سلسلة رحلة اليقين - القناة الرسمية د. إياد قنيبي
رحلة اليقين ٥٠: لا ينتج الملحد علما و هو ملحد | الدكتورإياد قنيبي
التفريغ
السَّلامُ عليكمُ، - 00:00:06ضَ
ماذا يعني (لا يُنتجُ الملحدُ عِلمًا وهو ملحدٌ)؟ - 00:00:07ضَ
حسنًا، يمكن أن آتيكَ بقائمةٍ طويلةٍ مِن علماءَ مُلحدينَ أو مادِّيِّينَ، ولهمُ اكتشافاتٌ مفيدةٌ. - 00:00:10ضَ
ليسَ المهمُّ يا إخوانَنا مَا يقولهُ هذا العالِمُ عن نفسهِ بلسانهِ، - 00:00:17ضَ
المهمُّ، هلْ عندما أنتجَ علمًا نافعًا، أنتجهُ مِن مُنطلقاتٍ ماديَّةٍ أم مِن مُنطلقاتٍ إيمانيَّةٍ، - 00:00:22ضَ
وهوَ يعلمُ أو لا يعلمُ؟ - 00:00:29ضَ
لو أنَّ مجموعةً مِن الأشخاصِ يذُمُّونَ برنامجَ حاسوبٍ ليلَ نهارَ، ويَصفونهُ بأنَّه عديمُ النَّفعِ، - 00:00:31ضَ
ثمَّ أثبتْنا أنَّهم يعتمدونَ اعتمادًا كليًَّا على هذا البرنامَجِ في حساباتِهم، - 00:00:37ضَ
وهم يعلمونَ، أو لا يعلمونَ - 00:00:43ضَ
فهل نقولُ إنَّهُ لا عَلاقةَ للبرنامَجِ بحساباتِهم لأنَّهم يتنكَّرونَ لهُ بألسنتِهم؟ - 00:00:45ضَ
كذلكَ العالِمُ المادِّيُّ، أتُرى يُشغِّلُ في نفسهِ نظامَ التَّشغيلِ المادِّيِّ أم الإيمانيِّ، - 00:00:52ضَ
لكي يستطيع أن ينتج علمًا نافعًا؟ - 00:00:59ضَ
نحنُ بيَّنَّا في الحلقةِ الماضيةِ أنَّ مصادرَ العلمِ التَّجريبيِّ الأرْبعةِ، - 00:01:02ضَ
لا قيمةَ لها إلَّا في مَنهجِ الإيمانِ بالخلق، وأنَّ هذهِ المصادرَ تنهارُ في المادِّيَّةِ، - 00:01:06ضَ
لذلكَ فالباحث المادِّيُّ كأنَّهُ يقولُ: أنا سأسْتثني وجودَ الخالقِ من نشاطيَ العلميِّ، - 00:01:14ضَ
وسأنطلقُ مِن العقلِ -الذي لا قيمةَ لهُ إلّا بوجودِ الخالقِ-، - 00:01:20ضَ
ومن مسلَّماتٍ كالسَّببيَّةِ -لا قيمةَ لها إلَّا بوجودِ الخالقِ- - 00:01:23ضَ
وسننٍ كونيَّةٍ ثابتةٍ، ونظامٍ، وقوانينَ -لا يمكنُ افتراضُها إلَّا بوجودِ الخالقِ-، - 00:01:27ضَ
وحسٍّ يشمَلُ رصدَ آثارِ الأشياءِ، فيدُلُّ أعظمَ ما يدلُّ على وجودِ الخالقِ، - 00:01:34ضَ
وبالتَّالي، فالباحثُ المادِّيُّ يحتاجُ إلى أنْ ينسلِخَ عن مادِّيَّتهِ وهوَ يشعُرُ أو لا يشعُرُ، - 00:01:41ضَ
وينطلقَ مِن أُسسٍ إيمانيَّةٍ حتَّى يستطيعَ أنْ يُنتِجَ أيَّ علمٍ نافعٍ - 00:01:49ضَ
أي فعَّلَ نِظامَ التَّشغيلِ المؤمِنِ بالخلق في نفْسهِ، - 00:01:55ضَ
وليسَ آفة المادِّيَّةِ الذي ينطِقُ بهِ بلسانهِ - 00:01:59ضَ
لذلكَ، لا يهِمُّنا ما يقولهُ هذا الباحثُ هوَ عن نفسِهِ وقناعاتِهِ - 00:02:04ضَ
ما دامتْ مُنطلقاتُهُ كلُّها هي مِن مَنهجِ الإيمانِ بالخلق رَغْمًا عنهُ شعرَ أم لَم يشعُر - 00:02:08ضَ
ونحنُ لا يلزمُنا في هذهِ الحلقةِ أنْ نُفرِّقَ بينَ المادِّيِّ الملحدِ الذي يُنكرُ وجودَ الخالقِ، - 00:02:17ضَ
والمادِّيِّ الذي لا يُنكرُ وجودَهُ، لكنَّهُ يقولُ بصُدفيَّةِ الكونِ والحياةِ، - 00:02:23ضَ
واستثناءِ الخالقِ مِن تفسيرِهما؛ فخلافُنا معهُم واحدٌ - 00:02:27ضَ
الباحثُ المادِّيُّ يظُنُّ، أو يدَّعي أنَّ العلمَ التَّجريبيَّ يُغني عن الإيمانِ بوجودِ خالقٍ، - 00:02:32ضَ
أي أنَّهُ لا حاجةَ إلى الخالقِ في تفسيرِ الكونِ والحياةِ - 00:02:38ضَ
هلْ تعلمونَ يا أحِبَّةُ ماذا يفعلُ هذا المادِّيُّ؟ - 00:02:42ضَ
إنَّهُ يقع في مغالَطتينِ: - 00:02:46ضَ
المغالطةُ الأولى تُسمَّى (مُغالطةَ المفهومِ المسروقِ) Stolen Concept Fallacy - 00:02:49ضَ
تُعرَّفُ على أنَّها: مغالطةُ استخدامِكَ لمفهومٍ ما، - 00:02:54ضَ
بينما أنتَ تُنكرُ صحَّةَ الأصولِ التي يُبنَى عليها هذا المفهومُ - 00:02:58ضَ
بحثتُ كثيرًا لأجِدَ لكُم مثالًا يوضِّحُ هذهِ المغالطةَ، فلم أجِدْ أوضحَ ممَّا يفعلُهُ الباحثُ المادِّيُّ، - 00:03:05ضَ
فهوَ حينَ يسْتكشفُ الكونَ، باحثًا عن أسبابِ الظَّواهرِ، واثقًا بعقلهِ في ذلكَ، - 00:03:12ضَ
متَّخذًا السَّببيَّةَ مُسلّمةً لا يشُكُّ فيها، - 00:03:18ضَ
واثقًا بوجودِ نظامٍ وقوانينَ، مستدلًّا على الأشياءِ برصدِ آثارِها، - 00:03:22ضَ
فإنَّ مُنطلقاتِهِ هذهِ كلَّها تكتسبُ قيمتَها من وجودِ خالقٍ، - 00:03:29ضَ
فاضطُرَّ لسرقتِها مِن مَنهجِ الإيمانِ بالخلق أدركَ أم لَم يُدركْ - 00:03:34ضَ
تعالَوا نعُدْ للتَّعريفِ ... - 00:03:39ضَ
مُغالطةُ استخدامِكَ لمفهومٍ ما، بينما أنتَ تُنكرُ صِحَّةَ الأصولِ التي يُبنى عليها هذا المفهومُ - 00:03:42ضَ
المادِّيُّ استخدمَ هذهِ المنطلَقاتِ وهو يُنكِرُ الأصلَ الذي تقومُ عليهِ هذهِ المنطلَقاتُ - 00:03:50ضَ
ألَا وهوَ الإيمانُ بالخلق - 00:03:58ضَ
حتَّى إذا ما عرفَ هذا الباحثُ أسبابَ الظَّواهرِ، وقعَ في مُغالطةٍ أُخرى، - 00:04:01ضَ
فقالَ: عرفتُ السَّببَ فلا حاجةَ لخالقٍ في تفسيرِ الكونِ والحياةِ - 00:04:06ضَ
فجعلَ الأسبابَ بديلةً عنِ المسبِّبِ الأوَّلِ الذي لا غِنى عنهُ بالدَّليلِ العقليِّ - 00:04:11ضَ
الذي يمنعُ تسلسُلَ الأسبابِ إلى ما لا بدايةٍ كما بيَّنَّا في حلقةِ (لماذا لا بُدَّ مِن خالقٍ) - 00:04:18ضَ
فهذا المادِّيُّ كأنَّهُ عمليًَّا يقولُ في المحصِّلةِ: لا خالقَ لأنَّهُ لا بُدَّ من خالقٍ! - 00:04:26ضَ
منطلقاتُهُ تستندُ إلى وجودِ خالقٍ، ثمَّ وَظَّفَ نتيجةَ استكشافِهِ لنفيِ وجودِ خالقٍ - 00:04:33ضَ
لذلكَ عندَما يَستدِلُّ عليكَ المادِّيُّونَ بنِسَبِ الباحثينَ الملحدينَ والمادِّيِّينَ؛ - 00:04:40ضَ
فمِن الخطأِ أنْ تستدِلَّ عليهِم في المُقابلِ بنِسَبِ المؤمنينَ بوجودِ خالقٍ، - 00:04:45ضَ
أو أنْ تقولَ لهُم: نِسبةُ العُلماءِ المؤمنينَ بالخالقِ الحائِزينَ على جائزةِ نوبلَ كذا وكذا.. - 00:04:51ضَ
يا جماعة، ما لنَا وهذهِ الأرقامِ؟ - 00:04:56ضَ
الطَّريقةُ الصَّحيحةُ هيَ أنْ تبحثَ عن مُنطلقاتِ العلمِ الحقيقيَّةِ التي انطلقَ منها أيُّ بحثٍ نافعٍ - 00:04:59ضَ
سواءٌ في الشَّخصِ المادِّيِّ، أو الشَّخصِ المُقرِّ بالخلق - 00:05:06ضَ
وحينَئذٍ، ستجِدُ أنَّ النِّسبةَ هيَ 100% مِن مَنهجِ الإقرارِ بالخلق - 00:05:10ضَ
مهما قالَ الباحثونَ بألسِنتهم. - 00:05:17ضَ
ربما ما زلتَ تحسُّ أنَّنا نبالغُ حينَ نقولُ: - 00:05:26ضَ
أنَّ مُنطلقاتِ العلمِ كلَّها هي مِن مَنهجِ الإيمانِ بالخلق - 00:05:29ضَ
وأنَّ المادِّيَّةَ آفةٌ لا تُنتِجُ شيئًا؟ - 00:05:34ضَ
حسنًا، هاتِ لنا اكتشافًا واحِدًا انطلقَ ممَّا تُحتِّمهُ المادِّيَّةُ - 00:05:37ضَ
مِن إلغاءِ قيْمةِ العقلِ، والضَّروراتِ العقليَّةِ، وادِّعاءِ الصُدَفيَّةِ، والعَشوائيَّةِ، - 00:05:43ضَ
وإلغاءِ الاستدلالِ على الأشياءِ بآثارِها - 00:05:47ضَ
هاتِ اختراعًا واحِدًا، اكتشافًا واحِدًا بُنِيَ على هذهِ الأُسسِ - 00:05:51ضَ
الباحثُ المادِّيُّ إذا أجرى تجرِبةً وخرجتِ النَّتائُج بِخلافِ ما تؤكِّدهُ عشراتُ الأبحاثِ قبلهُ، - 00:05:56ضَ
ثمَّ تأكَّدَ له أنَّ ظروفَ تجربتِهِ هي نفسُها ظروفُ تجاربِ مَن قبلهُ، - 00:06:02ضَ
فإنَّهُ لنْ يقولَ: إذن، ليسَ هناكَ نظامٌ في الكونِ؛ بلْ سيقولُ: هناكَ خلَلٌ في التَّجرِبةِ، - 00:06:06ضَ
فلا يَنسِبُ المشكلةَ إلى الطَّبيعةِ الصُّدَفيَّةِ في الكونِ حَسبَ أصولهِ المادِّيَّةِ - 00:06:13ضَ
عندَما انفجرَ مكُّوك ُالفضاءِ المُتحدِّي جالينجر "Challenger"، - 00:06:18ضَ
لم يكُنِ الاستنتاجُ أنَّ الكونَ إذن بلا قوانينَ يُعتَمدُ علَيها، - 00:06:20ضَ
ولم يتوقَّفوا عن إطلاقِ مكُّوكاتٍ بعدهُ إلى الفضاءِ، بلْ أيقَنوا أنَّ في تصميمِهِ خَللًا، - 00:06:25ضَ
وشُكِّلَتْ لَجنةٌ لمعرفةِ السَّببِ، وكذلكَ الحالُ إذا تحطَّمتْ أيُّ طائرةٍ - 00:06:32ضَ
كلُّ هذا يا إخواني، إقرارٌ عمليٌّ بأنَّ هذا الكونَ يسيرُ بنظامٍ وانضباطٍ شديدَينِ، - 00:06:38ضَ
وهذا لا يكونُ بالصُّدَفِ العَمياءِ التي تُحتِّمها المادِّيَّةُ - 00:06:46ضَ
سيقولُ قائلٌ: كيفَ تدَّعي أنَّ المادِّيَّةَ تُلغي قيمةَ العقلِ، وتُلغي الاعتمادَ على وجودِ نظامٍ للكونِ؟ - 00:06:51ضَ
العُلماءُ المادِّيُّونَ لا يقولونَ ذلكَ، ولا يُلغونَ العقلَ بلْ يُقدِّسونَهُ، - 00:06:58ضَ
ولا يُلغونَ القوانينَ بلْ على العكسِ، يكشِفونَها وينطلقونَ مِنها - 00:07:03ضَ
حسنًا، إذن أنتَ حتى الآنَ لم تفهمني! لم تُفرِّقْ بعدُ بينَ المادِّيَّةِ مبدأً، - 00:07:08ضَ
وبينَ مَن يَقولونَ عن أنفُسهم إنَّهم مادِّيُّونَ. - 00:07:14ضَ
ما أقولهُ ببساطةٍ هو أنَّ المادِّيَّ الذي يحترمُ العقلَ ويؤمنُ بالنِّظامِ في الكونِ - 00:07:17ضَ
تَنكَّرَ لمادِّيَّتهِ؛ حتَّى يستطيعَ أنْ يفعلَ ذلكَ، أدركَ أم لَم يدركْ، - 00:07:23ضَ
سواءٌ كانَ يمارسُ ذلكَ لا شعوريًّا، - 00:07:29ضَ
أم كان ممن ينطبق عليه: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ [القرآن 27:14] - 00:07:32ضَ
تصور أنّ أحدًا يقولُ لكَ: هناكَ أطبَّاءُ مُدخِّنونَ وهناكَ أطبَّاءُ غيرُ مدخِّنينَ، - 00:07:39ضَ
وهذا يدلُّ على أنَّ التَّدخينَ لا عَلاقةَ لهُ بالأمراضِ - 00:07:43ضَ
إذ، لو كانَ لهُ عَلاقةٌ لما دَخَّنَ هؤلاءِ الأطبَّاءُ - 00:07:47ضَ
نقولُ لهُ: هؤلاءِ ببساطةٍ، لا يتصرَّفونَ بقناعاتِهم، وكذلكَ الباحِثونَ المادِّيُّونَ - 00:07:51ضَ
ليسَ شرطًا أبدًا أنَّهم ينسجِمونَ مع مُنطلقاتِهم، - 00:07:58ضَ
فما نُثبِتهُ هنا هو أنَّ العِلمَ التَّجريبيَّ لا غِنى لهُ عن مَنهجِ الخلق - 00:08:02ضَ
أمَّا الأشخاصُ إن كانوا ينسجمونَ معَ قناعاتِهم ومُنطلقاتِهم أو لا ينسجِمونَ فهذا أمرٌ آخرُ - 00:08:07ضَ
يتبعُ النَّاسَ، وأماناتِهم، وأمراضَ قُلوبِهم - 00:08:14ضَ
إذا حاولَ الباحثُ المادِّيُّ أنْ ينسجِمَ مع مُنطلقاتِ المادِّيّةَ فإنَّهُ سيُضطرُّ إلى أنْ يُشكِّكَ في المُسلَّماتِ، - 00:08:18ضَ
وأنْ يقولَ لكَ: العقلُ ليسَ مُصمَّمًا لمعرفةِ الحقيقةِ، وبالتَّالي يهدِمُ أُسسَ العلمِ التَّجريبيِّ - 00:08:26ضَ
كالأمثلةِ الّتي رأيناها في الحلقةِ الماضيَةِ - 00:08:32ضَ
ولذلكَ، عندما يأتي ملحدُ ويقولُ لكَ لا تحتجَّ عليَّ بكلامِ دوكينزَ، وكراوسَ، وأمثالهِم، - 00:08:35ضَ
هؤلاءِ لا يُمثِّلونَ إلّا أنفُسهم، الإلحادُ ليس َلهُ كتابٌ مقدَّسٌ ولا مرجِعياتٌ، - 00:08:39ضَ
أنتم المؤمنينَ عِندكم أقوالٌ شاذَّةٌ لشيوخِكم، وبإمكاني أنْ أجمعَها لكُم - 00:08:45ضَ
فقلْ لهُ: هذهِ الأقوالُ التي نحشُدها للمادِّيِّينَ هي النِّتاجُ الطَّبيعيُّ لمادِّيَّتهم، - 00:08:51ضَ
فهي ليست شُذوذًا عن مَنهجهم بل تجسيدٌ لهُ - 00:08:57ضَ
بينما ما ستحشِده لي مِن أقوالِ بعضِ المُنتسبينَ للمَنهجِ [الإيمانيِّ] هو شذوذٌ عن هذا المنهجِ، - 00:09:03ضَ
فيُمثِّلهم ولا يمثِّل المنهجَ الإيمانيَّ - 00:09:10ضَ
لا مَهرب للمادِّيَّةِ -إخواني- مِن أحدِ هذَين الخِيارَين: - 00:09:13ضَ
إمَّا أنْ يتنكَّرَ لمادِّيَّتهِ ليُنتِجَ علمًا نافعًا، وإما أنْ يحاولَ الانسجامَ معَ المادِّيَّةِ، - 00:09:17ضَ
فيَصِلَ إلى هذهِ الأقوالِ التي تهدِم العلمَ من أساسِهِ - 00:09:25ضَ
تصوَّروا يا أحبَّةُ، بعدَ هذا كلِّهِ حجمَ المهزلةِ عندما يأتي شخص لا يريد فقط أن يثبت لكَ، - 00:09:30ضَ
أنَّ الإيمانَ بالخلق لا علاقةَ لهُ بالعلمِ التَّجريبيِّ - 00:09:36ضَ
لا، بلْ ويريدُ أنْ يُثبتَ لكَ أنَّ الإيمانَ بالخلق سببٌ للتَّخلُّفِ في العلومِ التَّجريبيَّةِ! - 00:09:40ضَ
فيأتي لنا نحن المسلمينَ مثلًا ويقولُ: الإسلامُ سببُ تخلُّفِ المسلمينَ في العلومِ التَّجريبيَّةِ، - 00:09:47ضَ
بدليلِ أنَّ أكثرَ العلماءِ في العالمِ حاليًّا مِن غيرِ المسلمينَ - 00:09:53ضَ
يعني مرَّةً أخرى، خَلطُ المنهجِ بالأشخاصِ - 00:09:59ضَ
هذا القائلُ، لو أنَّهُ عاشَ في العصرِ الذي كانَ فيهِ المسلمونَ هم سادَةَ العلمِ التَّجريبيِّ، - 00:10:03ضَ
لكانَ مُلزَمًا -بمنطِقهِ- هذا أنْ يقولَ وقتَها: الإسلامُ، سببٌ للتَّقدُّمِ في العُلومِ التَّجريبيَّةِ، - 00:10:09ضَ
بدليلِ أنَّ أكثرَ العلماءِ مسلمونَ. - 00:10:16ضَ
طيبٌ سؤال، متى اِنقطعَ الوحيُ واكتملَ الإسلامُ؟ قبل (14) قرنًا - 00:10:20ضَ
استتبَّ الأمرُ للمسلمينَ الذينَ كانوا مشغولينَ بالفتوحاتِ، والفِتنِ الدَّاخليَّةِ، - 00:10:26ضَ
وتلقّي العلومِ، وترجَمتِها، وتشرُّبها، وبعدَ أن اِستقرَّتِ الأمورُ في بعضِ الحواضرِ، - 00:10:31ضَ
بدأتِ القرائحُ تُنتِجُ، وجاءَ العصرُ الذَّهبيُّ للعلومِ التَّجريبيَّةِ على أيدي المسلمينَ؛ - 00:10:38ضَ
استمرَّ قرونً طويلةً، ثمَّ بدأَ التَّراجعُ التَّدريجيُّ إلى العصرِ الذي نعيشُهُ. - 00:10:43ضَ
سؤال، هلْ نزلتْ آياتٌ جديدَةٌ بعدَ العصر ِالذَّهبيِّ للعلومِ التَّجريبيَّةِ غيَّرتْ مِن الواقعِ؛ - 00:10:50ضَ
فأصبحَ الإسلامُ سببًا للتَّخلُّفِ بعدَ أنْ كانَ سببًا للتَّقدُّمِ؟ - 00:10:59ضَ
هلْ هناكَ إسلامانِ: إسلامُ العُصورِ الوُسطى؛ الذي هوَ سببُ التَّقدُّمِ في العلمِ التَّجريبيِّ، - 00:11:05ضَ
ثمَّ الإسلامُ الحاليُّ الّذي هوَ سببُ التَّخلُّفِ في العلمِ التَّجريبيِّ؟ - 00:11:11ضَ
أم أنَّ الإسلامَ كما هو، والأشخاصُ هم مَن يبتعدونَ عنهُ أو يقتربونَ؛ فيتخلَّفونَ، أو يتقدَّمونَ. - 00:11:15ضَ
أترون يا إخواننا بؤسَ وسذاجةَ هذا الاستدلالِ بالأشخاصِ! - 00:11:24ضَ
بدلًا من أن يُستَدلَّ بالمنطلقاتِ الحقيقيَّةِ للعلمِ والتي انطلقوا مِنها. - 00:11:28ضَ
طبعًا، بعضُ أبناءِ المسلمينَ لكثرة ما غُسِلَ عقلُهُ، - 00:11:34ضَ
قد يظُنُّ أنَّ سيادةَ المسلمينَ للعلومِ المادِّيَّةِ قرونًا، ليست حقيقةً - 00:11:37ضَ
بل مبالغةٌ مِن مبالغاتِ بعضِ الشُّيوخِ. - 00:11:42ضَ
تعالَوا نستمعُ لبعضِ المعلوماتِ التي ينقُلها أخونا الأستاذ الطَّبيبُ، والباحثُ هيثم طلعت؛ - 00:11:46ضَ
ينقلُها عن مُنظَّماتٍ دُوليَّةٍ كاليونسكو، وصُحفٍ بَريطانيَّةٍ؛ كالغارديان والتّلغراف - 00:11:52ضَ
د. هيثم طلعت: [السَّلامُ عليكُم، أقدمُ جامعةٍ مازالتْ تعملُ بحسَبِ اليونيسكو، هيَ جامعةُ القَرويِّينَ؛ - 00:11:58ضَ
التي أنشأَها المسلمونَ في القرنِ الثَّالثِ الهجريِّ (245هـ). - 00:12:05ضَ
أقدمُ مكتبةٍ في العالمِ ما زالتْ موجودةً، - 00:12:10ضَ
بها كتبٌ ومراجِعٌ علميَّةٌ تعودُ إلى لقرنِ التَّاسعِ الميلاديِّ؛ هيَ مكتبةٌ إِسلاميَّةٌ. - 00:12:12ضَ
على مدى (7) قرونٍ كاملةٍ (700) عامٍ، - 00:12:19ضَ
كانتِ اللُّغةُ الدَّوليَّةُ للعلومِ في العالمِ هيَ اللُّغةُ العربيَّةُ، - 00:12:23ضَ
وكانت بغدادُ مركزًا للثَّقافةِ، والعلمِ، والتَّجرِبةِ، والمعملِ، والفيزياءِ، والفَلكِ]. - 00:12:27ضَ
لا يعلمُ كثيرٌ مِن أبناءِ المسلمينَ، أنَّ المكتبةَ الأمريكيَّةَ الوطنيَّةَ للطِّبِّ - 00:12:35ضَ
ناشيونال لايبراري أوف ميديسن "National Library of Medicine" - 00:12:39ضَ
وهيَ أشهرُ مكتبةٍ إلكترونيَّةٍ، أستخدِمُها ويستخدمُها كثيرٌ من الباحثينَ، - 00:12:41ضَ
لتحصيلِ العلومِ، ونشرِ الأبحاثِ في تفرُّعاتِها مثلَ: بوب ميد "Pub Med"، - 00:12:46ضَ
أنَّ هذهِ المكتبةَ لديها رُكنٌ خاصٌّ بعُنوانِ: المخطوطاتُ الطِّبِّيَّةُ الإسلاميَّةُ - 00:12:50ضَ
إسلامك ميديكال مانيوسكربتس "Islamic Medical Manuscripts" - 00:12:57ضَ
إذا دخلتَهُ، تجدُ مخطوطاتٍ في مُختلِفِ العلومِ مِن طبٍّ، وصيدليةٍ، وكيمياءَ، وعلومِ فضاءٍ، وغيرِها. - 00:12:59ضَ
اكتُب: "nlm.nih.gov" ثم في محرِّكِ البحثِ: - 00:13:06ضَ
إسلامك ميديكال مانوسكربتس "Islamic Medical Manuscripts" - 00:13:11ضَ
ثمَّ اختَرْ كاتالوغ "Catalogue"، ثمَّ تصفَّحِ المخطوطاتِ مِن الحضارةِ الإسلاميَّةِ، - 00:13:15ضَ
والتي استفادتْ منها الحضارةُ الغربيَّةُ، وبنتْ عليها، إلى أنْ وصلتْ إلى مَا وصلتْ إليهِ الآنَ. - 00:13:20ضَ
هلْ سمعتُم بمعرَضِ "ألفُ اختراعٍ واختراعٍ" الذي يجوبُ دُولَ العالمِ، - 00:13:27ضَ
والذي يعرِضُ اكتشافاتِ الحضارةِ الإسلاميَّةِ، - 00:13:32ضَ
وكيفَ بُنيتْ عليها العلومُ التَّجريبيَّةُ، والاكتشافاتُ المعاصِرةُ؟ - 00:13:34ضَ
أسَّسهُ الأستاذ الباحث في الهندسةِ الميكانيكيَّةِ بجامعةِ مانشستر سليم الحسْني، - 00:13:39ضَ
والذي أسَّسَ أيضًا مَوقعًا بعُنوانِ: الميراثُ الإسلاميُّ مسلم هيريتج "Muslim Heritage" - 00:13:43ضَ
تصفَّحِ الموقعَ، وانظرْ إلى تاريخِ الحضارةِ الإسلاميَّةِ. - 00:13:49ضَ
يقولُ الطَّبيبُ المختصُّ في الأنثروبيولوجي "Anthropology" روبرت بريفو "Robert Breevo" - 00:13:53ضَ
في كتابهِ صناعةُ الإنسانيَّةِ: - 00:13:56ضَ
إنَّ ما نسمِّيهِ ساينس "Science" قد برزَ في أوروبا نتيجةً لروحٍ جديدةٍ مِن التساؤلِ، - 00:13:58ضَ
واستخدامِ طرائقَ جديدةٍ للبحثِ، واستخدامِ طريقةِ التَّجريبِ، والرَّصدِ، والمشاهدةِ، والقياسِ، - 00:14:04ضَ
وتطويرِ حساباتٍ بشكلٍ غيرِ معروفٍ للإغريقيِّينَ - 00:14:11ضَ
هذهِ الرُّوحُ وهذهِ الطُّرقُ، أدخلها إلى العالمِ الأوروبيِّ العربُ. - 00:14:16ضَ
وينقلُ الأستاذ سامي العامري في كتابهِ براهينُ النُّبوَّةِ، في فصلِ العلمِ التَّجريبيِّ، - 00:14:22ضَ
شهاداتٍ مشابهةً عن جورج سارتون "George Sarton" - 00:14:27ضَ
الذي يُعَدُّ مؤسِّسَ علمِ تاريخِ العلومِ، - 00:14:29ضَ
وكذلكَ عالمِ الدِّراساتِ الكتابيَّةِ هيرفك هيرش فيلد "Herfic Herrish Field"، - 00:14:32ضَ
والفيلسوفِ الفيزيائيِّ الملحدِ فيكتور ستينغر "Victor Stinger" - 00:14:36ضَ
الأستاذ الباحث في تاريِخ العلومِ الطَّبيعيَّةِ سابقًا في جامعةِ فرانكفورت - 00:14:39ضَ
فؤاد سزكين "Fuat Sezgin" - 00:14:42ضَ
لهُ مؤلَّفاتٌ عظيمةُ الأهميَّةِ يبيِّنُ فيها إسهاماتِ المسلمينَ، - 00:14:43ضَ
وكانَ مؤسِّسَ، ومديرَ معهدِ تاريخِ العلومِ العربيَّةِ الإسلاميَّةِ في فرانكفورت بألمانيا، - 00:14:47ضَ
والذي يعرِضُ مئاتِ العيِّناتِ مِن الاختراعاتِ والنَّماذجِ لعلماءِ المسلمينَ، - 00:14:53ضَ
ثمَّ أسَّسَ مُتحفًا في إسطنبولَ بنفسِ الفكرةِ، وتُوفِّيَ العامَ الماضي - 00:14:58ضَ
تاريُخكم مسروقٌ يا شبابُ! تاريُخكم مسروقٌ - 00:15:09ضَ
تمامًا كما أنَّ هناكَ سرِقةً فكريَّةً مِن منهجِ الخلق - 00:15:13ضَ
المسلمونَ، هم مَن أسّسَ العلمَ التَّجريبيَّ، - 00:15:17ضَ
وهم كانوا سادَتهُ وواضِعي القواعدِ التي بُنِي عليها ما تَرونَ الآنَ - 00:15:20ضَ
وإذا كانتِ المناهجُ المدرسيَّةُ في بلادِ المسلمينَ لا تذكُرُ شيئًا مِن ذلكَ، - 00:15:26ضَ
فلأنَّها ببساطةٍ مَا وُجدَتْ لتعليمِ أجيالِنا! ما وُجدَتْ لتعليمِ أجيالِنا بل لِتجهيلِها، - 00:15:31ضَ
بينما الطَّالبُ ووالداهُ يظنُّونَ أنَّها تُعلِّم شيئًا - 00:15:39ضَ
إسهامُ المسلمينَ ليسَ في الماضي فقط، بل في الحاضِر ِكذلكَ - 00:15:44ضَ
مِن أكثرِ العباراتِ التي يردِّدُها المنهزمونَ نَفسيًا، بِبَبَّغاويَّةٍ: - 00:15:49ضَ
أنتم تنتقدونَ المادِّيِّينَ معَ أنَّهم صنعوا لكُم كلَّ شيءٍ، حتَّى الشبكة العنكبوتية - 00:15:53ضَ
الذي تستخدِمونهُ في نشرِ أفكاركِم. - 00:15:57ضَ
حسنًا، ما رأيكَ إنْ علمتَ بأنَّ أحدَ أهمِّ من ساهمَ في هذا الإنترنت - 00:16:00ضَ
هو العالمُ المسلمُ الأستاذ حاتم زغلول الذي ساهمَ في إنتاجِ التِّقْنيةِ، - 00:16:05ضَ
التي بُنِي عليها الواي فاي "Wi-Fi" - 00:16:09ضَ
وتِقْنيةٍ أخرى ساهمت في الجيل الرابع "4G"، وله براءاتُ اختراعٍ كثيرةٌ منشورةٌ، - 00:16:11ضَ
وأبحاثٌ أُحيلَ عليها آلافَ المرَّاتِ، وتلقَّى العديدَ مِن الجوائزِ. - 00:16:16ضَ
الأستاذ حاتم زغلول يؤمنُ باللهِ ويعتزُّ بإيمانهِ هذا: - 00:16:22ضَ
[يعني، -والحمدُ لله- طَوَال عمري ملتزم، - 00:16:26ضَ
فالدين كان طَوال عمره الثابت الحقيقي في حياتي، يعني الواحد سافر غيّر بلده، - 00:16:31ضَ
وغيّر البيئة غيّر أشياء كثيرة جدًّا، ولكن ظل يصلي، وظل يحضر الجمعة، وما شابه، - 00:16:39ضَ
ثانيًا- مع التقدم الاقتصادي بالنسبة لي والاجتماعي - 00:16:47ضَ
بدأت أحاول أعطي المجتمع المسلم في كندا، - 00:16:55ضَ
والمجتمع الكندي عامةً، وهذا بلا شك يمنح المرء راحة نفسية - 00:16:58ضَ
أي أنك تحس أنك تَرْجِع شيئًا مما أخذت من المجتمع، - 00:17:02ضَ
ووفقني ربي فصرت رئيس الجالية الإسلامية في كالغاري لفترة طويلة]. - 00:17:08ضَ
هذا مثالٌ واحدٌ من الأمثلةِ المهمَّشةِ عن وعيِ شبابنا - 00:17:12ضَ
وإخوانُنا في "الباحثونَ المسلمونَ" - 00:17:16ضَ
لهم قائمةٌ من العلماءِ المسلمينَ المعاصرينَ الأحياءِ بيننَا، - 00:17:18ضَ
ونبذةٌ عن كلٍّ منهم، وعن إنجازاتهِ، - 00:17:23ضَ
ومع هذا كلِّهِ، فأنا لم أورِدْ هذهِ المعلوماتِ لأُثبِتَ حاجةَ العلمِ التَّجريبيِّ إلى الإيمانِ. - 00:17:26ضَ
لكي لا يأت أحد ما يقولُ لي: حتَّى لو نشأَ العلمُ التَّجريبيُّ وازدهرَ على أيدي المسلمينَ، - 00:17:33ضَ
فهذا لا يعني بالضَّرورةِ أنَّ إسلامَهُم هوَ سببُ تفوُّقهِم - 00:17:40ضَ
أنا أُورِدُ هذهِ المعلوماتِ فقط؛ لِتعلمَ أنَّ هناكَ مَن يُهمِّشُ عمدًا الجانبَ المشرقَ - 00:17:44ضَ
من الحضارةِ الإسلاميَّةِ ومِن إنجازاتِ المسلمينَ الحاليَّةِ، - 00:17:51ضَ
ثمَّ بعدَ ذلكَ يقولُ لكَ: - 00:17:55ضَ
انظر كيف أن المسلمينَ متخلِّفونَ في العلومِ المادِّيَّةِ، إذن فالإسلامُ سببُ التَّخلُّفِ! - 00:17:56ضَ
﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ﴾ [القرآن 40:24]. - 00:18:02ضَ
جهلٌ بالتَّاريخِ، وجهلٌ بالواقعِ، وضلالٌ في الاستدلالِ، وتراكمٌ للمُغالطاتِ المنطقيَّةِ. - 00:18:04ضَ
وإلّا فحجَّتُنا التي نتمسَّكُ بها ونفاخرُ بها، هيَ إثباتُ أنَّ كلَّ المصادرِ، - 00:18:12ضَ
التي يقومُ عليها العلمُ التَّجريبيُّ مستندةٌ إلى الإيمانِ بالخلق. - 00:18:19ضَ
الّذينَ يستدلُّونَ اليومَ بالتَّقدُّمِ المادِّيِّ للغربِ على صِحَّةِ منهجهِمُ المادِّيِّ المعلَنِ، - 00:18:24ضَ
يمارسونَ مغالطةَ فرعونَ، - 00:18:29ضَ
إذِ اسْتدلَّ بالتَّقدُّمِ المادِّيِّ على صِحَّةِ دعواهُ - 00:18:31ضَ
فقالَ: ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [القرآن 51:43]. - 00:18:34ضَ
إذن، ما الذي يجعلُ الباحثينَ المادِّيَّينَ لا يلاحظونَ ولا يُلاحِظُ مَن حولهُم، - 00:18:41ضَ
أنَّهم ينطلقونَ مِن مُنطلقاتٍ إيمانيَّةٍ؟ - 00:18:46ضَ
التفسيرُ إخواني، هو أنَّ المنطلقاتِ الإيمانيَّةَ مركوزةٌ في نفوسهم فطرةً - 00:18:50ضَ
كما بيّنّا في الحلقاتِ عن الفِطرةِ. - 00:18:55ضَ
هذهِ المنطلقاتُ الإيمانيَّةُ، هيَ برنامجُ التَّشغيلِ الموجودُ أصلًا في نُفوسِهم. - 00:18:58ضَ
المادِّيَّةُ، تشبِهُ الآفة تمامًا كما بيَّنَّا في (المخطوف)، - 00:19:04ضَ
فالذي ينظرُ إلى هذا الباحثِ المصابِ بآفة المادِّيَّةِ، ويسمعُه يتكلَّمُ بالأفكارِ المادِّيَّةِ، - 00:19:09ضَ
قد يتوهَّمُ أنَّ ما يُنتجُهُ هذا الباحثُ من عِلْمٍ إنَّما هوَ مِن نِتاج آفة المادِّيَّةِ، - 00:19:15ضَ
بينما هوَ في الحقيقةِ مِن نِتاجِ منهجِ الإقرارِ بالخلق، والمركوزِ أصالةً في النُّفوسِ. - 00:19:21ضَ
ختامًا يا كرامُ، لأجلِ ما سبقَ؛ - 00:19:28ضَ
لا يُنتجُ الملحدُ علمًا وهو ملحدٌ، ولا يُنتجُ المادِّيُّ علمًا وهو َمادِّيٌّ - 00:19:31ضَ
لا بدَّ لهُ من أنْ ينسلِخَ شعوريًّا، أو لا شعوريًّا عن إلحادِهِ، أو مادِّيَّتهِ؛ ليُنتِجَ أيَّ شيءٍ نافعٍ، - 00:19:38ضَ
فكلُّ منطلقاتِ العلمِ هيَ مِن مَنهجِ الإقرارِ بالخلق رغمًا عنه - 00:19:47ضَ
وليقلْ بعدَ ذلكَ بلسانهِ ما شاءَ - 00:19:53ضَ
انتبهوا يا إخواننا، - 00:19:56ضَ
هل قلتُ في هذهِ الحلقةِ "لا يُنتجُ الملحدُ علمًا" يعني: - 00:19:57ضَ
أنَّ أكثرَ العلماءِ مؤمنونَ بوجودِ خالقٍ خلقَ الكونَ والحياةَ، وأن نسبة الملحدين أو المادِّيِّين قليلةٌ؟ - 00:20:01ضَ
لا؛ لم أقل ذلكَ ولا تُهمُّنا النِسَبُ، - 00:20:07ضَ
ومعَ ذلكَ، سترون أُناسًا مِن الملحدينَ يخدعونَ جمهورَهمُ المستغفَلَ بعُنوانِ الحلقةِ، - 00:20:11ضَ
وهم مُطمئنُّونَ إلى أنَّ جمهورَهم لا يُدقِّقُ، ولا يُحقِّقُ - 00:20:19ضَ
في الحلقةِ القادِمةِ، سنُبيِّنُ بُطْلانَ عبارةٍ - 00:20:24ضَ
تتكرَّرُ حتَّى على ألسِنَةِ بعضِ المنتسبينَ إلى الفِكرِ الإسلاميِّ مع الأسف، - 00:20:26ضَ
وهيَ عبارةُ: "العلمُ التَّجريبيُّ محايدٌ لا يثبتُ وجودَ اللهِ ولا ينفي وجودَ اللهِ" - 00:20:32ضَ
حلقةٌ مِن أهمِّ الحلقاتِ، فتابعونا - 00:20:38ضَ
والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ - 00:20:41ضَ