التفريغ
برنامج بريدي مع الاستاذ ياسر الحزيمي رسالة من مبتلى بقلم الاستاذ ياسر. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بداية اشكرك مقدما على الاهتمام برسالتي. وارجو منك الرد عليها متى امكنك. اكتب لك رسالتي وانا على السرير الابيض - 00:00:00ضَ
في المستشفى حيث الصمت المزعج والهدوء المؤلم. والراحة المتعبة والبياض الكئيب. كل شيء مع مرارة لا طعم له. وكل شيء بلا عافية نعيم مزيف. حياتي نسخة مكررة اتقلب فيها بين روتين - 00:00:25ضَ
من الجرعات ومرارة الدواء ومجاملة الزوار. حياة انتظار. انتظار للدواء. انتظار للتقرير. انتظار للتحليل انتظار للزوار. انتظار للطبيب انتظار للطعام في محطة المرض. الكل ينتظر فقط ينتظر لا يدري ما يحمل له الغد. اكتب لك معبرا عن شعور الكثير من اصحاب العلل والامراض - 00:00:45ضَ
ممن يصارع للبقاء. هذا اسير للسرير وذاك اعمى ضرير وهذا مقعد عاجز وذاك مصاب مرض مزمن تصاحبه ادويته اينما حل وارتحل. التفت حولي فاجد الاصحاء في سعادة وهناء فاسأل نفسي لماذا انا يا رب؟ ماذا فعلت؟ لقد سئمت. لقد يئست ثم استغفر الله واقول - 00:01:15ضَ
اللهم لا اعتراض في كل مرة لا اجد تقدما لا اجد حلا اشعر بان اشرعة الامل في داخلي تتمزق وسفينة حياة ستغرق. انعدمت قوانين الحياة عندي. فالمكان فقد الالوان وكل - 00:01:45ضَ
كل ما حولي ابيض سوى قلوب بعض الناس. مل الاخ وانقطع الصديق. وابتعد القريب وانشغل الحبيب. قتلني الهم قبل المرض واوجعني التفكير اكثر من الالم. اكتب اليك لعلي اجد علاجا ليس لجسدي. بل - 00:02:05ضَ
لروحي التي ان مرضت فالموت خير لي من حياة العدم. انتظر كلماتك لعلها تكون القشة التي تقسم ظهر اليأس والاحباط والحمدلله على كل حال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بك اخي الكريم - 00:02:25ضَ
واسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يشفيك مما فيك. لا بأس طهور ان شاء الله ايها الرجل المبتلى المرض طريق التوبة ورسول الطهر وكفارة الذنب المرض يحيي القلب ويميت الذنب. ويطرد من النفس العجب - 00:02:48ضَ
ويدني العبد من الرب مرض البدن صحة للنفس المؤمنة الصامرة المريض لا يرقد على سرير الاسير. بل على سرير التطهير والتكفير خطاياك بسببه تسقط. ورحمات ربي فيه تهبط المرض تجديد للشكر وتحريك للفكر - 00:03:10ضَ
بالمرض تعرف قيمة الصحة وقيمة الصحبة المرض يتذكر الناس ويتنبه الغافل ويتوب المقصر. ويتعظ المصر المرض يكسر كبرنا. يغسل ذنبنا. ينبهنا من غفلتنا. ويكشط نتأ قسوتنا المرض محطة توقف للتزود من وقود الانسانية. فلولاه لافترست الصحة نوازع الرحمة والعطف في الانسان على الانسان - 00:03:32ضَ
المرض للصابر جواز سفر الى الجنة. حين يغمس في نهر من انهارها فينسى كل بلاء وشقاء مر به كن في الدنيا كأنك غريب. او عابر سبيل فالعطاء فيها مؤقت والشفاء عليها ايضا مؤقت. كل شيء سيمر - 00:04:04ضَ
مرضك والمك وعاهتك وفقد بصرك وحروق جلدك وشلل جسدك وايا كانت مصيبتك فاعلم انها مقدرة. مؤقتة مأجورة فالمقدر نرضى به والمؤقت نصبر عليه. والاجر نرجوه ونفرح به قد جعل الله الدنيا دار الابتلاء. وجعل الاخرة دار الجزاء. وجعل بلاء الدنيا سببا وثمنا لعطاء الاخرة - 00:04:27ضَ
وجعل عطاء الاخرة عوضا من بلاء الدنيا فيأخذ منك ليعطيك. ويبتليك ليجزيك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الارض ما له خطيئة المرض ربيع القلوب وخريف الذنوب - 00:04:58ضَ
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه اذى من مرض فما سواه الا حط الله به سيئاته كما تحط شجرة ورقها المرض ابتلاء ولكنه في الوقت نفسه اصطفاء من الله لك - 00:05:21ضَ
ودليل المحبة وعلامة القبول قال عليه الصلاة والسلام اذا احب الله قوما ابتلاهم وقال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يصب منه مهما اصاب الله منك فهو خير قدره عليك - 00:05:39ضَ
وهو الرحيم بك العليم بما يصلح لك المرض رسالة من الرب لاحياء القلب وغفران الذنب قد تغبط بعض الاصحاء اليوم. ولكن الاصحاء جميعا يغبطونك يوم القيامة يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام - 00:05:57ضَ
ليودن اهل العافية يوم القيامة ان جلودهم قرضت بالمقاريض. مما يرون من ثواب اهل البلاء هذا من عدل الله ولطفه وكرمه ورحمته ارأيت كيف ان البلاء اصطفاء؟ انه ميزة انه هدية انه عطاء - 00:06:17ضَ
ان المرض في الدنيا بالنسبة للاخرة صبر ساعة يعقبها النعيم ومن يتصبر يصبره الله. كما قال رسول الله مرض ابو بكر الصديق رضي الله عنه. فعادوه فقالوا الا ندعو لك الطبيب - 00:06:39ضَ
فقال قد رآني الطبيب. قالوا فاي شيء قال لك؟ فقال قال لي اني فعال لما اريد يقين مع رضا لان من قدر وقضى حكيم عليم. لا يفعل شيئا عبثا ولا يقدر شيئا سدى - 00:06:58ضَ
يخلق الله ما يشاء ويختار تنزل معونته من السماء على قدر حاجتك. وينزل الصبر على قدر مصيبتك رحيم قد تنوعت رحمته على عبده يرحمه فيعطيه. ثم يرحمه فيوفقه للشكر. ويرحمه فيبتليه. ثم يرحمه فيوفقه للصبر - 00:07:19ضَ
ويرحمه ايضا بان يجعل ذلك البلاء في الدنيا الما ومحنة وعناء وفي الاخرة مغنما ومنحة وعطاء سهرك واراقك. حزنك وقلقك وجعك والمك صرختك ودمعاتك. يعلمها الله يسمعها الله. يبصرها الله - 00:07:43ضَ
ويرفع بها درجتك ويغفر بها زلتك قال صلى الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم. حتى الشوكة فيشاكها الا كفر الله بها من خطاياه - 00:08:09ضَ
كم في الرزايا من عطايا وكم في المحن من منح وكم من خير جاء بلباس الشر فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا خلف وخز ابر النحل العسل - 00:08:29ضَ
وبعد حرارة الصهر الذهب وبين اعواد الشوك الزهر وخلف ظلام الليل الفجر وخلف كل ونة رحمة وفي كل وخزة درجة وبعد كل عناء وشقاء للصابر سعادة ايها المريض المتألم ما اكرمك عند ربك - 00:08:47ضَ
ما اكرمك عند ربك ما اكرمك عند ربك يقول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن ادم، مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف اعودك وانت رب العالمين - 00:09:10ضَ
قال اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده ما اعظمك ايها المريض يسميك باسمك عبدي فلان ويعاتبهم لاجلك ما اعظمك نسب المرض لنفسه جل وعلا تعظيما لشأنك. وتقريبا لمنزلتك وترغيبا في اجرك - 00:09:30ضَ
ايها المريض المتألم للمرض صورة قبيحة وطعم مر. ولكن في طياته الرحمة والنقاء والطهر قال احد الذين يرون جانب المرض القبيح حين اصابته الحمى زارت مكفرة الذنوب وودعت تبا لها من زائر ومودع - 00:09:57ضَ
قالت وقد عزمت على ترحالها. ماذا تريد؟ فقلت الا ترجعي فرد ابن القيم رحمه الله قائلا زارت مكفرة الذنوب لصبها اهلا بها من زائر ومودع قالت وقد عزمت على ترحالها - 00:10:20ضَ
ماذا تريد؟ فقلت الا تقلعي سبحان الله اين تنظر للمرض بنور الايمان تتكشف لنا عبره ومنحه وفضائله يا صديقي اصبر على ما اصابك يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم الصبر ضياء. والضياء اشراق مع احراق - 00:10:43ضَ
فان تحملت حرارته ومرارته اشرق لك نوره فبصرك طريق النجاح والفلاح والصلاح واعقبك بعد ذلك بالانشراح والارتياح فاصبر على مرضك واجعله نقطة تحول لك اجعله اعلانا لتوبتك وطريقا لعودتك ونهاية لغفلتك - 00:11:09ضَ
احمد الله واسأله الصبر فيه. والرضا به والشكر عليه. واحمد الله على ان ما اصابك لم يكن في دينك فمرض البدن صاحبه يؤجر. ومرض الدين صاحبه يؤزر واحمد الله فلست وحدك. فقد سبقك الكثير وشاركك الكثير. ويلحق بك الكثير - 00:11:33ضَ
اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بان المرء غير مخلد اوما ترى ان المصائب جمة وترى المنية للعباد بمرصد من لم يصب ممن ترى بمصيبة هذا طريق لست فيه باوحد نعم لست وحدك - 00:11:56ضَ
وليس البلاء عقوبة لشرار الخلق لست وحدك فقد سبقك الصالحون والعظماء ابتلي النبي صلى الله عليه وسلم في جسده وعرضه واهله وماله ضرب وطرد وشتم واتهم وكذب عليه الصلاة والسلام - 00:12:20ضَ
وتيتم وهجر وافتقر ومرض وسحر وغلب وشج وجهه ورمي سلا الجزور على جسده لست اكرم على الله من نبيه. ولكن الله يبتلي من يشاء من عباده ليزكيه وينقيه. ثم يعطيه فيرضيه - 00:12:40ضَ
فابشر واطمئن واصبر. ففي اختبار البلاء يخفق الضعفاء لا تجزع ولا تفزع. لا تقنط ولا تيأس لا تشتكي فالشكوى لغير الله شكوى الضعيف الى ضعيف وشكوى المحتاج الى العاجز فكتمان المصيبة من كمال الصبر وتمام الرضا - 00:12:59ضَ
وكثرة الشكوى لا تدفع البلاء. بل تزعج الجلساء وتجلب الشقاء وتضعف الشفاء. وقد تحبط الاجر تعلم الشكوى لله. لا الشكوى على الله يقول جل جلاله ان الانسان لربه لكنود. الكنود هو الجحود الذي يعدد المصائب والمشكلات والمحن - 00:13:23ضَ
وينسى ويتجاهل ويجحد النعم ان سئل عن حاله ولول واشتكى وتذمر ولبس ثوب المظلوم المحروم. وتمثل دور الضحية. يمله الناس فلا يتفاعلون مع الامه ولا يأنسون بكلامه لا تشتكي فان الجرح لا يؤلم الا صاحبه. ومن عرف الله ما شكاه - 00:13:47ضَ
ومن عرف الناس ما اشتكى اليهم لا تشتكي من الله ولا تشتكي لغير الله بل الشكوى والتذمر رائحة تفسد اجواء الناس من حولك. وتحط من قدرك. وتجعل الحوار معك دربا من المجاملة - 00:14:13ضَ
متكلفة ايها الاعمى ابشر فلك الجنة ان صبرت فانت خير ممن عاش ناسيا ايات ربه فحشره يوم القيامة اعمى بعد ان كان في الدنيا بصيرا ايها الاعمى هناك من فقد اطرافه وشلت حركته. واعلم ان الاعمى الحقيقي هو المبصر الذي يرى كل شيء الا الحق - 00:14:31ضَ
فصاحبها كالانعام بل هو اضل ايها المقعد هناك من لا يتحرك فيه سوى عينيه فابشر ان صبرت فالعاجز الحقيقي هو الذي لا يستطيع السجود لربه يوم القيامة وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون - 00:14:56ضَ
ايها المبتلى مهما كان مرضك فانظر لمن هم دونك ايها المتألم في بعض جسده. هناك من لا يشعر بكامل جسده ايها العاجز عن الحركة والكلام. انت خير من صحيح سليم البدن. مرضه في دينه - 00:15:18ضَ
وفقد ايمانه وانحلت عقيدته يا مريض الجسد انت خير من مريض العقل وسقيم الروح المرض الذي لا اجرى فيه ولا عوض منه هو مرض الفكر والهوى ومرض الشبهة والشهوة. مرض الغفلة والسكرة - 00:15:36ضَ
مرض البعد عن الله. مرض الاخلاق. مرض الهمة. مرض المبادئ فهذه امراض لا تضر حياة الجسد. ولكنها تضرك في حياة الابد تهدم بناء الايمان وتنقض اركان التوحيد. وتسد طريق الجنة والله المستعان - 00:15:54ضَ
ايها المبتلى احسن الظن بربك واسأله الشفاء من مرضك مهما قيل لك وفيك وعنك فلن يكشف الضر الا الله لا تتعلق بقول احد او حضور احد او قدرة احد بل بالواحد الفرد الصمد - 00:16:15ضَ
وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم استبدل الاه بالحمد لله واستبدل الشكوى بالتقوى واصبر. فالمبتلى الصابر من اقرب الناس الى الله - 00:16:34ضَ
والشكوى من البلوى بلوى مضاعفة ما تجفف ينابيع الدعاء التي فجرها المرض باليأس والقنوط واستعجال الاجابة ولا تستبطئ الاجابة وقد سددت طريقها بالاصرار على المعاصي. واطلب رحمة الله بالدعاء وارتقبها بحسن الظن - 00:16:59ضَ
طريقها بالاستغفار. وجدد توبتك واخلص نيتك واصدق في دعائك ومناجاتك وتذكر امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء داوم على قراءة القرآن ففيه الشفاء لامراض القلوب والابدان ايها المبتلى اخطر ما في المرض الانصات لوساوس الشيطان الذي يسلبك النشاط ويرمي بك في حفرة اليأس والاحباط - 00:17:19ضَ
التفكير السلبي في المرض مرض مضاعف فلا تفسد لحظاتك الحالية بتوقعاتك التشاؤمية سلم امرك لله واعتمد عليه وثق به وتوكل عليه ايها المبتلى المتألم مهما اشتد وجعك وضاقت نفسك فالحياة خير لك من الموت فلا تتمنى الموت - 00:17:51ضَ
يقول النبي عليه الصلاة والسلام لا يتمنين احدكم الموت اما محسنا فلعله يزداد واما مسيئا عله يستعتب. ان يرجع فان كنت محسنا فرفعة وزيادة. وان كنت مسيئا فتوبة وعبادة. وان كان لابد فقل كما امر نبينا عليه الصلاة والسلام - 00:18:15ضَ
سلام. اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي. وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي صديقي اعلم انك في حضن المرض وان جرحك لا ينزف الا من دمك وان المك لا يستشعره غيرك - 00:18:39ضَ
وماذا عساي ان افعل لك وانت المتألم وانا المتكلم لا املك سوى حروف وكلمات تتسابق اليك وتتمنى ان تجد في صدرك متسعا لها كلمات تفتح لك نافذة الامل لتطل على بستان الرضا والتوكل. تردد الحمدلله - 00:18:56ضَ
الحمدلله لابد للصحيح ان يمرض وللمتعثر ان ينهض. لا بد للربيع من خريف يجدد للاشجار ورقا. ولا بد للجوهر من نار يزيده الاحراق القلقا مهما قال الطبيب فالجراح يوما ستطيب. مهما طال الانتظار فالله يوما يستجيب - 00:19:18ضَ
المك وجعك مرضك حزنك كل هذا النحيب يوما سيغيب لا تعترض فليس لمعترض نصيب. لا تشتكي للناس فليس منهم من يجيب لا تفزع ولا تجزع ولا تيأس ولا تبأس جراحك يوما ستطيب - 00:19:44ضَ
مهما زاد بكاؤك صعب دواؤك طال بقاؤك انت في الدنيا غريب انت اياما تعيش ثم يوما ستغيب تنطوي صفحات امسك. تذهب الام بأسك تشرق انوار شمسك عند رحمن قريب انت في الجنة لا تمرض ولا تسقم - 00:20:07ضَ
لا تعجز ولا تهرم انت في الجنة صدقا دون ريب عندها ستقول ربي كل هذا الخير من عضو اصيب ايا ربي انت حسبي هاك جسمي هاك قلبي. انت علام رقيب. ردني فيها لاسقم ساعة - 00:20:31ضَ
تنفيه لانعم باقي العمر واغنم انت وهاب مجيب اللهم انا نسألك نفسا راضية مطمئنة تطمع في لقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك وتصبر على بلوائك منصة خطوة - 00:20:53ضَ