باحث

الحمد لله رب العالمين. نحمده جل وعلا تفظل علينا باكمال الشهر الكريم واشهد ان لا اله الا الله الحليم العظيم. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الامين صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه واتباعه - 00:00:00ضَ

سلم تسليما كثيرا افضل الصلاة واتم التسليم وبعد باذن الله جل وعلا نواصل قراءة كتابي الاجارة من صحيح الامام البخاري. رحمه الله تعالى واسكنه فسيحا جنة فليتفضل القارئ بارك الله فيه. الحمدلله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله - 00:00:25ضَ

اله وصحبه اجمعين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابي سعيد رضي الله عنه قال انطلق نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها - 00:01:01ضَ

حتى نزلوا على حي من احياء العرب فاستضافوهم. فابوا ان يضيفوهم فلم يقروهم فبينما هم كذلك اذ لدغ ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء. فقال بعضهم لو اتيتم هؤلاء الرهت الذين نزلوا - 00:01:24ضَ

له ان يكون عند بعضهم شيء. فجاءت جارية فقالت ان سيد الحي سليم وانا نفرنا غيب. فهل منكم راق او معكم من دواء فاتوهم فقالوا يا ايها الرهط. ان سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه. فهل عند احد - 00:01:44ضَ

منكم من شيء فقال بعضهم نعم والله اني لارقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ولم تقرونا فما انا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا. فصالحوهم على قطيع من الغنم. فانطلق رجل ما كنا نأبنه - 00:02:04ضَ

رقية يتفل عليه وجعل يقرأ بام القرآن الحمدلله رب العالمين. ويجمع بزاقه ويدفل فبرأ فكأنما نشط من عقال. فانطلق يمشي وما به قلبه. قال فامر لنا بثلاثين شاة وسقى فاوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه. فلما رجع قلنا اكنت تحسن رقية او كنت ترقي؟ قال لا - 00:02:24ضَ

ما رأيت الا بام الكتاب. فقال بعضهم اقسموا. فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فنسأله فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له. فقال وما يدريك انها رقية - 00:02:54ضَ

ثم قال قد اصبتم خذوها واقسموا واضربوا لي معكم سهما. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم. اورد المؤلف هذا الحديث يذكر حكم الايجارة على الرقية كانه يرى جواز ذلك قد اختلف اهل العلم في مسألة اخذ الاجرة على افعال القرب. اجازها المالكية - 00:03:16ضَ

والشافعيه ومنع منها الحنفية والحنابلة وكان من ادلة المالكية والشافعية على الجواز هذا الحديث حيث انهم اخذوا على قراءة القرآن والرقية به اجرة والاولون يجيبون بان هذا لا يتمحض ان يكون قربة وانما هو من باب التداوي - 00:03:50ضَ

يقولون بان ما جعل هنا من الجعل ليس على سبيل عقد الاجارة وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان حق ما اخذتم عليه اجرا كتاب الله - 00:04:21ضَ

ولذا فقول الشافعية والمالكية بالاجازة اقوى وقوله انطلق نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها فيه سفر الجماعة ان الاصل جواز ذلك ان الاولى ان يكون هناك مرافقون للشخص - 00:04:44ضَ

في سفره بحيث لا يسافر وحده وقوله حتى نزلوا على حي من احياء العرب كانوا مشركين ونزلوا عليهم ومن عادة العرب انه اذا نزل قوم على اناس في منازلهم ان يقدموا لهم الضيافة - 00:05:12ضَ

وقوله فاستضافوهم اي طلبا هؤلاء الصحابة من هذا الحي من العرب من يقدم لهم الضيافة تابوا ان يضيفوهم رفضوا وامتنعوا من ان يقدموا لهم طعاما يكفيهم اذا لم يقروهم اي لم يقدموا لهم - 00:05:37ضَ

الظيافة وقد استدل احمد بهذا الحديث على وجوب الظيافة في غير المدن والجمهور على استحباب ذلك قوله فبينما هم كذلك يعني بعد ان رفضوا ان يقدموا الضيافة لهؤلاء الصحابة لدغ سيد ذلك الحي اي جاءت عقرب - 00:06:04ضَ

بلد سيد ذلك الحي فسرى السم في جسده وخشوا عليه من الهلاك وحاولوا ان يزيلوا عنه اثر ذلك فسعوا له بكل شيء. اي بما يظنون انه علاج لحالهم. لكنهم لم - 00:06:34ضَ

يجدوا ما ينفعه فحينئذ لم يكن عندهم الا ان يذهبوا الى هؤلاء الصحابة فيسألوهم قد يكون عندهم شيء يتداوى به قال بعضهم لو اتيتم هؤلاء الرهط اي الجماعة الذين نزلوا بجواركم لعل - 00:07:00ضَ

هو ان يكون عند بعضهم شيء يعني من الادوية او العلاجات فجاءت جارية من القوم فقالت ان سيد الحي سليم يعني لديغ وقد اه جرت عادتهم باطلاق اسم السليم على اللديغ من باب التفاؤل - 00:07:27ضَ

قالت وان نفرنا غير وفي لفظ غيب. اي ان جماعتهم مسافرون لا يستطيعون ان يعالجوا هذا اللديغ ثم قالت فهل منكم راق؟ اي هل عندكم من يتعاطى الرقية ويعالج بها - 00:07:52ضَ

وقد كانت العرب تعرف الرقى قبل عهدي الاسلام او معكم من دواء يعالج هذا اللدغ قال فأتوهم يعني ان النفر رهط هذا الرجل جاوي لهؤلاء الصحابة وقالوا يا ايها الرهط - 00:08:18ضَ

ان سيدنا لدغ. يعني كبيرنا ورئيسنا لدرجة عقرب قرصته فاصبح لديرا. او ان ذلك من الثعبان قال وسعينا له بكل شيء اي بحثنا عن علاج له لا ينفعه. فهل عند احد منكم - 00:08:44ضَ

من شيء فقال بعضهم نعم والله اني لارقيه. اي اتعاطى الرقية فارقي على المرضى فيشفيهم الله وفي هذا دلالة على ان الرقية احد طرائق العلاج من الامراض قال ولكن والله لقد استضفناكم - 00:09:11ضَ

طلبنا منكم ان تقدموا لنا ضيافة فلم تضيفونا ولم تقرونا كما انا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا واحسنتم الينا لاحسنا معكم. ولكنكم منعتم امرا متعارفا عليه وهو تقديم ضيافة - 00:09:37ضَ

للاضياف. ولذلك سنعاملكم بحسب طريقتكم ونطلب منكم الجعل وفي هذا جواز عقد الجعالة وفيه جواز وظع الجعل على شفاء المريظ بكل ما في ذلك مع طبيب او حجام او مداوم - 00:10:03ضَ

قال فصالحوهم يعني اتفقوا معهم على اعطاء هؤلاء القوم قطيع من الغنم متى صاحبهم قال فانطلق رجل ما كنا برقية اي لا نعرفه قبل ذلك لانه يرقي اصبح يتفل عليه - 00:10:31ضَ

وفي هذا النفث في الرقية قال وجعل يقرأ بام القرآن وفي هذا الرقية بفاتحة الكتاب مما يدل على فضل هذه السورة العظيمة قال ويجمع بزاقه ويتفل وفي هذا النفث في الرقية - 00:10:58ضَ

قال فرقا اي قرأ عليه بسورة الفاتحة مرارا فبرأ اي شفاه الله فكأنما من عقال العقال الحبل الذي تربط به اقدام الابل من اجل الا تتمكن من الذهاب والابعاد فكانت الابل متى فكوا عنها هذا الحبل المسمى عقال تسرع وكأنها شعرت - 00:11:24ضَ

في شيء من حريتها. فشبه هذا المريض بعد الشفاء من اللدغة بانه مماثلة البعير في هذا قال فانطلق يعني هذا المريض يمشي وما به قلب اي ليس فيه اي اثر - 00:11:58ضَ

المرض قال فامر لنا بثلاثين ساعة وفاء الجعل الذي بينهم وسقانا لبنا اوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه. وفي هذا ان عقد الجعالة لازم بالنسبة للجاعل قال فلما رجع يعني عادوا الى المدينة - 00:12:22ضَ

وسألوا هذا الرجل الذي رقى اكنت تحسن رقية قبل ذلك؟ او هل كنت ترقي؟ قال لا ما رقيت الا بام الكتاب. وفي هذا تسمية سورة الفاتحة بام الكتاب وفيه جواز الاقتصار على الفاتحة في الرقية - 00:12:51ضَ

فقال بعضهم اقسموا يعني هذه الشياه وقال الذي رقى لا تفعلوا كانه تردد في حل ذلك حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان. وفيه مراجعة اهل العلم بما يشكل - 00:13:19ضَ

لا الانسان ويلتبس عليه. قال فنسأله فننظر ما يأمرنا وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له. وفي هذا مراجعة اهل العلم زوالهم قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك انها رقية - 00:13:40ضَ

انها يعني سورة الفاتحة زيادة دلالة على ان الرقية من القرآن قد تختص بصور نوايات معينة ثم قال قد اصبتم يعني في كونكم اخذتم الجعل وفي كون هذا قرأ على مريضه كم - 00:14:05ضَ

ثم قال خذوها اي خذوا هذه الشياة ولا تترددوا في اخذها. واقسموا اي اجعلوا هذه بينكم مقسومة واضربوا لي معكم بسهم اجعلوا لي جزءا فاكل النبي صلى الله عليه وسلم منها قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:27ضَ

الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب الاماء. المراد بالايماء النساء المملوكات اللاتي يتمكن الانسان من بيعهن ويجوز للسيد ان يطعهن - 00:14:55ضَ

وقوله نهى عن كسب الاماء فيه تحريم اخذ الاجرة على البغي والزنا ان ما دفع في ذلك كسب خبيث. ومال محرم وقد رأى بعض الفقهاء ان هذا يشمل عقد الايجار ولذا منعوا من استئجار الايماء. وقد يكون السبب في هذا - 00:15:16ضَ

انه يخاف عليهن من تسلط من يشتغلن عنده احسن الله اليكم. قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل المراد بعسب الفحل اخذ الاجرة - 00:15:47ضَ

على تلقيح البعير للناقة. فهذا الحديث يدل على المنع من ذلك المنع يدل على التحريم فالنهي هنا يدل على التحريم ويدل على فساد العقد يراد او يدخل في هذا ما لو قال - 00:16:08ضَ

ليقم فحلك بتلقيح ناقتي ولك المبلغ الفلاني فانه لا يدرى هل لقح او لم يلقح وبالتالي نهى الشرع عن ذلك و من صور هذا ما لو استأجر الفحل مدة معلومة. ومن المعلوم انه لا يراد بالفحل الا الوطء. فاء - 00:16:35ضَ

هنا هل يصح هذا العقد او لا يصح وقع اختلاف بين اهل العلم في هذا. ومن صور ذلك يقوم مالك الفحل بهبة فحله مدة معلومة لصاحب النوق فهذا جائز ولا حرج فيه - 00:17:07ضَ

حتى لو قدر انه اهدى له بعد ذلك بدون مشارطة فلا حرج فيه وفي زماننا الحاضر جاؤوا بطرائق جديدة منها انهم يأخذون ماء الفحل ويضعونه في رحم الناقة وهذه الصورة يظهر انها ليست من الصور الممنوعة - 00:17:34ضَ

فان هذا الماء معلوم هو معروف بصفته وبين ايديهم ومن ثم لا يحصل جهالة ولا غرر في ذلك بارك الله فيكم. وفقكم الله لكل خير جعلني الله واياكم من الهداة المهتدين ختم الله لكم شهر رمضان بالمغفرة والرضوان - 00:18:02ضَ

وجعل الله عاقبتكم في الامور كلها الى خير وتولاكم الله بحسن عنايته تربيته واسأله جل وعلا صلاحا لاحوال اهل الاسلام اقامة لامورهم واجتماعا لكلمتهم وبركة في ارزاقهم وصلاحا في ذراريهم كما - 00:18:31ضَ

جل وعلا لاخواننا في فلسطين ان يكون الله معهم وان يكفيهم شر عدونا وعدو كما اسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين لكل خير وان يبارك فيهم وان يوفق - 00:18:58ضَ

ولاة امرنا في هذه البلاد. وان يجزيهم خير الجزاء. وان يجعل عاقبتهم في الامور كلها الى خير هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلمت - 00:19:18ضَ

تسليما كثيرا الى يوم الدين - 00:19:38ضَ