التفريغ
السَّلام عليكم ورحمة الله. - 00:00:00ضَ
ما الَّذي أوصل علماءَ متميِّزين في مجالاتهم - 00:00:01ضَ
إلى أقوالٍ في غاية السَّخافة والهزليّة فيما يتعلَّق بالكون والحياة؟ - 00:00:05ضَ
سنرى اليوم، - 00:00:10ضَ
ونرى معه مناقشةً للاعتراضات الثَّلاثة التَّالية الَّتي تعكس أخطاءً في التَّفكير: - 00:00:11ضَ
1. النَّظرية هي أكثر تفسيرٍ علميٍّ مقبولٍ في الأوساط العلمية. - 00:00:18ضَ
2.لا تستطيع أن تَرفُضَ نظريَّة التَّطوُّر، حتَّى تأتي ببديلٍ عنها. - 00:00:23ضَ
3.عندما نقول أنَّ الله خَلق الكائنات، فهذا ليس جوابًا علميًّا، - 00:00:28ضَ
بل هذه الطَّريقة تسمَّى بإِله الفجوات. - 00:00:32ضَ
كنَّا قد وعدناكم في مقدمة حلقاتنا عن خرافة التَّطوُّر، أن تكون حلقاتٍ منهجيَّةٍ تُنظِّمُ التفكير. - 00:00:37ضَ
حلقتنا اليوم إخواني مثالٌ مميَّزٌ على ذلك كما ستلاحظون بإذن الله تعالى فتابعوا معنا. - 00:00:43ضَ
معاوية: "الشَّمس حارَّة اليوم ... حرّ شديد!" - 00:00:56ضَ
صديق معاوية: "لا يوجد شمس." - 00:01:00ضَ
معاوية: "يا رجل ها هي ولا أستطيع النظرَ إليها، وأتصبب عرقًا بسببها!" - 00:01:01ضَ
صديق معاوية: "هذه ليست شمسًا، استثنيلي احتمالية إنها شمس." - 00:01:05ضَ
معاوية:"إلم تكن شمسًا فما هي؟" - 00:01:08ضَ
صديق معاوية: "هذه إما خداعٌ بصري - 00:01:09ضَ
أو إنَّا تحت تأثير مهلوساتٍ، فحسبنا أن الشَّمس مشرقة. - 00:01:11ضَ
لم نأخذ مُهلوسات، - 00:01:15ضَ
بقيت احتمالية أنّها خداع بصريّ. - 00:01:17ضَ
نظريَّتي تقول أنّ الذي نراه أمامنا خداع بصري، وهذا أكثر تفسير علميٍّ مقبول." - 00:01:19ضَ
هذه هي قصَّة أكثر تفسيرٍ علميٍّ مقبول، - 00:01:24ضَ
أكثر تفسيرٍ مقبولٍ، - 00:01:28ضَ
بعدما يتمُّ استثناء التَّفسير الوحيد الصَّحيح، - 00:01:29ضَ
فلا يبقى إلا أشكالٌ من الحماقات ثم يُقال لك: إختر أحدها. - 00:01:32ضَ
يُقال: "نظريَّة التَّطوُّر هي أفضل نظريةٍ لتفسيرِ الأحياء لأنَّها الأكثر قبولًا - 00:01:37ضَ
في الأوساطِ العلميَّة." - 00:01:43ضَ
-الأكثر قبولًا لدى من؟ -لدى العلماء! - 00:01:45ضَ
أيُّ علماء؟ العلماءُ الذين استَثنَوْا التَّفسير الوحيد الصَّحيح مقدمًا، - 00:01:48ضَ
ثم أقبلوا على الكون يبحثونَ عن أيِّ تفسيرٍ آخر، - 00:01:53ضَ
كما يظهر بكل وضوح، في كلام بروفيسور الكيمياء الحيويّة التطوّري - 00:01:57ضَ
فرانكلين هارولد "Franklin Harold" - 00:02:02ضَ
في كتابهِ ذا واي اوف ذا سل (The Way of the Cell). - 00:02:03ضَ
يقول هارولد في صفحة [205]: - 00:02:05ضَ
"يجب علينا أن نرفض كمسألة مبدأٍ خِيارَ التصميمِ الذَّكي كبديلٍ عن الصُّدفة، - 00:02:08ضَ
لكن يجب علينا الاعتراف - 00:02:14ضَ
بأنَّه في الوقت الحاضر لا يوجد أيَّةُ تفسيراتٍ دارونيَّة مفصَّلة لتطوُّر - 00:02:16ضَ
أيِّ نظامٍ بيوكيميائي"biochemical" أو خلوي، - 00:02:21ضَ
وإنَّما مجموعةٌ متنوعةٌ من التَّكهُّنات الحالمة". - 00:02:23ضَ
مع التَّذْكير إخواني بأنَّنا لا نقول: - 00:02:28ضَ
التَّصميُم الذَّكي، وإنَّما وجود فاعلٍ عليمٍ مختارٍ لا تدركه الأبصار. - 00:02:30ضَ
التَّفسير بمثل هذا مرفوضٌ عندَ هارولد والتَّطوُّريِّين من حيث المبدأ، - 00:02:36ضَ
مرفوضٌ مقدَّمًا، - 00:02:40ضَ
غيرُ مطروحٍ للنقاشِ ابتداءً. - 00:02:42ضَ
لا تُفسِّر لي وجود الشَّمس بأنَّها شمس. - 00:02:46ضَ
هذا مع أنّ هارولد يُعبِّر في كتابهِ عن الْحَيْرة الَّتي لا مَخرج منها قائلًا في صفحة [245]: - 00:02:49ضَ
"إنّ مكوِّنات الخليَّة كما نعرفها - 00:02:56ضَ
متكاملة بشكلٍ محكمٍ جدًّا بحيث يَصعبُ تَصوُّر أن تكون أيَّةُ وظيفةٍ نشأَت بمعزلٍ عن الأُخريات. - 00:02:58ضَ
فالمعلومات الجينيَّة لا يتمُّ استنساخها وقراءتها إلا بمساعدة الإنزيمات البروتينيَّة، - 00:03:06ضَ
والَّتي هي -بدورها- نتاجُ هذه الجينات نفسها، - 00:03:12ضَ
والطّاقة تَنْتُج من قبل إنزيمات، والإنزيمات تحتاج هي أصلًا إلى طاقةٍ لإنتاجها". - 00:03:15ضَ
يعني هارولد ببساطةٍ يشير إلى حماقة فكرة تَكَوُّنِ الخليَّة شيئًا فشيئًا بشكلٍ تراكمي، - 00:03:22ضَ
على طريقة طائرةِ العميان والانتخاب الطبيعي. - 00:03:28ضَ
كيف يتمُّ استنساخ الدي إن إيه"DNA" لإنتاج خلايا عديدةٍ في كائنٍ ما - 00:03:32ضَ
ولإنتاجِ البروتينات؟ من خلال إنزيمات. - 00:03:36ضَ
حسنًا وهذه الإنزيمات كيف جاءت؟ من خلال قراءة الدي إن إيه. - 00:03:39ضَ
إذًا أيُّهما جاء أوَّلًا؟ كيف يمكن للعشوائيَّة والصُّدفة أن تستخرج أحدَهما من الآخر؟ - 00:03:43ضَ
لا يمكن. - 00:03:49ضَ
لا يمكن لأحدهما أن يَتَكَوَّن دون الآخر. - 00:03:50ضَ
إذًا، فلْنتجاوز هذه المعضلة. - 00:03:54ضَ
هذه الإنزيمات كيف تشكَّلت؟ احتاجت إلى طاقة. - 00:03:56ضَ
إذًا، وهذه الطَّاقة كيف جاءت؟ من خلال إنزيمات. - 00:03:59ضَ
وهكذا أنظمة الجسم: متداخلةٌ، معتمدٌ بعضُها على بعض، - 00:04:03ضَ
لا يظهر لها طرَف خيطٍ ولا حجر أساس، - 00:04:08ضَ
تعمل عليه العشوائيَّةُ والعمايا التَّطوُّريَّان البائسان. - 00:04:12ضَ
مثلًا تَصوَّرْ تعليماتِ تصنيع جهاز كمبيوتر موجودة على أسطوانة سي دي "CD". - 00:04:16ضَ
لكن المشكلة أنَّه بدون جهاز كمبيوتر لا يمكن قراءة ما في الأسطوانة أصلًا. - 00:04:20ضَ
ويقول هارولد في خواتيم كتابه: - 00:04:26ضَ
"سيكون من المرحَّبِ به أن أختم كتابي هذا بكلماتٍ احتفاليةٍ صاخبة، - 00:04:28ضَ
مفادها أنَّ العلم يسير بخطواتٍ بطيئةٍ لكن واثقةٍ مقتربًا من حلِّ اللغز الأكبر، - 00:04:33ضَ
لكن بصراحة هذا ليس الوقت الأنسب للكلمات الشَّاعريَّة الورديَّة. - 00:04:40ضَ
إنَّ أصلَ الحياة يبدو لي غيرَ مفهوم كما كان منذ القدم - 00:04:45ضَ
وإنَّما هو أمرٌ يصلح للتَّعجب منه لا للتَّحليل والتَّفسير." - 00:04:49ضَ
إذًا فهارولد يؤكد مرةً بعد مرةٍ أنَّ المسألةَ ليست مسألةَ وقتٍ، - 00:04:54ضَ
المسألة لا تبدو قابلة للتَّفسير أصلًا ضمن إطار التَّطوُّر، - 00:04:59ضَ
لكن مع هذا كلِّه يجب استثناءُ وجودِ خالقٍ خارج الإطار المادِّيِّ المحسوس. لماذا؟ - 00:05:04ضَ
لأنَّ هارولد ملتزمٌ بالتفسير المادي للكون كما يقول في صفحة [190]، يقول: - 00:05:11ضَ
"دعوني أُبيّن بشكلٍ لا غموضَ فيه أنني مثلُ الغالبيَّة العظمى من العلماء المعاصرين، - 00:05:17ضَ
أَرى العالم الحيَّ مُنتَجًا بشكلٍ حَصريّ من أسبابٍ طبيعيَّةٍ مادِّيَّة." - 00:05:23ضَ
إذًا فهذه هي القصَّة. - 00:05:30ضَ
صراعٌ حصل من قرونٍ في العالم الغربي بين الدِّين المحرَّف والعلم التَّجريبي. - 00:05:32ضَ
بين الكنيسة وأخبارها الغيبية المُصادِمة للعقل ونظريَّاتِها الخاطئة، - 00:05:37ضَ
الَّتي تُريد أن تَفرضها من جِهةٍ، - 00:05:42ضَ
والعلم الذي يراه النَّاس واقعًا ملموسًا. - 00:05:44ضَ
وَقَع الغربيُّون بين هذه الثنائيَّة. - 00:05:47ضَ
كان يمكنهم البحث عن منظومةٍ صحيحةٍ للحياة، ليس فيها هذا التعارض. - 00:05:50ضَ
والَّتي ندَّعي نحن أنَّها المنظومة الإسلامية كما سنثبت بإذن الله تعالى في رحلة اليقين. - 00:05:56ضَ
كان يمكنهم الإقبالُ بِتَجَرُّدٍ على الإسلام، والذي بقِيَت مصادره نقيَّة، - 00:06:02ضَ
فلا تعارض فيه بين العقل الصَّحيح والنَّقل الصَّحيح عن الله ورسوله. - 00:06:07ضَ
كما لا تعارض فيه بين الحسِّ بما فيه من تجربةٍ، - 00:06:11ضَ
والنَّقل الصَّحيح، فكلُّها من عند الله، - 00:06:15ضَ
﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [ القرآن 82:4] - 00:06:18ضَ
فالنَّقل الصَّحيح، بما في ذلك الوحي والعقل والحسُّ، مصادر للمعرفة - 00:06:23ضَ
تتكامل وتَدُور تُرُوسها في نَسَقٍ واحدٍ يُحقِّقُ معرفةً صحيحة. - 00:06:29ضَ
وعندما نقول "علم" في المنظومة الإسلاميَّة فإنَّه يشمل هذه المصادر كلَّها. - 00:06:34ضَ
لكنّ الدخول في الإسلام لم يكن خِيارًا أصلًا، لدى عامَّة الغربيِّين؛ - 00:06:39ضَ
كان في نفوسهم حاجزٌ كبير عن ذلك، وَصَدَّ عنه كُبَرَاؤُهم. - 00:06:44ضَ
ومن هنا بدأت رحلة الضّلال والتِّيهِ إلى يومنا هذا. - 00:06:48ضَ
فكان القرار لديهم أن يُقدِّسوا العلم القائم على الحسِّ كالملاحظة والتَّجريب، - 00:06:53ضَ
ويعتبروه المصدرَ الأوحدَ للمعرفة، - 00:06:58ضَ
ويُطَلِّقوا الدِّينَ جملةً وتفصيلًا ويكفروا به كمصدرٍ للمعرفة، - 00:07:01ضَ
أو يَرسُموا له حدودًا كخِيار عاطفي، لكن دون اعتبارِه مصدرًا للعلم. - 00:07:05ضَ
وعليه فأيُّ تفسيرٍ عندهم لأيَّة ظاهرةٍ كونيَّة، - 00:07:11ضَ
يجب أن يكون تفسيرًا ماديًّا من الحِسِّ، - 00:07:15ضَ
كالمشاهدة أو التَّجريب، واعْتَقِدْ بعد ذلك عن الغيبِ ما تشاء، لكن لا تَخلِطْ بينهما. - 00:07:18ضَ
بهذه العُقدةِ النَّفسية أقبلَ كثيرٌ من العلماء الغربيِّين على الكون ليُفسِّروا ما فيه، - 00:07:24ضَ
بالعُقدةِ المسمَّاة في علم المُغالطات المنطقيَّة إيذر أور فاليسي "Either or fallacy"، - 00:07:31ضَ
يعني الحصر بين خِيارين كلاهما خطأ. - 00:07:36ضَ
لا نقبل الكهنوت النَّصراني في قاعة التَّدريس، وبالتَّالي فلا خِيار إلا التَّفسير المادي. - 00:07:39ضَ
(بالإنجليزية) "دع التصميم الذكي يدخل المدارس اليوم لتمارس الصلوات في المدارس غدًا". - 00:07:46ضَ
ويتجاهلون تماما التَّفسير الصَّحيح - 00:07:51ضَ
أنَّه لا بُدَّ للكائنات من خالقٍ عليم مُنَزَّهٍ عن تحريفات النَّصارى. - 00:07:55ضَ
هؤلاء هم "العلماء" الذين يُعطون خَتم الموافقة على نظريَّة ثُمَّ يُقال: - 00:08:01ضَ
"هذه النَّظريَّة هي التَّفسير الأكثر قبولًا في الأوساط العلميَّة." - 00:08:07ضَ
بينما الصَّحيحُ أن نقول "في الأوساطِ الرَّافضة للتَّفسير الوحيد مقدَّمًا"، - 00:08:12ضَ
وحينئذٍ، - 00:08:18ضَ
(فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ﴾ [القرآن 32:10] - 00:08:18ضَ
تُريد المزيدَ من معرفةِ نَفْسِيَّتِهم؟ - 00:08:21ضَ
اقرأ كلام البروفيسور ريتشارد لينتون "Richard Lewontin" - 00:08:24ضَ
عالم الرياضيات والجينات والبيولوجيا التّطوّريّة، وصاحبِ كتاب: - 00:08:27ضَ
"البيولوجيا كأيدولوجيا: عقيدة الدي ان اي" Biology as ideology the doctrine of DNA - 00:08:31ضَ
والذي ستُصدَمون من كلامه لشدَّة صراحتِه، - 00:08:36ضَ
وقد جَهِدْتُ في التَّحققِ من صِحَّةِ نسبة الكلام إليه، - 00:08:39ضَ
ووضعتُ لكم إخواني كالعادة روابط تُمَكِّنُكم من المراجعة والتَّحقُّق. - 00:08:43ضَ
يقول ريتشارد ليوتون في مقاله - 00:08:47ضَ
بليونز اند بليونز أوف ديمونز (Billions and Billions of Demons) - 00:08:50ضَ
والمنشور على موقع ذا نيويورك ريفيو أف بوكس "The New York Review of Books" - 00:08:51ضَ
بتاريخ [1997]: - 00:08:54ضَ
"إنَّ عَزْمَنَا على قَبولِ الادِّعاءاتِ العلميَّة المُتعارضةِ مع البَدَهِيَّات العقليَّة - 00:08:56ضَ
هو مِفتاح فَهمنا للصِّراع الحقيقي بين العلم التَّجريبي وما وراءَ الطَّبيعة. - 00:09:03ضَ
إنَّنا ننحاز إلى العلم التَّجريبي على الرَّغم من السَّخافة الواضحة - 00:09:09ضَ
"absurdity" في بعض تراكيبه، - 00:09:14ضَ
وعلى الرَّغم من فَشلهِ في الوفاء بالكثير مِن وُعودهِ المُبالَغ فيها حول الصِّحة والحياة، - 00:09:17ضَ
وعلى الرَّغمِ من تسامُح المجتمعِ العلميِّ مع قصصٍ لا دليل عليها من نوع "خذها كما هي". - 00:09:23ضَ
وهذا كُلُّهُ لأنَّ لدينا التزامًا مسبقًا، التزامًا بالمادِّية. - 00:09:30ضَ
إنَّ المسألة ليست أنَّ طُرُقَ ومؤسسات العلم - 00:09:36ضَ
تُجبِرُنا على قبول تفسيرات مادِّيَّة لعالم الظَّواهر، - 00:09:40ضَ
بل على العكس، إنَّنا نحن مَدفُوعون بالتزامنا المسبق بالأسباب المادِّيَّة - 00:09:43ضَ
إلى أن نُنشئ منظومة استكشاف ومجموعة مفاهيم تُنتجُ تفسيرات مادِّيَّة، - 00:09:49ضَ
مهما كانت هذه التَّفسيرات مصادمةً للبديهة، ومهما كانت مُحيِّرة لغير المتمرِّس. - 00:09:55ضَ
كذلك فإنَّ هذه المادِّيَّة مُطْلَقة؛ إذ علينا ألَّا نسمح لأيِّ قَدَم إلهيَّة بالوُلوج من الباب. - 00:10:02ضَ
"For we cannot allow a Divine Foot in the door" - 00:10:12ضَ
رأيتم معي إخواني نماذجَ من التَّفسيرات السَّخيفة المتعارِضة مع بدهيَّات العقل - 00:10:17ضَ
في الحلقات السَّابقة، - 00:10:21ضَ
وفي الحلقتين الماضيَتين بالذَّات، - 00:10:22ضَ
لكن دعونا نُضِيف نكتة جديدة من نكت التَّطوُّريِّين. - 00:10:25ضَ
أراد البروفيسور التَّطوُّري جورج جاموف "George Gamow" - 00:10:28ضَ
أن يقترحَ آليَّةً لكيفيَّة ظهور حليب الرَّضاع في الثَّدييات. - 00:10:31ضَ
يقول لك في كتابه عن البيولوجيا: - 00:10:35ضَ
"إنَّ بعض صغار الزَّواحف بدأت بالصُّدفة تلعق عرق أمِّها لتتغذَّى، - 00:10:37ضَ
وبالتَّالي بدأت بعض الغدد العرقيَّة تُفرزُ سائلًا أفضلَ فأفضل، - 00:10:43ضَ
إلى أن تَحوَّل هذا السَّائل إلى حليب." - 00:10:47ضَ
أي أنَّ العرق الذي هو للتَّخلُّص من نفايات الجسم تحوَّل بكثرة لعق غدده إلى حليبٍ كامل الغذاء، - 00:10:50ضَ
فيه تشكيلةٌ كبيرةٌ من البروتينات والأجسام المضادَّة والسُّكَّريَّات والفيتامينات وغيرها... - 00:10:57ضَ
وهو ما تؤيِّده ورقةٌ علميَّة منشورة عام [2012] تقترح أن تكون غُدد الحليب - 00:11:03ضَ
قد تطوَّرت عن غددٍ شبه عَرَقية "Apocrine-like glands" - 00:11:09ضَ
وهي ورقةٌ غير مغمورة بل تُحِيل إليها أوراقٌ علميَّةٌ كثيرة. - 00:11:13ضَ
لكن أليس هذا تفسيرًا سخيفًا؟ بلى، وما المشكلة؟ نحن قلنا لك مقدَّمًا - 00:11:18ضَ
أنَّنا مستعدُّون للتَّفسيرات السَّخيفة في سبيل الحِفاظ على المادِّيَّة المُطْلقة المقدَّسة. - 00:11:23ضَ
تريد أخي نموذجًا آخر؟ اقرأ ما نشرته مجلة نيتشر "Nature" عام [1999] - 00:11:30ضَ
للدكتور تود "Todd" حيث قال: - 00:11:36ضَ
"الأكثر أهمِّيَّةً في الموضوع هو أنَّه يجب أن يكون واضحًا في الغُرف التَّدريسيَّة، - 00:11:38ضَ
أن السَّيَنْسْ "العلم التَّجريبي" -بما فيه التَّطوّر- - 00:11:44ضَ
لم يُثبِت بُطلانَ وجود الإله، - 00:11:47ضَ
لأنّه لا يُسمَح لهذا العلم أن يأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار أصلًا، - 00:11:49ضَ
حتَّى لو دلَّت كلُّ البيانات على وجود مُصمِّم ذكي، فإنَّ هذه الفرضيَّة تُستبعد من العلم التجريبي، - 00:11:54ضَ
لأنَّها ليست ضمن الطَّبيعة". - 00:12:02ضَ
بعد هذا كلِّه، - 00:12:05ضَ
اقرأ تعريف النَّظريَّة العلميَّة حسب الأكاديِميَّة الوطنيَّة للعلوم في الولايات المتَّحدة. - 00:12:06ضَ
النَّظرية هي التَّفسير الأفضل والأكثر تماسكًا لمجموعةٍ من الظَّواهرِ الطَّبيعيَّة - 00:12:12ضَ
الَّتي يمكن مُلاحظتها في الطَّبيعة، - 00:12:19ضَ
والَّتي يمكن أن تَدمِجَ ما بين الحقائقِ، والاستنتاجات، والقوانين، - 00:12:21ضَ
والفرضيَّات الْمُخْتَبَرة. - 00:12:27ضَ
أضف على هذا التَّعريف: - 00:12:30ضَ
"ضمن الإطار المادِّي المطلق -أي المقدَّس- مع الِحرْص على استثناء وجود خالق، - 00:12:32ضَ
مهما حملت هذه الطَّريقة من سخافة ومصادمة للعقل وبدهيَّاته." - 00:12:38ضَ
هنا قد يحصل لديك خَلْطٌ فتقول: - 00:12:44ضَ
أليس تفسير الظَّواهر العلميَّة بوجود الخالق هو نفسه فكرة إله الفجوات؟ - 00:12:46ضَ
طبعًا لا. - 00:12:52ضَ
ما فكرة إله الفجوات؟ - 00:12:53ضَ
هي أيضًا إحدى مُخلَّفات الأديان المحرَّفة من العصور الوسطى. - 00:12:54ضَ
فلان مَرِض. لماذا مَرِض؟ - 00:12:58ضَ
الإله أمْرَضه. - 00:13:01ضَ
قد يكون الإله سخط عليه لأنه سَخِر من الكنيسة. - 00:13:02ضَ
ثمَّ اختُرِعَ المجهرُ ورأينا الميكروبات، - 00:13:06ضَ
وعلمنا أنها سببُ المرض، أها! - 00:13:08ضَ
إذًا أنتم كانت لديكم فجوةٌ معرفيَّة في معرفة سبب المرض فسَدَدْتُموها بقولكم "الإله فَعل كذا"، - 00:13:11ضَ
وحصل الصِّدام بين التَّفسير بوجود إله، والتَّفسيرات من العلم التَّجريبي. - 00:13:21ضَ
عندنا في الإسلام لا فِصَامَ؛ - 00:13:27ضَ
يُقدِّرُ اللهُ على أحدنا المرض. هل يعني هذا أَنَّه ليس للمرض أسبابٌ مادِّيَّة؟ بلى، - 00:13:29ضَ
وقد قرَّرها الشَّرع، وأمر بأخذ الأسباب للوقاية منها مثل قول النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: - 00:13:35ضَ
«غطُّوا الإناء وأَوْكوا السقاء» [صحيح مسلم] - 00:13:42ضَ
يعني لمنع إصابة الطَّعام والشَّراب بالأوبئة. - 00:13:44ضَ
صُنِعت المجاهر واكتُشِفت الميكروبات. - 00:13:47ضَ
ما الجديد بالنِّسبة لإيماننا؟ لا جديد إلَّا زيادة الإيمان - 00:13:50ضَ
لمَّا رأينا هذه الميكروبات، - 00:13:54ضَ
فعلمنا أنَّها بتركيبتها الدَّقيقة المُتقَنَة لا بدَّ لها من خالق. - 00:13:56ضَ
العقل الصَّحيح، الذي هو مصدرٌ للمعرفة، يُحَتِّم ذلك، - 00:14:01ضَ
ولم يَحُلَّ اكتشافُ الميكروبات محلَّ الإيمان بوجود الخالق كما يَفترضُ غباء الإلحاد. - 00:14:05ضَ
حسنا حصل المرضُ، الله يشفي. - 00:14:11ضَ
﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [القرآن 26 : 80] - 00:14:13ضَ
هل يعني هذا أنَّه ليس للشِّفاء أسبابٌ آخذ بها؟ بلى؛ - 00:14:15ضَ
﴿يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ﴾ [القرآن 16 : 69] - 00:14:20ضَ
وقيل للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يا رسول الله أنتداوى؟ - 00:14:27ضَ
فقال تَدَاوُوا فإن الله -عز وجل- لم يَضَع داء إلا وضع له دواءً، - 00:14:31ضَ
غير داءٍ واحد: الهرم». [إسناده صحيح] - 00:14:36ضَ
المطر يَنزل بفعلِ الشَّمس الَّتي تُبَخِّر الماء، - 00:14:39ضَ
ثمَّ يتكاثف حول أنويةٍ على درجات حرارةٍ متدنِّيةٍ في الطَّبقات العليا من الجوّ، - 00:14:41ضَ
وتسوقُه الرِّياح فينزلُ مطرًا. - 00:14:47ضَ
هذا كلُّه علمٌ تجريبيٌّ محسوس. - 00:14:49ضَ
في الوقت ذاته لا بدَّ للشَّمس والبحر من خالق، - 00:14:52ضَ
لا بدَّ لقوانين التَّبخُّر والتَّكاثف على حراراتٍ معيَّنة والتَّضاغط والتَّخلخل الَّتي تُحركُّ الرِّياح، - 00:14:56ضَ
لا بدَّ لهذا كلِّه من خالقٍ لهذه القوانين؛ فالقوانين لا تُنشئُ أفعالًا بنفسها، - 00:15:03ضَ
إنَّما هي أوصافٌ لأفعالِ فاعلٍ مختار، جعل الأمور تجري بهذا الشّكل. - 00:15:08ضَ
هذه كلُّها ضروراتٌ عقليَّةٌ، والعقل مصدرٌ للمعرفة، - 00:15:14ضَ
فتكتمل القصَّة بلا تعارض بين العقل والحسِّ والتجريب. - 00:15:18ضَ
إذن، 1. لا بدَّ للظَّواهر العلميَّة من خالق. - 00:15:23ضَ
2. هذا الخالق جعل للظَّواهر أسبابًا. - 00:15:28ضَ
حقيقتان تنتُجان من إعمال العقل والفطرة فيما يقع تحت الحسِّ والتَّجريب، - 00:15:31ضَ
وإنْ كان هذا الخالق ذاته لا تدركه الأبصار. - 00:15:36ضَ
وإنْ كان هناك مَن أحدث صِدامًا - 00:15:39ضَ
بين الحقيقتين فمشكلته هوَ، - 00:15:41ضَ
فليست هذه المشكلة في ديننا، ولله الحمد. - 00:15:44ضَ
وإذا أخبرَنا الخالقُ أنَّه أنزل الماء رحمةً أو عذابًا فهذا لا يعني إلغاء الأسباب المادِّيَّة، - 00:15:48ضَ
بل أنْزلها بهذه الأسباب رحمةً أو عذابًا. - 00:15:54ضَ
الكائنات الحيَّة لدينا معها سؤالان، - 00:15:58ضَ
أوَّلًا: هل لا بدَّ لها من خالق؟ ثانيًا: كيف خلقها الخالق؟ - 00:16:01ضَ
أمَّا السُّؤال الأول فقد أثبتنا بدءًا من الحلقة (13) من رحلة اليقين، - 00:16:06ضَ
أنَّ جوابه: نعم، - 00:16:10ضَ
لا بدّ لها من خالقٍ أوجدها عن قصدٍ وإرادة، ولم تأت لا بصُدَفٍ ولا عشوائيَّة. - 00:16:12ضَ
هذه ضرورة عقليَّة. - 00:16:19ضَ
السُّؤال الثَّاني: كيف أوجدها الخالق؟ - 00:16:21ضَ
هل أوجدها دفعةً واحدةً كما هي؟ أم حوَّل بعضها إلى بعض؟ - 00:16:23ضَ
هنا قد تستأنس بالحسِّ والملاحظة ورسم سيناريوهات مفترضة - 00:16:28ضَ
لما كانَ في الزَّمانِ الأوَّل، - 00:16:31ضَ
دون أن يستطيع أحدٌ أن يَجْزم من ذلك بشيء، - 00:16:33ضَ
ودون أن نخوض الآن فيما إذا كان هذا البحث مفيدًا أم لا. - 00:16:36ضَ
هذه النِّقاط سنستعرضها لاحقًا بإذن الله. - 00:16:40ضَ
لكن ما يهمُّني تبيانه الآن إخواني هو أنَّ الاحتمالات تصبح مفتوحةً هنا - 00:16:43ضَ
والافتراضات ممكنةً ما دامت لا تُعارض مصادر المعرفة الصَّحيحة، - 00:16:47ضَ
من حسٍّ، وعقلٍ، ونقلٍ، والوحي الذي دلَّت الأدلَّة على صدقه. - 00:16:52ضَ
كلُّ هذا بعد أن اتَّفقنا على المقدِّمة الَّتي لا بدَّ منها لكلِّ عاقل - 00:16:58ضَ
أنَّه لا بدَّ للكائنات من خالق، - 00:17:02ضَ
بعد أن لم نُنْكِر أنَّ الشَّمس موجودة. - 00:17:05ضَ
إذا أتيتَ لنا بجهازٍ نراه لأوَّل مرة، - 00:17:09ضَ
جهازٌ متكاملٌ له وظيفة فكلُّنا يتيقَّن بأنَّ له صانعًا أحكَمهُ وأتقَنَهُ - 00:17:12ضَ
ووضعَ وظيفتَهُ قبلَ صُنعه. - 00:17:17ضَ
قد نختلف بعد ذلك في كيف صَنعه؟ بِيَده أم بآلة؟ في مصنع؟ وأين ومتى؟ - 00:17:19ضَ
كلّ هذا قد نختلف فيه. - 00:17:26ضَ
لكن يبقى المُسلَّم به لدى كل عاقل أنَّ لهذا الجهاز صانعًا. - 00:17:28ضَ
أمَّا أن يُقال: "إذا لم تخبرني كيف صُنع بالضَّبط فعليكَ أن تُسَلِّم لي بأنَّه غيرُ مصنوعٍ أصلًا!" - 00:17:32ضَ
فهذا جهلٌ مُضحك. - 00:17:39ضَ
فليست المسألة أنَّنا سددنا فجوة جهلٍ بالقول بوجود الخالق، - 00:17:41ضَ
بل نحن نعلم يقينًا من مصادر المعرفة الصَّحيحة أنّه لا بدَّ من خالق، - 00:17:46ضَ
لكن أنا أخبركم أين آلهة الفجَوات في الموضوع. - 00:17:52ضَ
آلهة الفجوات عندما يتمُّ استبعاد هذه الحقيقة ثُمَّ يُقال: فمن خلق الكائنات؟ - 00:17:56ضَ
فيسارعون قائلين: التَّطور، طفراتٌ عشوائيةٌ وانتخابٌ أعمى. - 00:18:01ضَ
لكن ما قولكم في هذه الظَّاهرة؟ - 00:18:05ضَ
فيُجيبون: لا بدَّ أن يكون التَّطور أيضًا، سنُجري تعديلًا ليستوعبَ هذه الظَّاهرة. - 00:18:08ضَ
إلى أن وصلوا إلى الآلهات متعدِّدة الأسماء الَّتي تكلَّمنا عنها في الحلقتين الماضيَسلمتين. - 00:18:14ضَ
أصبح كُلُّ شيءٍ فجوة فلا بدَّ أن يسدُّوها بلونٍ من ألوان آلهة التَّطور. - 00:18:20ضَ
آلهة الفجوات عندما يُقال: ما بالُ الـ 95% من المادَّة الوراثيَّة لا تحوي جينات؟ - 00:18:26ضَ
فيأتيك الرَّد: فعَلَتها آلهة التَّطوُّر "Evolution"؛ - 00:18:31ضَ
إنَّها الصُّدَف والعشوائيَّة! - 00:18:35ضَ
ما وظيفة هذا التَّركيب في جسم الإنسان؟ - 00:18:37ضَ
ليس شرطًا أن يكون له وظيفة! لا تُتْعِب نفسك بالبحث عن وظيفته. - 00:18:40ضَ
ما دام كلُّ شيءٍ بالصُّدَف فلا عجب أن ترى في كلِّ زاويةٍ كائناتٍ وأجزاءٍ بلا فائدة، - 00:18:44ضَ
ويُغلَقُ باب الاستكشاف على ذلك. - 00:18:51ضَ
فعَلامَ الاستكشاف وليسَ في الكونِ حكمةٌ تُسيِّره حتى نبحث عنها؟ - 00:18:54ضَ
ولا قَصَد أحدٌ أن تكون الأمور على ما هي عليه حتَّى نبحثَ عن قصده ونستفيد لصالحنا؟ - 00:18:58ضَ
مَرِضْنَا، هل نبحث عن دواءٍ؟ أَمْرَضَتْكَ آلهةُ التَّطوُّر، فالكائنات جاءت بالصُّدف والعشوائيَّة، - 00:19:05ضَ
ولا ضمان أن تكون هذه العشوائيَّةُ والصَّدفيَّة قد أوجدت للدَّاء دواءً، فعَلامَ تبحث؟ - 00:19:12ضَ
وبهذا فالتَّطوُّر يمنع التَّطوُّر، لأنّه يُجيب عن أيِّ سؤالٍ بأنَّه نتاج العشوائيَّة. - 00:19:18ضَ
وما تقدَّم الغربيُّون إلّا حين داسوا على هذا الهراء عمليًّا وإن نطقت به ألسنتهم، - 00:19:25ضَ
وإلَّا حين استفادوا من علوم من قبلهم ممَّن لم يتلوَّثوا بهذا الهراء. - 00:19:31ضَ
بينما في ديننا، - 00:19:37ضَ
﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القرآن 54 : 49] - 00:19:38ضَ
فنعلم يقينًا أنَّ لكلِّ شيءٍ في هذا الكون دورًا، فما وُجِدَ إلَّا لحكمةٍ فنبحث وننتفع. - 00:19:41ضَ
فانظر إلى الفرق بين: أَوْجدَه التَّطوُّر، أعضاءٌ بلا فائدةٍ، أخطاءٌ في التصميم، - 00:19:49ضَ
ألم نقل لكم إنَّها العشوائيَّة والصَّدفيَّة؟ - 00:19:54ضَ
وفي المقابل: لا بدَّ من خالقٍ أَوْجدَها بحكمةٍ لتؤدِّي وظيفة، - 00:19:56ضَ
وإنَّا عن هذه الوظيفة والفوائد لباحثون. - 00:20:02ضَ
قارن بينهما ثمَّ انظر من أصحاب آلهة الفجوات حقًّا؟ - 00:20:05ضَ
مما تقدَّم إخواني ندرك بطلان مقولة - 00:20:09ضَ
أنَّك لا تستطيع أن تُبطل نظريَّة التَّطوُّر حتَّى تأتي بنظرِّيَّةٍ بديلةٍ عنها، - 00:20:12ضَ
وهو من أكثر الاعتراضات الَّتي وردت على الحلقات السَّابقة؛ - 00:20:17ضَ
اعتراضٌ خلاصته تقديس الجهل، - 00:20:21ضَ
خرافةٌ جاءت وليدة منهجٍ مادِّيٍّ يرفض التَّفسير الوحيد الصَّحيح، - 00:20:24ضَ
ثمَّ استفردت بعرش الأوهام وقيل: لن تُطيحَ بها حتى تأتيَ ببديلٍ عنها، - 00:20:28ضَ
شَريطةَ ألَّا يكون التَّفسير الوحيد الصَّحيح. - 00:20:34ضَ
خرافة التَّطوُّر باطلةٌ ابتداءً لأنَّها تُجيبُ الإجابة الباطلة عقلًا عن السُّؤال الأوَّل: - 00:20:38ضَ
هل لا بدَّ للكائنات من خالق؟ - 00:20:45ضَ
فالجواب الوحيد الصَّحيح عن هذا السُّؤال: نعم، لا بدَّ لها من خالق. - 00:20:47ضَ
بعد أن نتَّفق على هذه الإجابة يأتي السُّؤال الثَّاني: كيف خلقها الخالق؟ - 00:20:52ضَ
قد نقترح افتراضاتٍ معيَّنة: خلقها كما هي، حَوَّل بعضَها إلى بعض، - 00:20:57ضَ
ثمَّ نناقش مُؤيِّدات ومعارضات كلِّ اقتراح. - 00:21:01ضَ
لكن سواءً اقترحنا فرضيَّةً أم لم نقترح، فهذا لا علاقة له بإبطال خرافة التَّطوُّر - 00:21:05ضَ
لبطلان إجابتها عن السُّؤال الأول. - 00:21:12ضَ
إذن -إخواني- من قبيل ترتيب الأفكار، يمكن أن نَضمَّ إلى قائمة المغالطات المنطقيَّة - 00:21:16ضَ
الَّتي تُسْتَخدم لترويج الخرافات، المُغالَطة 13: - 00:21:21ضَ
(either or fallacy) - 00:21:25ضَ
مغالطة الحصر بين خِيارين كلاهما باطل، - 00:21:27ضَ
إمَّا دينٌ مُحرَّف مُصادِمٌ للعقل والعلم أو تفسيراتٌ سخيفةٌ مصادِمةٌ للعقل والعلم، - 00:21:31ضَ
مع تجاهل التَّفسير الصَّحيح الوحيد، - 00:21:37ضَ
أنَّ لهذا الكون خالقًا موصوفًا بما يليق به في دينٍ صحيحٍ، - 00:21:39ضَ
وأنَّه خلق كلَّ شيءٍ عن حكمةٍ وإرادة. - 00:21:44ضَ
يبقى السُّؤال المهم: هؤلاء العلماء الغربيُّون الذين يعلنون التزامهم بالمنهج المادِّي، - 00:21:48ضَ
هل التزموا به بالفعل؟ هل التزموا بالفعل باستثناء الغيبيَّات من تفسيراتهم؟ - 00:21:55ضَ
بل هل هناك شيءٌ حقيقيٌّ اسمه المنهج المادِّي يمكن أن يُعمَل به في الحقول العلميَّة؟ - 00:22:01ضَ
أم سنجِدُ من سُنَّةِ الله أنَّ مَن أنكرَ الحقَّ انفرط عليه عِقدُ كُلِّ شيء، - 00:22:07ضَ
فلا يَسْلَم له عقلٌ ولا خَبرٌ ولا فطرةٌ ولا تجريب، ﴿وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [القرآن 18: 28] - 00:22:13ضَ
هذا ما سَنُجيبُ عنه في الحلقة القادمة بإذن الله، فتابعونا. - 00:22:20ضَ
والسَّلام عليكم ورحمة الله. - 00:22:23ضَ