التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه واحبابه ومن اتبع هداه. ثم اما بعد اه ايها الاحباب الكرام ابتدأ هذه الحلقة بالحديث عن علم كبير - 00:00:00ضَ
وامام عظيم وسيد من ساداتي التابعين ووعاء من اوعية العلم والعمل والزهادة والخير والمروءة والفقه في الدين انه الحسن البصري عليه رحمة الله والبصري نسبة الى البصرة التي عاش بها - 00:00:37ضَ
واسمه الحسن بن ابي الحسن وابو الحسن يسار ابو الحسن وهو ابوه اسمه يسار كان مولى اي يسار كان مولى بالمدينة خلف انجب ولده الحسن وكانت والدة الحسن تأخذ الحسن - 00:01:04ضَ
فتدفعه اذا انشغلت الى ام سلمة لتقوم بارضاعه الجليلة لتقوم بارضاعه ولذلك بعض اهل العلم قالوا ان فصاحة الحسن لعل سببها انما رضاعته من ام سلمة رضي الله تعالى عنها وكانت فصيحة النساء - 00:01:35ضَ
وكانت احيانا تخرجه الى الصحابة ويداعبوه ويدعون له ومن جملة من دعا للحسن البصري عليه رحمة الله وهو ابنه سنتين امير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال اللهم فقهه في الدين وحببه الى الناس - 00:02:00ضَ
وكأن الله تبارك وتعالى استجاب لهذا الدعاء فكان فقيها في الدين حبيبا الى الناس وعرف بزهادته وموعظة بل كان كلامه يشبه كلام الانبياء يعني كان كلام الحسن البصري ومواعظ الحسن البصري تشبه مواعظ وكلام الانبياء - 00:02:23ضَ
وهناك قصة جميلة ذكرها احد تلامذته تدل على ان الله تبارك وتعالى جعل في سمته وجعل في هديه اي شكله ما يدل على عبادته ويقرب الناس الى الله عز وجل - 00:02:51ضَ
يعني بعض الناس اذا نظرت اليه ذكرك بالله وهناك بعض الناس اذا نظرت اليه نفرك ان تسلك طريق الله نعوذ بالله تعالى ان نكون من المنفرين هذه القصة ذكرها تلميذه يونس بن عبيد - 00:03:12ضَ
قال ان كان الرجل ان كان الرجل ليرى الحسن لا يسمع كلامه ولا يرى عمله فينتفع به. يعني رجل مجرد ان هو يشوف الحسن لا سمع كلامه ولا شاف عمله ولكن رآه فقط - 00:03:32ضَ
ومع انه رآه فقط الا انه ينتفع برؤية الحسن سمع الحسن البصري وروى عن كثير من الصحابة عبدالله ابني سمع من كثير من الصحابة كعبد الله بن عباس وعبدالله بن عمر - 00:03:53ضَ
وروى عنه كثير من التابعين وله مواعظ وله نصائح هذه المواعظ كما قلت من قبل كانها من كلام الانبياء توفي في شهر رجب سنة مية وعشرة هجرية وكان سنه آآ - 00:04:17ضَ
تسع وثمانين او ثمان وثمانين سنة. عليه رحمة الله آآ الجملة التي ذكرتها في هذه الترجمة ان الناس قد يستفيدون بسمته ودله وهديه تأمل هذه المعاني وتأمل ان المترجمين الحسن كانوا يقولون - 00:04:37ضَ
وكان يكلم الناس بالمعاني كان يكلم الناس بالمعاني يعني لا يكلهم في الحلال والحرام فقط وانما يكلمهم في الحلال والحرام ويكلمهم في المعاني التي تنفعهم في سيرهم الى الله وفي طريقهم الى مولاهم - 00:05:01ضَ
قال الحسن البصري عليه رحمة الله كان الرجل يطلب العلم كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث ان يرى ذلك في تخشعه وجهده ولسانه وبصره وصلاته انتبهوا ايها الاحباب الى هذه الجملة المهمة - 00:05:19ضَ
التي تربط بين العلم واثره بين العلم واثره كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث يلبث فلا يلبث هذا التركيب على بعضه يدل على السرعة ولا يلبث التركيب على بعضه يدل على السرعة - 00:05:47ضَ
اي يأتي الفعل من غير تأخر او بطء فاذا طلب العلم سريعا من غير بطء نرى ماذا؟ ترى ذلك في تخشعه وزهده ولسانه وبصره وصلاته هذا هو اثر العلم من طلب العلم للعمل كسره علمه - 00:06:08ضَ
من طلب العلم للعمل كسره علمه ومن طلب العلم لغير ذلك لم يزدد به الا فخرا او فجورا كان بعض السلف يقول ينبغي لطالب العلم ان يحثوا التراب على رأسه تواضعا لله - 00:06:35ضَ
الله العالم هو الذي يذكر الناس بالله عز وجل يذكرهم بالله ويقرب اليهم طريق الله. ليفروا الى الله لا يفر عن الله هذا هو العالم العالم هو الذي يربي الناس - 00:06:53ضَ
بصغار المسائل قبل كبارها ويقرب اليهم دين الله عز وجل ويحببهم في دين الله عز وجل اما في نفسه وهو عامل بما يعلم وهذه الافة التي يبتلى بها كثير من المنتسبين الى العلم - 00:07:17ضَ
يطلبون العلم يحفظون ويدرسون ويجمعون ويحصلون تنتفخ عقولهم بهذا العلم ما شاء الله يكون من الاذكياء الشطار اذا تكلم في المسألة استطاع ان يحشد لها الادلة وان يأتي لها بما يوافق من كلام العلماء - 00:07:41ضَ
ومن شواهد العرب نظما ونثرا ويحشد من هنا وهناك ما يدل على سعة علمه وعظيم اطلاعه هذا كله حسن هذا كله طيب لا بأس في ذلك ولكن اين قلبه اين قلبه - 00:08:06ضَ
اين المعاني العظيمة التي تغسل قلبه ليكون بها ساميا الى الله عز وجل ان العلم لابد ان ينتفع به صاحبه ان العلم ليس ليس جملا يحصلها الانسان فقط وانما العلم مقام يسلكه الانسان ليصل به الى الله سبحانه - 00:08:24ضَ
العلم ما اوصلك مقاطعك هذا هو العلم. العلم ما اوصلك لا ما قطعك اما الذين يجعلون العلم مجموعة من المسائل يحصلونها ويحفظونها ويستدلون لها وعليها هذا وان كان جيدا لكن ليس هذا هو العلم - 00:08:51ضَ
ولهذا قال بعض السلف بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا الله يعني الانسان اذا علم الله عز وجل خشاه اذا الخشية دليل العلم الخشية دليل العلم التواضع دليل العلم - 00:09:13ضَ
السكوت دليل العلم الانقياد دليل العلم الذين تتسع عقولهم بالعلم على حساب قلوبهم في الحقيقة لم يسلكوا السبيل الصحيحة وهي سبيل العلم ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:09:36ضَ
اللهم اني اسألك علما نافعا. واعوذ بك من علم لا ينفع اذا هناك علم وفي ذاته علم صحيح ولكن لا ينتفع به صاحبه يحمله ويحصله ولكن لا ينتفع به. لا يعمل به - 00:09:57ضَ
ولا يدعو اليه ولا يظهره ولا يقيم به الحجة. فما فائدة هذا العلم يحفظه ويتكلم به في المقامات والمناسبات اما ان يتحرك به في الدعوة الى الله عز وجل او ان يجعله حجة وسيفا مسلطا على رقاب المخالفين - 00:10:19ضَ
ستكون به الحجة الباهرة والسلطان القائم ليس ذلك والعلم ولذلك ذكر ربنا عز وجل من ضلالة اليهود ان الله تعالى اتاهم العلم فلم يعملوا به مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا - 00:10:41ضَ
وقال تعالى واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين يبقى ربنا عز وجل اتاه علم ولكنه كان غاويا فصل العلم وحفظ العلم وجمع العلم ولكن لم يعمل بهذا العلم لم ينكسر الله. لم يخشع لله - 00:11:07ضَ
ولذلك قال ربنا عز وجل فمثله كمثل الكلب اذا ليس الشأن ان تحصل وان تحمل العلم ولكن الشأن ان تعمل بهذا العلم الشأن ان يرى اثر هذا العلم عليك يرى اثر ذلك العلم عليك - 00:11:33ضَ
في حياتك في لحظك في كلامك في صمتك في حديثك في دعوتك في ممشاك في منامك في سخطك في فرحك في غضبك اياك ان تكون في حال هؤلاء اليهود ورحم الله سفيان عندما قال - 00:11:52ضَ
من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى وكما قال الشاعر في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول. اذا ليس الشأن ان تحصل هذا جيد. ولكن الشأن ان تعمل وان يغسل القلب بهذا - 00:12:13ضَ
حلم وان تكون متواضعا وان تكون زاهدا وان تكون خاشعا وان تكون مؤدبا ولله دره هذا الامام الرباني الحسن البصري عندما قال كان الرجل يطلب العلم انظروا ايها الاحباب يطلب العلم دراع الاستمرار - 00:12:38ضَ
اذا العلم الاستمرارية ليس مرحلة تاريخية تنتهي ليس مثلا سنة سنتين اقرأ كتاب كتابين كده انتهى موضوع العلم ولكن العلم صفة لازمة الى ان تموت. كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث يعني سرعان - 00:12:59ضَ
دلالة على السرعة ان يرى ذلك في تخشعه وجهده ولسانه وبصره وصلاته. فنسأل الله تعالى ان يعلمنا وان يجعلنا عاملين بما علمنا وان يوفقنا الى كل خير. وان يصرف عنا كل شر - 00:13:18ضَ
وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:13:39ضَ