درس جدة

دروس الأحاديث المختارة في الأحكام رقم الدرس (٣) فضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي

محمد بن محمد المختار الشنقيطي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات - 00:00:01ضَ

في رواية بالنية وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه - 00:00:23ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وخيرة الله من الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه - 00:00:44ضَ

واستن بسنته الى يوم الدين. اما بعد فهذا الحديث حديث امير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين الائمة المهديين رضي الله عنهم وارضاهم والصحابة اجمعين هذا الحديث من اعظم الاحاديث ولذلك بين الامام عبدالرحمن بن مهدي رحمه الله - 00:01:07ضَ

انه ينبغي لكل من يؤلف مؤلف ان يستفتح ابواب كتابه ومؤلفه بهذا الحديث الشريف ولقد عظم العلماء رحمهم الله امره ولذلك استفتح الامام البخاري رحمه الله الجامع الصحيح بهذا الحديث - 00:01:40ضَ

وكذلك ايضا الامام الحافظ عبد الغني ابن سرور المقدسي كما تقدم معنا في شرح العمدة وغيرهم رحمهم الله وافرده الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله برسالة مستقلة شرح شرح فيها هذا الحديث - 00:02:06ضَ

وبين ما فيه من المعاني العظيمة التي اشتمل عليها عظم العلماء شأن هذا الحديث حتى قال بعض اهل العلم هذا الحديث نصف الاسلام وقال بعض العلماء انه الثلث. وقال بعض العلماء ان احاديث النبي صلى الله عليه وسلم تدور على اربعة احاديث - 00:02:30ضَ

هذا الحديث وحديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه وعن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس - 00:02:57ضَ

وحديث ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس وهو حديث ابي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه وارضاه عند ابن ماجة والحاكم وكذلك ايضا الحديث الرابع - 00:03:19ضَ

وهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه عند الترمذي وصححه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ولذلك اشار الطاهر الاشبيلي رحمه الله طاهر بن معرور الاشبيلي الى هذا المعنى فقال - 00:03:42ضَ

عمدة الدين عندنا كلمات اربع من كلام خير البرية اتق الشبهات وازهد ودع ما ليس يعنيك واعملا بنية ومن اهل العلم رحمهم الله من اوصى ان تكون مجالس العلم تستفتح بهذا الحديث - 00:04:05ضَ

والسبب في هذا كله انه اشتمل على اعظم الحقوق واجلها على الاطلاق وهو حق الله سبحانه وتعالى في افراده بالعبادة والاخلاص لوجهه سبحانه وتعالى وهو امر عظيم قامت عليه السماوات والارض - 00:04:28ضَ

ولذلك نبه العلماء رحمهم الله على اهمية هذا الحديث ومن هنا استفتحنا احاديث الاحكام المختارة بهذا الحديث لهذا السبب وهو سبب عام وهناك سبب خاص وهو ان هذا الحديث يدل على اشتراط النية - 00:04:51ضَ

لصحة الطهارة اعني الطهارة من الحدث بنوعيها الوضوء والغسل ونظرا لهذا فمن المناسب ونحن نبتدأ احاديث الاحكام واول احاديث الاحكام احاديث الطهارة لان الله امرنا بالطهارة قبل الصلاة فلذلك من المناسب - 00:05:18ضَ

ان نذكر هذا الحديث لانه يتعلق بالنية والنية تكون قبل الوضوء وقبل الغسل من الجنابة مصاحبة لابتدائه للتفصيل الذي سنذكره ونشير اليه ان شاء الله تعالى في موضعه حديث امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في النية - 00:05:44ضَ

قيل ان له سببا وهو ان احد الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم اجمعين رغب في زواج في الزواج من من احدى الصحابيات وكانت في المدينة وكان الصحابي بمكة فلما ابدى رغبته في نكاحها اشترطت عليه ان يهاجر اليها بالمدينة - 00:06:11ضَ

ثم هاجر هذا الصحابي وهذه القصة رواها السعيد ابن منصور بسند على شرط الشيخين كما اشار الى ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله فهاجر هذا الصحابي ولا يعرف اسمه ولا تضر هذه الجهالة - 00:06:40ضَ

لعدم تأثيرها هاجر الى هذه المرأة فسمي مهاجرا امي قيس وكانت تكنى بهذه الكنية قيل اسمها رضي الله عنها وارضاها فذهب بعض العلماء الى ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب بهذا الحديث - 00:07:02ضَ

في اول مقدمه من المدينة. وهما اشار اليه ابن دحية كما نقله الحافظ ابن حجر رحمهم الله فخطب بهذا الحديث ليبين ان الهجرة عبادة تختلف بحسب اختلاف النية من الناس من ينوي بها العبادة والقربة الى الله عز وجل. ومنهم من ينوي بها غير ذلك - 00:07:29ضَ

كما وقع لمهاجر ابن ام آآ لمهاجر ام قيس ولذلك تعتبر هذه النية نية الهجرة من اجل الزواج من هذه المرأة نية دنيوية ولذلك قال بعض الفضلاء وذم طالب الدنا بالقيس على مهاجر لام قيس - 00:07:56ضَ

وذم طالب الدنى بلقيس اي من يطلب الدنيا ومن يرغب فيها ويترك الاخرة فانه مذموم بالقياس على مهاجر ام قيس والواقع ان مهاجرا من ام قيس فعل المباح انه يباح للانسان ان يهاجر ويسافر - 00:08:21ضَ

من اجل ان يتزوج ويعف نفسه فاذا قصد القربى والطاعة لله عز وجل بنكاحه فان نكاحه يكون عبادة لان المباحات تنقلب الى العبادات بالنية كما هو مقرر عند اهل العلم رحمهم الله - 00:08:43ضَ

فهذه القصة يجعلونها سببا لورود الحديث. وليس هناك ما يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصحابي ولذلك قال بعض العلماء ان قوله عليه الصلاة والسلام فمن كانت ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها - 00:09:03ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد مهاجر ام قيس وانما قصد العموم بقوله فمن كان ومن كانت هجرته الى دنياهم. ومن كانت هجرته الى دنيا هذا عام يصيبها او امرأة يتزوجها هذا فرد من افراد العام - 00:09:29ضَ

وهي نية النكاح والزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالوا ذكر النكاح لان اعظم الفتن التي تركها عليه الصلاة والسلام وليس هناك اعظم منها على الرجال فتنة النساء ولذلك قال كما في الحديث الصحيح ما تركت بعدي فتنة - 00:09:51ضَ

اعظم على الرجال من فتنة النساء ومن هنا قالوا ان ذكر الهجرة الى المرأة ليس المقصود به قصة مهاجر من مهاجر ام قيس وهذا في الحقيقة له وجهه وهو قوي - 00:10:14ضَ

ولا يمتنع ان يكون الحديث قصد ام قيس لكن ليس هناك ما يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم قصده اه ان كان بعض العلماء يقول انه وقع في اول الهجرة اي ان خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث - 00:10:32ضَ

وقعت في اول الهجرة وكون عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما جاء في الرواية الصحيحة يخطب على المنبر بهذا الحديث ولذلك قال الراوي علقمة رحمه الله سمعت عمر ابن الخطاب يخطب - 00:10:50ضَ

وهو على الممأى سمعت عمر ابن الخطاب وهو على المنبر يقول انما الاعمى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات فهذا يدل على عظم امر الحديث ايضا - 00:11:10ضَ

لان الخطب وسواء من النبي صلى الله عليه وسلم او من خلفائه الراشدين رضي الله عنهم وارضاهم اجمعين لا يمكن ان تكون سواء كانت في الجمعة او غير الجمعة لا تكون على المنبر الا لامر عظيم وشأن عظيم - 00:11:24ضَ

وهذا كله يؤكد ما تقدم من اهمية هذا الحديث وعناية السلف الصالح رحمهم الله به يقول رضي الله عنه وارضاه يقول الراوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه هو امير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين - 00:11:44ضَ

الائمة المهديين ابي حفص عمر بن الخطاب ابو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي وقد تقدمت معنا ترجمته في شرح عمدة الاحكام والصحابة الذين تقدمت تراجمهم في شرح عمدة الاحكام - 00:12:06ضَ

سنستغني عن ذكرى الترجمة وتكرارها ويرجع الى الشرح السابق حتى تكون الفائدة اكثر بالتعرظ لما يحتاج الى بيانه من المسائل والاحكام سمعت عمر بن الخطاب السماع شرط من شروط اتصال السند - 00:12:27ضَ

وهو شرط من شروط صحة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بسمع كل راو يتصل اسناده للمصطفى فالمتصل وشرط صحة الرواية اتصال السند ولذلك قال الناظم انه صحيح وهو ما اتصل اسناده ولم يشذ او يعل يرويه عدل ضابط عن مثله معتمد في ضبطه - 00:12:48ضَ

ونقله اه اذا اتصل الحديث بالسماع فقد تحقق فيه الشرط المعتبر للحكم بالصحة وهو اتصال السند سمعت عمر بن الخطاب وهو على المنبر جملة حالية والمنبر من النبر واصله ارتفاع الصوت - 00:13:13ضَ

العلو على المنبر من شأنه ان يمكن المتكلم من ايصال صوته لعدد اكبر من السامعين والمجتمعين ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه - 00:13:38ضَ

لامرأة من الانصار انظري غلامك النجار فليصنع لي اعوادا اكلم عليها الناس وهذا المنبر اذا قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر او الخلفاء الراشدون من بعده رضي الله عنهم اجمعين فالمراد بالمنبر منبر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:58ضَ

فهل فيه للعهد الذهني وهذا هو الغالب ثم العلماء وبعض شراح الحديث يرى انه اذا قال الراوي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر او سمعت عمر ابن الخطاب كما في حديثنا وهو على المنبر - 00:14:23ضَ

الغالب ان يكون في خطبة الجمعة لانه عليه الصلاة والسلام يرقى في خطبة الجمعة المنبر ويعظ الناس ويذكرهم بالله عز وجل ويذكرهم بالله عز وجل ولا يمنع ان يكون كلامه على المنبر في غير الخطبة - 00:14:46ضَ

لانه كان من عادته بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه انه اذا نزل الامر او كان هناك امر يحتاج الى التنبيه عليه المنبر ثم وعظ وذكر به وفي هذا احاديث كثيرة منها حديث ام المؤمنين عائشة - 00:15:08ضَ

رضي الله عنها في الصحيحين في قصة بريرة فانهم لما اشترط عليها اهل بريرة ان يكون الولاء لهم مع ان العتق من عائشة رضي الله عنها قالت رضي الله عنها فرقى المنبر فحمد الله واثنى عليه بما هو اهله ثم قال ما بال اقوام - 00:15:27ضَ

شروطا ليست في كتاب الله الحديث وكذلك ايضا في قصة علي رضي الله عنه لما ارادوا ان ينكحوه ابنة ابي جهل وعتبت فاطمة مع عتبة رضي الله عنها وارضاها على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:15:50ضَ

وحدثت بما يقوله النساء قالت فاخذ رداءه ورقى المنبر ثم قال والله لا اذن والله لا اذن انما فاطمة بضعة مني الحديث فهو عليه الصلاة والسلام يرقى المنبر في غير الجمعة ويخطب عليه - 00:16:12ضَ

كما في قصة الدجال لما رقاه وبين امر الدجال وكذلك آآ في قصة الدجال في صحيح مسلم اه لما اه ذكر له عليه الصلاة والسلام امره وخبره هذه عادة عليه الصلاة والسلام انه يعظ على المنبر في الجمعة وغير الجمعة فيحتمل - 00:16:32ضَ

ان هذا الحديث وقع في الجمعة ويحتمل انه في غير الجمعة الفائدة اذا قلنا ان هذا الحديث ذكره النبي صلى الله عليه وسلم او عمر على المنبر يوم الجمعة يدل على العناية بامر الاخلاص - 00:16:54ضَ

وتذكير الناس بالاخلاص في خطب الجمعة والعناية بهذا الحديث في تنبيه الناس على ارادة وجه الله في الاعمال وان الخطيب ينبغي عليه ان ينبه الناس على حق الله عز وجل - 00:17:12ضَ

ويحملهم على القيام به على الوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالى يقول رضي الله عنه وارضاه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال الصحابي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:31ضَ

معناه انه نفى الواسطة لان الصحابة رضوان الله عليهم يروون الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باحدى طريقتين الطريقة الاولى ان تكون روايته مباشرة فيسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:17:48ضَ

او يراه يفعل فيقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم او رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ لا اشكال الحالة الثانية او الصورة الثانية في الرواية ان يروي عن صحابي غيره - 00:18:09ضَ

اذا روى عن صحابي غيره فانه على احدى طريقتين اما ان يذكر الواسطة واما ان يحذفها ويقول مباشرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لكن ما يقول سمعت انما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:18:26ضَ

لو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل او كان منه كذا وكذا او من شأنه كذا وكذا ففي هذه الحالة اذا اسقط الصحابي فان اسقاط الصحابي لا يظر. لان الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم وارضاهم - 00:18:43ضَ

قد زكاهم الله من فوق سبع سماوات وائتمنهم على دينه وشرعه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فبلغوها للامة على اتم الوجوه واكملها جزاهم الله خير ما جزى صحابيا عن صحبته - 00:19:01ضَ

يا ليتني كنت فردا من صحابته او خادما عنده من اصغر الخدم شرفهم الله بهذا الشرف العظيم وائتمنهم على هذا الدين ولذلك عقيدة اهل السنة والجماعة يذكر فيها حب الصحابة رضوان الله عليهم والترضي عليهم لان هذا من مما يتعلق باصول الدين - 00:19:17ضَ

لانهم هم الذين حفظوا الوحي وهم الذين نقلوه الينا فاذا طعن فيهم فقد طعن في الشريعة ولذلك اسقاط الصحابي لا يضر لانهم مزكون كما قال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان - 00:19:39ضَ

رضي الله عنه فشهد الله من فوق سبع سماوات انه رضي عنهم فهذا من تزكية الله عز وجل لهم وعلى كل فالصحابي اذا روى واسقط الواسطة فان هذا لا يظر من امثلته حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها - 00:20:02ضَ

عنها وارضاها الذي ذكره الامام البخاري في فاتحة كتابه الجامع الصحيح وفيه قالت رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحنث الليالي ذوات العدد بغار حراء فهذا لم تدركه عائشة رضي الله عنها ولم تره - 00:20:23ضَ

وانما تحدث به بواسطة وقد وقع هذا منهم وصرحوا به انهم يحذفون الواسطة وقد يذكرونها كما في صحيح مسلم من حديث حبر الامة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما - 00:20:46ضَ

انه لما حدث بحديث لا ربا الا في النسيئة وحديث انما الربا في النسيئة سئل عن ذلك انه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابو سعيد اشيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لا - 00:21:03ضَ

فانتم اعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولكن حدثني اسامة ولكن حدثني اسامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم ذكر الحديث فهذا يدل على اسقاط الواسطة. وان هذا لا يظر انهم رظي الله عنهم عدول - 00:21:23ضَ

يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها - 00:21:43ضَ

او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه انما اداة حصر وقصر اداة حصر وقصر تفيد اثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه فانت حينما تقول انما الشجاع زيد فقد اثبت الشجاعة لزيد - 00:22:05ضَ

ونفيتها عن غيره فانما اداة حصر وقصر والقصر عند اهل البلاغة تعريفه اثبات الحكم للمذكور ونفيه انه يفيد اثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه وهذا القصر حينما تقصر شيء على شيء وتحصر شيء في شيء - 00:22:30ضَ

اما ان تقصر صفة على موصوف الصفة مثل الشجاعة الكرم الجبن البخل ونحو العلم الجهل. هذه صفات والموصوف هو الشخص فانت تقول انما الشجاع زيد وحينئذ الشجاع صفة وزيد موصوف فاذا قصرت الصفة - 00:22:55ضَ

على الموصوف فهذا يسميه العلماء قصرا حقيقيا واما اذا قصرت الموصوف على الصفة فهذا يسمى قصرا اعتباريا وحكميا اي انه ليس على الحقيقة. لماذا؟ لان كل انسان وشخص فيه اكثر من صفة - 00:23:18ضَ

فاذا حصرته في صفة فانت تحصره من جهة وبقصد معين وباعتبار معين فيقال له القصر الاعتباري او القصر المعنوي او القصر الحكمي تريد به شيئا الله عز وجل يقول لنبيه انما انت نذير - 00:23:39ضَ

وقصر الموصوف وهو النبي صلى الله عليه وسلم على الصفة وهي النذارة فهذا يسمى قصر اعتذاري ولا يسمى قصرا حقيقيا لماذا؟ لانه عليه الصلاة والسلام نذير وبشير وفيه صفات اخر - 00:23:57ضَ

فهذا يسمى قصرا اعتباريا وهنا انما الاعمال بالنيات انما اعتبار الاعمال وصحتها بالنيات جمع نية بالتشديد والتخفيف نية ونية وحكى الامام النووي رحمه الله التخفيف انما الاعمال بالنيات. الاعمال جمع عمل - 00:24:13ضَ

والعمل يشمل ما يكون من الجوارح من القلب ومن الجوارح عمل القلوب تقول من اعمال القلوب الخشية من الله عز وجل والخوف من الله سبحانه وتعالى والايمان بالله سبحانه وتعالى والرجاء فيما عند الله هذه كلها اعمال القلوب - 00:24:39ضَ

وايضا اعمال الجوارح تنقسم الى اقوال وافعال الجوارح اما ان تصدر منها اقوال وهي جارحة اللسان واما ان تصدر منها الافعال كجارحة اليد الاخذ والعطاء الجميع هذه الاعمال اه بين النبي صلى الله عليه وسلم بقوله انما الاعمال - 00:24:59ضَ

بالنيات العموم باعتبار جميع ما يصدر من الانسان موقوف على النية فان كانت نيته صالحة بقصد وجه الله والتقرب الى الله سبحانه وتعالى فانها اعمال تكون صالحة اذا وقعت هذه الاعمال صوابا موافقا - 00:25:28ضَ

لما جاء في دين الله وشرعه فاذا عندنا شيء يتعلق بباطن الانسان وهو النية وعندنا شيء يتعلق بظاهره وهو الاقوال والاعمال وما يصدر منه فهذه الاقوال والاعمال اعتبارها موقوف على النية - 00:25:55ضَ

فاذا كانت النية الصالحة فقد تحقق شرط صلاح العمل ويبقى الشرط الثاني وهو موافقة العمل لشرع الله قد اشار الله الى هذين الشرطين بقوله جل شأنه تقدست اسماؤه فمن كان يرجو لقاء ربه - 00:26:16ضَ

فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا اشترط امرين الامر الاول الاخلاص لوجهه ولا يشرك بعبادة ربه احدا والامر الثاني فليعمل عملا صالحا ولا يكون العمل صالحا الا اذا كان موافقا لشرع الله سبحانه وتعالى - 00:26:36ضَ

وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان اعتبار الاعمال بالنية. ولذلك اخذ العلماء من هذه الجملة القاعدة الشرعية التي هي احدى القواعد الخمس التي انبنى عليها الفقه الاسلامي ويقولون انبنى عليه الفقه الاسلامي على ان كثير من المسائل - 00:26:59ضَ

والاحكام تفرعت عن هذه القاعدة القاعدة تقول الامور بمقاصدها. وبعضهم يقول الاعمال بالنيات الامور بمقاصدها احدى القواعد الخمس والقواعد الخمس هي هذه القاعدة ثم القاعدة الثانية اليقين لا يزال بالشك - 00:27:24ضَ

او لا يزول بالشك على الوجهين والثالثة الضرر يزال والرابعة المشقة تجلب التيسير والخامسة العادة محكمة هذه خمس قواعد ان بنت عليها كثير من مسائل الشريعة وتفرعت عليها وقاعدتنا متعلقة بالمقاصد - 00:27:47ضَ

والمقاصد علم عظيم اعتنى به الائمة رحمهم الله هذا العلم من افضل من تكلم عليه من جهابذة العلماء الامام الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات القسم الثاني من الجزء الاول منه - 00:28:12ضَ

تكلم على هذه القاعدة انما الاعمال بالنيات الامور بمقاصدها وتكلم على جانبين اولا قصد الشارع والثاني قصد المكلف قصد الشارع الشارع يقصد من المكلفين بالتشريع الذي وضعه الله في وبينه لعباده في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة - 00:28:36ضَ

السلام قصد ان يحفظ عليهم دينهم من الشرك ومن البدع ومن الضلالات وان يحفظ عليهم اعراضهم وان يحفظ عليهم عقولهم من المفسدات كالمسكرات ونحوها من الخمر ونحوها ويحفظ عليهم اعراضهم آآ من الزنا وآآ ما امثاله من فواحش الظاهرة والباطنة - 00:28:58ضَ

وكذلك يحفظ عليهم اموالهم فهذه كلها كليات مقصودة في التشريع فتجد تشريع يدور على هذه الامور حفظها ورعايتها انتظام المصالح بجلب المصالح ودرء المفاسد ايضا مبني على ذلك ولذلك قرر الائمة هذا في كتبهم في كتب الاصول واشار اليه الغزالي في المستشفى وغيره - 00:29:24ضَ

فهذه مقاصد الشرع وهناك قصدا مكلف قصد المكلف ان يكون موافقا لقصد الشارع لا يقصد ولا ينوي شيئا الا موافقا للشرع ولا يخالف الشرع في نيته ولذلك قال صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك - 00:29:55ضَ

من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ولذلك سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل للمغنم اي ذلك؟ قيل يا رسول الله اي ذلك في سبيل الله؟ فقال بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو - 00:30:25ضَ

في سبيل الله فاذا عندنا قسط من المكلف وعندنا قسط من الشارع مقاصد المكلفين بين النبي صلى الله عليه وسلم هذه القاعدة قاعدة الامور بمقاصدها يعني اننا نحكم على ما يكون من المكلف - 00:30:50ضَ

تبعا لنيته ان كان نوى التقرب الى الله فهذا قربة وطاعة واذا نوى غير ذلك فهو بحسب نيته الامر الثاني ان النية مطلوبة ومرادة من الشرع لتمييز العبادات عن العادات - 00:31:08ضَ

وتمييز العبادات نفسها بعضها عن بعض. فعندنا نوعان من التمييز التمييز الاول ان تميز بين العادة والعبادة. مثلا الانسان قد يغتسل وهو يريد النظافة وقد يغتسل وهو يريد ان يتبرد في الصيف - 00:31:30ضَ

وقد يغتسل وهو يريد الطهارة فاذا عندنا نية العبادة الطهارة ورفع الحدث وعندنا نية العادة الذي هو مثل التبرد ومثل النظافة فحينئذ لا تتميز هذه المقاصد الا بالنية هذا العمل هو العمل واحد - 00:31:48ضَ

ولكنه يتميز بالنية. فاما ان يكون مرادا به العادة واما ان يراد به العبادة ولذلك ننبه الشخص يأتي يريد ان يغتسل من الجنابة يدخل الى مكان الاغتسال ثم يصب الماء على جسده ولا يستحضر انه ينوي رفع - 00:32:17ضَ

الحدث هذا امر مهم جدا ينبغي ان تكون النية مقارنة لاول العمل. بداية الغسل تكون نيته لرفع الحدث كما نبهنا عليه فاذا النيات تميز الاعمال. تميز ما بين العبادات والعادات - 00:32:35ضَ

طيب اذا كان عرفنا ان الغسل يقع عادة ويقع عبادة ايضا اذا وقع عبادة يحتاج الى تمييز لان عندنا غسل حدث الجنابة وعندنا غسل لرفع حيض النفاس وعندما غسل لرفع حدث الحيض - 00:32:55ضَ

المرأة مثلا اذا دخلت لكي تغتسل فانها وهي تريد العبادة وهي الغسل اما ان تنوي رفع الحدث الاكبر من جنابة او حيض او نفاس لا يميز هذه الثلاثة الامور الا ماذا؟ الا النية - 00:33:17ضَ

فاذا النية تميز العبادات طيب حينما يأتي الانسان وينظر الى العبادات كالصلاة الصلاة هناك صلاة فريضة ونافلة اليس كل مصل يأتي مباشرة ويصلي عندما يصلي فيميز مع انه ينوي العبادة - 00:33:37ضَ

انه لابد ان يميز هذه العبادة. هل يصلي فرضا الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء او يصلي نفلا كسنة الظهر فاذا لابد ان يميز ولا يحصل هذا التمييز الا بالنية ثم ايضا اذا نوى نافلة - 00:34:01ضَ

هل ينوي سنة الظهر القبلية او البعدية هل ينوي صلاة الاستخارة هل يملي ركعتي الوضوء اذا النوافل نفسها ايضا تحتاج الى تمييز فهذا كله يفتقر الى نية تميز. ومن هنا - 00:34:22ضَ

حينما يقال انما الاعمال بالنيات ان نحتاج الى تمييز العبادات عن العادات بالنية. ونحتاج الى تمييز العبادات نفسها بالنية ولذلك قال صلى الله عليه وسلم بعد هذه الجملة وانما لكل امرئ ما نوى - 00:34:43ضَ

وانما لكل امرئ ما نوى. فالجملة الاولى غير الجملة الثانية. وهذا اصح قولي العلماء هناك من قال الجملة الثانية تؤكد معنى الجملة الاولى. يعني انما لكل امرئ ما نوى بمعنى قوله انما الاعمال بالنيات - 00:35:03ضَ

وهو ما يفهم من كلام القرطبي رحمه الله في شرحه على المفهم ولكن كثير من اهل العلم وهو الذي يترجح والعلم عند الله ان الجملة الثانية غير الأولى لماذا؟ اولا القاعدة ان التأسيس مقدم على التأكيد - 00:35:20ضَ

ان التأسيس مقدم على التأكيد. ما معنى قولهم ان التأسيس مقدم على او اولى من التوكيد التوكيد تكرار للفظ وتكرار للمعنى اذا كان توكيدا لفظيا او توكيدا معنويا حينما نقول ان الشارع - 00:35:39ضَ

قصد معنى جديدا هذا تأسيس الاصل في كلام الشارع ان نحمله على المعنى الجديد. ولا نحمله على التكرار لانه حينما يقول الامر في المرة الاولى فحينئذ حصل البلاغ وحصل الاعلام المكلف - 00:36:00ضَ

اذا جيت تقول اريد ان اؤكد فانت ليس هناك الا انك تريد ان تؤكد على السامع ليس هناك معنى جديدا في المضمون ومن هنا عند العلماء الاصل وهو ان التوكيد - 00:36:19ضَ

مقدم وبعضهم يقول اولى ان التأسيس اولى من التأكيد التوكيد وعليه فاننا نقول الجملة الثانية مؤسسة بمعنى جديد وهو ان من نوى شيئا كان له ومن لم ينوه لم يكن له - 00:36:35ضَ

وهذا معنى قوله وانما لكل امرئ ما نوى ومعنى ان من نوى شيئا كان له ومن لم ينوه لم يكن له اه ان من نوى شيئا كان له هذا منطوق النص انما لكل امرئ ما نوى - 00:36:55ضَ

وان من لم ينوه لم يكن له هذا مفهوم وهذا احد الوجهين عند العلماء وقيل ان نفس انما لكل امرئ ما نوى تدل بمنطوقها على المعنيين وعلى كل حال انما الاعمال بالنيات - 00:37:13ضَ

دلت على طلب الاخلاص النية في ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى وعبارة جملة انما لكل امرئ ما نوى بينت ان من نوى شيئا كان له ومن لم ينوي شيئا لم يكن له وعليه - 00:37:30ضَ

فلو كانت عليه صلاة فانه لا يكفي ان ينوي مطلق كونها فائتة مثلا فاتته صلاة العصر استيقظ بعد غروب الشمس او فاتت صلاة الفجر واستيقظ بعد طلوع الشمس فانه لا يكفي ان اقول اصلي فائتة - 00:37:50ضَ

وانما يميزها ويبين انها الفجر. وانها العصر وانها الظهر فهذا لابد منه. قال بعض العلماء قد لا يلزم في حال ما اذا كانت فائتة واحدة ويلزم اذا كانت اكثر من فائتة - 00:38:15ضَ

وهذا مبني على على قضية منها ان المحل اذا لم يسع الغير فحين اذ يتعين صرفه لذلك ولذلك قالوا من نوى النفل في رمضان انقلب نفله الى فرض ولم يصح منه رمظان - 00:38:35ضَ

وعلى كل حال هذه الجملة ما اختاره المحققون وما لا اليه الحافظ ابن حجر رحمه الله وغيره وهو اختيار الامام النووي من قبله ايضا على ان هذه الجملة مؤسسة وان المراد منها ان من نوى شيئا كان له ومن لم يمنيه لم يكن له. فلو ان - 00:38:53ضَ

شخصا وجبت عليه الزكاة في ماله فدفع هذه الزكاة عشرة الاف ريال فدفع العشرة الاف ريال لشخص فاننا نقول ان نويت بها زكاة كانت زكاة وان نويت بها برا وصلة كانت برا وصلة مثل ان يكون هذا الشخص الظعيف اخا له او ذا رحم منه - 00:39:10ضَ

او قريبا وان نويت بها مطلق الصدقة بان يكون غريبا عنه فنوى ان يتصدق عليه صدقة عامة فمن نوى شيئا كان له من كانت وانما لكل امرئ ما نوى فاذا نوى الزكاة فهي زكاة - 00:39:39ضَ

وان نوى بها الصدقة المطلقة كانت صدقة مطلقة. وان نوى بها صلة الرحم كانت صلة رحم وقد يكون في النية في قوله عليه الصلاة والسلام وانما لكل امرئ ما نوى - 00:39:56ضَ

يشير الى سعة كرم الله وجوده فان العمل الصالح الواحد قد تنوي به اكثر من نية وتثاب به باكثر من ثواب ولذلك لو ان شخصا اعطى قريبا له مبلغا من المال - 00:40:09ضَ

وهذا القريب وصاه عليه ابوه ابن عمه قال له اوصيك بابن عمك خيرا لما اعطاه المال نوى ان يبر والده وان ينفذ وصية والده وان يتصدق وان يصل الرحم وهذي اربع جهات يؤجر عليها - 00:40:33ضَ

يؤجر كبار لوالديه يؤجر في تنفيذ وصية الوالد وانفاذ عهده من بعد موته خاصة اذا مات ويؤجر بالصدقة نفسها ما جعل الله عليها من ثواب ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ان لك على ربك ما اشترطت - 00:41:02ضَ

والنية امرها عظيم وواسع حتى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبرنا في الحديث الصحيح الذي هو من اعظم الاحاديث التي تدل على كرم الله وجوده سبحانه وتعالى انما الدنيا لاربعة نفر حديث رواه الامام احمد - 00:41:23ضَ

الترمذي وصححه وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الدنيا لاربعة نفر رجل اعطاه الله علما ومالا فهو يعلم الناس وينفق من ماله اناء الليل واناء النهار فهو بخير المنازل عند الله. نسأل الله ان يبلغنا ذلك - 00:41:43ضَ

وان يجعلنا من اهله ورجل اعطاه الله علما ولم يعطه مالا وهو يقول لو ان عندي مثل مالي فلان لعملت عمله وهما في الاجر سواء هذا بنيته وهذا بعمله فانظر رحمك الله حينما ترى انسان يعلم الناس الخير - 00:42:04ضَ

او ترى داعية يدعو الناس يخرج الى المناطق التي فيها جهلة يعلمهم او فيها اناس ضالون يرشدهم وحيارى يدلهم على صراط الله فتقول لو ان عندي من الوقت وعندي من العلم مثل ما لفلان لعملت عمله بلغك الله اجره - 00:42:29ضَ

بهذه النية الصالحة لانه لا يحب الاعمال الصالحة الا صالح ولا يتمناها الا عبد فيه خير. جعلنا الله واياكم ذلك الرجل تجد نفوس المؤمنين رقيقة وسهلا واناس يدخلون الجنة قلوبهم كافئدة الطير. وقلوب المؤمنين رقيقة - 00:42:50ضَ

اذا سمعت باي خير اليه واشتاقت له فمن كرم اكرم الاكرمين سبحانه وتعالى ومن جوده واحسانه وبره وسعة رحمته التي وسعت كل شيء انه يبلغ العبد بالنية ما لا يبلغه بعمله - 00:43:10ضَ

وهذا الذي جعل بعظ العلماء يفرق بين العزم والقصد ما شار اليه الامام ابن القيم في بدائع الفوائد ان العزم يكون لما تستطيعه. تستطيعه والقصد اه يكون الشيء الذي تستطيع والذي لا تستطيع تنويه. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم هذا الرجل ليس عنده مال - 00:43:26ضَ

تعزم على شيء بيدك وبامكانك وبقدرتك ان تفعله او تأتيه لكن حينما تنوي وتقصد فانك اعم من ذلك واشمل من ذلك وهذا من كرم الله سبحانه وتعالى وجوده قوله عليه الصلاة والسلام وانما لكل امرئ ما نوى حتى ولو نوى الخير - 00:43:50ضَ

ولو كان هذا الخير لعلماء وائمة ودواوين علم فانه يبلغ مثل اجورهم سواء كانوا امواتا او احياء والعكس والعياذ بالله لو ان رجلا قوله عليه الصلاة والسلام انما لكل امرئ ما نوى - 00:44:12ضَ

لو ان رجلا نوى نية السوء رأى والعياذ بالله شخصا قاطعا للرحم او عاقا لوالديه او رجل يظلم الناس ويؤذيهم ويضرهم يقول لو ان عندي من السلطة والقوة مثل ما عند فلان - 00:44:30ضَ

لعملت عمله فهما في الوزر سواء والعياذ بالله هذا بعمله وهذا بنيته ولو رأى شخصا والعياذ بالله يدعو الى الحرام او يدعو الى السوء فتمنى انه يفعل فعله فانهما في الوزر سواء هذا بعمله وهذا بنيته كما - 00:44:50ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم فهذا اصل بينه النبي صلى الله عليه وسلم لكي يحذر من اعمال القلوب وانه ينبغي للانسان ان يحفظ قلبه عن نية السوء ان من نوى شيئا كان له - 00:45:10ضَ

سواء كانت نيته في الخير او كانت نيته الشر ولذلك قالوا نية المؤمن خير من عمله. نية المؤمن خير منه انه يفعل انه ينوي بقلبه ما لا يستطيع ان يفعله - 00:45:28ضَ

بجوارحه وهذا امر في الشر شر وفي الخير خير يقول عليه الصلاة والسلام فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها ويتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه هذا ضرب مثال - 00:45:43ضَ

وفيه دليل على انه يستحب بيان الاحكام بالامثلة انه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وضرب الله الامثال في القرآن فعلم سبحانه وفهم وضرب الامثال حتى ضرب المثل بالبعوضة وضرب المثل - 00:46:08ضَ

بابي اشرف الاشياء وباخبثها كل ذلك لكي يدكر المدكرون ويتعظ المتعظون ويكون في ذلك بيانا لما يقصده المتكلم في المثال يبين ما يقصده المتكلم وقد يمثل للخير وقد يمثل للشر - 00:46:28ضَ

في هذا اعتنى النبي لهذا اعتنى النبي صلى الله عليه وسلم ببيان احوال الناس فقال عليه الصلاة والسلام فمن كانت هجرته الهجرة مأخوذة من الهجر والهجر في لغة العرب الترك للشيء - 00:46:54ضَ

يقال هجر المكان اذا ترك القعود فيه والمرور او الجلوس او المرور عليه الهجر هو الترك والهجرة الانتقال من مكان الى مكان لكنها في عرف الشرع الانتقال من بلد الكفر الى بلد - 00:47:19ضَ

الاسلام فان المسلم قد يكون في بلد لا يستطيع ان يقيم فيه شعائر دينه ولا يقيم حقوق الله عز وجل كالصلاة ونحوها فحينئذ يهاجر كما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر الصحابة رضوان الله عليهم - 00:47:38ضَ

منبع رضي الله عنهم معه في زمانه وكذلك ايضا الهجرة باقية الى قيام الساعة كما في الحديث الصحيح في مسند الامام احمد لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها - 00:48:00ضَ

الهجرة مصطلح في الشريعة اه قد يراد به انواع من الهجر فهي عامة وخاصة الخاص منها اولا هجرة الحبشة وهي التي تسمى الهجرة الاولى ثم الهجرة الى المدينة من مكة الى المدينة - 00:48:20ضَ

ثم النوع الثالث وهو هجرة الوفود. وكانت بعد فتح مكة والنوع الرابع الهجرة عامة الباقية الى طلوع الشمس من مغربها فاما الهجرة من مكة الى المدينة فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها انقطعت بفتح مكة - 00:48:41ضَ

كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الغد من يوم الفتح فتح مكة وقال لا هجرة بعد الفتح - 00:49:04ضَ

من مكة الى المدينة وليس المراد بقول لا هجرة العموم وهذا لدليلين الاول من داخل الخطبة اللي هو من نفس الحديث والنص والثاني من خارجه فقولنا هجرة الاصل العموم لانه نفي - 00:49:18ضَ

في سياق ماذا؟ النكرة في سياق النفي تفيد العموم لكن قلنا انها خاصة لقوله بعد الفتح فهمنا انه من مكة للفتح فتح مكة والف الفتح للعهد الذهني فلما قال عليه الصلاة والسلام لا هجرة بعد الفتح الى هجرة من مكة الى المدينة لان بعض الصحابة لما فتحت مكة اراد ان يهاجر الى المدينة - 00:49:40ضَ

فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان مكة اصبحت دار اسلام. وان من انتقل من مكة بعد فتحها الى المدينة لم يكن مهاجرا فهذا وجه التنبيه فهذا ما يقال قرينة في الحديث تدل على ارادة الخصوص - 00:50:07ضَ

اما الدليل الثاني العام وهو عموم قوله عليه الصلاة والسلام لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة وحينئذ يصرف النص من ظاهره الراجح الى معناه المرجوح وهو ما يسمى عند الاصوليين بالتأويل - 00:50:24ضَ

من دليل خارجي هذا قوله عليه الصلاة والسلام لا تنقطع الهجرة هذا خبر متضمن حكم شرعي والقاعدة ان الاخبار لا يدخلها النسخ هذا باقي محكم وعليه الهجرة على هذه الانواع - 00:50:40ضَ

الهجرة هجرة الحبشة الاولى وهي الهجرة الاولى والثانية هجرة هجرة من مكة الى المدينة وفي قوله لا هجرة بعد الفتح قالوا فيه بشارة بان مكة ستبقى دار اسلام الى قيام الساعة - 00:50:59ضَ

ويؤكد هذا قوله عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليأرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها. فمكة والمدينة اه الباقي فيها الاسلام الى قيام الساعة كما يفهم من الخبرين وفي قوله عليه الصلاة والسلام - 00:51:15ضَ

من كانت هجرته الى الله ورسوله قصدا الهجرة الى الله ورسوله ثوابا فمن نوى في هجرته وانتقاله من بلد الاسلام بلد الكفر الى بلد الاسلام الله ومناصرة رسوله ودينه وشرعه - 00:51:35ضَ

سبحانه وتعالى فان هجرته تقع يقع ثوابها على الله واجرها على الله سبحانه وتعالى لانه قصد التقرب الى الله سبحانه وتعالى. فهذا كمثال يقاس عليه كل شيء من الاقوال والاعمال ان من تكلم لله وكانت نيته وجه الله وقال صوابا فثوابه على الله - 00:51:56ضَ

واجره على الله وهكذا من كتب وهكذا من عمل اي عمل من الاعمال وكان صوابا وقصد به وجه الله فان ثوابه على الله سبحانه وتعالى. فهو الذي يتولى جزاءه وقد قال سبحانه وتعالى اني لا اضيع عمل عامل منكم - 00:52:21ضَ

ولا اوفى من الله سبحانه وتعالى في جزاءه وعطائه سبحانه وتعالى فهذه الجملة فيها بيان بالمثال ان النبي صلى الله عليه وسلم ظرب المثال الى اختلاف النيات وابتدأ بنية الاخرة وقدمها على نية الدنيا - 00:52:43ضَ

بداية بالاشرف اشرف المقصودين الاسرى في ارادة وجه الله ثم قالوا من كانت هجرته الى دنيا يصيبها هجرته الى دنيا يصيبها يسافر ويهاجر من اجر التجارة من اجل المال علم ان في ارض ان في المدينة الفلانية او البلدة الفلانية - 00:53:05ضَ

ارض رخيصة ويريد ان يشتريها وانه اذا اشتراها ربح وفيها ارض رخيصة ويريد ان يشتريها ليسكنها ليبني فيها ويسكن. فهو يريد ماذا الدنيا دنيا يصيبها هذا من المباح انه اذا كان من المباح - 00:53:27ضَ

فهو ونيته لكنه لا يكون عمله قربة لله عز وجل انه لم يقصد وجه الله سبحانه وتعالى ولم يطلب ثوابا من الله عز وجل من كانت هجرته الى دنيا يصيبها - 00:53:44ضَ

من مال وسواء كان العقار او منقول او امرأة ينكحها او يتزوجها يقول عليه الصلاة والسلام امرأة فخص المرأة كما تقدم من اهل العلم من قال لانها سبب ورود الحديث - 00:53:58ضَ

والثاني وهو احد الوجهين والثاني انه ذكره كمثال لانها من اعظم الفتن التي تتعلق بها القلوب فتنة النساء وفتنة المال وهي المزينة فتنة مزينة للناس زين الناس حب الشهوات فهي من الشهوات المزينة - 00:54:14ضَ

وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الوجه الثاني لعظيم الفتنة فيها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه. من هاجر الى امرأة ليتزوجها اه النبي صلى الله عليه وسلم قصد العموم من حيث الاصل العام انه يهاجر من اجل الزواج - 00:54:34ضَ

سعادة اما لو انه هاجر من اجل الزواج طلبا للعفة وان يعف نفسه او يعف هذه المرأة عن الحرام او يريد ذرية صالحة او نحو ذلك من النيات الصالحة فحينئذ ينقلب نكاحه من العادة - 00:54:55ضَ

الى العبادة النبي صلى الله عليه وسلم يقصد الاصل العام ولا يقصد ان كل من هاجر بالزواج انه لا يكون زواجه قربة وطاعة الزواج يكون قربة وطاعة اذا قصد الانسان به - 00:55:13ضَ

ما يرضي الله عز وجل مما ذكرناه ان يعف نفسه عن الحرام ان يعف نفسه ويعف اهله فيؤجر من الوجهين. ان يعف نفسه ويعف اهله وتكون له ذرية صالحة. يكتب الله له اجر هذه الذرية الى قيام - 00:55:30ضَ

الساعة لو ان هناكح امرأة وهو يريد منها ذرية صالحة تعمر الكون ويكفر بها سواد امة محمد صلى الله عليه وسلم. كما ورد في الحديث يؤجر على ذلك ويؤجر على جميع ما يترتب على هذا النكاح - 00:55:44ضَ

بمجرد ان يبني بهذا النكاح ما يرضي الله سبحانه وتعالى جميع ما يكون في هذا النكاح. من البلاء ومن الضيق ومن الفتن ومن كله يكتب في ميزان حسناته لانه نوى نية صالحة - 00:56:01ضَ

والله سبحانه وتعالى لا يظيع اجر من احسن عملا. وان شاء الله سنكمل الحديث على بقية المسائل. التي اشتمل عليها هذا حديث واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين - 00:56:15ضَ