التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه واستن بسنته الى يوم الدين - 00:00:00ضَ
ما بعد فمن نعم الله عز وجل العظيمة ومن ننه الجليلة الكريمة التي اكرمنا بها ان تمت شروح كتاب العمدة للامام الموفق للامام الحجاوي رحمة الله عليهما ونظرا لان كتاب عمدة الفقه - 00:00:22ضَ
كتاب الزاد كل منهما يعتبر اصلا في الفقه الحنبلي لكنه يمكن ان ينطلق طالب العلم من دراستهما الى التوسع في الفقه ومعرفة ادلته وكذلك ايضا التوسع في مذاهب العلماء رحمهم الله ومعرفة اقوالهم وادلتهم - 00:00:49ضَ
والراجح منها بتوفيق الله عز وجل كنا في السنوات الماضية نعتني بطريقة ريان معنى المتن دون الدخول في التفصيلات في بيان المذهب والعلماء رحمهم الله يؤلفون المختصرات والمتون في المذاهب - 00:01:23ضَ
وسبق ان نبهنا ان هذه المذاهب منسوبة لائمة معتبرين هم اهل للاجتهاد والنظر والاستنباط من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم العلماء رحمهم الله هؤلاء الائمة رحمهم الله - 00:01:47ضَ
يمتاز بما فضلهم الله به من اهلية الاجتهاد وقيض الله لهم اصحابا جمعوا هذه الاجتهادات التي منها ما هو مأخوذ من نص الكتاب او السنة او النظر الصحيح القياس والنظر الصحيح - 00:02:08ضَ
عند دراسة اه اقوال هؤلاء العلماء هي في الاصل دراسة لما استنبط من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وليست دراسة لاقوال مجردة او اراء وكل من درس الفقه - 00:02:31ضَ
فانه اذا انصف ونظر انه يجد ان المذاهب تذكر الاقوال وتذكر ادلتها بغض النظر عن كون هذا الدليل راجحا او مرجوحا حينما يعتني العلماء بالتثبت من قول الامام احمد في المسألة فهم يتثبتون من قول امام امرنا - 00:02:51ضَ
بالرجوع اليه لانه من ائمة الاجتهاد فاذا نظرنا الى قوله وكان الانسان لا يحسن النظر في الدليل اخذ بهذا القول لانه يأخذ بقول امام من ائمة الذكر الذين امر الله بالرجوع اليهم - 00:03:21ضَ
فاذا وسع الله مداركه انتقل الى الدليل واخذ ينظر في دليل هذا القول ولم قال الامام هذا القول وما دليله وما وجه دلالته ثم بعد ذلك طبعا اذا اخذ بهذه المرتبة حتى ولو ادركته منيته ولم ولم يبلغ الاجتهاد - 00:03:41ضَ
فانه سيلقى الله بقول ودليل فيلقى الله بشيء يعتقده بدليل واذا وفقه الله وازداد من العلم والبصيرة نظر في قول من خالفه وما دليله وهل الراجح قول الامام الذي اتبعه او قول من خالفه هذه هي الطريقة التي سار عليها العلماء - 00:04:03ضَ
يذم من الانسان ان يعتقد ان اقوال هؤلاء العلماء هي الحق الذي لا شك فيه ولا مرية ثم يتعصب لها ويرد النصوص الواضحة الجلية المعارضة لهذه الاقوال فهذا مذموم حتى من الائمة انفسهم - 00:04:28ضَ
ولذلك امروا اتباعهم اذا وجدوا قولهم يخالف ما في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ان يأخذوا بما دل عليه دليل الكتاب والسنة لانه هو الاصل ولذلك قال الامام مالك رحمه الله كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر - 00:04:49ضَ
وضرب بيده على قبر النبي على جدار الحجرة لانه كان يدرس في روضة النبي صلى الله عليه وسلم في زمانه وكذلك قال الامام الشافعي رحمه الله اذا صح الحديث فهو مذهبي - 00:05:15ضَ
ممتازة كل امام بميزة في الفهم الاستنباط كنا ندرس كتاب العمدة ولا نعول ولا نعرج على تحقيق المذهب لان هذا تخصص له رجاله وله العلماء الذين يتقنونه ومن درسه فلا شك انه على خير حينما يتثبت - 00:05:31ضَ
ما هو مذهب الامام احمد المسألة او قوله في المسألة. وليس هذا تعصبا كما ذكرنا وانما هو بحث عن قول امام مجتهد معتبر قد كفينا المؤونة في الامام احمد رحمه الله - 00:05:56ضَ
اصحابه الاجلاء من المتقدمين والمتأخرين حرروا قوله وبينوا مذهبه ولذلك هذه المذاهب خدمت وحررت واجهابذة العلماء والائمة بينوا ذلك فكنا لا نعتني بتحرير المذهب لانه يحتاج الى التخصص يأخذ وقتا طويلا فاكتفينا فقط بذكر - 00:06:13ضَ
معنى المتون ثم ذكر الدليل على المسألة وقد نعرج على المسائل الخلافية وبينا سبب ذلك فيما تقدم انه خوف التشويش على طالب العلم في القول الذي يشرح او يبين من المتن اذا كان راجح - 00:06:37ضَ
الطريقة التي سنسير عليها ان شاء الله في كتاب مختصر الامام الخرقي المقصود منها اننا سنسير على الاصل وهو بيان معنى المتن واذا كانت مسألة بينا صورتها وامثلتها والدليل على حكمها - 00:06:55ضَ
لكن الذي سيطرأ ويجد ان هذه المسائل منها ما فيه خلاف بين العلماء رحمهم الله ونظرا الى ان هذا المختصر قد خدمه الامام الموفق ابو محمد عبد الله بن احمد بن قدامة المقدسي رحمه الله في كتابه النفيس - 00:07:20ضَ
المغني سنذكر بعض المسائل ونقرأ من المغنية والمراد من هذه الطريقة الارتقاء الى درجة فهم النصوص ومعرفة مسائل الخلافية كيف يتناولها طالب العلم وكيف يستفيد من هذا الخلاف آآ ونبين اقوال العلماء وادلتهم - 00:07:44ضَ
وفي المغني نكت عظيمة وكثيرة في الفقه فوائد جليلة كل من قرأه ودرسه يدرك ذلك جليا هو كتاب من امام جهبذ اه جمع الله له بين الفقه ودليل الفقه وقد برز رحمه الله في الادلة النقلية وابدع فيها واجاد فقل ان تجد مسألة - 00:08:09ضَ
لقد استوعب ادلتها النقلية وليس المراد الاستيعاب الذي يأتي على الادلة بغض النظر عن كونها صحيحة او ضعيفة ولكنه الاستيعاب الذي يعتني فيه بمهمات الادلة التي انبنى عليها خلاف العلماء رحمهم الله. ثانيا - 00:08:35ضَ
انه يعتني ببيان وجه الدلالة في بعض الادلة وهذا مهم جدا يستفيد طالب العلم في معرفة درجات دلالة الدليل النقلي الكتاب والسنة وقد يناقش الامام الموفق رحمه الله الادلة النقلية من ناحية الثبوت - 00:08:55ضَ
اه اذا كانت من الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم او اثار الصحابة وقد يبين ضعفها فهذه فوائد آآ التعرض لها لا يخلو من فوائد لطالب العلم فهذه - 00:09:14ضَ
المسائل التي يذكرها تكون فيها فوائد كذلك ايضا الادلة العقلية ومن غريب كل من يقرأ كتاب المغني يجد ان الامام الموفق وفق كعادته رحمه الله في الاقيس العقلية وهي تحتاج الى دراسة وحدة لقياس الموجودة في كتاب المغني - 00:09:33ضَ
من انفس ما رأيت في اجادته رحمه الله لصياغة الدليل والحاق النظير بنظيره الحاق المسكوت عنه بالمنطوق به وهذا مهم جدا لطالب العلم لانه اذا عرف اشباه المسائل والحق الفرع بالاصل - 00:09:55ضَ
فان ذلك لا شك انه نعمة من الله عز وجل لا يتقنها كل احد وهو يحسن ايراد الادلة من الاقيسة ويحسن الجواب عنها وكذلك ايضا اه ربما يأتي ببعض النكات واللطائف في الاستحسانات والنظر - 00:10:17ضَ
الذي يذكره في المذاهب على اختلافها نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يجزيه ويجزي علماء المسلمين عنا وعن المسلمين خير الجزاء ونظرا استلم اشتمل عليه هذا الكتاب النفيس العظيم من الفوائد والعلم الكبير حتى قال بعض العلماء - 00:10:37ضَ
انه آآ يموت بامان لو طبع كتاب المغني والمحلى مراده بالمحلى انه جمع اثار الصحابة وفقه السلف رحمهم الله من الاثار المسندة وهو كتاب فقه باسناد في الاثار عن الصحابة - 00:11:00ضَ
والائمة وكذلك ايضا كتاب المغني لاشتماله على الفقه من جهة المعنى والنظر فان شاء الله اذا اردنا نتعرض لما ذكره الامام الموفق فسيكون مسائل منتقاه من المغني واقترح ان يكون طالب العلم ان يحظر معه - 00:11:18ضَ
اه كتاب المغني في كل درس لاحتمال ان تمر بنا مسألة ونتعرض لما ذكره رحمه الله في المسألة نسأل الله بعزته وجلاله ان يلهمنا في جميع ذلك السداد الرشاد وان يلهمنا الصواب - 00:11:41ضَ
وان يعصمنا من الزلل وان يجعل ذلك خالصا لوجهه موجبا لرضوانه انه ولي ذلك والقادر عليه. نعم بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - 00:11:59ضَ
وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد يقول الامام الخرقي رحمه الله تعالى كتاب الحج يقول الامام الخراقي رحمه الله كتاب الحج ذكر هذا الكتاب حقيبة كتاب الصيام وقد تقدم معنا - 00:12:15ضَ
ان العلماء رحمهم الله رتبوا اركان الاسلام في كتب الحديث والفقه على حسب ما ورد في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس - 00:12:37ضَ
شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا تذكروا احكام الصلاة الزكاة ثم الصيام ثم الحج وهذا الذي درج علي اكثر العلماء والائمة - 00:12:57ضَ
ومن اهل العلم من ذكر كتابا الحج بعد الصلاة والزكاة كالامام البخاري رحمه الله وعذره في ذلك كما ذكر بعض العلماء والائمة اه قالوا انه الوعيد الشديد الواردة في ترك الحج. لقوله سبحانه - 00:13:20ضَ
ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين فقالوا لشدة ورود الوعيد في الحج قدمه رحمه الله على كتاب الصوم الامام الخرقي رحمه الله وغيره من الائمة راعوا الترتيب الوارد في حديث عبد الله ابن عمر - 00:13:43ضَ
وهذا كما ذكرنا ان الفقهاء لم يلتزموا لم يلتزموا بالكتاب والسنة في الدلالة وفيما ومعنى الكتاب والسنة والايات والاحاديث وما ورد فيها من مسائل واحكام حتى انتقلوا الى الادب مع هذه النصوص في ترتيب الابواب والمسائل - 00:14:09ضَ
كتاب الحج ذكره رحمه الله عقب كتاب الصوم ولا شك ان ذكر الحج مؤخرا هو الاقوى. والانسب من جهة النقل ومن جهة العقل. اما من جهة النقل فكما ورد في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما. وحديث عمر ابن الخطاب في الصحيحين - 00:14:30ضَ
رضي الله عنه وكذلك حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين كلها ذكرت الحج بعد الصوم واما من جهة النظر فان الصلاة عبادة بدنية والزكاة عبادة مالية - 00:14:52ضَ
وذكرت الصلاة لما ذكرت الزكاة لانها قرينتها في كتاب الله عز وجل ومن هنا كان الانسب تقديم عبادة البدن وهي عبادة الصوم على عبادة الحج الجامعة بين البدن والمال ولذلك تجوز النيابة في الحج ولا تجوز النيابة في الصوم - 00:15:11ضَ
اذا كان فرضا من حيث الاصل العام. والا ففيه تفصيل في صيام الولي عن وليه وقد تقدم معنا في كتاب الصوم لكن من حيث الاصل ان العبادات البدنية مطالب بها المكلف وهي عينية يقصد بها ان يقوم المكلف بعينه يعني بذاته - 00:15:35ضَ
بناء على ذلك لا شك ان تأخير كتاب الحج اقوى لما ذكرناه قوله رحمه الله كتاب الحج في هذا الموضع ساذكر لك جملة من المسائل والاحكام المتعلقة بفريضة الله في فريضة الله في الحج - 00:15:55ضَ
والحج والحج لغتان وورد وردت بها القراءة السبعية والحج بالكسر اكثر وقد جاءت قراءة حفص بالفتح وبالكسر ولله على الناس حج البيت هذا بالكسر واتموا الحج والعمرة لله بالفتح هذا جمع جمعت رواية حفص ما بين لغة الفتح ولغة الكسر - 00:16:15ضَ
وكذلك حج وحجة بالفتح والكسر والفتح اكثر سماعا والحج في لغة العرب معناه القصد عموما وقيل القصد الى الشيء المعظم والفرق بينهما واضح الاول مطلق والثاني مقيد ولا يسمى الحجا - 00:16:50ضَ
القول الثاني الا اذا كان لشيء معظم وقال بعض ائمة اللغة الحج القصد الى الشيء مرة بعد مرة ومنه سميت المحجة. وهي الطريق لان الانسان يقصدها لغايته وقيل انه القصد - 00:17:15ضَ
الى المعظم مرة بعد مرة. وهو القول الرابع ومنه قول المخبل السعدي واشهد من عوف حؤولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المزعفر اصله البدر والقمر اصله القمر المنير والمراد بالزبرقان في البيت - 00:17:41ضَ
الزبرقان آآ التبيبي سيد من سادات بني تميم الزبرقان بن بدر الصحابي الجليل وقد وفد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وولاه النبي صلى الله عليه وسلم صدقات قومه - 00:18:05ضَ
لبث في ذلك الى عهد عمر وكف بصره في اخر حياته رضي الله عنه وارضاه وتوفي في زمن معاوية يحجون يعني يقصدون سب يعني العمامة الزيبرقان اي عمامة الزبيقان المزعفرة كانت شيوخ العرب - 00:18:25ضَ
وساداتها يصبغون العمائم بالزعفران فهذا معنى البيت انه يقال حؤولا كثيرة اي انهم يترددون عليه المرة بعد المرة فهذا الذي جعل بعض ائمة اللغة يقولون الحج هو القصد الى المعظم تكرار القصد الى المعظم - 00:18:48ضَ
وسمي الحج حجا لانه قصد الى شيء معظم وهو البيت الذي جعله الله من شعائره المعظمة يا الحاج اذا حج الى البيت قصده مرة بعد مرة يقصده بطواف القدوم كذلك ايضا - 00:19:09ضَ
اه يقصده بعد ان يذهب الى عرفات ومنى بطواف الافاضة فيزور البيت ويطوف طواف الافاضة ثم يرجع الى منى ويبيت بها فاذا اراد ان يغادر ويحج مظى الى البيت فودعه - 00:19:32ضَ
فهو يقصد البيت في هذه العبادة مرة بعد مرة والبيت معظم فمن هنا ناسب من يسمى هذا بالحج والحج في اصطلاح العلماء المراد به عبادة مخصوصة واصبح علما على هذه العبادة - 00:19:51ضَ
الشرع وبالعرف والطبع فاذا قيل الحج فانه ينصرف الى هذه العبادة وحقيقتها انها قصد مخصوص الى شيء مخصوص في زمان مخصوص في محل مخصوص على صفة مخصوصة فهذا القسط المخصوص لما قالوا قسط مخصوص خرجت الحقيقة - 00:20:16ضَ
اللغوية من العموم الى الخصوص وهذا هو الشأن في الحقائق الشرعية انها اخص من الحقائق اللغوية ويختاره عدد من ائمة الاصول ان الحقيقة الشرعية اخص من الحقيقة اللغوية غالبا والا قد يوجد في بعض - 00:20:45ضَ
الحقائق والمصطلحات الشرعية ان تكون اعم من المصطلح او من الحقيقة اللغوية وقولهم من شخص مخصوص وهو الذي يصح منه الحج ما سيأتي بيانه ان توفرت فيه شروط الصحة اه في زمان مخصوص وهو اشهر الحج - 00:21:05ضَ
قوله تعالى الحج اشهر معلومات الحج اشهر معلومات فدل على ان هذه العبادة لها زمان مخصوص على صفة مخصوصة وهي الشرائط التي ينبغي توفرها الاركان التي ينبغي وجودها في اداء هذه العبادة - 00:21:27ضَ
يشمل ذلك ايضا النية والقصد منهم من يقول بنية مخصوصة اذا في الحج عبادة مخصوصة في زمان مخصوص من شخص مخصوص في زمان مخصوص في محل مخصوص المراد بالمحل المخصوص هو مكة والمشاعر - 00:21:50ضَ
هذا الموضع هو الذي خصه الله بعبادة الحج ولا يصح الحج والقصد الى غيرهما لان الله خصهم بذلك فقال سبحانه واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا فجعلوا الحج الى بيت الله الحرام ولم يجعله الى غيره - 00:22:13ضَ
هذه العبادة عبادة الحج حكمها انها فرض من فرائض الاسلام وهي ركن من اركانه يعني بلغت اعلى درجات الوجوب وهي الركنية ودل على ذلك دليل الكتاب السنة واجماع العلماء واما الدليل على كونها فرضا من كتاب الله - 00:22:33ضَ
وقوله سبحانه وتعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين وجه الدلالة من هذه الاية الكريمة في موضعين الموضع الاول في قوله سبحانه وتعالى ولله على الناس حج البيت - 00:23:02ضَ
فهذه الصيغة صيغة الزام بالله على الناس لانه الزم الناس واوجب عليهم وفرض عليهم ان يحجوا البيت دل على وجوب الحج ولزومه وكذلك قوله تعالى وهو الموضع الثاني قوله تعالى ومن كفر فان الله غني عن العالمين - 00:23:27ضَ
هذا الوعيد الذي ختمت به الاية الكريمة استنبط منه العلماء انه يدل على ان الحج فرض وواجب ان الوعيد في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون الا على ترك واجب او فعل محرم - 00:23:53ضَ
فلما توعد من كفر في هذا الوعيد الشديد دل على وجوب الحج وفرضيته. وليس معنى هذا ان من ترك الحج يعتبر كافرا انما المراد به الاشارة الى ان هذا الامر لازم - 00:24:18ضَ
وان تركه يوجب العقوبة من الله سبحانه وتعالى وليس من شيم المسلم ان يترك ما فرض الله عز وجل عليه وهذا يجعله بعض العلماء في معنى الحديث فليبت ان شاء يهوديا وان شاء نصرانيا - 00:24:40ضَ
قالوا انه في معنى قوله تعالى ومن كفر فان الله غني عن العالمين ومن ائمة التفسير من قال انه اعرض حينما عرض النبي صلى الله عليه وسلم الحج اعرض اليهود - 00:25:00ضَ
والنصارى فقال سبحانه وتعالى ومن كفر فان الله غني عن العالمين وهو قول بعض اصحاب ابن عباس رحمهم الله جميعا اما دليل السنة احاديث صحيحة في الصحيحين وغيرهما هناك ايات اخرى استدل بها على وجوب الحج - 00:25:18ضَ
لكن الحقيقة هذه الاية هي الاساس. هناك قوله تعالى واذن في الناس بالحج. قالوا ان الله خليله ان ينادي في الناس بالحج ثم قال لنبيه ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. فقالوا ان هذا - 00:25:43ضَ
يدل على وجوب الحج فركبوا اية على اية واستنبطوا منه ما وجوب الحج وفرضيته لكن اية ال عمران قوية في الدلالة وكافية الدلالة على فرض الحج ووجوبه واما الاحاديث فمنها ما ثبت في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنهما رضي الله عنه - 00:26:00ضَ
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث سؤال جبريل له عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا - 00:26:23ضَ
قالوا هذا يدل على فرضية فرض الحج ووجوبه كذلك ايضا حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة - 00:26:45ضَ
وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا وكذلك ايضا حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شرائع الاسلام - 00:27:09ضَ
وفيه قوله يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزعم رسولك ان علينا حج البيت من استطاع اليه سبيلا وقال عليه الصلاة والسلام صدق اي صدقة ان عليكم حج البيت من استطاع منكم اليه سبيلا - 00:27:25ضَ
وكذلك ايضا ما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ايها الناس ان الله كتب عليكم الحج فحجوا قوله عليه الصلاة والسلام كتب عليكم الحج - 00:27:45ضَ
كتب بمعنى فرض وقوله فحجوا امر والامر يدل على الوجوب اجتمعت هذه الاحاديث وغيرها للدلالة على ان الحج ركن من اركان الحج فرض لازم من استطاع اليه على من استطاع الى البيت سبيلا - 00:28:04ضَ
وانه في اعلى درجات الفرض والواجب اذ كون آآ وذلك آآ لكونه ركنا من اركان الاسلام وهذه العبادة اه اجمع العلماء رحمهم الله والائمة على انها فرض واجب وانها ركن من اركان الاسلام ان استطاع الى البيت سبيلا - 00:28:23ضَ
وذلك لثبوت الادلة في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على فرض الحج ووجوبه فرض الله الحج كان المقصود الاعظم من الحج هو توحيد الله وافراده بالعبادة - 00:28:48ضَ
ولذلك اول ما يدخل الحاج في نسك الحج يعلن يعلن دخوله بشهادة التوحيد قوله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ولذلك وصف التلبية بكونها متظمنة لشهادة التوحيد لان جابر بن عبدالله رظي الله عنهما كما في صحيح - 00:29:07ضَ
مسلم قال واهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد والمراد بالتوحيد انه قائم على النفي والاثبات انك تقول اشهد ان لا اله الا الله وتثبت لله عز وجل انه الاله - 00:29:31ضَ
وتنفي اه ذلك عن غير الله عز وجل فشهادة التوحيد قائمة على هذين الاصلين وهما اه تضمنتهم التلبية في قوله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك وقيل في معنى لبيك من لب الشيء وخالصه - 00:29:50ضَ
ولب الشيء وخالصه لا يكون خالصا الا اذا صفا من الشوب والمراد بذلك انه يخلص عبادته لله عز وجل وقيل من البى الشيء يلب بالشيء يقابله. داري تلب بدارك اي تقابلها. وتواجهها فهو يقول توجهي - 00:30:10ضَ
اليك يا الله ولذلك عار على المسلم اذا قال لبيك اللهم لبيك ان يوجه وجهه لغير الله بعد ذلك فهذا الشعار العظيم يستفتح به هذه العبادة فما جعل الحج الا من اجل حق الله الذي هو اعظم الحقوق - 00:30:31ضَ
امر الله عز وجل عباده بالحج ليشهدوا المنافع التي اعظمها اه اه اخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وتجريد القصد له سبحانه وتعالى لان الله اغنى عباده عن كل شيء وهو سبحانه الذي آآ تفرد - 00:30:52ضَ
بالالوهية وتفرد بالربوبية وتفرد بالاسماء والصفات وليس له ند ينازعه ولا شبيه يماثله جل جلاله وتقدست اسماؤه ولا اله غيره وشرع في عبادة الحج الصلاة. شرع فيها الطواف بالبيت وشرع بها فيها رمي الجمرات. وشرع فيها السعي بين الصفا والمروة. وكل ذلك من اجل - 00:31:14ضَ
ان يتأصل التوحيد في قلب العبد فلا يقصد الا الله ولا يسأل الا الله ولا يرجو الا الله وفيها الذبح فكما بين الله سبحانه وتعالى يذكر اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام - 00:31:41ضَ
النسك لله وحده لا شريك له كما قال سبحانه قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. وقال سبحانه فصل لربك وانحر فهذا كله من توحيد العبادة. توحيد عبادة من اعظم ما يكون من حقوق الله عز وجل - 00:31:59ضَ
وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل واقوامهم الحج يأصل في العبد التوحيد وارادة وجه الله عز وجل والاخلاص له سبحانه وتعالى ومن وفق للتوحيد فقد وفق الخير الجامع الذي لا خير بعده ولا اعظم منه ولا اجل ولا اكرم منه - 00:32:21ضَ
ومن وفق لتوحيد الله عز وجل فاخلص لله في عبادته وادى حق الله كما امره الله سبحانه وتعالى فقد فاز فوزا عظيما قال صلى الله عليه وسلم الموجبة ان من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة - 00:32:46ضَ
الحج جعل من اجل هذا الاصل كما ورد في الخبر وكذلك ايضا من المنافع التي جعلت في الحج منافع دينية ودنيوية آآ منها ما يكون في شأن المسلم مع اخوانه المسلمين - 00:33:07ضَ
من زيادة اواصر الاخوة والمحبة ذكر العلماء والائمة رحمهم الله ان اخوة الاسلام امرها عظيم وشأنها كريم ولذلك امر المسلم ان يجتمع مع اخوانه في اليوم خمس مرات في حيه ومدينته اه مكانه الذي يسكنه - 00:33:26ضَ
ثم امر ان يجتمع مع اخوانه في بلدته في يوم الجمعة مرة في الاسبوع يجتمع مع اخوانه من المدينة وخارج المدينة في الاعياد مرتين في السنة ثم يجتمع مع اخوانه المسلمين من سائر اقطار الدنيا مرة في العام - 00:33:49ضَ
وهذه هي شريعة الاسلام التي جعل الله فيها التمام والكمال فيها وفي مقاصدها وغاياتها واهدافها وليس هناك شيء اه ينبغي للمسلم ان يعظمه مع اخوانه المسلمين مثل هذه الاخوة الايمانية - 00:34:12ضَ
يستشعرها ويحافظ على حقها وحقوقها ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه المحافظة من الايمان جاءت شرائع الاسلام في العبادات والمعاملات تقوي اواصر الاخوة وهذا ما يحصل في الحج - 00:34:32ضَ
ففي الحج يتراحم المسلمون ويتواصل المسلمون وينظر في هذا الى غالب الازمنة والا فقد تقع في بعض الازمنة امور تختلف فيها الاحوال لكن هذا هو الاصل ان الحج المراد به - 00:34:51ضَ
تواصل المسلمين مع بعضهم وتآلفهم وتآخيهم وكم وقع في اجتماع المسلمين في هذا المكان الطاهر البلد الطاهر من الخيرات والبركات على المؤمنين والمؤمنات فنسأل الله بعزته وجلاله ان يرزقنا الفقه في دينه - 00:35:06ضَ
وان يرزقنا حسن النظر في حكمه وشرعه لان الله بين انه لا احسن منه حكما لقوم يوقنون واليقين هو اعلى درجات الايمان. اسأل الله ان يرزقنا واياكم اليقين الصادق والايمان الكامل - 00:35:26ضَ
فالحديث عن منافع الحج ومصالحه يطول لكن بالمختصر ان الله فرض هذه العبادة لحكم عظيمة واسرار كريمة تكلم العلماء عليها في تفسير ايات الحج في التفاسير وكذلك ايضا في شروح الاحاديث - 00:35:44ضَ
الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل الحج واما بالنسبة للفظائل الخاصة بالعبد نفسه قد جعل الله عز وجل في الحج آآ من الخير والفضل الشيء الكثير - 00:36:02ضَ
من اعظم ذلك ان الله سبحانه وتعالى يغفر للعبد ذنبه كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم - 00:36:18ضَ
ولدته امه وهذا ان دل على شيء فيدل على فضل هذه العبادة ما لها عند الله عز وجل اه وما جعل الله اه لمن قام بحقها وحقوقها من الاجر العظيم والثواب الكريم. يخرج العبد من ذنوبه كيوم ولدته امه - 00:36:36ضَ
بلا ذنب ولا خطيئة يشمل هذا الصغائر والكبائر اما ما كان من الكبائر فيه حق لادمي فهذا بينت النصوص ان حقوق الادميين لابد للانسان ان يطلب فيها السماح او يرد الحق لصاحبه - 00:36:56ضَ
واما بالنسبة لحق الله عز وجل النص في هذا واضح انه اذا حج البيت فلم يرفث ولم يفسق لم يرفث ولم يفسق معناه انه يحافظ على هذه العبادة ويؤديها على الوجه الصحيح لقوله من حج البيت اي حج على الصفة الشرعية - 00:37:15ضَ
فلم يرفث ولم يفسق انه لم يقع في المحظور لا في قوله ولا في عمله وقد بينا المراد بالرفث والفسوق المراد من هذا انه يرجع من ذنوبه كيوم ولدته امه اي كأنه ولد من ساعته - 00:37:36ضَ
وهذا فضل عظيم ولا شك ان دل على شيء فانما يدل على فضل هذه العبادة وانها من الله بمكان وان المؤمن ان المؤمن الموفق ان الحاج الموفق عليه ان يرعى حقها وحقوقها - 00:37:55ضَ
في هذه العبادة جعلها الله عز وجل في زمان مخصوص وذلك في قوله سبحانه واشار الى ذلك بقوله سبحانه الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج - 00:38:11ضَ
وهذه الاشهر هي شوال وذو القعدة وذو الحجة وذو الحجة عشر منها وفصلنا في هذه المسألة وبيناها في مسائل الحج وبين المراد من كون عشر من حجة اه تعتبر زمانا للحج ما لم يطلع اه فجر يوم النحر فيصح اهل - 00:38:30ضَ
الحاج بالحج اذا ادرك الوقوف بعرفة قبل طلوع الفجر من يوم النحر والمصنف رحمه الله ابتدأ بشرائط وجوب الحج وشرائط صحته وشرائط اجزائه واستفتح ذلك وان كان قد آآ درجت عادة العلماء - 00:38:53ضَ
انهم يذكرون حكم الحج اولا يقولون الحج فريضة او حج ركن من اركان الاسلام لكن المصنف الحقيقة جاء بعبارة الشروط وختمها بقوله فقد لزمه الحج فقال رحمه الله قال رحمه الله تعالى ومن ملك زادا وراحلة وهو عاقل بالغ لزمه الحج والعمرة - 00:39:15ضَ
قوله رحمه الله لزمه الحج والعمرة وادخل حكم الحج وشروط الحج في هذه الجملة والعبارة نقف عند هذا الحد الحقيقة تكرر في درس مكة هذه ثالث مرة او رابع مرة - 00:39:40ضَ
وهذا الوضع الحقيقة مؤلم نبهت الاخوان على هذا - 00:40:04ضَ