التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. الى اخواني واخواتي مرضى السرطان الذين يعانون الاسقام البدنية والالام النفسية وهواجس قرب الاجل وغلبة المرض اقول لكم اولا اياكم ثم اياكم ان تقنطوا من رحمة الله - 00:00:00ضَ
وان تيأسوا من روح الله وان تستسلموا لما يعتريكم من الهموم والغموم فكم من مريض بمثل مرضكم قد شفي وبرأ كأن لم يكن به وجاءه. وتذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام - 00:00:27ضَ
ان الله تعالى لم ينزل داء الا وانزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله رددوا في انفسكم والسنتكم قول الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام. واذا مرضت فهو يشفين. ان الذي انزل بك المرض - 00:00:50ضَ
لهو القادر على ان يرفعه عنك بقولكم وانما اصابك قد اصاب كثيرا من الصالحين قبلك. نهش البلاء جسد نبي الله تعالى ايوب فابتلي في جسده وابتلي في ماله وابتلي في اهله - 00:01:19ضَ
واصابه من الامراض الشيء الكثير العضال الذي ذكره اهل التاريخ والسير حل امره وقضيت امراضه. وعاد اليه الشفاء وابدل خيرا مما كان عنده من الاهل والولد بدعوة واحدة. ربي اني مسني الضر وانت - 00:01:45ضَ
يا ارحم الراحمين ايها الاخ المريض المبارك مما تخشى ان غاية ما تتوقع ان ينزل بك هو الموت وانما الموت انتقال من حياة الى حياة. انتقال من هذه الدنيا الفانية - 00:02:12ضَ
الى الحياة الباقية الخالدة. ونبيك عليه الصلاة والسلام يقول من احب لقاء الله احب الله لقاءه. انما الموت اذا نزل بالابرار فشأنه كما قال ربنا. فاما ان كان من فروح وريحان وجنة نعيم. واما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب - 00:02:35ضَ
اليمين فهذا غاية ما يخشاه المريض. ايها المريض الموفق اعلم انك ان مت لست وحدك هذا كأس سيشربه الناس جميعا. بل سيشربه الجان والملائكة وكل نفس منفوسة خلقها الله تعالى. وانما تفترق عنهم جميعا بامرين عظيمين. فاما الاول - 00:03:05ضَ
ان الله تبارك وتعالى قد انذرك. وقد امهلك وقد اعطاك فرصة وارسل لك حالة من خلال هذا المرض تذكرك به وتعطيك مهلة وفسحة لان ترتب اوراقك استعدادا للاخرة. واما الامر الثاني فهو ان الله تبارك وتعالى ان كتب عليك الموت قد جعل فيك - 00:03:35ضَ
في ختام حياتك بلاء يحق كل خطيئة. ويكفر كل ذنب ويرفعك عاليا في ان انت صبرت واحتسبت. ايها المريض ان البلاء شعار المؤمن. يقول الله تعالى احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون وهم لا يبتلون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الذين - 00:04:05ضَ
فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. يقول النبي عليه الصلاة والسلام من يرد الله به فيه خيرا يصب مني. يقول النبي عليه الصلاة والسلام ان ان اشد الناس بلاء الانبياء. ثم الامثل - 00:04:35ضَ
الامثل يبتلى المرء على حسب دينه. فان وجد في دينه صلابة زيد له في البلاء. ان النبي عليه الصلاة والسلام وهو اكرم البشر كان يضاعف له وجع المرض ضعفين. فكان يقول اني لاوعى - 00:04:55ضَ
كما يوعك الرجلان منكم. وما ذلك الا لما في الابتلاء بالمرض من خيرات تطهير ورفعة يصيب العبد ايها المبارك ان نبينا عليه الصلاة والسلام قد جعل لعلل واسقام دون مرضك بكثير - 00:05:15ضَ
اجورا عظيمة. دخل النبي عليه الصلاة والسلام على ام السائب وهي تشتكي. فقال لها ما بك؟ قال قالت الحمى لا بارك الله فيها. فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا تسبوا الحمى. فانها تنقي - 00:05:39ضَ
من الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد. هذا في الحمى فكيف بالداء العضال الذي الم بك ان نبينا عليه الصلاة والسلام بين ان كل همومك وغمومك وهواجسك ومخاوفك والامك البدنية والنفسية كلها في ميزان حسناتك. يقول النبي عليه الصلاة والسلام ما يصيب العبد المؤمن - 00:05:59ضَ
من هم ولا غم ولا اذى ولا وصب ولا مرض الا الا رفع به درجة وحطت عنه به خطيئة وكفرت عنه به سيئة حتى الشوكة يشاك بها. حتى الشوكة تدخل - 00:06:29ضَ
في يده او رجله فيؤلمه وخزها. ثم تذكر اخيرا. قول النبي عليه الصلاة والسلام يؤتى باشقى اهل الدنيا. ممن كتب الله تعالى له الجنة. انظر هذا هو المعيار هذا هو الميزان. هذا هو الفيصل. هذا هو الحق الذي لا ريب فيه. يؤتى باشقى اهل الدنيا - 00:06:49ضَ
رجل ابتلي بمثل بلائك واضعافا مضاعفة. ثم يغمس في الجنة غمسة. فيقال له هل رأيت بلاء قط او يقال هل رأيت شقاء قط؟ فيقول لا والله ما رأيت شقاء قط. هذه - 00:07:19ضَ
في جنة يقول النبي عليه الصلاة والسلام ولا موضع سوط احدكم من الجنة مقدار يسير خير من الدنيا وما فيها. فكيف بقصورها واشجارها وانهارها وما فيها من الخيرات والنعيم ورؤية وجه الكريم العزيز الرحيم. نسأل الله تبارك وتعالى ان يشفي اخواننا شفاء عاجلا غير اجل - 00:07:42ضَ
شفاء لا يغادر سقما والحمد لله رب العالمين - 00:08:12ضَ