الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسألوا الله جل وعلا ان يستعمل الجميع في طاعته وان يبارك لنا ولكم في كتابه العظيم وبعد فان - 00:00:25
لا زلنا في سياق ايات سورة الانبياء حيث ذكرنا قصص عدد من انبياء الله عليهم السلام في ما ذكر في هذه السورة العظيمة فقد ذكر الله جل وعلا ما تفضل به على عدد من انبيائه عليهم السلام من انواع - 00:01:34
النعم وكان الجامع بين هؤلاء الانبياء في ذكرهم في هذه السورة اولا ما لديهم من عبودية لله عز وجل سواء بعبادة الصبر او بعبادة الشكر وكذلك ما في هذه الايات من - 00:01:59
التجاء انبياء الله عليهم السلام. وندائهم لرب العزة والجلال وما في هذه الايات من ما كتبه الله من النجاة لانبياء الله عليهم السلام في هذا اليوم نبتدأ بتفسير عدد من ايات سورة الانبياء من الاية السابعة والثمانين الى - 00:02:28
اية الخامسة والتسعين يقول جل وعلا وذا النون اي اذكر ذا النون اذ اشاد الله جل وعلا به وبذكره وعرف بدعوته فقال اذ ذهب مغاضبا اي ترك قومه وذلك انه دعا قومه الى التوحيد - 00:02:57
والى افراد الله جل وعلا بالعبادة فلم يستجيبوا له فظن ان بقاءه لديهم لا يجدي شيئا. ولذا تركهم بدون ان يأخذ الاذن من الله جل وعلا. لانه قد ايس من ان يهتدوا - 00:03:26
فذهب وترك قومه مغاضبا اي انه قد اشتد به الغضب والحنق على قومه حيث ايس منهم فانهم قد سخروا منه واستهزأوا به وكذبوه في دعوته فتركهم قال جل وعلا فظن ان لن نقدر عليه - 00:03:47
قيل بانه ظن ان لن يظيق الله عليه حينما يترك قومه لان معنى التقدير التظييق كما في قوله جل وعلا بما يذكر من امور الرزق قال ويقدر لمن لمن يشاء. وقال بعضهم بان هذا مجرد هاجس - 00:04:12
ورد على ذهنه لكنه لم يستقر في ذهنه فركب في السفينة مع قوم فهاجت بهم الريح فاحتاجوا الى ان يلقوا بعض ما فيها من اجل ان تستقر سكينة سفينتهم فظربوا القرعة فظربت عليه ووقعت عليه مرارا فالقوه - 00:04:43
وحينئذ التقمه الحوت دخل في جوف الحوت فنادى في الظلمات اي توجه بالدعاء الشديد الذي يدل على رغبة صادقة كانه بمثابة النداء. فنادى في الظلمات فانه قد اجتمعت عليه ظلمات متعددة. فاولها ظلمة الليل - 00:05:12
وثانيها ظلمة البحر وثالثها ظلمة بطن الحوت مع ما كان في ذلك الوقت من ريح شديدة هبت عليه فنادى ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فافرد الله بالعبودية والالوهية. فقال لا اله الا انت ينادي رب العزة والجلال. سبحانك - 00:05:43
اينزهك من الظنون الكاذبة؟ وانزهك من ان تعصى وانزهك من ان تكون ممن لا يتصف بصفات الجلال. اني كنت من الظالمين اي يقر على نفسه بانه قد ظلمها بتركه الاستمرار في دعوة قومه الى الله - 00:06:14
لو على وحينئذ استجاب الله له نجاه من الظلمات التي وقع فيها. فاجاب الله دعاءه واخرجه من بطن الحوت وانجاه من الغم حيث ان الغم الذي حصل عليه لانه ظن ان غضب الله عليه اشد فاغتم لذلك - 00:06:44
كان الغم الناتج عن هذا اعظم من المصيبة والكرب الذي وقع فيه قال تعالى وكذلك ننجي المؤمنين. اي هذه طريقتنا وسنتنا الكونية الماضية انه جل وعلى ينجي اهل الايمان من المصائب والكروب التي تقع عليهم - 00:07:15
وقيل بان المراد بهذا ان من وقع في كرب في كرب فعليه ان يدعو بدعاء تونس ذا النون والنون هو الحوت سمي سمي يونس عليه السلام بهذا الاسم لكوني لكونه قد التقمه - 00:07:44
وهكذا سنة الله في الكون انه ينجي اولياءه المؤمنين. قد يحدث لهم في اول الامر ما يحدث من التضييق والتشديد لكن العاقبة تكون لهم والنجاة تكون من نصيبهم قال تعالى وزكريا - 00:08:11
اي واذكر زكريا الذي نشيد به ونشيد بذكره ونذكر ما اتاه الله من رشده ومن الحكم والنبوة اذ نادى اي دعا ربه دعاء شديدا والح في دعائه برب العزة والجلال - 00:08:34
ودعا ربه تذكرا بان الله هو الذي ينعم عليه بانواع النعم. فقال في دعوته رب الى تذرني فردا. اي لا تتركني وحيدا في الدعوة اليك. فان زكريا كان يدعو الى الله فخشي - 00:08:56
ان ينقطع باب الدعوة الى الله بوفاته. فطلب من الله جل وعلا ان يرزقه من ان يستمروا في الدعوة الى الله. فقال لا تذرني فردا اي لا تتركني وحيدا في الدعوة الى الله جل وعلا - 00:09:16
وانت خير الوارثين. اي ان الدنيا تؤول الى الله جل وعلا. فهو الذي يرث الارض ويرث من عليها قال تعالى فاستجبنا له اي حققنا له مطلوبه وفينا له بالوعد باجابة الدعاء. ولذا وهب الله له نبيا من - 00:09:36
من الانبياء هو يحيى ابن زكريا. قال واصلحنا له زوجه لانها كانت عقيما جعلها الله جل وعلا تحمل بيحيى وقوله واصلحنا له زوجه فيه ان الانسان يصلح حاله بمن يزاوجه ومن يخالطه - 00:10:05
ثم ذكر العلة في انجائهم من المصائب والكروب الشديدة. وذكر العلة في اجابة دعواتهم فقال انهم كانوا يسارعون في الخيرات ان يبادرون لفعل الطاعات ولا يسوفون في بفعلها وكانوا كذلك يدعوننا رغبا ورهبا. اي يطلبون من الله حوائجهم - 00:10:31
رغبة في فظله وخوفا من عقابه وخوفا من ان ترد دعوات بسبب افعالهم ومن الاسباب التي جعلتهم ينالون النجاة من الله والرحمة منه سبحانه والسلامة من الكروب انهم كانوا خاشعين اي ذليلين - 00:11:01
خاضعين لله جل وعلا ثم ذكر رب العزة والجلال مريم عليها السلام فذكرها بالخير وذكرها بما يناسب حالها من الزكاء والطهارة. فقال والتي احسنت فرجها اي حفظت نفسها من الفواحش فلم - 00:11:27
شيء منها فكانت قد حفظت نفسها بحفظ الله لها. وبالتالي لم يصل الى فرجها احد من الخلق قال فنفخنا فيها. اي ان الله جل وعلا ارسل جبريل ملكا من الملائكة فنفخا فيها اي في بطنها من رح اي من كلمة الحياة - 00:11:58
التي نحيي بها المخلوقات الحية كن فيكون ويا فحملت بعيسى ابن مريم عليهما السلام قال وجعلناها اي ابقيناها وتركناها هي وابنها اية للعالمين. اي ظاهرة ودليلا وبرهانا صادقا. وذلك انها جاءت بهذا المولود بدون اب. وان هذا المولود - 00:12:25
تكلم في المهد بمجرد ولادته ثم قال جل وعلا ان هذه امتكم امة واحدة. اي هؤلاء الانبياء ومن معهم انتم واياهم ام امة واحدة وقوم متفقون في التوحيد وافراد الله في العبادة. ولذلك اصبحتم بمثابة الامة الواحدة - 00:13:00
ولذا قال تعالى وانا ربكم فاعبدون. اي انا الذي خلقتكم خلقتكم ورزقتكم ودبرت اموركم ولذلك عليكم ان تعبدوا الله جل وعلا وحده والا تصرفوا شيئا من العبادات لغيره سبحانه وتعالى - 00:13:30
ومع ان الدعوة واضحة وان الادلة بينة الا ان الناس لم يسيروا على طريقة التوحيد بل ولذا قال وتقطعوا امرهم بينهم. اي اصبحوا فرقا وشيعا كل فرقة تعبد الها ومعبودا يغاير ما تعبده - 00:13:52
الفرقة الاخرى جاءتهم الشياطين فاظلتهم عن التوحيد وتقطعوا امرهم بينهم كل الينا راجعون. فجميع الخلق سيعودون الى الله يوم القيامة فيحاسبهم على اعمالهم صغيرها وكبيرها ولذا سينقسم الى موحدين مفردين لله بالعبادة يعملون الصالحات وبالتالي يكون لهم - 00:14:18
الجنان التي يخلدون فيها. ويكون هناك من يكفر او يشرك فتكون عاقبته نار جهنم خالدا فيها ولذا قال تعالى فمن يعمل اي ينقسم الناس الى قسمين فمن يعمل ان يستمر في اداء الافعال - 00:14:58
والاقوال يستمر في عمله للصالحات. والصالحات هي عبودية الله بما جاء به انبياء الله عليهم السلام. فمن استمر على العمل الصالح ينفع يقيم عبادة الله وينفع عباد الله وهو مؤمن اي موقن بيوم الحساب والجزاء. يقدم عمله - 00:15:21
لذلك اليوم فلا كفران لسعيه بل ما سعاه وما عمله من الاعمال فان الله وتعالى سيجازيه عليها. وانا له كاتبون. اي سنكتب جميعا اعمالهم جميع اعمالهم صغيرها وكبيرها بلا استثناء - 00:15:51
ثم قال تعالى وحرام على قرية وحرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون. اي ان سنة الله الماضية تقتضي ان اي امة هلكت بالعذاب بعد تكذيبها لانبياء الله عليهم السلام فانهم لن يتمكنوا - 00:16:20
من العود الى الدنيا. ولن يتمكنوا من ان يعودوا الى التوحيد والى افراد الله اه جل وعلا العبادة. ولذا عليهم ان يقدموا عملا صالحا في الدنيا ثم ذكر جل وعلا ما يتعلق بيأجوج ومأجوج ولعلنا نترك الكلام فيهم - 00:16:45
الى يوم اخر نتحدث عن شيء من الفوائد والاحكام التي اشتملت عليها هذه الايات فمن فوائد هذه الايات فضيلة يونس صاحب نينوى و مكانته عند الله جل على وما وقع منه فانه مغفور عند الله جل وعلا له فيه - 00:17:15
وفي هذه الايات ان الانسان ينبغي به ان يبادر الى طاعة الله. وان يستمر في سبل الطاعة والتوحيد وان لا يتوقف عن ذلك وفي هذه الايات ان العبد لا ييأس من هداية - 00:17:47
الناس ودخولهم في الصراط المستقيم. حتى ولو بلغ عندهم من العتي والاعراض الشيء الكثير وفي هذه الايات ان العبد لا ينبغي به ان يغضب ويحزن بسبب اعراض الناس عن دعوة الحق - 00:18:09
وعدم استجابتهم لها فان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن وهو جل وعلا يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يحسن الظن بالله جل وعلا. لكن لا يكون حسن الظن سببا من اسباب امنه من - 00:18:31
لله جل وعلا بحيث يظن انه عند تركه للواجبات يسلم من عقوبة الله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات استحباب الاكثار من الدعاء عند حصول الشدائد والمصائب والكروب كما كان ذلك من انبياء الله عليهم السلام - 00:19:00
وفي هذه الايات تقديم الدعاء بشهادة التوحيد والثناي على الله جل وعلا ليكون ذلك من اسباب اجابة الدعوات وكذلك تقديم الدعاء بتنزيه الله جل وعلا عن الظنون الكاذبة وعن الاعتقادات - 00:19:30
المخالفة للحق وفي هذه الايات توسل العبد لله عز وجل بحاله التي هو عليها ومن ذلك ان يقر بذنوبه وان يقر بما عنده من الظلم لعل الله جل وعلا ان يغفر - 00:19:55
له ذلك وحينئذ ننبه هنا الى انه قد يظن بعظ الناس ان الاولين لما قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين ان انه هذه الكلمة لا تقال مطلقا والله جل وعلا انما عابها عليهم لانهم انما تكلموا بها عندما - 00:20:18
هدوي العذاب الحمد لله انهم انما قالوها عندما شاهدوا العذاب. وبالتالي لم تنفعهم تلك الكلمة. ثم تلك الكلمة لم يخاطبوا بها رب العزة والجلال. وانما قالوها على جهة التحسر والندم. فقالوا يا ويلنا - 00:20:45
انا كنا ظالمين. بينما ذو النون يونس عليه السلام قالها للتوسل الى الله جل وعلا. ولذا قال اني كنت اؤتمن الظالمين وهنا افرد الظمير في قوله اني ليجعل ذلك نسبة لنفسه فقط بخلافهم حينما قالوا يا ويلنا - 00:21:13
وفي هذه الايات اجابة الله جل وعلا للدعاء. وانه سبحانه يجيب دعوات الداعين. وخصوصا من كان في هذه الكلمة العظيمة لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وفي هذه الايات - 00:21:45
ان غم المعصية اعظم من المصيبة التي تحدث نتيجة تلك المعصية. ولذا قال ونجيناه من الغم. والغم ضيق الصدر. بسبب بخوف الانسان من سخط الله جل وعلا عليه وفي هذه الايات ان سنة الله ماضية في نجاة اهل الايمان وفي اجابة دعواتهم - 00:22:09
وفي هذه الايات فضيلة زكريا عليه السلام ورفعة مكانته حيث نوه الله جل وعلا بذكره في هذه الايات وفيها رغبة يونس في استمرار الطاعة والتوحيد والدعوة الى الله جل وعلا. لتكون من بعد - 00:22:43
به في عقبه وفي هذه الايات ان العبد قد يدعو الله جل وعلا بتحصيل ما يكون بعيدا في تصورات الناس. فان الله جل وعلا قادر على اجابة الدعوات. كما اجاب زكريا حينما طلب ربه ان يهب له - 00:23:07
ذرية تكون من بعده تواصل الدعوة بعد بعد موته وفي هذه الايات مشروعية تقديم الدعاء بكلمة ربي وفي هذه الايات التوسل الى الله جل وعلا بذكر شيء من خصائصه كما في قوله وانت خير الوارثين - 00:23:36
وفي هذه الايات اجابة الله جل وعلا لدعوة زكريا عليه السلام. وفيها تفضل الله على زكريا بن بان وهبه الولد الذي سماه يحيى وكان نبيا من انبياء الله عليهما السلام - 00:24:03
وفي هذه الايات ان الله جل وعلا بفضله واحسانه جعل زوجة زكريا تحمل مع ان ذلك كان من الامور المستبعدة بعد ان دعا ربه جل او على وفي هذا دلالة على ان من يخالط اهل الخير والصلاح فان الله جل وعلا يصلح له احواله - 00:24:23
وفي هذه الايات ان هناك اسبابا لاجابة الدعاء منها المسارعة في الخيرات اي المبادرة والمسابقة فعل ما يعود بالخير على الناس ويكون من عبودية الله جل وعلا. وفي بهذه الايات - 00:24:51
ترغيب ان يكون الدعاء رغبة ورهبة فحينئذ من قال انا انما ادعو الله محبة له او اصلي محبة له فقط فان هذا منهج خاطئ مغاير لظواهر النصوص. فمحبة الله مطلوبة كما قال تعالى والذين امنوا - 00:25:15
اشد حبا لله ولكن لا يعني هذا ان الخوف من الله مذموم او او ان الرغبة والرجا فيه سبحانه ممنوعة او مذمومة. بل الله جل وعلا اثنى على الخائفين الوجلين - 00:25:40
الذين يخافون منه فقال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان. وقال واما من اعطى واتقى وقال جل وعلا فاما وقال جل وعلا واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي - 00:26:00
المأوى. وهكذا في الرغبة. فيكون عند الانسان جانب الخوف والطمع فقد اثنى الله على الخائفين منه الطائعين فيه. قال تعالى ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله يرجون رحمة الله. والله غفور رحيم - 00:26:27
وقال جل وعلا انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم المؤمنين وفي هذه الايات الترغيب في الخشوع لله عز وجل. بالانقياد لامره والخضوع لحكمه وآآ اقامة عبوديته جل وعلا - 00:26:53
وفي هذه الايات فضيلة مريم عليها السلام ونزاهتها من القذف الفاسد والكلام الممنوع منه وفي هذه الايات ان عيسى عليه السلام قد جاء بنفخة من رح الله وروح الله هنا شيء منفصل عن ذاته فكان من - 00:27:20
الصفات التي تضاف لغير الله جل وعلا وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد جعل مريم وابنها علامة ظاهرة الى قيام الساعة كيف يتكلم هذا الصبي وكيف يكون عنده من المعجزات الشيء الكثير فهو يحيي الموتى ويبرئ - 00:27:48
والابرص وهو ينبئهم بما في بيوتهم وما يدخرونه وما يقتاتونه وآآ عنده ايات عظيمة وبراهين جليلة تدل على صدقه عليه السلام وقوله للعالمين جمع عالم وقوله ان هذه امتكم امة واحدة - 00:28:18
فيه دلالة على اشتراك انبياء الله في اصل التوحيد. فكلهم يقرون به وقد رأى طائفة ان هذه الاية تدل على مشروعية شرع من قبلنا وانه يجب الاخذ به وللمسألة موطن بحث عند علمائه - 00:28:49
الاصول وفي هذه الايات ان الجميع سيعودون الى الله وسيرجعون اليه سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان المخالفين لانبياء الله سيتفرقون وسيتعادون وسيقتتلون وانظر الى معبوداتهم. فذاك يعبد صنما والاخر يعبد حجرا. والثالث - 00:29:15
بقرة والرابع يعبد حقيرا من الحيوانات والخامس يعبد حصن مركوزا والاخر يعبد اخشاب مصنوعة على شكل التماثيل. فتقطعوا امرهم بينهم. لكنهم جميعا مع اختلاف مذاهبهم واديانهم سيعودون الى الله جل وعلا. فيحاسبهم على اعمالهم - 00:29:48
فمن يعمل من الصالحات اي فاي عاقل من الانس والجن من الرجال والنساء فمن يعمل آآ من الصالحات وهو مؤمن. اي من يكون شأنه ان يعمل العمل الصالح الذي فيه توحيد الله - 00:30:22
بالعبادة وافراده بها والشهادة لنبيه. الرسالة قال ان هذه فيه ان جميع الامم تعود الى اصل واحد وهو اصل التوحيد وفي هذه الايات المنع من التفرق والاختلاف والتنازع والاصل ان نكون امة واحدة عسائرين على الحق - 00:30:43
لاننا عما قريب سنترك هذه الدنيا وسنرجع الى الله جل وعلا. وفي هذه الايات طيلة من يعمل العمل الصالح من الطاعات والحسنات بدون ان يكون عنده من بدون ان يكون - 00:31:17
عنده من يمكن ان يرائيه او ان يعمل من اجله وفي هذه الايات ان بهذه الايات ان الله جل وعلا سيحاسب العباد على اعمالهم قليلها وكثيرها اه اه عديدها وقليلها يسيرها ووفيرها - 00:31:37
ولن يترك شيئا من اعمالهم وفي هذه الايات ايضا ان الله جل وعلا سيجازي لحين بحسب صلاحهم ومن ثم لن يبخسهم اجور اعمالهم الصالحة وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد وكل الملائكة بكتابة اعمال بني ادم ليحاسبوا عليها ويجازوا بها - 00:32:05
وفي هذه الايات ان سنة الله ماضية في المخالفين لنهج انبياء الله الصارفين العباد لغير الله. فان الله جل وعلا يرسل اليهم انبياء يدعونهم الى التوحيد فان لم يستجيبوا انزل بهم العقوبة التي تستأصلهم - 00:32:38
وبالتالي لا يبقى منهم احد ولا يتمكنون من الرجوع الى الدنيا بل يكونوا مآلهم ومرجعهم للاخرة ولذا قال وحرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون. اي قدر الله جل وعلا بسنته الماضية - 00:33:02
ان المخالفين للنهج الحق مزجاتهم الدعاة الى الله فلم يستجيبوا لهم فان الله جل وعلا ينزل بهم الهلاك وآآ يميت ما يكون عندهم من حيوانات ثم لا يعودون الى الدنيا بل يجازون على اعمالهم - 00:33:26
في الاخرة هذا شيء من تفسير هذه الايات من سورة الانبياء. ولعلنا ان شاء الله تعالى ان نستكمل تفسير سورة الانبياء في يوم الغد باذن الله جل وعلا. بارك الله فيكم ووفقكم الله - 00:33:50
بكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين ورزقكم الله انابة اليه و بين يديه ورغبة ورهبة في دعائه. كما نسأله جل وعلا ان يصلح قلوبنا وان يبارك لنا في جميع شأننا وان يوفق من يشاهدنا لكل خير. وان يجعلهم هداة مهتدين. وان يوفق ولاة امور - 00:34:12
ليكونوا من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة للناس اجمعين هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:34:42
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسألوا الله جل وعلا ان يستعمل الجميع في طاعته وان يبارك لنا ولكم في كتابه العظيم وبعد فان - 00:00:25
لا زلنا في سياق ايات سورة الانبياء حيث ذكرنا قصص عدد من انبياء الله عليهم السلام في ما ذكر في هذه السورة العظيمة فقد ذكر الله جل وعلا ما تفضل به على عدد من انبيائه عليهم السلام من انواع - 00:01:34
النعم وكان الجامع بين هؤلاء الانبياء في ذكرهم في هذه السورة اولا ما لديهم من عبودية لله عز وجل سواء بعبادة الصبر او بعبادة الشكر وكذلك ما في هذه الايات من - 00:01:59
التجاء انبياء الله عليهم السلام. وندائهم لرب العزة والجلال وما في هذه الايات من ما كتبه الله من النجاة لانبياء الله عليهم السلام في هذا اليوم نبتدأ بتفسير عدد من ايات سورة الانبياء من الاية السابعة والثمانين الى - 00:02:28
اية الخامسة والتسعين يقول جل وعلا وذا النون اي اذكر ذا النون اذ اشاد الله جل وعلا به وبذكره وعرف بدعوته فقال اذ ذهب مغاضبا اي ترك قومه وذلك انه دعا قومه الى التوحيد - 00:02:57
والى افراد الله جل وعلا بالعبادة فلم يستجيبوا له فظن ان بقاءه لديهم لا يجدي شيئا. ولذا تركهم بدون ان يأخذ الاذن من الله جل وعلا. لانه قد ايس من ان يهتدوا - 00:03:26
فذهب وترك قومه مغاضبا اي انه قد اشتد به الغضب والحنق على قومه حيث ايس منهم فانهم قد سخروا منه واستهزأوا به وكذبوه في دعوته فتركهم قال جل وعلا فظن ان لن نقدر عليه - 00:03:47
قيل بانه ظن ان لن يظيق الله عليه حينما يترك قومه لان معنى التقدير التظييق كما في قوله جل وعلا بما يذكر من امور الرزق قال ويقدر لمن لمن يشاء. وقال بعضهم بان هذا مجرد هاجس - 00:04:12
ورد على ذهنه لكنه لم يستقر في ذهنه فركب في السفينة مع قوم فهاجت بهم الريح فاحتاجوا الى ان يلقوا بعض ما فيها من اجل ان تستقر سكينة سفينتهم فظربوا القرعة فظربت عليه ووقعت عليه مرارا فالقوه - 00:04:43
وحينئذ التقمه الحوت دخل في جوف الحوت فنادى في الظلمات اي توجه بالدعاء الشديد الذي يدل على رغبة صادقة كانه بمثابة النداء. فنادى في الظلمات فانه قد اجتمعت عليه ظلمات متعددة. فاولها ظلمة الليل - 00:05:12
وثانيها ظلمة البحر وثالثها ظلمة بطن الحوت مع ما كان في ذلك الوقت من ريح شديدة هبت عليه فنادى ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فافرد الله بالعبودية والالوهية. فقال لا اله الا انت ينادي رب العزة والجلال. سبحانك - 00:05:43
اينزهك من الظنون الكاذبة؟ وانزهك من ان تعصى وانزهك من ان تكون ممن لا يتصف بصفات الجلال. اني كنت من الظالمين اي يقر على نفسه بانه قد ظلمها بتركه الاستمرار في دعوة قومه الى الله - 00:06:14
لو على وحينئذ استجاب الله له نجاه من الظلمات التي وقع فيها. فاجاب الله دعاءه واخرجه من بطن الحوت وانجاه من الغم حيث ان الغم الذي حصل عليه لانه ظن ان غضب الله عليه اشد فاغتم لذلك - 00:06:44
كان الغم الناتج عن هذا اعظم من المصيبة والكرب الذي وقع فيه قال تعالى وكذلك ننجي المؤمنين. اي هذه طريقتنا وسنتنا الكونية الماضية انه جل وعلى ينجي اهل الايمان من المصائب والكروب التي تقع عليهم - 00:07:15
وقيل بان المراد بهذا ان من وقع في كرب في كرب فعليه ان يدعو بدعاء تونس ذا النون والنون هو الحوت سمي سمي يونس عليه السلام بهذا الاسم لكوني لكونه قد التقمه - 00:07:44
وهكذا سنة الله في الكون انه ينجي اولياءه المؤمنين. قد يحدث لهم في اول الامر ما يحدث من التضييق والتشديد لكن العاقبة تكون لهم والنجاة تكون من نصيبهم قال تعالى وزكريا - 00:08:11
اي واذكر زكريا الذي نشيد به ونشيد بذكره ونذكر ما اتاه الله من رشده ومن الحكم والنبوة اذ نادى اي دعا ربه دعاء شديدا والح في دعائه برب العزة والجلال - 00:08:34
ودعا ربه تذكرا بان الله هو الذي ينعم عليه بانواع النعم. فقال في دعوته رب الى تذرني فردا. اي لا تتركني وحيدا في الدعوة اليك. فان زكريا كان يدعو الى الله فخشي - 00:08:56
ان ينقطع باب الدعوة الى الله بوفاته. فطلب من الله جل وعلا ان يرزقه من ان يستمروا في الدعوة الى الله. فقال لا تذرني فردا اي لا تتركني وحيدا في الدعوة الى الله جل وعلا - 00:09:16
وانت خير الوارثين. اي ان الدنيا تؤول الى الله جل وعلا. فهو الذي يرث الارض ويرث من عليها قال تعالى فاستجبنا له اي حققنا له مطلوبه وفينا له بالوعد باجابة الدعاء. ولذا وهب الله له نبيا من - 00:09:36
من الانبياء هو يحيى ابن زكريا. قال واصلحنا له زوجه لانها كانت عقيما جعلها الله جل وعلا تحمل بيحيى وقوله واصلحنا له زوجه فيه ان الانسان يصلح حاله بمن يزاوجه ومن يخالطه - 00:10:05
ثم ذكر العلة في انجائهم من المصائب والكروب الشديدة. وذكر العلة في اجابة دعواتهم فقال انهم كانوا يسارعون في الخيرات ان يبادرون لفعل الطاعات ولا يسوفون في بفعلها وكانوا كذلك يدعوننا رغبا ورهبا. اي يطلبون من الله حوائجهم - 00:10:31
رغبة في فظله وخوفا من عقابه وخوفا من ان ترد دعوات بسبب افعالهم ومن الاسباب التي جعلتهم ينالون النجاة من الله والرحمة منه سبحانه والسلامة من الكروب انهم كانوا خاشعين اي ذليلين - 00:11:01
خاضعين لله جل وعلا ثم ذكر رب العزة والجلال مريم عليها السلام فذكرها بالخير وذكرها بما يناسب حالها من الزكاء والطهارة. فقال والتي احسنت فرجها اي حفظت نفسها من الفواحش فلم - 00:11:27
شيء منها فكانت قد حفظت نفسها بحفظ الله لها. وبالتالي لم يصل الى فرجها احد من الخلق قال فنفخنا فيها. اي ان الله جل وعلا ارسل جبريل ملكا من الملائكة فنفخا فيها اي في بطنها من رح اي من كلمة الحياة - 00:11:58
التي نحيي بها المخلوقات الحية كن فيكون ويا فحملت بعيسى ابن مريم عليهما السلام قال وجعلناها اي ابقيناها وتركناها هي وابنها اية للعالمين. اي ظاهرة ودليلا وبرهانا صادقا. وذلك انها جاءت بهذا المولود بدون اب. وان هذا المولود - 00:12:25
تكلم في المهد بمجرد ولادته ثم قال جل وعلا ان هذه امتكم امة واحدة. اي هؤلاء الانبياء ومن معهم انتم واياهم ام امة واحدة وقوم متفقون في التوحيد وافراد الله في العبادة. ولذلك اصبحتم بمثابة الامة الواحدة - 00:13:00
ولذا قال تعالى وانا ربكم فاعبدون. اي انا الذي خلقتكم خلقتكم ورزقتكم ودبرت اموركم ولذلك عليكم ان تعبدوا الله جل وعلا وحده والا تصرفوا شيئا من العبادات لغيره سبحانه وتعالى - 00:13:30
ومع ان الدعوة واضحة وان الادلة بينة الا ان الناس لم يسيروا على طريقة التوحيد بل ولذا قال وتقطعوا امرهم بينهم. اي اصبحوا فرقا وشيعا كل فرقة تعبد الها ومعبودا يغاير ما تعبده - 00:13:52
الفرقة الاخرى جاءتهم الشياطين فاظلتهم عن التوحيد وتقطعوا امرهم بينهم كل الينا راجعون. فجميع الخلق سيعودون الى الله يوم القيامة فيحاسبهم على اعمالهم صغيرها وكبيرها ولذا سينقسم الى موحدين مفردين لله بالعبادة يعملون الصالحات وبالتالي يكون لهم - 00:14:18
الجنان التي يخلدون فيها. ويكون هناك من يكفر او يشرك فتكون عاقبته نار جهنم خالدا فيها ولذا قال تعالى فمن يعمل اي ينقسم الناس الى قسمين فمن يعمل ان يستمر في اداء الافعال - 00:14:58
والاقوال يستمر في عمله للصالحات. والصالحات هي عبودية الله بما جاء به انبياء الله عليهم السلام. فمن استمر على العمل الصالح ينفع يقيم عبادة الله وينفع عباد الله وهو مؤمن اي موقن بيوم الحساب والجزاء. يقدم عمله - 00:15:21
لذلك اليوم فلا كفران لسعيه بل ما سعاه وما عمله من الاعمال فان الله وتعالى سيجازيه عليها. وانا له كاتبون. اي سنكتب جميعا اعمالهم جميع اعمالهم صغيرها وكبيرها بلا استثناء - 00:15:51
ثم قال تعالى وحرام على قرية وحرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون. اي ان سنة الله الماضية تقتضي ان اي امة هلكت بالعذاب بعد تكذيبها لانبياء الله عليهم السلام فانهم لن يتمكنوا - 00:16:20
من العود الى الدنيا. ولن يتمكنوا من ان يعودوا الى التوحيد والى افراد الله اه جل وعلا العبادة. ولذا عليهم ان يقدموا عملا صالحا في الدنيا ثم ذكر جل وعلا ما يتعلق بيأجوج ومأجوج ولعلنا نترك الكلام فيهم - 00:16:45
الى يوم اخر نتحدث عن شيء من الفوائد والاحكام التي اشتملت عليها هذه الايات فمن فوائد هذه الايات فضيلة يونس صاحب نينوى و مكانته عند الله جل على وما وقع منه فانه مغفور عند الله جل وعلا له فيه - 00:17:15
وفي هذه الايات ان الانسان ينبغي به ان يبادر الى طاعة الله. وان يستمر في سبل الطاعة والتوحيد وان لا يتوقف عن ذلك وفي هذه الايات ان العبد لا ييأس من هداية - 00:17:47
الناس ودخولهم في الصراط المستقيم. حتى ولو بلغ عندهم من العتي والاعراض الشيء الكثير وفي هذه الايات ان العبد لا ينبغي به ان يغضب ويحزن بسبب اعراض الناس عن دعوة الحق - 00:18:09
وعدم استجابتهم لها فان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن وهو جل وعلا يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يحسن الظن بالله جل وعلا. لكن لا يكون حسن الظن سببا من اسباب امنه من - 00:18:31
لله جل وعلا بحيث يظن انه عند تركه للواجبات يسلم من عقوبة الله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات استحباب الاكثار من الدعاء عند حصول الشدائد والمصائب والكروب كما كان ذلك من انبياء الله عليهم السلام - 00:19:00
وفي هذه الايات تقديم الدعاء بشهادة التوحيد والثناي على الله جل وعلا ليكون ذلك من اسباب اجابة الدعوات وكذلك تقديم الدعاء بتنزيه الله جل وعلا عن الظنون الكاذبة وعن الاعتقادات - 00:19:30
المخالفة للحق وفي هذه الايات توسل العبد لله عز وجل بحاله التي هو عليها ومن ذلك ان يقر بذنوبه وان يقر بما عنده من الظلم لعل الله جل وعلا ان يغفر - 00:19:55
له ذلك وحينئذ ننبه هنا الى انه قد يظن بعظ الناس ان الاولين لما قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين ان انه هذه الكلمة لا تقال مطلقا والله جل وعلا انما عابها عليهم لانهم انما تكلموا بها عندما - 00:20:18
هدوي العذاب الحمد لله انهم انما قالوها عندما شاهدوا العذاب. وبالتالي لم تنفعهم تلك الكلمة. ثم تلك الكلمة لم يخاطبوا بها رب العزة والجلال. وانما قالوها على جهة التحسر والندم. فقالوا يا ويلنا - 00:20:45
انا كنا ظالمين. بينما ذو النون يونس عليه السلام قالها للتوسل الى الله جل وعلا. ولذا قال اني كنت اؤتمن الظالمين وهنا افرد الظمير في قوله اني ليجعل ذلك نسبة لنفسه فقط بخلافهم حينما قالوا يا ويلنا - 00:21:13
وفي هذه الايات اجابة الله جل وعلا للدعاء. وانه سبحانه يجيب دعوات الداعين. وخصوصا من كان في هذه الكلمة العظيمة لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وفي هذه الايات - 00:21:45
ان غم المعصية اعظم من المصيبة التي تحدث نتيجة تلك المعصية. ولذا قال ونجيناه من الغم. والغم ضيق الصدر. بسبب بخوف الانسان من سخط الله جل وعلا عليه وفي هذه الايات ان سنة الله ماضية في نجاة اهل الايمان وفي اجابة دعواتهم - 00:22:09
وفي هذه الايات فضيلة زكريا عليه السلام ورفعة مكانته حيث نوه الله جل وعلا بذكره في هذه الايات وفيها رغبة يونس في استمرار الطاعة والتوحيد والدعوة الى الله جل وعلا. لتكون من بعد - 00:22:43
به في عقبه وفي هذه الايات ان العبد قد يدعو الله جل وعلا بتحصيل ما يكون بعيدا في تصورات الناس. فان الله جل وعلا قادر على اجابة الدعوات. كما اجاب زكريا حينما طلب ربه ان يهب له - 00:23:07
ذرية تكون من بعده تواصل الدعوة بعد بعد موته وفي هذه الايات مشروعية تقديم الدعاء بكلمة ربي وفي هذه الايات التوسل الى الله جل وعلا بذكر شيء من خصائصه كما في قوله وانت خير الوارثين - 00:23:36
وفي هذه الايات اجابة الله جل وعلا لدعوة زكريا عليه السلام. وفيها تفضل الله على زكريا بن بان وهبه الولد الذي سماه يحيى وكان نبيا من انبياء الله عليهما السلام - 00:24:03
وفي هذه الايات ان الله جل وعلا بفضله واحسانه جعل زوجة زكريا تحمل مع ان ذلك كان من الامور المستبعدة بعد ان دعا ربه جل او على وفي هذا دلالة على ان من يخالط اهل الخير والصلاح فان الله جل وعلا يصلح له احواله - 00:24:23
وفي هذه الايات ان هناك اسبابا لاجابة الدعاء منها المسارعة في الخيرات اي المبادرة والمسابقة فعل ما يعود بالخير على الناس ويكون من عبودية الله جل وعلا. وفي بهذه الايات - 00:24:51
ترغيب ان يكون الدعاء رغبة ورهبة فحينئذ من قال انا انما ادعو الله محبة له او اصلي محبة له فقط فان هذا منهج خاطئ مغاير لظواهر النصوص. فمحبة الله مطلوبة كما قال تعالى والذين امنوا - 00:25:15
اشد حبا لله ولكن لا يعني هذا ان الخوف من الله مذموم او او ان الرغبة والرجا فيه سبحانه ممنوعة او مذمومة. بل الله جل وعلا اثنى على الخائفين الوجلين - 00:25:40
الذين يخافون منه فقال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان. وقال واما من اعطى واتقى وقال جل وعلا فاما وقال جل وعلا واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي - 00:26:00
المأوى. وهكذا في الرغبة. فيكون عند الانسان جانب الخوف والطمع فقد اثنى الله على الخائفين منه الطائعين فيه. قال تعالى ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله يرجون رحمة الله. والله غفور رحيم - 00:26:27
وقال جل وعلا انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم المؤمنين وفي هذه الايات الترغيب في الخشوع لله عز وجل. بالانقياد لامره والخضوع لحكمه وآآ اقامة عبوديته جل وعلا - 00:26:53
وفي هذه الايات فضيلة مريم عليها السلام ونزاهتها من القذف الفاسد والكلام الممنوع منه وفي هذه الايات ان عيسى عليه السلام قد جاء بنفخة من رح الله وروح الله هنا شيء منفصل عن ذاته فكان من - 00:27:20
الصفات التي تضاف لغير الله جل وعلا وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد جعل مريم وابنها علامة ظاهرة الى قيام الساعة كيف يتكلم هذا الصبي وكيف يكون عنده من المعجزات الشيء الكثير فهو يحيي الموتى ويبرئ - 00:27:48
والابرص وهو ينبئهم بما في بيوتهم وما يدخرونه وما يقتاتونه وآآ عنده ايات عظيمة وبراهين جليلة تدل على صدقه عليه السلام وقوله للعالمين جمع عالم وقوله ان هذه امتكم امة واحدة - 00:28:18
فيه دلالة على اشتراك انبياء الله في اصل التوحيد. فكلهم يقرون به وقد رأى طائفة ان هذه الاية تدل على مشروعية شرع من قبلنا وانه يجب الاخذ به وللمسألة موطن بحث عند علمائه - 00:28:49
الاصول وفي هذه الايات ان الجميع سيعودون الى الله وسيرجعون اليه سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان المخالفين لانبياء الله سيتفرقون وسيتعادون وسيقتتلون وانظر الى معبوداتهم. فذاك يعبد صنما والاخر يعبد حجرا. والثالث - 00:29:15
بقرة والرابع يعبد حقيرا من الحيوانات والخامس يعبد حصن مركوزا والاخر يعبد اخشاب مصنوعة على شكل التماثيل. فتقطعوا امرهم بينهم. لكنهم جميعا مع اختلاف مذاهبهم واديانهم سيعودون الى الله جل وعلا. فيحاسبهم على اعمالهم - 00:29:48
فمن يعمل من الصالحات اي فاي عاقل من الانس والجن من الرجال والنساء فمن يعمل آآ من الصالحات وهو مؤمن. اي من يكون شأنه ان يعمل العمل الصالح الذي فيه توحيد الله - 00:30:22
بالعبادة وافراده بها والشهادة لنبيه. الرسالة قال ان هذه فيه ان جميع الامم تعود الى اصل واحد وهو اصل التوحيد وفي هذه الايات المنع من التفرق والاختلاف والتنازع والاصل ان نكون امة واحدة عسائرين على الحق - 00:30:43
لاننا عما قريب سنترك هذه الدنيا وسنرجع الى الله جل وعلا. وفي هذه الايات طيلة من يعمل العمل الصالح من الطاعات والحسنات بدون ان يكون عنده من بدون ان يكون - 00:31:17
عنده من يمكن ان يرائيه او ان يعمل من اجله وفي هذه الايات ان بهذه الايات ان الله جل وعلا سيحاسب العباد على اعمالهم قليلها وكثيرها اه اه عديدها وقليلها يسيرها ووفيرها - 00:31:37
ولن يترك شيئا من اعمالهم وفي هذه الايات ايضا ان الله جل وعلا سيجازي لحين بحسب صلاحهم ومن ثم لن يبخسهم اجور اعمالهم الصالحة وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد وكل الملائكة بكتابة اعمال بني ادم ليحاسبوا عليها ويجازوا بها - 00:32:05
وفي هذه الايات ان سنة الله ماضية في المخالفين لنهج انبياء الله الصارفين العباد لغير الله. فان الله جل وعلا يرسل اليهم انبياء يدعونهم الى التوحيد فان لم يستجيبوا انزل بهم العقوبة التي تستأصلهم - 00:32:38
وبالتالي لا يبقى منهم احد ولا يتمكنون من الرجوع الى الدنيا بل يكونوا مآلهم ومرجعهم للاخرة ولذا قال وحرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون. اي قدر الله جل وعلا بسنته الماضية - 00:33:02
ان المخالفين للنهج الحق مزجاتهم الدعاة الى الله فلم يستجيبوا لهم فان الله جل وعلا ينزل بهم الهلاك وآآ يميت ما يكون عندهم من حيوانات ثم لا يعودون الى الدنيا بل يجازون على اعمالهم - 00:33:26
في الاخرة هذا شيء من تفسير هذه الايات من سورة الانبياء. ولعلنا ان شاء الله تعالى ان نستكمل تفسير سورة الانبياء في يوم الغد باذن الله جل وعلا. بارك الله فيكم ووفقكم الله - 00:33:50
بكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين ورزقكم الله انابة اليه و بين يديه ورغبة ورهبة في دعائه. كما نسأله جل وعلا ان يصلح قلوبنا وان يبارك لنا في جميع شأننا وان يوفق من يشاهدنا لكل خير. وان يجعلهم هداة مهتدين. وان يوفق ولاة امور - 00:34:12
ليكونوا من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة للناس اجمعين هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:34:42