الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد اسأل الله جل وعلا للجميع علما وتوفيقا وهداية لخيري الدنيا والاخرة. وبعد لما ذكر الله جل وعلا قصة موسى عليه السلام. وما تعرض له من انواع المخاوف - 00:00:33
وما فتن به من انواع المحن وما نجاه الله جل وعلا به من انواع الاقدار. قال تعالى كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق. اي كما قصصنا عليك قصة موسى - 00:01:56
وبينا ما فيها من السنن الكونية التي يجري العباد عليها كذلك نقص عليك ونذكر لك من قصص الانبياء السابقين الذين سبقوك لما في ذلك من الفوائد ففيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:15
وفيه بيان طريقة الانبياء في مكابدة تكذيب المكذبين واعراضهم وكيدهم ومكرهم وفيه ايضا تثبيت الفؤاد. وفيه ايضا موافقة ما عند الانبياء السابقين. قال تعالى وقد اتيناك اي تحقق ان الله جل وعلا قد اعطاك يا ايها النبي من عنده سبحانه لا من - 00:02:38
لغيره ذكرا وهو هذا الكتاب العظيم. لانه يذكر انباء الامم السابقة. ولانه يذكر احكام الله ولانه يذكر بالله جل وعلا. ولان فيه ذكرى يتعظ الانسان بها استعدوا لما امامه ولان هذا الكتاب من تمسك به كان من سبل كان ذلك من - 00:03:11
ايجاد الذكر الحسن له الى يوم القيامة. ويقابل من تمسك به في الذكر منعه اعرض عنه ولم يعطه ما يناسبه من القدر والمكانة ولم يعمل به فانه اي حاله وشأنه انه في يوم القيامة يحمل وزرا اي - 00:03:41
ليقوموا بحمل وبرفع حمل ثقيل يكون على ظهره من اوزاره وذنوبه به ولذلك يكون خالدا فيه يعني في العذاب الذي كان بسبب الاوزار التي عملها في الدنيا وساءلهم يوم القيامة حملا. اي ذلكم الحمل الذي حملوه وذلكم الثقل الذي - 00:04:09
ادفعوه سيكونوا سببا من سوء حالهم ومساءتهم فانه يسوؤهم ويحزنهم ثم ذكر جل وعلا بذلك اليوم العظيم. وما فيه من الاهوال الكبيرة. فهو يوم انفخوا فيه في الصور والصور امر عظيم ومنفاخ يخرج صوتا عظيما. يكون يكون في يوم القيامة ينفخ في - 00:04:39
ليكون ذلك وقت موت العباد جميعا. ثم ينفخ فيه اخرى فيقومون جميعا. وفي يوم القيامة احشروا الله ان يجمعهم ويجعلهم في مكان واحد ويجعل المجرمين يومئذ زرقا اي تتغير والوانهم وتصبح ذات تصبح ابدانهم ذات لون ازرق. وذلك ان البدن - 00:05:16
اذا قل ما فيه من من الدم ازرق. وهكذا شأن هؤلاء المجرمين الذين دموا على الذنب العظيم من الاشراك بالله والكفر به. فانهم يوم القيامة تتغير بسبب هول ذلك اليوم وعظم المطلع فيه. ويكون شأنهم انهم يتخافتون - 00:05:50
ان يكلم بعضهم بعضا سرا او يكلم احدهم نفسه بما يسمعه منه قريبه او قريب منه ويقولون الا بثم الا عشرا. اي ان الوقت الذي جلستم فيه في الدنيا اوقات - 00:06:20
قليلة بمثابة عشر ليال بايامها وهو ان ذلك فيما كان منكم في قبوركم يقول الله جل وعلا مبينا ما هم فيه من الوهم لان ايام الدنيا مضت عندهم سريعا فظنوها - 00:06:40
قليلة. قال تعالى نحن اعلم بما يقولون. اي ما يتكلمون به وما يقدرون به ايام دنياهم معلوم عند رب العزة والجلال. وفي ذلك اليوم يقول امثلهم طريقة. اي افضلهم واحسنهم - 00:07:00
ان لبثتم الا يوما. اي ان مقدار جلوسكم في الدنيا مقدار يسير قليل. بمثابة اليوم الواحد وذلك ان الله جل وعلا يطيل ايام الاخرة حتى يصبح لها الوقت العظيم ماذا يفعل الله بالكون - 00:07:20
في يوم القيامة هكذا سأل بعضهم النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عن الجبال هذه المخلوقات العظيمة التي ترتفع الارتفاعات الشاهقة. لا يستطيع الانسان الى للوصول الى اعلى بعضها الا بالمشقة العظيمة. وما يبذله من الامر الكبير - 00:07:50
فاجاب الله او امر نبيه ان يجيب بان الله ينسفها نسفا والنسف هو ذر الشيء بحيث يصبح اجزاء يسيرة آآ قليلة ضعيفة متفرقة. وقد جاء في في نصوص اخرى ان الله يجعل الجبال كالعهن المنفوش اي - 00:08:21
الذي تم نفشه بحيث يصبح آآ خفيفا آآ يجره الهوى ويحركه الهوى فيذرها قيل يذر الارض بعد ان ينسف الجبال قاعا صفصفا اي ارضا مستوية متطاولة لا علامة بارزة فيها - 00:08:49
وبعضهم قال بان الضمير في يذرها اي يتركها يترك الجبال والاول اظهر قوله ولم تذكر الارض هنا لانها مفهومة من السياق لا ترى فيها اي اذا شاهدت الارض فانك لا تشعر لا تشاهد فيها عوجا ولا امتا. والعوجا - 00:09:23
الذي يكون على جهة الافق والامت هو عدم التساوي من جهة الطول والارتفاع يومئذ في ذلكم اليوم العظيم. يوم القيامة يتبعون الداعي اي يوجد من ينادي الناس ويطلب منهم ان يحضروا عنده فيتبعونه ويسيرون معه لا عوج له - 00:09:49
قيل بان الظمير هنا يعود للداعي فيكون نداؤه لهم نداء يصلهم مباشرة في لحظة واحدة ايه ده مهما ابتعدت اماكنهم وما هذه الاجهزة الجديدة التي تنقل الاصوات عبر المسافات البعيدة الا شاهد لذلك. وقيل بان قوله لا عوج له - 00:10:24
يعود الى من يتبعون الداعي بحيث يسيرون على استقامة واحدة لا يميلون يمينا ولا شمالا. وانما يذهبون في طريق مستقيم. لاجل اجابة الداعي في ذلك اليوم خشعت الاصوات اي سكنت - 00:10:51
وذهبت فلا يوجد اصوات ابدا وذلت من اجل الخشية من الله جل وعلا. مع انه الرحمن الرحيم وفي ذلك اليوم لا يسمع صوت الا الهمس. قيل بانه صوت الاقدام. وقيل بانه الصوت الخفي الذي يخاطب الانسان - 00:11:19
به نفسه وقيل ما يخاطب الانسان به من حوله على جهة التخفي والاسرار يومئذ في ذلك اليوم لا تنفع الشفاعة. اي لا يستفيد احد من الشفاعة فلو قدر ان احدا شفع لاخر وحاول ان يرفع مكانته او ان يدفع عنه عذابا فان هذه الشفاعة - 00:11:47
لا تنفع الا في حال واحدة. وهي الحال التي يجتمع فيها الشرطان شرطا الشفاعة المقبولة واولها ان يأذن الله جل وعلا للشافع ان يأذن الله للشافع فيعطيه الاذن ويمكنه من ان يشفع - 00:12:19
والشرط الثاني ان يكون المشفوع له ممن رظي له الرحمن قولا فرظي افعاله فكان قد قال بكلمة التوحيد لا اله الا الله في ذلك في ذلكم اليوم العظيم. يوم القيامة تتغير احوال الناس ويخضعون لله جل وعلا - 00:12:44
ثم قال تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. اي ان الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء من احوال الناس فهو العالم بما يكون لهم في مستقبل ايامهم وهو العالم بما كان منهم مما مضى في اوائل ايامهم. وهو العالم جل - 00:13:13
وعلى بما قدموه لاخرتهم وما عملوه لدنياهم. اما العباد فانهم لا يحيطون به علما اي لا يكون علمهم بالله من كل جانب بحيث لا يخفى عليهم شيء منه. بل لا يعلمون من الله الا ما اعلمه - 00:13:38
هم به عن نفسه وهكذا لا يحيطون بعلم الله فان الله جل وعلا محيط علمه بكل شيء والعباد لا ولا يتمكنون من ادراك علم الله جميعا بذلكم اليوم عانت الوجوه للحي القيوم - 00:14:03
اي ذلت وخضعت الوجوه فاذا كانت الوجوه وهي مواطن الافتخار والعزة تذل في ذلك اليوم. فما ظنك ببقية اعضاء البدن في ذلكم اليوم تخضع للحي الذي لا يموت ولا ينام - 00:14:29
ولا يغفل عن احوال العباد القيوم الذي قام على امور العباد فرزقهم وصرف امورهم وتولى شؤونهم ام في ذلكم اليوم خاب من حمل ظلما فالذين اشركوا بالله فظلموا انفسهم الظلم العظيم - 00:14:52
فستكون لهم الخسارة بسبب ما حملوه وما كان عندهم من الشرك وقد يدخل في الاية من ظلم نفسه ظلما احاط بحيث احاط الظلم به من كل جانب وفي مقابل هذا الصنف من يعمل اي من يستمر على اداء الصالحات من عبودية الله وحده على - 00:15:18
وفق ما جاء به انبياؤه وهو مؤمن. اي حالته عندما عمل الصالحات انه كان على الايمان فهذا لا يخاف ولا يخشى ظلما ولا هظما. والظلم ان يؤخذ من حسناته والظلم ان يعطى سيئات عليه والهضم ان يؤخذ من حسناته - 00:15:50
وكما قصصنا قصص انبياء الله كما في قوله وكذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق كذلك اي الشأن المستمر ان الله تعالى انزل هذا الكتاب من عنده جل وعلا الى نبيه للعالمين قرآنا اي كتابا تقرأه يقرأه - 00:16:22
الناس حفظا ويقرأونه في المصاحف جاء بلغة العرب الفصيحة التي تشتمل على معان عظيمة وحروف كثيرة لا يوجد مثلها في غيرها من اللغات وصرفنا فيه اي وجهنا في هذا الكتاب وقلبنا فيه انواعا من التقاليد - 00:16:49
ووضعنا فيه اساليب مختلفة من الوعيد مما يخوفهم من عقوبة الاخرة. فمرة ذكر العقوبات التي نزلت بالامم سابقة فكان هذا مما صرف في الكتاب من الوعيد ومرة يذكر في هذا الكتاب - 00:17:17
صفات رب العزة والجلال فهو العزيز الجبار الكبير المنتقم مما يحدث ذكرا في قلوب وهكذا صرف في هذا الكتاب من الوعيد بذكر سنن الله في الكون التي هي قوانين ينظم - 00:17:42
الله بها حياة هذا الكون ومن ذلك ايضا ما ذكره الله جل وعلا من اسمائه وصفاته التي تقتضي الخضوع له له سبحانه وايضا ذكر في هذا الكتاب ما اعد الله جل وعلا - 00:18:03
من نعيم عظيم لاوليائه وما اعده من من العقاب الشديد والعذاب الاليم اعدائه وتصريف هذا الوعيد له فائدة. الا وهي زراعة التقوى في القلوب بحيث يستمرون عليها. فان يتقون فعل مضارع مفيد للاستمرار - 00:18:25
دوام او يحدث لهم ذكرى. اي ان هذا القرآن يجعل من ينظر فيه او يستمع لاياته يتذكر الله جل وعلا فيخاف منه. ويتذكر ما نزل من العقوبات بمن سبقنا فيخاف ان ينزل به مثل ما نزل بهم. ويتذكر ما جعله الله عند - 00:18:53
اي كه من قدرة عظيمة فيخشى ان يسلط ان يسلطهم الله عليه وهكذا يحدث لهم من تذكر المواعظ ما يجعلهم يسيرون على مقتضى الحق الصواب وكذلك يذكرهم بالاخرة. وما اعد الله فيها لاولياءه من النعيم المقيم. وما - 00:19:19
لاعدائه من العذاب الشديد الاليم. ليكون ذلك من اسباب تذكرهم قال تعالى فتعالى الله الملك الحق اي ان الله يترفع ويتنزه عن الظنون الفاسدة والتهم الباطلة والاقاويل السافلة. فهو الملك اي الذي الذي يملك كل ما في الكون - 00:19:50
وملكه ملك حق فان الانسان قد يملك في الدنيا لكنه ملك مؤقت اما ينتهي اما ببيعه واما بوفاة صاحبه. اما ملك الله للكون فهو ملك حق وهو المتصرف فيه على جهة الدوام - 00:20:20
ثم ان ملك المخلوق مقيد. واما ملك الخالق فانه يتصرف في ملكه. بما يشاء بدون ان كون هناك تقييد في تصرفات الله جل وعلا ثم قال تعالى ولا تعجل بالقرآن اي اذا قرأت القرآن فلا تستعجل في قراءته - 00:20:44
فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجل في قراءته. يقول اخشى يقول اخشى ان انساه قال تعالى ولا تعجل بالقرآن من قبلي ان يقضى اليك وحيه. اي ان ينتهي اليك الوحي. فانتظر لا تكرر مع - 00:21:12
الملكي الذي جاءك بالوحي حتى ينتهي نزول الوحي عليك وحينئذ قل ربي اي اطلب من الله جل وعلا ان يزيدك من العلم وظاهر هذا انه من علوم الشريعة علما بالله - 00:21:39
وعلما برسوله صلى الله عليه وسلم وعلما بشريعته ثم ذكر الله جل وعلا قصة اخرى الا وهي قصة ادم عليه السلام. وقد سناها الله جل وعلا في كتابه في مواطن من هذا الكتاب - 00:22:03
ففي هذه الايات احكام وحكم كثيرة فمن تلك الاحكام ان الله جل وعلا يقص على نبيه وعلى امته من بعده عددا من قصص الانبياء عليهم السلام وفي ذلك حكم عظيمة وفوائد كثيرة منها استقرار قلب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:27
بحيث لا يخشى ان تنزل به عقوبة ولا يخشى من ان يتسلط عليه قومه ومن ذلك ان يكون ما قصه الله علينا سببا من اسباب اخذ العبر والعظات والحكم والاحكام - 00:22:58
من قصص الانبياء عليهم السلام وفي هذا ايضا ان العبد عندما يستمع لما عرض لانبيائه واوليائه هنأت نفسه واستقرت وعلم ان العاقبة الحقيقية تكون يوم المعاد وفي هذه الايات دلالة على ان بعض انبياء الله عليهم السلام لم يصل اليهم الوحي - 00:23:17
وفي هذه الايات ان اخبار الماضيين لم يبق منها الا الانباء التي تحكى فتروى وفي هذه الايات تفظل الله جل وعلا على نبيه صلى الله عليه وسلم بانزال الكتاب عليه - 00:23:53
وفي هذه الايات اشتمال القرآن على الذكر فهو يذكر بيوم المعاد وهو يذكر الامم السابقة وهو يذكرنا بالاحكام والاداب وهو يذكر من يكون له يد على ان ينخرط في طاعة الله عز وجل - 00:24:18
ثم قال تعالى من اعرض عنه اي من تولى وادبر ولم يستفد من كتاب الله فلم يقرأه ولم يميزه فانه يحمل يوم القيامة وزرا اي تأتي اوزاره وذنوبه المتتالية. فيضعها الله على رقبته - 00:24:43
فيجري بين الناس وهي على رقبته وفي هذه الايات ان اهل النار يخلدون فيها وفي هذه الايات ان اولئك الظالمين لنفسهم تسو وجوههم بسبب ما قدموه من اعمال وفي هذه الايات اثبات النفخ في الصور في يوم المعاد - 00:25:06
وفي هذه الايات ان الكافرين والمجرمين يحشرون ان يجمعون في مساق واحد ويكونون يومئذ زرقا ولا اظهر ان المراد ان ابدانهم تزرق من هول المطلع في ذلك اليوم وفي هذه الايات انهم يتناجون التناجي الخفي - 00:25:38
ومن ذلك انهم يستعرضون ما يصلح لهم من السكنى قال يوم ينفخ نحن اعلم بما يقولون بهذه الايات ايضا من الفوائد ان من اعرض عن ذكر الله فانه يأتي يوم القيامة مفلسا من الحسنات جامعا لكثير من السيئات - 00:26:07
وفي هذه الايات ان الانسان قد تتغير معالمه عند تغير الاحوال المحيطة به. كما تغير لونه الى لون المجرمين الى الزرقة وفي هذه الايات ان المجرمين في يوم المعاد قبل الفصل بين العباد - 00:26:39
يخاطب بعضهم بعضا بالحديث معهم حديثا سريا. فيقول قائلهم كم مقدار الدنيا الاولى؟ وكم جلسنا فيها يقول قائلهم لم تلبثوا الا اشياء يسيرة عشرة ايام او نحو ذلك. فرد الله جل وعلا عليهم نحن اعلم بما يقولون. وفي هذا دلالة على مشروعية - 00:27:04
ردي مقالات اهل الباطل وفي هذه الايات ان الانسان في الوقت القليل لا ينبغي به ان يفرطه بل عليه ان يستعمله بما يعود عليه بالنفع في اخرته وفي هذه الايات - 00:27:37
بيان شيء من اهوال يوم القيامة. ومن ذلك نسف الجبال بحيث تصبح هباء منثورا فيذرها قاعا صفصفا. اي محلا واطئا لا اثر فيه الى شيء من اثار الحياة لا ترى فيها عوجا اي لا ترى ولا تشاهد - 00:28:04
في الارض عوجا اي ميلان وعدم استقامة. ولا ترى فيها انت وفي هذه الايات عظم يوم القيامة. وان الناس في ذلك اليوم لا يلوي بعضهم على بعضهم الاخر بل كل مشغول بحساب نفسه - 00:28:34
وفي هذه الايات ان المنادي في يوم القيامة ينادي على الناس باسمائهم ليستجيبوا له وفي هذه الايات اضطراب الناس في مدة بقائهم في الدنيا لكونها قد مضت سريعا وفي هذه الايات ان يوم القيامة يوجد فيه داع يدعو الناس ما يدعوهم للحساب واما - 00:29:03
للعذاب قد ورد في ذلك شيء من الاثار قال يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الاصوات اي سكنت فيه ان الناس في يوم القيامة يسكنون ولا يتكلمون وفي هذه الايات ان الاصوات غير الارادية - 00:29:38
ينبغي استثناؤها من ان تكون داخلة تحت مناطق العقوبة او العذاب وفي هذه الايات اثبات الشفاعة المثبتة والتي تكون من انبياء الله واولياءه ممن يأذن لهم الرحمن بالشفاعة فيشفعون لبعض الناس من اهل التوحيد - 00:30:08
وفي هذه الايات تعة علم الله عز وجل بحيث لا يخفى عليه شيء من المخلوقات وفيها ان علم العبد محدود لا يمكنه ان يتجاوزه وفي هذه الايات ان الانسان اذا - 00:30:41
وصل الى مرحلة متأخرة من الهم والقلق فانه حينئذ يبقى وجهه ناظرا الى علو في هذه الايات ان الله جل وعلا هو الذي يحيي من شاء من عباده. فلا حياة فيها الا باذن منه - 00:31:04
سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان الله القيوم بمعنى انه القائم على خلقه. فهو الذي يدبر الموتى احياء وهو الذي يدبر الحيوانات لانه القيوم سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان من حمل الظلم يأتي يوم القيامة قد اسود وجهه وخشي عليه اذا كان - 00:31:30
كذلك يراد به الشرك الاكبر وفي هذه الايات بشارة اهل الايمان والعمل الصالح بانه لا يخاف عليهم من ظلمي ولا من الهضم وفي هذه الايات امتنان الله جل وعلا على نبيه صلى الله عليه وسلم. بانه قد انزل الكتاب - 00:32:00
من السماء لهداية الناس وفي هذا ان رب العزة والجلال متصف بصفة العلو. وان القرآن كلامه حقيقة. وان القرآن اذا اراد ان يخاطب واذا اراد ان يخاطب خاطب الناس بما يفهمون. ومن ذلك ان يخاطب العرب باللغة العربية - 00:32:28
وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد ارسل على عباده انواعا من انواع العذاب من اجل ان يرجعوا الى الله جل وعلا وان يخافوا منه سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يريد بالعباد خيرا. عندما يكونون من اهل التقوى - 00:33:04
وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يحدث ما شاء من انواع الذكر اما بان يتكلم بما شاء واما ان ينزل العقوبة بالعباد فينزل بهم ما يناسبهم من العقوبات وفي هذه الايات تنزه الله جل وعلا ورفعة مكانته وعلو منزلته فتعالى الله - 00:33:32
وفي هذه الايات ان الملك الحق هو لله جل وعلا وحده وملك الحق الذي لا يتمكن احد من ان يأخذ من ملكه شيئا وملك الحق هو الذي يصور انواع ما يملكه ذلكم المالك - 00:34:03
وفي هذه الايات تدريب النبي صلى الله عليه وسلم على عدم العجلة في اخذ فاضلي القرآن وفي هذه الايات تعليم المتأدب والمتعلم من اجل الا يبادر شيخه فيقطع عليه درسه ويكون سببا من اسباب - 00:34:25
عدم اكمال درسه وفي هذه الايات تفضل الله جل وعلا على النبي صلى الله عليه وسلم بان علمه الدعاء الذي يكون سببا من اسباب رضاه الله فقال سبحانه وقل رب زدني علما - 00:34:53
فهذه ايات عظيمة من الاية الراء التاسعة والتسعين من سورة طه الى الاية المئة والخامسة عشر منها. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من المهتدين كما نسأله جل وعلا صلاحا لاحوالنا واستقامة لامورنا ورضا - 00:35:17
من ربنا جل وعلا بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير ونسأله جل وعلا ان يصلح ولاة امور وان يوفقهم لما يحب ويرضى هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:35:52
تريند - 00:36:12
التفريغ
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد اسأل الله جل وعلا للجميع علما وتوفيقا وهداية لخيري الدنيا والاخرة. وبعد لما ذكر الله جل وعلا قصة موسى عليه السلام. وما تعرض له من انواع المخاوف - 00:00:33
وما فتن به من انواع المحن وما نجاه الله جل وعلا به من انواع الاقدار. قال تعالى كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق. اي كما قصصنا عليك قصة موسى - 00:01:56
وبينا ما فيها من السنن الكونية التي يجري العباد عليها كذلك نقص عليك ونذكر لك من قصص الانبياء السابقين الذين سبقوك لما في ذلك من الفوائد ففيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:15
وفيه بيان طريقة الانبياء في مكابدة تكذيب المكذبين واعراضهم وكيدهم ومكرهم وفيه ايضا تثبيت الفؤاد. وفيه ايضا موافقة ما عند الانبياء السابقين. قال تعالى وقد اتيناك اي تحقق ان الله جل وعلا قد اعطاك يا ايها النبي من عنده سبحانه لا من - 00:02:38
لغيره ذكرا وهو هذا الكتاب العظيم. لانه يذكر انباء الامم السابقة. ولانه يذكر احكام الله ولانه يذكر بالله جل وعلا. ولان فيه ذكرى يتعظ الانسان بها استعدوا لما امامه ولان هذا الكتاب من تمسك به كان من سبل كان ذلك من - 00:03:11
ايجاد الذكر الحسن له الى يوم القيامة. ويقابل من تمسك به في الذكر منعه اعرض عنه ولم يعطه ما يناسبه من القدر والمكانة ولم يعمل به فانه اي حاله وشأنه انه في يوم القيامة يحمل وزرا اي - 00:03:41
ليقوموا بحمل وبرفع حمل ثقيل يكون على ظهره من اوزاره وذنوبه به ولذلك يكون خالدا فيه يعني في العذاب الذي كان بسبب الاوزار التي عملها في الدنيا وساءلهم يوم القيامة حملا. اي ذلكم الحمل الذي حملوه وذلكم الثقل الذي - 00:04:09
ادفعوه سيكونوا سببا من سوء حالهم ومساءتهم فانه يسوؤهم ويحزنهم ثم ذكر جل وعلا بذلك اليوم العظيم. وما فيه من الاهوال الكبيرة. فهو يوم انفخوا فيه في الصور والصور امر عظيم ومنفاخ يخرج صوتا عظيما. يكون يكون في يوم القيامة ينفخ في - 00:04:39
ليكون ذلك وقت موت العباد جميعا. ثم ينفخ فيه اخرى فيقومون جميعا. وفي يوم القيامة احشروا الله ان يجمعهم ويجعلهم في مكان واحد ويجعل المجرمين يومئذ زرقا اي تتغير والوانهم وتصبح ذات تصبح ابدانهم ذات لون ازرق. وذلك ان البدن - 00:05:16
اذا قل ما فيه من من الدم ازرق. وهكذا شأن هؤلاء المجرمين الذين دموا على الذنب العظيم من الاشراك بالله والكفر به. فانهم يوم القيامة تتغير بسبب هول ذلك اليوم وعظم المطلع فيه. ويكون شأنهم انهم يتخافتون - 00:05:50
ان يكلم بعضهم بعضا سرا او يكلم احدهم نفسه بما يسمعه منه قريبه او قريب منه ويقولون الا بثم الا عشرا. اي ان الوقت الذي جلستم فيه في الدنيا اوقات - 00:06:20
قليلة بمثابة عشر ليال بايامها وهو ان ذلك فيما كان منكم في قبوركم يقول الله جل وعلا مبينا ما هم فيه من الوهم لان ايام الدنيا مضت عندهم سريعا فظنوها - 00:06:40
قليلة. قال تعالى نحن اعلم بما يقولون. اي ما يتكلمون به وما يقدرون به ايام دنياهم معلوم عند رب العزة والجلال. وفي ذلك اليوم يقول امثلهم طريقة. اي افضلهم واحسنهم - 00:07:00
ان لبثتم الا يوما. اي ان مقدار جلوسكم في الدنيا مقدار يسير قليل. بمثابة اليوم الواحد وذلك ان الله جل وعلا يطيل ايام الاخرة حتى يصبح لها الوقت العظيم ماذا يفعل الله بالكون - 00:07:20
في يوم القيامة هكذا سأل بعضهم النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عن الجبال هذه المخلوقات العظيمة التي ترتفع الارتفاعات الشاهقة. لا يستطيع الانسان الى للوصول الى اعلى بعضها الا بالمشقة العظيمة. وما يبذله من الامر الكبير - 00:07:50
فاجاب الله او امر نبيه ان يجيب بان الله ينسفها نسفا والنسف هو ذر الشيء بحيث يصبح اجزاء يسيرة آآ قليلة ضعيفة متفرقة. وقد جاء في في نصوص اخرى ان الله يجعل الجبال كالعهن المنفوش اي - 00:08:21
الذي تم نفشه بحيث يصبح آآ خفيفا آآ يجره الهوى ويحركه الهوى فيذرها قيل يذر الارض بعد ان ينسف الجبال قاعا صفصفا اي ارضا مستوية متطاولة لا علامة بارزة فيها - 00:08:49
وبعضهم قال بان الضمير في يذرها اي يتركها يترك الجبال والاول اظهر قوله ولم تذكر الارض هنا لانها مفهومة من السياق لا ترى فيها اي اذا شاهدت الارض فانك لا تشعر لا تشاهد فيها عوجا ولا امتا. والعوجا - 00:09:23
الذي يكون على جهة الافق والامت هو عدم التساوي من جهة الطول والارتفاع يومئذ في ذلكم اليوم العظيم. يوم القيامة يتبعون الداعي اي يوجد من ينادي الناس ويطلب منهم ان يحضروا عنده فيتبعونه ويسيرون معه لا عوج له - 00:09:49
قيل بان الظمير هنا يعود للداعي فيكون نداؤه لهم نداء يصلهم مباشرة في لحظة واحدة ايه ده مهما ابتعدت اماكنهم وما هذه الاجهزة الجديدة التي تنقل الاصوات عبر المسافات البعيدة الا شاهد لذلك. وقيل بان قوله لا عوج له - 00:10:24
يعود الى من يتبعون الداعي بحيث يسيرون على استقامة واحدة لا يميلون يمينا ولا شمالا. وانما يذهبون في طريق مستقيم. لاجل اجابة الداعي في ذلك اليوم خشعت الاصوات اي سكنت - 00:10:51
وذهبت فلا يوجد اصوات ابدا وذلت من اجل الخشية من الله جل وعلا. مع انه الرحمن الرحيم وفي ذلك اليوم لا يسمع صوت الا الهمس. قيل بانه صوت الاقدام. وقيل بانه الصوت الخفي الذي يخاطب الانسان - 00:11:19
به نفسه وقيل ما يخاطب الانسان به من حوله على جهة التخفي والاسرار يومئذ في ذلك اليوم لا تنفع الشفاعة. اي لا يستفيد احد من الشفاعة فلو قدر ان احدا شفع لاخر وحاول ان يرفع مكانته او ان يدفع عنه عذابا فان هذه الشفاعة - 00:11:47
لا تنفع الا في حال واحدة. وهي الحال التي يجتمع فيها الشرطان شرطا الشفاعة المقبولة واولها ان يأذن الله جل وعلا للشافع ان يأذن الله للشافع فيعطيه الاذن ويمكنه من ان يشفع - 00:12:19
والشرط الثاني ان يكون المشفوع له ممن رظي له الرحمن قولا فرظي افعاله فكان قد قال بكلمة التوحيد لا اله الا الله في ذلك في ذلكم اليوم العظيم. يوم القيامة تتغير احوال الناس ويخضعون لله جل وعلا - 00:12:44
ثم قال تعالى يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. اي ان الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء من احوال الناس فهو العالم بما يكون لهم في مستقبل ايامهم وهو العالم بما كان منهم مما مضى في اوائل ايامهم. وهو العالم جل - 00:13:13
وعلى بما قدموه لاخرتهم وما عملوه لدنياهم. اما العباد فانهم لا يحيطون به علما اي لا يكون علمهم بالله من كل جانب بحيث لا يخفى عليهم شيء منه. بل لا يعلمون من الله الا ما اعلمه - 00:13:38
هم به عن نفسه وهكذا لا يحيطون بعلم الله فان الله جل وعلا محيط علمه بكل شيء والعباد لا ولا يتمكنون من ادراك علم الله جميعا بذلكم اليوم عانت الوجوه للحي القيوم - 00:14:03
اي ذلت وخضعت الوجوه فاذا كانت الوجوه وهي مواطن الافتخار والعزة تذل في ذلك اليوم. فما ظنك ببقية اعضاء البدن في ذلكم اليوم تخضع للحي الذي لا يموت ولا ينام - 00:14:29
ولا يغفل عن احوال العباد القيوم الذي قام على امور العباد فرزقهم وصرف امورهم وتولى شؤونهم ام في ذلكم اليوم خاب من حمل ظلما فالذين اشركوا بالله فظلموا انفسهم الظلم العظيم - 00:14:52
فستكون لهم الخسارة بسبب ما حملوه وما كان عندهم من الشرك وقد يدخل في الاية من ظلم نفسه ظلما احاط بحيث احاط الظلم به من كل جانب وفي مقابل هذا الصنف من يعمل اي من يستمر على اداء الصالحات من عبودية الله وحده على - 00:15:18
وفق ما جاء به انبياؤه وهو مؤمن. اي حالته عندما عمل الصالحات انه كان على الايمان فهذا لا يخاف ولا يخشى ظلما ولا هظما. والظلم ان يؤخذ من حسناته والظلم ان يعطى سيئات عليه والهضم ان يؤخذ من حسناته - 00:15:50
وكما قصصنا قصص انبياء الله كما في قوله وكذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق كذلك اي الشأن المستمر ان الله تعالى انزل هذا الكتاب من عنده جل وعلا الى نبيه للعالمين قرآنا اي كتابا تقرأه يقرأه - 00:16:22
الناس حفظا ويقرأونه في المصاحف جاء بلغة العرب الفصيحة التي تشتمل على معان عظيمة وحروف كثيرة لا يوجد مثلها في غيرها من اللغات وصرفنا فيه اي وجهنا في هذا الكتاب وقلبنا فيه انواعا من التقاليد - 00:16:49
ووضعنا فيه اساليب مختلفة من الوعيد مما يخوفهم من عقوبة الاخرة. فمرة ذكر العقوبات التي نزلت بالامم سابقة فكان هذا مما صرف في الكتاب من الوعيد ومرة يذكر في هذا الكتاب - 00:17:17
صفات رب العزة والجلال فهو العزيز الجبار الكبير المنتقم مما يحدث ذكرا في قلوب وهكذا صرف في هذا الكتاب من الوعيد بذكر سنن الله في الكون التي هي قوانين ينظم - 00:17:42
الله بها حياة هذا الكون ومن ذلك ايضا ما ذكره الله جل وعلا من اسمائه وصفاته التي تقتضي الخضوع له له سبحانه وايضا ذكر في هذا الكتاب ما اعد الله جل وعلا - 00:18:03
من نعيم عظيم لاوليائه وما اعده من من العقاب الشديد والعذاب الاليم اعدائه وتصريف هذا الوعيد له فائدة. الا وهي زراعة التقوى في القلوب بحيث يستمرون عليها. فان يتقون فعل مضارع مفيد للاستمرار - 00:18:25
دوام او يحدث لهم ذكرى. اي ان هذا القرآن يجعل من ينظر فيه او يستمع لاياته يتذكر الله جل وعلا فيخاف منه. ويتذكر ما نزل من العقوبات بمن سبقنا فيخاف ان ينزل به مثل ما نزل بهم. ويتذكر ما جعله الله عند - 00:18:53
اي كه من قدرة عظيمة فيخشى ان يسلط ان يسلطهم الله عليه وهكذا يحدث لهم من تذكر المواعظ ما يجعلهم يسيرون على مقتضى الحق الصواب وكذلك يذكرهم بالاخرة. وما اعد الله فيها لاولياءه من النعيم المقيم. وما - 00:19:19
لاعدائه من العذاب الشديد الاليم. ليكون ذلك من اسباب تذكرهم قال تعالى فتعالى الله الملك الحق اي ان الله يترفع ويتنزه عن الظنون الفاسدة والتهم الباطلة والاقاويل السافلة. فهو الملك اي الذي الذي يملك كل ما في الكون - 00:19:50
وملكه ملك حق فان الانسان قد يملك في الدنيا لكنه ملك مؤقت اما ينتهي اما ببيعه واما بوفاة صاحبه. اما ملك الله للكون فهو ملك حق وهو المتصرف فيه على جهة الدوام - 00:20:20
ثم ان ملك المخلوق مقيد. واما ملك الخالق فانه يتصرف في ملكه. بما يشاء بدون ان كون هناك تقييد في تصرفات الله جل وعلا ثم قال تعالى ولا تعجل بالقرآن اي اذا قرأت القرآن فلا تستعجل في قراءته - 00:20:44
فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجل في قراءته. يقول اخشى يقول اخشى ان انساه قال تعالى ولا تعجل بالقرآن من قبلي ان يقضى اليك وحيه. اي ان ينتهي اليك الوحي. فانتظر لا تكرر مع - 00:21:12
الملكي الذي جاءك بالوحي حتى ينتهي نزول الوحي عليك وحينئذ قل ربي اي اطلب من الله جل وعلا ان يزيدك من العلم وظاهر هذا انه من علوم الشريعة علما بالله - 00:21:39
وعلما برسوله صلى الله عليه وسلم وعلما بشريعته ثم ذكر الله جل وعلا قصة اخرى الا وهي قصة ادم عليه السلام. وقد سناها الله جل وعلا في كتابه في مواطن من هذا الكتاب - 00:22:03
ففي هذه الايات احكام وحكم كثيرة فمن تلك الاحكام ان الله جل وعلا يقص على نبيه وعلى امته من بعده عددا من قصص الانبياء عليهم السلام وفي ذلك حكم عظيمة وفوائد كثيرة منها استقرار قلب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:27
بحيث لا يخشى ان تنزل به عقوبة ولا يخشى من ان يتسلط عليه قومه ومن ذلك ان يكون ما قصه الله علينا سببا من اسباب اخذ العبر والعظات والحكم والاحكام - 00:22:58
من قصص الانبياء عليهم السلام وفي هذا ايضا ان العبد عندما يستمع لما عرض لانبيائه واوليائه هنأت نفسه واستقرت وعلم ان العاقبة الحقيقية تكون يوم المعاد وفي هذه الايات دلالة على ان بعض انبياء الله عليهم السلام لم يصل اليهم الوحي - 00:23:17
وفي هذه الايات ان اخبار الماضيين لم يبق منها الا الانباء التي تحكى فتروى وفي هذه الايات تفظل الله جل وعلا على نبيه صلى الله عليه وسلم بانزال الكتاب عليه - 00:23:53
وفي هذه الايات اشتمال القرآن على الذكر فهو يذكر بيوم المعاد وهو يذكر الامم السابقة وهو يذكرنا بالاحكام والاداب وهو يذكر من يكون له يد على ان ينخرط في طاعة الله عز وجل - 00:24:18
ثم قال تعالى من اعرض عنه اي من تولى وادبر ولم يستفد من كتاب الله فلم يقرأه ولم يميزه فانه يحمل يوم القيامة وزرا اي تأتي اوزاره وذنوبه المتتالية. فيضعها الله على رقبته - 00:24:43
فيجري بين الناس وهي على رقبته وفي هذه الايات ان اهل النار يخلدون فيها وفي هذه الايات ان اولئك الظالمين لنفسهم تسو وجوههم بسبب ما قدموه من اعمال وفي هذه الايات اثبات النفخ في الصور في يوم المعاد - 00:25:06
وفي هذه الايات ان الكافرين والمجرمين يحشرون ان يجمعون في مساق واحد ويكونون يومئذ زرقا ولا اظهر ان المراد ان ابدانهم تزرق من هول المطلع في ذلك اليوم وفي هذه الايات انهم يتناجون التناجي الخفي - 00:25:38
ومن ذلك انهم يستعرضون ما يصلح لهم من السكنى قال يوم ينفخ نحن اعلم بما يقولون بهذه الايات ايضا من الفوائد ان من اعرض عن ذكر الله فانه يأتي يوم القيامة مفلسا من الحسنات جامعا لكثير من السيئات - 00:26:07
وفي هذه الايات ان الانسان قد تتغير معالمه عند تغير الاحوال المحيطة به. كما تغير لونه الى لون المجرمين الى الزرقة وفي هذه الايات ان المجرمين في يوم المعاد قبل الفصل بين العباد - 00:26:39
يخاطب بعضهم بعضا بالحديث معهم حديثا سريا. فيقول قائلهم كم مقدار الدنيا الاولى؟ وكم جلسنا فيها يقول قائلهم لم تلبثوا الا اشياء يسيرة عشرة ايام او نحو ذلك. فرد الله جل وعلا عليهم نحن اعلم بما يقولون. وفي هذا دلالة على مشروعية - 00:27:04
ردي مقالات اهل الباطل وفي هذه الايات ان الانسان في الوقت القليل لا ينبغي به ان يفرطه بل عليه ان يستعمله بما يعود عليه بالنفع في اخرته وفي هذه الايات - 00:27:37
بيان شيء من اهوال يوم القيامة. ومن ذلك نسف الجبال بحيث تصبح هباء منثورا فيذرها قاعا صفصفا. اي محلا واطئا لا اثر فيه الى شيء من اثار الحياة لا ترى فيها عوجا اي لا ترى ولا تشاهد - 00:28:04
في الارض عوجا اي ميلان وعدم استقامة. ولا ترى فيها انت وفي هذه الايات عظم يوم القيامة. وان الناس في ذلك اليوم لا يلوي بعضهم على بعضهم الاخر بل كل مشغول بحساب نفسه - 00:28:34
وفي هذه الايات ان المنادي في يوم القيامة ينادي على الناس باسمائهم ليستجيبوا له وفي هذه الايات اضطراب الناس في مدة بقائهم في الدنيا لكونها قد مضت سريعا وفي هذه الايات ان يوم القيامة يوجد فيه داع يدعو الناس ما يدعوهم للحساب واما - 00:29:03
للعذاب قد ورد في ذلك شيء من الاثار قال يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الاصوات اي سكنت فيه ان الناس في يوم القيامة يسكنون ولا يتكلمون وفي هذه الايات ان الاصوات غير الارادية - 00:29:38
ينبغي استثناؤها من ان تكون داخلة تحت مناطق العقوبة او العذاب وفي هذه الايات اثبات الشفاعة المثبتة والتي تكون من انبياء الله واولياءه ممن يأذن لهم الرحمن بالشفاعة فيشفعون لبعض الناس من اهل التوحيد - 00:30:08
وفي هذه الايات تعة علم الله عز وجل بحيث لا يخفى عليه شيء من المخلوقات وفيها ان علم العبد محدود لا يمكنه ان يتجاوزه وفي هذه الايات ان الانسان اذا - 00:30:41
وصل الى مرحلة متأخرة من الهم والقلق فانه حينئذ يبقى وجهه ناظرا الى علو في هذه الايات ان الله جل وعلا هو الذي يحيي من شاء من عباده. فلا حياة فيها الا باذن منه - 00:31:04
سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان الله القيوم بمعنى انه القائم على خلقه. فهو الذي يدبر الموتى احياء وهو الذي يدبر الحيوانات لانه القيوم سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان من حمل الظلم يأتي يوم القيامة قد اسود وجهه وخشي عليه اذا كان - 00:31:30
كذلك يراد به الشرك الاكبر وفي هذه الايات بشارة اهل الايمان والعمل الصالح بانه لا يخاف عليهم من ظلمي ولا من الهضم وفي هذه الايات امتنان الله جل وعلا على نبيه صلى الله عليه وسلم. بانه قد انزل الكتاب - 00:32:00
من السماء لهداية الناس وفي هذا ان رب العزة والجلال متصف بصفة العلو. وان القرآن كلامه حقيقة. وان القرآن اذا اراد ان يخاطب واذا اراد ان يخاطب خاطب الناس بما يفهمون. ومن ذلك ان يخاطب العرب باللغة العربية - 00:32:28
وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد ارسل على عباده انواعا من انواع العذاب من اجل ان يرجعوا الى الله جل وعلا وان يخافوا منه سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يريد بالعباد خيرا. عندما يكونون من اهل التقوى - 00:33:04
وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يحدث ما شاء من انواع الذكر اما بان يتكلم بما شاء واما ان ينزل العقوبة بالعباد فينزل بهم ما يناسبهم من العقوبات وفي هذه الايات تنزه الله جل وعلا ورفعة مكانته وعلو منزلته فتعالى الله - 00:33:32
وفي هذه الايات ان الملك الحق هو لله جل وعلا وحده وملك الحق الذي لا يتمكن احد من ان يأخذ من ملكه شيئا وملك الحق هو الذي يصور انواع ما يملكه ذلكم المالك - 00:34:03
وفي هذه الايات تدريب النبي صلى الله عليه وسلم على عدم العجلة في اخذ فاضلي القرآن وفي هذه الايات تعليم المتأدب والمتعلم من اجل الا يبادر شيخه فيقطع عليه درسه ويكون سببا من اسباب - 00:34:25
عدم اكمال درسه وفي هذه الايات تفضل الله جل وعلا على النبي صلى الله عليه وسلم بان علمه الدعاء الذي يكون سببا من اسباب رضاه الله فقال سبحانه وقل رب زدني علما - 00:34:53
فهذه ايات عظيمة من الاية الراء التاسعة والتسعين من سورة طه الى الاية المئة والخامسة عشر منها. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من المهتدين كما نسأله جل وعلا صلاحا لاحوالنا واستقامة لامورنا ورضا - 00:35:17
من ربنا جل وعلا بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير ونسأله جل وعلا ان يصلح ولاة امور وان يوفقهم لما يحب ويرضى هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:35:52
تريند - 00:36:12