دروس الحرم 1443-1444-1445-1446 هـ | مختصر صحيح البخاري | لمعالي الشيخ أ.د. سعد بن ناصر الشثري

دروس الحرم | مختصر صحيح البخاري | ( كتاب الإجارة ) للشيخ أ.د. سعد بن ناصر الشثري | الدرس (184)

سعد الشثري

الحمد لله الذي يمن على عباده بادراك مواسم الخيرات يتفضل عليهم بمغفرة الذنوب والزلات ويتفضل عليهم لرفعهم لاعلى الدرجات اشهد ان لا اله الا الله خالق الخلق رب البريات. واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:00ضَ

عليه افضل السلام وازكى الصلوات وعلى اله واصحابه واتباعه الى يوم الممات وبعد وقد تفضل الله علينا فيما مضى بقراءة احاديث كتاب البيوع وكتاب الشفعة وكتاب السلم ولعلنا باذن الله عز وجل - 00:00:28ضَ

ان نبتدي في هذا اليوم بقراءة احاديث كتاب الاجارة. والاجارة تتعلق بالمنافع لا بالاعيان فهي بيع منفعة. وهذا البيع للمنفعة بيع مؤقت بيع مؤقت فهذه ميزة الايجارة وقد ذكر الله جل وعلا - 00:00:58ضَ

انواعا من الايجارات في كتابه من ذلك ما ذكره في قصة موسى مع صاحبي قال اني اريد ينكحك احدى ابنتي هاتين على ان تأجرني ثمانيا فدل هذا على مشروعية الجارة - 00:01:26ضَ

وانها كانت موجودة عند الامم السابقة. ولعلنا ان نتحدث عن احاديث حديث الباب واحدا واحدا. فليتفضل القارئ بارك الله فيه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم - 00:01:53ضَ

واغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى كتاب الاجارة. قال عن ابي بردة عن ابي موسى رضي الله عنه قال اقبلت الى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الاشعريين احدهما عن يميني والاخر عن يساري فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:23ضَ

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك. فكلاهما سأل. فقال احدهما امرنا يا رسول الله. وقال الاخرون مثل فقال يا ابا موسى او يا عبدالله بن قيس فقلت والذي بعثك بالحق ما اطلعاني على ما في انفسهما - 00:02:47ضَ

ما علمت انهما يطلبان العمل. فكأني انظر الى سواكه تحت شفته قلصت. فقال لن او لا نستعمل عليه عملنا من اراده انا لا نولي هذا الامر من سأله. ولا من حرص عليه ولكن اذهب انت يا ابا موسى - 00:03:07ضَ

او يا عبد الله ابن قيس الى اليمن ثم اتبعه معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ابا موسى ومعاذ ابن جبل الى اليمن فبعث كل واحد منهما على مخلاف قال واليمن مخلافان ثم قال يسرا - 00:03:27ضَ

ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا. فسأله ابو موسى عن اشربة تصنع بها. فقال وما قال يا نبي الله ان ارضنا بها شراب من الشعير. المزر وشراب من العسل البتع. فقال كل مسكر حرام - 00:03:47ضَ

فانطلقا فانطلق كل واحد منهما الى عمله. وكان كل واحد منهما اذا سار في ارضه وكان قريبا من صاحبه احدث بها عهدا فسلم عليه فصار معاذ في ارضه قريبا من صاحبه ابي موسى. فجاء يسير على بغلته حتى - 00:04:07ضَ

انتهى اليه واذا هو جالس وقد اجتمع اليه الناس. فلما قدم عليه القى له وسادة قال انزل واذا رجل عنده موثق قد جمعت يداه الى عنقه فقال له معاذ يا عبد الله ابن قيس اي ما هذا؟ قال هذا رجل يهودي - 00:04:27ضَ

اسلم ثم تهود وكفر بعد اسلامه. قال اجلس. قال لا انزل حتى يقتل. قضاء الله ورسوله. ثلاث مرات قال انما جيء به لذلك فانزل. قال ما انزل حتى يقتل فامر به فقتل. ثم نزل فتذاكرا قياما - 00:04:47ضَ

الليل فقال يا عبد الله كيف تقرأ القرآن؟ قال قائما وقاعدا وعلى راحلتي واتفوقه تفوقا. قال وكيف تقرأ انت يا معاذ؟ قال انا مؤول الليل فاقوم وقد قضيت جزئي من النوم فاقرأ ما كتب الله لي - 00:05:07ضَ

فاحتسب نومتي كما احتسب قومتي. قوله بهذا الحديث انا ببردة عن ابي موسى روى الحديث عن والده ابي موسى الاشعري وقد اورد المؤلف هذا الحديث لما فيه من استعمال ابي موسى - 00:05:27ضَ

على العمل في اليمن وهذا عقد ايجارة ايجارة على عمل ان الايجار تنقسم الى قسمين تجارة على عين لاخذ منفعتها مدة معلومة وايجاره على عمل بحيث يستأجر اجيرا ليؤدي له عملا - 00:05:48ضَ

وهذه على نوعين تجارة عامة وهي التي تكون على اداء عمل وبحيث يتمكن العامل من اخذ العمل من اشخاص مختلفين النوع الثاني لجار الخاصة وهي التي تكون جميع منافع الاجير في وقت الاجارة - 00:06:16ضَ

مملوكة لي المستأجر. ففي هذا استئجار الرجل الصالح وفيه ترك الاستئجار من لا يصلح للعمل كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم هذين الرجلين فلم يستعملهما قال اقبلت الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:43ضَ

وفيه ذهاب الانسان الى مواطن العلم الى اهل العلم للاخذ منهم قال ومعي رجلان من الاشعريين هذه قبيلة من قبائل الاز وهم قبيلة ابي موسى قال احدهما عن يميني والاخر عن يساري - 00:07:11ضَ

فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك في فضيلة السواك وجواز استعماله مع وجودي الاخرين قال فكلاهما سأل ان كل واحد من الاثنين الذين جامع بموسى - 00:07:37ضَ

طلب طلبا فقال احدهما امرنا يا رسول الله فيه طلب الولاية وان الاولى عدم تولية الولاية لمن طلبها وقال الاخر مثله يعني طلب منه ان يوليه بعض العمل وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا موسى - 00:08:02ضَ

يعني كيف تأتي لي بهذين الرجلين؟ الذين يسألان هذه المسألة او قال يا عبد الله ابن قيس استنكر ان يكون قد جاء بهما وهو يعلم مرادهما وقال ابو موسى والذي بعثك بالحق - 00:08:34ضَ

ما اطلعاني على ما في انفسهما اينما اكن اعلم بطلبهما وما علمت انهما يطلبان العمل يعني لم اعرف مقصودهما من الاتيان معي وفي هذا استحباب توثق الانسان ممن يكون معه - 00:08:56ضَ

ليعرف مقاصده ونيته. قال فكأني انظر الى سواك تحت شفته قلصت يعني انسحبت الشفاه تدلت للاسفل في هذا استعمال السواك امام الناس وقوله لن نستعمل او لا نستعمل على عملنا من اراده - 00:09:22ضَ

اي ان من طلب الولايات ان الاولى عدم توليته الا اذا كان هناك مزية في طالب العمل لا توجد عند غيره طلب موسى عليه السلام ولاية العمل من ملك مصر. وقوله انا لا نولي هذا الامر من سأله - 00:09:52ضَ

يعني لا نعين في الولايات العامة من طلب الولاية عليها ولا من حرص عليه ذلك لان المقصود بهذه الولايات اقامة الشريعة للتكسب ولا رفع مكانة الانسان ومن ثم فان من خلصت نيته بطلب الاخرة فانه لن يطلب - 00:10:23ضَ

العمل في هذه الوظائف ثم قال ولكن اذهب انت يا ابا موسى الى اليمن كأنه عينه واليا على جزء من اجزاء اليمن. وهذه قصة اعزي بموسى ومعاذ الى اليمن وكان ذلك قبل حجة - 00:10:53ضَ

الوداع وقال ثم اتبعه معاذ ابن جبل. وفيه ارسال للولاة ليعين بعضهم بعضهم الاخر. والذي يظهر ان ابا موسى ومعاذ كل منهما يستقل بمنطقة ولاية لا تتعارضوا مع ولاية الاخر - 00:11:18ضَ

قال فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ابا موسى ومعاذ ابن جبل الى اليمن بعث كل واحد منهما على مخلاف والمخلاف جزء من المنطقة بمثابة المحافظة او الولاية. وفي هذا ذكر شأن اليمن - 00:11:44ضَ

وفيه تقسيم البلاد ليتولى موظف كل جهة القيام باعمالهم. ولان لا يحدث تنازع واختلاف في الاختصاص وقال واليمن مخلافان اي اقليمان مختلفان ثم قال يسرا ولا تعسرا فيه الامر بالتخفيف والتيسير - 00:12:05ضَ

خصوصا في امور الولايات وفي التعامل مع الناس وقوله وبشرا ولا تنفرا اي اجعلوا الناس يقبلون على ما انتم فيه من الحق بنفس منشرحة راغبة في الخير مؤملة لفضل الله - 00:12:36ضَ

ولا يكن من تصرفاتكم ما فيه غلظة وشدة اجعل الناس ينفرون عن الاستجابة للحق الذي معكم وقوله وتطاوعا ولا تختلفا اي ليطيع كل واحد منكم الاخر فيه انه اذا وجه اميران الى موطن فانهما يؤمران بان يتطاوعا - 00:12:57ضَ

ولا يختلفا وفيه نهي الولاة ان يعصي بعضهم بعضهم الاخر في الحديث الترغيب في التيسير والتسهيل وفي الحديث ان الشريعة لا ترغب في الاختلاف تأمل في الاجتماع وفيه ان الشريعة - 00:13:29ضَ

تنهى عن التنازع والاختلاف الامور العامة وفي الحروب وفي العلم في هذه الحديث ذكر شيء من وجوب طاعة الامام قوله في هذا الحديث فسأله يعني ان ابا موسى سأل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:13:57ضَ

عنا شربة تصنع. يعني تصنع في اليمن هل هي حلال او هي حرام قال وما هي؟ فقال يا نبي الله ان ارضنا بها شراب من الشعير يقال له المزر وهناك شراب من العدس - 00:14:25ضَ

قالوا له البتع فقال النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة عامة في هذا كل مسكر حرام وقد اختلف اهل العلم في لفظة كل مسكر قال طائفة بان المراد بها كل شراب من شأنه ان يسكر - 00:14:48ضَ

حتى ولو لم يصل لدرجة الاسكار فانه حرام وهذا قول الجمهور. ويستدلون عليه بالحديث الاخر ماسكرا كثيره فقليله حرام وذهب الحنفية الى ان التحريم يقتصر على ما اسكر حقيقة او كان من شراب العنب خاصة - 00:15:13ضَ

قال وفي هذا دلالة على استعمال الثمرات بما يعود على الناس بالنفع قال فانطلقا يعني ذهب ابو موسى ومعاذ فانطلق كل واحد منهما الى عمله اي الى الجهة التي تولى عليها - 00:15:43ضَ

قال وكان كل واحد منهما من ابي موسى ومعاذ اذا سار في ارضه يعني في موطن ولايته فيه ان اصحاب الولايات يسيرون على ولاياتهم يتفقدونها قال وكان قريبا من صاحبه يعني اذا قرب من ارضي - 00:16:06ضَ

صاحبة فانه يزوره من اجل ان يحدث به عهدا جديدا فيسلم عليه. وفي هذا استحباب والزيارة في الله وفضل السلام بين اهل المؤمنين وفي هذا السفر من اجل زيارة الانسان لاخوانه في الله - 00:16:29ضَ

قال فسار معاذ في ارضه قريبا من صاحبه ابي موسى فجاء يسير على بغلته في ركوب البغلة استعمالها حتى انتهى اليه. يعني ان معاذ وصل الى ابي موسى وفيه زيارة اهل الولايات بعضهم لبعضهم الاخر - 00:16:56ضَ

قال واذا هو جالس وقد اجتمع عليه الناس. وما اجتمعوا الا لوجود حدث قال فلما قدم معاذ على ابي موسى القى ابو موسى له وسادة. اكراما له من اجل ان يجلس عليها - 00:17:24ضَ

فقال انزل فيه ترحيب الرجل باضيافه وتهيئة المكان لهم قال وقد اجتمع اليه الناس. يعني الى ابي موسى فلما قدم معاذ عليه قال فلما قدم عليه القى له وسادة وقال انزل - 00:17:47ضَ

واذا رجل عنده موثق اي مربوط قد جمعت يداه الى عنقه يعني ان يديه قد وضع على رقبته من الخلف وربطت وقيل بان المراد به جعلها الى اعلى صدره فقال له معاذ يا عبد الله ابن قيس - 00:18:14ضَ

ايهما هذا؟ يعني ما شأن هذا؟ وما خبر هذا وفي هذا تفقد الولاة بعضهم لبعض وسؤالهم عن احكام بعضهم الاخر وقال هذا رجل يهودي اسلم ثم تهودا وكفر بعد اسلامه - 00:18:42ضَ

في هذا دلالة على قبول اسلام اليهودي. قال اجلس قال لا انزل يعني من بغلته حتى يقتل وفي هذا دلالة على ان حد الردة هو القتل قال قضاء الله وقضاء رسوله صلى الله عليه وسلم ثلاثة. فقال ابو موسى انما جيء اي اتي بها - 00:19:06ضَ

هذا الرجل لذلك من اجل ان يقتل لردته. فانزل. قال لا انزل حتى يقتل وامر به فقتل فيه المبادرة في تنفيذ الحدود والذي يظهر ان ابا موسى قد استتابه قبل - 00:19:35ضَ

ذلك فلم يتب. قال ثم نزل يعني ان معاذ نزل من دابته وتقارب في مجلسهما فتذاكر قيام الليل. فيه استحباب قيام الليل وانه من الاعمال الصالحة وقال معاذ يا عبدالله - 00:19:57ضَ

كيف تقرأ القرآن؟ يعني ما هي المدة التي تختم فيها قراءة القرآن؟ وما هي الصفة التي تقرأ عليها القرآن وقال اقرأ القرآن قائما وقاعدا وعلى راحلتي واتفوقه تفوقا يعني يلازم قراءته - 00:20:22ضَ

في جميع الساعات قال فكيف تقرأ انت يا معاذ وما هي طريقتك؟ وقال انام اول الليل اقوم وقد قضيت جزءي من النوم يعني ارتاح بدني. بما نمت فيه ثم اقرأ ما كتب الله لي - 00:20:52ضَ

قال فاحتسب نومتي يعني اطلب من الله الاجر والثواب على نومتي التي انوي بها التقوي على طاعة الله فإني احتسب قومتي اي اطلب الأجر في قيامي بأداء الصلوات احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:21:18ضَ

ما بعث الله نبيا الا رعى الغنم. فقال اصحابه وانت؟ قال نعم كنت ارعاها على قراريط لاهل مكة. قوله هنا ارعاها على قراريط لاهل مكة فيه ذكر عقد الاجارة. وهذا الفعل كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:21:48ضَ

وجمهور اهل العلم على ان افعاله قبل البعثة لا يحتج بها ولكن الاحتجاج هنا بهذا الحديث من جهة ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا الفعل مما يدل على اقراره عليه - 00:22:11ضَ

كان ذكره له بعد وصول النبوة في الحديث جواز رعي الغنم واخذ الانسان الاجر والثواب على رعيه للغنم وفي هذا السعي الى تواضع المؤمنين بتركهم التكبر والترفع وفي هذا فضيلة مهنة رعي الغنم - 00:22:32ضَ

وانه قد زاولها انبياء الله عليهم السلام وقال الصحابة وانت يعني حتى انت يا رسول الله رعيت الغنم وقال نعم يعني انه رعى الغنم قال كنت ارعاها فيقوم برعيها على قراريط وهي دراهم قليلة يسيرة - 00:23:03ضَ

لاهل مكة في هذا جواز مهنة الرعي وجواز عقد الايجارة بين رجلين في مسائل الاجارة بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير اسعدكم الله في الدنيا والاخرة وجعل الله عاقبتكم في الامور كلها الى خير. فما نسأله جل وعلا ان يتولى شأن الجميع - 00:23:32ضَ

برعايته حسني طالعة واسأله جل وعلا ان يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:24:05ضَ