التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فيقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون - 00:00:00ضَ
اياما معدودات فبين الله عز وجل في هذه الاجة الكريمة بين فرضية الصيام على هذه الامة وانه كما انه قد فرضه على هذه الامة فقد فرضه على الامم قبلنا كما قال كما كتب على الذين من قبلكم - 00:00:23ضَ
وهذا تشبيه لاصل الفرض باصل الفرض لا بصفته بمعنى ان صيام من قبلنا لا يلزم ان يكون كصيامنا ولكنه قد فرض على من قبلنا كما فرظ علينا ثم بين سبحانه وتعالى - 00:00:48ضَ
الغاية من فرضية الصيام فقال لعلكم تتقون اي لاجل ان تتقوا وذلك ان الصائم مأمور بفعل الطاعات المحرمات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل - 00:01:09ضَ
فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه وقال من لم يدع قول الزور وقول الزور كل قول مائل عن الحق لان الزهر من الازورار وهو الميل فكل قول مائل الحق - 00:01:34ضَ
فهو من قول الزور فيدخل في ذلك كل قول محرم الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم ونحو ذلك قال والعمل به يعني العمل بكل قول محرم من شهادة الزور ومن العدوان على الغير في اموالهم من الغش والتدليس ونحو ذلك - 00:01:56ضَ
قال والجهل الجهل السفه والمراد به هنا كل قول ينسب قائله الى السفه وان لم يكن محرما الكريمات النابية ونحو ذلك قال فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه - 00:02:25ضَ
يعني ان الله عز وجل لم يرد من العباد ان يدعوا الطعام والشراب وانما اراد بفرضية الصيام اراد امرا اعظم من ذلك وهو تحقيق التقوى وهذا الحديث يدل على ان الاعمال المحرمة - 00:02:50ضَ
لها تأثير على الصيام وانها تنقص اجر الصائم في عنا الصيام حقيقة ان يصوم الانسان بقلبه وقالبه سيصوم عن الاكل والشرب. ويصوم ايضا عن المحرمات من كذب وغيبة ونميمة ولهذا جاء في حديث اخر ليس الصيام من الطعام والشراب انما الصيام من اللغو والرفث - 00:03:09ضَ
قال جابر رضي الله عنه اذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك من الكذب والمحارم وجع هذا الجار وليكن عليك سكينة ووقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك على حد سواء - 00:03:45ضَ
وينبغي للصائم ان يصون صيامه وان يحفظ صيامه من السب والشتم ولو قدر ان شخصا سبه او شتمه وقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الصائم اذا سابه احد او قاتله يعني سبه او شتمه - 00:04:12ضَ
ان يقول اني امرؤ صائم تنبيها على ان الصائم مأمور الامساك عن السب والشتم وتذكيرا بانه متلبس بالصيام سيمتنع عن مقابلة السب والشتم وفي هذا ايضا فيه اعزاز لنفسه فكأنه يقول لولا اني صائم لقابلت هذا السب بسب مثله - 00:04:38ضَ
ولكن صيامي يمنعني من المقابلة وايضا انه اقطع للنزاع لان الشاب والشاتم اذا قال له الاخر اني صائم علم انه لن يقابل سبه وشتمه فحينئذ يتوقف عن الاستمرار في السب - 00:05:12ضَ
والشتم وهذا اعني قوله فليقل اني امرؤ صائم عام في جميع الصيام يعني في رمضان وفي غيره في صوم الفريضة وفي صوم التطوع فلا فرق بين هذا وهذا فيشرع للمؤمن اذا سبه احد او شاتمه ان يقول اني صائم - 00:05:40ضَ
واعلم انه لا يتم التقرب الى الله عز وجل الا بترك المحرمات. فكما انك تتقرب الى الله تعالى بترك المباحات من الشهوات من اكل وشرب ونكاع وغيرها فان التقرب الى الله لا يتم ايضا الا - 00:06:07ضَ
ما حرم الله تعالى من الكذب والغيبة والعدوان على الناس في دمائهم وفي اموالهم وفي اعراضهم قال النبي صلى الله عليه وسلم ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا - 00:06:34ضَ
في شهر كم هذا في بلدكم هذا فاذا قال قائل هل هذه الامور المحرمة هل هي تؤثر على الصيام وهل هي تفطر الصائم اتاني مسألتان مهمتان اما المسألة الاولى وهي انها هل تؤثر على الصيام او لا؟ فالجواب انها تؤثر على الصيام - 00:06:58ضَ
ولولا ان هذه الامور المحرمة من السب والشتم ونحوه لولا انها تؤثر على الصيام لم يقل النبي الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه - 00:07:27ضَ
فهذه الامور المحرمة لها تأثير على الصيام واما المسند الثاني وهي هل تفسد الصيام او لا؟ الجواب انها لا تفسد الصيام بان تحريمها عام والعبادة لا تفسد الا اذا كان المحرم خاصا بها - 00:07:46ضَ
ولذلك لما قيل للامام احمد ان فلانا يقول ان الغيبة تفطر فقال رحمه الله لو كانت الغيبة تفطر ما كان لنا صوم ما كان لنا صوم الحاصل ان الذي يفسد العبادة من المحرمات ما كان خاصا بها - 00:08:11ضَ
فمثلا لو ان شخصا وهو صائم اغتاب او كذب او غش فنقول صيامه صحيح ولكنه يأثم بهذا العمل المحرم. لكنه لو اكل او شرب عامدا فصيامه يفسد وعليه الاثم اذا فعل ذلك من غير عذر شرعي - 00:08:35ضَ
لماذا؟ نقول لان العبادة لا تفسد الا اذا كان المحرم خاصا بها فاذا فعل الانسان المحرم الخاص بالعبادة فان العبادة حينئذ تكون فاسدة. اما اذا كان التحريم عاما فان العبادة لا تفسد - 00:08:57ضَ
على الانسان ان يحرص على ان يصوم فعلى الانسان ان يحرص على ان يصون صيامه فان الصيام انما شرع لضبط النفس والتمرن على ذلك والسيطرة والقوة على الامساك بزمامها حتى يتمكن الانسان من التحكم بنفسه - 00:09:19ضَ
فيقودها الى ما فيه الخير والسعادة لان النفس عمارة بالسوق الا ما رحم ربي فان الانسان اذا اطلق لنفسه اوقعته في المهالك واذا ملك امرها وزمامها وسيطر عليها تمكن من قيادتها - 00:09:47ضَ
الى اعلى المراتب واسنا المطالب فعلى الانسان ان يستفيد من الصيام ايضا ان يستفيد منه انه يتحكم بنفسه وان يضبط نفسه وكذلك ايضا يستفيد من الصيام انه يكسر حجة نفسه - 00:10:15ضَ
وكبريائها حتى تخضع الحق وتليل للخلق لان الشبع والري واتيان الشهوات المباحة قد يحمل الانسان على الاثر والبطر والعلو على الخلق والتكبر عليهم فاذا صام الانسان فان هذا الصيام يكون سببا لكسر حدة نفسه - 00:10:39ضَ
ومنعها من كبريائها اسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم ممن يصوم رمضان ويقومه ايمانا واحتسابا وان يهب لنا منه رحمة. وان يوفقنا لهداه. ويجعل عملنا في رضاه. انه ولي ذلك - 00:11:10ضَ
القادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان - 00:11:36ضَ