التفريغ
برنامج بريدي مع الاستاذ ياسر الحزيمي رسالة من فاقد لعزيز بقلم الاستاذ ياسر. السلام عليكم ورحمة الله. ما قولكم لمن فقد عزيز على قلبه كان كل شيء في حياته. امنه وسعادته وفرحه وابتسامته. كان الماضي والحاضر - 00:00:00ضَ
مستقبل اسودت الالوان في الحياة من بعده. واصبح كل شيء يمضي ببطء. كل حياتي ذكريات. اقلبها لابقى قريبا منه سعيدا به. جفت الدموع فصرت ابكي بالانين. وايقنت الا رجوع ولو طال الحنين - 00:00:25ضَ
ناديه فلا يجيب. اشم رائحته ولا اراح. انتظره فلا يعود. غرفته ملابسه احذيته امتعته كلها اصبحت وحيدة من بعده. اتذكر كلماته. اسمع ضحكاته. اتخيل نظراته. ابتسم لذكرياته فتختلط العبارات بالعبرات. فاغمض عيني لاستكمل بقية المشهد. حاولت ان انسى فعاقبني الحنين - 00:00:45ضَ
ما هو اقسى؟ رحل عن حياتي دون ان يودعني. ليته اخبرني ففي قلبي كلمات وفي صدري مشاعر لكنه رحل فجأة فاصبحت كلماته ومشاعري غصة في حلقي. فلا هي سكتت ولا هي سكنت. هو - 00:01:15ضَ
رحل عن عيني وبقي في قلبي رحل عن حياتي وبقي في ذكرياتي. رحل بلا رجعة وابقى على خدي الدمعة خيالك في عيني وذكرك في فمي. ومثواك في قلبي فاين تغيب؟ لا ادري ما اقول. فبحر المشاعر يغرق - 00:01:35ضَ
سفن الحروف وحرارة الشوق تحرق اشرعة الصبر. اخي الكريم بما تنصحني؟ فقد سئمت العيش في الماضي هو رحل عن الدنيا فساعدني ليرحل من ذاكرتي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته انا لله وانا اليه راجعون - 00:01:55ضَ
واحسن الله عزاءكم وغفر لغاليكم وادخله فسيح جنانه واعالي فردوسه ورزقكم الصبر على فقده والرضا من بعده. والحمدلله على كل حال اخي الكريم فقد الاحبة كدر عيش السعداء والان قلوب الاشداء. واجرى دموع الانبياء - 00:02:19ضَ
الموت سنة الحياة. وعادة الاحياء وقاعدة لا تعرف الاستثناء لا يعترف بالعمر ولا يراعي الحالة. ولا يتخير المكان ولا يجامل ذا المكانة فضحاياه الكبير والصغير والضعيف والقوي والسقيم والسليم. والمسافر والمقيم والامير والفقير - 00:02:46ضَ
والموت ما منه ملاذ ومهرب متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب؟ موت الحبيب احزان في حزن. ومصائب في مصيبة هو بعد وفقد وحنين وامين وفراق واشتياق حينما تذكر تختلط المشاعر بمتناقضات شتى - 00:03:11ضَ
نبتسم ونبكي نفرح ونحزن. نتكلم وننصت نرتقب ونيأس نكون او لا نكون يغادر الحاضر للماضي حيث نجده ونترك الواقع للخيال حيث نتمنى ان نجده لا سلطة لنا على قلوبنا هي تنبض لمن ارادت - 00:03:36ضَ
ومتى ارادت؟ وكيفما ارادت حبيب ينبض القلب له. وحبيب ينبض القلب به وحبيب هو القلب الذي ينبض بالحياة لن اقول لك لا تبكي وكن رجلا فالدموع فقط للاطفال. ولن اطالبك بالا تتأثر. وعليك ان تنسى الاحزان. فانت بشر - 00:04:00ضَ
وقلبك ليس من حجر مات الطفل ابراهيم ابن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فذرفت عين والده المحب فقال له عبدالرحمن بن عوف متعجبا وانت يا رسول الله فقال له - 00:04:22ضَ
يا ابن عوف انها رحمة انها رحمة ان العين تدمع والقلب يحزن. ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون الاسلام دين المشاعر المتزنة. الحزن ليس ذنبا والدمع ليس ضعفا. فاحزن باتزان. وابك بلا جزع ولا - 00:04:41ضَ
قل الا ما يرضي الله ايها المحزون اصبر ايها المكلوم ابشر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم. حتى الشوكة يشاكها الا - 00:05:09ضَ
كفر الله بها من خطاياه وموت الحبيب ليس شوكة وخزت. بل قطعة من القلب انتزعت. فاي اجر عظيم عليها لمحتسب صابر ويقول الله تعالى في الحديث القدسي ما لعبد مؤمن عندي جزاء اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا ثم احتسب - 00:05:30ضَ
الا الجنة الصبر على موت الاحبة ثمن نشتري به الجنة الصبر على فقد الاحبة يجعل الفقد عطاء. والخسارة كسبا والالم املا. والموت حياة للقلب الصبر على قضاء الله هو ايمان بالله. ثقة بالله توكل على الله - 00:05:53ضَ
هو حسن ادب مع الله اصبر فالدنيا الى امد والاخرة الى الابد اصبر فالدنيا تسر او تضر. ولكنها حتما ستمر. فان فقدت الحبيب فلا تفقد الاجر ان صبرت جرى القدر وانت مأجور - 00:06:18ضَ
وانجز اعتجر القدر وانت مأزور التسخط والجزع يا صديقي يجعل الخسارة مضاعفة فهو يسر الشامت ولا يرد الفائت ويمنع الثواب ولا يسترد الاحباب اصبر فالمتصبر يصبره الله. والمتسخط لا يتسع له صدر. ولا يبقى له صبر. ولا يحمد له - 00:06:38ضَ
ولا يحتسب له اجر اصبر فان الله يحب الصابرين ومع الصابرين. ويعين الصابرين ويجزي الصابرين بغير حساب. يعطيهم حتى يرضيهم وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون - 00:07:04ضَ
نعم انا لله نحن عبيد في ملكه مطيعون لامره ارواحنا اولادنا احبابنا هي عطايا رد وما دامت كذلك فانها اليه راجعة وانا اليه راجعون هذه طبيعة الحياة وفلسفة الموت احداث قصيرة واشياء صغيرة ضخمها طول الامل - 00:07:30ضَ
فسبحان من خلق الموت اية وجعله في الدنيا نهاية. وسيره لكل حي غاية فما الدنيا الا فاقد او مفقود. وسابق او لاحق اللهم صبرني على فقده او صبره على فقدي - 00:07:57ضَ
لعمرك ليس فوق الارض باق ولا مما قضاه الله واق وكم يمضي الفراق بلا لقاء ولكن لا لقاء بلا فراق ايها المكلوم بحبيبه انما مثل حبيبك الذي فقدته ومثلك كمثل توأمانك ما في بطن امهما ينعمان بالامن والراحة والغذاء والدفء - 00:08:15ضَ
فلما خرج الاول جزع الثاني عليه وحزن على رحيله واشفق على مصيره لانه ظن ان العيش في الرحم اجمل واكمل اسلم وما علم انه خرج الى الساعة والجمال والنور والانشراح. تاركا التقييد والضيق والظلمة - 00:08:43ضَ
ايها المحب المشتاق موت الجسد جسر لحياة الابد فان كان الميت من اهل الصلاح ويرجى له الجنة فبكاؤك عليه ورغبتك فيه نوع من الانانية فجوار ربه خير له من كل جوار. والجنة اثمن شيء ومطلب كل حي - 00:09:04ضَ
توفيت تلك الام بعد معاناة من المرض. فبالغ الابناء في الحزن والبكاء عليها. فقال احكمهم الى متى هذا الحزن؟ ان كنتم تحبون فافرحوا لها فقد استراحت من الالام والاسقام. وغادرت دار البلاء الى دار الجزاء. وتركت جوار الضعفاء - 00:09:26ضَ
لتجاور رب الارض والسماء كفاكم انانية انتم تريدونها لكم ومن اجلكم وبجواركم افرحوا لها واكثروا من الدعاء لها والاحسان اليها. فهي عند خير مسؤول واكرم مأمول وذاك رجل رزق بمولودة ملأت بالفرح اجواء اسرته. لكنها مرضت وعانت الالام سنوات. فلما - 00:09:46ضَ
قال والدها المؤمن لاهلها واخوتها. الان افرحوا لها كما فرحتم بها الحب الحقيقي ان نفرح لراحته ان نفرح لسعادته. ان نفرح لفرحه. ان نفرح لرحيله ان كان في الرحيل نهاية كربته. وبداية لذته - 00:10:14ضَ
الحب الحقيقي يكمن في الدعاء له. لا في البكاء عليه الحب الحقيقي يكون في الاحسان اليه والتصدق عنه. ونشر محاسنه واستكمال مناشطه الحب الحقيقي يكمن في التفكير فيه كيف في القبر حاله - 00:10:35ضَ
لا في التفكير فينا كيف الحياة بعد ارتحاله ارفع رأسك وكفكف دموعك وتوجه لسجادتك. فدعواتك هي كل ما يحتاج اليه منك ايها المفارق المتألم الفراق الحقيقي ان يكون احدنا في الجنة والاخر في النار - 00:10:55ضَ
هذا هو الفراق الذي يدعو للاشفاق الفراق الحقيقي ان نكون في الدنيا اخلاء وفي الاخرة اعداء نلتقي هناك فنختصم بعد ان كنا للقمة العيش نقتسم الحب الحقيقي يا صديقي ان تعمل جاهدا لتكون واياه من اهل الجنة. فاكثر الدعاء له في مصلاك واحسن العمل - 00:11:17ضَ
نفسك في دنياك حتى تلتقي هناك على سرر متقابلين ايها المشتاق المفارق مشاعر الحرقة والشوق في داخلك هي رسالته الاخيرة لك بالا تتعلق ببشر. ورحيله المفاجئ عنك هي موعظة الباقية لك بالا يغرك طول الامل والا تغفل عن حقيقة الدنيا الزائلة. فهي سباق نهايته الموت وسفر - 00:11:44ضَ
غايته التزود الموت فيها للميت خلاص. وللحي محطة يتعظ بها ويتزود منها لايمانه بقية حياته حبيبك عن الدنيا رحل. فكان موته واعظا لك ليجعل من حزنك عليه تنبيها لك من غفلتك. لتكون اكثر قربا لربك - 00:12:12ضَ
ودعك وترك في قلبك ذكرياته. لتذكره بدعوة تنجيه. لا بدمعة تبكيه واعلم يا صديقي ان الانسان بعد صدمة المصيبة يمر بمستويات شعورية عدة شعور الانكار ينكر فيه الانسان ما وقع. ثم الاعتراف والتصديق ثم لوم الذات بالتقصير تجاه المفقود. واحيانا الغضب - 00:12:35ضَ
والتسخط على القدر ثم الحزن الشديد على ما حدث ثم التقبل والتعايش والتسليم. وتقل الصدمة على قدر صدر الانسان وايمانه ويقينه ويحصل التقبل والتعايش بقدر انهماكه بما يحب ويفيد فاحرص ايها الكريم على ان تواجه الواقع. ولا تهرب منه - 00:13:00ضَ
لا تهرب من مواجهة مقتنياته. ولا تهجر سيارته او غرفته او صورته. وعود نفسك الحديث عنه حتى تتجاوز مرحلة الانكار لتصل باذن الله الى التقبل والتعايش واعلم ايها الكريم ان حياتك سائرة قبله. وستسير من بعده - 00:13:24ضَ
لان المسير والميسر لها هو الله جل جلاله فلا تعتقد ان موت احد من الناس يمكن ان يوقف الحياة رحل الكثيرون وسيرحلون. وما زالت الشمس تشرق والطيور تغرد. والانهار تجري - 00:13:45ضَ
ما زال الناس يضحكون يعملون يلعبون يتحدثون يسيرون الحياة لم تتوقف. والدنيا لم تتبدل. والمصالح لم تتعطل هكذا الحياة. يولد اناس ويرحل اخرون ولن يبقى معك سوى الله جل جلاله - 00:14:05ضَ
كل ناع فسينعى كل باك فسيبكى كل مذخور سيفنى. كل مذكور سينسى. ليس غير الله يبقى. من علا فالله اعلى ورحل بلا رجوع. فهل اقصى وفائك له بعض الدموع؟ ليس الوفاء له بكثرة البكاء. بل بمداومة الدعاء. وعندما تنقطع علاقة الاجساد. فمن الوفاء ان تستمر علاقة - 00:14:29ضَ
ارواح ففرج عنه وخلصه واسعده واكرمه بدعائك لا ببكائك تسلم المرء اخوه للمنايا وابوه. وابو الابناء لا يبقى ولا يبقى بنوه رب مذكور لقوم غاب عنهم فنسوه. قيل يا ناس تعالوا وهلموا فالحقوه - 00:15:01ضَ
فجر القوم وصاحوا ادركوه ادركوه سألوه كلموه حركوه لقنوه. حرفوه وجهوه مددوه غمضوه. عجلوه اسرعوا لا تحبسوه. ارفعوه غسلوه كفنوه حنطوه. فاذا ما لف في الاكفان قال فاحملوه ارفعوه فوق اعواد المنايا شيعوه - 00:15:24ضَ
فاذا صلوا عليه قيل هيا فاقبروه فاذا ما استودعوه الارض فردا تركوه. خلفوه تحت رمز ضيق ما وسعوه اسندوه اوحدوه افردوه دفنوه رمقوه في اشتياق ودعوه فارقوه وانثنوا عنه وخلوه كأن لم يعرفوه - 00:15:55ضَ
هكذا الدنيا وداع ورحيل فالفوه يدفن اليوم حبيبا. وغدا قد يدفنوه كل ما يرجوه منكم دعوة لا تتركوه. ابدلوا الاحزان برا هكذا قد تكرموه. تنفعوه بدعاء تعتقه تنقذوه. ترفعوه درجات من ذنوبه خلصوه - 00:16:21ضَ
اذكروه في سجود سامحوه استودعوه وغدا عند الاله في النعيم تلتقوه منصة خطوة - 00:16:47ضَ