التفريغ
(مؤثرات صوتية) - 00:00:00ضَ
السَّلام عليكم - 00:00:06ضَ
رأينا في الحلقة الماضية - 00:00:07ضَ
أنَّ من أساليب أتباع خرافة التَّطوُّر: الخلط بين الحقائق والخرافة - 00:00:09ضَ
حتَّى يمرَّ عليك هذا الخلط يحتاج بعض البهار مِن الإبهار؛ - 00:00:15ضَ
الإبهار برجالات خرافة التَّطوُّر - 00:00:20ضَ
لذلك عندما تَسمع من بعض عرَّابي الخرافة من بني جلدتنا - 00:00:22ضَ
من يُمجِّد العلماء التَّطوُّريين: داروين "Darwin" كان وكان! - 00:00:26ضَ
فلانٌ عالمٌ عظيم! الآخر عالمٌ كبيرٌ جدًّا جدًّا! - 00:00:30ضَ
كَتبَ في هذه الظَّاهرة كتابًا من (600) صفحة! بحث في تلك الظَّاهرة (20) سنة! - 00:00:35ضَ
فلانٌ حاز على جائزة نوبل "Nobel"! والآخر على لقب سير "Sir" في العلوم! - 00:00:40ضَ
كذا بالمئة من علماء الطَّبيعة يؤمنون بنظريَّة التَّطوُّر... - 00:00:45ضَ
عندما تسمع مثل هذه العبارات، فهي كثيرًا ما تكون محاولاتٍ للطَّلب منك أن تؤجِّر عقلك لهم - 00:00:50ضَ
كأنَّه يقول لك: هم يعرفون أكثر منك، أذكياءٌ يفهمون أكثر منك، - 00:00:57ضَ
جهِّز نفسك، ستسمع كلامًا غريبًا، لكنْ عليك أن تقتنع به؛ - 00:01:02ضَ
لأنَّ القائل به هم هؤلاء العظماء! - 00:01:06ضَ
إذا خالف كلامهم عقلك فلا تتَّهم صِدْقَهم أو صحَّة استنتاجاتهم، بل اتَّهم عقلك - 00:01:09ضَ
لا تحاولْ أنْ تتأكَّد بالنَّظر في التَّجارب الَّتي منها وصلوا إلى استنتاجاتهم؛ لأنَّك لن تفهم - 00:01:14ضَ
ماذا تعني؟ هل تُريدني أنْ أُلغيَ عقلي وأتَّبِعَهم على عمى؟! - 00:01:21ضَ
تريدني أن أُقلِّدهم في استنتاجاتهم -مهما سَخُفت- لأجل عِلمهم وألقابهم؟! - 00:01:27ضَ
أتعلمون -إخواني- تأجيرُ العقل هذا جريمةٌ ولو مارسْتَها مع مَن هو أعلم منك بالدِّين؛ - 00:01:33ضَ
مطلوبٌ منك اتَّباع العلماء أي نعم، لكنْ ما تكلّموا بعلمٍ، - 00:01:40ضَ
ولا يَكتسبون يومًا قدسيَّةً تُصحِّح كلامهم دون هذا الشَّرط؛ - 00:01:44ضَ
ألم تر كيف ذمَّ الله -عزَّ وجلَّ- أهل الكتاب - 00:01:49ضَ
بقوله: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ﴾ [القرآن 9:37] - 00:01:51ضَ
هؤلاء الأحبار والرُّهبان كانوا أعلمَ بالدِّين -ولا شكّ- - 00:01:57ضَ
لكنَّهم لمَّا أحلَّوا الحرام وحرَّموا الحلال، وخالفوا المسلَّماتِ المعلومةَ بالضَّرورة - 00:02:00ضَ
الواضحة من نصوص الوحي لكلِّ عاقلٍ - 00:02:06ضَ
كان مِن الجريمة أن يؤجِّر لهم عامَّة النَّاس عقولهم، ويتَّبعوهم على باطلهم - 00:02:09ضَ
﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ - 00:02:15ضَ
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القرآن 9:37] - 00:02:20ضَ
كان رجال الكنيسة يقولون للنَّاس: - 00:02:27ضَ
لا تقرؤوا الكتاب المقدَّس وَحْدكم؛ لأنَّكم لن تفهموه وستَضلِّون، - 00:02:29ضَ
فجاء كهنة العلم الزَّائف ليقولوا للنَّاس: - 00:02:34ضَ
لا تقرؤوا الكون وحدكم؛ لأنَّكم لن تفهموه وستَضلِّون - 00:02:37ضَ
فنَقَلوهم مِن مستأجرٍ لعقولهم إلى مستأجرٍ آخر - 00:02:42ضَ
جاءت الثَّورات العربية، ثمَّ الثَّورات المضادَّة - 00:02:46ضَ
وفي هذه أو تلك ظهر زيف بعضِ المنتسِبين إلى العلم والدَّعوة، - 00:02:49ضَ
فكفرَ بهم الشَّباب، وندموا على اليوم الَّذي وَثِقوا فيه بهم، وطردوهم من عقولهم وقلوبهم، - 00:02:53ضَ
وظنَّوا أنَّهم بذلك حرَّروها - 00:02:59ضَ
لكنَّهم بدلًا من البحث عن قدُواتٍ صادقةٍ، وبذل الجهد في تحرِّي الحقِّ - 00:03:02ضَ
كأنَّ عقولهم اعتادت الكسل، وقلوبهم اعتادت التَّعلُّقَ بالأشخاص لا المبادئ، - 00:03:07ضَ
فبحثوا عن مستأجِرٍ آخر لها، - 00:03:13ضَ
فأجَّروها لكهنة العلم الزَّائف، وبئس البديل! - 00:03:15ضَ
ظنَّوا أنفسهم حرَّروا عقولهم، وإنَّما هو تغييرُ مستأجِرٍ! - 00:03:19ضَ
علماءُ الطَّبيعة أعلم بحقائق علومهم: صحيح أمَّا الانتفاع بهذه الحقائق: فتوفيقٌ وهدايةٌ - 00:03:25ضَ
ويحتاج سلامة القلب، وحُسن القصد كالعلم الشَّرعيِّ تمامًا؛ - 00:03:32ضَ
مثلما هناك أناسٌ يحفظون القرآن والسُّنَّة وأقوالَ العلماء ولا ينتفعون بها - 00:03:37ضَ
بل ويوظِّفون علومهم في تضليل النَّاس - 00:03:42ضَ
فهناك علماءُ طبيعةٍ لا ينتفعون بعلومهم بل ويوظِّفونها في تضليل النَّاس - 00:03:46ضَ
ما السَّبب؟ هل هو خوفٌ من التحزُّب الدَّارويني؟ - 00:03:53ضَ
هل لأنَّ البديل لديهم دِينٌ محرَّفٌ غير مُقنِع؟ - 00:03:56ضَ
هل لعُقَدٍ نفسيةٍ أصابتهم من تصرُّفات الكنيسة في القرون الوسطى؟ - 00:03:59ضَ
هل هو حرصٌ على المناصب الأكاديميَّة؟ - 00:04:03ضَ
هل هو تربُّحٌ واكتسابٌ وصُعودٌ على ظهر الخرافة؟ - 00:04:06ضَ
هل هم يتظاهرون -كذبًا- أنَّهم مقتنعون بالخرافة؟ - 00:04:09ضَ
أم أنَّهم اتَّّبعوا أهواءهم فعَمِيَت بصائرهم حتَّى اقتنعوا بالخرافة بالفعل؟ - 00:04:12ضَ
لماذا يُظهرون إيمانًا بخرافة التَّطوُّر؟! - 00:04:18ضَ
ليس هذا موضوعنا الحالي، وإن كنَّا سنتعرّض لاحقًا للأسباب -بإذن الله- - 00:04:21ضَ
لكنْ -مهما كان السَّبب- لا تطلب منِّي أنْ أؤجِّر عقليَ لهم - 00:04:27ضَ
أن يكون لدى هؤلاء علمٌ كبيرٌ، ومع ذلك يُحجَبون عن أكبر الحقائق وأوضحها - 00:04:33ضَ
يتكلَّمون بمهارةٍ مُبهرةٍ عن الحقائق، ثمَّ لمَّا يأتون للاستنتاج يخالفون بدهيَّات العقل - 00:04:39ضَ
هذا كلُّه ليس دليلًا على أنَّ خَلْق الكائنات عن قصدٍ وإرادةٍ مسألةٌ تحتمل الخلاف؛ - 00:04:46ضَ
بل طَمْسُ بصيرتهم مع ذكائهم هو مظهرٌ من مظاهر قدرة الله - 00:04:52ضَ
إذ يَحجُب أتباع الهوى عن الحقّ - 00:04:57ضَ
تأمَّل معيَ هذا المعنى في الآية الّتي تهزُّ القلوب: - 00:05:00ضَ
﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ - 00:05:04ضَ
وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّـهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [القرآن 45:23] - 00:05:10ضَ
لذلك فعندما يقول لك عرّابو الخرافة: - 00:05:19ضَ
"داروين بقي يؤلِّف كتابه (أصل الأنواع) (20) سنة!" - 00:05:22ضَ
فبدل أن تنبهر قل: "اللّهمّ إنِّي أعوذ بك مِن علمٍ لا ينفع" - 00:05:26ضَ
إذا لم يكن مِن اللهِ عونٌ للفتى فأوَّل ما يقضي عليه اجتهادهُ - 00:05:32ضَ
﴿حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ [القرآن 2:217] - 00:05:37ضَ
﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾ [القرآن 24:39] - 00:05:39ضَ
لذلك -إخواني وأخواتي- عمَلُنا في هذه الحلقات - 00:05:46ضَ
ليس أن أحشِد لك أسماء العلماء الَّذين ينكرون خرافة التَّطوُّر، ومقولاتهم في ذلك - 00:05:49ضَ
لن أقول لك: لا تؤجِّر عقلك لريتشارد دوكينز "Richard Dawkins" - 00:05:55ضَ
وتعال أجِّره لمايكل دانتون "Michael Denton" لأنَّه أعلم، أو أبحاثه أكثر - 00:05:59ضَ
بل هم رجالٌ، ونحن رجالٌ - 00:06:02ضَ
والعجب ممَّن يستخدمون هذه العبارة مع أئمَّة الإسلام - 00:06:04ضَ
ولا يستخدمونها مع ريتشارد وسام وجون... - 00:06:08ضَ
بل يريدوننا أن نؤجِّر عقولنا لهم! - 00:06:11ضَ
العجب ممَّن يقلِّل من شأن الإجماعات في العقيدة والتَّفسير - 00:06:13ضَ
ويجوِّز أن يكون علماء الأمَّة لـ(14) قرنًا قد أخطؤوا الفهم الصَّحيح - 00:06:17ضَ
بحُجَّة أنَّهم رجالٌ ونحن رجالٌ، - 00:06:23ضَ
ثمَّ هو طفلٌ مستسلِمٌ عالةٌ على علماء الغرب - 00:06:25ضَ
مؤجِّرٌ عقله لهم، وداعٍ غيرَه لتأجير عقولهم معه لهم! - 00:06:29ضَ
عمَلُنا في هذه الحلقات ليس أن نحشد لك الأسماء - 00:06:35ضَ
لن نكون مثل صاحبنا -الَّذي تكلَّمنا عنه في الحلقة الماضية- - 00:06:38ضَ
الَّذي بهر صديقه بمعلوماته الصَّحيحة عن هولندا - 00:06:42ضَ
وكأنَّه ينوِّمه مغناطيسيًّا؛ ليمرِّر عليه بعدها خرافتَه عن فيتامين النَّجاح - 00:06:45ضَ
عمَلُنا في هذه الحلقات هو أن نبسِّط المفاهيم العلميَّة الَّتي تُذكَرُ لدى الحديث عن التَّطوُّر - 00:06:51ضَ
تبسيطًا يجعلها في متناول عامَّةِ النَّاس، - 00:06:57ضَ
ونرُدَّ إلى العقل اعتباره ليَحكُم بعيدًا عن التَّضليل - 00:07:00ضَ
فنحن أسعدُ بالعقل، وقضيَّتنا معه رابحةٌ؛ - 00:07:05ضَ
لأنَّنا نؤمن بعقلٍ خَلَقه الله عن علمٍ وإتقان، لنميِِّز به الحقائق، - 00:07:09ضَ
لا بعقلٍ جاءت به تراكمات الصُّدف العشوائيَّة - 00:07:15ضَ
فلا ضمانة لأن يعرف حقًّا، أو يهتدي سبيلًا - 00:07:18ضَ
محاولة الإثباتِ بأنَّ فلانًا وفلانًا من العلماء يقول بالتَّطوُّر - 00:07:22ضَ
تُسمَّى في علم المغالطات المنطقيَّة: (مغالطة الاحتكام إلى سُلطة)؛ - 00:07:26ضَ
أي: شخصيَّاتٌ مشهورةٌ في المجال - 00:07:30ضَ
(بالإنجليزية) "الاحتكام إلى سلطة" - 00:07:33ضَ
وكذلك حَشدُ أعداد المُقرِّين بخرافة التَّطوُّر وإعطاءُ نسبٍ مئويَّةٍ لهم من بين علماء الطَّبيعة - 00:07:34ضَ
يُسمَّى (مغالطة الاحتكام إلى الأكثريَّة) - 00:07:41ضَ
المغالطات المنطقيَّة نتركها لمؤجِّري العقول ومستأجريها - 00:07:44ضَ
أمَّا نحن؛ فلا تتوقَّع -أبدًا- أن نردَّ على بحثٍ ينصر الخرافة ببحثٍ يعارضها، - 00:07:48ضَ
أو على مقولةٍ لعالمٍ بمقولةٍ لآخر هكذا دون تمحيصٍ، - 00:07:54ضَ
فالمسألة ليست: - 00:07:59ضَ
أحرزنا فيكم هدفًا وأحرزتم فينا هدفًا، وتعالوا نعدَّ الأهداف - 00:08:00ضَ
لن نكون انتقائيِّين؛ ننتقي من الأبحاث ما يخدم عقيدتنا، ونتعامى عمَّا يخالفها، - 00:08:04ضَ
ونُمجِّد مَن يقول بما نريد، ونحطُّ مِن قَدْرِ مَن يُخالفنا هكذا بالمزاج - 00:08:10ضَ
فهذه طريقةٌ غير منهجيَّةٍ - 00:08:16ضَ
يُتقنها أنصارُ الخرافة، وسنتركها لهم - 00:08:18ضَ
أمَّا نحن؛ فسنرى ما يدلُّ عليه العقل أوَّلًا، - 00:08:21ضَ
ثمَّ نرى الأبحاثَ والمشاهداتِ المؤيِّدةَ والمعارِضةَ لما يدلُّ عليه العقل - 00:08:25ضَ
ونحلِّل: أين مَكْمَن الخلل؟ - 00:08:29ضَ
على هذا ترتكز أدلَّتنا - 00:08:31ضَ
قد نذكر بعد ذلك أقوالًا لعلماء الطَّبيعة لا على سبيل الاستدلال بها - 00:08:34ضَ
وإنَّما مَزيد طمأنةٍ على أنَّ الفهم الَّذي نذكره ليس شيئًا غريبًا - 00:08:38ضَ
إذَن -إخواني- فأوَّل أسلوبين يستخدمهما أنصار الخرافة لترويج باطلهم: - 00:08:44ضَ
1- أسلوب الخلط بين الخرافة والحقائق 2- وأسلوب الإبهار لإقناعك بتأجير العقل - 00:08:48ضَ
في الحلقات القادمة سنتكلَّم -بإذن الله- عن أساليب أخرى - 00:08:55ضَ
فتابعوا معنا... - 00:08:59ضَ
والسَّلام عليكم ورحمة الله - 00:09:00ضَ
(مؤثرات صوتية) - 00:09:01ضَ