السَّلام عليكم ورحمة الله - 00:00:08
إخواني في سلْسلتنا لبناء اليقين سنبدأ بإثبات وجودِ الله تعالى - 00:00:09
فهذا هو الأصلُ الذي ينبني عليه كلُّ شيءٍ - 00:00:14
المتابع المسلم قد يقول: حسنًا أنا مؤمنٌ بوجود الله، إذًا هذا الكلام ليس لي؛ - 00:00:18
في الحقيقة -إخواني- حتَّى المؤمن بوجود الله إيمانًا عميقًا يحتاج إلى هذه الحلقات - 00:00:24
لماذا؟ سأذكر ستَّ فوائدَ مُهمَّةٍ - 00:00:31
يمكن أن نُعنونها بِـ: تعميق الجذور، إحسان الظَّن بالله - 00:00:35
تكوين الدَّافعية الثَّبات والتَّثْبيت - 00:00:41
إدراك النِّعمة إحياء العزَّة - 00:00:45
الفائدة الأُولى -إخواني- هي: تعميقُ الجذور - 00:00:48
فاليقين على درجاتٍ وليس درجةً واحدةً - 00:00:51
كيف؟ - 00:00:55
أَليْس الإنسان إمَّا مصدقًا أو شاكًّا أو مُكذِّبًا؟ - 00:00:55
ألَيْس اليقين تصديقًا جازمًا لا يخالطه شكٌّ؟ بلى - 00:00:59
ولكن؛ هذا التصديق -بِدَوْره- على درجاتٍ؛ - 00:01:04
أنتَ حين تُصدِّق بوجود الله تصديقًا جازِمًا حاسِمًا لا يُخالطه شكٌّ، فقد اجتَزْتَ الخطَّ المطلوب؛ - 00:01:08
أيْ أفْلَتَّ مِن جاذبيَّة الشُّكوك والتَّردُّد - 00:01:16
لكنَّ النَّاس بعدَ ذلك يتفاوتون في التَّحليق - 00:01:19
ادْخُل حديقةً وانظُر إلى أشجارها، - 00:01:23
كلُّها أشجارٌ حيَّةٌ قائمةٌ على سِيقانِها، نعم! - 00:01:26
لكنْ هل هي سواءٌ؟ لا؛ - 00:01:30
ستجِدُ شجرةً قائمةً على جذورٍ قريبةٍ من سطح الأرض، فيَسْهلُ اجتثاثُها، - 00:01:33
بينما ستجِدُ أخرى عميقةَ الجذور، يصعب اجتثاثها، - 00:01:39
وستجد أخرى أكثر جذورًا وأعمق، فلا مطْمَع في اجتثاثها أبدًا، - 00:01:44
قد تُقْطَع، تُقْتَل، لكنَّها لا تُجتثُّ؛ وكذلك اليقين في النُّفوس - 00:01:50
قد تكون مجموعةٌ من المسلمين - 00:01:56
كلُّهم عندَهم يقينٌ حيٌّ، كما هذه الأشجار حيَّةٌ، - 00:01:58
لكن شتَّان بين ثباتها... شتَّان بين ثباتها إذا تعرَّضت للفِتَن - 00:02:02
أيضًا هذه الأشجار هي ليست سواءً في إثمارها أبدًا؛ - 00:02:09
فمنها ما لا تنفع إلا نفسها، - 00:02:13
ومنها ما يتساقط ثمرها على النَّاس، ويسْتظِلُّون بظِلِّها - 00:02:16
وكذلك اليقين - 00:02:20
ولذلك، فحتَّى صاحب اليقين بحاجةٍ إلى سَقْي شجرة يقينه؛ - 00:02:22
لِئَلَّا تجفَّ وتموت - 00:02:27
بل تنمو، وتُثمِر، وتنفع، وتضرِبَ جذورَها عميقًا - 00:02:29
ومِن أهمِّ سِقائها التَّفكُّر الذي حثَّ عليه ربُّنا بِقوْله: ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ﴾ [ القرآن 3: 191] - 00:02:33
ومِن أعظمِ التفكُّر تأمُّل أدلَّة وجود الله -عزَّ وجلَّ- (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) [القرآن 19: 76] - 00:02:40
أَدرَك إبراهيم الخليل -عليه السَّلام- تفاوتَ مراتب اليقين، - 00:02:47
وهو مَن هو في قوَّة يقينه ومع ذلك، أراد أعلى درجاته - 00:02:51
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ) [القرآن 2:260] - 00:02:55
أي: لديَّ إيمانٌ ويقينٌ سالمٌ مِن الشكِّ (وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [القرآن 2:260] - 00:03:01
قال ابن عاشورٍ في تفسير ﴿لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ أي: "ليثبُتَ ويتحقَّق عِلْمي، - 00:03:08
وينتقل من معالجة الفكر والنَّظر، إلى بساطة الضَّرورة بيَقين المشاهَدة، - 00:03:14
وانكشافِ المعلوم انكشافًا لا يحتاج إلى مُعاودةِ الاستدلال - 00:03:19
ودفع الشُّبَه عن العقل" - 00:03:25
أي كأنَّ إبراهيم -عليه السَّلام- يقول: - 00:03:27
أريد أنْ أُحْكِم هذا الأساسَ -حقيقةَ البعث بعد الموت- - 00:03:30
أُحْكِمه إحكامًا؛ لأبْني عليه، ولأنْعُم ببَرْد اليقين - 00:03:34
ولا تعود بي نفسي إلى فتح الموضوع والحاجة إلى البرهنة عليه، وإجابة التَّساؤلات - 00:03:40
سلسلتنا هذه هي لتنعُم ببرْد اليقين وطُمأنينته - 00:03:48
الفائدة الثَّانية: إحسان الظَّنِّ بالله - 00:03:54
فطريقتنا في تناول أدلَّة وجود الله تعالى لن تكون جافَّةً؛ - 00:03:57
بل المقصود منها -بالإضافة إلى تعميق اليقين بوجوده- هو أيضًا تعميقُ المحبَّة لله تعالى - 00:04:01
واليقينُ بعدْله وحِكْمته ورحمته - 00:04:09
كُلَّما نظرْتَ في أدلَّة وجود الله، ثُمَّ في أدلَّة صحَّة دينه، - 00:04:12
تزداد يقينًا برحمته سبحانه - 00:04:16
أن أقام كُلَّ هذه الشَّواهد، - 00:04:19
وتقول في نَفْسك: يا الله، كُلُّ هذه الشواهد! كُلُّ هذه الأدلَّة! - 00:04:21
ما أرحمَكَ ربِّي بعِبادك! - 00:04:26
ستزدادُ يقينًا بعدلِ الله تعالى، حين يعاقِب أناسًا كفروا به بعد هذا كلِّه، - 00:04:29
وتعلَم حقًّا أنَّه ليس للنَّاس على اللهِ حُجَّةٌ بعد هذا كلِّه ولا عُذْرٌ - 00:04:36
هناك مسلمون مُوقِنون بوجود الله حقًّا، - 00:04:41
لكن لديهم إشكاليَّة حقيقيَّة في هذه المسألة، - 00:04:44
ويُساورهم الشُّعور بأنَّه: لماذا يُعاقَب الكافر الذي لم يقتنع بوجود الله أو صحَّة الإسلام؟ - 00:04:48
وهذا يُوقِع العبدَ -الموقِنَ بالله- في سوء الظَّنِّ برحمة الله وعدْله - 00:04:56
الإيمان بالله -يا إخواني- مُركَّب مِن: تصديقٍ، وأعمال قلبٍ، - 00:05:03
وأعمال لسانٍ -أي القول-، وأعمال الأعضاء - 00:05:07
التَّصديق -قلنا أنَّه- ليس على درجةٍ واحدةٍ، - 00:05:12
وهو بحاجةٍ إلى تمكينٍ وترسيخٍ وسِقاءٍ بتأمُّل أدلَّة وجوده سبحانه - 00:05:16
وأعمالُ القلوب: محبَّة الله، واليقين بعدْله، وحُسْن الظَّنِّ بحكمته ورحمته، - 00:05:23
هذه أيضًا تحتاجُ التَّفكُّرَ في أدلَّة وجوده سبحانه - 00:05:29
وإذا كان عندك تصديقٌ، بينما أعمال القلوب مشوَّشة، - 00:05:33
والظَّنُّ ليس بحسَنٍ، وفي الصَّدر حرجٌ، فنور التَّصديق سيبقى محجوبًا - 00:05:37
لذا؛ فاليقين الذي نتكلَّم عنه يقينان: يقينٌ بوجود الله، - 00:05:43
ويقينٌ بأدلةِ وجود الله أنَّها كافيةٌ، شافيةٌ، واضحةٌ، مُلزِمةٌ، - 00:05:48
تقوم بها الحُجَّة على الخَلْق - 00:05:54
الفائدة الثَّالثة هي: تكوين الدَّافعيَّة - 00:05:57
فاليقين -بالمفهوم الذي شرَحناه- هو قوَّتك الدَّافعة لكُلِّ شيءٍ بعد ذلك، - 00:06:00
هو المحرِّك الذي بحسب قوَّته تنطلق، وتستطيع تجاوُز العَقَبات، وصعود الجبال - 00:06:05
كُلَّما أحْكمْتَ مسألة اليقين، - 00:06:13
فإنَّه ليس أمامك إلَّا العمل، والانطلاق بهِمَّةٍ وحيويَّةٍ في طريق الجَنَّة - 00:06:16
وتتفجَّرُ ينابيع طاقاتك المَذْخُورة في خدمة دين الله، والاستقامة على أمره، - 00:06:22
والدَّعوة إليه بعزْمٍ وثباتٍ ومُثابرةٍ - 00:06:27
كُلَّما سَقيْتَ اليقين تجدَّد النَّشاطُ وتلاشى الفُتور؛ - 00:06:31
لذلك فأوَّلُ وصْفٍ وَصَف اللهُ به المتَّقين في كِتابه الكريم في مَطْلع سورة البقرة: - 00:06:35
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [القرآن 2: 3] (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) - 00:06:41
هذا هو المحرِّك لكلِّ شيءٍ، - 00:06:46
بينما إذا كان هناك خللٌ في الجذور، فسيسْري الأثَرُ في الثَّمرة - 00:06:48
الفائدة الرَّابعة -إخواني-: الثَّبات والتَّثبيت - 00:06:54
فنحن في زمنٍ هو زمن فِتَنٍ، وكم خَلعَتْ هذه الفِتَن أُناسًا من إيمانهم! - 00:06:58
واجب المسلم أن يُحصِّن نفْسه، - 00:07:05
ويَضرِب جذور يقينه في الأرض؛ ليثبُت أمام عواصف الفِتَن، ويُثبِّت مَن حوله - 00:07:08
تأمَّل معي قول ابن تيمية -رحِمه الله-: - 00:07:14
"فعامَّة النَّاس إذا أسلموا بعد كُفْرٍ أو وُلِدوا على الإسلام، والتزموا شرائعه، - 00:07:17
وكانوا من أهْلِ الطَّاعة لله ورسوله، - 00:07:23
فهم مسلِمون، ومعهم إيمانٌ مُجْمَلٌ، - 00:07:26
ولكنَّ دخول حقيقة الإيمان إلى قلوبهم إنَّما يحْصُل شيئًا فشيئًا إنْ أعطاهم الله ذلك، - 00:07:29
وإلا فكثيرٌ من النَّاس لا يصِلون إلى اليقين، - 00:07:36
ولا إلى الجهاد، ولو شُكِّكوا لَشكُّوا ولو أُمِروا بالجهاد لما جاهدوا، - 00:07:40
وليسوا كُفَّارًا ولا منافقين؛ بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدْرأ الرَّيْب" - 00:07:46
إذًا، هؤلاء أُناسٌ عندهم إيمانٌ مُجْمَلٌ لكنَّه ليس عميقًا في نفوسهم، فهُم على خطرٍ - 00:07:54
حتَّى لو كنْتَ راضيًا -أخي- عن يقينك، ماذا عن أبنائك؟ - 00:08:01
هل تستطيع إعانتهم على تثبيت القناعة واليقين؟ - 00:08:04
ماذا عن أهلك وأحبابك ومحيطك؟ - 00:08:08
ونحن في زمن الحرب الفكريَّة - 00:08:10
التي تضرب الأساس والجذور؛ لتُشكِّك المسلمين بربِّهم -عزَّ وجلَّ- - 00:08:12
أصبحنا كثيرًا ما نسمع هذه الأيَّام - 00:08:19
عن أناسٍ يشتَكُون أنَّ أبناءهم وإخوانهم أو أحبابهم تأثَّروا بالشُّبُهات، - 00:08:22
فهل تُطيق أن يموت حبيبٌ لك على الكفر أو الشَّكِّ؟ - 00:08:28
قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بآيَاتِنَا يُوقِنُون﴾ [القرآن 32: 24] - 00:08:33
بالعُلوِّ في مراتب اليقين تتأهَّل لِأن تكون مِن الأئمَّة الذين يَنصُر الله بهم الدِّين - 00:08:42
قد تُلقى أمامك شبهةٌ عن وجود الله - 00:08:49
مِن طالب جوابٍ بالفعل، أو مُشكِّكٍ في دينك يريد إحراجك - 00:08:51
فَرْقٌ بين أنْ تتلعثم أو تتهرَّب، أو تُجيبَ بعصبيةٍ أو بسطحيةٍ - 00:08:56
يَفْرح بها هذا المُشكِّك، ويُحرز بها انتصارًا وهميًا على دينك مِن خلالك! - 00:09:02
وفي المقابل، أن يَكون عندك الجواب القاطع الذي يُلجم المُغرِض، ويهدي الحيارى، - 00:09:08
ويشفي الصدور - 00:09:15
لذلك شمِّر، وأقبِلْ، وتعالَ معنا! - 00:09:17
الفائدة الخامسة لك كمسلمٍ من مراجعة أدلَّة وجود الله تعالى: - 00:09:20
هي إدراكُ نِعمةِ اللهِ عليك - 00:09:24
وأنت ترى الفرق الكبير بين المؤْمِن بوجود الله، والمنكِر له، - 00:09:26
تَسْتَشعِر كما لم تستشعر مِن قبْل معنى كثيرٍ من الآيات: - 00:09:32
﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ - 00:09:36
ولَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ، ولَا الظِّلُّ ولَا الْحَرُورُ، - 00:09:38
وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ﴾ [القرآن 35: 20-21-22] - 00:09:42
تُدرِك بعمقٍ معنى قوله تعالى: - 00:09:46
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ﴾ [القرآن 40: 69] - 00:09:48
تدرِكُه وأنتَ ترى تَبِعَات إنكارِ الله، كيف يهوِي صاحبُه في مكانٍ سحيقٍ؛ - 00:09:53
فيزيدُ ذلك تمسُّكَك بدينك، وانحيازًا له، وإدراكًا لنعمة الله عليك - 00:09:59
ذكر ابن تيمية في (منهاج السُّنة)، أنَّ عمَر ابن الخطَّاب -رضي الله عنه- قال: - 00:10:06
"إنما تُنقَض عُرَى الإسلام عروةً عروةً، إذا نشأ في الإسلام من لا يَعرِف الجاهليَّة" - 00:10:11
نعم؛ فهؤلاء لا يُدرِكون عظَمة نعمة الإسلام، - 00:10:17
وقد تقلَّصت المسافاتُ في كيانهم بين الحقِّ والباطل - 00:10:21
فما أسهل أن تنْحَلَّ عُرَى الإسلام لديهم فيَسْقُطوا في وديان الشَّكِّ والضَّياع - 00:10:25
الفائدة السَّادسة: هي إحياءُ العِزَّة - 00:10:30
مع تأمُّلِ أدلَّة وجود الله تُحسُّ بالعزَّة، - 00:10:34
والانسجام مع نفسك، وأنت تُظهِر شعائر دينك وتدعو إليه؛ لأنَّك تدرِك أنَّك على الحقِّ المبِين، - 00:10:37
وأنَّ هذا الذي تُظهرُه، وتدعو إليه، وضعُفَ فيه الآخرون من شعائر دينك، - 00:10:45
دعوتِك، أمْرِكَ بالمعروف، نهْيِِكَ عن المنكر - 00:10:50
أنَّها كلَّها مستنِدَةٌ في الأساس إلى الحقيقة العظمى والعليا - 00:10:54
التي لا تتردَّد في صحَّتها لحظةً - 00:10:58
لن تحتاج أن تُعدِّل في مظهرك، أو تُخفيَ ملامح هُويَّتك الإسلاميَّة ليتقبَّلوك، - 00:11:02
لن تحتاجي أن تُعدِّلي في حجابك أو سلوكك ليتقبَّلوك - 00:11:08
لن تشعُر بالغربة حتّى لو كنتَ تمشي عكس التَّيار؛ فإنَّك تَشعر أنَّك الأصْل، لأنَّك على هذا الحقّ - 00:11:12
ولسان حالك: يا ناس، ألَا ترَوْن ما أرى؟ ألا ترَوْن هذه الشَّمس في رابعة النَّهار! - 00:11:20
أنا شخصيًّا -إخواني- كلَّما نظرْتُ في أدلَّة وجود الله، استشعرْتُ هذه العِزَّة وهذا الانسجام، - 00:11:26
وهذه الرَّغبة في دلالة النَّاس على طاعة ربِّهم -عزَّ وجلَّ- - 00:11:33
لأجل هذه الأسباب كلِّها فإنَّ هذه الحلقات التي نتناول فيها أدلَّة وجود الله تعالى، - 00:11:39
لن تكون نافعةً ومهمَّةً للمتردِّد أو المنكِر الباحث عن الحقيقة فحسْب، - 00:11:45
بل ولكلِّ مسلمٍ - 00:11:51
لتُعمِّقَ جذورك، وتُحسِنَ ظنَّك بربِّك، وتُقوِّي دافعِيَّتك، - 00:11:53
وتَثْبُت، وتُثَبِّت، وتُدرِك نعمة الله عليك، - 00:11:59
وتُحِييَ العزَّة في نَفْسِك -بإذن الله تعالى- - 00:12:03
في الحلقة القادمة سنبدأ معكم -بإذن الله- بالأدلَّة الفِطريَّة على وجوده سبحانه - 00:12:06
والسَّلام عليكم ورحمة الله - 00:12:12
التفريغ
السَّلام عليكم ورحمة الله - 00:00:08
إخواني في سلْسلتنا لبناء اليقين سنبدأ بإثبات وجودِ الله تعالى - 00:00:09
فهذا هو الأصلُ الذي ينبني عليه كلُّ شيءٍ - 00:00:14
المتابع المسلم قد يقول: حسنًا أنا مؤمنٌ بوجود الله، إذًا هذا الكلام ليس لي؛ - 00:00:18
في الحقيقة -إخواني- حتَّى المؤمن بوجود الله إيمانًا عميقًا يحتاج إلى هذه الحلقات - 00:00:24
لماذا؟ سأذكر ستَّ فوائدَ مُهمَّةٍ - 00:00:31
يمكن أن نُعنونها بِـ: تعميق الجذور، إحسان الظَّن بالله - 00:00:35
تكوين الدَّافعية الثَّبات والتَّثْبيت - 00:00:41
إدراك النِّعمة إحياء العزَّة - 00:00:45
الفائدة الأُولى -إخواني- هي: تعميقُ الجذور - 00:00:48
فاليقين على درجاتٍ وليس درجةً واحدةً - 00:00:51
كيف؟ - 00:00:55
أَليْس الإنسان إمَّا مصدقًا أو شاكًّا أو مُكذِّبًا؟ - 00:00:55
ألَيْس اليقين تصديقًا جازمًا لا يخالطه شكٌّ؟ بلى - 00:00:59
ولكن؛ هذا التصديق -بِدَوْره- على درجاتٍ؛ - 00:01:04
أنتَ حين تُصدِّق بوجود الله تصديقًا جازِمًا حاسِمًا لا يُخالطه شكٌّ، فقد اجتَزْتَ الخطَّ المطلوب؛ - 00:01:08
أيْ أفْلَتَّ مِن جاذبيَّة الشُّكوك والتَّردُّد - 00:01:16
لكنَّ النَّاس بعدَ ذلك يتفاوتون في التَّحليق - 00:01:19
ادْخُل حديقةً وانظُر إلى أشجارها، - 00:01:23
كلُّها أشجارٌ حيَّةٌ قائمةٌ على سِيقانِها، نعم! - 00:01:26
لكنْ هل هي سواءٌ؟ لا؛ - 00:01:30
ستجِدُ شجرةً قائمةً على جذورٍ قريبةٍ من سطح الأرض، فيَسْهلُ اجتثاثُها، - 00:01:33
بينما ستجِدُ أخرى عميقةَ الجذور، يصعب اجتثاثها، - 00:01:39
وستجد أخرى أكثر جذورًا وأعمق، فلا مطْمَع في اجتثاثها أبدًا، - 00:01:44
قد تُقْطَع، تُقْتَل، لكنَّها لا تُجتثُّ؛ وكذلك اليقين في النُّفوس - 00:01:50
قد تكون مجموعةٌ من المسلمين - 00:01:56
كلُّهم عندَهم يقينٌ حيٌّ، كما هذه الأشجار حيَّةٌ، - 00:01:58
لكن شتَّان بين ثباتها... شتَّان بين ثباتها إذا تعرَّضت للفِتَن - 00:02:02
أيضًا هذه الأشجار هي ليست سواءً في إثمارها أبدًا؛ - 00:02:09
فمنها ما لا تنفع إلا نفسها، - 00:02:13
ومنها ما يتساقط ثمرها على النَّاس، ويسْتظِلُّون بظِلِّها - 00:02:16
وكذلك اليقين - 00:02:20
ولذلك، فحتَّى صاحب اليقين بحاجةٍ إلى سَقْي شجرة يقينه؛ - 00:02:22
لِئَلَّا تجفَّ وتموت - 00:02:27
بل تنمو، وتُثمِر، وتنفع، وتضرِبَ جذورَها عميقًا - 00:02:29
ومِن أهمِّ سِقائها التَّفكُّر الذي حثَّ عليه ربُّنا بِقوْله: ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ﴾ [ القرآن 3: 191] - 00:02:33
ومِن أعظمِ التفكُّر تأمُّل أدلَّة وجود الله -عزَّ وجلَّ- (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) [القرآن 19: 76] - 00:02:40
أَدرَك إبراهيم الخليل -عليه السَّلام- تفاوتَ مراتب اليقين، - 00:02:47
وهو مَن هو في قوَّة يقينه ومع ذلك، أراد أعلى درجاته - 00:02:51
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ) [القرآن 2:260] - 00:02:55
أي: لديَّ إيمانٌ ويقينٌ سالمٌ مِن الشكِّ (وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [القرآن 2:260] - 00:03:01
قال ابن عاشورٍ في تفسير ﴿لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ أي: "ليثبُتَ ويتحقَّق عِلْمي، - 00:03:08
وينتقل من معالجة الفكر والنَّظر، إلى بساطة الضَّرورة بيَقين المشاهَدة، - 00:03:14
وانكشافِ المعلوم انكشافًا لا يحتاج إلى مُعاودةِ الاستدلال - 00:03:19
ودفع الشُّبَه عن العقل" - 00:03:25
أي كأنَّ إبراهيم -عليه السَّلام- يقول: - 00:03:27
أريد أنْ أُحْكِم هذا الأساسَ -حقيقةَ البعث بعد الموت- - 00:03:30
أُحْكِمه إحكامًا؛ لأبْني عليه، ولأنْعُم ببَرْد اليقين - 00:03:34
ولا تعود بي نفسي إلى فتح الموضوع والحاجة إلى البرهنة عليه، وإجابة التَّساؤلات - 00:03:40
سلسلتنا هذه هي لتنعُم ببرْد اليقين وطُمأنينته - 00:03:48
الفائدة الثَّانية: إحسان الظَّنِّ بالله - 00:03:54
فطريقتنا في تناول أدلَّة وجود الله تعالى لن تكون جافَّةً؛ - 00:03:57
بل المقصود منها -بالإضافة إلى تعميق اليقين بوجوده- هو أيضًا تعميقُ المحبَّة لله تعالى - 00:04:01
واليقينُ بعدْله وحِكْمته ورحمته - 00:04:09
كُلَّما نظرْتَ في أدلَّة وجود الله، ثُمَّ في أدلَّة صحَّة دينه، - 00:04:12
تزداد يقينًا برحمته سبحانه - 00:04:16
أن أقام كُلَّ هذه الشَّواهد، - 00:04:19
وتقول في نَفْسك: يا الله، كُلُّ هذه الشواهد! كُلُّ هذه الأدلَّة! - 00:04:21
ما أرحمَكَ ربِّي بعِبادك! - 00:04:26
ستزدادُ يقينًا بعدلِ الله تعالى، حين يعاقِب أناسًا كفروا به بعد هذا كلِّه، - 00:04:29
وتعلَم حقًّا أنَّه ليس للنَّاس على اللهِ حُجَّةٌ بعد هذا كلِّه ولا عُذْرٌ - 00:04:36
هناك مسلمون مُوقِنون بوجود الله حقًّا، - 00:04:41
لكن لديهم إشكاليَّة حقيقيَّة في هذه المسألة، - 00:04:44
ويُساورهم الشُّعور بأنَّه: لماذا يُعاقَب الكافر الذي لم يقتنع بوجود الله أو صحَّة الإسلام؟ - 00:04:48
وهذا يُوقِع العبدَ -الموقِنَ بالله- في سوء الظَّنِّ برحمة الله وعدْله - 00:04:56
الإيمان بالله -يا إخواني- مُركَّب مِن: تصديقٍ، وأعمال قلبٍ، - 00:05:03
وأعمال لسانٍ -أي القول-، وأعمال الأعضاء - 00:05:07
التَّصديق -قلنا أنَّه- ليس على درجةٍ واحدةٍ، - 00:05:12
وهو بحاجةٍ إلى تمكينٍ وترسيخٍ وسِقاءٍ بتأمُّل أدلَّة وجوده سبحانه - 00:05:16
وأعمالُ القلوب: محبَّة الله، واليقين بعدْله، وحُسْن الظَّنِّ بحكمته ورحمته، - 00:05:23
هذه أيضًا تحتاجُ التَّفكُّرَ في أدلَّة وجوده سبحانه - 00:05:29
وإذا كان عندك تصديقٌ، بينما أعمال القلوب مشوَّشة، - 00:05:33
والظَّنُّ ليس بحسَنٍ، وفي الصَّدر حرجٌ، فنور التَّصديق سيبقى محجوبًا - 00:05:37
لذا؛ فاليقين الذي نتكلَّم عنه يقينان: يقينٌ بوجود الله، - 00:05:43
ويقينٌ بأدلةِ وجود الله أنَّها كافيةٌ، شافيةٌ، واضحةٌ، مُلزِمةٌ، - 00:05:48
تقوم بها الحُجَّة على الخَلْق - 00:05:54
الفائدة الثَّالثة هي: تكوين الدَّافعيَّة - 00:05:57
فاليقين -بالمفهوم الذي شرَحناه- هو قوَّتك الدَّافعة لكُلِّ شيءٍ بعد ذلك، - 00:06:00
هو المحرِّك الذي بحسب قوَّته تنطلق، وتستطيع تجاوُز العَقَبات، وصعود الجبال - 00:06:05
كُلَّما أحْكمْتَ مسألة اليقين، - 00:06:13
فإنَّه ليس أمامك إلَّا العمل، والانطلاق بهِمَّةٍ وحيويَّةٍ في طريق الجَنَّة - 00:06:16
وتتفجَّرُ ينابيع طاقاتك المَذْخُورة في خدمة دين الله، والاستقامة على أمره، - 00:06:22
والدَّعوة إليه بعزْمٍ وثباتٍ ومُثابرةٍ - 00:06:27
كُلَّما سَقيْتَ اليقين تجدَّد النَّشاطُ وتلاشى الفُتور؛ - 00:06:31
لذلك فأوَّلُ وصْفٍ وَصَف اللهُ به المتَّقين في كِتابه الكريم في مَطْلع سورة البقرة: - 00:06:35
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [القرآن 2: 3] (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) - 00:06:41
هذا هو المحرِّك لكلِّ شيءٍ، - 00:06:46
بينما إذا كان هناك خللٌ في الجذور، فسيسْري الأثَرُ في الثَّمرة - 00:06:48
الفائدة الرَّابعة -إخواني-: الثَّبات والتَّثبيت - 00:06:54
فنحن في زمنٍ هو زمن فِتَنٍ، وكم خَلعَتْ هذه الفِتَن أُناسًا من إيمانهم! - 00:06:58
واجب المسلم أن يُحصِّن نفْسه، - 00:07:05
ويَضرِب جذور يقينه في الأرض؛ ليثبُت أمام عواصف الفِتَن، ويُثبِّت مَن حوله - 00:07:08
تأمَّل معي قول ابن تيمية -رحِمه الله-: - 00:07:14
"فعامَّة النَّاس إذا أسلموا بعد كُفْرٍ أو وُلِدوا على الإسلام، والتزموا شرائعه، - 00:07:17
وكانوا من أهْلِ الطَّاعة لله ورسوله، - 00:07:23
فهم مسلِمون، ومعهم إيمانٌ مُجْمَلٌ، - 00:07:26
ولكنَّ دخول حقيقة الإيمان إلى قلوبهم إنَّما يحْصُل شيئًا فشيئًا إنْ أعطاهم الله ذلك، - 00:07:29
وإلا فكثيرٌ من النَّاس لا يصِلون إلى اليقين، - 00:07:36
ولا إلى الجهاد، ولو شُكِّكوا لَشكُّوا ولو أُمِروا بالجهاد لما جاهدوا، - 00:07:40
وليسوا كُفَّارًا ولا منافقين؛ بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدْرأ الرَّيْب" - 00:07:46
إذًا، هؤلاء أُناسٌ عندهم إيمانٌ مُجْمَلٌ لكنَّه ليس عميقًا في نفوسهم، فهُم على خطرٍ - 00:07:54
حتَّى لو كنْتَ راضيًا -أخي- عن يقينك، ماذا عن أبنائك؟ - 00:08:01
هل تستطيع إعانتهم على تثبيت القناعة واليقين؟ - 00:08:04
ماذا عن أهلك وأحبابك ومحيطك؟ - 00:08:08
ونحن في زمن الحرب الفكريَّة - 00:08:10
التي تضرب الأساس والجذور؛ لتُشكِّك المسلمين بربِّهم -عزَّ وجلَّ- - 00:08:12
أصبحنا كثيرًا ما نسمع هذه الأيَّام - 00:08:19
عن أناسٍ يشتَكُون أنَّ أبناءهم وإخوانهم أو أحبابهم تأثَّروا بالشُّبُهات، - 00:08:22
فهل تُطيق أن يموت حبيبٌ لك على الكفر أو الشَّكِّ؟ - 00:08:28
قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بآيَاتِنَا يُوقِنُون﴾ [القرآن 32: 24] - 00:08:33
بالعُلوِّ في مراتب اليقين تتأهَّل لِأن تكون مِن الأئمَّة الذين يَنصُر الله بهم الدِّين - 00:08:42
قد تُلقى أمامك شبهةٌ عن وجود الله - 00:08:49
مِن طالب جوابٍ بالفعل، أو مُشكِّكٍ في دينك يريد إحراجك - 00:08:51
فَرْقٌ بين أنْ تتلعثم أو تتهرَّب، أو تُجيبَ بعصبيةٍ أو بسطحيةٍ - 00:08:56
يَفْرح بها هذا المُشكِّك، ويُحرز بها انتصارًا وهميًا على دينك مِن خلالك! - 00:09:02
وفي المقابل، أن يَكون عندك الجواب القاطع الذي يُلجم المُغرِض، ويهدي الحيارى، - 00:09:08
ويشفي الصدور - 00:09:15
لذلك شمِّر، وأقبِلْ، وتعالَ معنا! - 00:09:17
الفائدة الخامسة لك كمسلمٍ من مراجعة أدلَّة وجود الله تعالى: - 00:09:20
هي إدراكُ نِعمةِ اللهِ عليك - 00:09:24
وأنت ترى الفرق الكبير بين المؤْمِن بوجود الله، والمنكِر له، - 00:09:26
تَسْتَشعِر كما لم تستشعر مِن قبْل معنى كثيرٍ من الآيات: - 00:09:32
﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ - 00:09:36
ولَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ، ولَا الظِّلُّ ولَا الْحَرُورُ، - 00:09:38
وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ﴾ [القرآن 35: 20-21-22] - 00:09:42
تُدرِك بعمقٍ معنى قوله تعالى: - 00:09:46
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ﴾ [القرآن 40: 69] - 00:09:48
تدرِكُه وأنتَ ترى تَبِعَات إنكارِ الله، كيف يهوِي صاحبُه في مكانٍ سحيقٍ؛ - 00:09:53
فيزيدُ ذلك تمسُّكَك بدينك، وانحيازًا له، وإدراكًا لنعمة الله عليك - 00:09:59
ذكر ابن تيمية في (منهاج السُّنة)، أنَّ عمَر ابن الخطَّاب -رضي الله عنه- قال: - 00:10:06
"إنما تُنقَض عُرَى الإسلام عروةً عروةً، إذا نشأ في الإسلام من لا يَعرِف الجاهليَّة" - 00:10:11
نعم؛ فهؤلاء لا يُدرِكون عظَمة نعمة الإسلام، - 00:10:17
وقد تقلَّصت المسافاتُ في كيانهم بين الحقِّ والباطل - 00:10:21
فما أسهل أن تنْحَلَّ عُرَى الإسلام لديهم فيَسْقُطوا في وديان الشَّكِّ والضَّياع - 00:10:25
الفائدة السَّادسة: هي إحياءُ العِزَّة - 00:10:30
مع تأمُّلِ أدلَّة وجود الله تُحسُّ بالعزَّة، - 00:10:34
والانسجام مع نفسك، وأنت تُظهِر شعائر دينك وتدعو إليه؛ لأنَّك تدرِك أنَّك على الحقِّ المبِين، - 00:10:37
وأنَّ هذا الذي تُظهرُه، وتدعو إليه، وضعُفَ فيه الآخرون من شعائر دينك، - 00:10:45
دعوتِك، أمْرِكَ بالمعروف، نهْيِِكَ عن المنكر - 00:10:50
أنَّها كلَّها مستنِدَةٌ في الأساس إلى الحقيقة العظمى والعليا - 00:10:54
التي لا تتردَّد في صحَّتها لحظةً - 00:10:58
لن تحتاج أن تُعدِّل في مظهرك، أو تُخفيَ ملامح هُويَّتك الإسلاميَّة ليتقبَّلوك، - 00:11:02
لن تحتاجي أن تُعدِّلي في حجابك أو سلوكك ليتقبَّلوك - 00:11:08
لن تشعُر بالغربة حتّى لو كنتَ تمشي عكس التَّيار؛ فإنَّك تَشعر أنَّك الأصْل، لأنَّك على هذا الحقّ - 00:11:12
ولسان حالك: يا ناس، ألَا ترَوْن ما أرى؟ ألا ترَوْن هذه الشَّمس في رابعة النَّهار! - 00:11:20
أنا شخصيًّا -إخواني- كلَّما نظرْتُ في أدلَّة وجود الله، استشعرْتُ هذه العِزَّة وهذا الانسجام، - 00:11:26
وهذه الرَّغبة في دلالة النَّاس على طاعة ربِّهم -عزَّ وجلَّ- - 00:11:33
لأجل هذه الأسباب كلِّها فإنَّ هذه الحلقات التي نتناول فيها أدلَّة وجود الله تعالى، - 00:11:39
لن تكون نافعةً ومهمَّةً للمتردِّد أو المنكِر الباحث عن الحقيقة فحسْب، - 00:11:45
بل ولكلِّ مسلمٍ - 00:11:51
لتُعمِّقَ جذورك، وتُحسِنَ ظنَّك بربِّك، وتُقوِّي دافعِيَّتك، - 00:11:53
وتَثْبُت، وتُثَبِّت، وتُدرِك نعمة الله عليك، - 00:11:59
وتُحِييَ العزَّة في نَفْسِك -بإذن الله تعالى- - 00:12:03
في الحلقة القادمة سنبدأ معكم -بإذن الله- بالأدلَّة الفِطريَّة على وجوده سبحانه - 00:12:06
والسَّلام عليكم ورحمة الله - 00:12:12