التفريغ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ايها الاخوة والاخوات نواصل قراءتنا من كتاب رياض الصالحين. للامام النووي رحمه الله تعالى. يقول في - 00:00:02ضَ
وبالمجاهدة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره متفق عليه وفي رواية لمسلم حفت بدل حجبت وهو بمعناه - 00:00:21ضَ
بينه وبينها هذا الحجاب فاذا فعله دخلها يقول النبي صلى الله عليه وسلم حجبت النار بالشهوات وفي رواية حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره وهذا معناه ان المسلم يجب عليه ان يجاهد نفسه - 00:00:41ضَ
ونجاهد شهوات الدنيا حتى لا يقع في النار النار محفوفة بالشهوات فمن وقع في الشهوات وانتهكها وانغمس فيها وقع في النار ولذلك ينبغي على المسلم ان لا يترك لنفسه الزمام - 00:01:08ضَ
وان يفعل كل ما يشتهي من الشهوات لان هذه الدنيا دار ابتلاء ومن تمام الابتلاء ان تكون هناك شهوات تتزين للمسلم تتزين للانسان فيغتر بها الانسان ويقع في الحرام الله تعالى يقول انا جعلنا ما على الارض زينة لها. لنبلوهم ايهم احسن عملا - 00:01:30ضَ
وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا هذي الشهوات كلها ستذهب وكل ما على التراب تراب زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث - 00:01:59ضَ
ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب قل اانبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد - 00:02:22ضَ
المسلم العاقل اذا وازن بين شهوات الدنيا الفانية المنغصة بالالام والاحزان. وبين نعيم الجنة الباقي التام اذا دخل اهل الجنة الجنة نادى مناد ان لكم ان تحيوا فلا تموتوا ابدا. وان لكم ان تنعموا فلا تبأسوا ابدا وان لكم ان - 00:02:41ضَ
فلا تهرموا ابدا وان وان لكم ان تصحوا فلا تسقموا ابدا نعيم الجنة ليس فيه كدر ليس فيه الم بخلاف شهوات الدنيا ما من شهوة في الدنيا الا وتجد فيها - 00:03:04ضَ
شيئا من الالام والتنغيص تأكل طعاما لذيذا ربما يرفع عندك السكري وتمرض بسببه. ربما يؤلمك بطنك. وفي نهاية الامر انظر الى ما يصير. عندما تذهب الى الخلاء اجلكم الله وهكذا في كل شهوة في كل متاع من متاع الدنيا تجد فيه شيء من التنغص - 00:03:21ضَ
ما يتم لك متاع في الدنيا وهذا فيه عبرة عظيمة تجعل العاقل ما يتعلق بهذا المتاع يتعب نفسه لمتاع فان منغص ثم هو في النهاية ينتهي واذا تذكر الانسان الموت الذي يقطع كل نعيم - 00:03:50ضَ
فلا يكون لهذا النعيم اي قيمة لو قيل لك تمتع في هذا القصر وفيه من كل اصناف النعيم لكن الفترة شهر واحد ثم تخرج الى السجن او العذاب او كذا - 00:04:14ضَ
والله ما تشعر بطعم الراحة والنعمة في هذا القصر هكذا الذي يتمتع في الدنيا بشهوات وملذاته ثم ماذا يكون مصيره الى الشقاء في نار جهنم فالانسان اذا تذكر ان هذا النعيم منقطع لا دوام له - 00:04:31ضَ
فيهون عليه هذا النعيم كما قال الامام احمد رحمه الله انما هو طعام دون طعام ولباس دون لباس. وصبر ايام قلائل اصبر عن هذا النعيم ايام قليلة. والله تعالى يعطيك النعيم العظيم في الجنة - 00:04:49ضَ
اذا حجبت او حفت النار بالشهوات المؤمن الموفق العاقل لا يغتر بهذه الشهوات وفي المقابل قال وحفت الجنة بالمكاره بالمكاره طبعا المقصود بها ان المسلم لابد ان يجاهد نفسه على طاعة الله على العبادات على الاوامر على النواهي - 00:05:07ضَ
لان النفس في البداية قد تكره ان اه تطيع الله تعالى تريد الشهوات ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي وقال عن الانسان انه كان ظلوما جهولا فربما يجد في نفس الشيء من الثقل - 00:05:37ضَ
والكره تجاه بعض العبادات يجد ان الصلاة ثقيلة على نفسه ويريد ان يتمتع مع اصحابه او ان يستمر في عمله في تجاراته في اجتماعاته ويشعر انه اذا جاء وقت الصلاة يشعر بثقل - 00:05:59ضَ
اشعر بكراهية وهكذا بقي له اخرج زكاة مالك زكاة بالالاف ربما يشق على بعض الناس واذا صام ربما يشق على بعض الناس يشعر بالالم التعب ويترك شهوات نفسه. واذا قيل له اذهب الى الحج ربما يشعر بثقل - 00:06:23ضَ
ثقل السفر وربما آآ يصاب بشيء من المكاره والالام هناك او الامراض او مثل ما يسمع وهكذا ربما يشعر بهذه الكراهية تجاه هذه العبادات لكن هذا في الحقيقة انما هو بسبب - 00:06:45ضَ
تسويل النفس الامارة بالسوء النفس امارة بالسوء نفس الانسان. هكذا طبعها فلا بد من ان يزكيها الانسان قد افلح من زكاها. قد خاب من دساها فهذه المكاره ينبغي عليك ان تجاهد نفسك عليها - 00:07:06ضَ
نفسك تتمنى شهوات وتأبى الطاعات لا جاهدها الزمها طاعة الله تعالى ولا نفس ليس الامر راجعا اليك لابد ان تصلي الصلوات الخمس لابد ان آآ تصومي رمظان ثم تجاهدها على النوافل. صلي صلوات النوافل سنن رواتب صلي صلاة الظحى. قومي من الليل وهكذا - 00:07:25ضَ
تجاهد نفسك ولو انك في بداية الطريق شعرت بشيء من المشقة لكن سرعان ما تنقلب هذه المكاره الى محبوبات للنفس لان هذا انما يكون على سبيل الاختبار في البداية قد يجد الانسان شيئا من آآ الصعوبة والمشقة - 00:07:50ضَ
لكن اذا علم الله تعالى صدقك وانك تجاهد نفسك تريد ربك تريد الدار الاخرة النفس بعد ذلك تعتاد على ما تقوم به وهذا من طبيعة النفس ايضا. اذا عودتها على شيء تعودت عليه - 00:08:14ضَ
تعتاد على الطاعة ثم هذه الطاعات في حقيقتها والله هي قرة العيون. وطمأنينة القلوب وراحة النفوس هي اللذة الحقيقية في هذه الدنيا كلما اقبلت بعد ذلك على الطاعة تجد الامر يختلف تماما - 00:08:32ضَ
تجد لذة وحلاوة في عبادتك تجد طمأنينة في قلبك تجد نفسك ما تطيق ان تضيع صلاة من الصلوات الخمس. واذا فاتتك صلاة في المسجد تشعر بالم في قلبك وظيق في نفسك. كيف اتتني هذه الصلاة؟ وسبحان الله كان في بداية الامر - 00:08:55ضَ
ايام الشهوات الظلال كان ما يدري عن الصلاة ولا يبالي بها سبحان الله انظر كيف تقلب الحال انقلب الحال. لماذا؟ لانه جاهد نفسه ولهذا ذكر النووي رحمه الله هذا الحديث في هذا الباب مجاهدة النفس - 00:09:17ضَ
لابد ان تجاهدها على المكاره وتجاهدها على الشهوات وبذلك تصل الى الجنة ثم تأمل كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يجاهد نفسه مجاهدة طويلة في قيام الليل. كما ذكر النووي رحمه الله تعالى بعد ذلك حديث ابي عبد الله حذيفة ابن اليمان - 00:09:36ضَ
حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة افتتح البقرة فقلت يركع عند المئة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى - 00:10:04ضَ
فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح ال عمران فقرأها هذا كله في ركعة واحدة وهذا في دليل على جواز اه عدم ترتيب اه السور في القراءة ان في ترتيب المصحف البقرة ثم ال عمران ثم النساء. هنا النبي صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم ال عمران - 00:10:20ضَ
هذا جائز كيف يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل وهو يطيل القراءة يقرأ البقرة والنساء وال عمران في ركعة يعني هذه تقريبا ستة اجزاء من القرآن الكريم - 00:10:47ضَ
في ركعة واحدة قال يقرأ مترسلا يقرأ مترسلا يعني قراءة مرتلة ما يقرأ قراءة سريعة قراءة فيها خشوع وترسل قال اذا مر باية فيها تسبيح سبح واذا مر بسؤال سأل واذا مر بتعوذ تعوذ - 00:11:04ضَ
اذا مر باية فيها تسبيح سبح الله. سبح اسم ربك الاعلى. ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول سبحان ربي الاعلى. وهو في الصلاة اه مثلا آآ قرأ قول الله تعالى - 00:11:30ضَ
فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. قل سبحان الله وبحمده. سبحان الله. سبحان الله. يسبح الله يحمده اذا مر بسؤال سأل واذا مر بتعوذ تعوذ اذا جاء ذكر النار يتعوذ بالله من النار - 00:11:45ضَ
اذا جاء ذكر الجنة قال اللهم اسألك الجنة. يسأل الله وهذا يدلك على ان صلاة الليل في حقيقتها مناجاة بين العبد وربه. ليس المقصود انك تصلي وتقرأ اكبر عدد من الايات او المقصود - 00:12:02ضَ
ان يكون هناك بينك وبين الله مناجاة. لانك ما تترك الفراش والنوم والراحة الا لمحبوب اعظم. فانت في الحقيقة تقف امام محبوبك امام ربك امام مولاك تناجيه وتسأله وتسبحه تعظمه - 00:12:20ضَ
ثم ركع بعد هذه القراءة المترسلة الطويلة ركع. فجعل يقول سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه الله اكبر يعني ستة اجزاء اقل شيء يقرأها في ساعتين تقريبا مترسلة - 00:12:43ضَ
ثم يركع بمقدار ساعتين او تقريبا يعني ساعة ساعة ونصف. نحو قيامه ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع لا تظن هذا قيام فقط ربنا ولك الحمد الله اكبر لا - 00:13:05ضَ
هذا القيام الثاني في الصلاة فايضا يطيل فيه المحامد لله. ليس فيه قراءة للقرآن لكن يطيل فيه الحمد ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الارض وما بينهما وملئ ما شئت من شيء بعد - 00:13:27ضَ
وهذا يساوي الحمد لله رب العالمين اهل الثناء هذا يساوي الرحمن الرحيم اثنى علي عبدي. والمجد هذا يساوي ما لك يوم الدين مجدني عبدي اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد هذا يساوي اياك نعبد - 00:13:47ضَ
ثم تقول اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت وهذا يساوي واياك نستعين انت تستعين بالله لان الله تعالى هو المعطي المانع. لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت - 00:14:07ضَ
ثم يقول ولا ينفع ذا الجد منك الجد. يعني لا ينفع صاحب الجد صاحب الغنى غناه. وانما ينفعه عمله الصالح الذي والهداية للصراط المستقيم هذه التي تنفع وهذا يساوي قول الله تعالى في الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم - 00:14:25ضَ
ولا الظالين. هذه النعمة الحقيقية ليست المال والغناء فسبحان الله هذا الدعاء الذي كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم بعد القيام من الركوع هو في نفس معنى سورة الفاتحة - 00:14:45ضَ
التي كان يقرأ بها في القيام الاول وهذا المعنى بينه ابن تيمية رحمه الله تعالى هكذا يقوم قياما طويلا يحمد الله تعالى. ورد عنه انه كان يقول لربي الحمد لربي الحمد لربي الحمد لربي الحمد. هكذا تخيل تقول ربي الحمد - 00:15:00ضَ
نصف ساعة وانت تقول ربي الحمد ربي الحمد ربي الحمد كيف يكون قلبك؟ كيف ينكسر القلب حياء من الله ويتعلق بالله محبة لله هذا عالم اخر والله هذه الصلاة عالم اخر - 00:15:20ضَ
نستغفر الله نحن ما شممنا رائحة هذا الخشوع الذي كان عند النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم لكن المفتاح مجاهدة النفس هم بشر نحن بشر. لا تظن هذا مستحيل - 00:15:37ضَ
هذا لا يكون لواحد منا لا ممكن وفق واحد منا اذا جاهد نفسه على طول القيام طول القيام بين يدي الله طول القراءة حتى لو ما كنت تحفظ شيئا تمسك - 00:15:53ضَ
مصحف وتقرأ يجوز تطيل الركوع تطيل السجود تطيل القيام بين يدي الله. هذا باستطاعتك انت باختيارك انت فاذا جاهدت نفسك انفتح لك هذا العالم عالم جميل ليس هناك اجمل من هذا العالم - 00:16:06ضَ
قيام الليل قال ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال سبحان ربي الاعلى. فكان سجوده قريبا من قيامه رواه مسلم السجود اقرب ما يكون العبد من ربه ساجد - 00:16:24ضَ
عائشة رضي الله عنها تذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مقدار سجوده في قيام الليل كقدر قراءة خمسين اية فيطيل السجود بين يدي الله يعني حتى لو ما سألت الله شيئا - 00:16:43ضَ
لو انك تثني على الله سبحه سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى انك سجدت وبك امنت ولك اسلمت سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره. بحوله وقوته فتبارك الله احسن الخالقين - 00:17:04ضَ
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي وهكذا تنكسر لله في سجودك تشعر بقربك من الله اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد لتطيل السجود بين يدي الله وتشتاق للقائه - 00:17:21ضَ
لذة النظر الى وجهه سبحانه جل وعلا والله هذي الحياة الحقيقية هذه الحياة الحقيقية من وفق لها وفق للخير كله لكن تحتاج الى مجاهدة انت بيدك القرار. بيدك الامر بعد توفيق الله - 00:17:38ضَ
تدعو الله تصدق مع الله وتجاهد نفسك فنسأل الله تعالى ان يعيننا على قيام الليل نسأل الله تعالى ان يعيننا على مجاهدة نفوسنا نسأله تعالى ان يحبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وان يكره الينا الكفر والفسوق - 00:17:58ضَ
او العصيان واجعلنا من الراشدين. اسأل الله تعالى ان يغفر لنا وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:18ضَ