طالبه الذي يأتم به ويقتدي به او كبير سن له فضل في قومه وجماعته يقتدون به فهؤلاء القدوة ينبغي دائما في عموم احوالهم ان يكونوا على اكمل الاحوال - 00:17:58ضَ
فضلا عن خصوص الاحوال في حال العبادات نعم وقد روي ان شريح انه كان اذا احرم كانه حية صماء شريح ابو امية شريح الكندي قاض للخلفاء الراشدين عمر وعثمان وعلي - 00:18:14ضَ
رحمه الله برحمته الواسعة من ائمة العلم ومن دواوين العلم كان اذا احرم كانه حية صماء الله اكبر كان السلف الصالح باكمل الاحوال واجملها لذلك زكي عصر النبي صلى الله عليه وسلم وقرنه - 00:18:36ضَ
لان التابعين هم اقرب الناس واشبه الناس بالصحابة رضوان الله عليهم وكان الصحابة رضوان الله عليهم هم اشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم وهكذا كل امة من تخلف امة قبلها على الخير - 00:18:59ضَ
فانها اشبه بائمتها بالخير لذلك كان رحمه الله اذا احرم كانه حية صماء الانسان حينما يتفكر في اخرته ويتذكر باخرة اولا من الذي وفقك للحج ومن الذي وفقك للعمرة وما الذي دفع عنك الشواغل والمشاغل حينما تحس ان هذه الظيافة امرها عظيم - 00:19:19ضَ
ان هذه الوفادة على رب العزة والجلال امرها عظيم فانك لا تشتغل الا بما لا يعنيك بما يعنيك وانك ستكف عما لا يعنيك كان اذا احرم طيب الحج او العمرة - 00:19:43ضَ
فانه حية صماء والله رأيت من اهل الفضل ذلك من حملة القرآن كانوا مع والدنا اه في العمرة كنا اه اعتمرنا مع بعضهم رأينا شيئا اشبه بحال الصحابة رضوان الله عليهم - 00:19:57ضَ
لا تتكلم ولا تخوض الا فيما يعني وتجد الواحد منهم لا يفتر لسانه عن قراءة القرآن وعن التسبيح وعن التلبية وعن ذكر الله عز وجل بخن بخن ما اعطي عبد عطاء اعظم من عطاء الدين - 00:20:14ضَ
ولكن الدين ليس بالتسمي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل لا تظن ان الاستقامة هذا الشكل الذي ينظر اليه الانسان اكثر من الجوهر ما وقر في القلب وصدقه العمل - 00:20:33ضَ
الدين هو الالتزام الصادق حينما يقول لك الشرع تزم اللسان تزمه انظر شريح هذا الامام الذي كان يقضي على الخلفاء ويقضي على الائمة والصالحين في عصر ذكي نقي قريب من عصر النبوة - 00:20:51ضَ
مغتر كان قدوة لغيره اذا احرم كانه حية صماء ولذلك ما تجد في كلام السلف الصالح رحمهم الله الفضول ولا تجد انه حكي عنهم الامور التافهة قالوا اتتخذنا هزوا لما قال موسى لبني اسرائيل ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة - 00:21:09ضَ
قالوا اتتخذنا هزوا؟ قال هل تمزح معنا انت اتتخذنا هزا؟ قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين الانسان وخاصة مثل هذا الامام الجليل رحمه الله آآ الذي بوأه الله هذا من بوأ الصدق - 00:21:33ضَ
فلن تجد احدا يشار اليه بالبنان من ائمة السلف الا وجدت اثر ذلك في عبادته ما كان ارتفاعهم بشيء اعظم من العمل الذي يكون قدوة ويكون اماما ويكون مقدما او يكون بين اخوانه وخلانه او حتى ينتسب الى العلم. عليه دائما ان يتسمى - 00:21:51ضَ
ان يتحلى بحلية الايمان وحلية اهل الفضل. نسأل الله التوفيق والسداد قال رحمه الله كان شريح اذا احرم كانه حية صماء المراد التضييق ولا التشدد ولا التزمت ابدا وانما المراد تعظيم حرمات الله - 00:22:16ضَ
فانت في عبادة والحال حال عبادة فلا يستكثر ولا يستغرب فيها ان يكون حال الانسان مختلفا عن حاله خارجا عنها ولذلك يسمى احراما احرم رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:22:35ضَ
احرم بمعنى انه دخل في الحرمات ومن هنا لا يفهم من هذا التحريم وانما المراد ان الانسان يسمو بنفسه الى الكمالات وهذا ليس في الحج والعمرة كما ذكرنا. بل في سائر الاحوال - 00:22:53ضَ
وكان ائمة السلف لهم في ذلك قصدوا السبق وكان الامام احمد رحمه الله اذا جلس مع قرنائه هاب قرناؤه ان يمزحوا لا يستطيع ان يمزح هيبة له رحمه الله وهذا فضل من الله يؤتيه من يشاء - 00:23:08ضَ
فمن عرف بالجد والاجتهاد والحرص على ما ينفع استقامة له اموره في خاصته ثم جعله الله امام هدى لغيره ولذلك كل ما حرص الانسان على هذه المنازل الشريفة وهي التي يسميها العلماء بفظائل الامور ويسمونها معالي الامور - 00:23:27ضَ
ان انسان يعلو بها عن سفاسف الامور ومحقراتها على عكس حال من اخذ بالرخص وتجد البعض اذا امرته وهذا يشتكي منه بعض الاخيار والصالحين نحسبهم يقولون حينما نأمر بعض الرفقة - 00:23:46ضَ
يقول وانت تتزمت وانت تضيق علينا وكان فلان من السلف يقول ويفعل وكأن هذا الذي كان من السلف يقول هذا في سائر احواله وكأنه كان يمزح في سائر شؤونه بفهم ما ورد عن السلف رحمهم الله ينبغي ان يكون منظبطا بالكتاب والسنة - 00:24:01ضَ
فان الله يحب الامور معالي الامور ويكره سفاسفها وحبب الى عباده الايمان ومن اعظم خصال الايمان ان يكون الانسان في اكمل الاحوال في قوله وعمله ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فليقل خيرا - 00:24:19ضَ
او ليصمت قال رحمه الله ولا يتفلى المحرم ولا يقتل القمل التفلي كانت العرب في القديم بل كان الناس في القديم اه يتركون الشعر ويطول واذا طال الشعر فان الهوام هوام الرأس مثل القمل - 00:24:37ضَ
ونحوها تدخل في الشعر وتؤذي صاحبها لان الازمنة لم يكن مثل الان تتيسر كثير من المطهرات والمنظفات ما كانوا يحلقون الا قليلا ولذلك لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج - 00:25:06ضَ
قال سيماهم التحليق معروف ان النبي صلى الله عليه وسلم لمة الشاهد من هذا ان الشعر اذا طال ودخلته هذه الاهوام يفل الشعر ينظف تؤخذ الشعر وتفرق هذا التفلي ينظف فيها الشعر مما علق به من القمل - 00:25:25ضَ
والصئبان ونحوها من هوام الرأس وهذا وقع للصحابة والاصل في هذه المسألة وما بعدها حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه وارضاه في الصحيحين قال حملت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:25:51ضَ
والقمل يتناثر على وجهي فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال ما كنت ارى ان يبلغ بك الجهد ما ارى ثم امره بحلق رأسه قال امسك نسيكة او اطعم فرقا بين ستة مساكين او صم ثلاثة ايام هذه الفدية - 00:26:08ضَ
هذا الحديث في الحقيقة يلاحظ ان الهوام التي منها القمل كانت في الشعر وهي مؤذية جدا تؤذي الانسان وتؤذي حتى في دمه العلماء اختلفت افهامهم منهم من قال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان بالامكان - 00:26:36ضَ
ان يأمر كعبا ان يفلى له شعره ينظف من القمل بدل ان يحلق ويصبح في هذا ازالة ونقص في موجب للفدية فلو كان التفلي مباحا للمحرم لاذن به النبي صلى الله عليه وسلم - 00:27:03ضَ
ولا دل عليه كعبا او كان الصحابة رضوان الله عليهم يفعلونه ويقرهم النبي صلى الله عليه وسلم ففهم بعض العلماء من هذا النهي عن التفلي. بنوا عليه اه كراهية التفلي والنهي عنه - 00:27:24ضَ
ومنهم من قال ان التفلي ليس النهي ثم اذا قلت انه لا يتفلى لا يخلو من حالتين اما ان يكون السبب راجعا الى الضرر اذا قلت انه لا يتفلى اما ان يكون السبب - 00:27:41ضَ
فيه اه وجود الترفه وحصول الارتفاق واما ان تقول ان التفلي بقتل القمل ممنوع منه فلا يقتل القمل بنت عليها المسألة التي سيذكرها المصنف بعد هذا كله من حديث كعبة كعب رضي الله عنه بن عجرة - 00:27:59ضَ
فلما لم يبين له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولم يأمره بقتل القمل قالوا انه لا يتفلى ولا يقتل القمل هذا بالنسبة للوجه الاول. الوجه الثاني يقول ان كعبا رضي الله عنه فيما يفهم من كلامهم انه - 00:28:20ضَ
يجوز ان يتفلى اه على سبيل الكراهة يكره له ذلك ويجوز له قتل القمل. يعني لو قتل القمل لا بأس ولا حرج عليه في ذلك وكلاهما رواية عن الامام احمد رحمه الله - 00:28:37ضَ
عنه رواية انه يجوز له قتل القمل وعنه رواية انه لا يجوز له قتل القمل الرواية التي فيها المنع هي مذهب الجمهور يقولون بعدم جواز قتل القمل ودليلهم حديث كعب بن عجرة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لكعب رضي الله عنه مع انه قد بلغ به الجهد مبلغه لم يأذن له بقتل القمع - 00:28:54ضَ
ودل على عدم جواز قتل القمع القول الثاني انه يجوز ان يقتل القمل ولا حرج عليه الذين يقولون طبعا هي الرواية الثانية عن الامام احمد الرواية الاولى هي رواية ابن عبد الله المروزي - 00:29:20ضَ
انه لا يتفلى ولا يقتل القمل وهي التي عليها اختار كثير من الائمة ومشى عليها الامام الخراقي في المختصر وتبعه غيره من الائمة اما الذين يقولون يجوز قتل القمل فهم يقولون ان قتل القمل مبني على وجود الضرر - 00:29:37ضَ
لانه مؤذن والقمل ليس بصيد ما حرم الله على المحرم الصيد والقمل ليس بصيد وثانيا ان القمل اذى ويؤذي الدواب سيأتي ان شاء الله المؤذية لا يشترط في اجازة قتل المحرم للمؤذي من الدواب - 00:29:59ضَ
ان ينتظر حتى يؤذيه هذا وجه عند بعض العلماء يعني مثلا لو ان المحرم رأى اسدا او نمرا او فهدا او غيرها من السباع العادية ما نقول له انتظر حتى - 00:30:25ضَ
يهجم عليك فيحل لك قتل يجوز له قتله ولو لم يبادر باذيته وهذه مسألة معروفة عند العلماء لان هذا النوع من العاديات ما يشترط فيه. بعضهم فرق بينها وبين غيرها - 00:30:43ضَ
فقال اذا اذا غلب على الظن اذا اذا كانت يغلب على الظن انها تعدو او من شأنها ان تعدو على الانسان قتلها واما الذي يعدو احيانا ويترك احيانا كالبعوض ونحو ذلك مثل ما معنى القمل ونحوه هذا ما يقتله الا - 00:31:01ضَ
اذا اذاه وايا ما كان سيأتي تفصيل هذا اكثر في الصيد ان شاء الله. وهو من محظورات الاحرام التي ذكرها المصنف رحمه الله. ونبين اصناف الدواء والهوام التي يجوز قتلها والتي لا يجوز قتلها - 00:31:20ضَ
للمحرم هنا بين المصنف رحمه الله انه لا يتفلى ولا يقتل القمل وهي كما ذكرنا الرواية الاولى عن الامام احمد رواها عنه ابنه عبد الله وصاحبه المروزي رحمة الله عليهم ومشى عليها كثير من الائمة واختار الامام - 00:31:35ضَ
وبناء على ذلك عند من يقول انه اه يقتل القمل اللي هي الرواية الثانية مبنى كلامهم مبني على انه ليس بصيد وانه مؤذن انه ليس بصيد وانه مؤذن كيف يجيب المصنف رحمه الله ومن وافقه من الائمة عن هذا الوجه انه ليس بصيد فيجوز قتله الذي هو القمل - 00:31:53ضَ
وايضا هو مؤذي. قالوا انه اه لا لا يقتل القمل ولا يخرجه من رأسه من شعره ولا يتفلى لانه يترفه ويلقي التفث ويقضيه قبل اذن الشرع بقضائه قال تعالى بعد تمام النسك ثم ليقضوا - 00:32:24ضَ
فهذا يقضي التفث قبل اذن الشرع له فاخذوه من باب الترفه لا من باب الاذى ولذلك يقول لا يتفلى ولا يزيل القمل ولا الصئبان عن شعره ويحرم عليه ذلك فاذا قتل القمل هل عليه شيء - 00:32:48ضَ
هناك روايتان الرواية الاولى انه لا شيء عليه انه ليس كما ذكرنا ليس بصيد حتى يكون فيه الجزاء ولا في معناه وانما حصل منه الترفه وهذا الترفه يستغفر ويتوب الله ويتوب الى الله منه. وذهب بعض السلف وبعض الائمة الى انه يتصدق ولو بشيء يسير - 00:33:12ضَ
من طعام هم يرون انه يتصدق ولو بشيء يسير. والحقيقة القول الاول اقوى لانه ليس بصيد ولا في حكم الصيد ولا يجب فيه شيء البتة ولذلك يكفي فيه الاستغفار والتوبة اذا كان يرى تحريم قتله - 00:33:35ضَ
بين المصنف رحمه الله انه لا يتفلى ولا يقتل القمل محل الخلاف اذا كان في الرأس اما لو انه كان على الثوب ونفضه فلا شيء عليه وهكذا لو كان على فراشه جاء القمل على الفراش فنفض الفراش فلا شيء عليه. محله في الجسد لانه حينما يكون متصلا بالرأس - 00:33:54ضَ
فانه يكون من شعث الانسان فلا يزيله الا بعدئذ الشرع بالازالة. اما لو كان على الثوب فهذا ليس بمتصل بالبدن وعليه فانه يجوز له ان ينفظه من ثوبه وهكذا الصئبان ونحوها من هوام الرأس. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لكعب لعل - 00:34:19ضَ
هوام رأسك تؤذيك لعل هوام رأسك تؤذيك وهذا يعني يدل على ان كلها هوان من رأس سواء كانت من القمل او الصيبان ونحية حكمها واحد نعم ويحك رأسه وجسده حكا رفيقا - 00:34:41ضَ
ويحك رأسه وجسده رفيقا اه الجسد لا يجوز ازالة شيء منها لذلك نهي عن قص الشعر طبعا حلق الشعر كما سيأتي في المحظورات وعن تقليم الاظفار هذه كلها من محظورات الاحرام - 00:35:01ضَ
فاذا جاء لرأسه جاءته الحكة او استدعى استدعى رأسه ان يحك فانه يحك حك الرفيقا لان هذا من باب تعاطي الاسباب في الصيانة لانه لو حك حكا شديدا فان هذا مظنة ان يتساقط من الشعر - 00:35:28ضَ
وتحصل ازالة للشعر ولذلك نهي عن ازالة الشعر فينهى عما يفضي الى ازالة الشعر باب تعاطي الاسباب في الصيانة وهو مطالب بالا يحك حكا شديدا لانه اذا حك حكا شديدا فان ذلك مظنة - 00:35:49ضَ
ان يتساقط الشعر او يزول الشعر وهكذا في البدن انه لا يحك حكا شديدا وانما يحك حكا رفيقا. وهذا كله كما ذكرنا لحرمة العبادة ولا يترفه بازالة شيء من بدنه سواء كان في الرأس او كان مثلا في مواطن اخرى من البدن اذا حكها زال شعره - 00:36:10ضَ
من شدة الحك فيترفق. يحك حك الرفيقة رقيقا. نعم قال رحمه الله ولا يلبس القميص ولا السراوين ولا البرنس - 00:36:35ضَ