برنامج #رحيق_الأعلام

#رحيق_الأعلام| إن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله فإذا أبغضه الله بغضه إلى عباده|ح٢#أبو_الدرداء

أحمد النقيب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه واحبابه ومن اتبع هداه. ثم اما بعد ايها الاحباب الكرام كثير من الناس يتهاون بمعصية الله - 00:00:00ضَ

يظن انه بلا باقته وطرافة حديثه او يظن انه بوجاهته لو بينما عنده من علم او فهم او مساعدة لبعض الناس انه بذلك يكون محبوبا ابدا محبة الخلق للعبد انما - 00:00:41ضَ

هي قذف في قلوبهم ان ربنا سبحانه وتعالى قال لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم الالفة فرع على المحبة والمحبة لا تأتي - 00:01:15ضَ

هكذا جزافا وانما هي توفيق من الله عز وجل فان العبد اذا اقبل على ربه احبه الله اما اذا ادبر عن الله فان الله تعالى يبغضه فاذا ابغضه ربه سبحانه وتعالى - 00:01:39ضَ

بغض فيه الناس كما انه اذا احبه الله احبه الناس لان الله تبارك وتعالى يأمر بذلك ويكتب ذلك ونحن في هذه الحياة انما نشاهد اقدار الله سبحانه وفي هذا المعنى - 00:02:01ضَ

الذي ذكرت كتب ابو الدرداء الصحابي الجليل الى مسلمة ابن مخلد سلام عليك اما بعد فان العبد اذا عمل بمعصية الله ابغضه الله فان العبد اذا عمل بمعصية الله ابغضه الله - 00:02:29ضَ

تأمل هذه الجملة فان العبد اذا عمل بمعصية الله ابغضه الله فاذا ابغضه الله بغضه الى عباده فاذا ابغضه الله بغضه الى عباده. سبحان الله مسألة عجيبة ولكن قبل ان نتأمل هذه المعاني - 00:02:59ضَ

نحاول ان نتعرف على هذه الاعلام الطيبة التي قالت هذا الكلام او قيل لها هذا الكلام هذا الكلام كتبه ابو الدرداء الصحابي الجليل وهو عويمر وقيل عامر اما اسم ابيه ففيه اختلاف كثير - 00:03:26ضَ

قيل عويمر ابن ما لك او ابن عبدالله واقوال كثيرة وهو من قبيلة الخزرج من الانصار وخزرجي مدني انصاري كان يعمل بالتجارة قبل الاسلام واستمر تاجرا بعد الاسلام ولكنه انقطع للعبادة والتزهد - 00:03:51ضَ

واما اسلامه وقد اسلم بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدرك بدرا وانما ادرك احدا وكان فيها فارسا والنبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الفارس غيمر ابو الدرداء - 00:04:24ضَ

وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم كان قاضيا كان قاضيا ولاه عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه قضاء دمشق - 00:04:48ضَ

روى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى عن عائشة وكان يلقب بحكيم هذه الامة وروت عنه زوجه ام الدرداء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:12ضَ

توفي رضي الله تعالى عنه في خلافة عثمان بن عفان سنة اتنين وتلاتين من هجرة النبي محمد صلى الله الله عليه وسلم هذا هو ابو الدرداء الذي كتب هذه الرسالة الى مسلمة - 00:05:30ضَ

ابني مخلد اما مسلمة ابن مخلد رضي الله تعالى عنه ومن صغار الصحابة ولد حين مقدم النبي صلى الله عليه وسلم ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين - 00:05:49ضَ

اذا كان صحابيا صغيرا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى ايضا عن بعض الصحابة وروى عنه كثير من التابعين لا سيما في مصر ومن اشهر من روى عنه في مصر التابعي المصري الثقة عبدالرحمن - 00:06:14ضَ

ابن شماسة آآ توفي بالمدينة في زمن معاوية وقيل توفي بمصر كتب ابو الدرداء الصحابي الجليل الى مسلمة ابن مخلد ابو الدرداء سن واكبر ومسلمة ازهر انظروا كيف ان الكبير ينصح الصغير ينصحه بماذا - 00:06:37ضَ

وهذه الكتابة تدل على المراسلة والغالب من الحال انه كان يعيش بمصر وراسله ابو الدرداء في هذه الرسالة التي يقول فيها سلام عليك اما بعد فان العبد اذا عمل بمعصية الله - 00:07:08ضَ

تأملوا يا عباد الله فان العبد اذا عمل بمعصية الله ابغضه الله ابغضه الله يا سبحان الله هذا الملك ملك الله ونحن عباد الله تعالى في هذا الملك هل يجوز للعبد ان يخالف سيده - 00:07:31ضَ

ولو ان العبد خالف سيدة وعمل بخلاف طاعة سيده فيحبه سيده ام يبغضه فيبغضه والرب الجليل حق علينا ان نحبه وان نطيع ان نحبه وان نطيعه لا يجوز العبد ان يختلف عن طاعة سيده. ولان يترك طاعة سيده - 00:07:56ضَ

ان الله تبارك وتعالى مقت قوما لم يتبعوا الحق والصواب وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله نظر الى اهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب - 00:08:27ضَ

قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم مقت ربنا عز وجل اهل الارض الا بقايا قلة من اهل الكتاب لماذا لانهم لم يعملوا بطاعته وانما عملوا بمعصيته وقد حذرنا ربنا عز وجل في القرآن - 00:08:50ضَ

من شؤم الذنب والمعصية وبعد ان ذكر قصة نوح وابراهيم ولوط وذكر عادا وثمودا وذكر قارون وفرعون وهامان قال ربنا عز وجل فكلا اخذنا بذنبه هؤلاء الناس كانوا يعملون بمعصية الله - 00:09:11ضَ

لم يعملوا بطاعة الله وانما عملوا بمعصية الله الله تبارك وتعالى اوجدك في هذه الحياة واعدك وامدك واعطاك وهيأ لك هذه الحياة كي تطيعه ام لتخالف امره فاذا عصيت الله عز وجل ابغضك - 00:09:34ضَ

فاذا عصيت الله تعالى ابغضك هذه مسألة شنيعة صعبة ان يعيش الانسان في ملك الله ومالك الملك والملكوت غاضب عليك غاضب عليك ناقم عليك يمقتك كيف تهنأ حياتك طعامك وشرابك من جهته - 00:09:59ضَ

عافيتك وبدنك من جهته فلاحك في الدنيا وفوزك في الاخرة انما هذا كله موقوف على طاعته فكيف تتجرأ على معصية الله عز وجل نحن ننام ونقوم من الذي اذن لنا بالنوم ثم في القيام - 00:10:25ضَ

نحن نأكل ونشرب ونقضي الحاجات ونسافر ونمشي على اقدامنا وننظر بعيوننا باعيننا ونسمع باذاننا ونأكل بافواهنا هنا شم بيقولوه فينا سبحان الله كل هذه النعم وكل هذه الخيرات من الذي ازداها؟ ومن الذي اعطاها؟ ومن الذي هيأها - 00:10:47ضَ

ومن الذي اعاننا عليها انما هو الملك بعد ذلك نخالفه ونعصاه ولذلك نصح الصحابي الكبير الصحابي الصغير. فقال له سلام عليك. اما بعد فان العبد اسمع فان العبد فان العبد انا وانت - 00:11:14ضَ

كلنا فان العبد اذا عمل بمعصية الله ابغضه الله نعم يمكن ان يجري في مساعدة هذا وهذا وذاك وذاك ويجري هنا وهناك ويفعل هذا وذاك ولكنه يتلبس بالمعصية فاذا تلبس بالمعصية ابغضه الله - 00:11:37ضَ

نعم انه يأتي بحسنات اذا هو محبوب من جانب مبغوض من جانب اخر محبوب اذا اتى بالخير مكروه مذموم اذا اتى بالمعصية فاذا اتى بالمعصية ابغضه الله من ذا الذي يحتمل - 00:11:58ضَ

لو ان بيتا والاولاد في هذا البيت غضب عليهم ابوهم كيف تكون حياتهم كيف تكون حياتهم حياة صعبة فما بالك بالله سبحانه وتعالى والملك ملكه والخلق خلقه وكتب ابو الدرداء رضي الله تعالى عنه - 00:12:19ضَ

الى اخيه في الله الصحابي مسلمة يقول له فان العبد اذا عمل بمعصية الله ابغضه الله ابغضه الله اذا يبغض الله تبارك وتعالى المعصية واهلها وماذا سيترتب على ذلك فاذا ابغضه الله - 00:12:44ضَ

بغضه الى عباده اذا ليس كل الناس يستشعر ان هذا صاحب معصية لأ مش كل الناس وانما الذي يعرف ان هذا صاحب معصية هو صاحب القلب الطيب السليم فان ذل المعصية - 00:13:09ضَ

يبدو في وجوه الناس نسأل الله تعالى العافية كان بعض السلف يقول انهم وان هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال فان ذل المعصية في وجوههم ابى الله الا ان يذل من عصاه - 00:13:29ضَ

فاذا وجدت الناس قد تغيرت قلوبهم عليك ونفروا منك اذا وجدت الناس ابغضوك بعد حب وادبروا عنك بعد اقبال فاعلم انك مقيم على ذنب لابد ان تتوب منه حتى يرضى ربك تبارك وتعالى عنك - 00:13:51ضَ

فاذا رضي عنك رضى عنك نسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا الى كل خلق جميل وان يجنبنا معصيته فانه سبحانه وتعالى حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبي الحبيب محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا - 00:14:14ضَ

- 00:14:37ضَ