الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا اخر لقاء من لقاءات تفسير سورة الانبياء باذن الله جل وعلا. نتناول فيه تفسير الايات الاخيرة من هذه السورة العظيمة - 00:00:07
من الاية الخامسة والتسعين الى اخر السورة يقول فيها تعالى وحرام على قرية التحريم هنا تحريم قدري كوني فان الله جل وعلا قد جعل هذا الكون يسير على سنن لا يتخلف عنها البتة. وقوله وحرام على قرية - 00:01:17
استصغر جميع ما في الدنيا حتى جعله بمثابة القرية اليسيرة حرام على قرية اهلكناها اي انزلنا بها العقوبة التي تستأصلها فمن كان كذلك فانهم لا يرجعون الى الدنيا من اجل ان يصححوا مسارهم وان - 00:01:43
يغير طريقة عملهم او انهم لا يرجعون في ظنهم الى الله جل وعلا بل لا بد ان يرجعوا اليه قال تعالى حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج اي ان الدنيا ستسير على هذا المنال. وذلك ان الله جل وعلا يجعل على - 00:02:06
من في هذه الارض في حضارتهم عندما يعرضون عن الله وعن شرعه ان ينزل عليهم العقوبة التي تستأصلهم. ويستمر الامر على ذلك من امة الى اخرى ومن حضارة الى اخرى. يعرضون عن الله فيعرظ الله عنهم. ويخالفنا امر الله - 00:02:34
ويظادون شرعه فينزل بهم العقوبة وتستمر الحياة هكذا حتى يأتي حتى اخر الزمان يفتح الله ليأجوج ومأجوج ومأجوج ويأجوج ومأجوج قبيلتان عظيمتان فيهما اعداد وفيرة وفيهما اشخاص كثر اذى منهم الاولون فبنى لهم فبنى - 00:02:59
لهم ذو القرنين سدا بحيث لا يتمكنون من اذية الخلق. هم تحت ذلك السد والله اعلم اين هو. فان معلومات البشر مهما كثرت فهي قاصرة لا يمكن ان تبلغ غاية امر الله جل - 00:03:31
على وخلقه حتى يأتي اخر الزمان فيفتح لهم ذلك السد. فهم يحاولون فتحه في كل يوم يفتحون من يسيرا ثم يعيده الله جل وعلا حتى يأتي اخر الزمان فيفتح لقبيلة يأجوج - 00:03:56
ومأجوج ويدلك على كثرتهم ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من انهم بمثابة من كل مئة تسعة وتسعين قال وهم من كل حدب ينسلون. اي في اخر الزمان عندما يفتح ليأجوج ومأجوج السد - 00:04:18
يأتون مقبلين كأنهم من يأتي من ارض عالية وهو مسرع فانه بسرعة فائقة. وهكذا يأجوج ومأجوج. سيأتون الى من في الارض عندما يفتح لهم السد بسرعة فائقة اما بقدرتهم في ابدانهم واما بالات يسخرها الله جل - 00:04:44
على لهم والحجب الارض المرتفعة وينسلون اي يسرعون حينئذ يكون قد اقترب الوعد الحق اي اصبح يوم القيامة قريبا من الناس. ولم يعد بينه وبينهم وقت طويل. والوعد الحق وعد الله جل وعلا بالساعة وبعث الاجزاء - 00:05:14
الاجساد ومحاسبتها في يوم القيامة في ذلك الوقت فاذا هي شاخصة ابصار الذين كفروا. اي ان الكافرين لحسرتهم بتوقعهم العاقبة السيئة في الاخرة تصبح اعينهم شاخصة. تنظر الى اعلى بدون ان - 00:05:43
يغمض لها جفن بسبب هول ذلك اليوم وبسبب توقعهم للعذاب الاليم وبسبب انهم حينئذ اصبحوا يوقنون بصحة ما كانوا يكذبون به سابقا. وبالتالي ترتفع اصواتهم يا ويلنا اي لنا الثبور - 00:06:09
ولنا العاقبة السيئة ولنا المآل شديد العقوبة قد كنا في غفلة عن هذا اي كنا في الدنيا نسير على مقتضى اهواءنا ورغباتنا وبالتالي غفلنا عن هذا اليوم العظيم الذي يبعث فيه العباد. وبالتالي نتذكر تلك الايات التي - 00:06:36
بوصف هؤلاء باللعب والاعراض من مثل قوله تعالى لاهية قلوبهم ومن مثل قوله جل وعلا فلما احسوا بأسنا اذا هم منها يركضون الى ان قالوا يا لنا انا كنا ظالمين. وما ذكره الله جل وعلا عنهم من اعراظهم عن الحق في قوله - 00:07:06
بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون وحينئذ يتذكرون تلك المقالة فهذه المقالة يا ويلنا انا كنا ظالمين يقولها الناس في الدنيا عندما تنزل بهم العقوبة التي تكون بسبب افعالهم واعراضهم عن الله جل وعلا. ولذا قال كذلك - 00:07:36
كنجز الظالمين. ويقولونها ايضا في يوم القيامة. حينما يبعثون من قبورهم ويحاسبون على افعالهم وبالتالي نتذكر قول الله جل وعلا بل هم عن ذكر ربهم معرضون. بل هم عن ذكر - 00:08:08
بهم معرضون وفي هذه الايات اشارة الى عظم ذلك اليوم العظيم يوم الاخرة و ثم قال تعالى انكم يعني في ذلك اليوم ستكونون حصب وستكونون حصب جهنم اي حطب نار نار الله الموقدة. انكم وما تعبدون من دون الله. اما المعبودات - 00:08:34
التي تعبد من دون الله جل وعلا برضاها. واما عبادتكم التي كنتم تصرفونها لغير ستكون جميعا حصب جهنم. فان قال قائل هؤلاء الكفار عقل دخولهم في نار جهنم فلم دخلت معبوداتهم ومنها احجار واصنام وتماثيل - 00:09:09
قناة فيقال لهم في هذا بان هناك معاني عظيمة منها انهم ييأسون من وجود ناصر لهم فقد كانوا في الدنيا يظنون انها تنصرهم. فاذا وجدوا انها معهم في النار علموا انها لا تنصرهم - 00:09:39
شيئا ومن ذلك ايضا انه تحبط اعمالهم بوجود معبوداتهم معهم. لانهم حينئذ يعلمون ان الاعمال التي كانوا يفعلونها لاصنامهم ومعبوداتهم لن تنفعهم في ذلك اليوم شيئا ومن المعاني ان هؤلاء المشركين لما علموا بطلان معبوداتهم هذا اصبحت معبودات - 00:09:59
كريهة لنفوسهم. وبالتالي فهم عند رؤيتهم لها يكون هذا من اسباب تعاسة قلوبهم لانهم يشاهدون ما لا يرغبون في ثم قال تعالى انتم لها واردون. اي انتم واصنامكم ومعبوداتكم من دون الله - 00:10:34
ستردون نار جهنم وتصلون اليها وبالتالي تعلمون بطلانا عبادتكم ومن ثم تتحسرون على فوات الاوقات في الدنيا بعبادة هذه المعبودات التي تعبد من دون الله. قال تعالى لو كان هؤلاء الهة - 00:11:02
اي لو كانت هذه المعبودات تستحق ان تعبد من دون الله لما وردوا في نار جهنم ولما دخلوا تلك النار وكل فيها خالدون. اي ان العابدين والمعبودات من دون الله - 00:11:28
في نار جهنم ابد الاباد. لهم فيها زفير. اي تخرج من اجوافهم اصوات انفاسهم بسبب ما لحقهم من التعب الشديد. والحرارة الشديدة والاذى العظيم فيها لا يسمعون. اي انهم لما - 00:11:48
كانوا في نار جهنم اصبحوا يسمعون الاصوات الغليظة من تلك النار في لهيبها وفي تشقق بعظها عن بعض وفي سقوط بعضها على بعضها الاخر. وبالتالي اصبحوا لا يسمعون لا اصوات نار لجهنم - 00:12:13
ولما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم بان مما عبد من دون الله الملائكة والمسيح وعزير قال رب العزة والجلال ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنهم عنها مبعدون - 00:12:40
فرد على هؤلاء مقالتهم عندما قالوا بان هذه بان هذه المعبودات التي توعدتموها بالنار يدخل من ضمنها عيسى والملائكة. فرد الله عليهم بقوله ان هؤلاء سبقت لهم منا الحسنى. وبالتالي لن يدخلوا في نار جهنم - 00:13:03
وقد قال بعضهم في قوله انكم وما تعبدون بانما انما هي لغير العاقل وهذه وهؤلاء من العقلاء. وقال بعضهم انكم وما تعبدون بان ما هنا مصدرية كانه قال انكم وعبادتكم من دون الله حصب جهنم بحيث يؤتى بالعبادات فتحول من - 00:13:30
اعراضا الى كونها ذواتا واجساما كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فان هذه الكلمات تحول يوم القيامة من كونها اعراضا لكونها - 00:14:00
ابتسامة ليمكن وزنها فقال تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اي قدر الله لهم في الازل انهم يحسنون في اعمالهم او انهم يسابقون في الحسنات اولئك عنها مبعدون. اي ان الله لن يدخلهم في نار جهنم ولن يجعلهم من اهلها وانما - 00:14:30
يبعدهم الله جل وعلا عنها. لا يسمعون حسيسها اي ان الصوت العظيم الذي يكون في نار جهنم من تحركها وزفرتها ونفسها الشتائي والصيفي لا يسمعه الذين سبقت لهم من الله الحسنى - 00:14:58
بل هم فيما اشتهت انفسهم خالدون. اي ان الله جل وعلا يعطيهم من النعيم العظيم يحقق لهم ما يرغبون فيه وما يتمنونه. فكلما تمنى متمن منهم شيئا حققه الله لو علا له ولذا قال وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون. لا يحزنهم الفزع الاكبر - 00:15:22
الاكبر الصوت العظيم يوم القيامة فانه عندما تقوم القيامة لا يحزنون على ما مضى لا يحزنون على فراق الدنيا ولا يحزنون على فعلهم في الدنيا وانما يكونون سعيدين بما قدموه لان الله جل - 00:15:52
على سيدخلهم الجنة. وقيل بان لا يحزنهم اي لا يقلقهم ولا يفزعهم الفزع الاكبر الصوت العظيم الذي تعلن به قيام الساعة يؤذن فيه للفصل بين اهل الموقف. بل شأنهم ان الملائكة - 00:16:18
تتلقاهم اي تكون في وجوههم يرحبون بهم و يعطونهم من البشرى ما تطمئن به نفوسهم ويقولون لهم هذا يومكم. اي هذا آآ يوم انتصاركم ويوم فوزكم ويوم نجاتكم ويوم فلاحكم الذي كنتم توعدون اي الذي - 00:16:45
يعدكم الله به و يمنيكم اياه اذا فعلتم الخير والعمل الصالح في ذلك اليوم يطوي الله السماوات. هذه السماوات العظيمة بما فيها من الكواكب السيارة مجرات المتنوعة وبما فيها من انواع المخلوقات يطويها رب العزة والجلال. اي يجعل - 00:17:15
رافها على اطرافها الاخرى كطي السجل للكتب. كما ان الورقة تطوى بعد الكتابة فيها فهكذا السماوات يوم القيامة تطوى مثل طي الاوراق في الكتب ثم يقول تعالى كما بدأنا اول خلق نعيده. اي اننا سنعيد العباد و - 00:17:45
انحشرهم يوم القيامة ونخلقهم مرة اخرى وذلك ان من كان قادرا على على احياء الخلق في المرة الاولى وعلى خلقهم في المرة الاولى هو قادر على بعثهم واحيائهم في المرة الاخرى - 00:18:17
وهذا وعد من الله جل وعلا ووعد الله لا يمكن ان يتخلف قال تعالى انا كنا فاعلين. اي نقدر على ذلك ولا يعجزنا فان من خلق الخلق اول مرة قادر على اعادتهم. وفيه - 00:18:39
تحقيق البعثة انا كنا فاعلين اي سنبعثهم لا محالة ولن يكون هناك اي تردد في ذلك ثم قال تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون. اي سنة الله في الكون المقدرة في - 00:19:01
باللوح المحفوظ في سجل الاحداث عند رب العزة والجلال. ومنه نقل ذلكم الوعد الى الكتب السماوية التي تنزل على الناس ومنها الزبور الذي انزل على داوود وكذا بقية الكتب السماوية فانها تؤكد على - 00:19:28
ان الفوز في يوم القيامة هي لاهل الصلاح الذين عبدوا الله وحده وساروا على طريقة نبي صلى الله عليهم وسلم. وبالتالي يكون المراد بالارض هنا ارض الجنان فانهم فانه يرثها عباد الله الصالحون - 00:19:56
عبادي يرثها ان يسكن فيها بعد اهلها. عبادي الصالحون اي من قام بعبودية الله جل وكان صالحا في ذلك بحيث افرد الله بالعبادة وسار على النبوية في عبادته لله جل وعلا. وهناك من قال بان الارض هنا يراد بها - 00:20:23
ارض الدنيا فان الله جل وعلا قد تكفل لاولياءه المؤمنين بان يجعل لهم النصر كما قال سبحانه انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ثم قال ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين. يعني في هذه الدنيا او في ذلك الانتصار - 00:20:53
دنيوي بلغة اي وسيلة توصلنا الى الاخرة. وفي هذا دلالة على ان ما يؤتاه العبد من الدنيا لا ينقص مكانته متى استعمل ما اتاه الله من الدنيا في رضوان الله سبحانه وتعالى. بل يكون بذلك من الشاكرين الذين تعظم درجاتهم - 00:21:23
قالوا منازلهم؟ قال ان في هذا اما في القرآن واما في الوعد الالهي بعث العباد يوم المعاد واما بوعده لاهل الصلاح بان تكون لهم العاقبة في الدنيا لبلاغا. اما ان يكون من البلاغ الذي هو التذكير والتعريف بشرع الله واما من البلغة وهي ما - 00:21:53
خذه الانسان في سفره يتزود به ليتمكن من قطع سفره لقوم عابدين فمن كان عابدا لله فان الله جل وعلا يمكنه من فهم كتابه ومعرفة معانيه. ثم قال تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. يخاطب الله جل وعلا نبيه الكريم - 00:22:23
له انه قد بعثه للناس وجعله نبيا رسولا من اجل ان يكون هذا من اسباب الرحمة بالعباد. والرحمة تكون بجلب الخيرات ودرء الشرور والسيئات. وتشمل متى في ظواهر احوال الناس كما هو في معايشهم وتشمل ما يكون في بواطنهم من - 00:22:53
النفسية وقوله للعالمين اي للجن والانس. فبعثة محمد صلى الله عليه وسلم مشتملة على رحمة وخلق يا جماعيين على رحمة المؤمن ورحمة الكافر. رحمة الرجل ورحمة المرأة رحمة الكبير ورحمة - 00:23:23
فالجميع في رحمة الله جل وعلا التي انزلها على هذا النبي الكريم. ومن تأمل احكامها هذه الشريعة وجد انها مشتملة على ما يكون سببا من اسباب صلاح صلاح احوال الناس - 00:23:47
واستقامة امورهم وسعادتهم. ولذا قال الا رحمة للعالمين وكما جاءت الشريحته برحمة المؤمنين جاءت برحمة غيرهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض. يرحمكم من في السماء. فانظر الى قوله - 00:24:07
ارحموا من في الارض ليشمل بذلك الانس والجن والحيوان والطير والحي والميت والكل قد جاءت الشريعة بما يكون سببا لرحمتهم. ثم قال جل وعلا لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم قل اي اخبر هؤلاء القوم الذين يطالبونك بنزول العذاب والعقوبة بان هذا الامر ليس اليك - 00:24:33
وانما الامر وانما اليك انما الامر الى الله وانما الذي اليك هو النذارة والتخويف والترهيب. ولذا قال قل انما اي ينحصر شأني في ان يوحى الي. فيأتيني الملك من السما بالوحي من - 00:25:06
عند الله عز وجل فيه امره ونهيه وفيه كتابه انما الهكم اله واحد. اي المعبود الذي ينبغي بل يجب عليكم ان تعبدوه هو الله وحده وبالتالي فتصريف الامور عند الله ليس عند النبي ولا عند احد من الناس و - 00:25:31
انزال العقوبة انما هو من عند الله جل وعلا. ولذلك ينبغي بكم ان تكونوا عقلاء تأملوا في ذلك فتخافوا من الله الذي لا زالت نعمه عليكم متوالية فهل انتم مسلمون - 00:25:58
هذا سؤال تحظيظ وترغيب في جعلهم يسلمون نياتهم ومقاصدهم لله فلا يعبدون الا الله جل وعلا فان تولوا اي اذا كان شأنهم ان يعرضوا عن دعوتك وان لا يستجيبوا لما تدعوهم اليه فحين اذ - 00:26:20
استمر في دعوتك ولا تهتم لشأنهم وقل اذنتكم على سواء. اي اخبرهم بانك قد اعلمتهم واخبرتهم بحيث اصبح الامر على جهة السوية فيما بينك وبينهم باطلاع على ان تصريف الامور وانزال العقوبات انما هو من عند الله جل وعلا. وبالتالي - 00:26:46
ساويت معكم في العلم بذلك. وان ادري اي انا لا اعلم متى هو موعد العذاب الذي سينزل بكم ولا ادري هل هو وقت قريب في ايام وساعات او هو بعيد يحتاج - 00:27:17
الى وقت اخر فانما توعدونه تذكرون به من العذاب الشديد. فاني لا اعلم وقته وانما علمه عند الله جل وعلا الذي يعلم الجهر من القول. فما تكلم به الناس وما رفعوا به - 00:27:37
اصواتهم فان الله جل وعلا يعلمه. وكذلك يعلم ما تكتمون. اي ما تسرونه فيما بينكم وتتحدثون به فيما بينكم وكذلك يعلم ما تسرونه في صدوركم ان الله جل وعلا مطلع على جميع ذلك لا يخفى عليه شيء من اموركم. ومن هنا يؤكد على تصحيح - 00:27:59
فان الله جل وعلا عالم بها قال تعالى وان ادري يعني بانني لا اعلم لعله فتنة لكم. اي لعل تأجيل العذاب يكون اختبارا لكم واعطاء فرصة لكم لتعودوا الى الله جل وعلا. وفي ذلك متاع الى - 00:28:27
اي تتمتعون بامور دنياكم الى وقت ات اما وقت الموت او وقت نزول العقوق الشديدة فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم الا التسليم لله جل وعلا. ولذا قال رب احكم بالحق. اي يا الهي انت الذي تصرف الكون وبالتالي - 00:28:53
احكم وافصل بيننا وبين هؤلاء الكافرين بالحق وربنا اي ذلكم الاله الذي نعبده ولا زالت نعمه علينا متتابعة هو الرحمن الذي يرحم العباد المستعان اي الذي يطلب منه العون وتطلب منه القوة على ما تصفون اي على - 00:29:22
ما ترمون به النبي صلى الله عليه وسلم وشريعته المباركة من اوصاف غير مناسبة ولا لائقة فان الله جل وعلا يعلم بمقالتكم الفاسدة. وهو الذي يعين المؤمنين عند ورود هذه المقالات. يعينهم بالصبر عليها - 00:29:53
ويعينهم برفع مكانتهم ويعينهم بكبت عدوهم ويعينهم بجعل بعض الخلق يقوم بالدفاع عن اهل الحق ويوضح فساد مقالة هؤلاء المبطلين وفي هذه الايات فوائد كثيرة وحكم واحكام. فمن تلك الحكم - 00:30:17
والاحكام ان الله جل وعلا قد قدر في الكون سنة ماضية. ان من هلك بالعذاب بعد اعراضه عن الله فانه لا يرجع الى الدنيا ولن يتمكن من العود اليها. وفي هذه الايات - 00:30:48
التذكير بقصة يأجوج ومأجوج وفيه اشارة الى عظم قدرة الله عز وجل. فالله هو الذي خلق يأجوج ومأجوج. وهو الذي سيمكنهم من طوف الارض في خير الزمان ولذا يخاف المؤمن من ربه الذي - 00:31:09
يقدر على يأجوج ومأجوج ويبعثهم في اخر الزمان. ويقدر على جميع ما في الكون وفي هذه الايات التذكير بيوم الميعاد يوم القيامة وان وعده قريب ومن ثم يستعد الانسان الى ذلك الموقف العظيم - 00:31:33
وفي هذه الايات التذكير بان الجزاء من جنس العمل فلما غفل الكافرون عن ايات الله وحججه وبراهينه كانوا يوم القيامة ممن تشخص ابصارهم وبالتالي تعلق في علو خائفة وجيلة وفي هذه الايات - 00:31:57
ان اهل النار يدعون بالويل والثبور يوم القيامة وفي هذه الايات في قوله بل كنا ظالمين اي انهم اقروا على انفسهم بانهم ظلموا هذه الانفس باعراضها عن الله وعن الحق - 00:32:25
وفي هذه الايات ان المشركين ومعبوداتهم من دون الله يكونون في نار جهنم حطبا لها. مع انها لا آآ تحرقهم الاحراق الكامل. وانما كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها - 00:32:45
اه وفي هذه الايات ابطال الهة المعبودات التي تعبد من دون الله جل وعلا. وبيانا ان العبادة حق خالص لله جل وعلا. وفي هذه الايات ان المشركين ومعبودات من دون الله يلقيهم الله في نار جهنم ليكون ذلك - 00:33:09
من اسباب حنق نفوسهم ومن اسباب ظيقها لرؤيتهم لمعبوداتهم التي كانوا يعظمونها ما في الدنيا وقد القيت في نار جهنم وفي هذه الايات بيان شان يا اهل النار في الزفير العظيم الذي يخرج من صدورهم - 00:33:37
واشتغالهم بسماع الاصوات المزعجة المقلقة في نار جهنم. وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على بعض عباده بان يجعلهم من اهل الاحسان ويبعدهم عن نيراني القبور. ونيران جهنم. اعاذنا الله واياكم منها - 00:34:02
وفي هذه الايات ان قدر الله غالب وان ما قدره في الازل فانه جار لا محالة وفي هذه الايات تفضل الله جل وعلا على اهل الجنان بان لا يسمعوا اصوات اهل النار ولا اصوات النار عند - 00:34:31
كما يأكل بعضها بعضا وفي هذه الايات سعة نعيم اهل الجنة وعظم ثوابهم فقد سلمهم الله من انواع الشر والظرر في قلوبهم وفي ابدانهم وفي السنتهم وفي سائر جوارحهم ويكونون فيما ترغبه في نفوسهم - 00:34:52
وفي هذه الايات مشروعية تلقي الزائر عند قدومه اليك. كما يبعث الله الملائكة المؤمنين ليدخلوهم الجنان ويطيبوا نفوسهم وفي هذه الايات التأكيد على ان وعد الله باليوم الاخر وعد صادق لا محالة - 00:35:21
وفي هذه الايات ذكر ما يفعله الله جل وعلا بالسماوات يوم القيامة. حيث يطويها كطي السجل كتب وفي هذه الايات اثبات المعاد وان العباد سيعودون الى الله فيحاسبهم على اعمالهم - 00:35:50
انا كنا فاعلين فان وعد الله لا محالة حق وواقع وفي هذه الايات ان النصر في اخر الامر يكون لاهل الايمان والتقوى. كما قال تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة - 00:36:15
ات الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وفي هذه الايات ان سنة الله ماضية وباقية ابدا الاباد وفي هذه الايات ان من اسباب التمكين في الارض ان يكون المرء عابدا لله صالحا في حياته - 00:36:35
وفي هذه الايات بيان ان هذا القرآن نزل بلاغا ليذكر الناس بالله جل وعلا. وفيها ان اعظم من ينتفع المواعظ هم اهل العبادة والصلاح وفي هذه الايات فظل الله جل وعلا على الخلق بارسال محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة - 00:36:59
للعالمين بلا استثناء وفي هذه الايات حاصروا مهمة النبي صلى الله عليه وسلم في في تبليغ الدعوة والوحي الذي ينزل من عند الله عز وجل وفي هذه الايات ان العبادة حق خالص لله. لا يجوز ان يصرف منها شيء لغير الله جل - 00:37:28
لو علا فلا يجوز ان يصرف منها صغير ولا كبير ولا نبي ولا ولي ولا ملك ولا صالح. وانما العبادة كلها حق خالص لله جل وعلا. فهل انتم مسلمون وفي هذا بيان ان الاسلام انما يكون بالتوحيد - 00:37:58
فلا يكون للاسلام الا بافراد الله جل وعلا بالعبادة. وفي هذه الايات ان مهمة الرسل والدعاة واتباع الرسل انما هي في البلاغ وفي تعريف الناس بالشرع وخصوصا في اصوله العظيمة - 00:38:27
ومن ثم اذا لم يستجيبوا لداعية الحق فانه يخبرهم بانه قد اعلمهم بحيث اصبح معهم هم على حد سواء واما ما تطالبون به من نزول العقوبات فامره الى الله. وفي هذا دلالة على ان النبي - 00:38:49
الله عليه وسلم لا يتصرف في الكون وانما هو مربوب لله جل وعلا. اذا اراد منه شيء قال له كن فيكون وفي هذه الايات اخفاء وقت الساعة وعدم اظهارها لحكم يراها سبحانه وتعالى - 00:39:13
اه وفي هذه الايات سعة علم الله واطلاعه على جميع الموجودات بلا استثناء اه فانه جل وعلا يعلم الاقوال كلها سواء ما تكلم به الانسان وجههر به او ما خاطب به بدون جهر او ما كتمه في صدره من انواع الهموم - 00:39:36
ونحوها وبالتالي فانني لا ادري اي لا اعلم ما هي الحكمة وما هو الحكم لعله فتنة لكم. اي لعل بقاء الشأن على ليكون اختبارا لكم. ومتاع الى حين. اي من الامور التي تستمتعون وتتمتعون بها في - 00:40:08
في حياتكم وحينئذ اجاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال رب احكم بالحق اي ليكن اي ان يكن من امرك يا ربي ان تبادر بالحكم بالحق بين المؤمنين والكافرين. وفي هذا - 00:40:35
توسل لله جل وعلا اقرار العبد بان الله هو الذي رباه وقام على شؤونه قال ربي احكم بالحق قيل بان المراد به نزول العذاب وقيل جريان السنن الكونية. وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون - 00:40:58
اي ان الذي تفضل علينا بانواع النعم فاعطانا هذه الابدان وهذه الجوارح وانواع ما في دنيا فهذا هو الرحمن. رحمنا وليس معنى ذلك ان ما اتانا اياه بسبب افعالنا وانما هو رحمة من عند رب العزة - 00:41:21
والجلال ولذا كان من شأنه انه المستعان اي الذي يطلب منه العون على ما تصفون اي على ما تنسبونه الى انبياء الله عليهم السلام من مثل موسى وهارون ونحوهم ومن مثل ابراهيم عليه السلام - 00:41:46
لانهم يصفونهم باوصاف غير لائقة بهم. ولذا قال المستعان على ما تصفون وفي هذا وجوب ان يصف الانسان ربه جل وعلا بالاوصاف اللائقة به. هذا واسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم صلاحا وفلاحا ونجاحا. وان يغفر لنا ذنوبنا وان يرفع - 00:42:10
درجاتنا وان يجعلنا في عواقب الامور على احسنها واكملها. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين في كل مكان الى كل خير. وان يجعلهم من الهداة المهتدين. من اسباب الخير والهدى والصلاح. كما سله - 00:42:39
جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا في هذه البلاد خادم الحرمين وسمو ولي عهده لما يحب ويرضى وان يجعلهم من اهل البر والتقوى. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير. وان يجعلنا وان يجعلني - 00:42:59
واياكم الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:43:19
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا اخر لقاء من لقاءات تفسير سورة الانبياء باذن الله جل وعلا. نتناول فيه تفسير الايات الاخيرة من هذه السورة العظيمة - 00:00:07
من الاية الخامسة والتسعين الى اخر السورة يقول فيها تعالى وحرام على قرية التحريم هنا تحريم قدري كوني فان الله جل وعلا قد جعل هذا الكون يسير على سنن لا يتخلف عنها البتة. وقوله وحرام على قرية - 00:01:17
استصغر جميع ما في الدنيا حتى جعله بمثابة القرية اليسيرة حرام على قرية اهلكناها اي انزلنا بها العقوبة التي تستأصلها فمن كان كذلك فانهم لا يرجعون الى الدنيا من اجل ان يصححوا مسارهم وان - 00:01:43
يغير طريقة عملهم او انهم لا يرجعون في ظنهم الى الله جل وعلا بل لا بد ان يرجعوا اليه قال تعالى حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج اي ان الدنيا ستسير على هذا المنال. وذلك ان الله جل وعلا يجعل على - 00:02:06
من في هذه الارض في حضارتهم عندما يعرضون عن الله وعن شرعه ان ينزل عليهم العقوبة التي تستأصلهم. ويستمر الامر على ذلك من امة الى اخرى ومن حضارة الى اخرى. يعرضون عن الله فيعرظ الله عنهم. ويخالفنا امر الله - 00:02:34
ويظادون شرعه فينزل بهم العقوبة وتستمر الحياة هكذا حتى يأتي حتى اخر الزمان يفتح الله ليأجوج ومأجوج ومأجوج ويأجوج ومأجوج قبيلتان عظيمتان فيهما اعداد وفيرة وفيهما اشخاص كثر اذى منهم الاولون فبنى لهم فبنى - 00:02:59
لهم ذو القرنين سدا بحيث لا يتمكنون من اذية الخلق. هم تحت ذلك السد والله اعلم اين هو. فان معلومات البشر مهما كثرت فهي قاصرة لا يمكن ان تبلغ غاية امر الله جل - 00:03:31
على وخلقه حتى يأتي اخر الزمان فيفتح لهم ذلك السد. فهم يحاولون فتحه في كل يوم يفتحون من يسيرا ثم يعيده الله جل وعلا حتى يأتي اخر الزمان فيفتح لقبيلة يأجوج - 00:03:56
ومأجوج ويدلك على كثرتهم ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من انهم بمثابة من كل مئة تسعة وتسعين قال وهم من كل حدب ينسلون. اي في اخر الزمان عندما يفتح ليأجوج ومأجوج السد - 00:04:18
يأتون مقبلين كأنهم من يأتي من ارض عالية وهو مسرع فانه بسرعة فائقة. وهكذا يأجوج ومأجوج. سيأتون الى من في الارض عندما يفتح لهم السد بسرعة فائقة اما بقدرتهم في ابدانهم واما بالات يسخرها الله جل - 00:04:44
على لهم والحجب الارض المرتفعة وينسلون اي يسرعون حينئذ يكون قد اقترب الوعد الحق اي اصبح يوم القيامة قريبا من الناس. ولم يعد بينه وبينهم وقت طويل. والوعد الحق وعد الله جل وعلا بالساعة وبعث الاجزاء - 00:05:14
الاجساد ومحاسبتها في يوم القيامة في ذلك الوقت فاذا هي شاخصة ابصار الذين كفروا. اي ان الكافرين لحسرتهم بتوقعهم العاقبة السيئة في الاخرة تصبح اعينهم شاخصة. تنظر الى اعلى بدون ان - 00:05:43
يغمض لها جفن بسبب هول ذلك اليوم وبسبب توقعهم للعذاب الاليم وبسبب انهم حينئذ اصبحوا يوقنون بصحة ما كانوا يكذبون به سابقا. وبالتالي ترتفع اصواتهم يا ويلنا اي لنا الثبور - 00:06:09
ولنا العاقبة السيئة ولنا المآل شديد العقوبة قد كنا في غفلة عن هذا اي كنا في الدنيا نسير على مقتضى اهواءنا ورغباتنا وبالتالي غفلنا عن هذا اليوم العظيم الذي يبعث فيه العباد. وبالتالي نتذكر تلك الايات التي - 00:06:36
بوصف هؤلاء باللعب والاعراض من مثل قوله تعالى لاهية قلوبهم ومن مثل قوله جل وعلا فلما احسوا بأسنا اذا هم منها يركضون الى ان قالوا يا لنا انا كنا ظالمين. وما ذكره الله جل وعلا عنهم من اعراظهم عن الحق في قوله - 00:07:06
بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون وحينئذ يتذكرون تلك المقالة فهذه المقالة يا ويلنا انا كنا ظالمين يقولها الناس في الدنيا عندما تنزل بهم العقوبة التي تكون بسبب افعالهم واعراضهم عن الله جل وعلا. ولذا قال كذلك - 00:07:36
كنجز الظالمين. ويقولونها ايضا في يوم القيامة. حينما يبعثون من قبورهم ويحاسبون على افعالهم وبالتالي نتذكر قول الله جل وعلا بل هم عن ذكر ربهم معرضون. بل هم عن ذكر - 00:08:08
بهم معرضون وفي هذه الايات اشارة الى عظم ذلك اليوم العظيم يوم الاخرة و ثم قال تعالى انكم يعني في ذلك اليوم ستكونون حصب وستكونون حصب جهنم اي حطب نار نار الله الموقدة. انكم وما تعبدون من دون الله. اما المعبودات - 00:08:34
التي تعبد من دون الله جل وعلا برضاها. واما عبادتكم التي كنتم تصرفونها لغير ستكون جميعا حصب جهنم. فان قال قائل هؤلاء الكفار عقل دخولهم في نار جهنم فلم دخلت معبوداتهم ومنها احجار واصنام وتماثيل - 00:09:09
قناة فيقال لهم في هذا بان هناك معاني عظيمة منها انهم ييأسون من وجود ناصر لهم فقد كانوا في الدنيا يظنون انها تنصرهم. فاذا وجدوا انها معهم في النار علموا انها لا تنصرهم - 00:09:39
شيئا ومن ذلك ايضا انه تحبط اعمالهم بوجود معبوداتهم معهم. لانهم حينئذ يعلمون ان الاعمال التي كانوا يفعلونها لاصنامهم ومعبوداتهم لن تنفعهم في ذلك اليوم شيئا ومن المعاني ان هؤلاء المشركين لما علموا بطلان معبوداتهم هذا اصبحت معبودات - 00:09:59
كريهة لنفوسهم. وبالتالي فهم عند رؤيتهم لها يكون هذا من اسباب تعاسة قلوبهم لانهم يشاهدون ما لا يرغبون في ثم قال تعالى انتم لها واردون. اي انتم واصنامكم ومعبوداتكم من دون الله - 00:10:34
ستردون نار جهنم وتصلون اليها وبالتالي تعلمون بطلانا عبادتكم ومن ثم تتحسرون على فوات الاوقات في الدنيا بعبادة هذه المعبودات التي تعبد من دون الله. قال تعالى لو كان هؤلاء الهة - 00:11:02
اي لو كانت هذه المعبودات تستحق ان تعبد من دون الله لما وردوا في نار جهنم ولما دخلوا تلك النار وكل فيها خالدون. اي ان العابدين والمعبودات من دون الله - 00:11:28
في نار جهنم ابد الاباد. لهم فيها زفير. اي تخرج من اجوافهم اصوات انفاسهم بسبب ما لحقهم من التعب الشديد. والحرارة الشديدة والاذى العظيم فيها لا يسمعون. اي انهم لما - 00:11:48
كانوا في نار جهنم اصبحوا يسمعون الاصوات الغليظة من تلك النار في لهيبها وفي تشقق بعظها عن بعض وفي سقوط بعضها على بعضها الاخر. وبالتالي اصبحوا لا يسمعون لا اصوات نار لجهنم - 00:12:13
ولما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم بان مما عبد من دون الله الملائكة والمسيح وعزير قال رب العزة والجلال ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنهم عنها مبعدون - 00:12:40
فرد على هؤلاء مقالتهم عندما قالوا بان هذه بان هذه المعبودات التي توعدتموها بالنار يدخل من ضمنها عيسى والملائكة. فرد الله عليهم بقوله ان هؤلاء سبقت لهم منا الحسنى. وبالتالي لن يدخلوا في نار جهنم - 00:13:03
وقد قال بعضهم في قوله انكم وما تعبدون بانما انما هي لغير العاقل وهذه وهؤلاء من العقلاء. وقال بعضهم انكم وما تعبدون بان ما هنا مصدرية كانه قال انكم وعبادتكم من دون الله حصب جهنم بحيث يؤتى بالعبادات فتحول من - 00:13:30
اعراضا الى كونها ذواتا واجساما كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فان هذه الكلمات تحول يوم القيامة من كونها اعراضا لكونها - 00:14:00
ابتسامة ليمكن وزنها فقال تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اي قدر الله لهم في الازل انهم يحسنون في اعمالهم او انهم يسابقون في الحسنات اولئك عنها مبعدون. اي ان الله لن يدخلهم في نار جهنم ولن يجعلهم من اهلها وانما - 00:14:30
يبعدهم الله جل وعلا عنها. لا يسمعون حسيسها اي ان الصوت العظيم الذي يكون في نار جهنم من تحركها وزفرتها ونفسها الشتائي والصيفي لا يسمعه الذين سبقت لهم من الله الحسنى - 00:14:58
بل هم فيما اشتهت انفسهم خالدون. اي ان الله جل وعلا يعطيهم من النعيم العظيم يحقق لهم ما يرغبون فيه وما يتمنونه. فكلما تمنى متمن منهم شيئا حققه الله لو علا له ولذا قال وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون. لا يحزنهم الفزع الاكبر - 00:15:22
الاكبر الصوت العظيم يوم القيامة فانه عندما تقوم القيامة لا يحزنون على ما مضى لا يحزنون على فراق الدنيا ولا يحزنون على فعلهم في الدنيا وانما يكونون سعيدين بما قدموه لان الله جل - 00:15:52
على سيدخلهم الجنة. وقيل بان لا يحزنهم اي لا يقلقهم ولا يفزعهم الفزع الاكبر الصوت العظيم الذي تعلن به قيام الساعة يؤذن فيه للفصل بين اهل الموقف. بل شأنهم ان الملائكة - 00:16:18
تتلقاهم اي تكون في وجوههم يرحبون بهم و يعطونهم من البشرى ما تطمئن به نفوسهم ويقولون لهم هذا يومكم. اي هذا آآ يوم انتصاركم ويوم فوزكم ويوم نجاتكم ويوم فلاحكم الذي كنتم توعدون اي الذي - 00:16:45
يعدكم الله به و يمنيكم اياه اذا فعلتم الخير والعمل الصالح في ذلك اليوم يطوي الله السماوات. هذه السماوات العظيمة بما فيها من الكواكب السيارة مجرات المتنوعة وبما فيها من انواع المخلوقات يطويها رب العزة والجلال. اي يجعل - 00:17:15
رافها على اطرافها الاخرى كطي السجل للكتب. كما ان الورقة تطوى بعد الكتابة فيها فهكذا السماوات يوم القيامة تطوى مثل طي الاوراق في الكتب ثم يقول تعالى كما بدأنا اول خلق نعيده. اي اننا سنعيد العباد و - 00:17:45
انحشرهم يوم القيامة ونخلقهم مرة اخرى وذلك ان من كان قادرا على على احياء الخلق في المرة الاولى وعلى خلقهم في المرة الاولى هو قادر على بعثهم واحيائهم في المرة الاخرى - 00:18:17
وهذا وعد من الله جل وعلا ووعد الله لا يمكن ان يتخلف قال تعالى انا كنا فاعلين. اي نقدر على ذلك ولا يعجزنا فان من خلق الخلق اول مرة قادر على اعادتهم. وفيه - 00:18:39
تحقيق البعثة انا كنا فاعلين اي سنبعثهم لا محالة ولن يكون هناك اي تردد في ذلك ثم قال تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون. اي سنة الله في الكون المقدرة في - 00:19:01
باللوح المحفوظ في سجل الاحداث عند رب العزة والجلال. ومنه نقل ذلكم الوعد الى الكتب السماوية التي تنزل على الناس ومنها الزبور الذي انزل على داوود وكذا بقية الكتب السماوية فانها تؤكد على - 00:19:28
ان الفوز في يوم القيامة هي لاهل الصلاح الذين عبدوا الله وحده وساروا على طريقة نبي صلى الله عليهم وسلم. وبالتالي يكون المراد بالارض هنا ارض الجنان فانهم فانه يرثها عباد الله الصالحون - 00:19:56
عبادي يرثها ان يسكن فيها بعد اهلها. عبادي الصالحون اي من قام بعبودية الله جل وكان صالحا في ذلك بحيث افرد الله بالعبادة وسار على النبوية في عبادته لله جل وعلا. وهناك من قال بان الارض هنا يراد بها - 00:20:23
ارض الدنيا فان الله جل وعلا قد تكفل لاولياءه المؤمنين بان يجعل لهم النصر كما قال سبحانه انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ثم قال ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين. يعني في هذه الدنيا او في ذلك الانتصار - 00:20:53
دنيوي بلغة اي وسيلة توصلنا الى الاخرة. وفي هذا دلالة على ان ما يؤتاه العبد من الدنيا لا ينقص مكانته متى استعمل ما اتاه الله من الدنيا في رضوان الله سبحانه وتعالى. بل يكون بذلك من الشاكرين الذين تعظم درجاتهم - 00:21:23
قالوا منازلهم؟ قال ان في هذا اما في القرآن واما في الوعد الالهي بعث العباد يوم المعاد واما بوعده لاهل الصلاح بان تكون لهم العاقبة في الدنيا لبلاغا. اما ان يكون من البلاغ الذي هو التذكير والتعريف بشرع الله واما من البلغة وهي ما - 00:21:53
خذه الانسان في سفره يتزود به ليتمكن من قطع سفره لقوم عابدين فمن كان عابدا لله فان الله جل وعلا يمكنه من فهم كتابه ومعرفة معانيه. ثم قال تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. يخاطب الله جل وعلا نبيه الكريم - 00:22:23
له انه قد بعثه للناس وجعله نبيا رسولا من اجل ان يكون هذا من اسباب الرحمة بالعباد. والرحمة تكون بجلب الخيرات ودرء الشرور والسيئات. وتشمل متى في ظواهر احوال الناس كما هو في معايشهم وتشمل ما يكون في بواطنهم من - 00:22:53
النفسية وقوله للعالمين اي للجن والانس. فبعثة محمد صلى الله عليه وسلم مشتملة على رحمة وخلق يا جماعيين على رحمة المؤمن ورحمة الكافر. رحمة الرجل ورحمة المرأة رحمة الكبير ورحمة - 00:23:23
فالجميع في رحمة الله جل وعلا التي انزلها على هذا النبي الكريم. ومن تأمل احكامها هذه الشريعة وجد انها مشتملة على ما يكون سببا من اسباب صلاح صلاح احوال الناس - 00:23:47
واستقامة امورهم وسعادتهم. ولذا قال الا رحمة للعالمين وكما جاءت الشريحته برحمة المؤمنين جاءت برحمة غيرهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض. يرحمكم من في السماء. فانظر الى قوله - 00:24:07
ارحموا من في الارض ليشمل بذلك الانس والجن والحيوان والطير والحي والميت والكل قد جاءت الشريعة بما يكون سببا لرحمتهم. ثم قال جل وعلا لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم قل اي اخبر هؤلاء القوم الذين يطالبونك بنزول العذاب والعقوبة بان هذا الامر ليس اليك - 00:24:33
وانما الامر وانما اليك انما الامر الى الله وانما الذي اليك هو النذارة والتخويف والترهيب. ولذا قال قل انما اي ينحصر شأني في ان يوحى الي. فيأتيني الملك من السما بالوحي من - 00:25:06
عند الله عز وجل فيه امره ونهيه وفيه كتابه انما الهكم اله واحد. اي المعبود الذي ينبغي بل يجب عليكم ان تعبدوه هو الله وحده وبالتالي فتصريف الامور عند الله ليس عند النبي ولا عند احد من الناس و - 00:25:31
انزال العقوبة انما هو من عند الله جل وعلا. ولذلك ينبغي بكم ان تكونوا عقلاء تأملوا في ذلك فتخافوا من الله الذي لا زالت نعمه عليكم متوالية فهل انتم مسلمون - 00:25:58
هذا سؤال تحظيظ وترغيب في جعلهم يسلمون نياتهم ومقاصدهم لله فلا يعبدون الا الله جل وعلا فان تولوا اي اذا كان شأنهم ان يعرضوا عن دعوتك وان لا يستجيبوا لما تدعوهم اليه فحين اذ - 00:26:20
استمر في دعوتك ولا تهتم لشأنهم وقل اذنتكم على سواء. اي اخبرهم بانك قد اعلمتهم واخبرتهم بحيث اصبح الامر على جهة السوية فيما بينك وبينهم باطلاع على ان تصريف الامور وانزال العقوبات انما هو من عند الله جل وعلا. وبالتالي - 00:26:46
ساويت معكم في العلم بذلك. وان ادري اي انا لا اعلم متى هو موعد العذاب الذي سينزل بكم ولا ادري هل هو وقت قريب في ايام وساعات او هو بعيد يحتاج - 00:27:17
الى وقت اخر فانما توعدونه تذكرون به من العذاب الشديد. فاني لا اعلم وقته وانما علمه عند الله جل وعلا الذي يعلم الجهر من القول. فما تكلم به الناس وما رفعوا به - 00:27:37
اصواتهم فان الله جل وعلا يعلمه. وكذلك يعلم ما تكتمون. اي ما تسرونه فيما بينكم وتتحدثون به فيما بينكم وكذلك يعلم ما تسرونه في صدوركم ان الله جل وعلا مطلع على جميع ذلك لا يخفى عليه شيء من اموركم. ومن هنا يؤكد على تصحيح - 00:27:59
فان الله جل وعلا عالم بها قال تعالى وان ادري يعني بانني لا اعلم لعله فتنة لكم. اي لعل تأجيل العذاب يكون اختبارا لكم واعطاء فرصة لكم لتعودوا الى الله جل وعلا. وفي ذلك متاع الى - 00:28:27
اي تتمتعون بامور دنياكم الى وقت ات اما وقت الموت او وقت نزول العقوق الشديدة فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم الا التسليم لله جل وعلا. ولذا قال رب احكم بالحق. اي يا الهي انت الذي تصرف الكون وبالتالي - 00:28:53
احكم وافصل بيننا وبين هؤلاء الكافرين بالحق وربنا اي ذلكم الاله الذي نعبده ولا زالت نعمه علينا متتابعة هو الرحمن الذي يرحم العباد المستعان اي الذي يطلب منه العون وتطلب منه القوة على ما تصفون اي على - 00:29:22
ما ترمون به النبي صلى الله عليه وسلم وشريعته المباركة من اوصاف غير مناسبة ولا لائقة فان الله جل وعلا يعلم بمقالتكم الفاسدة. وهو الذي يعين المؤمنين عند ورود هذه المقالات. يعينهم بالصبر عليها - 00:29:53
ويعينهم برفع مكانتهم ويعينهم بكبت عدوهم ويعينهم بجعل بعض الخلق يقوم بالدفاع عن اهل الحق ويوضح فساد مقالة هؤلاء المبطلين وفي هذه الايات فوائد كثيرة وحكم واحكام. فمن تلك الحكم - 00:30:17
والاحكام ان الله جل وعلا قد قدر في الكون سنة ماضية. ان من هلك بالعذاب بعد اعراضه عن الله فانه لا يرجع الى الدنيا ولن يتمكن من العود اليها. وفي هذه الايات - 00:30:48
التذكير بقصة يأجوج ومأجوج وفيه اشارة الى عظم قدرة الله عز وجل. فالله هو الذي خلق يأجوج ومأجوج. وهو الذي سيمكنهم من طوف الارض في خير الزمان ولذا يخاف المؤمن من ربه الذي - 00:31:09
يقدر على يأجوج ومأجوج ويبعثهم في اخر الزمان. ويقدر على جميع ما في الكون وفي هذه الايات التذكير بيوم الميعاد يوم القيامة وان وعده قريب ومن ثم يستعد الانسان الى ذلك الموقف العظيم - 00:31:33
وفي هذه الايات التذكير بان الجزاء من جنس العمل فلما غفل الكافرون عن ايات الله وحججه وبراهينه كانوا يوم القيامة ممن تشخص ابصارهم وبالتالي تعلق في علو خائفة وجيلة وفي هذه الايات - 00:31:57
ان اهل النار يدعون بالويل والثبور يوم القيامة وفي هذه الايات في قوله بل كنا ظالمين اي انهم اقروا على انفسهم بانهم ظلموا هذه الانفس باعراضها عن الله وعن الحق - 00:32:25
وفي هذه الايات ان المشركين ومعبوداتهم من دون الله يكونون في نار جهنم حطبا لها. مع انها لا آآ تحرقهم الاحراق الكامل. وانما كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها - 00:32:45
اه وفي هذه الايات ابطال الهة المعبودات التي تعبد من دون الله جل وعلا. وبيانا ان العبادة حق خالص لله جل وعلا. وفي هذه الايات ان المشركين ومعبودات من دون الله يلقيهم الله في نار جهنم ليكون ذلك - 00:33:09
من اسباب حنق نفوسهم ومن اسباب ظيقها لرؤيتهم لمعبوداتهم التي كانوا يعظمونها ما في الدنيا وقد القيت في نار جهنم وفي هذه الايات بيان شان يا اهل النار في الزفير العظيم الذي يخرج من صدورهم - 00:33:37
واشتغالهم بسماع الاصوات المزعجة المقلقة في نار جهنم. وفي هذه الايات فضل الله جل وعلا على بعض عباده بان يجعلهم من اهل الاحسان ويبعدهم عن نيراني القبور. ونيران جهنم. اعاذنا الله واياكم منها - 00:34:02
وفي هذه الايات ان قدر الله غالب وان ما قدره في الازل فانه جار لا محالة وفي هذه الايات تفضل الله جل وعلا على اهل الجنان بان لا يسمعوا اصوات اهل النار ولا اصوات النار عند - 00:34:31
كما يأكل بعضها بعضا وفي هذه الايات سعة نعيم اهل الجنة وعظم ثوابهم فقد سلمهم الله من انواع الشر والظرر في قلوبهم وفي ابدانهم وفي السنتهم وفي سائر جوارحهم ويكونون فيما ترغبه في نفوسهم - 00:34:52
وفي هذه الايات مشروعية تلقي الزائر عند قدومه اليك. كما يبعث الله الملائكة المؤمنين ليدخلوهم الجنان ويطيبوا نفوسهم وفي هذه الايات التأكيد على ان وعد الله باليوم الاخر وعد صادق لا محالة - 00:35:21
وفي هذه الايات ذكر ما يفعله الله جل وعلا بالسماوات يوم القيامة. حيث يطويها كطي السجل كتب وفي هذه الايات اثبات المعاد وان العباد سيعودون الى الله فيحاسبهم على اعمالهم - 00:35:50
انا كنا فاعلين فان وعد الله لا محالة حق وواقع وفي هذه الايات ان النصر في اخر الامر يكون لاهل الايمان والتقوى. كما قال تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة - 00:36:15
ات الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وفي هذه الايات ان سنة الله ماضية وباقية ابدا الاباد وفي هذه الايات ان من اسباب التمكين في الارض ان يكون المرء عابدا لله صالحا في حياته - 00:36:35
وفي هذه الايات بيان ان هذا القرآن نزل بلاغا ليذكر الناس بالله جل وعلا. وفيها ان اعظم من ينتفع المواعظ هم اهل العبادة والصلاح وفي هذه الايات فظل الله جل وعلا على الخلق بارسال محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة - 00:36:59
للعالمين بلا استثناء وفي هذه الايات حاصروا مهمة النبي صلى الله عليه وسلم في في تبليغ الدعوة والوحي الذي ينزل من عند الله عز وجل وفي هذه الايات ان العبادة حق خالص لله. لا يجوز ان يصرف منها شيء لغير الله جل - 00:37:28
لو علا فلا يجوز ان يصرف منها صغير ولا كبير ولا نبي ولا ولي ولا ملك ولا صالح. وانما العبادة كلها حق خالص لله جل وعلا. فهل انتم مسلمون وفي هذا بيان ان الاسلام انما يكون بالتوحيد - 00:37:58
فلا يكون للاسلام الا بافراد الله جل وعلا بالعبادة. وفي هذه الايات ان مهمة الرسل والدعاة واتباع الرسل انما هي في البلاغ وفي تعريف الناس بالشرع وخصوصا في اصوله العظيمة - 00:38:27
ومن ثم اذا لم يستجيبوا لداعية الحق فانه يخبرهم بانه قد اعلمهم بحيث اصبح معهم هم على حد سواء واما ما تطالبون به من نزول العقوبات فامره الى الله. وفي هذا دلالة على ان النبي - 00:38:49
الله عليه وسلم لا يتصرف في الكون وانما هو مربوب لله جل وعلا. اذا اراد منه شيء قال له كن فيكون وفي هذه الايات اخفاء وقت الساعة وعدم اظهارها لحكم يراها سبحانه وتعالى - 00:39:13
اه وفي هذه الايات سعة علم الله واطلاعه على جميع الموجودات بلا استثناء اه فانه جل وعلا يعلم الاقوال كلها سواء ما تكلم به الانسان وجههر به او ما خاطب به بدون جهر او ما كتمه في صدره من انواع الهموم - 00:39:36
ونحوها وبالتالي فانني لا ادري اي لا اعلم ما هي الحكمة وما هو الحكم لعله فتنة لكم. اي لعل بقاء الشأن على ليكون اختبارا لكم. ومتاع الى حين. اي من الامور التي تستمتعون وتتمتعون بها في - 00:40:08
في حياتكم وحينئذ اجاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال رب احكم بالحق اي ليكن اي ان يكن من امرك يا ربي ان تبادر بالحكم بالحق بين المؤمنين والكافرين. وفي هذا - 00:40:35
توسل لله جل وعلا اقرار العبد بان الله هو الذي رباه وقام على شؤونه قال ربي احكم بالحق قيل بان المراد به نزول العذاب وقيل جريان السنن الكونية. وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون - 00:40:58
اي ان الذي تفضل علينا بانواع النعم فاعطانا هذه الابدان وهذه الجوارح وانواع ما في دنيا فهذا هو الرحمن. رحمنا وليس معنى ذلك ان ما اتانا اياه بسبب افعالنا وانما هو رحمة من عند رب العزة - 00:41:21
والجلال ولذا كان من شأنه انه المستعان اي الذي يطلب منه العون على ما تصفون اي على ما تنسبونه الى انبياء الله عليهم السلام من مثل موسى وهارون ونحوهم ومن مثل ابراهيم عليه السلام - 00:41:46
لانهم يصفونهم باوصاف غير لائقة بهم. ولذا قال المستعان على ما تصفون وفي هذا وجوب ان يصف الانسان ربه جل وعلا بالاوصاف اللائقة به. هذا واسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم صلاحا وفلاحا ونجاحا. وان يغفر لنا ذنوبنا وان يرفع - 00:42:10
درجاتنا وان يجعلنا في عواقب الامور على احسنها واكملها. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين في كل مكان الى كل خير. وان يجعلهم من الهداة المهتدين. من اسباب الخير والهدى والصلاح. كما سله - 00:42:39
جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا في هذه البلاد خادم الحرمين وسمو ولي عهده لما يحب ويرضى وان يجعلهم من اهل البر والتقوى. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير. وان يجعلنا وان يجعلني - 00:42:59
واياكم الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:43:19